العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 05:33 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة المجادلة

توجيه القراءات في سورة المجادلة


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 05:34 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة المجادلة

مقدمات توجيه القراءات في سورة المجادلة

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة المجادلة). [معاني القراءات وعللها: 3/58]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ومن سورة المجادلة) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/353]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة المجادلة). [الحجة للقراء السبعة: 6/277]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة المجادلة). [المحتسب: 2/315]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (58 - سورة المجادلة). [حجة القراءات: 702]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة المجادلة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/313]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة المجادلة). [الموضح: 1253]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي إحدى وعشرون آية في المدني واثنتان وعشرون في الكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/313]

أسباب النزول:
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (قال أبو عبد الله: إنما سميت المجادلة لقوله تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها} وفي حرف ابن مسعود: {قد سمع الله قول التي تحاورك} بالحاء. وكانت هذه المرأة خولة بنت ثعلبة وزوجها أوس ابن الصامت الأنصاري قال لها: إن لم أفعل كذا وكذا قبل أن تخرجي من بيتك فأنت على كظهر أمي، فأتت خولة رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو إليه فقالت: إن أوس بن الصامت تزوجني شابة غنية، ثم قال لي: كذا وكذا، وقد ندم فهل من عذر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما عندي في أمرك شيء. فأنزل الله تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها}.
وحدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء قال. قرأ عبد الله بن مسعود {قد يسمع الله قول التي} ومعنى المضارع ها هنا الحال، كأن الله أنزل هذا وهي تحاوره.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/353]
وحدثنا أبو بكر النيسابوري قال: حدثنا أحمد بن حرب الطائي قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عروة، عن عائشة، قال: لحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، ولقد جاءت المجادلة إلى النبي عليه السلام تكلمه وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول، فأنزل الله: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها} ... الآية). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/354]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مدنية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/313]

ياءات الإضافة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فيها ياء إضافة قوله: {أنا ورسلي} «21» فتحها نافع وابن عامر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/315]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (فيها ياءٌ واحدةٌ للمتكلم وهي قوله {وَرُسُلِي إِنَّ الله}.
فتحها نافع وابن عامر، وأسكنها الباقون.
والوجه أن الفتح هو الأصل في هذه الياء وأمثالها، والإسكان تخفيفٌ، وقد سبق ذكر ذلك). [الموضح: 1258]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 05:35 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المجادلة

[ من الآية (1) إلى الآية (4) ]
{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1) الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2) وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)}


قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)}
قوله تعالى: {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (ما هنّ أمّهاتهم).
روى المفضل عن عاصم: (ما هنّ أمّهاتهم) بالرفع.
وقرأ سائر القراء: (ما هنّ أمّهاتهم).
قال أبو منصور: من قرأ (ما هنّ أمّهاتهم) بالرفع فهي لغة تميم، يرفعون خبر (ما) إذا كانت نافية، يقولون: ما زيد عالم.
ومن قرأ (ما هنّ أمّهاتهم) فالتاء مخفوضة في موضع النصب؛ لأنها تاء الجماعة، وهي اللغة العالية، لغة أهل الحجاز، ينصبون خبر (ما)، فيقولون: ما فلانٌ عالمًا.
والقرآن نزل بلغة أهل الحجاز، قال الله: (ما هذا بشرًا).
والمعنى في قوله: ما هن أمّهاتهم. أي: باللواتي يجعلن من الزوجات كالأمهات في الظهار أمهات، ثم قال: (إن أمّهاتهم إلّا اللّائي ولدنهم) أي: ما أمّهاتهم إلا والداتهم، فأما نساؤهم فلسن لهم بأمهات). [معاني القراءات وعللها: 3/58]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (الّذين يظاهرون).
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب: (والّذين يظّهّرون) مشددة بغير
ألف.
[معاني القراءات وعللها: 3/58]
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي: (الذين يظّاهرون) بفتح الياء، وتشديد الظاء، والألف.
وقرأ عاصم وحده: (الّذين يظاهرون) بضم الياء، والألف، والتخفيف.
قال أبو منصور: من قرأ (يظّهّرون) بتشديد الظاء والهاء، فالأصل: يتظهرون. فأدغمت التاء في الظاء وشددت.
ومن قرأ: (يظّاهرون) فهو في الأصل: وشددت أيضا.
يتظاهرون. فأدغمت التاء في الظاء وأما قراءة عاصم (يظاهرون) فهو من ظاهر يظاهر ظهارًا.
والمعنى واحد وإن اختلفت الألفاظ.
يقال: ظاهر الرجل من امرأته، واظّاهر وتظاهر، واظّهّر، ويظّهر منها، وهو يقول لها: أنت عليّ كظهر أمّي). [معاني القراءات وعللها: 3/59] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- وقوله تعالى: {ما هن أمهاتهم} [2].
روي المفضل عن عاصم: {ما هن أمهتهم} برفع التاء؛ وذلك أن بني تميم لا يعملون «ما» فيرفعون ما بعده بالابتداء والخبر فيقولون: ما زيد قائم. وأهل الحجاز ينصبون خبر «ما» فيقولون: ما زيد قائمًا، وبذلك نزل القرآن {ما هذا بشرً} فمن كسر التاء في {ما هن أمهتهم} وهي قراءة الباقين فموضعها نصب، وكسرت التاء لأنها غير أصلية فـ«ما» حرف جحد و«هن» رفع اسم «ما» أمهاتهم نصب خبره. وليس في القرآن خبر «ما» منصوبًا إلا في هذين الموضعين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/354]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {والذين يظاهرون} [2، 3].
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: {يظهرون} مشدد الظاء والهاء بغير ألف.
وقرأ عاصم: {يظاهرون} مثل يقاتلون.
وقرأ الباقون: {يظاهرون} بفتح الياء، وتشديد الظاء. وقد ذكرت علة ذلك في (الأحزاب)، وفيه ست قراءات قد أثبتها هناك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/354] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ عاصم في رواية المفضل عن: ما هن أمهاتهم [2] رفع، ولم يختلف في ذلك أنه نصب على لفظ حفص.
وجه الرفع أنه لغة تميم، قال سيبويه: وهو أقيس الوجهين، وذلك أنّ النفي كالاستفهام، كما لا يغيّر الاستفهام الكلام عمّا كان عليه في الواجب، وكذلك ينبغي أن لا يغيّر في النفي عمّا كان عليه في الواجب، ووجه النصب: أنه لغة أهل الحجاز، والأخذ في التنزيل بلغتهم أولى، وعليها جاء قوله: ما هذا بشرا [يوسف/ 31]، ووجهه من القياس، أن يدخل على الابتداء والخبر كما أنّ ليس تدخل عليهما، وهي تنفي ما في الحال، كما أن ليس تنفي ما في الحال، وقد رأيت الشبهين إذا قاما في شيء من شيء، جذباه إلى حكم ما فيه الشبهان منه، فمن ذلك جميع ما لا ينصرف مع كثرته واختلاف فنونه، لمّا حصل الشّبهان من الفعل صار بمنزلته في امتناع الجرّ والتنوين منه، فكذلك ما* لما حصل فيه الشبهان من ليس وجب
[الحجة للقراء السبعة: 6/277]
على هذا أن يكون في حكمها، ويعمل عملها، كما أن جميع ما لا ينصرف صار بمنزلة الفعل فيما ذكرنا، وغير ذلك يبعد فيه كما يبعد صرف ما لا ينصرف). [الحجة للقراء السبعة: 6/278]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: والذين يظهرون [المجادلة/ 2] بغير ألف.
