قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((ولا يحض على طعام المسكين) [3] تام.)[إيضاح الوقف والابتداء: 2/988]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({على طعام المسكين} تام.
{عن صلاتهم ساهون} كاف، أي: يؤخرونها عن وقتها.
حدثنا علي بن موسى السكري قال: حدثنا علي بن عثمان قال: حدثنا محمد بن عبد الله قال:
حدثنا جعفر بن محمد القلانسي قال: حدثنا شيبان بن فروخ قال: حدثنا عكرمة بن إبراهيم الأزدي قال: حدثنا عبد الملك بن عمير الليثي عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: {الذين هم عن صلاتهم ساهون} قال: ((هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها)).
قال أبو عمرو رضي الله عنه: لم يرفع هذا الحديث أحد غير عكرمة بن إبراهيم. وإنما يروى موقوفًا على سعد). [المكتفى: 630-631]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
{بالدين- 1- ط} لتناهي الاستفهام، [ومن وصل فللفاء]، والوقف أوجه.
{اليتيم- 2- لا} للعطف {المسكين- 3- ط} لأن قوله: {فويل} مبتدأ.)
[علل الوقوف: 3/1165- 1166]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (بالدين (حسن) لتناهى الاستفهام وعلى أنَّ جواب الاستفهام مقدر تقديره إن لم تبصره وتعرفه فهو ذلك ومن وصل فللفاء والأول أقعد ولا يوقف على اليتيم والدَّع الدفع ومنه فذلك الذي يدع اليتيم أي يدفعه عن حقه ومنه قوله صلى الله عليه وسلم أنكم مدعون يوم القيامة مقدمة أفواهكم بالفدام وفي القاموس والفدامة والفدام بكسر الفاء شيء تشده العجم والمجوس على أفواهها عند السقي وقرئ يدع اليتيم بفتح الدال وتخفيف العين أي يتركه ويهمله وقرىء ولا يحاض من المحاضة أي لا يحض نفسه
المسكين (تام) والوقف على المصلين قبيح فإنَّه يوهم غير ما أراده الله تعالى وهو أن الوعيد الشديد بالويل للفريقين الطائع والعاصي والحال أنَّه لطائفة موصوفة بوصفين مذكورين بعده ومثله في القبح لا تقربوا الصلاة فإنَّه يوهم إباحة ترك الصلاة بالكلية وتقدم ما يغني عن إعادة ذلك صدر الكتاب
ساهون في محل الذين الحركات الثلاث الرفع والنصب والجر فكاف إن جعل في محل رفع خبر مبتدأ
محذوف وكذا إن نصب بتقدير أعنى أو أذام وليس بوقف أن جعل نعتًا أو بدلاً أو بيانًا
آخر السورة (تام) ) [منار الهدى: 435 - 436]
- تفسير