قوله تعالي: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19)
ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23)
وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27)
لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((مطاع ثم أمين) [21] تام وهو أتم من الذي قبله لأن الفاء لا يتم قبلها كلام على حقيقة إذا كانت تأتي بمعنى الاتصال.
ومثله: (فأين تذهبون) [26] (لمن شاء منكم أن يستقيم) [28]) [إيضاح الوقف والابتداء: 2/968]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({ثم أمينٍ} تام. وهو أتم من الذي قبله لأن الفاء لا يتم قبلها كلام على الحقيقة لأنها تأتي بمعنى الاتصال. وكل ما مضى من نحو هذا، وقلنا فيه إنه تام، فإنما هو كالتمام إذا كان مستغنيًا عما بعده أو لم يتصل به. وهذا كما قلناه في تفسيره إنه قد يكون أحيانًا في درجة الكافي.
وقال نافع: {مطاعٍ ثم} تام. وليس بتام ولا كاف لأن (أمين) نعت لـ (مطاع) فلا يفصل منه.
{فأين تذهبون} تام، ورأس آية. ومثله {أن يستقيم}. ولا يوقف على {العالمين} لأن {لمن يشاء منكم} بدل منه). [المكتفى: 610]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (ثم الوقف على قوله: {ثم أمين- 21- ج} لانتساق الصفات، واتصال جواب القسم.
ثم تمام الكلام على قوله: {تذهبون- 26- ط} وعلى كل آية جواز، ومن جعل: {وما صاحبكم} وما بعدها معطوفًا على جواب القسم لم يقف على: {ثم أمين- 21- }، ولا يجوز له الوقف إلى قوله: {فأين تذهبون- 26- }.
{للعالمين- 27- لا} لأن ما بعده بدل البعض، فإن من شاء أن يستقيم بعض العالمين. [يستقيم- 28- ط}].
[علل الوقوف: 3/1099]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (ولا وقف من قوله فلا أقسم بالخنس إلى قوله أمين على أن جواب القسم أنه لقول رسول ومن قال أنه وما صاحبكم بمجنون لم يقف على شيء قبله إلى قوله بمجنون فلا يوقف على الخنس ولا على تنفس ولا على كريم لأن ما بعده نعته ولا على أمين لأن جواب القسم على القول الثاني لم يأت
بمجنون (تام) والمعنى أقسم بهذه الأشياء أن القرآن نزل به جبريل وما صاحبكم بمجنون على مازعمتم
المبين (كاف) ومثله بظنين على القراءتين قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي بالظاء المشالة والباقون بالضاد
رجيم (جائز)
تذهبون (تام) ورأس آية
للعالمين ليس بوقف لأن قوله لمن شاء بدل بعض من قوله للعالمين بإعادة حرف الجر فإن من شاء أن يستقيم بعض العالمين أن يستقيم مفعول شاء أي لمن شاء الاستقامة ويجوز أن يكون لمن شاء خبرًا مقدمًا ومفعول شاء محذوف وأن يستقيم مبتدأ
آخر السورة (تام) ) [منار الهدى: 420]
- تفسير