وقرأ عاصم: والذين يظاهرون خفيف بألف وضم الياء.
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي: يظاهرون* بفتح الياء بألف مشدّدة الظاء.
قال أبو علي: ظاهر من امرأته، وظهّر، مثل ضاعف وضعّف، وتدخل التاء على كل واحد منهما فيصير: تظاهر وتظهّر، ويدخل حرف المضارعة فيصير: يتظهّر، ويتظاهر، ثم تدغم التاء في الظاء لمقاربتها لها، فيصير: يظّاهر ويظّهّر، ويفتح التاء التي للمضارعة لأنها للمطاوعة كما يفتحها في يتدحرج الذي هو مطاوع دحرجته فتدحرج، وإنما فتحت الياء في يظّاهر، ويظّهّر، لأنه للمطاوع، كما أن يتدحرج كذلك، ولأنه على وزنهما، وإن لم يكونا للإلحاق.
فأما قول عاصم: يظاهرون فقال أبو الحسن هو كثير في القراءة، وفي كلام العرب. قال أبو علي: وقولهم: الظهار، وكثرة ذلك على الألسنة، يدلّ على ما قال أبو الحسن). [الحجة للقراء السبعة: 6/278]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({الّذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلّا اللائي ولدنهم} 2
[حجة القراءات: 702]
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو {يظهرون} بتشديد الظّاء من غير ألف وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائيّ {الّذين يظاهرون} بالألف والتّشديد وقرأ عاصم {يظاهرون} بضم الياء وتخفيف الظّاء وكسر الهاء
تقول ظاهر من امرأته وظهر مثل ضاعف وضعف فتدخل التّاء على كل واحد منهما فيصير تظاهر وتظهر يدخل حرف المضارعة فيصير يتظاهر ويتظهر ثمّ تدغم التّاء في الظّاء لمقاربتها فتصير يظاهر ويظهر بفتح الياء الّتي هي حرف المضارعة لأنّها للمطاوعة كما يفتحها في يتدحرج الّذي هو مطاوع دحرجته فتدحرج
ووجه الرّفع في قوله {ما هن أمهاتهم} أنه لغة تميم قال سيبويهٍ وهو أقيس الوجهين وذلك أن النّفي كالاستفهام فكما لا يغير الاستفهام الكلام عمّا كان عليه في الواجب ينبغي ألا يغيّره النّفي عمّا كان عليه في الواجب ووجه النصب أنه لغة أهل الحجاز والأخذ بلغتهم في القرآن أولى وعليها جاء {ما هذا بشرا}
واما قول عاصم {يظاهرون} على وزن يفاعلون فحجته قولهم الظّهار وكثر ذلك على الألسنة
اللائي قد ذكرت في سورة الأحزاب). [حجة القراءات: 703]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قد تقدم ذكر {اللائي} في الأحزاب وعلتها). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/313]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {يُظاهرون} قرأه الحرميان وأبو عمرو بياء مفتوحة، من غير ألف، مشدد الظاء والهاء، في موضعين في هذه السورة، قرأهما ابن عامر وحمزة والكسائي كذلك، إلا أنهم أثبتوا ألفًا بعد الظاء، وخففوا، وقرأ عاصم بضم الياء وبألف بعد الظاء، مخففًا فيهما.
وحجة من قرأ بغير ألف والتشديد أنه جعل أصله «يتظهرون» على وزن «يتفعلون» وماضيه «تظهر» على وزن «تفعل» ثم أدغم التاء في الظاء لقربها منها، وحسن الإدغام لأنك تنقل الأضعف إلى الأقوى، لأن الظاء أقوى من التاء بكثير، فلما أدغمت التاء في الظاء وقع التشديد في الظاء، والتشديد في الهاء أصل، لأن الهاء عين الفعل، والفعل مضاعف العين، فالتشديد ملازم لعين الفعل.
2- وحجة من قرأ بألف أنه بناه على «تفاعل» فأصله «تظاهروا يتظاهرون» ثم أدغمت التاء في الظاء، على ما قدمنا، فوقع التشديد في الظاء لذلك، وخففت الهاء، كما كانت مخففة في: تظاهر القوم يتظاهرون.
3- وحجة من قرأ بضم الياء مخففًا أنه بناه على: ظاهر يظاهر، فلا تاء فيه يوجب إدغامها التشديد، فخففت الظاء لذلك، وخففت الهاء، لأنها مخففة في الأصل في: ظاهر يظاهر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/313]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ} [آية/ 2 و3] بتشديد الظاء والهاء بغير ألفٍ فيهما:-
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب.
والوجه أنه من تظهر يتظهر كتكرم يتكرم، فالأصل يتظهرون، فأُدغمت التاء في الظاء فصار {يُظَاهِرُونَ} بتشديد الظاء والهاء.
وقرأ عاصم {يُظَاهِرُونَ} بالألف، مضمومة الياء، مكسورة الهاء.
والوجه أنه مضارع ظاهر يُظاهر، وظاهر وظهّر واحدٌ، كضاعف وضعّف، وهما من الظهار.
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي {يُظَاهِرُونَ} بالألف، مفتوحة الياء، مشددة الظاء.
والوجه أنه مضارع تظاهر يتظاهر مثل تجاهل يتجاهل، والأصل يتظاهرون مثل يتجاهلون، فأُدغمت التاء في الظاء لتقارب مخرجيهما، فصار يظاهرون، والمعنى في جميع هذه الألفاظ واحدٌ، وإن اختلفت الصيغ، فقد يُقال ظاهر
[الموضح: 1253]
الرجل من امرأته وظهّر وتظاهر وتظهر واظاهر واظهر إذا قال لها: أنت عليّ كظهر أمي). [الموضح: 1254] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ} [آية/ 2] بالرفع:-
رواها المفضل عن عاصم.
والوجه أنه على لغة بني تميم؛ لأنهم لا يُعملون ما عمل ليس، وإن كانت تفيد ما تفيده ليس من نفي ما في الحال؛ لأن القياس يقتضي أن لا يُؤثر النفي في تغيير الكلام كما لا يؤثر الاستفهام فيه لاشتراكهما في أن كل واحد منهما غير موجب، فإذا لم تعمل ما كان ما بعدها على الابتداء والخبر، فقوله {هُنَّ} مبتدأ و{أُمَّهَاتِهِمْ} خبره.
وقرأ الباقون {مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ} بكسر التاء.
والوجه أن {أُمَّهَاتِهِمْ} نصبٌ؛ لأن {مَا} على هذه القراءة تعمل عمل ليس على لغة أهل الحجاز، فترفع الاسم وتنصب الخبر؛ لأنها تشبه ليس من وجهين:
أحدهما أنها تنفي ما في الحال كما أن ليس كذلك.
والثاني أنها تدخل على المبتدأ والخبر كليس، فلمشابهتها لها من وجهين أُعملت عملها، كما أن ما لا ينصرف لما أشبه الفعل من وجهين منع الجر والتنوين كالفعل، فقوله {هُنَّ} على هذا اسم {مَا} وهو رفعٌ،
[الموضح: 1254]
و{أُمَّهَاتِهِمْ} خبرها وهي نصبٌ، وإنما كُسرت التاء منها لأنها تاء جمع المؤنث، فهي مكسورةٌ في حال النصب كهي في حال الجر). [الموضح: 1255]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (الّذين يظاهرون).
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب: (والّذين يظّهّرون) مشددة بغير
ألف.
[معاني القراءات وعللها: 3/58]
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي: (الذين يظّاهرون) بفتح الياء، وتشديد الظاء، والألف.
وقرأ عاصم وحده: (الّذين يظاهرون) بضم الياء، والألف، والتخفيف.
قال أبو منصور: من قرأ (يظّهّرون) بتشديد الظاء والهاء، فالأصل: يتظهرون. فأدغمت التاء في الظاء وشددت.
ومن قرأ: (يظّاهرون) فهو في الأصل: وشددت أيضا.
يتظاهرون. فأدغمت التاء في الظاء وأما قراءة عاصم (يظاهرون) فهو من ظاهر يظاهر ظهارًا.
والمعنى واحد وإن اختلفت الألفاظ.
يقال: ظاهر الرجل من امرأته، واظّاهر وتظاهر، واظّهّر، ويظّهر منها، وهو يقول لها: أنت عليّ كظهر أمّي). [معاني القراءات وعللها: 3/59] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {والذين يظاهرون} [2، 3].
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: {يظهرون} مشدد الظاء والهاء بغير ألف.
وقرأ عاصم: {يظاهرون} مثل يقاتلون.
وقرأ الباقون: {يظاهرون} بفتح الياء، وتشديد الظاء. وقد ذكرت علة ذلك في (الأحزاب)، وفيه ست قراءات قد أثبتها هناك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/354] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ} [آية/ 2 و3] بتشديد الظاء والهاء بغير ألفٍ فيهما:-
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب.
والوجه أنه من تظهر يتظهر كتكرم يتكرم، فالأصل يتظهرون، فأُدغمت التاء في الظاء فصار {يُظَاهِرُونَ} بتشديد الظاء والهاء.
وقرأ عاصم {يُظَاهِرُونَ} بالألف، مضمومة الياء، مكسورة الهاء.
والوجه أنه مضارع ظاهر يُظاهر، وظاهر وظهّر واحدٌ، كضاعف وضعّف، وهما من الظهار.
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي {يُظَاهِرُونَ} بالألف، مفتوحة الياء، مشددة الظاء.
والوجه أنه مضارع تظاهر يتظاهر مثل تجاهل يتجاهل، والأصل يتظاهرون مثل يتجاهلون، فأُدغمت التاء في الظاء لتقارب مخرجيهما، فصار يظاهرون، والمعنى في جميع هذه الألفاظ واحدٌ، وإن اختلفت الصيغ، فقد يُقال ظاهر
[الموضح: 1253]
الرجل من امرأته وظهّر وتظاهر وتظهر واظاهر واظهر إذا قال لها: أنت عليّ كظهر أمي). [الموضح: 1254] (م)

قوله تعالى: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 صفر 1440هـ/4-11-2018م, 08:24 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المجادلة

[ من الآية (5) إلى الآية (7) ]
{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)}


قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5)}
قوله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)}
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولا أدنى من ذلك ولا أكثر).
قرأ الحضرمي وحده " ولا أكثر " رفعًا.
قال أبو منصور: من قرأ (ولا أكثر) بالرفع عطفه على موضع الرفع في قوله: (ما يكون من نجوى ثلاثةٍ)؛ لأن المعنى: ما يكون نجوى ثلاثة.
و (من) زائدة.
كما قال: (ما لكم من إلهٍ غيره)، أي: ما لكم إلهٌ غيره.
ومن قرأ (ولا أكثر) بفتح الراء فهو في موضع خفض، منسوقة على (ثلاثةٍ)، وهي القراءة الجيدة). [معاني القراءات وعللها: 3/60]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ: [مَا تَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ]، بالتاء - أبو جعفر وأبو حية.
قال أبو الفتح: التذكير الذي عليه العامة هو الوجه؛ لما هناك من الشياع وعموم الجنسية، كقولك: ما جاءني من امرأة، وما حضرني من جارية. وأما [تكون]، بالتاء فلا عتزام لفظ التأنيث، حتى كأنه قال: ما تكون من نجوى ثلاثة، كما تقول: ما قامت امرأة، ولا حضرت جارية وما تكون نجوى ثلاثة). [المحتسب: 2/315]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ} [آية/ 7] بالرفع:-
قرأها يعقوب وحده.
والوجه أن {أَكْثَرَ} معطوفٌ على موضع {مِنْ نَجْوَى}؛ لأن موضعه رفعٌ فإن {مِنْ} زايدةٌ، والتقدير: ما يكون نجوى ثلاثةٍ، كما قال تعالى {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} أي ما لكم إله غير الله.
وقرأ الباقون {وَلَا أَكْثَرَ} بالنصب.
والوجه أن معطوفٌ على المجرور بالإضافة، وهو {ثَلَاثَةُ}، والتقدير: ما يكون من نجوى ثلاثةٍ ولا نجوى أدنى من ذلك ولا نجوى أكثر، فأكثر جر إلا أنه غير منصرف، فهو في موضع الجر مفتوح). [الموضح: 1255]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 صفر 1440هـ/4-11-2018م, 08:25 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المجادلة

[ من الآية (8) إلى الآية (10) ]
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)}


قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويتناجون بالإثم والعدوان).
قرأ حمزة (ينتجون) بغير ألف.
وقرأ يعقوب الحضرمي (إذا تناجيتم) بالألف، (فلا تنتجوا) بغير ألف. (وينتجون) بغير ألف أيضا.
وقرأ سائر القراء بالألف في كل هذا.
[معاني القراءات وعللها: 3/59]
قال أبو منصور: هما لغتان: تناجى القوم، وانتجوا، إذ ناجى بعضهم
بعضًا، يتناجون.
فالتناجي (تفاعل)، والانتجاء (افتعال) والمعنى واحد). [معاني القراءات وعللها: 3/60]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله [تعالى]: {ويتناجون بالإثم والعدوان} [8].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/354]
قرأ حمزة: {وينتاجون} بغير ألف على يفتعلون.
والأصل: ينتجيون، لأن لام الفعل ياء، من ناجيت فاستثقلوا الضمة على الياء فحركوها وحذفت لسكونها وسكون الواو.
وقرأ الباقون: {يتناجون} على يتفاعلون؛ لأن التفاعل لا يكون إلا من اثنين فصاعدًا فكذلك المناجاة بين الجماعة والمفاعلة بين. اثنين.
وقرأ حمزة مثله؛ لأن العرب تقول: اختصموا يختصمون وتخاصموا يتخاصمون، وكذلك انتجوا وتناجوا بمعنى إلا أن الاختيار عند أولئك صار الألف، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صح عنه «لا يتناجي اثنان دون الثالث»، ويقال: ناجيت زيدًا مناجاة ونجا ونجوي. والنجوي أيضًا: الجماعة، قال الله تعالى: {وإذ هم نجوى} وحجة حمزة قول النبي عليه السلام «ما أنا انتجيته ولكن الله انتجاه» يعني عليا رضي الله عنه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/355]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة وحده: وينتجون [المجادلة/ 8] بغير ألف.
والباقون: يتناجون بألف.
قال أبو علي: ينتجون يفتعلون من النّجوى، والنّجوى:
[الحجة للقراء السبعة: 6/278]
مصدر كالدّعوى والعدوى، ومثل ذلك في أنه على فعلى: التّقوى إلا أن الواو فيها مبدلة وليست بلام، ولما كان مصدرا وقع على الجميع على لفظ الواحد في قوله: إذ يستمعون إليك، وإذ هم نجوى [الإسراء/ 47] أي: ذوو نجوى، ومما يدلّ على ذلك قوله: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة [النساء/ 114] أي: إلا في نجوى من أمر بصدقة، فأفرد ذلك، وإن كان مضافا إلى جماعة لما كان مصدرا، كقوله: ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة [لقمان/ 28] ونحو ذلك، وقال: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا [المجادلة/ 7].
وقوله: ثلاثة يحتمل جرّه أمرين، أحدهما: أن يكون مجرورا بإضافة نجوى إليه، كأنه: ما يكون من سرار ثلاثة إلا هو رابعهم، أي: لا يخفى عليه ذلك، كما قال: ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم [التوبة/ 78] وكقوله: فإنه يعلم السر وأخفى [طه/ 7]، ويجوز أن يكون ثلاثة جرّا على الصفة على قياس قوله: وإذ هم نجوى [الإسراء/ 47]، فأما النّجيّ فصفة تقع على الكثرة كالصّديق والرفيق والحميم، ومثله الغزي، قال جرير فجمع:
تريح نقادها جشم بن بكر وما نطقوا بأنجية الخصوم وأنشد أبو زيد:
[الحجة للقراء السبعة: 6/279]
إني إذا ما القوم كانوا أنجيه واختلف القول اختلاف الأرشية وفي التنزيل: خلصوا نجيا [يوسف/ 80]، فأما قول حمزة: ينتجون وقول سائرهم: يتناجون فإنّ يفتعلون، ويتفاعلون يجريان مجرى واحدا، ومن ثمّ قالوا: ازدوجوا واعتوروا، فصحّحوا الواو، وإن كانت على صورة يجب فيها الاعتلال لما كان بمعنى تعوروا وتزاوجوا، كما صحّ: عور وحول وصيد، لما كان ذلك على معنى افعال، ومن ثمّ جاء: حتى إذا اداركوا فيها جميعا [الأعراف/ 38] فادّاركوا: افتعلوا، وادّاركوا: تفاعلوا، فكذلك في المعنى في: ينتجون، ويتناجون واحد.
ومن حجّة من قرأ: يتناجون [المجادلة/ 8] قوله: إذا ناجيتم الرسول [المجادلة/ 12] وتناجوا بالبر والتقوى [المجادلة/ 9]، فهذا مطاوع: ناجيتم* وليس في هذا ردّ لقراءة حمزة ينتجون لأن هذا في مساغه وجوازه مثل: ناجيت. وينتجون، قراءة الأعمش فيما زعموا). [الحجة للقراء السبعة: 6/280]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرّسول} 8
[حجة القراءات: 703]
قرأ حمزة وينتجون بالإثم بالنّون وضم الجيم من غير ألف على يفتعلون والأصل ينتجبون لأن لام الفعل ياء من ناجيت فاستثقلوا الضمة على الياء فحذفوها وقد حذفت لسكونها وسكون الواو يقال انتجى القوم ينتجون إذا تساروا
وقرأ الباقون ويتناجون على يتفاعلون لأن التفاعل والمفاعلة لا يكون إلّا من اثنين فصاعدا فكذلك المناجاة بين جماعة وهو الأشبه بتشاكل الكلام في هذا الموضع قال الله جلّ وعز بعدها {إذا تناجيتم} وقال {وتناجوا بالبرّ والتّقوى} فوقع الخط في هذين الموضعين على شيء يشاكل يتناجون
وقرأ حمزة مثله لأن العرب تقول اختصموا يختصمون وتخاصموا يتخاصمون وتقاتلوا واقتتلوا وكذلك انتجوا وتناجوا بمعنى كذا قال سيبويهٍ). [حجة القراءات: 704]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {ويتناجون} قرأه حمزة «ويتنجون» بغير ألف، وبنون بعد الياء، وقبل التاء، وقرأ الباقون بألف بعد النون، والنون بعد التاء.
وحجة من قرأ بغير ألف أنه جعله على وزن «يفتعون» مشتقًا من النجوى، وهو السر، وأصله «ينتجيون» على وزن «يفتعلون» ثم أعل على الأصول بأن ألقيت حركة الياء على الجيم استثقالًا لياء مضمومة، قبلها متحرك، ثم حذفت الياء لسكونها، وسكون الواو بعدها.
5- وحجة من قرأ بألف ونون بعد التاء أنه جعله مستقبل «تناجى القوم يتناجون» وأصله «يتناجيون» على وزن «يتفاعلون» مثل «يتضاربون» فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها قُلبت ألفًا، ثم حذفت لسكونها وسكون الواو بعدها، وبقيت فتحة الجيم على حالها لتدل على الألف المحذوفة، ولولا ذلك لكانت مضمومة؛ لأن واو الجمع حق ما قبلها أن يكون مضمومًا، لكن بقيت الجيم مفتوحة، لتدل على الألف المحذوفة، ولو ضمت لم يبق ما يدل على الألف، وهو أيضًا من النجوى السر، والنجوى مصدر كالدعوى والعدوى والتقوى، ولذلك وقع الجمع؛ لأنه يدل على القليل والكثير، قال الله جل وعز: {وإذ هم نجوى} «الإسراء 47» أي: ذوو نجوى، أي: ذوو سر، ومثله قوله: {لا خير في كثير من نجواهم} «النساء 14»، وقوله: {ما يكون من نجوى ثلاثة} «المجادلة 7» أي: من سر ثلاثة، وكله أتى مفرد اللفظ، والمعنى فيه الجمع). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/314]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ} [آية/ 8] بغير ألف، والنون قبل التاء، في وزن ينتهون.
قرأها حمزة- يس- و- إن- في الأول، فأما في الثاني فقرأ
[الموضح: 1255]
حمزة {فَلَا تَتَنَاجَوْا} بالألف، ويعقوب مثل الأول.
والوجه في {يَتَنَاجَوْنَ} أنه يفتعلون من النجوى، مثل يتناجون في المعنى، فإن افتعلوا وتفاعلوا بمعنى واحد، ولهذا قالوا اعتونوا واجتوروا فصححوا الواو ولم يقلبوها ألفًا. لما كان بمعنى تعاونوا وتجاوروا مما لابد فيه من تصحيح الواو.
وقرأ الباقون و-ح- عن يعقوب {وَيَتَنَاجَوْنَ} و{فَلَا تَتَنَاجَوْا} بالألف فيهما، والتاء قبل النون.
والوجه أنه يتفاعلون من النجوى، وهو الأصل في هذا المعنى، يقال ناجى فلان فلانًا وتناجى القوم، فهم يتناجون، كما يقال حاربته وتحاربنا وضاربته وتضاربنا، وهذه أشد موافقة لقوله تعالى {إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ} لذلك). [الموضح: 1256]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9)}
قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 صفر 1440هـ/4-11-2018م, 10:39 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المجادلة

[ من الآية (11) إلى الآية (13) ]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (تفسّحوا في المجلس).
قرأ عاصم (تفسّحوا في المجالس). وقرأ الباقون (في المجلس).
قال أبو منصور: (في المجالس) فهو جمع: (المجلس).
ومن قرأ (في المجلس) فهو: موضع جلوس القوم فيه.
ويقال للقوم إذا اجتمعوا في مكان: مجلس. ومنه قوله:
[معاني القراءات وعللها: 3/60]
واستبّ بعدك يا كليب المجلس
أراد: أهل المجلس). [معاني القراءات وعللها: 3/61]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (قوله عزّ وجلّ: (وإذا قيل انشزوا فانشزوا).
قرأ نافع وابن عامر وعاصم (وإذا قيل انشزوا فانشزوا) بضم الشين.
وقرأ الباقون بكسر الشين.
قال أبو منصور: هما لغتان، يقال نشز ينشز وينشز، إذا نهض.
ومعناه: إذا قيل انهضوا إلى الصلاة أو إلى قضاء حقٍّ، أو شهادة فانهضوا فقوموا ولا تتثاقلوا). [معاني القراءات وعللها: 3/61]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {وإذ قيل لكم تفسحوا في المجلس} [11].
قرأ عاصم وحده: {في المجالس} جعله عاما، أي: إذ قيل لكم توسعوا في المجالس، مجالس العلم والعلماء فتفسحوا، ومثل حديث رسول الله عليه السلام: «لا يقيمن أحدكم أخاه من مجلسه فيجلس فيه ولكن توسعوا وتفسحوا».
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/355]
وقرأ الباقون: {في المجلس} على التوحيد مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة. واتفق القراء على: {تفسحوا} إلا الحسن إنه قرأ {تفاحسوا} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/356]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {وإذا قيل انشزوا فانشزوا} [11].
قرا نافع وابن عامر وحفص عن عاصم والأعشي عن أبي بكر عن عصم بضمة الشين {انشزوا فانشزوا}.
والباقون بالكسر إلا عاصمًا فإنه اختلف عنه.
وحدثني ابن مجاهد قال: قال يحيي بن آدم عن أبي بكر لم أحفظ هذا الحرف عن عاصم، فسألت الأعمش، فقال: {انشزوا فانشزوا} بالكسر.
وقال النحويون: هما لغتان نشز ينشز وينشز مثل عكف يعكف ويعكف، وعرش يعرش ويعرش، ويقال: نشز: تحرك، [وأنشز: إذا] أنشزة غيره والنشز، والنشز: ما ارتفع من الأرض، ويقال: نشزت المرأة على زوجها، ونشعت، ونشنت: إذا فركته). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/356]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ عاصم وحده: تفسحوا في المجالس [المجادلة/ 11] بألف، وقرأ الباقون: في المجلس بغير ألف.
قال أبو علي: زعموا أنه مجلس النبيّ صلى اللّه عليه وآله وسلم، فإذا كان كذلك فالوجه الإفراد، ويجوز أن يجمع على هذا على أن تجعل لكلّ جالس مجلسا، أي: موضع جلوس، ويكون المجلس على إرادة العموم مثل قولهم: كثر الدينار والدرهم، فيشهد على هذا جميع المجالس، ومثله في التنزيل: إن الإنسان لفي خسر [العصر/ 2]). [الحجة للقراء السبعة: 6/280]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم والأعشى عن أبي بكر عن عاصم وهارون بن حاتم عن أبي بكر: وإذا قيل انشزوا فانشزوا [المجادلة/ 11]، برفع الشين [فيهما] وأمّا يحيى فروى عن أبي بكر، أنه لم يحفظ كيف قرأ عاصم زعم ذلك خلف وأبو هشام والوكيعي عن يحيى، وقال ابن سعدان عن محمد بن المنذر عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم: وإذا قيل انشزوا فانشزوا بكسر الشين، وقال غيره عن يحيى عن أبي بكر، لم أحفظها عن عاصم، فسألت عنها الأعمش فقال: انشزوا فانشزوا بكسر الشين فيهما. وقال عبد الجبار بن محمد العطاردي سألت عروة بن محمد: كيف ينبغي أن تكون قراءة عاصم؟ فقرأها برفع الشين وقال: هو مثل: يعكفون [الأعراف/ 138].
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي: وإذا قيل انشزوا فانشزوا بكسر الشين فيهما.
قال أبو علي: انشزوا هو من النشز: المرتفع من الأرض، وقال الشاعر:
ترى الثعلب الحوليّ فيها كأنه إذا ما علا نشزا حصان مجلّل
[الحجة للقراء السبعة: 6/281]
ومن هذا نشوز المرأة عن زوجها، وينشز وينشز: مثل يحشر ويحشر، ويعكف ويعكف). [الحجة للقراء السبعة: 6/282]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قرأ الحسن وداود بن أبي هند: [تَفَاسَحُوا]، بألف.
قال أبو الفتح: هذا لائق بالغرض؛ لأنه إذا قيل: تفسحوا في المجلس لم يكن فيه إصراح بدليل: ليفسح بعضكم لبعض، وإنما ظاهر معناه: ليكن هناك تفسح.
وأما التفاسح فتفاعل، والمراد به هنا المفاعلة، وبابها أن يكون فما فوق الواحد، كالمقاسمة والمكايلة والمساقات والمشاربة، إلا أنه قد يستفاد أيضا مع {تفسحوا} هذا المعنى؛ لأنه لم يقصد به تفسح مخصوص، فهو شائع بينهم، فسرى لذلك في جميعهم). [المحتسب: 2/315]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يا أيها الّذين آمنوا إذا قيل لكم تفسّحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا} 11
قرأ عاصم {في المجالس} بالألف جعله عاما أي إذا قيل لكم توسعوا في المجالس أي مجالس العلماء والعلم فتفسحوا
وقرأ الباقون (في المجلس) على التّوحيد أي في مجلس رسول الله صلى الله عليه خاصّة
[حجة القراءات: 704]
قرأ نافع وابن عامر وحفص (وإذا قيل انشزوا فانشزوا) بضم الشين فيهما وقرأ الباقون بكسر الشين وهما لغتا نشز ينشز وينشز). [حجة القراءات: 705]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {تفسحوا في المجالس} قرأه عاصم بالجمع لكثرة مجالس
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/314]
القوم، فهو وإن أريد به مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن لكل واحد ممن هو في مجلس رسول الله مجلسًا، فجمع لكثرة ذلك، ويجوز أن يُراد به العموم في كل المجالس، فيكون الجمع أولى به لكثرة المجالس التي يجتمع فيها الناس، وقرأ الباقون بالتوحيد؛ لأن التفسير أتى أنه يراد به مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوحّد على المعنى، وهو الاختيار لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/315]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {وإذا قيل انشزوا فانشزوا} قرأه نافع وعاصم وابن عامر بضم الشين، والابتداء بضم الألف، لأجل ضم الشين، وقرأ الباقون بكسر الشين، والابتداء بكسر الألف، لأجل كسر الشين، وهما لغتان يقال: نشز ينشز وينشز، ومعنى {انشزوا} قوموا، وقيل: معناه «انضموا»، وقيل: ارتفعوا، والنشز: المرتفع من الأرض، ومنه نشوز المرأة عن زوجها). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/315]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ} [آية/ 11] بالألف على الجمع:-
قرأها عاصم وحده.
والوجه أنه على العموم، فإن الخطاب مع الجميع، ولكل واحد منهم
[الموضح: 1256]
مجلسٌ، فلذلك جمع، فقال {الْمَجَالِسِ} وهي جمع مجلسٍ.
وقرأ الباقون {فِي الْمَجَالِسِ} على الوحدة.
والوجه أنه إنما أتى به على الإفراد؛ لأن المراد به مجلس النبي صلى الله عليه وسلم.
ويجوز أن يكون المعنى على الجمع وإن كان اللفظ واحدًا؛ لأنه اسم جنس فيه الألف واللام، فهو على العموم، كما قالوا: كَثُر الدينار والدرهم، فيشمل جميع المجالس). [الموضح: 1257]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا} [آية/ 11] بضم الشين:-
قرأها نافع وابن عامر وعاصم.
وقرأ الباقون {انْشُزُوا} بكسر الشين فيهما.
والوجه أن مضارع نشز بالفتح ينشز وينشز بالضم والكسر، نحو حشر يحشر ويحشر وعطف يعكف ويعكف، والمعنى في انشزوا: انهضوا وقوموا، وقيل: ارتفعوا). [الموضح: 1257]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)}
قوله تعالى: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 صفر 1440هـ/4-11-2018م, 10:42 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المجادلة

[ من الآية (14) إلى الآية (19) ]
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (16) لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (17) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19)}
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14)}
قوله تعالى: {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15)}
قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (16)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [اتَّخَذُوا إيْمَانَهُم،] بكسر الهمزة.
قال أبو الفتح: هذا على حذف المضاف، أي: اتخذوا إظهار إيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين، وهذا حديث المنافقين المعروف). [المحتسب: 2/315]
قوله تعالى: {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (17)}
قوله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18)}
قوله تعالى: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25 صفر 1440هـ/4-11-2018م, 10:50 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المجادلة

[ من الآية (20) إلى الآية (22) ]
{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21) لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20)}
قوله تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لأغلبنّ أنا ورسلي).
قرأ نافع وابن عامر " ورسلي " بفتح الياء. وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 3/62]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- قرأ نافع وابن عامر: {أنا ورسلي} [21] بفتح الياء.
والباقون يسكنون الياء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/356]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (نافع وابن عامر: ورسلي إن الله [المجادلة/ 21] بفتح الياء.
والباقون لا يحرّكون.
قال أبو علي: التحريك والإسكان جميعا حسنان). [الحجة للقراء السبعة: 6/282]

قوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ (أولئك كتب في قلوبهم الإيمان).
روى المفضل عن عاصم (أولئك كتب في قلوبهم الإيمان) رفعًا.
وقرأ سائرهم ((أولئك كتب في قلوبهم الإيمان).
قال أبو منصور: المعنى واحد في القراءتين، أي: كتب الله في قلوبهم الإيمان فلا يكفرون). [معاني القراءات وعللها: 3/61]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {أولئك كتب في قلوبهم الإيمان} [22].
روي المفضل عن عاصم: {كتب في قلوبهم الإيمان} على ما لم يسم فاعله.
والباقون: {كتب} على تقدير: كتب الله في قلوبهم الإيمان وأيدهم أي: قواهم ولو كان كتب لقال: أيدوا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/356]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: روى المفضل عن عاصم: أولئك كتب في قلوبهم الإيمان [المجادلة/ 22] برفع الكاف من كتب*، ورفع النون من الإيمان، وقرأ الباقون: أولئك كتب في قلوبهم الإيمان.
قال أبو علي: معنى كتب في قلوبهم الإيمان، كتب في قلوبهم علامته، فحذف المضاف، ومعنى كتابة الإيمان في قلوبهم:
أنها سمة لمن يشاهدهم من الملائكة أنهم مؤمنون، كما أن قوله في الكفّار: وطبع الله على قلوبهم [التوبة/ 93] علامة يعلم من شاهدها من الملائكة أنه المطبوع على قلبه، وعلى هذا قوله: ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا [الكهف/ 28] أي: جعلها غفلا من العلامة التي تكون في قلوب الذاكرين.
ومن أسند الفعل إلى الفاعل فلتقدّم ذكر الاسم، ويقوّي ذلك أن المعطوف عليه مثله وهو قوله: وأيدهم بروح منه [المجادلة/ 22] ومن قال: كتب* فلأنه يعلم أنه من فعل اللّه عزّ وجلّ). [الحجة للقراء السبعة: 6/282]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ} [آية/ 22] بضم الكاف من {كَتَبَ} ورفع {الإيمان}.
رواها المفضل عن عاصم.
[الموضح: 1257]
والوجه أنه على ما لم يسم فاعله، وإنما رفع {الْإِيمَانَ} لأنه مفعولٌ أقيم مقام الفاعل، وإنما أسند الفعل ههنا إلى المفعول به؛ لأن المقصود هو الإعلام لكتب الإيمان في قلوب المؤمنين، ومعلومٌ أن ذلك من فعل الله تعالى الذي لا يقدر عليه غيره.
وقرأ الباقون {كَتَبَ} بفتح الكاف، ونصب الإيمان {الْإِيمَانَ}.
والوجه أنه على إسناد الفعل إلى الفاعل، والفاعل هو ضمير اسم الله تعالى الذي تقدم في قوله {مَنْ حَادَّ الله}، كأنه قال: كتب الله في قلوبهم الإيمان.
ويؤيد هذه القراءة أن ما عُطف هذا عليه أسند الفعل فيه إلى الفاعل، وهو قوله تعالى {وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} ). [الموضح: 1258]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة