العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 09:27 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة النجم

توجيه القراءات في سورة النجم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 09:27 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة النجم

مقدمات توجيه القراءات في سورة النجم

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة النجم). [معاني القراءات وعللها: 3/36]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة والنجم). [الحجة للقراء السبعة: 6/229]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة النجم). [المحتسب: 2/293]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (53 - سورة النّجم). [حجة القراءات: 685]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة والنجم). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/294]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة النجم). [الموضح: 1216]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي إحدى وستون آية في المدني، واثنتان في الكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/294]

ياءات الإضافة والمحذوفة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (ليس فيها ياء إضافة ولا محذوفة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/296]

علل الإمالة والوقف:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قد تقدم ذكر الإمالة وما هو بين اللفظين في هذه السورة وغيرها، وعلل ذلك في أبواب الإمالة، وذكرنا الوقف على {اللات} وما روي فيه في {ص}، وذكرنا {بطون أمهاتكم} في النساء، وذكرنا {كبائر الإثم} وغيرها فيما مضى، فأغنى عن الإعادة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/294]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 09:30 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النجم

[ من الآية (1) إلى الآية (11) ]
{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)}


قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (والنّجم إذا هوى).
قرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر هذه السورة كلّها بفتح أواخر آياتها.
وقرأ نافع وأبو عمرو بين الفتح والكسر.
وقرأ حمزة والكسائي بالكسر، وكان يميل " رآه " و(رأى).
وفتح عاصم في رواية حفص ذلك.
والقطعي عن عبيد عن أبي عمرو (بالأفق الأعلى) ممالةً، " ثم دنا فتدلّى" ممالةً، " ولعلا بعضهم "، مفتوحة، هكذا يقرأها). [معاني القراءات وعللها: 3/36]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {هَوَى} [آية/ 1]، {غَوَى} [آية/ 2] بالفتح:-
قرأها ابن كثير وابن عامر وعاصم ويعقوب، وكذلك جميع ما فيها من رؤوس الآي فهو بالفتح، إلا قوله {رَأَى} وهو حرف واحد، فإن عاصمًا ياش- وابن عامر يكسران الراء والهمزة فيها كقراءة حمزة والكسائي.
وقرأ أبو عمرو ونافع ما فيها من رؤوس الآي جميعًا بين الفتح والكسر وقراءة نافع إلى الفتح أقرب.
وقرأ حمزة والكسائي بالإمالة التامة فيها كلها.
والوجه في فتح هذه الحروف وترك الإمالة فيها، أن الإمالة ليست بواجبة، وأن هذه الألفات منقلبة عن الياآت، فإذا أميلت عادت إلى الياء التي انقلبت منها فتركت الإمالة لذلك.
[الموضح: 1216]
وأما إمالتهم لرأى وحدها فلمكان الهمزة التي بعدها ألف، فرجحوا الإمالة كراهة اجتماع الألفين، ثم كسروا الراء أيضًا لكسرة الهمزة فهي إمالة لإمالة.
وأما القراءة بين الفتح والكسر في هذه الحروف فللإبانة عن كون الأصل فيها ياآت، ولكراهة العود إلى ما منه هربوا وهو الياء.
وأما الإمالة التامة فهي للإبانة عن الأصل كما ذكرنا، وقد انضاف إلى ذلك أنها فواصل فهي مواضع تغيير). [الموضح: 1217] (م)

قوله تعالى: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {هَوَى} [آية/ 1]، {غَوَى} [آية/ 2] بالفتح:-
قرأها ابن كثير وابن عامر وعاصم ويعقوب، وكذلك جميع ما فيها من رؤوس الآي فهو بالفتح، إلا قوله {رَأَى} وهو حرف واحد، فإن عاصمًا ياش- وابن عامر يكسران الراء والهمزة فيها كقراءة حمزة والكسائي.
وقرأ أبو عمرو ونافع ما فيها من رؤوس الآي جميعًا بين الفتح والكسر وقراءة نافع إلى الفتح أقرب.
وقرأ حمزة والكسائي بالإمالة التامة فيها كلها.
والوجه في فتح هذه الحروف وترك الإمالة فيها، أن الإمالة ليست بواجبة، وأن هذه الألفات منقلبة عن الياآت، فإذا أميلت عادت إلى الياء التي انقلبت منها فتركت الإمالة لذلك.
[الموضح: 1216]
وأما إمالتهم لرأى وحدها فلمكان الهمزة التي بعدها ألف، فرجحوا الإمالة كراهة اجتماع الألفين، ثم كسروا الراء أيضًا لكسرة الهمزة فهي إمالة لإمالة.
وأما القراءة بين الفتح والكسر في هذه الحروف فللإبانة عن كون الأصل فيها ياآت، ولكراهة العود إلى ما منه هربوا وهو الياء.
وأما الإمالة التامة فهي للإبانة عن الأصل كما ذكرنا، وقد انضاف إلى ذلك أنها فواصل فهي مواضع تغيير). [الموضح: 1217] (م)

قوله تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3)}
قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4)}
قوله تعالى: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5)}
قوله تعالى: {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6)}
قوله تعالى: {وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى (7)}

قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ حمزة والكسائي ذلك كلّه بالإمالة. القطعيّ عن عبيد عن أبي عمرو بالأفق الأعلى [النجم/ 7] ممالة، ثم دنا فتدلى [8] ممالة ولعلا بعضهم [المؤمنون/ 91] مفتوحة، كذلك يقرؤها.
أمّا ترك الإمالة والتفخيم للألف فهو قول كثير من الناس، والإمالة أيضا قول كثير منهم، فمن ترك كان مصيبا، ومن أخذ بها كان كذلك. وقول نافع وأبي عمرو: الإمالة، إلّا أنّهم لا يجنحون الألف إجناحا شديدا، وذلك حسن). [الحجة للقراء السبعة: 6/229] (م)

قوله تعالى: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ حمزة والكسائي ذلك كلّه بالإمالة. القطعيّ عن عبيد عن أبي عمرو بالأفق الأعلى [النجم/ 7] ممالة، ثم دنا فتدلى [8] ممالة ولعلا بعضهم [المؤمنون/ 91] مفتوحة، كذلك يقرؤها.
أمّا ترك الإمالة والتفخيم للألف فهو قول كثير من الناس، والإمالة أيضا قول كثير منهم، فمن ترك كان مصيبا، ومن أخذ بها كان كذلك. وقول نافع وأبي عمرو: الإمالة، إلّا أنّهم لا يجنحون الألف إجناحا شديدا، وذلك حسن). [الحجة للقراء السبعة: 6/229] (م)

قوله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)}
قوله تعالى: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10)}
قوله تعالى: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (قوله جلّ وعزّ: (ما كذب الفؤاد ما رأى).
روى هشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر " ما كذّب " بتشديد الذال.
وخفّف الباقون.
[معاني القراءات وعللها: 3/36]
قال أبو منصور: من قرأ (ما كذب) مخففا فمعناه: ما كذب فؤاد محمد - صلى الله عليه وسلم - في ما رأى بعينه.
ومن قرأ (ما كذب الفؤاد ما رأى) فمعناه: لم يجعل الفؤاد رؤية عينه كذبًا.
والقراءة بالتخفيف، وهو المختار.
وفي الحديث: أنه رأى جبريل عليه السلام على صورته وله ستمائة جناح قد ملأ الأفق تهاويلها). [معاني القراءات وعللها: 3/37]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير، وعاصم وابن عامر هذه السورة كلّها بفتح أواخر آيها. عاصم في رواية أبي بكر [يميل] مثل: رآه [13] ورأى [11].
حفص عن عاصم يفتح ذلك كلّه وقرأ أبو عمرو ونافع: بين الفتح والكسر). [الحجة للقراء السبعة: 6/229] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان: ما كذب الفؤاد [النجم/ 11] خفيفة وفي رواية هشام كذب* مشددة.
وخفّف الباقون الذال.
[الحجة للقراء السبعة: 6/230]
والحسن البصري في قوله: ما كذب الفؤاد ما راي: أي: ما كذّب فؤاده ما رأت عيناه ليلة أسري به، بل صدّقه الفؤاد.
قال أبو علي: كذب فعل يتعدى إلى مفعول بدلالة قوله:
كذبتك عينك أم رأيت بواسط ومعنى كذبتك أي: أرتك ما لا حقيقة له، كما أنّي إذا قلت:
كذبتني عيني، معناه: أرتني ما لا حقيقة له، وعلى هذا قال:
أري عينيّ ما لم ترأياه فمعنى ما كذب الفؤاد ما رأى: لم يكذب فؤاده ما أدركه بصره، أي: كانت رؤية صحيحة غير كاذبة، وإدراكا على الحقيقة، ويشبه أن يكون الذي شدّد فقال: كذب* شدّد هذا المعنى، وأكّده: أفتمارونه على ما يرى: أترومون إزالته عن حقيقة ما ادركه وعلمه بمجادلتكم؟ أو: أتجحدونه ما قد علمه، ولم يتعرض عليه شك فيه؟). [الحجة للقراء السبعة: 6/231]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ما كذب الفؤاد ما رأى * أفتمارونه على ما يرى} 11 و12
قرأ هشام عن ابن عامر {ما كذب الفؤاد} بالتّشديد وقرأ الباقون {ما كذب الفؤاد ما رأى} بالتّخفيف أي صدقه فؤاده الّذي رأى أي لم يكذب فيما رأى بل رأى الحق كقولك ما كذبني زيد أي لم يقل لي إلّا حقًا ومن قرأ بالتّشديد فمعناه صدق الفؤاد ما رأى لم ينكر ولم يرتب به). [حجة القراءات: 685]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {ما كذب الفؤاد} قرأه هشام «كذَّب» بالتشديد، جعل الفعل متعديًا بنقله إلى التشديد، فتعدى إلى «ما» بغير تقدير حذف حرف جر فيه، والتقدير: ما كذب فؤاده ما رأت عيناه، بل صدقه. وقرأ الباقون بالتخفيف، عدوا الفعل إلى «ما» بحرف جر مقدر محذوف، تقديره: ما كذب فؤاده فيما رأت عيناه، والمعنى واحد، والتخفيف أحب إلي، لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/294]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 09:31 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النجم

[ من الآية (12) إلى الآية (18) ]
{أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)}

قوله تعالى: {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أفتمارونه على ما يرى (12)
قرأ حمزة والكسائي والحضرمي " أفتمرونه " بفتح التاء، بغير ألف.
وقرأ الباقون "أفتمارونه " بالألف وضم التاء.
قال أبو منصور: من قرأ (أفتمرونه) أفتجحدونه.
ومن قرأ (أفتمارونه) فمعناه: أفتجادلونه في أنه رأى من آيات ربّه ما رأى. يقال: ما ريت فلانًا، أي: جادلته. ومريته أمريه، أي: جحدته). [معاني القراءات وعللها: 3/37]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة والكسائي: أفتمرونه [النجم/ 12] مفتوحة التاء بغير ألف.
وقرأ الباقون: أفتمارونه بألف.
من قرأ: أفتمارونه فمعناه: أتجادلونه، أي: أتجادلونه جدالا ترومون به دفعه عمّا علمه وشاهده من الآيات الكبرى، ويقوّي هذا الوجه قوله: يجادلونك في الحق بعد ما تبين [الأنفال/ 6].
ومن قرأ: أفتمرونه كان المعنى: أتجحدونه.
وقال الشاعر:
ما خلف منك يا أسماء فاعترفي معنّة البيت تمري نعمة البعل أي: تجحدها، وزعموا أنّ: أفتمرونه قراءة مسروق وإبراهيم والأعمش، والمجادلة كأنّه أشبه بهذا، لأنّ الجحود كان منهم في هذا وفي غيره، وقد جادله المشركون، عليه السلام، في الإسراء به، فكان ممّا قالوا له: صف لنا عيرنا في طريق الشام، ونحو هذا). [الحجة للقراء السبعة: 6/230]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (قرأ حمزة والكسائيّ (أفتمرونه) بغير ألف أي أفتجحدونه يقال: مراني وهو يمريني حقي مريا: جحدني
وقرأ الباقون {أفتمارونه} بالألف أي أفتجادلونه تقول ماريت وهو يماري وحجتهم إجماع الجميع على قوله {ألا إن الّذين يمارون في السّاعة} ). [حجة القراءات: 685]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {أفتمارونه} قرأه حمزة والكسائي بفتح التاء من غير ألف، وقرأ الباقون بضم التاء، وبألف بعد الميم.
وحجة من قرأ بفتح التاء أنه حمله على «مرى يمري» إذا جحد، فتقديره: أفتجحدونه على ما يرى، إذ كان شأن المشركين الجحود لما يأتيهم به محمد صلى الله عليه وسلم فحمل على ذلك.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/294]
3- وحجة من قرأه بضم التاء أنه حمله على «مارى يماري» إذا جادل، فالمعنى: أفتجادلونه فيما علمه ورآه كما قال: {يجادلونك في الحق} «الأنفال 6» وقد تواترت الأخبار بمجادلة قريش النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الإسراء والقراءتان متداخلتان؛ لأن من جادل في إبطال شيء فقد جحده، ومن جحد شيئًا جادل في إبطاله، والقراءة بضم التاء أحب إلي؛ لأن الأكثر عليه، ولأن «تمارون» يتعدى بـ «على»، ولا يتعدى «جحد» بـ «على» فالألف أليق به، لدخول «على» بعده). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/295]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {أَفَتَمْرُوَنهُ} [آية/ 12] بفتح التاء من غير ألف:-
قرأها حمزة والكسائي ويعقوب.
والوجه أن معناه تجحدونه، يقال مريته أمريه إذا جحدته، والمراد أتكذبونه فيما أخبر أنه شاهده من الآيات العظيمة، والخطاب مع الكفار.
وقرأ الباقون {أَفَتُمَارُونَهُ} بالألف وضم التاء.
والوجه أن المعنى أتجادلونه، والمماراة: المجادلة، وهي أيضًا مأخوذة من الجحود؛ (لأن) كل واحد من المجادلين يجحد ما أتى به صاحبه، والمراد في الآية: أتجادلونه جدالاً تحاولون به دفع ما شاهده من الآيات؛ لأنهم قالوا له صف لنا عيرنا في طريق الشام). [الموضح: 1217]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن كثير، وعاصم وابن عامر هذه السورة كلّها بفتح أواخر آيها. عاصم في رواية أبي بكر [يميل] مثل: رآه [13] ورأى [11].
حفص عن عاصم يفتح ذلك كلّه وقرأ أبو عمرو ونافع: بين الفتح والكسر). [الحجة للقراء السبعة: 6/229] (م)

قوله تعالى: {عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14)}
قوله تعالى: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ: {جَنَّةُ الْمَأْوَى}، بالهاء - علي عليه السلام وابن الزبير -بخلاف- وأبو هريرة وأنس -بخلاف- وأبو الدرداء وزر بن حبيش وقتادة ومحمد بن كعب.
قال أبو الفتح: يقال: جن عليه الليل، وأجنه الليل، وقالوا أيضا: جنه، بغير همز، ولا حرف جر.
وروينا عن قطرب، قال: سأل ابن عباس أبا العالية: كيف تقرءونها يا أبا العالية؟ فقال: {عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى}، فقال: صدقت، هي مثل الأخرى: [جَنَّاتُ الْمَأْوَى] فقالت عائشة -رحمة الله عليها-: من قرأ: {جَنَّةُ الْمَأْوَى} يريد جن عليه، فأجنه الله. قال قطرب أيضا: وقد حكى عن علي -عليه السلام- أنه قرأ [جنه]، يعني فعله.
قال أبو حاتم: روى عن ابن عباس وعائشة وابن الزبير قالوا: من قرأها: [جَنَّهُ الْمَأْوَى] فأجنه الله، قال: وقال سعد بن مالك: وقيل إن فلانا يقرأ: [جَنَّهُ الْمَأْوَى]، فقال ماله أجنه الله؟ وروى أيضا أبو حاتم عن عبد الله بن قيس قال: سمعت عبد الله بن الزبير يقرؤها: [جَنَّهُ الْمَأْوَى]، بالهاء البينة، قال: يعني فعله المأوى، والمأوى هو الفاعل، فقد ترى إلى اختلاف هذا الحديث. والذي عليه اللغة أن جنه الليل: أدركه الليل، وجن عليه الليل، وأجنه: ألبسه سواده. جن عليه الليل جنونا وجنانا، وأجنه أجنانا. قال:
ولولا جنون الليل أدرك ركضنا ... بذي الرمث والأرطي عياض بن ناشب
[المحتسب: 2/293]
والمعنى الجامع لتصريف ج ن ن أين وقعت إنما هو الاستخفاء والستر. ومنه الجن، والجنة. والجان، والجنان لا ستتار الجن، ومنه المجن -للترس- لسرته، ومنه الجنين لاستتاره في الرحمن ومنه الجنة؛ لأنها لا تكون جنة حتى يكون فيها شجر، وذلك ستر لها، والجنان: روح القلب لاستتار ذلك، والجنن: القبر، وعليه بقية الباب). [المحتسب: 2/294]

قوله تعالى: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16)}
قوله تعالى: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17)}
قوله تعالى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 09:33 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النجم

[ من الآية (19) إلى الآية (23) ]
{أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى (23)}


قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس ومنصور بن المعتمر وطلحة: [اللَّاتَّ].
قال أبو الفتح: روينا عن قطرب: كان رجل بسوق العكاظ يلت السويق والسمن عند صخرة، فإذا باع السويق والسمن صب على الصخرة، ثم يلت. فلما مات ذلك الرجل عبدت ثقيف تلك الصخرة، إعظاما لذلك الرجل صاحب السويق. قال أبو حاتم: كان رجل يلت لهم السويق، فإذا شرب منه أحد سمن، فعبدوا ذلك الرجل. وحكى أبو الحسن فيها [أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتِ]، بكسر التاء. وذهب إلى أنها بدل من لام الفعل، بمنزلة التاء في كبت وذيت، وأن الألف قبلها عين الفعل، بمنزلة ألف شاة وذات مال). [المحتسب: 2/294]

قوله تعالى: {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ومناة الثّالثة الأخرى (20)
قرأ ابن كثير، والأعشى عن أبي بكر عن عاصم (ومناءة الثالثة).
وقرأ الباقون (ومناة الثّالثة) مقصورة.
قال أبو منصور: المدّ والقصر في (مناة) - وهو: صنم - جائز، وكان لثقيف.
وقال بعضهم: (مناة): صخرة كانت لهذيل وخزاعة يعبدونها من دون الله.
وأنشد الكسائي بيتًا في (مناءة) ممدودة
[معاني القراءات وعللها: 3/37]
ألا هل أتى تيم بن عبد مناءة... على الشّنء فيما بيننا ابن تميم). [معاني القراءات وعللها: 3/38]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال قرأ ابن كثير وحده: ومناءة الثالثة [النجم/ 20] مهموزة ممدودة.
[الحجة للقراء السبعة: 6/231]
وقرأ الباقون: ومناة.
قال أبو عبيدة: اللّات والعزّى: أصنام من حجارة كانت في جوف الكعبة، ومناة أيضا صنم حجارة، ولعل مناءة بالمدّ لغة، ولم أسمع بها عن أحد من رواة اللّغة، وقد سمّوا، زيد مناة، وعبد مناة، ولم أسمعه بالمدّ، وقال جرير:
أزيد مناة توعد يا بن تيم تبيّن أين تاه بك الوعيد). [الحجة للقراء السبعة: 6/232]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ومناة الثّالثة الأخرى}
قرأ ابن كثير (ومناءة الثّالثة) مهموزة ممدودة وقرأ الباقون {ومناة} بغير همز وهما لغتان). [حجة القراءات: 685]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {ومناة الثالثة} قرأه ابن كثير بالمد والهمز، أعني في «مناة» وقرأ الباقون بغير مد ولا همز، وهما لغتان، فترك الهمز أكثر وأشهر، قال أبو عبيدة: لم أسمع فيه المد وهو اسم صنم، وترك المد أحب إلي، لأنها اللغة المستعملة، ولأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/296]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {وَمَنَاءَةَ الثَّالِثَةَ} [آية/ 20] بالمد والهمز:-
قرأها ابن كثير وحده.
والوجه أنها لغة في {وَمَنَاةَ} بالقصر، وهي صنم من حجارة كانت لهذيل وخزاعة وثقيف في الجاهلية، وقد سمت العرب عبد مناة، وقد مدوها أيضًا، أنشد الكسائي:-
164- ألاهل أتى التيم بن عبد مناءة = على الشنء فيما بيننا ابن تميم
وقرأ الباقون {وَمَنَاةَ} بالقصر من غير همز.
والوجه أن {وَمَنَاةَ} بالقصر هي المشهورة. قال جرير:
165- أزيد مناة توعد يابن تيم = تبين أين تاه بك الوعيد
وأصل مناة منوة، فقلبت الواو ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وقيل بل أصله من الياء، والصحيح هو الأول؛ لأنك إذا جمعت قلت منوات). [الموضح: 1218]

قوله تعالى: {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى (21)}
قوله تعالى: {تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قسمةٌ ضيزى (22).
قرأ ابن كثير وحده (ضئزى) بالهمز.
وقرأ الباقون بغير همزٍ.
قال أبو منصور: المعنى في: ضيزى وضئزى واحد، يقال: ضازه يضيزه، إذا نقصه حقه.
ويقال أيضًا: ضأزه يضأزه - بالهمز -: بمعنى واحد و(ضيزى) بغير همزٍ، في الأصل: ضيزى بضم الضاد على (فعلى) فثقلت الضمة مع الياء، فكسرت الضاد؛ لأن الياء أخت الكسرة، كما قالوا: أبيض وبيض.
وأصله: بيض. على (فعلى)، كما يقال: حمر وسودٌ.
وإنما قلنا هذا لأنه ليس في كلام العرب صفة على (فعلى)، إنما الصفات تجيء على (فعلى) نحو: سكري، وغضبى.
وعلى (فعلى) نحو: حبلي، وفضلى.
وقيل في تفسير (ضيزى): إنها بمعنى: جائرة). [معاني القراءات وعللها: 3/38]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ ابن كثير: ضئزى [النجم/ 22] مهموزة.
وقرأ الباقون ضيزى بغير همز.
أبو عبيدة: قسمة ضيزى: ناقصة، يقال: ضزته حقّه، وضزته، أي: نقصته، ومنعته.
قال أبو علي: قوله: تلك إذا قسمة ضيزى. أي: ما نسبتموه إلى الله سبحانه من اتخاذ البنات قسمة جائرة.
فأمّا قولهم: قسمة ضيزى، ومشية حبلى، فإن النحويين يحملونه على أنّه في الأصل، فعلى، وإن كان اللّفظ على فعلى كما أن البيوت والعصيّ في الأصل فعول، وإن كانت الفاء مكسورة، وإنّما حملوها على أنّها فعلى دون ما عليه اللّفظ، لأنّهم لم يجدوا في الصّفات شيئا على
[الحجة للقراء السبعة: 6/232]
فعلى، كما وجدوا الفعلى نحو: الحبلى، والفعلى نحو: السّكرى، فلمّا لم يجدوا ذلك حكموا عليه بأنّ الفاء في الأصل مضمومة. ومن جعل العين فيه واوا على ما حكاه أبو عبيدة من قولهم: ضزته، فينبغي أن يقول: ضوزى، وقد حكي ذلك، فأمّا من جعله من قولك: ضزته فكان القياس أن يقول أيضا: ضوزى، ولا يحفل بانقلاب الياء إلى الواو، لأنّ ذلك
إنّما كره في بيض، وعين، جمع بيضاء، وعيناء لقربه من الظرف، وقد بعد من الظرف بحرف التأنيث، وليست هذه العلامة في تقدير الانفصال كالتاء، فكان القياس أن لا يحفل بانقلابها إلى الواو كما لم يبال ذلك في حولل، وعوطط، وكأنّهم آثروا الكسرة والياء على الضّمّة والواو من حيث كانت الكسرة والياء أخفّ، ولم يخافوا التباسا حيث لم يكن في الصفة شيء على فعلى*، وإنّما هو فعلى*، ولولا ذلك لكان حكمه حكم: كولل وكولل في الاسم والفعل، وحكم عوطط، وحولل، ألا ترى أنّه قال: سمعناهم يقولون: تعيّطت الناقة؟ ثم قال:
مظاهرة نيّا عتيقا وعوططا
[الحجة للقراء السبعة: 6/233]
فإن قلت: فكيف قال: إنّ فعلى لا تكون في أبنية الصفات، وقد حكى أحمد بن يحيى: رجل كيصى: إذا كان يأكل وحده، وقد كاص طعامه، إذا أكله وحده؟ قيل: إنّ سيبويه إنّما قال: لم يحك فعلى صفة، والذي حكاه أحمد بن يحيى بالتنوين، فليس هو ما قاله سيبويه، ولا يمتنع أن تجيء الألف آخرا للإلحاق بهجرع ونحوه.
وأمّا قول ابن كثير: ضئزى بالهمز فإنّ التوزيّ قد حكى الهمز في هذه الكلمة فقال: ضأزه يضازه: إذا ظلمه، وأنشد:
إذا ضأزانا حقّنا في غنيمة ولا ينبغي أن يكون ابن كثير أراد بضيزى فعلى، لأنّه لو أراد ذلك لكان ضوزى، ولم يرد به أيضا فعلى صفة لأنّ هذا البناء لم يجيء صفة، ولكن ينبغي أن يكون أراد به المصدر مثل الذكرى، فكأنّه قال:
قسمة ذات ظلم، فعلى هذا يكون وجه قراءته). [الحجة للقراء السبعة: 6/234]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({تلك إذا قسمة ضيزى}
قرأ ابن كثير (تلك إذا قسمة ضئزى) بالهمز وقرأ الباقون
[حجة القراءات: 685]
بغير همز وهما لغتان تقول ضازني حقي أي نقصني وضازني وضازه ويضيزه وضأزه يضأزه بمعنى
أجمع النحويون على أن وزنه فعلى وأن أصل ضيزي ضوزى بالضّمّ مثل حبلى لأن الصّفات لا تأتي إلّا على فعلى بالفتح نحو سكرى وغضبى أو بالضّمّ نحو حبلى والفضلى والحسنى ولا تأتي بالكسر والواو الأصل في ضيزي فلو تركت الضّاد على ضمتها لانقلبت الياء واوا لانضمام ما قبلها فكسرت لتصح الياء كما قالوا أبيض وبيض). [حجة القراءات: 686]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {ضيزى} قرأها ابن كثير بالهمزة، وقرأ الباقون بغير همز، وهما لغتان حكى التوزي وغيره: ضأزه يضأزه، إذا ظلمه، فهو مصدر في قراءة من همز كالذكرى، تقديره: قسمة ذات ظلم، وقرأه الباقون بغير همز لغة، يقال: ضازه يضوزه ويضيزه، حكى أبو عبيدة: ضزته حقه وضزته إذا نقصته إياه ومنعته منه، فالمعنى أنه قيل للمشركين: جعلكم البنات لله والبنين لأنفسهم قسمة ضيزى، أي ناقصة جائزة، والأصل في {ضيزى} «ضوزى» لأنه لما كانت صفة للقسمة، ولم تأت في الصفات «فعلى» فعلى أنها «فعلى» لأن «فعلى» تقع كثيرًا في الصفات كـ «حبلى» فلما كسروا أوله انقلبت الواو ياء في هذا، إذا جعلته من: ضاز يضوز، وإن جعلته من: ضاز يضيز، فالياء في {ضيزى} غير منقلبة من واو، بل هي أصلية، وتكون الواو من «ضوزى» منقلبة من ياء، لانضمام ما قبلها على مذهب من جعله من: ضاز يضيز، ويجوز أن تكون القراءة قراءة من لم يهمز على مثل قراءة من همز، إلا أنه خفف الهمزة، فأبدل منها ياء لانكسار ما قبلها، فتكون القراءتان بمعنى واحد على لغة
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/295]
واحدة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/296]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {قِسْمَةٌ ضِئزَى} [آية/ 22] بالهمزة:-
قرأها ابن كثير وحده.
والوجه أنه فعلى بكسر الفاء من قولهم ضأزه يضأزه إذا ظلمه، و{ضِئزَى} بالهمز: فعلى، وهي مصدر وليس بصفة؛ لأن الصفات لا تجيء على فعلى بالكسر، وإنما تجيء على فعلى بالضم نحو حبلى، وفعلى بالفتح نحو سكرى، فينبغي أن يكون {ضِئزَى} مصدرًا على فعلى، مثل ذكرى، فيكون التقدير: ذات ضئزى أي ذات ظلم.
وقرأ الباقون {ضِيزَى} بغير همز.
والوجه أن {ضِيزَى} فعلى بضم الفاء وليس بفعلى بكسرها، وإن كان الضاد مكسورة لما ذكرنا من أن الصفات لا تجيء على فعلى بكسر الفاء، إلا أنهم لما أرادوا بناء فعلى بضم الفاء من الضيز، وهو النقصان، خافوا انقلاب الياء فيها واوًا إذا انضم ما قبلها، فتكون الكلمة ضوزى فيشبه بنات الياء ببنات الواو، فأبدلوا حينئذ من ضمة الفاء كسرة لتبقى الياء فيها غير منقلبة إلى الواو فبقي {ضِيزَى} بكسر الضاد، وهو فعلى بالضم، وهذا كما قالوا بيض وعين، والأصل بيض وعين؛ لأنهما على فعل بضم الفاء، فخافوا أن تنقلب الياء فيهما واوًا فأبدلوا من ضمة الفاء منهما كسرة فقالوا بيض وعين، إلا أن القياس في {ضِيزَى} أن يضم الضاد ولا يحفل بانقلاب الياء واوًا، كما قالوا الخورى والضوقى في فعلى من الخير والضيق، لأنها ليست بجمع ولا الإعلال فيها قريبًا من الطرف، والقياس في بيض أن لا يضم لكونه جمعًا وللقرب من الطرف، على أنهم قد قالوا: الضوزى بالواو على القياس، لكن يمكن أن يقال إنهم آثروا الياء ههنا لأنها أخف). [الموضح: 1219]

قوله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى (23)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 09:35 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النجم

[ من الآية (24) إلى الآية (30) ]
{أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى (25) وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى (26) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنثَى (27) وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30)}


قوله تعالى: {أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّى (24)}
قوله تعالى: {فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى (25)}
قوله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى (26)}
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنثَى (27)}
قوله تعالى: {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28)}
قوله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29)}
قوله تعالى: {ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 09:36 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النجم
[ من الآية (31) إلى الآية (32) ]
{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32)}

قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31)}
قوله تعالى: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (حمزة والكسائي: يجتنبون كبير الإثم [النجم/ 32].
[الحجة للقراء السبعة: 6/234]
الباقون: كبائر الإثم.
ممّا يدلّ على حسن إفراد الكبير في قوله: كبير الإثم أنّ فعيلا قد جاء يعنى به الكثير، كما أنّ فعولا قد جاء كذلك في قوله: فإن كان من قوم عدو لكم [النساء/ 92] وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس [الأنعام/ 112] فإن كان من قوم عدو لكم فكذلك فعيل قد يراد به الكثرة كما أريده بفعول. قال:
فما لنا من شافعين ولا صديق حميم [الشعراء/ 100، 101] وقال: وحسن أولئك رفيقا [النساء/ 69]، وعلى هذا حمل قوله: عن اليمين وعن الشمال قعيد [ق/ 17] وقال: وما ضرّنا أنّا قليل وجارنا عزيز وجار الأكثرين ذليل وقال رؤبة: دعها فما النّحويّ من صديقها وقال: فقال فريق القوم لمّا نشدتهم نعم وفريق ليمن الله ما ندري
[الحجة للقراء السبعة: 6/235]
ومن ثمّ لم يؤنّث في قولهم: ريح خريق، وملحفة جديدة، وناقة سديس، وكتيبة خصيف، كما لم يؤنّث فعول في نحو:
خذول تراعي ربربا
فمن ثمّ حيث كان على لفظ الإفراد، والمراد به الكثرة في هذه المواضع وغيرها، كذلك أفردا فعيلا في قوله: كبير الإثم، وإن كان المراد به الكبائر، ويحسن الإفراد من وجه آخر، وهو أنّ المصدر المضاف، فعيل إليه واحد في معنى الكثرة. ألا ترى أنّه ليس يراد به إثم بعينه؟ إنّما يراد به الآثام، فكذلك يكون المراد بالمضاف الكثرة إذ ليس الكبير كبيرا بعينه، إنّما هو ضروب ما كبر من الآثام، فإذا كان كذلك فالإفراد فيه يفيد ما يفيد الجمع، وقد وصف الإثم في الآية بالكبر، كما وصف بالعظم في قوله: افترى إثما عظيما [النساء/ 48] وهذا ممّا يقوّي قراءة من قرأ: قل فيهما إثم كبير [البقرة/ 219]. ألا ترى أنّ الكبر زيادة في أجزاء الشيء الكبير، كما أن العظم كذلك؟
فإن قيل: فهلّا جمعا ذلك ليكون أبين كما جمع ذلك سائرهم؟ قيل: إذا أتيا به على قياس ما جاء في التنزيل في غير هذا الموضع لم يكن لقائل مقال، ألا ترى أنّه قد جاء: فإن كان من قوم عدو لكم
[الحجة للقراء السبعة: 6/236]
[النساء/ 92]،وقال: وهم لكم عدو [الكهف 50] فأفرد؟ وجمع في قوله: يوم نحشر أعداء الله إلى النار [فصّلت/ 19] وإن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء [الممتحنة/ 2]، وأنشد أبو زيد:
وقالوا ربّك انصره فإنّ ال أعادي فيهم بأس شديد
فلم يمنع من إفراد ذلك جمعه في المواضع التي جمع، فكذلك: كبير الإثم على قولهما، ومن جمع فقال: كبائر الإثم فلأنّه في المعنى جمع، والإثم يراد به الكثرة إلّا أنّه أفرد كما تفرد المصادر وغيرها من الأسماء التي يراد بها الكثرة إلّا أنّه أفرد كما تفرد المصادر وغيرها من الأسماء التي يراد بها الأجناس الكثيرة). [الحجة للقراء السبعة: 6/237]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({الّذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلّا اللمم} 32
قرأ حمزة والكسائيّ (يجتنبون كبير الإثم) بغير ألف يعني الشّرك كذا روي عن ابن عبّاس
وقرأ الباقون {كبائر الإثم} وحجتهم ذكرها اليزيدي فقال لو كان (كبير الإثم) لكان والفحش أو الفاحشة). [حجة القراءات: 686]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {كَبِيرَ الْإِثْمِ} [آية/ 32] بغير ألف:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن الكبير مضاف إلى الإثم، وهو موحد في اللفظ، فوحد الكبير أيضًا، والمراد الكبير من الإثم، فاللفظ واحد، والمعنى جمع.
وقرأ الباقون {كَبَائِرَ الْإِثْمِ} بالألف والهمز.
والوجه أن الكبائر جمع كبيرة، والكبيرة هي العظيمة من الأجرام، والكبائر تختص في الشرع بذنوب معينة لا يسمى غيرها كبائر، وهي التي تراد في الآية، ثم إن الإثم أريد به الجمع ههنا، فجمع ما أضيف إليه لذلك). [الموضح: 1220]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 09:38 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النجم

[ من الآية (33) إلى الآية (41) ]
{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى (34) أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأَوْفَى (41)}
قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33)}
قوله تعالى: {وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى (34)}
قوله تعالى: {أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35)}
قوله تعالى: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36)}
قوله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة النبي صلى الله عليه وسلم: [الَّذِي وَفَى]، خفيفة. واختلف عنه، وهو قراءة أبي أمامة وسعيد بن جبير وابن السميفع وأبي مالك.
[المحتسب: 2/294]
قال أبو الفتح: هذا على تسمية المسبب باسم سببه. ألا ترى أن معناه الذي وعد ذلك، فوفي بحاضره وسيفي بغائبه يوم القيامة؟ وذلك منهم لصدق الوعد، أي: إذا قال فقد فعل، أو قد وقع ما يقوله. وهذا كقولهم: وعد الكريم نقد، ونقد اللئيم وعد. وأخذه بعض المولدين فقال في صفة باز أو شاهين:
مبارك إذا رأى فقد رزق
وما أسمعه! وأصله لامرئ القيس في وصف الفرس:
إذا ما غدونا قال ولدان أهلنا ... تعالوا إلى أن يأتي الصيد نحطب). [المحتسب: 2/295]

قوله تعالى: {أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38)}
قوله تعالى: {وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى (39)}
قوله تعالى: {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40)}
قوله تعالى: {ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأَوْفَى (41)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة