العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 شعبان 1431هـ/19-07-2010م, 08:41 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة المعارج

التفسير اللغوي لسورة المعارج

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 ذو القعدة 1431هـ/3-11-2010م, 06:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 18]


{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)}

تفسير قوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله: {سأل سائلٌ...}.دعا داعٍ بعذاب واقع، وهو: النضر [بن الحارث] بن كلدة، قال: اللهم إن كان ما يقول محمد هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم، فأسر يوم بدر، فقتل صبرا هو وعقبة). [معاني القرآن: 3/183]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {بعذابٍ واقعٍ...} يريد: للكافرين، والواقع من نعت العذاب. واللام التي في الكافرين دخلت للعذاب لا للواقع). [معاني القرآن: 3/183]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({سأل سائلٌ}: سأل سائل. أي دعا داع ، {بعذابٍ واقعٍ للكافرين ليس له دافعٌ من اللّه ذي المعارج}).
[تفسير غريب القرآن: 485]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {سأل سائل بعذاب واقع (1)} وقرئ سال بغير همز، يقال:. سالت اسال، وسلت أسال، والرجلان يتساءلان ويتساولان بمعنى واحد.والتأويل دعا داع بعذاب واقع.وذلك كقولهم: (اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم (32).وقيل معنى سأل سائل بعذاب، أي عن عذاب واقع، فالجواب قوله: (للكافرين ليس له دافع).
أي يقع بالكافرين، وقيل إن سال سايل بغير همز، سايل واد في جهنم). [معاني القرآن: 5/219]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ) :
( (بعذاب واقع) أي: عن عذاب واقع). [ياقوتة الصراط: 529]

قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سَأَلَ سَائِلٌ} أي دعا داعٍ، وقيل: معناه سأل الكافر عن عذاب واقع بهم، وتصديقه قوله تعالى حكاية عن الكفار: {إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ.....} الآية فرغبوا في العذاب وقيل: هو من السيل، والمعنى: سال وادي جهنم بعذاب واقع على الكافرين له دافع له). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 278-279]

تفسير قوله تعالى:{مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ذي المعارج...}.من صفة الله عز وجل؛ لأن الملائكة تعرج إلى الله عز وجل، فوصف نفسه بذلك). [معاني القرآن: 3/184]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ من اللّه ذي المعارج} يريد: معارج الملائكة.وأصل «المعارج»: الدّرج، وهو من «عرج»: إذا صعد).[تفسير غريب القرآن: 485]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {من اللّه ذي المعارج (3)} قيل معارج الملائكة،. وقيل ذي الفواصل). [معاني القرآن: 5/219]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({المَعَارِج} يريد معارج الملائكة، وأصله الدَرَج). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 279]

تفسير قوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ...}.يقول: لو صعد غير الملائكة لصعدوا في قدر خمسين ألف سنة، وأما (يعرج)، فالقراء مجتمعون على التاء، وذكر بعض المشيخة عن زهير عن أبي إسحاق الهمداني قال: قرأ عبد الله "يعرج" بالياء وقال الأعمش: ما سمعت أحداً يقرؤها إلا بالتاء. وكلٌّ صواب). [معاني القرآن: 3/184]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {تعرج الملائكة والرّوح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة (4)} جاء في التفسير أنه يوم القيامة، وجاء أيضا أن مقداره لو تكلفتموه خمسون ألف سنة، والملائكة تعرج في كل يوم واحد.وقرئت: تعرج [معاني القرآن: 5/219]
الملائكة، ويعرج الملائكة.وقيل منذ أول أيام الدنيا إلى انقضائها خمسون ألف سنة.وجائز أن يكون " في يوم " من صلة " واقع "، فيكون المعنى سأل سائل بعذاب واقع في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة. وذلك العذاب يقع في يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/220]

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فاصبر صبرا جميلا} هذا يدل على أن ذلك قبل أن يؤمر النبي عليه السلام بالقتال). [معاني القرآن: 5/220]
016

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّهم يرونه بعيداً...}.يريد: البعث، ونراه نحن قريباً؛ لأن كلّ ما هو آت: قريب). [معاني القرآن: 3/184]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {إنّهم يرونه بعيدا (6) ونراه قريبا (7)} يرونه بعيدا عندهم كأنهم يستبعدونه على جهة الإحالة، كما تقول لمناظرك: هذا بعيد لا يكون). [معاني القرآن: 5/220]

تفسير قوله تعالى: {وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ونراه قريبا (7)} أي صحيحا يقرب فهم مثله بما دل اللّه على يوم البعث بقوله: (قل يحييها الّذي أنشأها أوّل مرّة).وما أشبه هذا من الاحتجاجات في البعث). [معاني القرآن: 5/220]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (المهل): ما أذيب من الفضة والنّحاس). [تفسير غريب القرآن: 485]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يوم تكون السّماء كالمهل (8) وتكون الجبال كالعهن (9)}
العهن الصوف، والمهل درديّ الزّيت). [معاني القرآن: 5/220]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((المُهْل) ما أذيب من الفضّة والنحاس). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 279]

تفسير قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وتكون الجبال كالعهن} أي كالصوف. وذلك: أنها تبسّ). [تفسير غريب القرآن: 485]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يوم تكون السّماء كالمهل (8) وتكون الجبال كالعهن (9)}
العهن الصوف، والمهل درديّ الزّيت). [معاني القرآن: 5/220] (م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كَالْعِهْنِ} كالصوف). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 279]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا يسأل حميمٌ حميماً...}.لا يسأل ذو قرابة عن قرابته، ولكنهم يعرّفونهم [بالبناء للمجهول] ساعة، ثم لا تعارف بعد تلك الساعة، وقد قرأ بعضهم: (ولا يُسْأَلُ حَميمٌ حَمِيماً) لا يقال لحميم: أين حميمك؟ ولست أشتهي ذلك؛ لأنه مخالف للتفسير، ولأن القراء مجتمعون على (يسأل) ). [معاني القرآن: 3/184]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ولا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً} قريب قريباً). [مجاز القرآن: 2/269]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({حميم حميما}: قريب قريبا، وحاملة الرجل خاصته). [غريب القرآن وتفسيره: 389]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({ولا يسأل حميمٌ حميماً} أي لا يسأل ذو قرابة عن قرابته، ولكنهم {يبصّرونهم} أي يعرفونهم).
[تفسير غريب القرآن: 485]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ولا يسأل حميم حميما (10)} وقرئت (ولا يُسْأَل حَمِيم). فمن قرأ (ولا يَسْأَلُ) فالمعنى أنهم يعرف بعضهم بعضا، ويدل عليه قوله: (يبصّرونهم).
ومن قرأ (ولا يُسْأَل حَمِيم حَمِيمًا). فالمعنى لا يسأل قريب عن قرابته، ويكون (يبصّرونهم) - واللّه أعلم - للملائكة). [معاني القرآن: 5/220]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({حَمِيمٌ}: قريب). [العمدة في غريب القرآن: 314]

تفسير قوله تعالى: {يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({من عذاب يومئذٍ} فمن جر الميم أضاف العذاب إلى اليوم إلى إذٍ ومن فتح الميم جعل الميم حرفاً من وسطه كلمة لا يستعنى بالإضافة إلى إذٍ فيجرها وينون فيها). [مجاز القرآن: 2/269]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ولا يسأل حميمٌ حميماً} أي لا يسأل ذو قرابة عن قرابته، ولكنهم {يبصّرونهم} أي يعرفونهم). [تفسير غريب القرآن: 485](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ومن قرأ (ولا يُسْأَل حَمِيم حَمِيمًا). فالمعنى لا يسأل قريب عن قرابته، ويكون (يبصّرونهم) - واللّه أعلم - للملائكة). [معاني القرآن: 5/220](م)

تفسير قوله تعالى: {وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12)}

تفسير قوله تعالى: {وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وفصيلته...} هي أصغر آبائه الذي إليه ينتمي). [معاني القرآن: 3/184]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وفصيلته الّتي تؤويه} دون القبيلة، الشعوب أكثر من القبائل ثم الفصيلة، فخذه التي تؤويه). [مجاز القرآن: 2/269]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وفصيلته التي تؤيه}: دون القبيلة. أدنى آبائه إليه). [غريب القرآن وتفسيره: 389]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({وفصيلته}: عشيرته الأدنون).
[تفسير غريب القرآن: 485]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وفصيلته الّتي تؤويه (13)} معناه أدنى قبيلته منه). [معاني القرآن: 5/220]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَفَصِيلَتِهِ} أي عشيرته الأَدْنَون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 279]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الفَصِيلَة): دون القبيلة). [العمدة في غريب القرآن: 314]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ثمّ ينجيه...} أي: ينجيه الافتداء من عذاب الله). [معاني القرآن: 3/184]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قال الله عز وجل: {كلاّ} أي: لا ينجيه ذلك، ثم ابتدأ، فقال: {إنّها لظى...} ولظى: اسم من أسماء جهنم؛ فلذلك لم يجره). [معاني القرآن: 3/184]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({كلاّ إنّها لظى * نزّاعةً لّلشّوى} [معاني القرآن: 4/34]
قال: {كلاّ إنّها لظى} {نزّاعةً لّلشّوى} نصب على البدل من الهاء وخبر "إنّ" {نزاعةٌ} وإن شئت جعلت {لظى} رفعا على خبر {إنّ} ورفعت "النزّاعة" على الابتداء). [معاني القرآن: 4/35]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {كلّا إنّها لظى (15)} (كلّا) ردع وتنبيه، أي لا يرجع أحد من هؤلاء فاعتبروا). [معاني القرآن: 5/221]

تفسير قوله تعالى: {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {نزّاعةٌ لّلشّوى...} مرفوع على قولك: إنها لظى، إنها نزاعة للشوى، وإن شئت جعلت الهاء عمادا، فرفعت لظى بنزاعة، ونزّاعة بلظى؛ كما تقول في الكلام: إنّه جاريتك فارهة، وإنها جاريتك فارهة. والهاء في الوجهين عماد. والشّوى: اليدان، والرجلان، وجلدة الرأس يقال لها: شواة، وما كان غير مقتل فهو شوًى). [معاني القرآن: 3/185]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({كلاّ إنّها لظى * نزّاعةً للشّوى * تدعو من أدبر وتولّى} واحدتها شواة وهي اليدان والرجلان والرأس من الآدميين قال الأعشى:
قالت قتيلة ما له = قد جلّلت شيباً شواته
أنشدها أبو الخطاب الأخفش أبا عمرو بن العلاء فقال له: صحفت إنما هي سراته ؛ قال أبو عبيدة: وسمعت رجلا من أهل المدينة يقول: اقشعرت شواتي، وشوى الفرس قوائمه، يقال عبل الشوى ولا يكون هذا للرأس لأنهم وصفوا الخيل بأسالة الخدين وعتق الوجه ورقته). [مجاز القرآن: 2/269-270]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({كلاّ إنّها لظى * نزّاعةً لّلشّوى}
قال: {كلاّ إنّها لظى} {نزّاعةً لّلشّوى} نصب على البدل من الهاء وخبر "إنّ" {نزاعةٌ} وإن شئت جعلت {لظى} رفعا على خبر {إنّ} ورفعت "النزّاعة" على الابتداء). [معاني القرآن: 4/34-35](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({نزاعة للشوى}: واحدها شواة وهي الأطراف، الأيدي والأرجل والرؤوس، وشوا الفرس قوائمه، وما لم يكن مقتلا فهو شوا، وجلدة الرأس يقال لها شواة، وشوا المال مهازيله). [غريب القرآن وتفسيره: 389]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({نزّاعةً للشّوى} يريد: جلود الرءوس. واحدها: «شواة»).
[تفسير غريب القرآن: 486]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({نزّاعة للشّوى (16)}
(نزّاعة) وقرئت (نَزَّاعَةً للشَّوَى). والقراءة (نزّاعة)، والقراء عليها وهي في النحو أقوى من النصب.
وذكر أبو عبيد إنها تجوز في العربيّة، وأنه لا يعرف أحدا قرأ بها.
وقد رويت عن الحسن، واختلف فيها عن عاصم، فأما ما رواه أبو عمرو عن عاصم فـ (نزّاعة) - بالنصب - وروى غيره (نزّاعة) بالرفع.
فأما الرفع فمن ثلاث جهات:
أحدها: أن تكون " لظى، و " نزّاعة " خبرا عن الهاء والألف، كما تقول: إنه حلو حامض، تريد أنه جمع الطعمين. فيكون الهاء والألف إضمارا للقصة، وهو الذي يسميه، الكوفيون المجهول. المعنى أن القصة والخبر لظى نزّاعة للشّوى، والشوى الأطراف، اليدان والرجلان والرأس، والشوى جمع شواه، وهي جلدة الرأس.
قال الشاعر:
قالت قتيلة ما له = قد جلّلت شيبا شواته؟
فأمّا نصب (نزّاعة) فعلى أنها حال مؤكدة كما قال: {وهو الحقّ مصدّقا} وكما تقول أنا زيد معروفا، فيكون (نزّاعة) منصوبا مؤكدا لأمر النار.
ويجوز أن ينصب على معنى أنها تتلظى (نزّاعة) كما قال جلّ ثناؤه: {فأنذرتكم نارا تلظّى (14)}.
والوجه الثالث في الرفع يرفع على الذّمّ بإضمار هي على معنى هي نزّاعة للشّوى.
ويكون نصبها أيضا على الذم فيكون نصبها على ثلاثة أوجه). [معاني القرآن: 5/221]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({للشوى} أي: جلدة الرأس، جمع: شواة، والشوى: اليدان والرجلان). [ياقوتة الصراط: 529]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): (و(نزاعة) أي: ناشطة). [ياقوتة الصراط: 530]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الشَوَى) جلود الرؤوس). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 279]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الشَّوَى): جلدة الرأس). [العمدة في غريب القرآن: 314]


تفسير قوله تعالى: {تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {تدعو من أدبر وتولّى...} تقول للكافر: يا كافر إليّ، يا منافق إليّ، فتدعو كل واحد باسمه). [معاني القرآن: 3/185]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {تدعو من أدبر وتولّى (17)} [معاني القرآن: 5/221]
تدعو الكافر باسمه والمنافق باسمه). [معاني القرآن: 5/222]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({تدعو من أدبر وتولى}: تعذب: قول المبرد. وتدعو: تنادي: قول ثعلب). [ياقوتة الصراط: 530]

تفسير قوله تعالى: {وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وجمع فأوعى...} يقول: جمع فأوعى، جعله في وعاء، فلم يؤد منه زكاة، ولم يصل رحما). [معاني القرآن: 3/185]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 ذو القعدة 1431هـ/3-11-2010م, 06:49 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 19 إلى آخر السورة]


{إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39) فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) ) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) (إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّ الإنسان خلق هلوعاً...} والهلوع: الضجور وصفته كما قال الله: {إذا مسّه الشّرّ جزوعاً...} {وإذا مسّه الخير منوعاً...} فهذه صفة الهلوع، ويقال منه: هلع يهلع هلعاً مثل: جزع يجزع جزعا، ثم قال: {إلاّ المصلّين...} فاستثنى المصلين من الإنسان، لأن الإنسان في مذهب جمع، كما قال الله جل وعز: {إنّ الإنسان لفي خسرٍ، إلاّ الّذين آمنوا}). [معاني القرآن: 3/185]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({إنّ الإنسان خلق هلوعاً} قد فسرها الله: لا يصبر " إذا مسّه الشّرّ جزوعاً وإذا مسّه الخير منوعاً " والهلاع مصدره وهو أسوأ الجزع). [مجاز القرآن: 2/270]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({إنّ الإنسان خلق هلوعاً} وقال: {إنّ الإنسان خلق هلوعاً} ثم قال: {إلاّ المصلّين} فجعل {الإنسان} جميعا ويدلك على ذلك أنه قد استثنى منه جميعا). [معاني القرآن: 4/35]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({هلوعا}: جزوعا، والهلاع أسوأ الجزع وهو مصدر). [غريب القرآن وتفسيره: 389]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
((الهلوع): الشديد الجزع. والاسم «الهلاع». ومنه يقال: ناقة هلواع، إذا كانت ذكية حديدة النفس.

ويقال: «الهلوع»: الضّجور). [تفسير غريب القرآن: 486]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّ الإنسان خلق هلوعا} الهلوع على ما في الآية من التفسير يفزع ويجزع من الشّرّ). [معاني القرآن: 5/222]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إذا مسّه الشّرّ جزوعا (20) وإذا مسّه الخير منوعا (21)} الإنسان ههنا في معنى الناس، فاستثنى اللّه - عزّ وجلّ – المؤمنين المصلين فقال: {إلّا المصلّين (22) الّذين هم على صلاتهم دائمون (23)} يعني به المحافظين على الصلاة المكتوبة. ويجوز أن يكون الذين لا يزيلون وجوههم عن سمت القبلة ولا يلتفتون، فيكون اشتقاقه من الدائم وهو الساكن، كما جاء النهي عن البول في الماء الدائم، والمحروم الذي هو محارف قد حرم المكاسب. وهو لا يسأل). [معاني القرآن: 5/222]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({هلوعا} أي: جبانا). [ياقوتة الصراط: 530]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({منوعا} أي: يمنع غيره، ومنيعا: يمنع نفسه). [ياقوتة الصراط: 531]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الهَلوع) الشديد الجزع، وقيل: هو الضجور). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 279]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({هَلُوعًا}: جزوعاً). [العمدة في غريب القرآن: 314]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)}

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {حقٌّ معلومٌ...}. الزكاة؛ وقال بعضهم: لا، بل سوى الزكاة). [معاني القرآن: 3/185]

تفسير قوله تعالى: {لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({المحروم}: المحارف الذي ليس له في الإسلام نصيب ولا سهم). [غريب القرآن وتفسيره: 390]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ):
({الْمَحْرُومِ}: المحارف).
[العمدة في غريب القرآن: 314]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26)}

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)}

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ على أزواجهم...} يقول القائل: هل يجوز في الكلام أن تقول: مررت بالقوم إلاّ بزيد، تريد: إلاّ أني لم أمرر بزيد؟ قلت: لا يجوز هذا، والذي في كتاب الله صواب جيد؛ [معاني القرآن: 3/185]
لأن أول الكلام فيه كالنهي إذ ذكر: {والّذين هم لفروجهم حافظون...} يقول: فلا يلامون إلاّ على غير أزواجهم، فجرى الكلام على ملومين التي في آخره. ومثله أن تقول للرجل: اصنع ما شئت إلا [على] قتل النفس، فإنك معذب، أو في قتل النفس، فمعناه إلا أنك معذب في قتل النفس). [معاني القرآن: 3/186]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {والّذين هم لفروجهم حافظون (29) إلّا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنّهم غير ملومين (30)} أي، على هؤلاء.
وقيل إنها في معنى "من" المعنى عند قائل هذا إلا من أزواجهم أو ما ملكت وقيل إن "على" محمول على المعنى، المعنى فإنهم لا يلامون على أزواجهم، ويدل عليه {فإنّهم غير ملومين}). [معاني القرآن: 5/222]

تفسير قوله تعالى: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون (31)} معناه في العدوان.وهي المبالغة في مخالفة أمر اللّه ومجاوزة القدر في الظلم.
وقيل: {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} أي من طلب غير الأزواج وما ملكت الأيمان فقد اعتدى.
والعادون جمع عاد وعادون). [معاني القرآن: 5/222-223]

تفسير قوله تعالى:{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {والّذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون (32)} أي يرعون العهد والأمانة ويحافظون عليها.وكل محافظ على شيء فهو مراع له. والإمام راع لرعيته). [معاني القرآن: 5/223]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) }

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35)}

تفسير قوله تعالى: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ("مهطعين" مسرعين). [مجاز القرآن: 2/270]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين * عن اليمين وعن الشّمال عزين} وقال: {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين} {عن اليمين وعن الشّمال عزين} كما تقول "ما لك قائماً" وواحدة "العزين": العزة. مثل "ثبة" و"ثبين"). [معاني القرآن: 4/35]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({مهطعين}: مسرعين). [غريب القرآن وتفسيره: 390]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكتبوا (الربو) بالواو، وكتبوا: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا} فمال بلام منفردة). [تأويل مشكل القرآن: 56-58]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين (36)}
(مهطعين) منصوب على الحال، والمهطع المقبل ببصره على الشيء لا يزايله، لأنهم كانوا ينظرون إلى النبي عليه السلام نظر عداوة.قال اللّه تعالى: {وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون} معناه غيظا وحنقا). [معاني القرآن: 5/223]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ((مهطعين) أي: جماعات متفرقين). [ياقوتة الصراط: 531]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُهْطِعِينَ}: مسرعين). [العمدة في غريب القرآن: 314]

تفسير قوله تعالى: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وعن الشّمال عزين...}.والعزون: الحلق، الجماعات كانوا يجتمعون حول النبي صلى الله عليه فيقولون: لئن دخل هؤلاء الجنة ـ كما يقول محمد صلى الله عليه ـ لندخلنها قبلهم، وليكونن لنا فيها أكثر مما لهم، فأنزل الله: {أيطمع كلّ امرئٍ مّنهم أن يدخل جنّة نعيمٍ...}). [معاني القرآن: 3/186]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({عزين} جماع عزة مثل ثبةٍ وثبين وهي جماعات في تفرقة قال الراعي:أمسى سوامهم عزين فلولا). [مجاز القرآن: 2/270]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين * عن اليمين وعن الشّمال عزين} وقال: {فمال الّذين كفروا قبلك مهطعين} {عن اليمين وعن الشّمال عزين} كما تقول "ما لك قائماً" وواحدة "العزين": العزة. مثل "ثبة" و"ثبين"). [معاني القرآن: 4/35] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({عزين}: واحدها عزة وهي جماعات مختلفة). [غريب القرآن وتفسيره: 390]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
( {عزين} جمعات).
[تفسير غريب القرآن: 486]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {عن اليمين وعن الشّمال عزين (37)} حلقا حلقا وجماعة جماعة، وعزين جمع عزة، فكانوا عن يمينه وشماله مجتمعين، فقالوا إن كان أصحاب محمد يدخلون الجنة فإنا ندخلها قبلهم.وإن أعطوا فيها شيئا أعطينا أكثر منه، فقال عزّ وجلّ: {أيطمع كلّ امرئ منهم أن يدخل جنّة نعيم (38)}). [معاني القرآن: 5/223]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ((عزين) أي: جماعات متفرقات). [ياقوتة الصراط: 531]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عِزِينَ} أي جماعات متفرقات). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 279]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عِزِينَ}: فرق). [العمدة في غريب القرآن: 315]

تفسير قوله تعالى: {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ({أيطمع كلّ امرئٍ مّنهم أن يدخل جنّة نعيمٍ...} قرأ الناس: "أن يدخل" لا يسمّى فاعله وقرأ الحسن: "أن يدخل"، جعل له الفعل). [معاني القرآن: 3/186]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({أيطمع كلّ امرئ منهم أن يدخل جنّة نعيم (38)} وقرئت (أن يدخل جنّة نعيم) ). [معاني القرآن: 5/223]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ثم بيّن الله عز وجل فقال: ولم يحتقرونهم، وقد خلقناهم جميعاً "مما يعلمون" من تراب). [معاني القرآن: 3/186]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ((كلا): ردع وزجر، قال الله تعالى: {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلَّا}). [تأويل مشكل القرآن: 558]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم قال: {كلّا إنّا خلقناهم ممّا يعلمون (39)} أي من تراب ومن نطفة، فأي شيء لهم يدخلون به الجنة، وهم لك على العداوة وعلى البغضاء). [معاني القرآن: 5/223]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فلا أقسم بربّ المشارق والمغارب إنّا لقادرون (40) على أن نبدّل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين (41)} معناه فأقسم بربّ المشارق والمغارب. و"لا" مؤكدة كما قال: {لئلّا يعلم أهل الكتاب}، ومعناه ليعلم أهل الكتاب.
ومعنى {بربّ المشارق والمغارب} أي مشارق الشمس ومغاربها، وكذلك القمر، وهي مشارق الصيف ومشارق الشتاء ومغارب الصيف، ومغارب الشتاء فتشرق الشمس كل يوم من مشرق، وتغرب من مغرب، وكذلك القمر). [معاني القرآن: 5/223-224]

تفسير قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فذرهم يخوضوا ويلعبوا} مجازه: الوعيد). [مجاز القرآن: 2/270]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتّى يلاقوا يومهم الّذي يوعدون (42)}
(يخوضوا) جواب الأمر مجزوم، وقيل إنه مجزوم وإن كان لفظه بغير آلة الأمر لأنه وضع موضع الأمر، كأنه قال ليخوضوا وليلعبوا.وهذا أمر على جهة الوعيد، كما تقول: اصنع ما شئت فإني أعاقبك عليه.
وقد مر تفسير هذا مستقصى). [معاني القرآن: 5/224]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلى نصبٍ يوفضون...}. الإيفاض: الإسراع. وقال الشاعر:
لأنعتن نعامةً ميفاضا = خرجاء ظلت تطلب الإضاضا
قال: الخرجاء في اللون، فإذا رقّع القميص الأبيض برقعةٍ حمراء فهو أخرج، تطلب الإضاضا: أي تطلب موضعا تدخل فيه، وتلجأ إليه.
قرأ الأعمش وعاصم: "إلى نصبٍ" إلى شيء منصوب يستبقون إليه، وقرأ زيد بن ثابت: "إلى نصب يوفضون" فكأنّ النّصب الآلهة التي كانت تعبد [من دون الله]، وكلٌّ صواب، وهو واحد، والجمع: أنصاب). [معاني القرآن: 3/186]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون} النصب الواحد، يوفضون يسرعون قال رؤبة:يمشي بنا الجدّ على أوفاضأي عجلة والنصب العلم والصنم الذي نصبوه ومن قال " نصبٍ " فهي جماعة، مثل رهن ورهن). [مجاز القرآن: 2/270]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({إلى نصب يوفضون}: إلى علم يستبقون). [غريب القرآن وتفسيره: 390]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({كأنّهم إلى نصبٍ} و«النّصب»: حجر ينصب ويذبح عنده، أو صنم يقال له: نصب ونصب ونصب.
{يوفضون}: يسرعون.
و«الإيفاض»: الإسراع). [تفسير غريب القرآن: 486]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: 275] هذا في يوم القيامة. يريد أنه إذا بعث النّاس من قبورهم خرجوا مسرعين، يقول الله سبحانه: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ} [المعارج: 43] أي يسرعون، إلّا أكلة الرّبا، فإنهم يقومون ويسقطون، كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان ويسقط، لأنهم أكلوا الرّبا في الدنيا فأرباه الله في بطونهم يوم القيامة حتى أثقلهم، فهم ينهضون ويسقطون، ويريدون الإسراع فلا يقدرون). [تأويل مشكل القرآن: 435](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنّهم إلى نصب يوفضون (43)}
و{الأجداث}: القبور واحدها جدث، ويقال أيضا جدف في هذا المعنى.و
قرئت إلى (نصب يوفضون) و (إلى نصب) - بضم النون وسكون الصاد، وقرئت (إلى نصب) بضم النون والصاد.فمن قرأ نصب، فمعناه كأنّهم إلى علم منصوب لهم.
ومن قرأ (إلى نصب) فمعناه إلى أصنام لهم.كما قال (وما ذبح على النّصب).
ومعنى {يوفضون}: يسرعون. قال الشاعر:
لأنعتن نعامة ميفاضا = خرجاء تغدو وتطلب الإضاضا
الميفاض السريعة، وخرجاء ذات لونين سواد وبياض. ومعنى الأضاض الموضع الذي يلجأ إليه، يقال أضتني إليك الحاجة أضاضا). [معاني القرآن: 5/224]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إِلَى نُصُبٍ} (النصب) حجر ينصب ويذبح عنده أو صنم. {يُوفِضُونَ} أي يسرعون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 280]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إلى نُصُبٍ}: علم{يُوفِضُونَ}: يسرعون). [العمدة في غريب القرآن: 315]

تفسير قوله تعالى: {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلّة ذلك اليوم الّذي كانوا يوعدون (44)}
(ترهقهم ذلّة): أي تغشاهم ذلة.
وقوله: {من عذاب يومئذ} قرئت بالفتح والكسر، فمن قرأ بكسر يوم فعلى أصل الإضافة لأن الذي يضاف إليه الأول مجرور بالإضافة.
ومن فتح يوم فلأنه مضاف إلى غير متمكن مضاف إلى "إذ"، و "إذ" مبهمة، ومعناه يوم إذ يكون كذا وكذا، فلما كانت مبهمة وأضيف إليها، بني المضاف إليها على الفتح.كذلك أنشدوا قول الشاعر:
لم يمنع الشّرب منها غير أن نطقت = حمامة في غصون ذات أوقال
فلما أضاف "غير" إلى "أن" بناها على الفتح، وهي في موضع رفع، والرفع أيضا قد روي، فقالوا "غير" أن نطقت، كما قرئ الحرف على إعراب الجر، وعلى البناء على الفتح). [معاني القرآن: 5/225]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة