العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 05:23 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النور

[ من الآية (41) إلى الآية (46) ]
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41)وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (43) يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (44) وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45) لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)}

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41)}
قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42)}
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (43)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعر: (ثمّ يؤلّف بينه (43)
روى ورش عن نافع، والأعشى عن أبي بكر (ثمّ يولّف بينه) بغير همز والباقون يهمزون.
قال الأزهري: (يؤلف) في الأصل مهموز، فمن خفف جعله واوًا.
وقال الأصمعي: يقال للبرق إذا تتابع لمعانه: وليف، وولاف، وقد ولف يلف وليفا، وهو مخيل للمطر.
وقال غيره: الوليف: أن يلمع لمعتين لمعتين.
وقال صخر الغي:
بشمّاء بعد شتات النّوى... وقد بتّ أخيلت برقاً وليفا
وأنشد ابن الأعرابي لرؤبة:
ويوم ركض الغارة الولاف
قال ابن الأعرابي: أراد بالولاف: الاعتزاء والاتصال.
[معاني القراءات وعللها: 2/210]
قال أبو منصور: قال العجاج.
وربّ هذا البلد المحرم... والقاطنات البيت غير الدّيّم
أوالفًا مكة من ورق الحم.
أراد بالحم: الحمام، فرخم، فقال: الحمم، ثم حذف إحدى الميمين فقال: الحم). [معاني القراءات وعللها: 2/211]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: ورش عن نافع: لا يهمز يولف [النور/ 43]. [و] قالون
[الحجة للقراء السبعة: 5/330]
يهمز، وكذلك الباقون.
إذا كان من: ألّفت بين الشيئين، إذا جمعت، فالأصل في الكلمة الهمز، فتقول: يؤلف، إذا حقّقت، وإذا خفّفت، أبدلت منها الواو كما أبدلتها في قولهم: التّؤدة حين قلت: التّودة. وفي: جؤن حيث قلت: جون. فالتّحقيق والتّخفيف حسنان، ولا يختلف النحويون في قلب هذه الهمزة واوا إذا خففت). [الحجة للقراء السبعة: 5/331]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة طلحة بن مُصّرِّف: [سَنَاءُ بَرْقِهِ].
قال أبو الفتح: السناء، ممدودا: الشرف، يقال: رجل ظاهر النبل والسناء. والسنى مقصورا: الضوء. وعليه قراءة الكافة: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ}، أي: ضوء برقه. وأما [سناء برقه] فقد يجوز أن يكون أراد المبالغة في قوة ضوئه وصفائه، فأطلق عليه لفظ الشرف. كقولك: هذا ضوء كريم، أي: هو غاية في قوته وإنارته، فلو كان إنسانا لكان كريما شريفًا ومن ذلك قراءة أبي جعفر يزيد: [يُذْهِبُ]، بضم الياء.
قال أبو الفتح: الباء زائدة، أي يذهِبُ الأبصار. ومثله في زيادة الباء في نحو هذا قوله: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}، وقول الهذلي:
شَرِبْنَ بِمَاءِ البَحْرِ ثُمَّ تَرَفَّعَتْ ... مَتَى لُحَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ
أي: شربن ماء البحر، وإن كان قد قيل: إن الباء هنا بمعنى في، أي: في لجج البحر.
[المحتسب: 2/114]
والمفعول محذوف، معناه شربن الماء في جملة ماء البحر. وفي هذا التأويل ضرب من الإطالة والبعد، واعلم منْ بعدُ أن هذه الباء إنما تزاد في هذا النحو كقوله: {يَذْهَبُ بِالْأَبْصَار}، {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} لتوكيد معنى التعدي. كما زيدت اللام لتوكيد معنى الإضافة في قولهم:
يا بُؤسَ لِلْجَهْلِ ضَرَّارًا لِأَقْوَامِ
وكما زيدت الياءان لتوكيد معنى الصفة في أَشقريٌّ ودَوَّارِيٌّ وكَلَّابِيٌّ، وكما زيدت التاء لتوكيد معنى التأنيث في فَرَسَة وعَجُوزَة، فاعرف ذلك، ولا ترين الباء في: {يَذْهَبُ بِالْأَبْصَار} مزيدة زيادة ساذجة. وإن شئت حملته على المعنى. حتى كأنه قال: يكاد سنى برقه يلْوِي بالأبصار أو يستأثر بالأبصار على ما مضى من قوله تعالى : {الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} ). [المحتسب: 2/115]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {يُوَلِّفُ بَيْنَهُ} [آية/ 43] غير مهموز:
قرأها نافع ياش-.
والوجه في تخفيف هذه الهمزة وأمثالها قد تقدم، لكنا نقول: الأصل في الكلمة الهمزة، لكنها إذا خففت أبدلت منها الواو، كما تبدل منها في قولهم التؤدة والجؤن، فقالوا التودة والجون بالواو، والفعل من التأليف وهو الجمع، يقال ألفت بين الشيئين إذا جمعت بينهما.
وقرأ الباقون و-ن- و-يل- عن نافع {يُؤَلِّفُ} بالهمزة.
والوجه أنه هو الأصل؛ لأن الأصل في الهمزة التحقيق). [الموضح: 918]

قوله تعالى: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (44)}
قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (15- وقوله تعالى: {والله خلق كل دآبة من ماء} [45].
قرأ حمزة، والكسائي {خلق كل دآبة} على فاعل، وهو مضاف إلى ما بعده.
وقرأ الباقون {خلق} فعل ماض. «وكل» نصب مفعول. و«من» جر فإن موضع «كل» منصوب في المعنى، وإن كان جرا في اللفظ كما
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/110]
تقول: هذا راكب فرس. والأصل راكب فرسًا. ولو قرأ قارئ: والله خلق كل دابة كان سائغا في النحو مثل: {كشفت ضرة} إلا أن القراءة سنة لا تحمل على قياس العربية إنما يتبع به الأئمة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/111]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (حمزة والكسائي: (والله خالق كل دابة) [النور/ 45] بألف، وقرأ الباقون: خلق كل دابة بغير ألف.
حجّة من قال: (خالق) قوله: الله خالق كل شيء [الزمر/ 62] وقوله: لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه [الأنعام/ 102]، ومن قال: خلق فلأنّه فعل ذلك فيما مضى، وحجّته قوله: ألم تر أن الله خلق السموات والأرض [إبراهيم/ 19] وقوله: خلق كل شيء فقدره تقديرا [الفرقان/ 2] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/326]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والله خلق كل دابّة من ماء}
قرأ حمزة والكسائيّ والله خالق كل دابّة من ماء على فاعل وهو مضاف إلى ما بعده
وقرأ الباقون {خلق كل دابّة} وحجتهم أن المقصود من ذلك هو التّنبيه على الاعتبار بما بعد الفعل من المخلوقات وإذا كان ذلك كذلك فأكثر ما يتأتي فيه الفعل على فعل وهذا الموضع موضعه كما قال {الّذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها} وقال {وخلق كل شيء فقدره تقديرا} فنبههم بذلك أن يعتبروا ويتفكروا في قدرته فكذلك قوله {والله خلق كل دابّة من ماء}
[حجة القراءات: 502]
وحجّة من قرأ (خالق كل دابّة) فلفظ قوله {خالق} أعم وأجمع لأنّه يشتمل على ما مضى وما يحدث ممّا هو كائن ويدل عليه قوله {خالق كل شيء فاعبدوه} ). [حجة القراءات: 503]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (24- قوله: {خلق كل دابة} قرأه حمزة والكسائي «خالق» بألف والرفع، {كل} بالخفض على إضافة «خالق» إلى {كل} وهو بمعنى الماضي، فحقه الإضافة؛ لا يجوز فيه التنوين، لأنه أمر قد مضى وانقضى، فظهر ما خلق من الدواب عند خلقه تعالى لها، دليله إجماعهم على قوله: {لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه} «الأنعام 102» وقرأ الباقون {خلق} على الفعل الماضي، ونصبوا «كلا» به، دليلهم إجماعهم على قوله: {ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض} «إبراهيم 19»، {وخلق كل شيء فقدره} «الفرقان 2» ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/140]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {وَالله خَالِقُ كُلِّ دَابَّة} [آية/ 45] بالألف من {خَالِقُ} وخفض {كُلِّ} على الإضافة:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن خالقًا فاعلٌ، وقد أضيف إلى {كُلّ} إضافةً محضةً؛ لأنه بمعنى المضي، والمعنى: خلق كل دابةٍ من ماءٍ؛ لأنه تعالى احتج عليهم بذلك، ولا يكون دليلًا عليهم إلا ما تقدم خلقه له فشاهدوه. فخالق ههنا
[الموضح: 918]
معنى خلق، فهذه القراءة كالقراءة الأخرى في المعنى.
وقرأ الباقون {خَلَقَ} بغير ألف على فعل.
والوجه ظاهر، وهو أن {خَلَقَ} فعلٌ ماضٍ، و{كُلَّ دَابَّة} مفعول به). [الموضح: 919]

قوله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 05:25 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النور

[ من الآية (47) إلى الآية (53) ]
{ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52) ۞ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ ۖ قُلْ لَا تُقْسِمُوا ۖ طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (53)}


قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47)}
قوله تعالى: {وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48)}
قوله تعالى: {وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49)}
قوله تعالى: {أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50)}
قوله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علي عليه السلام والحسن بخلاف، وابن أبي إسحاق: [إِنَّمَا كَانَ قَوْلُ الْمُؤْمِنِينَ]، بالرفع.
قال أبو الفتح: أقوى القراءتين إعرابا ما عليه الجماعة من نصب "القول" وذلك أن في شرط اسم كان وخبرها أن يكون اسمها أعرف من خبرها، وقوله تعالى : {أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} أعرف من قول المؤمنين؛ وذلك لشبه "أنْ" وصلتها بالمضمر من حيث كان لا يجوز وصفها، كما لا يجوز وصف المضمر، والمضمر أعرف من قول المؤمنين؛ فلذلك اختارت الجماعة أن تكون "أنْ" وصلتها اسم كان. ومثله {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا} أي: إلا قولُهم على ما مضى فأما قولهم:
[المحتسب: 2/115]
وَقَدْ عَلِمَ الأقْوَامُ ما كانَ دَاءَهَا ... بِشَهْلَانَ إلَّا الخِزْيُ مِمَّنْ يَقُودُهَا
وأنه إنما اختير فيه رفع "الخزي" وإن كان مظهرا ومعرفة، كما أن داءها مظهر ومعرفة من حيث أذكره لك، وذلك أن "إلا" إذا باشرت شيئا بعدها فإنما جيء به لتثبيته وتوكيد معناه، وذلك كقولك: ما كان زيد إلا قائما، فزيد غير محتاج إلى تثبيته، وإنما يثبت له القيام دون غيره. فإذا قلت: ما كان قائما إلا زيد، فهناك قيام لا محالة، فإنما أنت نافٍ أن يكون صاحبه غير زيد، فعلى هذا جاء قوله: ما كان داءها بشهلان إلا الخزيُ برفع "الخزيُ"، وذلك أنه قد كان شاع وتُعُولِمَ أن هناك داء، وأنما أراد أن يثبت أن هذا الداء الذي لا شك في كونه ووقوعه لم يكن جانيَه ومسببَه إلا الخزيُ ممن يقودها، فهذا أمرٌ الإعرابُ فيه تابعٌ لمعناه ومحذوّ على الغرض المراد فيه. وأما قوله:
وليس الذي يجري من العينِ ماءَها ... ولكِنَّها نَفْسٌ تَذُوبُ فتقْطُرُ
ويروى: "ولكنه" فالوجه فيه نصب الماء، وذلك أنه رأى ماء يجري من العين فاستكثره واستنكره، فقال: ليس هذا الذي أراه جاريًا من العين ماءً للعين، وإنما هو هكذا وشيء غير مائها. هذا هو الذي عناه فعبر عنه بما تراه، ولم يعنه الإخبار عن ماء العين فيخبر عنه بأنه هذا الشيء الجاري من العين؛ فذلك اختار نصب الماء، ولو رفعه لجاز؛ لأنه كان يعود إلى هذا المعنى، لكنه كان يعود بعد تعب به، ومسامحة فيه، وعلاج يريد حمله عليه). [المحتسب: 2/116]

قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {ويخشى الله ويتقه} [52].
فيه أربع قراءات:
قرأ ابن كثير، وعاصم في رواية أبي بكر، وحمزة، وابن عامر {يتقه} ساكنًا؛ وذلك أن الياء لما اختلطت بالفعل وصارت من درجه ثقلت الكلمة، فخففت بالإسكان.
وقال آخرون: بل توهموا أن الجزم واقع على الهاء.
وقرأ نافع في رواية ورش وابن كثير والكسائي {ويتقهي} بكسر الهاء لمجاورة القاف المكسورة يتبعون الهاء ياء تقوية.
وروي قالون عن نافع {ويتقه} باختلاس الحركة، وهو الاختيار عند النحويين؛ لأن الأصل في الفعل قبل الجزم أن يكون يتقيه بالاختلاس فلما سقطت الياء للجزم بقيت الحركة مختلسة كأول وهلة.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/111]
والقراءة الرابعة: روى حفص عن عاصم {ويتقه} بإسكان القاف وكسر الهاء. وله حجتان:
أحدهما: أنه كره الكسرة في القاف، فأسكنها تخفيفًا، كما قال الشاعر:
عجبت لمولود وليس له أب = ومن ولد لم يلده أبوان
يعني: آدم وعيسى [عليهما السلام]. أراد: لم يلده فأكسن اللام. ويجوز أن يكون أسكن القاف والهاء ساكنة فكسر الهاء لالتقاء الساكنين.
كما أقر عاصم في أول (الكهف) {من لدنه} بكسر الهاء لسكونها، وسكون النون.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/112]
وفيها حجة ثالثة: أن من العرب من يقول: زيد لم يتق فجزم القاف بعد حذف الياء، توهمًا أن القاف آخر الكلمة، وينشد:
ومن يتق فإن الله معه = ورزق الله [موتاب] وغادي). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/113]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ابن كثير وحمزة والكسائي ونافع في رواية ورش وابن سعدان عن إسحاق [المسيبي] عن نافع: (ويخشى الله ويتقهي) [النور/ 52] موصولة بياء. وقال قالون عن نافع: ويتقه فأولئك بكسر الهاء لا يبلغ بها الياء. وقرأ أبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر وابن عامر: (ويتّقه) جزما. حفص عن عاصم: ويتقه فأولئك ساكنة القاف مكسورة الهاء بغير ياء مختلسة الكسرة. [وروى] أبو عمارة عن حفص عن عاصم: (ويتّقه فأولئك) مكسورة القاف ساكنة الهاء، وكذلك روى أبو عمارة عن حمزة.
قال أبو علي: قول من قال: (ويتّقهي) موصولة بياء، هو الوجه، لأنّ الهاء ما قبلها، [متحرك وحكمها إذا تحرك ما قبلها أن تتبعها الياء في الوصل]. وما رواه قالون عن نافع: (ويتّقه فأولئك) لا يبلغ
[الحجة للقراء السبعة: 5/327]
فيها الياء، وجهه: أن الحركة ليست تلزم ما قبل الهاء، ألا ترى أن الفعل إذا رفع دخلته الياء، وإذا دخلت الياء اختير حذف الياء بعد الهاء في الوصل مثل: (عليه) فلمّا كان الحرف المحذوف لا يلزم حذفه صار كأنّه في اللّفظ، كما أنّ الحرف لمّا لم يلزم حذفه في قوله:
وكحل العينين بالعواور صار كأنّه في اللّفظ، فلم يهمز الواو، فكذلك لم يثبت في الآية الياء بعد الهاء. وقول أبي عمرو وعاصم في رواية أبي بكر وابن عامر: (ويتّقه) جزما، فإن قول من تقدم أبين من هذا. ووجهه أنّ ما يتبع هذه الهاء من الواو والياء زائدة فردّ إلى الأصل، وحذف ما يلحقه من الزيادة، ويقوّي ذلك أن سيبويه يحكي أنّه سمع من يقول: هذه أمة الله، في الوصل والوقف، وهذه الهاء التي في هذه قد أجروها مجرى هاء الضمير، فكما استجازوا الحذف في هذه فكذلك يجوز الحذف في هذه الهاء التي للضمير. وزعم أبو الحسن: أن:
له أرقان ونحوه لغة يجرونها في الوصل مجراها في الوقف، فيحذفون منها كما حذفوا في الوقف، وحملها سيبويه على الضرورة، وعلى أنّه
[الحجة للقراء السبعة: 5/328]
أجرى الوصل مجرى الوقف. وأمّا ما رواه حفص عن عاصم: (ويتّقه) فإنّ وجهه أن (تقه) من (يتّقه) مثل: كتف، فكما يسكّن نحو: كتف، كذلك سكن القاف من (تقه) وعلى هذا قول الشاعر:
لم يلده أبوان
ومثله:
فبات منتصبا وما تكردسا فلمّا أسكن ما قبل الهاء لهذا التشبيه، حرّك الهاء بالكسر، كما حرّك الدّال بالفتح في: «لم يلده»). [الحجة للقراء السبعة: 5/329]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون}
قرأ نافع في رواية الحلواني {ويخش الله ويتقه} بالاختلاس وهو الاختيار عند أهل النّحو لأن الأصل في الفعل قبل الجزم أن تقول يتقيه وبالاختلاس فلمّا سقطت الياء للجزم بقيت الحركة مختلسة كأول وهلة
وقرأ أبو عمرو وأبو بكر {ويتقه} ساكنة الهاء قالوا إن الهاء لما اختلطت بالفعل ثقلت الكلمة فخففت بالإسكان
وقرأ حفص ويتقه بإسكان القاف وكسر الهاء وله حجتان إحداهما أنه كره الكسرة في القاف فأسكنها تخفيفًا والعرب تقول هذا فخذ وفخذ وكبد وكبد ويجوز أن يكون أسكن القاف والهاء فكسر الهاء لالتقاء الساكنين كما قرأ أبو بكر في أول الكهف {من لدنه} بكسر الهاء فإنّه أسكن الدّال استثقالا للضمة فلمّا أسكن الدّال التقى ساكنان النّون والدّال فكسر النّون لالتقاء الساكنين وكسر الهاء لمجاورة حرف مكسور ووصلها بياء
[حجة القراءات: 503]
وقرأ الباقون {ويتقه} ي بكسر الهاء لمجاورة القاف المكسورة يتبعون الهاء ياء تقوية وقد ذكرت ذلك في آل عمران). [حجة القراءات: 504]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (25- قوله: {ويتقه} قرأه أبو عمرو وأبو بكر بإسكان الهاء، وقرأ قالون بكسر الهاء من غير ياء، ومثله حفص إلا أنه سكن القاف، وقرأ الباقون بكسر القاف، ويصلون الهاء بياء في الوصل خاصة.
وحجة من كسر الهاء ووصلها بياء أنه أتى به على الأصل، لأن الهاء قبلها متحرك مكسور، وقد بينا أن هذه الياء بدل من واو، وأن الهاء أصلها الضم،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/140]
وإنما كسرت لاتباع ما قبلها، والاستقبال للخروج من كسر إلى ضم، ولأنه ليس في الكلام «فَعلي» فلما انكسرت الهاء انقلبت الواو ياء.
26- وحجة من كسر الهاء ولم يصلها بياء أنه أبقى الفعل على أصله قبل الجزم، وذلك أن أصله «يتقيه» فحذفت الياء التي بعد الهاء عند سيبويه وأصحابه لسكونها وسكون الياء التي قبل الهاء، ولم يعتد بالهاء لخفائها، فلم يكن بحاجز حصين فلما حذفت الياء التي بعد الهاء، لما ذكرنا بقيت الهاء مكسورة من غير ياء بعد الكسرة، فلما حذفت الياء قبل الهاء للجزم بقيت الهاء على حالها قبل حذف الياء؛ لأن حذف الياء التي قبل الهاء عارض، وقد قيل: إن من كسر الهاء من غير ياء بعد الكسرة أنه إنما فعل ذلك لأنه لما رأى الحركة التي قبلها لا تلزم، لأن الفعل إذا رفع سكن ما قبل الهاء، وإذا نصب انفتح ما قبل الهاء، فبناه على حال رفعه؛ لأن الرفع أول الحركات، وقد تقدم ذكر علل هذا بأشبع من هذا.
27- وحجة من أسكن الهاء أنه توهم أنها لام الفعل، لكونها آخرا، فأسكنها للجزم، وهذه علة ضعيفة، وقيل: إنه أسكن على نية الوقف، وهذه علة ضعيفة أيضًا، وقيل: هي لغة لبعض العرب، حكى سيبويه: «هذه أمة الله» بالإسكان، ولا يشبه هاء «هذه» لأن هاء «هذه» ليست للإضمار، إنما هي بدل من ياء ساكنة وهاء {يتقه} للإضمار تعود على الله جل ذكره، وقد ذكرنا علة هذا فيما تقدم بأشبع من هذا الكلام.
28- وحجة من أسكن القاف أنه بناه على التخفيف، وشبّه «تقه» بـ «كتف» فخفف الثاني بالإسكان، كما يفعل بـ «كتف» فيقول «كتف»
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/141]
وهو ضعيف، إنما يجوز في الشعر، وكان يجب على من أسكن القاف أن يضم الهاء؛ لأن هاء الكناية إذا سكن ما قبلها ولم يكن ياء ضمت نحو: «هنه وعنه واحتباه وفعلوه» لكن لما كان كون القاف عارضًا لم يعتد به، وأبقى الهاء على كسرتها التي كانت عليها، مع كسر القاف، ولم يصل الهاء بياء؛ لأن الياء المحذوفة، التي قبل الهاء، مقدرة منوية، فبقي الحذف على الياء، التي بعد الهاء، على أصله، وكسر القاف، وصلة الهاء بياء هو الاختيار، لأن عليه الجماعة، وهو الأصل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/142]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {وَيَخْشَ الله وَيَتَّقْهِ} [آية/ 52] ساكنة القاف، مكسورة الهاء مختلسةً:
رواها ص- عن عاصم.
والوجه أنه جعل تقه من يتقه بمنزلة كتف وفخذ، فكما يسكن الوسط من كتفٍ فيقال كتْفٌ، فكذلك يسكن القاف من تقه، ومثل ذلك قول الشاعر:
105- عجبت لمولودٍ وليس له أبٌ = وذي ولدٍ لم يلده أبوان
فلما أسكن ما قبل الهاء للتشبيه بكتفٍ كما ذكرنا، حرك الهاء بالكسر كما حرك الشاعر الدال بالفتح من قوله: لم يلده؛ لالتقاء الساكنين، والعلة فيهما واحدة من أجل أنه نوى السكون في هاء يتقه، كما أسكنت في: هذه أمة الله، فلما سكنت القاف ههنا لما ذكرنا حرك الهاء بالكسر لالتقائها مع القاف
[الموضح: 919]
الساكنة. ويجوز أن يكون إنما كسر الهاء من {يَتّقْهِ} لأجل الياء التي كانت في الكلمة قبل لحاق الجزم بها، ويأتي شرح ذلك.
وأما اختلاس حركة الهاء فلسكون ما قبلها.
وقرأ ابن كثير وابن عامر وحمزة والكسائي و-ش- عن نافع {وَيَتَّقِهِي} بكسر القاف وإشباع الهاء.
والوجه أن هذا هو الأصل؛ لأن الأصل في هذه القاف أن تكون مكسورة لتكون دالة على الياء المحذوفة للجزم، والأصل في هذه الهاء أيضًا أن تكون موصولة بياء؛ لأن ما قبلها متحركٌ بالكسر، فحكمها أن تتصل بياء، كما تقول: مررت بهي.
وقرأ نافع ن- ويعقوب {وَيَتَّقِهِ} مكسورة القاف والهاء مختلسة من غير ياء.
والوجه أن الحركة التي قبل الهاء ليست بلازمة؛ لأنه إذا رفع الفعل ولحق الياء سكن ما قبل الهاء، فقيل: يتقيه، وإذ ألحقت الياء كان المختار اختلاس حركة الهاء من غير ياء، نحو عليه، فقد أجريت الكلمة المجزومة مجرى غير المجزومة في حذف الياء اللاحقة بعد الهاء؛ لأن تلك الياء المحذوفة للجزم أعني التي كانت قبل الهاء في تقدير الثبات.
وقرأ أبو عمرو وعاصم ياش- {وَيَتَّقِهْ} بكسر القاف وسكون الهاء.
والوجه أن الأصل في هذه الهاء الحركة، إلا أنها أُسكنت كما أُسكنت من قول الشاعر:
106- فَبِثُّ لدى البيت العتيق أشيمه = ومطواي مشتاقان له أرقان
[الموضح: 920]
وأبو الحسن يحمله على إجراء الوصل مجرى الوقف). [الموضح: 921]

قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ ۖ قُلْ لَا تُقْسِمُوا ۖ طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (53)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 05:26 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النور

[ من الآية (54) إلى الآية (57) ]
{ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57)}


قوله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54)}
قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (كما استخلف الّذين (55)
قرأ أبو بكر عن عاصم (كما استخلف الّذين) بضم التاء وكسر اللام.
وقرأ الباقون (كما استخلف الّذين) بفتح التاء واللام.
قال أبو منصور: معنى (كما استخلف): كما استخلف اللّه الّذين من قبلهم.
ومن قرأ (كما استخلف الّذين من قبلهم) الذين، في موضع الرفع لأنه مفعول لم يسم فاعله ومعنى استخلفهم، أي: جعلهم يخلفون من قبلهم، أي: يكونون بدل من كان قبلهم في الأرض). [معاني القراءات وعللها: 2/211]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {ليبدلنهم} [55].
قرأ ابن كثير، وأبو بكر عن عاصم {يبدلنهم} خفيفًا.
وقرأ الباقون، وحفص عن عاصم مشددًا. وقد ذكرت الفرق بينهما في سورة (النساء)، و(الكهف) فأغني عن الإعادة ها هنا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/111]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (20- وقوله تعالى: {كما استخلف الذين} [55].
قرأ عاصم في رواية أبي بكر {كما استخلف} بضم التاء على ما لم يسم فاعله.
وقرأ الباقون {كما استخلف}. بفتح التاء لذكر الله تعالى قبل ذلك وبعده. فمن ضم التاء فــ {الذين} في موضع رفع. ومن فتح التاء {فالذين} في موضع نصب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/114]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: (وليبدلنهم) [النور/ 55] كتب في سورة الكهف.
حفص عن عاصم (ولنبدّلنهم) مشددة وكذلك في سأل سائل مشددة وتخفّف في التحريم ونون والكهف. وقرأ حمزة والكسائي وابن عامر: وليبدلنهم مشددة، وخفّفوا التي في الكهف والتحريم، ونون، وقد ذكر في سورة الكهف. ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر في النور مخفّفة، وليبدلنهم وكذا كلّ شيء في القرآن خفيف.
[قال أبو علي] قد مرّ القول فيه فيما تقدّم في سورة الكهف). [الحجة للقراء السبعة: 5/327]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح اللام وكسرها من قوله تعالى: كما استخلف الذين [النور/ 55]. فقرأ عاصم في رواية أبي بكر: (كما استخلف) بضم التاء وكسر اللام، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم:
استخلف بفتح التاء واللام.
[قال أبو علي]: الوجه كما استخلف، ألا ترى أنّ اسم الله تعالى قد تقدّم ذكره، وأنّ الضمير في ليستخلفنهم في الأرض [النور/ 55] يعود إلى الاسم؟ فكذلك في قوله تعالى: كما استخلف، ألا ترى أنّ المعنى: ليستخلفنّهم استخلافا كاستخلافه الذين من قبله؟
[الحجة للقراء السبعة: 5/331]
ووجه (استخلف) أنّه يراد به ما أريد باستخلف). [الحجة للقراء السبعة: 5/332]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الّذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الّذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا} 55
قرأ أبو بكر {استخلف} بضم التّاء على ما لم يسم فاعله وقرأ الباقون كما استخلف بفتح التّاء لذكر الله تعالى قبل ذلك وبعده فمن ضم التّاء ف الّذين في موضع رفع ومن فتح التّاء ف الّذين في موضع نصب
قرأ ابن كثير وأبو بكر {وليبدلنهم} بالتّخفيف وقرأ الباقون بالتّشديد
قال الفراء هما متقاربان فإذا قلت للرجل قد بدلت معناه قد تغير حالك ولم يأت مكانك آخر وكل ما غير عن حاله فهو مبدل وقد يجوز بالتّخفيف مبدل وليس بالوجه فإذا جعلت الشّيء مكان الشّيء قلت أبدلته أبدل لي هذا الدّرهم أي أعطني مكانه وبدل جائزة فمن قال وليهدلنهم فكأنّه أراد أن يجعل الخوف أمنا ومن قال ليبدلنهم بالتّخفيف قال الأمن خلاف الخوف فكأنّه قال اجعل لهم مكان الخوف أمنا أي ذهب بالخوف وجاء الأمن وهذا موضع اتساع العرب في العربيّة). [حجة القراءات: 504]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (29- قوله: {كما استخلف} قرأه أبو بكر بضم التاء وكسر اللام، على ما لم يسم فاعله، و{الذين} في موضع رفع لقيامهم مقام الفاعل، لكن هو جمع بُني كما بنى الواحد، ومن العرب من يجعله معربًا كما أعربت تثنيته فيقول في الرفع: اللذون، كما قال في رفع الاثنين: اللذان، وقرأ الباقون بفتح التاء واللام، على ما سمي فاعله، و{الذين} في موضع نصب، والفاعل مضمر في {استخلف}، وهو الله جل ذكره، لتقدم ذكره في: {وعد الله} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/142]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (30- قوله: {وليبدلنهم} قرأه ابن كثير وأبو بكر بالتخفيف، جعلوه من «أبدل» وقرأ الباقون بالتشديد جعلوه من «بدّل» وهما لغتان: أبدل وبدّل، وفي التشديد معنى التكثير، وقد مضى له نظائر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/142]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {كَمَا اسْتُخْلِفَ} [آية/ 55] بضم التاء وكسر اللام:
رواها ياش- عن عاصم.
والوجه أنه على بناء الفعل للمفعول به، إذ علم أن المستخلف لهم هو الله عز وجل.
وقرأ الباقون و-ص- عن عاصم {كَمَا اسْتَخْلَفَ} بفتح التاء واللام.
والوجه أن الفعل مبني للفاعل، وهو مسندٌ إلى ضمير اسم الله تعالى، وقد تقدم ذكره في قوله سبحانه {وَعَدَ الله الَّذِينَ آَمَنُوا} فقوله {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ} يعود إليه، فكذلك {كَمَا اسْتَخْلَفَ}، والمعنى: ليستخلفنهم استخلافًا كاستخلافه الذين من قبلهم). [الموضح: 921]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {وَلَيُبْدِلَنَّهُمْ} [آية/ 55] بسكون الباء وتخفيف الدال:
قرأها ابن كثير وعاصم ياش- ويعقوب.
وقرأ الباقون {وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ} بفتح الباء وتشديد الدال.
ووجه هذه الكلمة قد تقدم في سورة الكهف). [الموضح: 922]

قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)}
قوله تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (19- وقوله تعالى: {لا تحسبن الذين كفروا معجزين} [57].
قرأ ابن عامر وحمزة بالياء.
وقرأها الباقون بالتاء فموضع {الذين} نصب، و{معجزين} المفعول الثاني، والمفعول الثاني لمن قرأ بالياء {في الأرض}.
وقال الأخفش: من قرأ بالياء يجوز أن يكون {الذين} في موضع نصب على تقدير: {ولا يحسبن الذين} محمد صلى الله عليه وسلم الفاعل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/114]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ حمزة وحفص وابن عامر: (لا يحسبن) [النور/ 57] بالياء وفتح السين. وقرأ الباقون لا تحسبن بالتاء، وفتح عاصم وابن عامر وحمزة السين وكسرها الباقون.
قال أبو علي: من قال: (يحسبنّ) بالياء جاز أن يكون فاعل الحسبان أحد شيئين: إمّا أن يكون قد تضمّن ضميرا للنّبي، صلّى الله عليه وآله وسلّم، كأنّه: لا يحسبنّ النبي [صلّى الله عليه وسلّم] الذين كفروا معجزين، فالذين في موضع نصب بأنّه المفعول الثاني، ويجوز أن يكون فاعل الحسبان: الذين كفروا، ويكون المفعول الأوّل محذوفا تقديره: لا يحسبنّ الذين كفروا أنفسهم سبقوا، ومن قرأ: لا تحسبن ففاعل الفعل المخاطب ومفعولاه ما بعد يحسبن، وحسب يحسب وحسب يحسب لغتان). [الحجة للقراء السبعة: 5/332]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لا تحسبن الّذين كفروا معجزين في الأرض}
[حجة القراءات: 504]
قرأ ابن عامر وحمزة (ولا يحسبن الّذين كفروا معجزين) بالياء وجاز أن يكون فاعل الحسبان أحد شيئين إمّا أن يكون قد يضمر النّبي صلى الله عليه كأنّه قال لا يحسبن محمّد الّذين كفروا معجزين والّذين المفعول الأول والمفعول الثّاني معجزين ويجوز أن يكون فاعل الحسبان الّذين كفروا ويكون المفعول الأول محذوفا تقديره لا يحسبن الّذين كفروا إيّاهم معجزين في الأرض
وقرأ الباقون {لا تحسبن الّذين} بالتّاء أي لا تحسبن يا محمّد الكافرين معجزين أي قدرة الله محيطة بهم). [حجة القراءات: 505]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (31- قوله: {لا تحسبن الذين} قرأه حمزة وابن عامر بالياء، وقرأ الباقون بالتاء.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/142]
وحجة من قرأ بالياء أنه جعل فاعل الحسبان النبي صلى الله عليه وسلم، لتقدم ذكره في قوله: {وأطيعوا الرسول} «56» وتقديره: لا يحسبن محمد الذين كفروا معجزين، و«الذين، ومعجزين» مفعولا حسب، ويجوز أن يكون فاعل الحسبان {الذين كفروا} على أن يكون المفعول الأول محذوفًا، تقديره: لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم معجزين.
32- وحجة من قرأ بالتاء أنه ظاهر النص، على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو الفاعل، و«الذين كفروا، ومعجزين» مفعولا حسب، وقد تقدم ذكر فتح السين وكسرها). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/143]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {لَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [آية/ 57] بالياء:
قرأها ابن عامر وحمزة.
والوجه أن فاعل {يَحْسَبَنَّ} يجوز أن يكون ضمير النبي صلى الله عليه (وسلم) كأنه قال: لا يحسبن النبي الذين كفروا معجزين، فيكون {الَّذِينَ كَفَرُوا} نصبًا؛ لأن المفعول الأول، و{مُعْجِزِينَ} مفعول ثان.
ويجوز أن يكون فاعل {يَحْسَبَنَّ} قوله {الَّذِينَ كَفَرُوا} فيكون في موضع رفع، ويكون المفعول الأول محذوفًا، وقوله {مُعْجِزِينَ} مفعولًا ثانيًا، والتقدير: لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم معجزين.
وقرأ الباقون {لَا تَحْسَبَنَّ} بالتاء.
والوجه أن فاعل {تَحْسَبَنَّ} ضمير المخاطب وهو النبي صلى الله عليه (وسلم)، و{الَّذِينَ كَفَرُوا} مفعول أول، و{مُعْجِزِينَ} مفعول ثان.
وابن عامر وعاصم وحمزة يفتحون السين من {يَحْسَبَنَّ}، والباقون يكسرونها.
وقد مضى الكلام في أن فتح السين منه وكسرها لغتان). [الموضح: 922]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 05:28 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النور

[ من الآية (58) إلى الآية (60) ]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59) وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ثلاث عوراتٍ لكم (58)
[معاني القراءات وعللها: 2/211]
قرأ أبو بكر عن عاصم، وحمزة، والكسائي (ثلاث عوراتٍ) نصبًا.
وقرأ الباقون (ثلاث عوراتٍ) بالرفع.
قال أبو منصور: من نصب (ثلاث عورات) فهو يتبع الصفة.
المعنى: ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم وكذا وكذا في أوقات ثلاث عورات.
ومن قرأ (ثلاث عوراتٍ)، أراد: هذه الخصال وقت العورات.
هكذا قال الفراء.
وتلك الخصال قوله: (من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظّهيرة ومن بعد صلاة العشاء)
أي: هذه الأوقات ثلاث عورات واختار الفراء الرفع لهذه العلة، أراد خلوة الرجل مع أهله في هذه الأوقات، وتكشّف عوراتهما فيها). [معاني القراءات وعللها: 2/212]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (21- وقوله تعالى: {ثلاث عورات لكم} [58].
قرأ أهل الكوفة إلا حفصًا: بالنصب ردًا على ما قبله، أي: فليستأذنوا ثلاث مرات.
وقرأ الباقون: بالرفع على الابتداء.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/114]
قال ابن مجاهد: واتفق الناس على إسكان الواو في {عورات} ولا يجوز غير ذلك. فقلت له: قرأ الأعمش {ثلاث عورات} بفتح الواو. فقال: هو غلط.
قال أبو عبد الله: إن كان جعله غلطًا من جهة الرواية فقد أصاب. وإن كان غلطه من جهة العربية فليس غلطًا؛ لأن المبرد ذكر أن هذيلا من طابخة يقولون في جمع جوزة ولوزة وعورة: عورات ولوزات وجوزات.
وأجمع النحويون أن الإسكان أجود؛ ليفرق بين الصحيح والمعتل؛ لأن الواو إذا تحركت، وانفتح ما قبلها صارت ألفًا. فوجب أن يقال: عارات، وجازات، ولازات، وذوات الياء نحو بيضة، وبيضات فيها ما في ذوات الواو، والاختيار الإسكان، ألا ترى أن قوله: {في روضات الجنات} ما قرأ أحد روضات، وكذلك عورات مثل روضات). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/115]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ التاء وفتحها من قوله تعالى: ثلاث عورات [النّور/ 58]. فقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي: ثلاث عورات نصبا.
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم: ثلاث عورات رفعا.
[الحجة للقراء السبعة: 5/332]
[قال أبو علي]: من رفع فقال: ثلاث عورات كان خبر ابتداء محذوف لما قال: الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات [النور/ 58] وفصل الثلاث بقوله: من قبل صلاة الفجر، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة، ومن بعد صلاة العشاء [النور/ 58]، فصار كأنّه قال: هذه ثلاث عورات، فأجمل بعد التفصيل. ومن قال: (ثلاث عورات) جعله بدلا من قوله (ثلاث مرات). فإن قلت: إنّ قوله: (ثلاث مرّات) زمان بدلالة أنّه فسر بزمان وقوله: من قبل صلاة الفجر، وحين تضعون... ومن بعد صلاة العشاء وليس العورات بزمان فكيف يصح البدل منه، وليس هي هي.
قيل: يكون ذلك على أن يضمر الأوقات، كأنّه قال: أوقات ثلاث عورات، فلمّا حذف المضاف إليه بإعراب المضاف فعلى هذا يوجّه.
قال: ولم يختلف في إسكان الواو من عورات.
[قال أبو علي] واحد العورات: عورة، وحكم ما كان على فعلة من الأسماء أن تحرّك العين منه في فعلات نحو: صحيفة وصحفات، وجفنة، وجفنات، إلّا أنّ التحريك فيما كان العين منه ياء، أو واوا كرهه عامة العرب، لأنّ العين بالتحريك، تصير على صورة ما يلزمه الانقلاب من كونه متحركا بين متحركين، فكرهوا ذلك وعدلوا عنه إلى الإسكان، فقالوا: عورات، وجوزات وبيضات، ومثل هذا في اطراد التحريك
[الحجة للقراء السبعة: 5/333]
في الصحيح وكراهيته في المعتل قولهم في حنيفة: حنفي، وفي جديلة وربيعة: جدلي وربعي، فإذا أضافوا إلى مثل طويلة وحويزة، قالوا: طويلي، وحويزي، كراهة طولي وحوزي لأنّه يصير على ما يجب فيه القلب، وكذلك قالوا في شديدة شديدي، ورفضوا شددي الذي آثروا نحوه في ربعي كراهة التقاء التضعيف). [الحجة للقراء السبعة: 5/334]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ليستأذنكم الّذين ملكت أيمانكم والّذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرّات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم} 58
قرأ حمزة والكسائيّ وأبو بكر {ثلاث عورات لكم} نصبا جعلوه بدلا من قوله {ثلاث مرّات} و{ثلاث مرّات} نصب على الظّرف فإن قلت إن قوله {ثلاث مرّات} وزمان بدلالة أنه فسر بزمان وهو قوله {من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء} وليس العورات بزمان فكيف يصح وليس هذه هن
قيل يكون ذلك على أن يضمر الأوقات كأنّه قال أوقات
[حجة القراءات: 505]
ثلاث العورات فلمّا حذف المضاف أعرب المضاف إليه بإعراب المضاف والعورات جمع عورة وحكم ما كان على فعله من الأسماء تحريك العين في الجمع نحو حفنة وحفنات إلّا أن عامّة العرب كرهوا تحريك العين فيما كان عينه واوا أو ياء لما كان يلزم من الانقلاب إلى الألف فأسكنوا وقالوا عورات وبيضات وهذيل حركوا العين منها فقالوا عورات وأنشد بعضهم:
أخو بيضات رائح متأوب ... رفيق بمسح المنكبين سبوح
فحرك الياء من بيضات ومن قرأ (يضعن من ثيابهن) فلأنّه لا يوضع كل الثّياب وإنّما يوضع بعضها وروي عن أبي عبد الله عليه السّلام أنه قال هو الجلباب إلّا أن يكون أمة فليس عليها جناح أن تضع خمارها
قال الزّجاج {ثلاث عورات} بالنّصب على معنى ليستأذنكم ثلاث عورات
[حجة القراءات: 506]
وقرأ الباقون {ثلاث عورات} جعلوه خبر ابتداء محذوف كما قال {والّذين لم يبلغوا الحلم منكم} ثلاث مرّات وفصل الثّلاث بقوله {من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء} فكأنّه قال هي ثلاث عورات فأجمل بعد التّفصيل). [حجة القراءات: 507]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (33- قوله: {ثلاث عورات} قرأه أبو بكر وحمزة والكسائي بالنصب، على البدل من «ثلاث مرات» على تقدير: أوقات ثلاث عورات، ليكون المبدل والمدل منه وقتا، وقرأ الباقون بالرفع على إضمار مبتدأ، أي: هذه ثلاث عورات، أي أوقات ثلاث عورات، أي: تظهر فيها العورات، فجعل الأوقات عورات لظهور العورات فيها اتساعًا، كما قال: ليلك قائم ونهارك صائم، لما كان القيام والصيام فيهما، جعلوا لهما الصيام والقيام، ومثله: {بل مكر الليل والنهار} «سبأ 33» أضاف المكر إلى الليل والنهار، لأنه فيهما يكون، وكل هذا اتساع في الكلام، إذ المعنى لا يُشكل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/143]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- {ثَلَاثَ عَوْرَاتٍ} [آية/ 58] بالنصب:
قرأها حمزة والكسائي وعاصم ياش-.
والوجه أن {ثَلَاثَ عَوْرَاتٍ} بدل من قوله {ثَلَاثَ مراتٍ}، و{ثَلَاثَ مراتٍ} ههنا ظرف زمان؛ لأنها ثلاثة أزمنة، ألا ترى أنه فسرها بالأزمنة فقال تعالى {مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ} فأبدل {ثَلَاثَ عَوْرَاتٍ} منها على إضمار الوقت، وتقديره: ثلاث أوقات عوراتٍ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، فلذلك أنّث الثلاث.
وقرأ الباقون و-ص- عن عاصم {ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ} بالرفع.
والوجه أنه خبر مبتدأٍ محذوف، وتقديره هذه الأوقات المذكورة ثلاث عورات، أي ثلاثة أوقات عورات). [الموضح: 923]

قوله تعالى: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59)}
قوله تعالى: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 05:29 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النور

[ الآية (61) ]
{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون (61) }

قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون (61)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة قتادة: [أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مِفْتَاحَهُ]، مكسورة الميم بألف.
قال أبو الفتح: [مِفْتَاحَهُ] هنا جنس وإن كان مضافا، فقد جاء ذلك عنهم، منه قولهم: قد مَنَعَتِ العراقُ قفيزَها ودِرْهَمَهَا، ومنعْتْ مِصْرُ إِرْدَبَّها، وقد ذكرنا ذلك فيما مضى). [المحتسب: 2/116]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (22- {أَوْ بُيُوتِ إِمِّهَاتِكُمْ} [آية/ 61] بكسر الألف والميم جميعًا:
قرأها حمزة وحده.
وقرأ الكسائي {بُيُوتِ إِمَّهَاتِكُمْ} بكسر الألف وفتح الميم.
وقرأ الباقون بضم الألف وفتح الميم.
وقد سبق الكلام في ذلك). [الموضح: 923]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 05:30 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النور

[ من الآية (62) إلى الآية (64) ]
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (62) لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ۚ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا ۚ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (64)}


قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (62)}
قوله تعالى: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ۚ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا ۚ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)}
قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (64)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويوم يرجعون إليه (64)
روى اليزيدي، وعبد الوارث عن أبي عمرو:
(ويوم يرجعون إليه) بضم الياء، وروى علي بن نصر وعبيد، وهارون عنه: (ويوم يرجعون إليه) بفتح الياء، وكذلك قرأ يعقوب الحضرمي، وقرأ الباقون (ويوم يرجعون إليه) بضم الياء وفتح الجيم.
قال أبو منصور: من قرأ (ويوم يرجعون إليه) فهو علي أنه مفعول لم يسم فاعله والفعل متعدٍّ، يقال: رجعته فرجع.
ومن قرأ (يرجعون) جعلهم فاعلين، والفعل حينئذ لازمٌ). [معاني القراءات وعللها: 2/212]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (22- وقوله تعالى: {ويوم يرجعون إليه} [64].
قرأ أبو عمرو في رواية نصر، وعبيد، وهارون: {ويوم يرجعون إليه} وروي اليزيدي، وعبد الوارث: {ويوم يرجعون إليه} بالضم أي: يردون. كذلك قرأ الباقون {يرجعون} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/115]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (23- {وَيَوْمَ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ} [آية/ 64] بفتح الياء وكسر الجيم:
قرأها يعقوب وحده.
وقرأ الباقون {يُرْجَعُونَ} بضم الياء وفتح الجيم.
وقد تقدم الكلام على مثله في مواضع). [الموضح: 924]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة