تفسير السلف
تفسير قوله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولمّا جاء أمرنا نجّينا هودًا والّذين آمنوا معه برحمةٍ منّا ونجّيناهم من عذابٍ غليظٍ}.
يقول تعالى ذكره: ولمّا جاء قوم هودٍ عذابنا {نجّينا} منه {هودًا والّذين آمنوا} باللّه {معه برحمةٍ منّا} يعني بفضلٍ منه عليهم ونعمةٍ، {ونجّيناهم من عذابٍ غليظٍ} يقول: نجّيناهم أيضًا من عذابٍ غليظٍ يوم القيامة، كما نجّيناهم في الدّنيا من السّخطة الّتي أنزلتها بعادٍ). [جامع البيان: 12/451]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ولمّا جاء أمرنا نجّينا هودًا والّذين آمنوا معه برحمةٍ منّا
قد تقدّم تفسيره في سورة الأعراف واللّه أعلم.
قوله تعالى: ونجّيناهم من عذابٍ غليظٍ
- حدّثنا موسى بن أبي موسى الأنصاريّ، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ قوله: غليظاً يعني: شديدًا). [تفسير القرآن العظيم: 6/2047]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله {عذاب غليظ} قال: شديد). [الدر المنثور: 8/86]
تفسير قوله تعالى: (وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({عنيدٌ} [هود: 59] : «وعنودٌ وعاندٌ واحدٌ، هو تأكيد التّجبّر»). [صحيح البخاري: 6/73]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله عند وعنودٌ وعاندٌ واحدٌ هو تأكيد التّجبّر هو قول أبي عبيدة بمعناه لكن قال وهو العادل عن الحق وقال بن قتيبة المعارض المخالف). [فتح الباري: 8/352]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (عنيد وعنود وعاند واحد هو تأكيد التجبر) أشار به إلى قوله تعالى {واتبعوا كل جبّار عنيد} وأشار بأن هذه الألفاظ الثّلاثة معناها واحد وهو تأكيد التجبر وقال ابن قتيبة معنى عنيد المعارض المخالف). [عمدة القاري: 18/293]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({عنيد}) بالياء في قوله: {واتبعوا أمر كل جبار عنيد} [هود: 59]. (وعنود) بالواو (وعاند) بالألف (واحد) قال أبو عبيدة (هو تأكيد التجبر) وقال غيره هو من عند عندًا وعندًا وعنودًا إذا طغى، والمعنى عصوا من دعاهم إلى الإيمان، وأطاعوا من دعاهم إلى الكفران). [إرشاد الساري: 7/169]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وتلك عادٌ جحدوا بآيات ربّهم وعصوا رسله واتّبعوا أمر كلّ جبّارٍ عنيدٍ}.
يقول تعالى ذكره: وهؤلاء الّذين أحللنا بهم نقمتنا وعذابنا عادٌ جحدوا بأدلّة اللّه وحججه، وعصوا رسله الّذين أرسلهم إليهم للدّعاء إلى توحيده واتّباع أمره، {واتّبعوا أمر كلّ جبّارٍ عنيدٍ} يعني كلّ مستكبرٍ على اللّه، حائدٍ عن الحقّ لا يذعن له، ولا يقبله.
يقال منه: عند عن الحقّ فهو يعند عنودًا، والرّجل عاندٌ وعنودٌ، ومن ذلك قيل للعرق الّذي ينفجر فلا يرقأ: عرقٌ عاندٌ: أي ضارٌّ، ومنه قول الرّاجز:
إنّي كبيرٌ لا أطيق العنّدا
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {واتّبعوا أمر كلّ جبّارٍ عنيدٍ} المشرك). [جامع البيان: 12/451-452]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: واتّبعوا أمر كلّ جبّارٍ عنيدٍ
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد، بن أبي عروبة، عن قتادة، قوله: واتّبعوا أمر كلّ جبّارٍ عنيدٍ والعنيد: المشرك.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، قوله: أمر كلّ جبّارٍ عنيدٍ قال: المشاق). [تفسير القرآن العظيم: 6/2047-2048]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {كل جبار عنيد} المشرك). [الدر المنثور: 8/86]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال {كل جبار عنيد} المشاق). [الدر المنثور: 8/86]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن إبراهيم النخعي عنيد قال: مناكب عن الحق). [الدر المنثور: 8/86]
تفسير قوله تعالى: (وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأتبعوا في هذه الدّنيا لعنةً ويوم القيامة ألا إنّ عادًا كفروا ربّهم ألا بعدًا لّعادٍ قوم هودٍ}.
يقول تعالى ذكره: وأتبع عادٌ قوم هودٍ في هذه الدّنيا غضبًا من اللّه وسخطه يوم القيامة، مثلها لعنةٌ إلى اللّعنة الّتي سلفت لهم من اللّه في الدّنيا {ألا إنّ عادًا كفروا ربّهم ألا بعدًا لعادٍ قوم هودٍ} يقول: أبعدهم اللّه من الخير.
يقال: كفر فلانٌ ربّه وكفر بربّه، وشكرت لك وشكرتك. وقيل: إنّ معنى {كفروا ربّهم}: كفروا نعمة ربّهم). [جامع البيان: 12/452]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وأتبعوا في هذه الدّنيا لعنةً ويوم القيامة ألا إنّ عادًا كفروا ربّهم ألا بعدًا لعادٍ قوم هودٍ (60) وإلى ثمود أخاهم صالحًا قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إلهٍ غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثمّ توبوا إليه إنّ ربّي قريبٌ مجيبٌ (61) قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوًّا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإنّنا لفي شكٍّ ممّا تدعونا إليه مريبٍ (62)
قوله تعالى: وأتبعوا في هذه الدّنيا لعنةً
- وبه إلى السّدّيّ، قوله: وأتبعوا في هذه الدّنيا لعنةً قال وأتبعناهم في هذه لعنةً لم يبعث نبيٌّ بعد عادا إلّا لعنت عادٌ على لسانه). [تفسير القرآن العظيم: 6/2048]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وأتبعوا في هذه لعنة يعني في الدنيا ويوم القيامة زيدوا لعنة أخرى فتلك اللعنتان). [تفسير مجاهد: 2/308]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في قوله {وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة} قال: لم يبعث نبي بعد عاد إلا لعنت عاد على لسانه). [الدر المنثور: 8/87]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قوله {وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة} قال: لعنة أخرى). [الدر المنثور: 8/87]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: تتابعت عليهم لعنتان من الله لعنة في الدنيا ولعنة في الآخرة). [الدر المنثور: 8/87]