العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 12:19 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة مريم

[ من الآية (27) إلى الآية (33) ]
{فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)}

قوله تعالى: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27)}

قوله تعالى: {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28)}

قوله تعالى: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29)}

قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ الكسائي وحده وأوصاني [مريم/ 31] ممالة.
وآتاني [مريم/ 30] ممالة، الباقون لا يميلون.
الإمالة في آتاني أحسن منها في أوصاني لأن في أوصاني مستعليا، وهو مع ذلك يجوز كما جازت إمالة صاد، وطغا وصغا ونحو ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 5/201] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {آتَانِيَ الكِتَابَ}[آية/ 30] {وأَوْصَانِي}[آية/ 31] بالإمالة فيهما:
قرأهما الكسائي وحده.
والوجه أن الفعلين من الياء فجازت الإمالة فيهما لذلك، إلا أن الإمالة في {آتَانِيَ}أحسن منها في {وأَوْصَانِي}؛ لأن في {أَوْصَانِي}الصاد وهو حرف مستعلٍ، والحرف المستعلي مانع للإمالة، إلا أن الأفعال قد تمال مع المستعلي لتصرفها، ألا ترى أن الإمالة جائزة في صار وطغى ونحوهما.
ونافع يجعلهما بين الفتح والكسر وقد ذكرنا وجهه.
وقرأ الباقون بالفتح فيهما، وقد ذكرنا مراراً أنه الأصل). [الموضح: 818] (م)

قوله تعالى: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {وأوصاني بالصلاة والزكاة} [31]
قرأ الكسائي وحده {وأوصاني} بالإمالة من أجل الياء؛ لأن الأصل فيه قبل الإضافة أوصي مثل أودي فلما أضافه إلى النفس تركه ممالاً.
وأما من فتح فقال: إذا قلت: أوصي ثم أضافه المتكلم إلى نفسه صارت الألف ياء، مثل قضى وقضيت وأوصى وأوصيت، فإذا قلت قضاني ورماني صارت الياء ألفًا فأتبعوا اللفظ الخط، والكسائي جرى على الأصل؛ لأن من خالفه في {أوصاني} فقد وافقه. {قالت إحدهما} في الإمالة.
وحجة الباقين أن {إحديهما} كتب في المصحف بالياء {وأوصاني} بالألف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/18]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ الكسائي وحده وأوصاني [مريم/ 31] ممالة.
وآتاني [مريم/ 30] ممالة، الباقون لا يميلون.
الإمالة في آتاني أحسن منها في أوصاني لأن في أوصاني مستعليا، وهو مع ذلك يجوز كما جازت إمالة صاد، وطغا وصغا ونحو ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 5/201] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {آتَانِيَ الكِتَابَ}[آية/ 30] {وأَوْصَانِي}[آية/ 31] بالإمالة فيهما:
قرأهما الكسائي وحده.
والوجه أن الفعلين من الياء فجازت الإمالة فيهما لذلك، إلا أن الإمالة في {آتَانِيَ}أحسن منها في {وأَوْصَانِي}؛ لأن في {أَوْصَانِي}الصاد وهو حرف مستعلٍ، والحرف المستعلي مانع للإمالة، إلا أن الأفعال قد تمال مع المستعلي لتصرفها، ألا ترى أن الإمالة جائزة في صار وطغى ونحوهما.
ونافع يجعلهما بين الفتح والكسر وقد ذكرنا وجهه.
وقرأ الباقون بالفتح فيهما، وقد ذكرنا مراراً أنه الأصل). [الموضح: 818] (م)

قوله تعالى: {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي نهيك وأبي مجلز: "وبِرًّا"، بكسر الباء.
[المحتسب: 2/42]
قال أبو الفتح: هو معطوف على موضع الجار والمجرور من قوله: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ}، كأنه قال: ألزمني بِرًّا، وأشعرني بوالدتي؛ لأنه إذا أوصاه به؛ فقد ألزمه إياه. وعليه بيت الكتاب:
يَذْهَبْنَ فِي نَجْدٍ وَغَوْرًا غَائِرَا*
أي: ويسلكن غورا، وبيته أيضا:
فَإنْ لَمْ تَجِدْ مِنْ دُونِ عَدْنَانَ وَالِدًا ... وَدُونَ مَعْدٍّ فَلْتَزَعْكَ الْعَوَاذِلُ
عطف "دونَ" الثانية على موضع "من دونِ" الأولى، نظائره كثيرة جدًّا. وإن شئت حملته على حذف المضاف، أي: وجعلني ذا برّ، وإن شئت جعلته إياه على المبالغة، كقولها:
فإنما هي إقبالٌ وإدبارٌ
على غير حذف المضاف). [المحتسب: 2/43]

قوله تعالى: {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 12:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة مريم

[ من الآية (34) إلى الآية (36) ]
{ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36)}

قوله تعالى: {ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ذلك عيسى ابن مريم قول الحقّ (34)
قرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب (قول الحقّ) نصبًا.
وقرأ الباقون (قول الحقّ) رفعًا.
قال الفراء: من نصب (قول الحقّ) نصبه على اجتماع المعرفة والنكرة، كقولك: هذا عبد الله الأسد عاديًا.
كما يقولون: أسدًا عاديًا. كأنه قال قولا حقا.
وقال غيره من نصب فالمعنى: أقول قول الحق الذي فيه تمترون.
ومن رفع فالمعنى: هو قول الحقّ). [معاني القراءات وعللها: 2/135]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {ذلك عيسى ابن مريم قول الحق} [34].
قرأة عاصم وابن عامر {قول الحق} بالنصب فجعل له مصدرًا كما تقول: قلت قولا وقلت حقًا، وقل الحق: قول الله تعالى. والعرب تقول: قال زيد قولاً وقال قيلاً وقال قالاً، فيجعلون الواو ألفًا. وكذلك الياء في العيب والعاب، وفي حرف أيي (ذلك عيسى ابن مريم قال الحق).
والباقون يرفعون على تقدير: ذلك عيسى ابن مريم ذلك قول الحق مبتدأ وخبرًا فعيسى قول الله وكلمة الله، وعبد الله، وروح الله؛ لأنه
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/18]
بقوله: {كن فيكون} فهي الكلمة، والقول. وسمى روح الله، لأنه كان رحمة على من بعث إليه إذا آمنوا به). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/19]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: قول الحق [مريم/ 34].
فقرأ عاصم: قول الحق نصبا، وكذلك ابن عامر.
ابن كثير وأبو عمرو ونافع وحمزة والكسائي: (قول الحق) رفعا.
الرفع: على أن قوله: ذلك عيسى ابن مريم: كلام، فالمبتدأ المضمر ما دلّ عليه هذا الكلام، أي: هذا الكلام قول الحق، ويجوز
[الحجة للقراء السبعة: 5/201]
أن تضمر هو وتجعله كناية عن عيسى، فيكون الرافع قول الحق، أي:
هو قول الحق، لأنه قد قيل فيه: روح الله وكلمته، والكلمة قول.
وأما النصب فعلى أن قوله: ذلك عيسى ابن مريم يدلّ على: أحقّ قول الحقّ. وتقول: هذا زيد الحقّ لا الباطل، لأن قولك هذا زيد عندك، بمنزلة أحقّ، فكأنك قلت: أحقّ الحقّ، وأحقّ قول الحقّ). [الحجة للقراء السبعة: 5/202]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الّذي فيه يمترون}
قرأ عاصم وابن عامر {قول الحق} بنصب اللّام على المصدر المعنى أقول قول الحق الّذي فيه يمترون فالله جلّ وعز أخبر عن نفسه بأنّي أقول قول الحق بأن عيسى هو ابن مريم
وقرأ الباقون {قول الحق} بالرّفع ورفعه من وجهين أحدها أن يجعل {قول} نعتا لعيسى قال اليزيدي {قول الحق} رفع على النّعت وقال الزّجاج ويجوز أن تضمر هو وتجعله كناية عن عيسى لأنّه قد قيل فيه روح الله وكلمته والكلمة قول وقال آخرون بل المعنى هذا الكلام الّذي جرى هو قول الحق). [حجة القراءات: 443]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (15- قوله: {قول الحق} قرأه ابن عامر وعاصم بالنصب، ورفع الباقون.
وحجة من نصب أنه نصبه على المصدر، أعمل فيه ما دل عليه الكلام، لأن قوله: {ذلك عيسى ابن مريم} يدل على «أحق ذلك» فكأنه قال: أحق قول الحق، هذا كما تقول: هذا زيد الحق لا الباطل؛ لأن قولك: هذا زيد عندك، بمنزلة أحق ذلك، فكأنك قلت: أحقّ الحق، وقولك: قول الحق والحق سواء.
16- وحجة من رفع أنه أضمر مبتدأ، وجعل قوله {الحق} خبره لأنه لما قال: {ذلك عيسى بن مريم} صار معناه: هذا الكلام قول الحق، ويجوز
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/88]
أنه يضمر «هو» ويجعله كناية عن عيسى؛ لأنه كلمة الله، والكلمة «قول»، والرفع الاختيار، لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/89]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {قَوْلَ الحَقِّ}[آية/ 34] بالنصب:
قرأها ابن عامر وعاصم ويعقوب.
والوجه أنه منصوب بفعل مضمر يدل عليه ما قبله، وهو قوله {ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ}؛ لأنه يدل على أحق كأنه قال: أحق قول الحق، أو على إضمار أقول كأنه قال: أقول قول الحق.
وقرأ الباقون {قَوْلَ الحَقِّ}بالرفع.
والوجه أنه على إضمار مبتدأ، هذا الظاهر خبره، كأنه قال: هذا الكلام
[الموضح: 818]
قول الحق. ويجوز أن يكون المبتدأ المضمر ضمير عيسى، كأنه قال: هو قول الحق؛ لأن عيسى كلمة الله، والكلمة قول). [الموضح: 819]

قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (آتاني الكتاب (35)
[معاني القراءات وعللها: 2/134]
أسكن الياء حمزة، وحركها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/135]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إذا قضى أمرا فإنّما يقول له كن فيكون * وإن الله ربّي وربكم فاعبدوه} 35 و36
[حجة القراءات: 443]
قرأ ابن عامر {كن فيكون} بالنّصب وقد ذكرت في سورة البقرة
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {وإن الله ربّي وربكم} بنصب الألف وحجتهم ذكرها اليزيدي فقال من فتحه حمله على قوله {وأوصاني بالصّلاة والزّكاة} وب {إن الله ربّي وربكم} وكان أبو عمرو يتأولها على {إذا قضى أمرا} وقضى {إن الله ربّي وربكم} ف {إن} في موضع نصب
قرأ أهل الشّام والكوفة {وأن الله} بالكسر على الاستئناف قال الكسائي إن ذلك على قول عيسى حين قال {إنّي عبد الله} و{إن الله ربّي وربكم} ). [حجة القراءات: 444] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {كُن فَيَكُونُ}[آية/ 35] بالنصب:
قرأها ابن عامر وحده.
وقرأ الباقون {كُن فَيَكُونُ}بالرفع، وقد تقدم الكلام في ذلك، ووجه ضعف قراءة ابن عامر في سورة البقرة). [الموضح: 819]

قوله تعالى: {وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله عزّ وجلّ: (وأنّ اللّه ربّي (36)
قرأ ابن كثير ونافع فالمعنى ويعقوب (وأن الله) بالفتح، وقرأ الباقون (وإنّ اللّه) بكسر الألف.
قال أبو منصور: من فتح الألف فالمعنى: بأنّ الله، أو: ولأنّ الله.
ومن قرأ (وإنّ اللّه) بالكسر فهو استئناف). [معاني القراءات وعللها: 2/135]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- قوله تعالى: {وإن الله ربي وربكم} [36] قرأ حمزة والكسائي وعاصم وابن عامر {إن الله} بالكسر.
وقرأ الباقون و{أن} بالفتح.
فمن فتح أضمر فعلاً وقضى إن الله ربي وربكم. ومن كسر جعله ابتدا لأن «إن» إذا كانت مكسورة كانت ابتداء، واحتجوا بأن في حرف أبي {إن الله ربي وربكم} بغير واو). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/19]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الألف وكسرها من قوله: وإن الله ربي وربكم [مريم/ 36].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: (وأنّ الله ربي) بنصب الألف.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي: وإن الله خفضا.
[الحجة للقراء السبعة: 5/202]
حجة من كسر: أنّه حمله على قوله: إن الله ربي وربكم فجعله مستأنفا، كما أن المعطوف عليه مستأنف.
وحجة من فتح أنه حمله على قوله: وأوصاني بالصلاة والزكاة وبأن الله ربي وربكم). [الحجة للقراء السبعة: 5/203]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إذا قضى أمرا فإنّما يقول له كن فيكون * وإن الله ربّي وربكم فاعبدوه} 35 و36
[حجة القراءات: 443]
قرأ ابن عامر {كن فيكون} بالنّصب وقد ذكرت في سورة البقرة
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {وإن الله ربّي وربكم} بنصب الألف وحجتهم ذكرها اليزيدي فقال من فتحه حمله على قوله {وأوصاني بالصّلاة والزّكاة} وب {إن الله ربّي وربكم} وكان أبو عمرو يتأولها على {إذا قضى أمرا} وقضى {إن الله ربّي وربكم} ف {إن} في موضع نصب
قرأ أهل الشّام والكوفة {وأن الله} بالكسر على الاستئناف قال الكسائي إن ذلك على قول عيسى حين قال {إنّي عبد الله} و{إن الله ربّي وربكم} ). [حجة القراءات: 444] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (17- قوله: {وإن الله ربي وربكم} قرأه الكوفيون وابن عامر بكسر الهمزة، وفتحها الباقون.
وحجة من كسرها أنه جعل الكلام مستأنفًا مبتدأ، فكسر لذلك، ودليل الكسر أنها في قراءة ابن مسعود بغير واو، وحذف الواو لا يكون معه إلا الكسر على الاستئناف، ويدل على الاستئناف أن الذي قبل «إن» رأس آية قد تم الكلام على ذلك، ثم وقع الاستئناف بعد تمام الكلام على رأس آية، ويجوز أن تكسر «أن» على العطف على قوله: {إني عبد الله} «30» أو يعطفه على: {فإنما يقول له كن فيكون} «35».
18- وحجة من عطف أنه حمله على معمول {أوصاني} «31» أي: أوصاني بالصلاة والزكاة، وبأن الله ربي وبركم، و«أن» في موضع خفض على العطف على «الصلاة» ويجوز عطف «وأن» على {سبحانه} فتكون «أن» في موضع نصب؛ لأن {سبحانه} في موضع نصب، قاله الفراء، وأجاز الفراء أيضًا أن تكون «أن» في موضع رفع على خبر ابتداء مضمر، تقديره «عنده»: وذلك أن الله ربي، ويجوز أن تفتح «أن» على إضمار اللام، أي: ولأن الله ربي، فتكون «أن» في موضع نصب لحذف الخافض، أو في موضع خفض على إعمال الخافض، لكثرة حذفه مع «أن»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/89]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {وأنَّ الله}[آية/ 36] بفتح الألف من «أن»:
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب- يس-.
والوجه أنه معطوف على الصلاة من قوله تعالى {وأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ}كأنه قال: وأوصاني بالصلاة وبأن الله ربي وربكم، أي وبمعرفة ربوبيته والإقرار بها، وقال بعضهم تقديره: ولأن الله ربي وربكم فاعبدوه، أي اعبدوه لذلك.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي و- ح- و- ان- عن يعقوب {وإنَّ الله}بكسر الألف من {إنَّ}.
والوجه أنه كلام مستأنف مبتدأ به، كما أن ما قبله مستأنف، وهو قوله {إذَا قَضَى أَمْرًا}الآية، فعطف المستأنف على المستأنف). [الموضح: 819]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 12:21 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة مريم

[ من الآية (37) إلى الآية (40) ]
{ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمِْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37) أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (38) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (39) إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (40)}

قوله تعالى: {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمِْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37)}

قوله تعالى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (38)}

قوله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (39)}

قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (40)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {وإلَيْنَا يُرْجَعُونَ}[آية/ 40] بفتح الياء وكسر الجيم:
قرأ يعقوب وحده.
وقرأ الباقون {يُرْجَعُونَ}بضم الياء وفتح الجيم.
وقد سبق وجهه في سورة البقرة). [الموضح: 820]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 12:24 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة مريم

[ من الآية (41) إلى الآية (46) ]
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46)}

قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41)}

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا}
قرأ ابن عامر {يا أبت} بفتح التّاء وقرأ الباقون بالكسر وقد بيّنت في سورة يوسف). [حجة القراءات: 444]

قوله تعالى: {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43)}

قوله تعالى: {يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44)}

قوله تعالى: {يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّي أخاف (45)
[معاني القراءات وعللها: 2/135]
فتح الياء ابن كثير ونافع فالمعنى، وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/136]

قوله تعالى: {قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 12:25 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة مريم

[ من الآية (47) إلى الآية (50) ]
{قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50)}

قوله تعالى: {قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (سأستغفر لك ربّي (47)
حرك الياء نافع وأبو عمرو، وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/136]

قوله تعالى: {وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48)}

قوله تعالى: {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49)}

قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 12:27 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة مريم

[ من الآية (51) إلى الآية (55) ]
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52) وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55)}

قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (15- وقوله تعالى: {إنه كان مخلصًا} [51].
قرأ عاصم وحموة والكسائي {مخلصًا} بفتح اللام.
أي أخلصهم الله واختارهم، أعني: الأنبياء موسى معهم فصار مخلصًا.
والباقون {مخلصًا} بكسر اللام مثل {مخلصين له الدين} أي: أخلص هو لله التوحيد، فصار مخلصًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/19]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في كسر اللام وفتحها من قوله عز وجل: كان مخلصا [مريم/ 51].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم في رواية الكسائي عن أبي بكر والمفضل عن عاصم: (مخلصا) بكسر اللام.
وقرأ عاصم في رواية يحيى عن أبي بكر وحفص عنه: مخلصا بفتح اللام.
وقرأ حمزة والكسائي بفتح اللام أيضا.
من كسر اللام فحجّته قوله: وأخلصوا دينهم لله [النساء/ 146] ومن فتحها فحجته قوله: إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار [ص/ 46] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/202]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({واذكر في الكتاب موسى إنّه كان مخلصا وكان رسولا نبيا} 51
قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {إنّه كان مخلصا} بفتح اللّام أي أخلصه الله واختاره وجعله خالصا من الدنس وحجتهم قوله {إنّا أخلصناهم بخالصة}
[حجة القراءات: 444]
وقرأ الباقون {مخلصا} بكسر اللّام أي أخلص هو التّوحيد فصار مخلصا وجعل نفسه خالصة في طاعة الله وحجتهم قوله {مخلصين له الدّين} ). [حجة القراءات: 445]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (19- قوله: {مخلصًا} قرأه الكوفيون بفتح اللام.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/89]
وكسرها الباقون، وقد تقدم الكلام على ذلك في يوسف، وكذلك {يبشرك} و«فيكون» و«يدخلون» وشبهه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/90]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {إنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا}[آية/ 51] بفتح اللام:
قرأها الكوفيون.
والوجه أنه مفعول من أخلصه الله فهو مخلص بالفتح، ومصداقه قوله {إنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ}.
وقرأ الباقون {مُخْلَصًا}بكسر اللام.
والوجه أنه فاعل من أخلص دينه فهو مخلص بكسر اللام، ودليله قوله تعالى {وأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ} ). [الموضح: 820]

قوله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52)}

قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53)}

قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54)}

قوله تعالى: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 12:28 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة مريم

[ من الآية (56) إلى الآية (58) ]
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57) أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58) }

قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56)}

قوله تعالى: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57)}

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وقد بلغت من الكبر عتيًّا) وقوله (بكيًّا (58) و(صليًّا (75) و(جثيًّا (72).
قرأ حفص وحمزة والكسائي بكسر أوائل هذه الحروف، إلا (بكيًّا) فإن حفصًا خالفهما فضم الباء من (بكيًّا) وقرأ الباقون أوائلهنٌ بالضم.
[معاني القراءات وعللها: 2/130]
قال أبو منصور: أما (عتيًّا) فهو مصدر عتا يعتو عتيًّا، وكان في الأصل عتوًّا فأدغمت الواو في الياء وشددت.
ومن قرأ (عتيًّا) بكسر العين فإنه كسر العين لكسرة التاء.
وكذلك سائر الحروف.
وبكيًّا: جمع باك، وكان في الأصل: بكوًّا، وكذلك صليًّا: جمع صالٍ - وجثيًّا: جمع جاثٍ، وكل مصدر يجيء على (فعول) فإنه يجوز أن يجعل جمعًا لفاعل كقولك: حضرت حضورًا، وقومٌ حضورٌ، وشهدت شهودًا، وقومٌ شهودٌ). [معاني القراءات وعللها: 2/131] (م)

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 12:32 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة مريم

[ من الآية (59) إلى الآية (63) ]
{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (62) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (63) }

قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59)}

قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فأولئك يدخلون الجنّة ولا يظلمون شيئا}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر {يدخلون الجنّة} برفع الياء وحجتهم قوله تعالى {وأدخل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات}
وقرأ الباقون {يدخلون} بفتح الياء وحجتهم قوله {جنّات عدن يدخلونها} وقد تقدم ذكره في سورة النّساء). [حجة القراءات: 445]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ}[آية/ 60] بضم الياء وفتح الخاء:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو وعاصم- ياش- ويعقوب.
والوجه أنه مضارع أدخلوا بإسناد الفعل إلى المفعول به، والذي يدخلهم هو الله تعالى، فلهذا قال {يَدْخُلُونَ}على بناء الفعل للمفعول به.
وقرأ الباقون {يَدْخُلُونَ}بفتح الياء وضم الخاء.
[الموضح: 820]
والوجه أنه مضارع دخلوا على إسناد الفعل إلى الفاعل، والمعنى يدخلون الجنة بإدخال الله تعالى إياهم، فالمعنى مثل الأول؛ لأنه إذا أدخلهم دخلوا). [الموضح: 821]

قوله تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61)}

قوله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (62)}

قوله تعالى: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (63)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (تلك الجنّة الّتي نورث من عبادنا (63)
قرأ الحضرمي وحده (نورّث) مفتوحة الواو مشددة الراء، وقرأ الباقون (نورث) ساكنة الواو، خفيفة الراء.
قال أبو منصور: المعنى في (نورث) و(نورّث) واحد، يقول: تلك الجنة التي نورثها من عبادنا التقي، وهما يتعديان إلى مفعولين، تقول: ورّث الحاكم فلانًا مال فلانٍ الميت، وأورثه ماله في معناه، ومات فلانً، فأورث فلانا ماله). [معاني القراءات وعللها: 2/136]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا}[آية/ 63] بفتح الواو وتشديد الراء:
قرأها يعقوب وحده- يس-.
وقرأ الباقون و- ح- و- ان- عن يعقوب {نُورِثُ}بإسكان الواو وتخفيف الراء.
والوجه أن أورث وورث واحد في المعنى، وكلاهما يتعدى إلى مفعولين، تقول أورث فلان زيداً مالاً وورثه إياه، ولازمهما ورث بكسر الراء). [الموضح: 821]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 12:46 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة مريم

[ من الآية (64) إلى الآية (67) ]
{وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (65) وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67)}

قوله تعالى: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64)}

قوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (65)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {هل تعلم له سميا} [65].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/19]
روى هارون عن أبي هارون عن أبي عمر {هل تعلم له} مدغمًا. وكذلك حمزة والكسائي يدغمان لقرب اللام من التاء.
والباقون يظهرون؛ لأنهما من كلمتين ففرقوا بين المتصل والمنفصل. فالمتصل {التابوت} والمنفصل {هل تعلم} ومعنى قوله: {هل تعلم له سميا} أيسمي الولد. وقيل: هل تعلم في السهل والجبل والبحر والمشرق والمغرب أحدًا اسمه الله غير الله عز وجل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/20]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (عليّ بن نصر عن أبي عمرو: هل تعلم له [مريم/ 65] يدغم اللام ويقول: إن شئت أدغمته، وما كان مثله، وإن شئت بيّنته. وقال هارون عن أبي عمرو إنه كان يدغم هل تعلم ثم رجع إلى البيان.
قال أبو علي: يرى سيبويه: أن إدغام اللام في الطاء والدال والتاء والصاد والزاي والسين جائز، وجواز إدغامها فيهن على أن آخر مخرج اللام قريب من مخارجهنّ، وهن حروف طرف اللسان، وليس إدغام اللام في الطاء والدال والتاء. في الحسن كإدغامها في الحروف الستة، لأن هذه أخرج من الفم من تلك. وقد جاز إدغامها أيضا في الطاء وأختها. قال: وقرأ أبو عمرو هل ثوب الكفار [المطففين/ 36] فإذا أدغمها في التاء مع أنها أخرج من الفم، فإدغامها في التاء التي هي أدخل فيه أجدر. ومما أدغم فيه اللام في التاء: بل تؤثرون الحياة الدنيا [الأعلى/ 16] وأنشد لمزاحم العقيلي:
فذر ذا ولكن هتّعين متيّما... على ضوء برق آخر الليل ناصب). [الحجة للقراء السبعة: 5/203]

قوله تعالى: {وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويقول الإنسان أإذا ما متّ (66)
قرأ ابن عامر وحده (إذا ما متّ) بكسر الألف على الخبر لا استفهام فيه، وقرأ الباقون بالاستفهام.
قال أبو منصور: الإنسان ها هنا عنى به الكافر الذي لا يؤمن بالبعث خاصة ومن قرأ (أإذا ما متّ) فهو استفهام معناه الإنكار، كأنه أنكر أن يخرج حيًّا يعد موته.
والدليل عليه قوله (أولا يذكر الإنسان..) الآية.
[معاني القراءات وعللها: 2/136]
ومن قرأ (إذا ما متّ لسوف أخرج) بكسر الألف لا استفهام فيه كأنه خبر، معناه التهكم والاستهزاء، لا أعرف له وجهًا غيره.
والقراءة بالاستفهام، وعليه أكثر القراء). [معاني القراءات وعللها: 2/137]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (20- قوله: {أإذا ما مت} قرأه ابن ذكوان بهمزة واحدة على لفظ الخبر، وقرأه الباقون بهمزتين، وكل واحد على أصله المذكور.
فحجة من قرأ بهمزتين أنه أدخل همزة الاستفهام فيها على معنى التوبيخ والتقرير للمخبر عنه أنه يقول: لا يبعث أبدا... وتقريره على كفره. وكذلك من مده أنه استثقل الجمع بين همزتين فخفف الثانية بين بين وأدخل بينهما ألفا للفصل بين الهمزتين؛ لأن المخففة بزنتها محققة كما فعل في «أنذرتهم» وشبهه.
21- وحجة من قرأ بهمزة واحدة أنه لما أتى الكلام ليس باستخبار لم يأت بلفظ يدل على الاستخبار فأتى به على لفظ الخبر الذي معناه التوبيخ والتقرير.
22- قوله: {أو لا يذكر الإنسان} قرأه نافع وعاصم وابن عامر بضم الكاف والتخفيف، وقرأه الباقون بفتح الكاف والتشديد.
وحجة من خفف أنه جعله من «الذكر» الذي يكون عقيب النسيان والغفلةز
23- وحجة من شدد أنه جعله من «التذكر» الذي هو بمعنى التدبر، فأصله «يتذكر» ثم أدغمت التاء في الذال، وهو الاختيار؛ لأنه أبلغ في المعنى في التدبر والاعتبار للإنسان بخلق نفسه، كما قال: {وضرب لنا مثلًا ونسي خلقه} «يس 78»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/90]

قوله تعالى: {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {أو لا يذكر الإنسان} [67].
قرأ نافع وعاصم وابن عامر {أو لا يذكر} بالياء خفيفًا.
والباقون يشددون. وقد ذكرت علته في غير موضع). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/19]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله: (أولا يذكر الإنسان) [مريم/ 67].
[الحجة للقراء السبعة: 5/203]
فقرأ عاصم ونافع وابن عامر: أولا يذكر الإنسان ساكنة الذال خفيفة.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي بفتح الذال مشدّدة الكاف (يذّكّر).
قال أبو علي: التذكّر يراد به التدبّر والتفكر، وليس تذكرا عن نسيان. والثقيلة كأنه في هذا المعنى أكثر، فمن ذلك قوله: أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر [فاطر/ 37] وقال: إنما يتذكر أولو الألباب [الرعد/ 19] [الزمر/ 9] فإضافته إلى (أولي) يدلّ على أن المراد به النظر والتفكّر. والخفيفة في هذا المعنى دون ذلك في الكثرة، وقد قال: إن هذه تذكرة [الإنسان/ 29] فمن شاء ذكره [عبس/ 11].
وزعموا أن في حرف أبي: (أولا يتذكّر الإنسان). فأما قوله: ولم يك شيئا [مريم/ 67] فمعناه: لم يك شيئا موجودا، وليس يراد أنّه قبل الخلق لم يقع عليه اسم شيء، وهذا كما قال: هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا [الإنسان/ 1] وقد قال: إن زلزلة الساعة شيء عظيم [الحج/ 1] والمعنى: أولا يذكر الإنسان الجاحد للبعث أول خلقه، فيستدلّ بالابتداء على أن الإعادة مثل الابتداء، كما قال: قل يحييها الذي أنشأها أول مرة [يس/ 79] وقال: وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه [الروم/ 27] وقال: وضرب لنا مثلا ونسي خلقه [يس/ 78] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/204]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا}
قرأ نافع وابن عامر وعاصم {أولا يذكر الإنسان} بالتّخفيف أي أولا يعمل أولا يتنبّه من ذكر يذكر وحجتهم قوله تعالى {كلا إنّها تذكرة فمن شاء ذكره}
وقرأ الباقون {أولا يذكر} بالتّشديد أي أولا يتدبر ويتفكر
[حجة القراءات: 445]
ويعتبر والأصل يتذكّر فأدغموا التّاء في الذّال وحجتهم قوله تعالى و{إنّما يتذكّر أولوا الألباب} ). [حجة القراءات: 446]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {أَوَلا يَذْكُرُ الإنسَانُ}[آية/ 67] بالتخفيف:
قرأها نافع وابن عامر وعاصم و- ان- عن يعقوب.
والوجه أنه من الذكر الذي يراد به التفكر والتدبر، وهو هنا مثل التذكر في المعنى، كما قال الله تعالى {كَلاَّ إنَّهَا تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ}والمراد: أو لا يذكر الإنسان الجاحد للبعث أول خلقه فيستدل بالإبداء على الإعادة.
[الموضح: 821]
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب- ح- و- يس- «يذكر» بالتشديد.
والوجه أن أصله يتذكر، فأدغم التاء في الذال، ومعنى التذكر ههنا التدبر والتفكر، وهو ما قررناه في القراءة الأولى، والتذكر في معنى التدبر أكثر من الذكر، فلهذا كان أكثر القراء عليه). [الموضح: 822]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة