تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (فإن كانت الشجرة شجرة جوز، كان الرجل من العجم .... وإن كانت نخلة، قضيت عليها بأنها رجل نفاح بالخير، مخصب، سهل، حسيب؛ لقول الله عز وجل: {كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} ). [تعبير الرؤيا: 97]
تفسير قوله تعالى: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) }
تفسير قوله تعالى: {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (والاجتثاث قطع الشيء من أصله). [الغريب المصنف: 3/797]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
فاجتثت الأذنان منها فانتهت = صلماء ليست من ذوات قرون
...
اجتثت: قطعت من أصلها). [شرح أشعار الهذليين: 1/422-423]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( بقرار قيعان سقاها وابل = واه فأثجم برهة لا يقلع
قال الضبي: القرار جمع قرارة وهو حيث يستقر الماء). [شرح المفضليات: 859]
تفسير قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) }
تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) }
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): ( يتلاومون وقد أباح حريمهم = قين أحلهم بدار بوار
قوله: بوار يريد به الهلاك وهو من قول الله تعالى: {وأحلوا قومهم دار البوار} يعني الهلاك). [نقائض جرير والفرزدق: 341]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
بينا الفتى ناعم راض بعيشته = سيق له من نوادي الشرشؤبوب
أبو عمرو: (تاح له من بوار الدهر). (البوار) الهلاك). [شرح أشعار الهذليين: 2/579]
تفسير قوله تعالى: {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (ويقال قد أقرت الناقة تقر إقرارا إذا ثبت حملها وقد قر يقر قرارا إذا سكن وقد قر يومنا يقر قرا إذا كان باردا وقد قرت عيني به تقر وتقر مكسورة القاف قره وقرورا). [إصلاح المنطق: 251] (م)
تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30) }
تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب الأفعال التي تنجزم لدخول معنى الجزاء فيها
وتلك الأفعال جواب ما كان أمراً أو نهياً أو استخباراً، وذلك قولك: ائت زيداً يكرمك، ولا تأت زيداً يكن خيراً لك، وأين بيتك أزرك?.
وإنما انجزمت بمعنى الجزاء؛ لأنك إذا قلت: ائتني أكرمك، فإنما المعنى: ائتني فإن تأتني أكرمك؛ لأن الإكرام إنما يجب بالإتيان. وكذلك: لا تقم يكن خيراً لك؛ لأن المعنى: فإن لم تقم يكن خيراً لك. وأين بيتك أزرك? إنما معناه: إن تعلمني أزرك.
وقال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم} ثم ذكرها فقال: {تؤمنون بالله} فلما انقضى ذكرها قال: {يغفر لكم}؛ لأنه جواب لهل.
وكذلك أعطني أكرمك. وتقول: ائتني أشكرك، والتفسير واحد. ولو قلت: لا تعص الله يدخلك الجنة كان جيداً؛ لأنك إنما أضمرت مثل ما أظهرت. فكأنك قلت: فإنك إن لا تعصه يدخلك الجنة، واعتبره بالفعل الذي يظهر في معناه؛ ألا ترى أنك لو وضعت فعلاً بغير نهي في موضع لا تعص الله لكان أطع الله.
ولو قلت: لا تعص الله يدخلك النار كان محالاً؛ لأن معناه: أطع الله. وقولك: أطع الله يدخلك النار محال.
وكذلك: لا تدن من الأسد يأكلك لا يجوز؛ لأنك إذا قلت: لا تدن فإنما تريد: تباعد، ولو قلت: تباعد من الأسد يأكلك كان محالاً؛ لأن تباعده منه لا يوجب أكله إياه. ولكن لو رفعت كان جيداً. تريد فإنه مما يأكلك.
وأما قوله: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن} وما أشبهه، فليس يقولوا جواباً لقل. ولكن المعنى والله أعلم: قل لعبادي: قولوا يقولوا.
وكذلك {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة} وإنما هو: قل لهم يفعلوا يفعلوا). [المقتضب: 2/80-82] (م)
تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) }
تفسير قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) }
تفسير قوله تعالى: {وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) }
تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( إنكما من سفاه رأيكما = لا تجنباني السفاه والقذعا
تجنباني تجنباني والقذع: الكلام القبيح، يقال جنبته الشيء أجنبه قال الله تعالى: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} ). [شرح المفضليات: 312]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (ويقال: جنبت الريح تجنب جنوبًا إذا هبّت جنوبًا، وجنبنا منذ أيامٍ أي أصابتنا الجنوب، وأجنبنا منذ أيام دخلنا في الجنوب، وسحابة مجنوبة: جاءت بها الجنوب.
وجنب فلانٌ في بني فلان إذا نزل فيهم غريبًا، ومنه قيل: جانبٌ للغريب، وجمعه جناب،
أنشدني أبو إلياس للقطامي:
فسلّمت والتسليم ليس يضرّها = ولكنه حتمٌ على كلّ جانب
أي على كل غريب، ورجل جنب: غريب وجمعه أجنابٌ، قال الله عز وجل: {والجار الجنب} [النساء: 36] ، أي الجار الغريب وقال: نعم القوم هم لجار الجنابة أي الغربة، ويقال: جنبت فلانًا الخير أي نحيّته عنه وجنّبته أيضًا بالتثقيل، قال أبو نصر والتخفيف أجود، قال الله عز وجل: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} ، وجلس فلان جَنَبةً أي ناحية، قال الراعي:
أخليد إنّ أباك ضاف وساده = همان باتا جنبة ودخيلا
وأصابنا مطر تنبت عنه الجنبة وهو نبت، يقال: أعطني جنبة فيعطيه جلد جنب بعيرٍ فيتخذ منه علبة، والعلبة: قدح من جلود يحلب فيه، ويقال: فلان من أهل الجناب بكسر الجيم، لموضع بنجده، وفرسٌ طوع الجناب إذا كان سهل القياد، ولجّ فلانٌ في جنابٍ قبيح إذا لجّ في مجانبة أهله، فأما الجناب بفتح الجيم، فما حول الرّجل وناحيته وفناء داره، وجلس فلان بجانب فلان وجانبه، ويقال: مرّوا يسيرون جنابيه، وجنابتيه وجنبتيه إذا مرّوا يسيرون إلى جانبه، وجنبت الدابة أجنبها إذا قدتها.
والجنيبة: الدابة تقاد فتسير إلى جنبك، وقال يعقوب: الجنيبة: الناقة يعطيها الرجل القوم إذا خرجوا يمتارون، ويعطيهم دراهم يمتارون له عليها، وأنشد:
رخو الحبال مائل الحقائب = ركابه في القوم كالجنائب
أي هي ضائعة، وقال أبو عبيدة: الجنيب: التّابع، وأنشد لأرطاة بن سهيّة يهجو شبيب بن البرصاء:
أبي كان خيرًا من أبيك ولم تزل = جنيبًا لآبائي وأنت جنيب
والجنب مفتوحة النون أن تجنب الدابة، قال امرؤ القيس:
لها جنبٌ خلفها مسبطرّ
أراد ذنبها، كأنها تجنبه، ومسبطرٌّ: ممتدّ، ويقال: جنب البعير يجنب جنبًا إذا ظلع من جنبه ويقال: الجنب: لصوق الرئة بالجنب من شدة العطش، قال ذو الرمة:
وثب المسحّج من عانات معقلة = كأنه مستبان الشّكّ أو جنب
والشك: الضلع الخفيف، ويقال: ضربه فجنبه إذا كسر جنبه). [الأمالي: 2/259-260] (م)
تفسير قوله تعالى: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب ما يضاف إليه من العدة من الأجناس
وما يمتنع من الإضافة
اعلم أنه كل ما كان اسماً غير نعت فإضافة العدد إليه جيدة. وذلك قولك: عندي ثلاثة أجمالٍ، وأربع أينقٍ، وخمسة دراهم، وثلاثة أنفسٍ.
فإن كان نعتاً قبح ذلك فيه، إلا أن يكون مضارعاً للاسم، واقعاً موقعه. وذلك قولك: عندي ثلاثة قرشيين، وأربعة كرامٍ، وخمسة ظرفاء هذا قبيح حتى تقول: ثلاثة رجالٍ قرشيين. وثلاثة رجالٍ كرام، ونحو ذلك. فأما المضارع للأسماء فنحو: جاءني ثلاثة أمثالك، وأربعة أشباه زيد. كما قال الله عز وجل: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} وقد قرئ: (فله عشرٌ أمثالها). فهذه القراءة المختارة عند أهل اللغة، والتي بدأنا بها حسنةٌ جميلة.
فإن كان الذي يقع عليه العدد اسماً لجنس من غير الآدميين لم يلاقه العدد إلا بحرف الإضافة، وكان مجازه التأنيث، لأن فعله وجمعه على ذلك، إذ كان معناه الجماعة، ألا ترى أنك تقول: الجمال تسير، والجمال يسرن؛ كما قال الله عز وجل عند ذكر الأصنام: {رب إنهن أضللن كثيراً من الناس}. وعلى هذا يجمع؛ كما تقول: حمام وحمامات، وسرادق وسرادقات). [المقتضب: 2/183] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن كل جمع مؤنث؛ لأنك تريد معنى جماعة. ولا تذكر من ذلك إلا ما كان فعله يجري بالواو والنون في الجمع، وذلك كل ما يعقل، تقول: مسلم ومسلمون؛ كما تقول: قوم يسلمون، وتقول للجمال: هي تسير وهن يسرن, كما تقول للمؤنث، لأن أفعالها على ذلك، وكذلك الموات، قال الله عز وجل في الأصنام: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ}، والواحد مذكر. وقال المفسرون في قوله: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا}، قالوا: الموات، فكل ما خرج عما يعقل فجمعه بالتأنيث وفعله عليه، لا يكون إلا ذلك، إلا ما كان من باب المنقوص. نحو سنين وعزين وليس هذا موضعه. وجملته أنه لا يكون إلا مؤنثًا، فلهذا كان يقع على بعض هذا الضرب الاسم المؤنث، فيجمع الذكر والأنثى، فمن ذلك قولهم: عقرب، فهن اسم مؤنث، إلا أنك إن عرفت الذكر قلت: هذا عقرب، وكذلك الحية، تقول للأنثى: هذه حية، وللذكر هذا حية، قال جرير:
إن الحفافيث منكم يا بني لجإ = يطرقن حيث يصول الحية الذكر
[قال الأخفش: الحفافيث: ضرب من الحيات يكون صغير الجرم ينتفخ ويعظم وينفخ نفخًا شديدًا، لا غائلة له].
وتقول: هذا بطة للذكر، وهذه بطة للأنثى، وهذا دجاجة، وهذه دجاجة.
قال جرير:
لما تذكرت بالديرين أرقني = صوت الدجاج وقرع بالنواقيس
يريد زقاء الديوك، فالاسم الذي يجمعهما دجاجة للذكر والأنثى. ثم يخص الذكر بأن يقال: ديك. وكذلك تقول: هذا بقرة "وهذه بقرة" لهما جميعًا. وهذا حباري، ثم يخص الذكر فتقول: ثور. وتقول للذكر من الحباري: خرب، فعلى هذا يجري هذا الباب، وكل ما لم نذكره فهذا سبيله). [الكامل: 3/1477-1478]
تفسير قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (وقالوا: يَهْوِي: يصعد. ويهوي: ينزل). [الأضداد: 120]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (الأصمعي: هويت أهوي هويًا إذا سقطت إلى أسفل). [الغريب المصنف: 3/948]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فإن أضفت المنادى إلى نفسك ففي ذلك أقاويل: أجودها حذف الياء، وذلك كقولك: يا غلام أقبل، ويا قوم لا تفعلوا، ويا جاريت أقبلي. قال الله عز وجل: {يا قوم لا أسألكم عليه أجراً}، وقال: {يا عباد فاتقون}.
وكذلك كل ما كان في القرآن من ذا. كقوله: {رب لا تذر على الأرض} و{رب إني أسكنت من ذريتي} ) . [المقتضب: 4/245-246]
تفسير قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38) }
تفسير قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) }
تفسير قوله تعالى: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) }
تفسير قوله تعالى: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) }
تفسير قوله تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) }
تفسير قوله تعالى: (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) }
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (من ذلك الهوى على وجهين: الهوى هوى النفس مقصور يكتب بالياء، والهواء ما بين السماء والأرض، وكل منخرق خرقا فهو هواء ممدود يكتب بالألف، كقول الله عز وجل: {لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء} يقول منخرقة لا تعي شيئا). [المقصور والممدود: 16]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يدبح الرجل في الصلاة كما يدبح الحمار.
قوله: يدبح، هو أن يطأطئ رأسه في الركوع حتى يكون أخفض من ظهره.
وهذا كحديثه الآخر أنه كان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه.
قال: حدثنيه ابن أبي عدي ويزيد عن حسين المعلم عن بديل بن ميسرة عن أبي الجوزاء عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وبعضهم يرويه: لم يصوب رأسه ولم يقنعه.
يقول: لم يرفعه حتى يكون أعلى من جسده، ولكن يكون بين ذلك.
ومنه حديث إبراهيم أنه كره أن يقنع الرجل رأسه في الركوع أو يصوبه.
والإقناع: رفع الرأس وإشخاصه قال الله تبارك وتعالى: {مهطعين مقنعي رؤوسهم} ). [غريب الحديث: 2/130-132]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (ويقال قد أقنع رأسه إذا رفعه قال الله جل ثناؤه: {مهطعين مقنعي رءوسهم} وقد أقنعني كذا وكذا وقد قنعت الإبل والنعم للمرتع إذا مالت وقد أقنعتها أنا وقد قنعت لمأواها إذا مالت إليه). [إصلاح المنطق: 238]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
هواء مثل بعلك مستميت = على ما في وعائك كالخيال
(هواء) لا قلب له.
...
(هواء) أي منخوب الفؤاد لا عقل له). [شرح أشعار الهذليين: 1/319]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "دعاه الهوى" فالهوى من" هويت" مقصور، وتقديره "فعل"، فانقلبت الياء ألفًا، فلذلك كان مقصورًا، وإنما كان كذلك لأنك تقول: هوي يهوى، كما تقول: فرق يفرق وهو هو، كما تقول: هو فرق، كما ترى، وكان المصدر على"فعل"، بمنزلة الفرق والحذر والبطر. لأن الوزن واحد في الفعل واسم الفاعل، فأما الهواء، من الجو فمدود، يدلك على ذلك جمعة إذا قلت: أهويةٌ، لأن أفعله إنما تكون جمع فعالٍ وفعالٍ وفعولٍ وفعيل، كما تقول قذالٌ وأقذلةٌ وحمار وأحمرةٌ، فهواءٌ كذلك، والمقصور جمعه أهواء فاعلم، لأنه على فعل، وجمع فعل أفعالٌ كما تقول: جمل وأجمال وقتب وأقتاب، قال الله عز وجل: {وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ}. وقوله هذا هواء يا فتى في صفة الرجل إنما هو ذمٌ، يقول: لا قلب له، قال الله عز وجل: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} أي خالية، وقال زهير:
كأن الرحل منها فوق صعلٍ = من الظلمان جؤجؤه هواء
وهذا من هواء الجو، قال الهذلي:
هواءٌ مثل بعلك مستميتٌ = على ما في وعائك كالخيال
وكل واو مكسورة وقعت أولاً فهمزها جائز ينشد: "على ما في إعائك"، ويقال: وسادةٌ وإسادةٌ وشاحٌ وإشاحٌ). [الكامل: 1/430] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (المقنع: الرافع رأسه، في هذا الموضع، ويقال في غيره: الذي يحط رأسه استخذاء وندمًا؛ قال الله جل وعز: {مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ}. ومن قال هو الرافع رأسه: فتأويله عندنا أن يتطاول فينظر ثم يطأطئ رأسه، فهو بعد يرجع إلى الإغضاء والانكسار). [الكامل: 2/1027]
تفسير قوله تعالى: {وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( فأقسم مرتاحًا شريك بن مالك = إذا ما التقينا خصمه لا يسالم
أقسم حلف يقسم إقسامًا ومنه قول الله تعالى: {أو لم تكونوا أقسمتم من قبل} ). [شرح المفضليات: 695]
تفسير قوله تعالى: {وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45) }
تفسير قوله تعالى: {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) }
تفسير قوله تعالى: {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وإن لم ترد بالاسم الذي يتعدّى فعله إلى مفعولين أن يكون الفعل قد وقع أجريته مجرى الفعل الذي يتعدّى إلى مفعولٍ في التنوين وترك التنوين وأنت تريد معناه وفى النصب والجرّ وجميع أحواله. فإذا نوّنت فقلت هذا معطٍ زيداً درهماً لا تبال أيّهما قدّمت لأنّه يعمل عمل الفعل. وإن لم تنون لم يجز هذا معطى درهماً زيدٍ لأنك لا تفصل بين الجارّ والمجرور لأنه داخلٌ في الاسم فإذا نوّنت انفصل كانفصاله في الفعل. فلا يجوز إلاّ في قوله هذا معطى درهمٍ زيداً كما قال تعالى جدّه: {فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله} ). [الكتاب: 1/175]
تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) }
تفسير قوله تعالى: {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: وأصفدني: يقول: أعطاني، وهو الإصفاد، والصفد الاسم، والإصفاد المصدر، قال النابغة:
فلم أعرض أبيت اللعن بالصفد
ويقال: صفدت الرجل فهو مصفود، من القيد، ولا يقال في القيد: أصفدت، ولكن صفدته صفدًا، واسم القيد الصفد، قال الله جل وعز: {مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ}. كقولك: جمل وأجمال، وصنم وأصنام). [الكامل: 2/907]
تفسير قوله تعالى: {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) }
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): ( حلل الملوك لباسنا في أهلنا = والسابغات إلى الوغا نتسربل
...
نتسربل نتقمص والسربال القميص وهو من قول الله عز وجل: {سرابيلهم من قطران} ). [نقائض جرير والفرزدق: 187-188]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (والسربال: القميص ويقال قد تسربل الرجل بالسربال إذا لبسه). [شرح المفضليات: 782]
تفسير قوله تعالى: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51) }
تفسير قوله تعالى: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52) }