العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم اللغة > جمهرة معاني الحرف وأسماء الأفعال والضمائر والظروف > جمهرة معاني الحروف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 06:02 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

"عن"
قال أبو الحسن علي بن محمد الهروي النحوي (ت: 415هـ): (ومنها "عن"
ولها أربعة مواضع:
تكون مكان
"من" قال الله تعالى: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده}، أي: من عباده، وكذلك تكون من مكان «عن» كقولك: «لهيت من فلانٍ»، أي: عنه، و«حدثني فلان من فلانٍ» أي: عنه.
وتكون
"عن" أيضًا مكان "الباء"، قوله تعالى: {وما ينطق عن الهوى}، أي: بالهوى، والعرب تقول: «رميت "عن" القوس»، أي: رميت بالقوس.
قال امرؤ القيس:
تصد وتبدي عن أسيل.
أي: بأسيل.
وتكون مكان
"على" قال ذو الأصبع العدواني:
لاه ابن عمك لا أفضلت في حسبٍ ..... عني ولا أنت ديَّاني فتخزوني
يريد: لم تفضل "على" في الحسب، «ولا أنت ديَّاني» أي: مالك أمري «فتخزوني» أي: تسوسني وتقهرني، وقوله: «لاه» أراد لله، فحذف "لام" الجر و"لام" التعريف، قال الخليل – رحمه الله – كانت العرب في الجاهلية تقول: «لاه أنت» في معنى: «لله أنت»، وكثه ذلك في الإسلام، أنشد:
لاه در الشباب والشعر الأسـ ..... ود والراتكات تحت الرحال
وتكون مكان "بعد" قال العجاج:
ومنهلٍ وردنه عن منهل
أراد: "بعد" منهل، ومثله قول الحارث بن عباد:
قربا مربط النعامة مني ..... لقحت حرب وائلٍ عن حيال
أراد: "بعد" حيال، أراد أنها هاجت "بعد" سكونها، و«النعامة»: اسم فرسٍ، يقول: لا تبعدوها "عني"، ويروى «مربط» بفتح "الباء" وكسرها، فمن فتح أراد المصدر وهو الرباط، ومن كسر أراد موضع الرباط، و«المربط» بكسر "الميم" وفتح "الباء": الحبل الذي يربط به). [الأزهية: 278 - 281]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 06:04 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

"عن"
قال إسماعيل بن أحمد الحيري الضرير (ت: 431هـ): (
باب "عن" على أربعة أوجه:
أحدها: بمعنى "من"، كقوله: {فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما} (البقرة 36)، وقوله: { يتساءلون * عن المجرمين} (المدثر 40-41).
والثاني: الصلة، كقوله: {يسألونك عن الأنفال} (الأنفال 1).
والثالث: بمعنى
"الباء"، كقوله: {وما ينطق عن الهوى} (النجم 3).
والرابع: بمعنى
"بعد"، كقوله: {لتركبن طبقا عن طبق} (الانشقاق 19) ). [وجوه القرآن: 383 - 384]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 06:05 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي



"عن"

قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت:597هـ): (باب "عن"
قال أبو زكريّا: معنى "عن" المجاوزة تقول: بلغني "عنك" كلام، أي: جاوزك "إليّ" كلام. وانصرفت "عن" زيد، أي: جاوزته "إلى" غيره. وهي حرف ما لم يدخل عليها "من" فإذا دخلت عليها "من" كانت اسما لأن حرف الجرّ لا يدخل على مثله تقول: أخذته "من" "عن" يمينك.
قال الشّاعر: -
(من عن يميني مرّة وأمامي)
وقد تكون بمعنى "بعد" كقوله: {لتركبن طبقًا عن طبق }. وسادوك كابرًا عن كابر.
وذكر بعض المفسّرين أنه في القرآن على أربعة أوجه: -
أحدها:
صلة في الكلام. ومنه قوله تعالى: {يسألونك عن الأنفال}.

والثّاني: بمعنى "الباء" ومنه قوله تعالى في هود: {وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك}، وفي النّجم: {وما ينطق عن الهوى}.
والثّالث: بمعنى
"من". ومنه قوله تعالى: {وهو الّذي يقبل التّوبة عن عباده}.
والرّابع: بمعنى
"على". ومنه قوله تعالى: {ومن يبخل فإنّما يبخل عن نفسه} ). [نزهة الأعين النواظر: 438 - 439]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 06:06 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


باب "عن"
قال أحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ): (باب "عن"
اعلم أن "عن" تنقسم قسمين: قسم تكون اسمًا، وقسم تكون حرفًا،
فأما التي تكون اسمًا فهي يدخل عليها حرف الجر
"في" نحو قوله:
.... .... .... .... .... من عن يمين الحبيا نظرةٌ قبلُ
وليست حظنا.
وأما التي تكون حرفًا، وهي المقصود، فإن لها في الكلام موضعين:
الموضع الأول
: أن تكون حرف جرٍ، ولها في ذلك معان:
الأول: المزايلة، نحو قولك: رميتُ
"عن" القوس واحتججت "عن" فلانٍ، قال الله تعالى: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ}، وقال: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ}، ومن ذلك: تجاوزت "عن" فلانٍ وكفرتُ "عنه"، قال الله تعالى: {نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}، وقال: {وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا}.
المعنى الثاني: أن تكون بمعنى
"بعد" نحو قولك: «أطعمته "عن" جوع وآمنته "عن" خوفٍ»، أي: "بعد" جوعٍ و"بعد" خوف، قال الله تعالى: {عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ}، أي: "بعد" قليل، و"ما" زائدةٌ، قال الشاعر:
.... .... .... .... .... نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل
وقال آخر:
.... .... .... .... .... لقحت حرب وائلٍ عن حيال
وقال آخر:
.... .... .... .... .... ومنهلٍ وردتُه عن منهل
أي: "بعد" في ذلك كله.
المعنى الثالث: أن تكون بمعنى
"على" نحو قولك: أفضلتُ "عنك"، بمعنى "عليك"، قال الشاعر:
لاه ابن عمك لا أفضلتَ في حسبٍ .... عني ولا كنت دياني فتخزوني
وقال آخر:
.... .... .... .... .... تدحرج عن ذي سامه المتقارب
أراد: "علي"، و"على" ذي.
المعنى الرابع: أن تكون بمعنى
"من أجل" نحو قولك: قام فلانٌ لك "عن" إكرامك، وشتمك "عن" مزاحٍ معك، المعنى: "من أجل"، قال الشاعر:
ولقد شهدت إذا القداح توحدت .... وشهدتُ عند الليل موقد نارها

عن ذات أو ليةٍ أساود ربها .... وكأن لون الملح لون شفارها
المعنى الخامس: أن تكون بمعنى "الباء"، نحو قولك: «قمتُ "عن" أصحابي».
قال امرؤ القيس:
تصدُّ وتبدي عن أسيلٍ وتتقي .... بناظرةٍ من وحش وجرة مُطفل
أي: بأسيلٍ، ولا يكون المعنى: «تصدُّ "عن" أسيل وتبدي به»، ولا «تصد بأسيل وتبدي "عنه"» كما زعم بعضهم، لأنه يكون من باب التنازع في الإعمال، ومن شرط إعمال الأول في هذا الباب إبراز الضمير بعد الثاني إن كان منصوبًا أو مجرورًا، نحو رأيتُ وأكرمته زيدًا ومررت ومر بي بزيدٍ، فإذًا لابد في البيت من إخراج "عن" وضعها الأول إلى معنى "الباء"، ووضعها الأول هو المزايلة كما ذكر، وما عدا ذلك فهي مخرجةٌ "عن" بابها، وقد تقدم في غير موضعٍ أن الحروف لا يوضع بعضها موضع بعضٍ إلا إذا كان الحرف في معنى الآخر، أو مردودًا إليه بوجهٍ ما، أو العامل فيه بمعنى العامل في الآخر، أو مردودًا إليه بوجهٍ ما، وأما مع [عدم] الرجوع إليه أو إلى العامل فلا يجوز بوجهٍ، فاعلمه.
الموضع الثاني: أن تكون بمعنى
"أن" وهي لغةٌ لبني تميمٍ، يقولون في أعجبني "أن" تقوم: «أعجبني "عن" تقوم»، وكذلك قال بعضهم: إن تميمًا انفردوا بالعنعنة، يعني أنها تقول في موضع "أن": عن، وعلى ذلك أنشدوا بيت ذي الرُّمة:
أعن توسمت من خرقاء منزلةً .... ماء الصبابة من عينيك مسجومُ
أراد: "أن" توسمت، وقال آخر:
أعن تغنت على ساقٍ مطوقةٌ .... .... .... .... ....
أراد: "أن" كما ذكر، ولا يفعلون ذلك في غير "أن"، فاعلمه). [رصف المباني:366 - 370]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 06:08 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

"عن"
قال إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصفاقسي (ت: 742هـ): (ومنها "عن": وتكون اسماً ظرفاً إذا دخل عليها حرف جرّ، نحو: جلس "من" "عن" يمينه، وإذا تعدّى فعل المخاطب إلى ضميره المتّصل، نحو: دع "عنك" نهباً.
وما عدا هذين فهي فيه حروفٌ.
ومعناها المجاوزة، نحو: رميت
"عنه".
وزيد في معناها البدل، كقوله تعالى: {يوماً لا تجزي نفسٌ عن نفسٍ شيئاً}.
وللاستعلاء: {وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك}.
وللبعديّة، كقوله تعالى: {لتركبنّ طبقاً عن طبق}.
وللظرفيّة، كقوله:
وآس سراة القوم حيث لقيتهم
ولا تك عن حمل الرّباعة وانيا.
أي: "في" حمل). [التحفة الوفية: ؟؟]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 06:09 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال الحسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (ت: 749هـ): ("عن"
لفظ مشترك؛ تكون اسماً وحرفاً، فتكون اسماً، إذا دخل عليها حرف الجر. ولا تجر بغير "من". وهي حينئذ اسم بمعنى: جانب. قال الشاعر:
فقلت للركب، لما أن علا بهم .... من عن يمين الحبيا، نظرة قبل
وندر جرها ب "على"، في قول الشاعر:
على عن يميني، مرت الطير، سنحاً
وذهب الفراء، ومن وافقه من الكوفيين، إلى أن "عن" إذا دخل عليها "من" باقية على حرفيتها. وزعموا أن "من" تدخل على حروف الجر كلها، "سوى" "مذ" و"اللام" و"الباء" و"في".
فإن قلت: ما معنى "من" الداخلة على "عن"؟ قلت: هي لابتداء الغاية. قال بعضهم: إذا قلت قعد زيد "عن" يمين عمرو معناه: ناحية يمين عمرو، واحتمل أن يكون قعوده ملاصقاً لأول ناحية يمينه، وألا يكون. وإذا قلت من "عن" يمينه كان ابتداء القعود نشأ ملاصقاً لأول الناحية. وقال ابن مالك: إذا دخلت "من" على "عن" فهي زائدة.
وزاد ابن عصفور أن "عن" تكون اسماً، في نحو قول الشاعر:
دع عنك نعباً، صيح في حجراته .... ولكن حديثاً، ما حديث الرواحل؟
لأن جعلها حرفاً، في ذلك، يؤدي إلى تعدي فعل المضمر المتصل إلى ضميره المتصل. وذلك لا يجوز إلا في أفعال القلوب، وما حمل عليها. قال الشيخ أبو حيان: وفيه نظر، لأن مثل هذا التركيب قد وجد في "إلى"، كقوله تعالى: {واضمم إليك جناحك}، {وهزي إليك بجذع النخلة}، ولا نعلم أحداً قال باسمية "إلى". قلت: قال ابن عصفور في شرح أبيات الإيضاح: حكى أبو بكر الأنباري أن "إلى" تستعمل اسماً، يقال: انصرفت"من" "إليك"، كما يقال: غدوت "من" "عليك".
وتكون "عن" حرفاً، فيما عدا ذلك. ولها قسمان:
الأول: أن تكون حرف جر. وذكروا له معاني:
الأول: المجاوزة. وهو أشهر معانيها، ولم يثبت لها البصريون غير هذا المعنى. فمن ذلك قوله: رميت "عن" القوس: لأنه يقذف عنها بالسهم ويبعده. ولكونها للمجاوزة عدي بها: صد، وأعرض، ونحوهما، ورغب، ومال، إذا قصد بهما ترك المتعلق. نحو: رغبت "عن" اللهو، وملت "عنه".
الثاني: البدل، نحو {واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً}، وقولهم: حج فلان "عن" أبيه، وقضى "عنه" ديناً، وقول الآخر:
كيف تراني، قالباً مجني؟ .... قد قتل الله زياداً، عني
الثالث: الاستعلاء. كقول الشاعر:
لاه ابن عمك، لا أفضلت في حسب .... عنى، ولا أنت دياني، فتخزوني
أي: "على". قال ابن مالك: ومنه بخل "عنه" والأصل عليه. قال: لأن الذي يسأل فيبخل يحمل السائل ثقل الخيبة، مضافاً إلى ثقل الحاجة. ففي بخل معنى ثقل، فكان جديراً بأن يشاركه في التعدية ب "على".
الرابع: الاستعانة. مثله ابن مالك بقوله: رميت "عن" القوس. ف "عن" هنا بمعنى "الباء"، في إفادة معنى الاستعانة، لأنهم يقولون: رميت بالقوس. وحكى الفراء، "عن" العرب: رميت "عن" القوس، وبالقوس، و"على" القوس.
قلت وفي هذا رد على من قال: إنه لا يقال رميت بالقوس، إلا إذا كان هو المرمي. وقد ذكر ذلك الحريري في درة الغواص.
الخامس: التعليل: كقوله تعالى: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة}، وقوله تعالى: {وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك}.
السادس: أن تكون بمعنى "بعد"، كقوله تعالى: {لتركبن طبقاً عن طبق}. قيل: ومنه {عما قليل ليصبحن نادمين} وقولهم: أطعمته "عن" جوع، أي: "بعد" جوع.
السابع: أن تكون بمعنى "في"، كقول الشاعر:
وآس سراة القوم، حيث لقيتهمولاتك، عن حمل الرباعة، وانيا
أي: "في" حمل الرباعة. هذا قول الكوفيين. وقال بعض النحويين: تعدية ونى ب "في" و"عن" ثابتة. والفرق بينهما أنك إذا قلت: ونى "عن" ذكر الله، فالمعنى المجاوزة، وأنه لم يذكره. وإذا قلت: ونى "في" ذكر الله، فقد التبس بالذكر، ولحقه "فيه" فتور وأناة.
الثامن: أن تزاد عوضاً، كقول الشاعر:
أتجزع أن نفس أتاها حمامها .... فهلا التي عن بين جنبيك تدفع
قال ابن جني: أراد فهلا "عن" التي بين جنبيك تدفع، فحذف "عن" وزادها بعد التي عوضاً. ونص سيبويه على أن "عن" لا تزاد.
واعلم أن هذه المعاني السابقة إنما أثبتها الكوفيون، ومن وافقهم، كالقتبي، وابن مالك. قال بعض النحويين: وهذا الذي ذهب إليه الكوفيون باطل. إذ لو كانت لها معاني هذه الحروف لجاز أن تقع حيث تقع هذه الحروف. فوجب أن يتأول جميع ما ذكروه، مما خالف معنى المجاوزة.
وذكر صاحب رصف المباني في معاني "عن" أن تكون بمعنى "الباء". قال: نحو قولك: قمت "عن" أصحابي، أي: بأصحابي. قال امرؤ القيس:
تصد، وتبدي عن أسيل، وتتقي .... بناظرة، من وحش وجرة، مطفل
أي: بأسيل. انتهى، والذي ذكره غيره أنها تكون بمعنى "باء" الاستعانة. وقد تقدم.
وأما القسم الثاني من قسمي "عن" الحرفية فهو أن تكون بمعنى "أن". وهي لغة لبني تميم، يقولون: أعجبني "عن" تقوم، أي: "أن" تقوم. وعلى ذلك أنشدوا بيت ذي الرمة:
أعغن توسعت، من خرقاء، منزلة .... ماء الصبابة، من عينيك، مسجوم؟
قلت: وكذلك يفعلون في "أن" المشددة. قال الزمخشري: وتبدل قيس وتميم "همزتها" "عيناً " فتقول: أشهد "عن" محمداً رسول الله. وهي عنعنة تميم). [الجنى الداني:242 - 250]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 06:11 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): ("عن"
"عن" على ثلاثه أوجه:
أحدها: أن تكون حرفا جارا وجميع ما ذكر لها عشرة معان:
أحدها: المجاوزة، ولم يذكر البصريون سواه نحو سافرت "عن" البلد، ورغبت "عن" كذا، ورميت السهم "عن" القوس، وذكر لها في هذا المثال معنى غير هذا وسيأتي.
الثّاني: البدل، نحو: {واتّقوا يومًا لا تجزي نفس عن نفس شيئا} وفي الحديث: «صومي عن أمك».
الثّالث: الاستعلاء، نحو {فإنّما يبخل عن نفسه}،
وقول ذي الأصبع:
(لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب ... عني ولا أنت دياني فتخزوني)
أي لله در أبن عمك لا أفضلت في حسب "عليّ" ولا أنت مالكي فتسوسني وذلك لأن المعروف أن يقال أفضلت "عليه" قيل ومنه قوله تعالى: {إنّي أحببت حب الخير عن ذكر ربّي} أي: قدمته "عليه" وقيل هي "على" بابها وتعلقها بحال محذوفة أي منصرفا "عن" ذكر ربّي وحكى الرماني "عن" أبي عبيدة أن أحببت من أحب البعير إحبابا إذا برك فلم يثر فعن متعلقة به باعتبار معناه التضمني وهي على حقيقتها أي إنّي تثبطت "عن" ذكر ربّي وعلى هذا فحب الخير مفعول لأجله.
الرّابع: التّعليل، نحو {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلّا عن موعدة} ونحو {وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك} ويجوز أن يكون حالا من ضمير «تاركي» أي: ما نتركها صادرين "عن" قولك وهو رأي الزّمخشريّ.
وقال في {فأزلهما الشّيطان عنها} إن كان الضّمير للشجرة فالمعنى حملهما على الزلة بسببها وحقيقته أصدر الزلة "عنها" ومثله {وما فعلته عن أمري} وإن كان للجنة فالمعنى نحاهما عنها.
الخامس: مرادفة "بعد"، نحو {عمّا قليل ليصبحن نادمين} {يحرفون الكلم عن مواضعه} بدليل أن في مكان آخر {من بعد مواضعه} ونحو {لتركبن طبقًا عن طبق} أي حالة "بعد" حالة وقال:
( ... ومنهل وردته عن منهل)
السّادس: الظّرفيّة، كقوله:
(وآس سراة الحيّ حيث لقيتهم ... ولاتك عن حمل الرباعة وانيا)
الرباعة نجوم الحمالة قيل لأن ونى لا يتعدّى إلّا "بفي" بدليل {ولا تنيا في ذكري} والظّاهر أن معنى ونى "عن" كذا جاوزه ولم يدخل فيه وونى "فيه" دخل "فيه" وفتر.
السّابع: مرادفة "من"، نحو {وهو الّذي يقبل التّوبة عن عباده ويعفو عن السّيّئات} الشّاهد في الأولى {أولئك الّذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا} بدليل: {فتقبل من أحدهما ولم يتقبّل من الآخر} {ربنا تقبل منا}.
الثّامن: مرادفة "الباء"، نحو {وما ينطق عن الهوى} والظّاهر أنّها على حقيقتها وأن المعنى وما يصدر قوله "عن" هوى.
التّاسع: الاستعانة قاله ابن مالك ومثله بـ رميت "عن" القوس؛ لأنهم يقولون أيضا رميت بالقوس حكاهما الفراء وفيه رد على الحريري في إنكاره أن يقال ذلك إلّا إذا كانت القوس هي المرمية وحكى أيضا رميت "على" القوس.
والعاشر: أن تكون زائدة للتعويض من أخرى محذوفة كقوله:
(أتجزع أن نفس أتاها حمامها ... فهلا الّتي عن بين جنبيك تدفع)
قال ابن جني أراد فهلا تدفع "عن" الّتي بين جنبيك فحذفت "عن" من أول الموصول وزيدت بعده.

الوجه الثّاني: أن تكون حرفا مصدريا وذلك أن بني تميم يقولون في نحو أعجبني "أن" تفعل "عن" تفعل قال ذو الرمة:
(أعن ترسمت من خرقاء منزلة ... ماء الصبابة من عينيك مسجوم)
يقال: ترسمت الدّار، أي: تأملتها، وسجم الدمع سال، وسجمته "العين" أسالته، وكذا يفعلون في "أن" المشدّدة فيقولون: أشهد "عن" محمّدًا رسول الله وتسمى عنعنة تميم.

الثّالث: أن تكون اسما بمعنى جانب، وذلك يتعيّن في ثلاثة مواضع:
أحدها: أن يدخل عليها "من" وهو كثير كقوله:
(فلقد أراني للرماح دريئة ... من عن يميني مرّة وأمامي)
ويحتمله "عندي" {ثمّ لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم} فتقدر معطوفة على مجرور "من" لا على "من" ومجرورها و"من" الدّاخلة على "عن" زائدة عند ابن مالك ولابتداء الغاية عند غيره، قالوا: فإذا قيل قعدت "عن" يمينه فالمعنى في جانب يمينه، وذلك محتمل للملاصقة ولخلافها فإن جئت بـ "من" تعين كون القعود ملاصقا لأوّل النّاحية.
الثّاني: أن يدخل عليها "على" وذلك نادر والمحفوظ منه بيت واحد وهو قوله:
(على عن يميني مرت الطير سنحا ... )
الثّالث: أن يكون مجرورها وفاعل متعلقها ضميرين لمسمى واحد قاله الأخفش وذلك كقول امرئ القيس:
(ودع عنك نهبا صيح في حجراته ... )
وقول أبي نواس:
(دع عنك لومي فإن اللوم إغراء ... )
وذلك لئلّا يؤدّي إلى تعدي فعل المضمر المتّصل إلى ضميره المتّصل وقد تقدم الجواب عن هذا وممّا يدل على أنّها ليست هنا اسما أنه لا يصح حلول الجانب محلها). [مغني اللبيب: 2 / 393 - 409]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 06:12 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

شرح علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ)

الباب الثاني: في الحروف الثنائية
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الباب الثاني: في الحروف الثنائية وهي التي كل واحدٍ منها على حرفين من حروف الهجاء بالوضع، واعلم أن جماعة لم تتعرض لها وهم أكثر النحاة ومنها طائفة لم يتعرضوا لها عند عدهم الحروف ونبهوا عليها في أماكن أخرى، ونحن نأتي إن شاء الله تعالى على عدّ جميعها ونذكر في كل واحد منها ما يليق ذكره بهذا التعليق، ونستمد من الله سبحانه حسن التوفيق، فنقول: إن جملة الحروف الثنائية التي اسقصينا حصرها ثلاثون حرفًا منها ما لم تجر عادتهم بذكره بين الحروف وهي ستة: "النون" الشديدة للتأكيد، و"الألف" و"النون" في نحو: يفعلان الزيدان، وتفعلان المرأتان، و"الواو" و"النون" في: يفعلون الزيدون إذا أسندت إلى الظاهر المرتفع بعدهما بالفاعلية على لغة أكلوني البراغيث، أي: قول من يجعل هذه العلامة للدلالة على نوعية الفاعل "كتاء" التأنيث الدالة على تأنيثه، ولفظة "نا"، و"كم"، و"ها"، الملحقة "بأيا" ضمير النصب المنفصل على رأي سيبويه في جعل المردفات حروفًا دالة على التفريع فإذا طرحنا هذه الستة بقي جميع الحروف المتداولة بين النحاة أربعة وعشرون حرفًا، وهي على حالتين كما قدمناه، فإنها إمَّا أن تكون حروفًا محضة، أي: تقع في جملة مواقعها وقاطبة استعمالاتها إلا حروفًا، وإمَّا أن تكون مشتركة بين الاسمية والحرفية، ولا يجوز أن يشارك الحرف الثنائي شيئَا من الأفعال لما تقدم من أنه لم يوضع فعل على أقل من ثلاثة أحرف أصول، فلذلك وضعنا هذا الباب أيضًا على نوعين: ملازم لمحض الحرفية، وغير ملازم، والله الموفق). [جواهر الأدب: 85]

النوع الثاني: من الحروف الثنائية المشترك بين الحروف والأسماء
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (النوع الثاني: من الحروف الثنائية المشترك بين الحروف والأسماء ولو على مذهب أحد عشر حرفًا وهي: "ال"، و"عن"، و"قد"، و"ما"، و"مذ"، و"ها"، و"الألف" و"النون" في تفعلان ويفعلان، و"الواو" و"النون" في تفعلون و يفعلون إذا رفعت هذه الأفعال ظاهرًا، و"نا"، و"كم"، و"هم"، من "إيانا" و"إياكم" و"إياهم" الضمير المنصوب المنفصل، ورتبنا للبحث عن كل واحد منها فصلًا بتوفيق الله تعالى وعونه). [جواهر الأدب: 149]

الفصل الثاني: "عن"
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الفصل الثاني: من النوع الثاني من الحروف الثنائية المشترة بين الحروف والأسماء.
"عن": حيث وقع تارة اسمًا وتارة حرفًا، وذلك في بحثين:
البحث الأول: في الواقعة اسمًا، وذلك إذا دخلها حرف جر، فإنها تكون اسمًا بمعنى جانب، كقولك: جئتك من "عن" يمينك، أي: من جانب يمينك؛ لامتناع اجتماع حرفي جر، كما تقدم ذكره، وقول الشاعر:
أقول للركب لما إن علا بهم .... من عن يمين الجبيا نظرة قبل
الجبيا: اسم موضع، وقول الآخر:
من عن يميني تارة وأمامي.
وبناؤها لمشابهة الحرفية لفظًا ومعنى؛ لما في الجانب من المجاورة إضافتها لا توجب الإعراب كإضافة "لدن" و"كم" مبنيين.
البحث الثاني: في الواقعة حرفًا، وتأتي في الكلام لتسعة معان: للمجاوزة: وهي الأصل في معانيها إمَّا حقيقة نحو: رحلت "عن" زيد، أو مجاز، كأخذت العلم "عن" والدي، كأنه لما اتصف به وصار عالمًا قد جاوز المعلم الثاني للبدل إذا كان يقع موقعها لفظ بدل نحو: {واتقوا يومًا لا تجزي نفس عن نفسٍ شيئا}، أي: بدل نفس، وفي الحديث: «صومي عن أمك»، أي: بدلها.
الثالث: أن تكون للاستعلاء نحو: {ومن يبخل فإنما يخل عن نفسه}، أي: "عليها"، وقول ذي الأصبع:
لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب .... عني ولا أنت دياني فتخزوني
والمعنى: لله دره لا أفضلت في حسب "على"، وذلك فإن المعروف أن يقال: أفضلت عليه، ومن ذلك قوله تعالى: {إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي}، أي: قدمته "عليه"، وقيل: هي في الآية لمجاوزة وهي متعلقة بحال محذوفة أي منصرفًا عن ذكره، وحكى الرماني: إن أحببت من أحب البعير إحبابًا إذا برك، فلم يترفعن متعلقة به باعتبار معناه.
الرابع: أن تكون للتعليل نحو: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه}، أي: لأجلها.
الخامسة: أن تكون مرادفة "لبعد"، كقوله تعالى: {عما قليل ليصبحن نادمين}، أي: "بعد" قليل، ومنه: {لتركبن طبقًا عن طبق}، أي: "بعد" طبق، وقول الشاعر:
ومنهل وردته عن منهل، أي: بعده.
السادس: أن تكون ظرفية، كقوله:
وآس سراة الحي حيث لقيتهم .... ولاتك عن حمل الرباعة وانيا
أي: وانيا في حمل، قيل: لأن ونى لا يتعدى إلا "بفي"، والظاهر أن ونى "عن" الشيء جاوزه، ولم يدخل "فيه"، وونى "فيه" دخل.
والسابع: أن تكون مرادفة "من" كقوله تعالى: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات}.
الشاهد: في الأول فقوله: يقبل التوبة "عن" عباده، أي: "منهم"، وقوله تعالى: {أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا}، أي: "منهم"؛ بدليل: {فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر}، وقوله: {ربنا تقبل منا}.
الثامن: أن تكون مرادفة "الباء"، كقوله تعالى: {وما ينطق عن الهوى}، أي: "به"، وقيل: إنها على حقيقتها، والمعنى: وما يصدر.
قوله: {عن الهوى}.
التاسع: أن تكون زائدة للتعويض من أخرى محذوفة، كقوله:
أتجزع أن نفس أتاها حمامها .... فهلا التي عن بين جنبك تدفع
قال ابن جني: أراد: فهلا تدفع "عن" التي بين جنبيك، فحذفت "عن" من أول الموصول وزيدت بعده، وذكر بعضهم وجهًا آخر، وهو أنها تأتي للاستعانة، ومثله بقولهم: رميت السهم "عن" القوس، أي: رميته "به"، ونقل هذا "عن" الفراء، ورد بأن هذا يقتضي أن القوس هي المرمية، ونقل ايضًا: رميت على القوس، والله أعلم). [جواهر الأدب: 163 - 165]


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 06:14 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

باب ما أوله "العين"
فصل "عن":
قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): (باب ما أوله "العين"
فصل "عن":
تستعمل على ثلاثة أوجه:
أحدها: تكون اسمًا بمعنى جانب:
وهو إمَّا أن تدخل عليها "من" وهو كثير، قال الشاعر:
فقلت للركب لما أن علا بهم ..... من عن يمين الحبيا نظرة قبل
وقال قطري بن الفجاءة:
فلقد أراني للرماح دريئة ..... من عن يميني مرةً وأمامي
و"من" الداخلة على "عن" زائدة عند ابن مالك ولابتداء الغاية عند غيره، قالوا: فإذا قيل: قعدت "عن" يمينه، فالمعنى: "في" جانب يمينه، فذلك محتمل للملاصقة ولخلافها، فإن جئت بـ "من" تعين كون القعود ملاصقًا لأول الناحية.
وإمَّا أن تدخل عليها "على" وهو نادر.
قالوا: والمحفوظ منه بيت واحد، وهو قوله:
..... على عن يميني مرت الطير سُنحًا .....
الوجه الثاني: تستعمل حرفًا مصدريًا في لغة بني تميم فيقول في نحو: أعجبني "أن" تفعل: "عن" تفعل، قال ذو الرمة:
أعن ترسمت من خرقاء منزلةً ..... ماءُ الصبابة من عينيك مسجوم
وكذا يفعلون في "أن" المشددة فيقولون: أشهد "عن" محمدًا رسول الله، ويسمى ذلك عنعنة تميم.
الوجه الثالث: تكون حرفًا جارًا وهي تدل على الانحطاط والنزول، تقول: نزلت "عن" الجبل و"عن" ظهر الدابة، وأخذت العلم "عن" زيد؛ لأن المأخوذ منه أعلى رتبة من الآخذ.
وتنقسم معانيها إلى أحد عشر معنى:
أحدها: المجاوزة ولم يذكر البصريون سواء نحو: سافرت "عن" البلد ورغبت "عن" كذا.
الثاني: الاستعلاء كقوله تعالى: {فإنما يبخل عن نفسه} ونحو قول ذي الأصبع العدواني:
لاه ابن عمك لا أفضلت في حسبٍ ..... عني ولا أنت دياني فتخزوني
ومن المعروف أن يقال: أفضل عليه بمال، ومنه قوله تعالى: {إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي}، أي: قدمته عليه، وحكى الرماني عن أبي عبيدة أن «أحببت» من: أحب البعير إحبابًا، إذا برك فلم يثر، فعن متعلقة باعتبار معناه: أي: إني تثبطت "عن" ذكر ربي، فعلى هذا فـ «حب الخير» مفعوله لأجله.
الثالث: التعليل، نحو قوله تعالى: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه}، وقوله تعالى: {وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك}، ومنه عندي قول امرئ القيس:
وتضحي فتيت المسك فوق فراشها ..... نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل
أي: لم تشد وسطها بمنطقة للخدمة، لكرمها على أهلها.
الرابع: تكون بمعنى "بعد" لأنها تقاربها في المعنى، كقوله تعالى: {عما قليلٍ ليصبحن نادمين}، وقوله تعالى: {يحرفون الكلم عن مواضعه}، بدليل قوله تعالى: {من بعد مواضعه}، في موضع آخر، وكقوله تعالى: {لتركبن طبقًا عن طبقٍ}، أي حالة "بعد" حالة، وكقول الحارث بن عباد:
قربًا مربط النعامة مني ..... لقحت حرب وائلٍ عن حيال
أي: "بعد" حيال، وقول العجاج:
..... ومنهلٍ وردته عن منهل .....
وقيل: ومنه قول امرئ القيس:
..... .... لم تنتطق عن تفضل .....
قيل: ومنه قوله تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره}.
الخامس: البدل، كقوله تعالى: {واتقوا يومًا لا تجزي نفسٌ عن نفسٍ شيئًا}، وفي الحديث: «صومي عن أمك».
السادس: مرادفة "في" الظرفية كقول الشاعر:
وآس سراة الحي حيث لقيتهم ..... ولا تك عن حمل الرباعة وانيا
قيل: بدليل قوله تعالى: {ولا تنيا في ذكري}، قال ابن هشام: والظاهر أن معنى: ونى "عن" ذكري، جاوزه ولم يدخله، وونى "فيه"، دخل "فيه" وفتر.
السابع: مرادفة "من" كقوله تعالى: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده} وقوله تعالى: {أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا}، بدليل قوله تعالى:{فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر}، وقوله تعالى: {ربنا تقبل منا}.
الثامن: مرادفة "الباء"، كقوله تعالى: {وما ينطق عن الهوى}، قال ابن هشام: والظاهر أنها على حقيقتها وأن المعنى: وما يصدر قوله "عن" الهوى.
التاسع: الاستعانة، قاله ابن مالك وغيره ومثله بـ: رميت "عن" القوس؛ لأنهم يقولون أيضًا: رميت بالقوس، حكاها الفراء، قال امرؤ القيس:
..... تصد وتبدي عن أسيلٍ .....
أي بأسيل، وفيه رد على الحريري في إنكاره أن يقال ذلك إلا إذا كانت القوس هي المرمية، وحكي أيضًا: رميت "على" القوس.
العاشر: تكون زائدة للتعويض عن "عن" أخرى محذوفة كقول الشاعر:
أتجزع نفسٌ أن أتاها حمامها ..... فهلا التي عن بين جنبيك تدفع
قال ابن جني: أراد فهلا تدفع "عن" التي بين جنبيك، فحذفت من أول الموصول وزيدت بعده.
الحادي عشر: تكون زائدة، كقول الله سبحانه: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره} في قول أبي عبيد، ومنع سيبويه زيادتها فقال: تقول: نبئت "عن" زيد ونبئت زيدًا، فليست ها هنا بمنزلة "الباء" في: {كفى بالله} لأن "عن" و"على"، لا يفعل بهما ذلك ولا "من" "في" الواجب، فمعنى كلامه أنهما لا يزادان البتة). [مصابيح المغاني: 273 - 280]


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 06:17 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن محمد بن إسماعيل الكردي البيتوشي (ت: 1211هـ): (
وعن بمعنى البا وبعد وعلى .... كما أتت لعلةٍ وبدلا
يا تاركي في لوعتي لولا النوى
.... ما كان دمعي ناطقًا عن الهوى
ما آن أن تدني عن طول القلى
.... من فيك أمسى مستهامًا مُبتلى
لا أفضلوا في حسبٍ عني ولا
.... في نسبٍ من تصطفيهم للولا
جئتك عن وعدك فاشدد عضدي
.... إذ ليس يجزي أحدٌ عن أحد
ومن ولاستعانةٍ، ظرفية
.... وعوضًا واسمًا ومصدرية
يا سيدا يُطمع في إسعاده
.... ويقبلُ التوبة عن عباده
رميتُ عن قوس الرجا أمانيا
.... فلا تكن عن حمل حملي وانيا
أنت إلى كشف الرزايا تُسرع
.... هلا التي عن بين جنبي تدفع
يا ليت شعري هل على المسرة
.... أراهم من عن يميني مرة
أعن تناءت بهم النياقُ .... بالدمع سالت مني الأحداقُ).
[كفاية المعاني: 260 - 261]


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 29 ذو الحجة 1438هـ/20-09-2017م, 09:37 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


قسم معاني الحروف من دليل"دراسات في أساليب القرآن"
للأستاذ محمد عبد الخالق عضيمة



- دراسة (عن) في القرآن الكريم

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة