العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 04:53 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة ص

توجيه القراءات في سورة ص


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 04:53 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة ص

مقدمات توجيه القراءات في سورة ص
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة (ص) ). [معاني القراءات وعللها: 2/325]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ومن سورة ص) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/255]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة صاد). [الحجة للقراء السبعة: 6/66]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة ص). [المحتسب: 2/230]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (38 - سورة ص). [حجة القراءات: 612]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة ص). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/230]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة: ص). [الموضح: 1097]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/230]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي ست وثمانون آية في المدني وثمان وثمانون بالكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/230]

ياءات الإضافة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (14- فيها ست ياءات إضافة، قوله تعالى: {ولي نعجة} «23»، {ما كان لي من علم} «69» قرأها حفص بالفتح فيهما.
قوله: {إني أحببت} «32» قرأها الحرميان وأبو عمرو بالفتح فيها.
قوله: {من بعدي إنك} «35» قرأها نافع وأبو عمرو بالفتح فيها.
قوله: {مسني الشيطان} «41» قرأها حمزة بالإسكان فيها.
قوله: {لعنتي إلى} «78» قرأها نافع بالفتح فيها). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/235]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (فيها: ست ياءات للمتكلم اختلفوا فيها وهن قوله {وَلِيَ نَعْجَةٌ}، {إِنِّي أَحْبَبْتُ}، {مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ}، {مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ}، {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ} {لَعْنَتِي إِلَى}.
ففتح نافع أربعًا وأسكن {وَلِيَ نَعْجَةٌ}، {لِيَ مِنْ عِلْمٍ}.
وفتح ابن كثير اثنتين، {إِنِّي أَحْبَبْتُ} و{مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ}، وأسكن الباقي.
وفتح ابن عامر وعاصم -ياش- والكسائي ويعقوب واحدة: {مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ}.
[الموضح: 1108]
وفتح -ص- عن عاصم ثلاثًا {وَلِيَ نَعْجَةٌ}، و{لِيَ مِنْ عِلْمٍ}، و{مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ}.
ولم يفتح حمزة منهن شيئًا.
وقد تقدم القول في فتحة هذه الياءات، وأنها أصل، وسكونها وأنها تخفيف). [الموضح: 1109]

الياءات المحذوفة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وليس فيها ياء محذوفة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/235]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (فيها: ياءان فاصلتان حذفتا من الخط وهما قوله {لَمّا يَذُوقُوا عَذَابِي}، و{فَحَقَّ عِقَابِ}.
أثبتهما يعقوب في الوصل والوقف، وحذفهما الباقون في الحالين. وقد سبق مثله). [الموضح: 1109]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 02:04 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (1) إلى الآية (8) ]

{ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3) وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7) أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8)}


قوله تعالى: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (ص والقرآن)
اجتمع القراء على سكون الدال من (صاد)؛ لأن صاد من حروف الهجاء، وتقدير الدال الوقف عليها، ولا يجوز عندي غير هذه القراءة، وقد رويت (صاد): أمر " من المصاداة. وليست بجيدة). [معاني القراءات وعللها: 2/325]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قراءة أبي بن كعب والحسن وابن أبي إسحاق: [صَادِ]، بكسر الدال.
وقرأ: [صَادَ وَالْقُرْآنِ] -بفتح الدال- الثقفي.
قال أبو الفتح: المأثور عن الحسن أنه إنما كان يكسر الدال من "صاد" لأنه عنده أمر من المصاداة، أي: عارض عملك بالقرآن.
قال أبو علي: هو فاعل من الصدى، وهو يعارض الصوت في الأماكن الخالية من الأجسام الصلبة، قال: وليس فيه أكثر من جعل "الواو" بمعنى الباء في غير القسم، وقد يمكن أن تكون كسرة الدال لالتقاء الساكنين، كما أن فتحها فتح لذلك، وقد يجوز أن يكون من فتح جعل "صاد" علما للسورة، فلم يصرف، فالفتحة على هذا إعراب). [المحتسب: 2/230]

قوله تعالى: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2)}
قوله تعالى: {كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3)}
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- المشهور في الوقف على {ولات حين}، وعلى {اللات} «النجم 19» بالتاء اتباعًا للمصحف، وعن الدوري عن الكسائي أنه وقف عليهما بالهاء، ومثله: {ذات بهجة} «النمل 60» والمعمول عليه التاء، كما هي في الخط، وهو الاختيار، وحجته في الوقف على ذلك بالهاء أنها هاء تأنيث، دخلت لتأنيث الكلمة، كما دخلت على ثم وعلى «ورب» فقالوا: ثمَّت وربَّت، فهي بمنزلة الهاء في «طلحة وحفصة» والمختار في الوقف على «طلحة وحفصة» بالهاء، للفرق بين التأنيث الداخل على الأسماء وعلى الأفعال في قولك: قامت وذهبت، فتقف على تاء التأنيث في الأفعال بالتاء، لا اختلاف في ذلك، وتقف عليها في الأسماء بالهاء للفرق، فكذلك {ذات} ونحوها تقف عليها بالهاء.
وحجة من وقف بالتاء أن الخط بالتاء، واتباع الخط سنة مؤكدة، وأيضًا فإن التأنيث في {لات} وشبهه يرجع إلى التأنيث الداخل على الأفعال، وذلك أن «لا» بمعنى ليس فقولك «لات» بمنزلة قولك «ليست» فالتأنيث دخل على «ليست» لتأنيث الاسم المستتر فيها، كذلك التاء في {لات} دخلت لتأنيث الاسم المستتر في الجملة، وهو «الحال» تقديره: وليست تلك الحال لحين فرار من العذاب، فوجب أن تجري التاء في {لات} مجراها في «ليست» فكما لا يوقف على «ليست» بالهاء كذلك «لات» وقد تقدم ذكر «أونزل، وليكة، والسوق، واليسع
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/230]
وسخريا» فأغنى ذلك عن إعادتهن). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/231]

قوله تعالى: {وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4)}
قوله تعالى: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة السلمي: [لَشَيْءٌ عُجَّاب].
قال أبو الفتح: قد كثر عنهم مجيء الصفة على فعيل وفعال -بالتخفيف- وفعال، بالتشديد قالوا: رجل وضيء ووضاء، وأنشدوا:
والمرء يلحقه بفتيان الندى ... خلق الكريم وليس بالوضاء
أي: ليس بالوضئ وقال:
نحن بذلنا دونها الضرابا ... إنا وجدنا ماءها طيابا
[المحتسب: 2/230]
وقال:
جاءوا بصيد عجب من العجب ... أزيرق العين وطوال الذنب
ومثله: رجل كريم، وكرام، وكرام. وزادوا مبالغة فيه بإلحاق التاء، فقالوا: كرامة. والشواهد كثيرة، إلا أنه كتاب سئلنا اختصاره، لئلا يطول على كاتبه، فأوجبت الحال الإجابة إلى ذلك). [المحتسب: 2/231]

قوله تعالى: {وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6)}
قوله تعالى: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7)}
قوله تعالى: {أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أأنزل عليه الذّكر)
قرأ نافع (آونزل عليه) بهمزة مطولة، وكذلك روى ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو في غير رواية ابن اليزيدي ويعقوب (أونزل) بهمزة مقصورة بعدها واو ساكنة.
وقرأ الباقون (أأنزل) بهمزتين.
وكذلك في قوله (أألقي الذّكر عليه). كقوله: (أأنزل).
[معاني القراءات وعللها: 2/332]
وقد مر الاحتجاج لهذه اللغات فيما تقدم). [معاني القراءات وعللها: 2/323]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ ابن كثير: أءنزل عليه [ص/ 8] بلا مد.
قوله بلا مدّ: يعني أنّه لا يدخل بين الهمزتين ألفا، ولكن يحقّق الأولى ويجعل الثانية بين بين، مثل: لؤم.
وكذلك أبو عمرو في رواية أصحاب اليزيدي عنه غير مهموز: أو نزل أو لقي، وقال ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي
[الحجة للقراء السبعة: 6/88]
عمرو: او نزل آولقي، بهمزة مطوّلة.
قوله: بهمزة مطوّلة يعني: أنّه يدخل بين همزة الاستفهام وبين الهمزة الأخرى المضمومة ألفا ثم يلين همزة آونزل ليمدّ الألف التي بينهما.
وروى أبو قرّة عن نافع وخلف وابن سعدان عن المسيبي عن نافع آأنزل ممدود الألف وآألقي [القمر/ 25] قال أبو علي: هذه الأقوال قد مضى ذكرها فيما تقدّم). [الحجة للقراء السبعة: 6/89]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أأنزل عليه الذّكر من بيننا} 8
قرأ الحلواني عن نافع وابن اليزيدي (آنزل عليه الذّكر) بهمزة واحدة مطوّلة
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {أنزل} بهمزة واحدة من غير مد
[حجة القراءات: 612]
وقرأ الباقون بهمزتين وقد ذكرت الحجّة في سورة البقرة). [حجة القراءات: 613]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {أَانْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ} [آية/ 8] بهمزةٍ واحدةٍ ممدودةٍ:
قرأها نافع وحده ن-.
والوجه أنه حقق الهمزة الأولى وهي همزة الاستفهام، وخفف الثانية، وهي همزة (أُنزل)، وفصل بينهما بألفٍ، فحصول المد من هذه الجهة، فإن الأصل: أَأُنْزِلَ، بهمزتين الأولى مفتوحةٌ والثانية مضمومةٌ، فحُققت الأولى وخُففت الثانية، فجُعلت بين بين، وفُصلت بينهما بألف كراهة اجتماع الهمزتين، فبقي {آنْزِلَ} بهمزة بعدها ألف، وبعد الألف همزة ملينة.
وابن كثير وأبو عمرو ونافع ش- و-يل- ويعقوب يقصرون الهمزة الأولى ويلينون الثانية.
والوجه أنه هو القياس عند اجتماع الهمزتين، أعني أن تُخفف الثانية منهما، وتخفيفها ههنا أن تُجعل بين الواو والهمزة، وإنما فعلوا ذلك أعني تخفيف إحداهما فرارًا من اجتماع الهمزتين سيّما إذا كانتا محققتين.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب ح- {أَأُنْزِلَ} بهمزتين
[الموضح: 1097]
مبينتين، وكذلك اختلافهم في {أَأُلْقِيَ}.
والوجه أنه هو الأصل؛ لأن الهمزة الأولى همزة استفهام دخلت على همزة افعل، فاجتمعت همزتان فأجريتا على الأصل في التحقيق، وإن كان فيه اجتماع الهمزتين؛ لأن العرب قد تجمع بين الحرفين الحلقيين المثلين نحو كععت وفههت، وقد تجمع بين الهمزتين، نحو سأل ورأس، فإذا كان/ مثله من اجتماع الهمزتين قد جاء في كلامهم وانضاف إلى الاستعمال مجيئه على الأصل، فلا نظر في حسنه). [الموضح: 1098]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:10 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (9) إلى الآية (16) ]

{أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10) جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ (11) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الْأَحْزَابُ (13) إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14) وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاء إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ (15) وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16)}


قوله تعالى: {أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9)}
قوله تعالى: {أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10)}
قوله تعالى: {جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ (11)}
قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12)}
قوله تعالى: {وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الْأَحْزَابُ (13)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {وَأَصْحًابُ لَيْكَةََ} [آية/ 13] بفتح التاء، ولا همز في أول الكلمة:-
قرأها ابن كثير ونافع وابن عامر.
وقرأ الباقون {الأَيْكَةِ} بالهمز وكسر التاء.
وقد مضى الكلام في ذلك). [الموضح: 1098]



قوله تعالى: {إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14)}
قوله تعالى: {وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاء إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ (15)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ما لها من فواقٍ (15)
قرأ حمزة والكسائي (ما لها من فواقٍ) بضم الفاء.
وقرأ الباقون (ما لها من فواقٍ) بفتح الفاء.
قال أبو منصور: الفواق - بضم الفاء - ما بين حلبتي الناقة.
وهما لغتان: فواق، وفواق.
ومعنى قوله: (ما لها من فواقٍ)، أي: مالها من رجوع.
وسمي ما بين الحلبتين فواقا؛ لأن اللبن يعود إلى الضرع بعد الحلبة الأولى فيرجع إليه.
وكذلك يقال: أفاق المريض من مرضه، أي: رجع إلى الصحة.
وأفاقت الناقة، اإذا رجع إليها لبنها بعد ما حلبت.
وروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "العيادة قدر فواق ناقةٍ".
أي قدر العيادة كقدر ما بين الحلبتين). [معاني القراءات وعللها: 2/325]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {ما لها من فواق} [15].
قرأ حمزة والكسائي: {من فواق} بضم الفاء.
وقرأ الباقون بالفتح، فقال قوم: هما لغتان بمعنى واحد.
وقال آخرون: (الفواق) بالفتح: الراحة، أي: ما لها من راحة، ولا فترة، ولا سكون. والفواق: ما بين الحلبيتين وذلك أن البهيمة ترضع أمها ثم تدعها ساعة حتى ينزل اللبن فما بين الحلبيتين فواق). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/255]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ الفاء وفتحها من قوله عزّ وجلّ: من فواق [15].
فقرأ حمزة والكسائي من فواق بضم الفاء.
وقرأ الباقون من فواق بفتح الفاء.
أبو عبيدة: ما لها من فواق بفتح الفاء: ما لها من راحة ومن قال: فواق جعله فواق الناقة: ما بين الحلبتين، قال: وقال قوم: هما واحد وهو بمنزلة: جمام المكوك وجمامه، وقصاص الشعر وقصاصه.
[الحجة للقراء السبعة: 6/66]
وذكر محمد بن السّري أن أحمد بن يحيى قال: الفواق: الرجوع.
قال: يقال: استفق ناقتك، قال: ويقال: فوق فصيله إذا سقاه ساعة بعد ساعة، قال: ويقال: ظلّ يتفوّق المحض، وقال عن ابن أبي نجيح عن مجاهد إلا صيحة واحدة ما لها من فواق قال: من رجوع، وأفاقت الناقة: إذا رجع اللّبن في ضرعها، وأفاق الرجل من المرض، منه. انتهت الحكاية عن ثعلب.
قال أبو علي: ومن هذا الباب قول الأعشى:
حتّى إذا فيقة في ضرعها اجتمعت فالفيقة من الواو، وإنّما انقلبت ياء للكسر، وكالكينة، والحينة:
وهما من الكون والحون). [الحجة للقراء السبعة: 6/67]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وما ينظر هؤلاء إلّا صيحة واحدة ما لها من فواق} 15
قرأ حمزة والكسائيّ {ما لها من فواق} بضم الفاء أي من رجوع
وقرأ الباقون بالفتح أي من راحة وقال الفراء هما لغتان). [حجة القراءات: 613]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {من فواق} قرأه حمزة والكسائي بضم الفاء، وقرأ الباقون بالفتح، وهما لغتان كـ «قصاص الشعر وقصاصه وجُمام المكوك وجمامه» ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/231]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} [آية/ 15] بضم الفاء:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن الفواق بالضم ما بين الحلبتين، وهو رجوع اللبن إلى الضرع بدل ما حلب، والمعنى ما لها من رجوع.
وقيل الفواق والفواق بالفتح والضم لغتان، كجمام المكوك وجمامه، وقصاص الشعر وقصاصه، والمعنى فيهما: الراحة والإفاقة.
[الموضح: 1098]
وقرأ الباقون {مِنْ فَوَاقٍ} بفتح الفاء.
والوجه أنه الإفاقة، والمعنيان أعني الرجوع والإفاقة متقاربان). [الموضح: 1099]

قوله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} [16].
القط: الصك والكتاب، لأن الله تعالى لما أنزل: {وأما من أو تي كتابه بشماله} كفر المشركون بذلك وجحدوا البعث، وقالوا عجل لنا هذا الكتاب الذي تعدنا به. فأنزل الله تعالى في هذا ونحوه: {يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها} والقط في غير هذه: السنور، أنشدني ابن دريد:
وكلب ينبح الطراق عني = أحب إلي من قط ألوف
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/255]
ولبس عباءة وتقر عيني = أحب إلي من لبس الشفوف
والقط بالفتح: مصدر قط الشيء يقطه قطا، كان على رضي الله عنه إذا ضرب عرضا قط، وإذا ضرب طولا قد. والقط أيضا: غلاء السعر نعوذ بالله من قط الأسعار. ويقال: شعر قط، وقطط ومقلعط، وهي أشد الجعودة. ويقال: ما فعلت ذلك قط، مبني على الضم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/256]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:12 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (17) إلى الآية (20) ]

{اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20)}


قوله تعالى: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17)}
قوله تعالى: {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18)}
قوله تعالى: {وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ (19)}
قوله تعالى: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:23 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (21) إلى الآية (26) ]

{وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (25) يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26)}


قوله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21)}
قوله تعالى: {إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ (22)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي رجاء وقتادة: [وَلَا تَشْطُطْ]، بفتح التاء، وضم الطاء.
قال أبو الفتح: يقال: شط يشط، ويشط: إذا بعد، وأشط: إذا أبعد. وعليه قراءة العامة: [وَلا تُشْطِطْ]، أي: ولا تُبْعِد، وهو من الشط، وهو الجانب، فمعناه أخذ الجانب الشيء وترك وسطه وأقربه، كما قيل: تجاوز، وهو من الجيزة، وهي جانب الوادي، وكما قيل: تعدى، وهو من عدوة الوادي، أي: جانبه. قال عنترة:
شطت مزار العاشقين فأصبحت ... عسرا على طلابك ابنة مخرم
أي: بعدت عن مزار العاشقين. وكما بالغ في ذكر استضراره خاطبها بذلك؛ لأنه أبلغ فعدل عن لفظ الغيبة إلى لفظ الخطاب، فقال: "طلابك"، فافهم ذلك، فإنه ليس الغرض فيه وفي نحوه السعة في القول، لكن تحت ذلك ونظيره أغراض من هذا النحو، فتفطن لها). [المحتسب: 2/231]

قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولي نعجةٌ واحدةٌ (23)
حرك الياء حفص، والأعشى عن أبي بكر عن عاصم.
وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/326]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (حفص عن عاصم: ولي نعجة [ص/ 23] مفتوحة الياء، الباقون وأبو بكر عن عاصم: ولي نعجة الياء ساكنة.
قال أبو علي: إسكان الياء وتحريكها حسنان جميعا). [الحجة للقراء السبعة: 6/68]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن -بخلاف-: [تَسْعٌ وَتَسْعُونَ نَعْجَةً].
قال أبو الفتح: قد كثر عنهم مجيء الفعل والفعل على المعنى الواحد، نحو البزر والبزر، والنفط والنفط، والسكر والسكر، والحبر والحبر، والسبر والسبر. فلا ينكر -على ذلك- [التَّسْعُ] بمعنى التَّسْع، لاسيما وهي تجاور العشرة، بفتح الفاء). [المحتسب: 2/231]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن والأعرج: [نِعْجَةٌ]، بكسر النون.
قال أبو الفتح: هذا أيضا كالذي قبله سواء، وقد اعتقبت فعله وفعله على المعنى الواحد، قالوا للعقاب: لقوة ولقوة، وقوم شجعة وشجعة للشجعاء، والمهنة والمهنة للخدمة، وله نظائر. فكذلك تكون [النَّعْجَةُ]، و[النِّعْجَةُ]، ولم يمرر بنا الكسر إلا في هذه القراءة). [المحتسب: 2/232]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي حيوة: [وَعَزَنِي]، مخففة.
قال أبو الفتح: أصله [عَزِّنِي]، غير أنه خفف الكلمة بحذف الزاي الثانية أن الأولى، كما حكاه ابن الأعرابي من قولهم: ظنت ذاك، أي: ظننت، وكقول أبي زبيد:
خلا أن العتاق من المطايا ... أَحَسْنَ به فهن إليه شوس
وقالوا في مست: مست، وفي ظللت: ظلت. وحكى أحمد بن يحيى الحذف في نحو ذلك من المكسور، نحو شممت وبابه. وذلك كله على تشبيه المضاعف بالمعتل العين لكن [عَزَنِي] أغرب منه كله، غير أنه مثله في أنه محذوف للتخفيف). [المحتسب: 2/232]

قوله تعالى: {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وظنّ داوود أنّما فتنّاه (24)
روى علي بن نصر عن أبي عمرو (وظنّ داوود أنّما فتناه) خفيفة.
وقرأ سائر القراء وأبو عمرو معهم (أنّما فتنّاه) بتشديد النون.
قال أبو منصور: من قرأ (فتناه) بالتخفيف فالفعل للملكين اللذين اختصما إلى داوود.
ومعنى فتناه: امتحناه في الحكم.
ومن قرأ (أنّما فتنّاه) بتشديد النون، فالمعنى: علم داوود أنّا فتنّاه، أي: امتحنّاه بالملكين الذين احتكما إليه بأمرنا، والفعل للّه في (فتنّاه) ). [معاني القراءات وعللها: 2/327]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ أبو عمرو في رواية عليّ بن نصر والخفّاف عنه: أنما فتناه [ص/ 24] يعني الملكين، يريد: صمدا له.
وقرأ الباقون وجميع الرواة عن أبي عمرو: أنما فتناه مشدّدة النون.
روي عن أبي عمرو: وظن داود أنما فتناه يعني: الملكين، أي: علم داود أنّهما امتحناه، وفسّر أبو عبيدة وغيره الظن هنا بالعلم). [الحجة للقراء السبعة: 6/70]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [فَتَّنَّاهُ].
وقرأ: [فَتَنَاهُ] قتادة وأبو عمرو في قراءة عبد الوهاب وعلي بن نصر عنه.
قال أبو الفتح: أما [فَتَّنَّاهُ]، بتشديد التاء والنون ففعلناه، وهي للمبالغة. ولما دخلها معنى نبهناه ويقظناه جاءت على فعلناه؛ انتحاء للمعنى المراد.
[المحتسب: 2/232]
وأما [فَتَنَاهُ] فإن المراد بالتثنية هما الملكانن وهما الخصمان اللذان اختصما إليه، أي: علم أنهما اختبراه، فخبراه بما ركبه من التماسه امرأة صاحبه، فاستغفر داود ربه). [المحتسب: 2/233]

قوله تعالى: {فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (25)}
قوله تعالى: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:25 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (27) إلى الآية (29) ]

{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (29)}


قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27)}
قوله تعالى: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28)}
قوله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (29)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله عزّ وجلّ: (ليدّبّروا آياته (29)
روى الأعشى والكسائي والجعفي عن أبي بكر عن عاصم (لتدبّروا آياته)
بالتاء، وتخفيف الدال، وتشديد الباء.
وقرأ سائر القرّاء وحفص عن عاصم (ليدّبّروا) بالياء وتشديد الباء والدال.
قال أبو منصور: من قرأ (لتدبّروا) فهو في الأصل: لتتدبروا.
فحذفت إحدى التاءين، وتركت الدال خفيفة.
ومن قرأ (ليدّبّروا) فالأصل فيه ليتدبروا.
فأدغمت التاء في الدال، وشددت). [معاني القراءات وعللها: 2/326]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {ليدبروا ءايته} [29].
روى حسين عن أبي بكر عن عاصم {تتدبروا} بالتاء وتخفيف الدال. أي: لتدبروا أنتم.
وقرأ الباقون: بالياء، وتشديد الدال أرادوا: ليتدبروا أخبارًا عن غيب. فأدغم التاء من الدال فالتشديد من جلل ذلك ومثله {تذكروا} فالمصدر من الأول تدبر يتدبر تدبرًا فهو متدبر، ومن الثاني في أدبر يدبر إدبارًا فهو مدبر. ومن الثاني في أدبر يدبر إدبارًا فهو مدبر. ومثلة {أطوف} و{ادارك} و{ادراأتم}، و{أطيرنا}، مصادر ذلك كله سواء وزنهن تفعل تدبر وتطوف وتذكر، وتطير، وأدغمت فلحقتها ألف الوصل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/256]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ عاصم في رواية الكسائي وحسين عن أبي بكر لتدبروا [ص/ 29] بالتاء الخفيفة الدال، وروى يحيى عن أبي بكر عن عاصم: ليدبروا بالياء مشدّدة، وكذلك قال حفص عن عاصم بالياء، وقال أبو هشام: وكذلك سمعت أبا يوسف الأعشى يقرأ على أبي بكر لتدبروا بالتاء وقرأ الباقون بالياء.
قال أبو علي: ما روي عن عاصم من قراءته لتدبروا أصله
[الحجة للقراء السبعة: 6/67]
تتدبروا تتفعلوا من التدبّر، والنظر، فحذف التاء الثانية التي هي تاء التفعّل والباقية تاء المضارعة، والمعنى: لتتدبر أنت أيّها النّبيّ والمسلمون، ومن قال: ليدبروا آياته، أراد: ليتدبّر المسلمون، فيتقرّر عندهم صحّتها، وتسكن نفوسهم إلى العلم بها). [الحجة للقراء السبعة: 6/68]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:27 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (30) إلى الآية (33) ]

{وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33)}


قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)}
قوله تعالى: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31)}
قوله تعالى: {فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّي أحببت (32)
فتح الياء ابن كثير ونافع وأبو عمرو.
وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/326]

قوله تعالى: {رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بالسّوق والأعناق (33)
روى البزّي بإسناده عن ابن كثير (بالسّؤق) مهموزًا.
ومثله: (وكشفت عن سأقيها).
[معاني القراءات وعللها: 2/326]
وروى شبل وإسماعيل بن عبد اللّه عن ابن كثير (بالسّوق) بغير همز.
وروى بعضهم عن أبي عمرو وعن ابن كثير " بالسّؤوق " بهمزة مضمومة بعدها واو، على (فعول).
قال أبو منصور: أما ما روى البزّي عن ابن كثير (بالسّؤق) مهموزًا، فهو عندي وهمٌ.
ولا همز فيه، ولا في (الساق).
والقراء كلهم على أن لا همز فيه.
وأما ما روي لأبى عمرو عن ابن كثيرٍ (بالسّؤوق) فللهمزة فيها وجه؛ لأن من العرب من يهمز مثل هذه الواو إذا انضمت.
والقراءة التي اتفق عليها قراء الأمصار (السّوق) بغير همز.
ولا يجوز عندي غيرها.
وقيل: سوقٌ، وساقٌ. كما يقال: لوبٌ، ولابٌ.
وقال بعضهم: السّوق: جمع السّاق). [معاني القراءات وعللها: 2/327]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- قوله تعالى: {بالسوق والأعناق} [33].
قرأ ابن كثير وحده {بالسوق} بهمزة ساكنة، وإن كان ابن مجاهد يراه غلطًا، والرواية الصحيحة عنه بالسووق على فعول، فلما انضمت الواو همزها مثل «وقتت»، «وأقتت»، ومثل ذلك: غارت عينه غوورا، ودار، وأدؤر.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/256]
وهذه رواية عبد الله بن على بن نصر وهو الصواب. والأول رواية قنبل فتكون الهمزة منقلبة ضمة من الواو مثل: وقتت، وأقتت، وقال البزي: {بالسوق} بغير همز مثل قراءة أبي عمرو- فـ «سوق» جمع ساق مثل باحة، وبوح، وساحة، وسوح، والساحة، والباحة والصرحة، والعرصة كل واحد، وكذلك قارة، وقور للجبيل الصغير. والمسح ها هنا-: الغسل، وذلك أن سليمان عليه السلام كان مشغوفًا بالخيل فغسل نواصيها وسوقها بالماء.
وقال آخرون: {فطفق مسحًا بالسوق والأعناق} أي: عرقبها وقطع أعناقها، لما فاتته صلاة العصر وشغلته عن ذكر الله تعالى {حتى توارت بالحجاب} [32] أي: حتى غابت الشمس.
فإن قال قائل إن سليمان عليه السلام نبي معصوم. فلم عرقب الخيل وهي لم تذنب؟
فأحسن الأجوبة: ...................). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/257]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير وحده: بالسؤق والاعناق [ص/ 33]، بهمز الواو. وقال البزّي بغير همز، قال البزي: وسمعت أبا الإخريط هنا يهمزها [ويهمز] سأقيها قال: وأنا لا أهمز شيئا من هذا، وقال علي بن نصر عن أبي عمرو: سمعت ابن كثير يقرأ: بالسئوق بواو بعد الهمزة، كذا قال لي عبيد الله بإسناده عن أبي عمرو، وكذا في أصله.
قال: ورواية أبي عمرو عن ابن كثير هذه هي الصواب من قبل أن الواو انضمت فهمزت لانضمامها والأولى لا وجه لها.
قال أبو علي: ساق وسوق مثل لابة ولوب وقارة وقور، وبدنة وبدن وخشبة وخشب، وأما الهمز في السوق فغيره أحسن وأكثر، وللهمز فيه وجه في القياس والسماع، فأمّا السّماع فإنّ أبا عثمان زعم أنّ أبا الحسن كان يقول: إنّ أبا حيّة النميري يهمز الواو التي قبلها
[الحجة للقراء السبعة: 6/68]
ضمة وينشد:
لحبّ المؤقدان إليّ مؤسى وعلى هذا يجوز همز: سؤق.
فأمّا وجه القياس، فإنّ هذه الهمزة لمّا لم يكن بينها وبين الضمّة حاجز صارت كأنّها عليها، فهمزها كما يهمزها إذا تحركت بالضمّ، ومثل هذا قولهم:
... مقلات...
لمّا لم يكن بين الكسرة والقاف حاجز صارت الكسرة كأنّها على القاف فجازت إمالة الألف من مقلات، كما جازت إمالتها في صفاف وقصاف وغلاب، وخباث، وكذلك مقلات صارت القاف كأنّها متحركة بالكسر، فبذلك جازت الإمالة فيها، كما صارت الضمّة في السوق، كأنّها على العين، فلذلك جاز إبدالها همزة، فأمّا ساق فلا وجه لهمزها، ويشبه أن يكون وجه الإشكال فيه أنّ لها جمعين قد جاز في كل واحد منهما الهمز جوازا حسنا، وهو أسؤق وسئوق، وجاز في السؤق أيضا، فظنّ أنّ الهمز لما جاز في كل واحد من جمع الكلمة ظنّ أنّها من أصلها.
وأمّا ما رواه أبو عمرو عن ابن كثير: بالسئوق فجائز كثير، وذلك أنّ الواو إذا كانت عينا مضمومة جاز فيها الهمز، كما جاز في الفاء
[الحجة للقراء السبعة: 6/69]
نحو: أجوه، وأقّتت ومن تمكّن الهمز في ذلك أنّهم همزوا: أدؤر، ثم قلبوا فقالوا: أادر، فلم يعيدوا الواو التي هي عين، وجعلوه بمنزلة: قائل، وقويئل). [الحجة للقراء السبعة: 6/70]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} [آية/ 33] مهموزة:-
رواها -ل- عن ابن كثير.
والوجه أنه جمع لساق، ولا همز فيه، فالقياس: سوق بغير همزٍ، كلوبٍ لجمع لابٍ، إلا أن الواو همزت لمجاورة الضمة إياها، فجعلوا الضمة المجاورة لها كأنها فيها، والواو إذا كانت فيها ضمة جاز قلبها همزة نحو أسوق وأدؤر وأثوب، قال:
144- لكل دهر قد لبست أثؤبا
وكذلك سؤر لجمع سوار.
ومما همز من الواو لمجاورة الضمة لها قول الشاعر:
145- لحب المؤقدان إلي مؤسى
وروى بعضهم عن أبي عمرو والبزي عن ابن كثير {بِالسُّوقِ} بهمزة بعدها واو على فعول.
[الموضح: 1099]
والوجه أن الهمز ههنا جائز مطرد لتحرك الواو الأولى بالضم نحو الدؤور، والواو إذا تحركت بالضم فقد اطرد الهمز فيها كما ذكرنا في سؤر ونحوه، قال الشاعر:
146- وفي الأكف اللامعات سؤر
وقال آخر:
147- ... تمنحه سؤك الإسحل
وقرأ الباقون {بِالسُّوقِ} غير مهموزة.
والوجه أنه جمع ساق،/ والأصل فيه الواو بدلالة جمعه أيضًا على الأسواق، وكان أصله سوقًا بفتح الواو فقلبت الواو ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فبقي ساق، وجمع على سوقٍ، كلابٍ ولوبٍ، ومثاله من الصحيح أسد أسد). [الموضح: 1100]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:30 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (34) إلى الآية (40) ]

{وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (35) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39) وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (40)}


قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34)}
قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (35)}
قوله تعالى: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ (36) }
قوله تعالى: {وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ (37)}
قوله تعالى: {وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38)}
قوله تعالى: {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (40)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:34 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (41) إلى الآية (44) ]

{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ (43) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)}


قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بنصبٍ وعذابٍ (41)
قرأ يعقوب وحده (بنصبٍ وعذابٍ) بفتح النون والصاد.
وروى هبيرة عن حفص (بنصبٍ) بفتح النون وسكون الصاد.
وقرأ الباقون وحفص (بنصبٍ) بضم النون وسكون الصاد.
قال أبو منصور: من قرأ (بنصبٍ) أو قرأ (بنصبٍ) فمعناهما واحد، وهو: التعب. مثل: الرّشد، والرّشد. والبخل، والبخل. والعدم، والعدم.
ومن قرأ (بنصب) فإني أحسبه وهمًا، ولا أعرفه.
إنما يقال: نصب الرجل ينصب نصبًا فهو نصب، والنصب: الاسم، ومعنى قوله بنصبٍ وعذابٍ، أي: بضرٍّ في بدني، وعذاب في أهلي ومالي ويجوز أن يكون بضرٍّ في بدني، وعذاب فيه). [معاني القراءات وعللها: 2/328]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (أبو عمارة عن حفص عن عاصم: بنصب [ص/ 41] بضم النون والصاد.
هبيرة عن حفص بنصب مفتوحة. عاصم بضم النون، والمعروف عن حفص عن عاصم: بنصب مضمومة النون ساكنة الصاد.
وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم بنصب بضم النون وتسكين الصاد.
[الحجة للقراء السبعة: 6/70]
أبو عبيدة: بنصب: أي بلاء وشر، وأنشد لبشر بن أبي خازم:
تعنّاك نصب من أميمة منصب
وقال النابغة:
كليني لهمّ يا أميمة ناصب قال: وتقول العرب: أنصبني: أي عذبني، وبرح بي، وبعضهم يقول: نصبني، قال: والنّصب: إذا فتح أولها وأسكن ثانيها واحد أنصاب الحرم، وكلّ شيء نصبته وجعلته علما، ولأنصبنّك نصب العود، ويقال: نصب بعيره ليلته نصبا، قال أبو الحسن: النّصب الإعياء، لا يمسّنا فيها نصب، ولا أذى، قال: وأرى: نصب، ونصب لغتين، مثل: البخل والبخل، في معنى الوجع.
غيره: نصب ونصب واحد، وهو ما أصابه من مرض وإعياء، مثل: الحزن والحزن). [الحجة للقراء السبعة: 6/71]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} [آية/ 41] بفتح النون والصاد:-
قرأها يعقوب وحده.
وقرأ الباقون {بِنُصْبٍ} بضم النون وإسكان الصاد.
والوجه أن النصب والنصب واحد، كالبخل والبخل والسقم والسقم والحزن والحزن، فمعناه: التعب والإعياء.
وقيل: النصب: بفتحتين والنصب بضم النون وإسكان الصاد: الضر.
وروى -ص- عن عاصم {بِنُصْبٍ} بفتح النون وإسكان الصاد.
والوجه أنه بمعنى النصب بفتحتين أيضًا كالغلب والغلب والسلب والسلب). [الموضح: 1101]

قوله تعالى: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42)}
قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ (43)}
قوله تعالى: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:45 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (45) إلى الآية (48) ]

{وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (47) وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنْ الْأَخْيَارِ (48)}


قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (واذكر عبادنا إبراهيم (45)
قرأ ابن كثير وحده (واذكر عبدنا إبراهيم) على واحد.
وقرأ الباقون (عبادنا) على الجمع.
قال أبو منصور: من قرأ (عبدنا) جعل (إبراهيم) بدلاً منه.
ومن قرأ (عبادنًا) جعل (إبراهيم) ومن بعده من الأنبياء بدلاً من قوله (عبادنا) ). [معاني القراءات وعللها: 2/329]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير وحده: واذكر عبدنا إبراهيم [ص/ 45]، واحدا. وقرأ الباقون: عبادنا جماعة.
وجه إفراده قوله: عبدنا* أنّه اختصّه بالإضافة على وجه التكرمة له، والاختصاص بالمنزلة الرفيعة، كما قيل في مكّة بيت الله، وكما اختصّ بالخلّة في قوله: واتخذ الله إبراهيم خليلا [النساء/ 125].
ومن قرأ: عبادنا فلأنّ غير إبراهيم من الأنبياء قد أجري عليه
[الحجة للقراء السبعة: 6/76]
هذا الوصف فجاء في عيسى إن هو إلا عبد أنعمنا عليه [الزخرف/ 59] وفي أيوب: نعم العبد [ص/ 44]، وفي نوح: إنه كان عبدا شكورا [الإسراء/ 3].
ومن قال: عبادنا، جعل ما بعده بدلا من العباد، ومن قال: عبدنا، جعل إبراهيم بدلا، وما بعده معطوفا على المفعول المذكور). [الحجة للقراء السبعة: 6/77]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن والثقفي والأعمش -بخلاف عنهم-: [أُولِي الْأَيْدِ]، بغير ياء.
قال أبو الفتح: يحتمل ذلك أمرين:
أحدهما أن أراد "بالأيد": "بالأيدي" على قراءة العامة، إلا أنه حذف الياء تخفيفا، كما قال: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُر} وغير ذلك مما حذفت فيه الياء تخفيفا.
والآخر أن يكون أراد: "بالأيد": القوة، أي: القوة في طاعة الله والعمل بما يرضيه. ألا تراه مقرونا بقوله: {وَالْأَبْصَار}، أي: البصر بما يحظى عند الله؟. وعلى ذلك فـ"الأيدي" هنا إنما هي جمع اليد التي هي القوة، لا التي هي الجارحة ولا النعمة، لكنه كقولك: له يد في الطاعة، وقدم في المتابعة. فالمعنيان إذا واحدن وهو البصيرة والنهضة في طاعة الله، فهو إذا من قول لبيد:
حتى إذا ألقت يدا في كافر ... وأجن عورات الثغور ظلامها
ألا تراهم قالوا في تفسيره: بدأت في المغيب؟ وأصله لثعلبة بن صغير المازني في قوله يصف الظليم والنعامة وقد جدا في طلب بيضهما:
[المحتسب: 2/233]
فتذكر ثقلا رثيدا بعدما ... ألقت ذكاء يمينا في كافر
يعني بكافر الليل، وهذا أبلغ معنى من قول لبيد. ألا تراه ذكر اليمين خصوصية، وهي أشبه بالقوة؛ لأنها أقوى من الشمال؟ ولبيد اقتصر على ذكر اليد، فقد تكون شمالا كما قد تكون يمينا. ومثله قول الشماخ:
تلقاها عرابة باليمين
أي: بالقوة. وإنما سميت القوة يمينا تشبيها لها بالجارحة اليمنى، وإذا شبه العرض والجوهر فذلك تناه به، وإعلاء منه. ولهذا ما ذم الطائي الكبير قلب ذلك، فقال:
مودة ذهب أثمارها شبه ... وهمة جوهر معروفها عرض
ووصف بالجواهر لقوته، كما وصف الآخر بالحديد لقوته، فقال في أحد التأويلين:
بمنجرد قيد الأوابد هيكل
وعليه أيضا قال: "هيكل"، فوصف بالاسم غير المماس للفعل، لما في الهيكل من العلو والرحابة والشدة، فاعرف ذلك مذهبا للقوم، وانتحه تصب بإذن الله). [المحتسب: 2/234]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار} 45
قرأ ابن كثير (واذكر عبدنا إبراهيم) واحدًا وقرأ الباقون {عبادنا} جماعة وحجتهم أنه ذكر أسماءهم فقال {إبراهيم وإسحاق ويعقوب} وهم بدل من قوله {عبادنا} وذلك أنه أجملهم ثمّ بين أسماءهم كقولك رأيت أصحابك ثمّ تقول زيدا وعمرا ووجه إفراد {عبدنا} أنه اختصه بالإضافة على التكرمة له والاختصاص بالمنزلة الرفيعة كما قيل في مكّة بيت الله وكما اختصّ بالخلة في قوله {واتخذ الله إبراهيم خليلًا} ). [حجة القراءات: 613]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {واذكر عبادنا} قرأ ابن كثير «عبدنا» على التوحيد، يريد إبراهيم وحده، إجلالًا له وتعظيمًا، وجعل ما بعده بدلًا منه، وعطف على البدل ما بعده، وقرأ الباقون بالجمع، جعلوا ما بعده من الأسماء الثلاثة بدلًا منه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/231]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا} [آية/ 45] على الوحدة:-
قرأها ابن كثير وحده.
والوجه أنه على تخصيص {إبْرَاهِيمَ} عليه السلام بالوصف بعبوديته تعالى تكريمًا لإبراهيم وتخصيصًا له بالمنزلة الرفيعة، كما خصه بالخلة من بين أنبيائه، فوحد العبد وأبدل إبراهيم عليه السلام عنه، وعطف {إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ
[الموضح: 1101]
وَيَعْقُوبَ} على المفعول به، وهو {عَبْدِنَا}، كأنه قال: واذكر عبدنا إبراهيم واذكر اسحق ويعقوب.
وقرأ الباقون {عِبَادِنَا} بالجمع.
والوجه أنه جمع عبد، وهو على تعميم العبودة لهؤلاء الأنبياء الذين ذكرهم بعده؛ لأن صفة العبودة حاصلة في كل واحد منهم على الانفراد، ووصف كثير من الأنبياء بذلك نحو قوله في أيوب {نِعْمَ الْعَبْدُ}، وفي نوح {إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا}، وفي عيسى {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ}، وعلى هذا يكون {إِبْرَاهِيمَ}، والكل بدل من {عِبَادِنَا}، كأنه قال: واذكر عبادنا هؤلاء). [الموضح: 1102]

قوله تعالى: {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بخالصةٍ ذكرى الدّار (46)
قرأ نافع وحده (بخالصة ذكرى الدّار) مضافة.
وقرأ الباقون (بخالصةٍ) منونة.
[معاني القراءات وعللها: 2/328]
قال أبو منصور: من نوّن (بخالصةٍ) جعل قوله (ذكرى الدّار) بدلاً من خالصة، ويكون المعنى: إنا أخلصناهم بذكرى الدار.
ومعنى الدار ها هنا: الدار الآخرة.
وتأويل قوله: إنا أخلصناهم، أي: جعلناهم لنا خالصين، بأن جعلناهم يكثرون ذكر الآخرة والرجوع إلى الله.
وقوله: (بخالصة) اسم على (فاعلة)، وضع موضع المصدر الحقيقي من أخلصنا.
ومن قرأ (بخالصة ذكرى الدّار) على الإضافة أضاف خالصة إلى ذكرى، وروي عن مالك بن دينار أنه قال في قوله: (إنّا أخلصناهم بخالصةٍ ذكرى الدّار (46)، قال: نزع اللّه ما في قلوبهم من حبّ الدنيا، وذكرها، وأخلصهم بحب الآخرة وذكره). [معاني القراءات وعللها: 2/329]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ نافع وحده: بخالصة ذكرى الدار [ص/ 46] مضافا.
[الحجة للقراء السبعة: 6/71]
وقرأ الباقون بخالصة منونة.
قال أبو علي: من قال: بخالصة ذكرى الدار احتمل أمرين أحدهما: أن يكون بدلا من الخالصة تقديره: إنّا أخلصناهم بذكرى الدار، ويجوز أن يقدّر في قوله ذكرى* التنوين، فيكون الدار* في موضع نصب تقديره: بأن يذكروا الدار، أي يذكرون بالتأهب للآخرة، ويزهدون في الدنيا. ويجوز أن لا يقدر البدل، ولكن يكون: الخالصة مصدرا، فيكون مثل من دعاء الخير [فصّلت/ 49] فيكون المعنى: بخالصة تذكير الدار. ويقوّي هذا الوجه ما روي من قراءة الأعمش: بخالصتهم ذكرى الدار، فهذا يقوّي النّصب، ويقوّي ذلك أنّ من نصب خالصة أعملها في الدار، كأنّه: بأن أخلصوا تذكير الدار، فإذا نوّنت خالصة احتمل أمرين: أحدهما: أن يكون المعنى: بأن خلصت لهم ذكرى الدار، فيكون ذكرى الدار في موضع رفع بأنّه فاعل.
والآخر: أن يقدّر المصدر الذي هو خالصة: من الإخلاص، فحذفت الزيادة، كما حذفت من نحو: دلو الدالي ونحوه، فيكون المعنى: بإخلاص ذكرى فيكون ذكرى* في موضع نصب كانتصاب الاسم في عمرك الله، والدار يجوز أن يعنى بها الدنيا، ويجوز أن يعنى بها الآخرة، فالذي يدلّ على أنّه يجوز أن
[الحجة للقراء السبعة: 6/72]
يراد بها الدنيا قوله عزّ وجل في الحكاية عن إبراهيم: واجعل لي لسان صدق في الآخرين [الشعراء/ 84] وقوله: وجعلنا لهم لسان صدق عليا [مريم/ 50] فاللّسان هو القول الحسن والثناء عليه، وليس اللّسان هنا الجارحة، يدلّ على ذلك ما أنشده أبو زيد:
ندمت على لسان كان مني فليت بأنه في جوف عكم فالكلام لا يكون على العضو، إنّما يكون على كلام يقوله مرّة، ويمسك عنه أخرى، وكذلك قول الآخر:
إني أتاني لسان لا أسرّ به من علو لا كذب ولا سخر وقوله: وتركنا عليه في الآخرين، سلام على إبراهيم [الصافّات/ 108، 109] وسلام على نوح في العالمين
[الصافّات/ 79] وسلام على إلياسين [الصافّات/ 130] وسلام على عباده الذين اصطفى [النمل/ 59] فالمعنى: أبقينا عليهم الثناء الجميل في الدنيا، فالدار في هذا التقدير ظرف، والقياس أن يتعدى الفعل والمصدر إليه بالحرف، ولكنّه على: ذهبت الشام عند سيبويه، و: كما عسل الطريق الثعلب فأمّا جواز كون الدّار الآخرة في قوله: أخلصناهم بخالصة
[الحجة للقراء السبعة: 6/73]
ذكرى الدار مفعولا بها فيكون ذلك بإخلاصهم ذكر الدار، ويكون ذكرهم لها وجل قلوبهم منها، من حسابها كما قال: وهم من الساعة مشفقون [الأنبياء/ 49] وإنما أنت منذر من يخشاها [النازعات/ 45] وقال: يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه [الزمر/ 9] فالدّار على هذا مفعول بها، وليست كالوجه الآخر المتقدّم.
فأما من أضاف فقال: بخالصة ذكر الدار فإنّ الخالصة تكون على ضروب: تكون للذكر، وغير الذكر، فإذا أضيف إلى ذكرى، اختصّت الخالصة بهذه الإضافة، فتكون الإضافة إلى المفعول به، كأنّه بإخلاصهم ذكرى الدار، أي: أخلصوا ذكرها، والخوف منها لله، ويكون على إضافة المصدر الذي هو الخالصة إلى الفاعل، تقديره: بأن أخلصت لهم ذكرى الدار، والدار على هذا يحتمل الوجهين اللذين تقدّما من كونها الآخرة والدنيا، فأمّا قوله: وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا [الأنعام/ 139] فيجوز في خالصة وجهان: أحدهما: أن يكون مصدرا كالعافية والعاقبة، والآخر: أن يكون وصفا، وكلا الوجهين يحتمل الآية، ويجوز أن يكون ما في بطون هذه الأنعام ذات خلوص، ويجوز أن يكون الصفة، وأنث على المعنى، لأنّه كثرة. والمراد به: الأجنّة، والمضامين، فيكون التأنيث على هذا). [الحجة للقراء السبعة: 6/74]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إنّا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدّار} 46
قرأ نافع {إنّا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدّار} مضافا وقرأ الباقون {بخالصة} بالتّنوين
من نون جعل {ذكرى الدّار} بدلا من {خالصة} بدل المعرفة
[حجة القراءات: 613]
من النكرة ويكون المعنى إنّا أخلصناهم بذكرى الدّار فموضع {ذكرى} جر ويجوز أن يكون نصبا بإضمار أعني ويجوز أن يكون رفعا بإضمار هي ذكرى كما قال تعالى قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النّار أي هي النّار ومن لم ينون جعل {خالصة} مضافة إلى ذكرى كقولك اختصصت زيدا بخالصة خير فأراد بخالصة ذكر لا يشوبها شيء من رياء ولا غيره). [حجة القراءات: 614]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {بخالصة ذكرى الدار} قرأ نافع وهشام بغير تنوين في «خالصة» وقرأ الباقون بالتنوين.
وحجة من لم ينون أنهما أضافاها إلى {ذكرى}، و{خالصة} مصدر كالعاقبة والعافية، وهو مصدر أضيف إلى الفاعل، وهو ذكرى، والتقدير: بأن خلصت لهم ذكى الدار، أي: خلص لهم أن يذكروا معادهم، ويجوز أن تكون {خالصة} مضافة إلى المفعول، وهو {ذكرى} على تقدير: بأن أخلصوا الذكر لمعادهم.
5- وحجة من نون {بخالصة} أنه جعل «ذكرى» بدلًا من {خالصة} بذكرى الدار، أي: بذكر لمعادهم، أي: اختارهم لذكرهم لمعادهم، دليله قوله: {وهم من الساعة مشفقون}
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/231]
«الأنبياء 49» وقيل: المعنى: إنا أخلصناهم بأن يذكروا، فخفف في الدنيا بالثناء الحسن، وهو قول: {وتركنا عليه في الآخرين سلامٌ على إبراهيم} «الصافات 108، 109» وقول إبراهيم: {واجعل لي لسان صدقٍ في الآخرين} «الشعراء 84» فـ {ذكرى} في هذين الوجهين في موضع نصب بـ {خالصة} ويجوز أن تكون {ذكرى} في موضع رفع على معنى: أخلصناهم بأن خلصت لهم ذكرى الدال، أي: خلص لهم ذكر معادهم والاستعداد له، والتنوين في المصدر واسم الفاعل وتركه سواء في المعنى، والأصل التنوين، وهو أحب إلي، لأنه الأصل، ولأنه عليه الجماعة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/232]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} [آية/ 46] بالإضافة من غير تنوين:-
قرأها نافع وحده.
والوجه أن الخالصة يجوز أن تكون مصدرًا كالعاقبة والعافية، فيكون إضافتها إلى {ذِكْرَى} إضافة التبيين والتخصيص؛ لأن الخالصة تكون للذكرى ولغير الذكرى، فإذا أضيفت إلى ذكرى اختصت بهذه الإضافة.
ويجوز أن تكون الخالصة إذا كانت مصدرًا فإنها بمعنى الإخلاص، والتقدير: أخلصناهم بإخلاص ذكرى الدار، فيكون من إضافة المصدر إلى المفعول به، كأنه قال: أخلصناهم بأن أخلصوا ذكرى الدار.
[الموضح: 1102]
ويجوز إذا كان الخالصة مصدرًا أن تكون بمعنى الخلوص، فيكون من إضافة المصدر إلى الفاعل، والتقدير: بأن خلص لهم ذكرى الدار.
ويجوز أن تكون الخالصة صفة مؤنثة لموصوف مؤنث، وأضيفت إلى الذكرى إضافة الشيء إلى جنسه كأنه قال: أخلصناهم بالخالصة من ذكرى الدار.
وقرأ الباقون {بِخَالِصَةٍ} بالتنوين.
والوجه أن {ذِكْرَى} بدل من خالصة، وموضعها جر، والخالصة محمولة على ما سبق من الوجهين، إما أن تكون مصدرًا من الإخلاص أو الخلوص، كأنه قال: أخلصناهم بإخلاص أو بخلوص، ثم أبدل منه {ذِكْرَى الدَّارِ}، وإما أن تكون صفة لمؤنث، والتقدير بحسنة خالصة، ثم أبدل منها {ذِكْرَى الدَّارِ}، ويجوز إذا كان مصدرًا أن يكون عاملاً في {ذِكْرَى الدَّارِ} ويكون موضع {ذِكْرَى الدَّارِ} نصبًا بالمصدر، والتقدير: بإخلاص ذكرى الدار، كما تقول عجبت من ضرب زيدًا، أو يكون {ذِكْرَى الدَّارِ} رفعًا، والمصدر بمعنى الخلوص، والتقدير: بأن خلص لهم ذكرى الدار). [الموضح: 1103]

قوله تعالى: {وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (47)}
قوله تعالى: {وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنْ الْأَخْيَارِ (48)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: واليسع [الصافّات/ 48] فقرأ حمزة والكسائي: والليسع بلامين، وقرأ الباقون: واليسع بلام واحدة.
[الحجة للقراء السبعة: 6/74]
قال أبو علي: نرى أن الكسائي إنّما قال الليسع ليجعله اسما على صورة الصفات، فيحسن لذلك دخول لام المعرفة عليه. فيكون كالحارث والعباس والقاسم ونحو ذلك، ألا ترى أن فيعلا مثل ضيغم، وحيدر كثير في الصفات، وليس في الأسماء المنقولة التي في أوائلها زيادة المضارعة ما يدخل فيها الألف واللام مثل: يشكر، وتغلب، ويزيد، وتدمر، فكذلك ما أعرب من الأعجمي، لأنّه لا يدخله لام المعرفة، وليس يخرج بذلك على أن يكون حمل ما لا نظير له، ألا ترى أنّه ليس في الأسماء الأعجمية الأعلام مثل: الحارث والعباس؟
ووجه قراءة من قرأ: اليسع أن الألف واللام قد تدخلان الكلمة على وجه الزيادة، كما حكى أبو الحسن: الخمسة العشر درهما، وقد قال بعضهم: في إلياس* أنّه اسم علم. وقرأ ابن عامر: وإن إلياس لمن المرسلين [الصافّات/ 123]، فعلى هذا أيضا يكون اليسع، وقد أنشد أبو عثمان عن الأصمعي:
ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا ولقد نهيتك عن بنات الأوبر وأنشدوا أيضا:
يا ليت أمّ العمر كانت صاحبي مكان من أنشا على الركائب وأنشد أبو عثمان:
[الحجة للقراء السبعة: 6/75]
باعد أمّ العمر من أسيرها وبنات أوبر: ضرب من الكمأة معرفة ينتصب الخبر عنه، كما أنّ ابن قترة، وابن بريح كذلك، فأدخل في الاسم المعرفة الألف واللام، وهذا إنّما ينصرف إلى الزيادة، وعليها يتجه فكذلك تكون التي في اليسع، ولو قال قائل: إنّ هذا أوجه مما ترى أن الكسائي قصده من جعله إيّاه كالضيغم والحيدر، وليس هو كذلك، إنّما هو اسم علم أعجمي، كإدريس وإسماعيل ونحوهما، من الأعلام، ويشبه أن يكون الألف واللّام إنّما هو لخفّة في التعريب، ألا ترى أنّه ليس في هذه الأسماء العجميّة التي هي أعلام ما فيه الألف واللّام التي تكون للتعريف في الأسماء العربية، وقد قدّمنا القول في ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 6/76]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {وَالْيَسَعَ} [آية/ 48] بتشديد اللام:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه ليسع، دخلت عليه لام التعريف زائدة؛ لأن الاسم أعجمي علم، والأسماء الأعلام الأعجمية لا يدخلها لام التعريف، فهي إذًا زائدة، إلا أن هذا الاسم أشبه الأسماء، التي هي صفات في الأصل، وقد أدخلت فيها اللام رعاية للأصل نحو العباس والحارث.
ووجه الشبه بينه وبين تلك الأسماء التي كانت صفاتٍ أن هذا الاسم على
[الموضح: 1103]
وزن فيعل، وفيعل يأتي صفة نحو حيدرٍ وخيفق، فلشبه هذا الاسم بنحو الحارث والعباس ادخلت عليه لام التعريف، إلا أنها زائدة فيه.
وقرأ الباقون {وَالْيَسَعَ} بالتخفيف.
والوجه أن الاسم يسع، وهو اسم علم أعجمي، فأدحلت عليه لام التعريف زائدة، كما أدخلت زائدة على قوله:
148- وجدنا الوليد بن اليزيد مباركًا
وقد سبق). [الموضح: 1104]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:47 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (49) إلى الآية (54) ]

{هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ (54)}


قوله تعالى: {هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49)}
قوله تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ (50)}
قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51)}
قوله تعالى: {وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52)}
قوله تعالى: {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (هذا ما توعدون (53)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (يوعدون) بالياء، وافترقا في (ق) فقرأ ابن كثير بالياء، وقرأ أبو عمرو بالتاء.
وقرأ الباقون بالتاء في السورتين.
قال أبو منصور: التاء للمخاطبة، والياء للغيبة). [معاني القراءات وعللها: 2/330]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: ما توعدون [ص/ 53] في الياء والتاء.
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو: هذا ما يوعدون بالياء هاهنا، وافترقا في سورة قاف [32].
فقرأ ابن كثير: بالياء، وقرأ أبو عمرو: بالتاء.
وقرأ الباقون بالتاء في السورتين.
التاء على: قل للمتّقين هذا ما توعدون، والياء وإن للمتقين لحسن مآب [ص/ 49]، هذا ما يوعدون [ص/ 53]، والتاء أعمّ لأنّه يصلح أن يدخل فيه الغيب من الأنبياء إذا اختلط الخطاب.
فأمّا ما في سورة قاف، فنحو هذا: وأزلفت الجنة للمتقين [ق/ 31] هذا ما توعدون [ق/ 32] أيّها المتّقون على الرّجوع من الغيبة إلى الخطاب أو على: قل لهم هذا ما توعدون، والياء على إخبار النبيّ بما وعدوا، كأنّه هذا ما يوعدون أيّها النبيء). [الحجة للقراء السبعة: 6/77]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({هذا ما توعدون ليوم الحساب}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (هذا ما يوعدون) بالياء وحجتهما أن الكلام أتى عقيب الخبر عن المتّقين فأتبع ذلك فقال {مفتحة لهم الأبواب} {وعندهم قاصرات الطّرف أتراب} 50 و52 فجرى الكلام بعد ذلك بالخبر عنهم إذ كان في سياقه ليأتلف الكلام على نظام واحد
وقرأ الباقون {هذا ما توعدون} بالتّاء وحجتهما أن الخبر عنهم قد تناهى عند قوله {أتراب} ثمّ ابتدئ الكلام بعد ذلك بالخبر عن حكاية ما خوطبوا به نظير قوله {يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين} ثمّ تناهى الخبر عنهم ثمّ جاء الكلام بعده على حكاية ما خوطبوا به فقال {وأنتم فيها خالدون} أي وقيل لهم). [حجة القراءات: 614]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {ما توعدون} قرأه ابن كثير وأبو عمرو بالياء على الغيبة، لتقدم ذكر المتيقن، وهم غيب، وقرأ الباقون بالتاء على معنى الخطاب للمؤمنين على معنى: قل لهم يا محمد هذا ما توعدون، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/232]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {هذا مَا يُوعَدُونَ} [آية/ 53] بالياء:-
قرأها ابن كثير وأبو عمرو.
والوجه أنه على الغيبة؛ لأن ما تقدم على الغيبة، وهو قوله تعالى {وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآَبٍ} فقال: {هذا مَا يُوعَدُونَ}، أي يوعد المتقون.
وقرأ الباقون {تُوعَدُونَ} بالتاء.
والوجه أنه على إضمار القول، أي قل لهم هذا ما توعدون، والتاء أعم؛ لأن الخطاب يصلح أن يدخل فيه الغيب). [الموضح: 1104]

قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ (54)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:49 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (55) إلى الآية (64) ]

{هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (55) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ (56) هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57) وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (58) هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ (59) قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ (60) قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ (61) وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ (62) أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (63) إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (64)}


قوله تعالى: {هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (55)}
قوله تعالى: {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ (56)}
قوله تعالى: {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (حميمٌ وغسّاقٌ (57)
قرأ حفص وحمزة والكسائي (وغسّاقٌ) مشددة.
ومثله في (يتساءلون)
وقرأ الباقون (وغساقٌ) خفيفا في السورتين.
قال أبو منصور: من قرأ (وغسّاقٌ) مشددًا فهو بمعنى: ما يغسق من صديد أهل النار، أي: يسيل من القيح والمدّة. ويقال غسقت عينه تغسق، إذا سالت.
ومن خفف جعله مصدرًا لغسق يغسق غساقًا، أي: سال. كأن المعنى حميمٌ، وذو غساق، أي: وصديد ذو غساق، أي: ذو سيلان.
وروي عن ابن عباس وابن مسعود أنهما قرآ (غسّاقٌ) بالتشديد،
[معاني القراءات وعللها: 2/330]
فسّراه: - الزمهرير: قال بعض أهل العربية في تفسير (الغسّاق): إنه الشديد البرد، الذي يحرق من برده.
وقيل: غسّاق: منتن، وأصله فارسية تكلمت به العرب فأعربته). [معاني القراءات وعللها: 2/321]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله: وغساق [ص/ 57] فقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: وغساق مشددا.
[الحجة للقراء السبعة: 6/77]
وفي عمّ يتساءلون مثله.
وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: وغساق بالتخفيف في الموضعين.
أمّا الغسّاق: فلا يخلو من أن يكون اسما، أو وصفا، فيبعد أن يكون اسما، لأنّ الأسماء لم تجىء على هذا الوزن إلّا قليلا، وذلك الكلاء، والقذّاف، والجبّان. وقد ذكر في الكلّاء التأنيث، ولم نعلمهم حكوا ذلك فيما جاء من هذا الوزن من الأسماء، فإذا لم يكن اسما كان صفة، وإذا كان صفة فقد أقيم مقام الموصوف، وأن لا تقام الصفة مقام الموصوف أحسن. إلّا أن يكون صفة قد غلب نحو: العبد، والأبطح، والأبرق.
والقراءة بالتخفيف أحسن من حيث كان فيه الخروج من الأمرين اللّذين وصفناهما في غسّاق بالتثقيل، وهما قلّة البناء، وإقامة الصفة مقام الموصوف). [الحجة للقراء السبعة: 6/78]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({هذا فليذوقوه حميم وغساق * وآخر من شكله أزواج} 57 و58
[حجة القراءات: 614]
قرأ حمزة والكسائيّ وحفص {وغساق} بالتّشديد وكذلك في {عم يتساءلون} أي سيال وهو فعال من غسق يغسق أي ما يسيل من جلود أهل النّار
وقرأ الباقون {وغساق} بالتّخفيف وحجتهم أنه اسم موضوع على هذا الوزن مثل عذاب وشراب ونكال وفي التّفسير أنه الشّديد البرد). [حجة القراءات: 615]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {وغساق} قرأه حفص وحمزة والكسائي بالتشديد، ومثله في {عم يتساءلون} وقرأهما الباقون بالتخفيف.
وحجة من شدد أنه جعله صفة، قامت مقام الموصوف، كالأبرق والأبطح، والتقدير: فليذوقوه شراب حميم وشراب غساق، فالحميم الذي بلغ في حره غايته، والغسّاق ما يجتمع من صديد أهل النار، وهو مشتق من «غسقت عينه» إذا سالت، ويجوز أن يكون جعله اسمًا كما يسيل من صديد أهل النار كالقذاف والجبان، فالصفة في «فعال» أكثر منه في «فعال».
8- وحجة من خفف أنه جعله اسمًا للصديد، و«فعال» في الأسماء كثير، وهو أكثر من «فعال» في الأسماء، فهو أولى القراءتين لكثرته، ولئلا
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/232]
يدخل في التشديد إلى إقامة صفة مقام موصوف، ولأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/233]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ} [آية/ 57] بتشديد السين:-
قرأها حمزة والكسائي و-ص- عن عاصم، وكذلك في التساؤل.
[الموضح: 1104]
والوجه أنه يجوز أن يكون اسمًا على فعال، وهو قليل، نحو الجيار والكلاء، ويجوز أن يكون صفة قد حذف موصوفها، فيكون فعالاً من غسق إذا سال، وفعال في الصفات كثير، والمراد سيال، وهو ما يسيل من صديد أهل النار.
وقرأ الباقون {وَغَسَّاقٌ} بتخفيف السين.
والوجه أنه اسم على فعال بالتخفيف، وهو كثير في كلامهم نحو العذاب والنكال والشراب.
ويجوز أن يكون مصدرًا وصف به، والمعنى ذو غساق، أي ذو سيلان.
وقال ابن عباس في تفسير الغساق: إنه الزمهرير، وقيل، هو البارد الذي يحرق ببرده كما تحرق النار بحرها، وقيل الغساق المنتن). [الموضح: 1105]

قوله تعالى: {وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (58)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وآخر من شكله أزواجٌ (58)
قرأ أبو عمرو (وأخر) جماعة، وكذلك روى حمّاد بن سلمة عن ابن كثير (وأخر).
وقرأ الباقون (وآخر) على واحد.
قال أبو منصور: من قرأ (وآخر) عطفه على قوله (حميمٌ وغسّاق) وآخر، أي: وعذاب آخر (من شكله) أي: من مثل العذاب الأول.
ومن قرأ: (وأخر) فالمعنى: وأنواع أخر من شكله، لأن قوله (أزواجٌ) معناه: أنواع، ولا يجرى (أخر) لأن واحده لا يجرى). [معاني القراءات وعللها: 2/321]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ أبو عمرو وحده: وأخر من شكله أزواج [ص/ 58] جماعة. وقرأ الباقون وآخر واحدا، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا مؤمّل قال: حدّثنا حمّال بن سلمة، قال:
سمعت ابن كثير يقرأ وأخر* مضمومة الألف.
وحدّثنا ابن حيّان عن أبي هاشم عن سويد بن عمرو عن حماد بن سلمة عن ابن كثير: وأخر بالضمّ.
[الحجة للقراء السبعة: 6/78]
قال أبو علي: قوله: وآخر من شكله أزواج، روي عن ابن مسعود وقتادة أنّهما قالا: الزمهرير، فتفسيرهما يقوّي قراءة من قرأ:
وآخر بالتوحيد، كأنّه: ويعذب به آخر، لأنّ الزّمهرير واحد، ويجوز على تفسيرهما الجمع، وأخر على أن يجعل أجناسا يزيد برد بعضه على بعض على حسب استحقاق المعذبين، ورتبهم في العذاب، فيكون ذلك كقولهم: جمالان، وتمران، ونحو ذلك من الجموع التي تجمع وتثنّى إذا اختلفت، وإن لم تختلف عندي. ويجوز الجمع على وجه آخر، وهو أن يجعل كلّ جزء منه وإن اختلف زمهريرا، فيجمع كما جمعوا في قولهم: شابت مفارقه، وبعير ذو عثانين، ومغيربانات. ونحو ذلك، ويجوز أن يجعل أخر على الجمع لما تقدّم من قوله: حميم، وغساق، وزمهريرا الذي هو نهاية البرد بإزاء الجميع، فيجوز الجمع لما في الكلام من الدّلالة على جواز الجمع، فمن قرأ: وأخر* على الجمع كان أخر* مبتدأ وقوله: من شكله في موضع وصفه، ومعنى من شكله: قال أبو عبيدة: من ضربه، قال:
ويقال: ما أنت من شكلي أي من ضربي.
وأزواج خبر المبتدأ، لأنه جمع كالمبتدإ، وقد وصفت النكرة فحسن الابتداء بها. فإن قلت: فهلّا كان من شكلها لترجع إلى الآخر، وهلّا دلّ ذلك على أنّ آخر أجود من أخر قيل: يجوز أن يكون الضمير
[الحجة للقراء السبعة: 6/79]
المفرد تجعله راجعا إلى ما ذكر من المفرد صفة فتفرد، فيكون المعنى من شكل ما ذكرنا، ويجوز أن يعود إلى قوله: حميم فأفرد بذلك، والذكر الراجع إلى المبتدأ من وصفه الذكر المرفوع الذي في الظرف، ومن أفرد فقال: وآخر من شكله أزواج، فآخر يرتفع بالابتداء في قول سيبويه، وفيه ذكر مرفوع عنده، وبالظرف في قول أبي الحسن، ولا ذكر في الظرف لارتفاع الظاهر به، وإن لم تجعل آخر مبتدأ في هذا الوجه خاصة، وقلت لأنّه يكون ابتداء بالنكرة فلا أحمل على ذلك، ولكن لمّا قال: هذا فليذوقوه حميم وغساق [ص/ 57] دلّ هذا الكلام على أنّ لهم حميما وغسّاقا، فحمل المعطوف على المعنى، فجعل لهم المدلول عليه خبرا آخر، فهو قول، وكأنّ التقدير: لهم عذاب آخر من شكله أزواج، فيكون من شكله في موضع الصفة، ويكون ارتفاع أزواج به، وقول سيبويه وأبي الحسن: ولا يجوز أن يجعل قوله: من شكله أزواج في قول من قرأ وأخر على الجمع وصفا، وتضمر الخبر كما فعلت ذلك في قول من وحّد، لأنّ الصفة لا يرجع منها ذكر إلى الموصوف، ألا ترى أنّ أزواج إذا ارتفع بالظرف لم يجز أن يكون فيه ذكر مرفوع، والهاء التي للإفراد لا ترجع إلى الجمع في الوجه البين فتجعل الصفة بلا ذكر يعود منها إلى الموصوف، وإذا كان كذلك لم يجز أن يكون صفة.
ومعنى أزواج: أشياء مقترنات، يبين ذلك قوله: يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم [الشورى/ 49، 50] أي يهب الإناث مفردة من الذكور، والذكور مفردة من الإناث، أو يقرن بين الإناث والذكور، للموهوبة له الأولاد، فيجمع له الذكر والأنثى في الهبة، وكذلك قوله: احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا
[الحجة للقراء السبعة: 6/80]
يعبدون من دون الله [الصافّات/ 22] وقال: وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا [الفرقان/ 3].
وقيل: في قول من قرأ حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين [الزخرف/ 38] إنّه الكافر، وقرينه، ومنه: وإذا النفوس زوجت [التكوير/ 7] أي جمع بينها وبين أشكالها، وقربت في الجنّة أو النار، فكذلك: وآخر من شكله أزواج أي قرن للمعذبين، وجمع لهم بين الحميم والغسّاق والزمهرير، وقرن بعض ذلك إلى بعض، وأمّا امتناع أخر من الصّرف في النكرة فللعدل والوصف، فمعنى ذلك العدل فيه، أن هذا النحو لا يوصف به إلّا بالألف واللّام نحو: الأصغر والأكبر، والصغرى والصّغر، والأصاغر، لا يستعمل شيء من ذلك إلّا بالألف واللّام، واستعملت آخر* بلا ألف ولام، فصار بذلك معدولة عن الألف واللازم، فإن قلت: فإذا كانت معدولة عن الألف واللام، فهلّا لم يجز أن يوصف بها النكرة؟
لأنّ المعدول عن الألف واللام بمنزلة ما فيه الألف واللّام! ألا ترى أن سحر لمّا كان معدولا عن الألف واللام كان بمنزلة ما ثبت فيه، وكذلك أمس*- في قول من لم يصرف، ولم يبن الاسم- معدول عن الألف واللام فصار بذلك بمنزلة ما ثبت فيه الألف واللّام، فالقول أن ما ذكرته في العدل في سحر وأمس كما ذكرت، وهكذا كان القياس في أخر أن لا يوصف بها النكرة، ولكنّ ذلك إنّما جاز لأنّك قد تجد العدل عمّا هو مقدّر في التقرير، وإن لم يخرج إلى اللّفظ، ألا ترى أنّهم
[الحجة للقراء السبعة: 6/81]
عدلوا جمع وكتع عن جمع غير مستعمل في اللّفظ، ولم يمنعهم أن لم يستعمل ذلك في اللّفظ من أن يوقعوا العدل عنه، فكذلك أخر* يقدّر فيه أنّه قد عدل عن الألف واللّام
في المعنى والتقدير حملا على أخواتها، وإن لم يكن في اللّفظ ألف ولام عدل ذلك عنه، كما كان ذلك في جمع، فلمّا لم يكن ذلك خارجا إلى اللّفظ لم يمتنع أن يوصف به النكرة في نحو: فعدة من أيام أخر [البقرة/ 184، 185] ولم يجب، وإن لم يعتدّ بذلك في التعريف، ووصف النكرة بها أن لا يعتدّ به في العدل، لأنّ العدل قد صحّ عمّا لم يخرج إلى اللّفظ، فأمّا الاعتداد به في التعريف، فلم يجز من حيث جاز الاعتداد به في العدل، لأنك لا تجد الألف واللّام تعرّف في موضع مقدرة غير خارجة إلى اللّفظ، بل ذلك لا يعرّف، ألا تراهم قالوا في نحو قولهم: قد أمرّ بالرجل مثلك، أنّه في تقدير الألف واللّام وكذلك: في خير منك، ونحوه، ولم يتعرّف مع ذلك عند العرب كما وجدت العدل معتدّا به فيما لم يخرج إلى اللفظ، فصارت الألف واللام في أخر* في أنّه معتد به من وجه، وغير معتدّ به من آخر أعني أنّه معتدّ به في العدل ولم يعتدّ به في التعريف بمنزلة اللّام في: لا أبا لك، فإنّها معتد بها من وجه وغير معتد بها من وجه آخر). [الحجة للقراء السبعة: 6/82]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (قرأ أبو عمرو {وآخر من شكله أزواج} بضم الألف وقرأ الباقون {وغساق * وآخر} واحد
من أفرد فإنّه عطف على قوله {حميم وغساق} و{أخر} أي وعذاب آخر من شكله أي مثل ذلك وحجته ما روي عن ابن مسعود أنه قال في تفسير قوله {وآخر من شكله} الزّمهرير فتفسيره حجّة لمن قرأ {وأخر} بالتّوحيد لأن الزّمهرير واحد فإن قيل لم جاز أن ينعت الآخر وهو واحد في اللّفظ ب {أزواج} وهي جمع قيل إن الأزواج نعت للحميم والغساق والآخر فهي ثلاثة وحجّة من قرأ {أخر} على الجمع أن الأخر قد نعتت بالجمع فدلّ على أن المنعوت جمع مثله قال سفيان لو كانت و{أخر} لم يقل أزواج وقال زوج وقال الزّجاج من قرأ {وأخر} فالمعنى وأقوام أخر لأن قوله {أزواج} معناه أنواع). [حجة القراءات: 615]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {وآخر من شكله} قرأ أبو عمرو بضم الهمزة على الجمع، لكثرة أصناف العذاب التي يعذبون بها غير الحميم والغساق، ويجوز أن يكون أراد بـ {آخر} الزمهرير، ولكن جمع؛ لأن بعضه أشد بردًا من بعض، وهو أجناس في معناه، وواحد في لفظه، فجمع على المعنى، وقرأ الباقون بالتوحيد والمد، وورش أشبع مدًا فيه على أصله المتقدم الذكر، وإنما وحَّد على أنه أريد به الزمهرير، وهو واحد في اللفظ، وقوله: {من شكله} يدل على التوحيد، ولو كان على الجمع لقال: {من شكلها} فمن قرأ بالجمع رفعه على الابتداء، و{من شكله} صفة للمبتدأ، و{أزواج} خبر الابتداء، فهو جمع خبر عن جمع، ومن قرأ بالتوحيد رفعه بالابتداء، و{من شكله} الخبر، و{أزواج} رفع بالابتداء، و{من شكله} الخبر، والجملة خبر عن «آخر» ولا يحسن أن يكون {أزواج} خبرًا عن {آخر} لأن الجمع لا يكون خبرًا عن واحد، وقد شرحنا إعراب هذه الآية في كتاب تفسير مشكل الإعراب بأبين من هذا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/233]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {وَآَخَرُ مِنْ شَكْلِهِ} [آية/ 58] بضم الألف:-
قرأها أبو عمرو ويعقوب.
والوجه أنه جمع أخرى، كصغر وكبر، والمراد وضروب أخر أو أنواع أخر؛ لأن العذاب له ضروب وأنواع، {وَآَخَرُ} مبتدأ، و{أَزْوَاجٌ} خبره.
وقرأ الباقون {وَآَخَرُ} بفتح الألف، وبالمد.
[الموضح: 1005]
والوجه أنه يراد به وعذاب آخر من شكله، وهو مبتدأ أيضًا، {أَزْوَاجٌ} خبره.
وجاز أن يكون المبتدأ واحدًا ههنا، والخبر جمعًا؛ لأن العذاب يشتمل على ضروب، كما تقول عذاب فلان ضروب شتى). [الموضح: 1106]

قوله تعالى: {هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ (59)}
قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ (60)}
قوله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ (61)}
قوله تعالى: {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ (62)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي: من الأشرار اتخذناهم [ص/ 62، 63] موصولة.
وقرأ الباقون: من الأشرار أتخذناهم بقطع الألف.
قال أبو علي في إلحاق همزة الاستفهام: قوله: أتخذناهم
[الحجة للقراء السبعة: 6/82]
سخريا [ص/ 63] بعض البعد، لأنّهم قد علموا أنّهم اتخذوهم سخريا، فكيف يستقيم أن يستفهم عن اتخاذهم سخريا وهم قد علموا ذلك؟ يدلّ على علمهم به أنّه أخبر عنهم بذلك. في قوله:
فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري [المؤمنون/ 110] فالجملة التي هي اتخذناهم صفة للنكرة. فأمّا قوله: حتى أنسوكم ذكري.
فليس في أن هؤلاء الصالحين من عباد الله أنسوهم في الحقيقة ذكر الله سبحانه، ولكنّهم لمّا اتخذوهم سخريا فاشتغلوا بذلك عن الصّلاح والإخبات أسند الإنساء إلى صالحي عباد الله المظلومين، كما أسند الإضلال إلى الأصنام لمّا اشتغلوا بعبادتهنّ عن عبادة الله.
فأمّا وجه قول من فتح الهمزة فقال: أتخذناهم سخريا فإنّه يكون على التقرير وعودلت بأم لأنّها على لفظ الاستفهام، كما عودلت الهمزة بأم في نحو قوله: سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم [المنافقون/ 6]، وإن لم يكن استفهاما في المعنى، وكذلك قولهم: ما أبالي أزيد قام أم عمرو، فلمّا جرى على حرف الاستفهام جعل بمنزلته، كما جعل بمنزلته في قولهم: ما أبالي أزيدا ضربت أم عمرا، فإن قلت: فما الجملة المعادلة لقوله: أم زاغت عنهم الأبصار في قول من كسر الهمزة في قوله من اتخذناهم سخريا، فالقول فيه أنّ الجملة المعادلة لأم محذوفة، المعنى: أمفقودون هم أم زاغت عنهم الأبصار، وكذلك قوله: أم كان من الغائبين [النمل/ 20] لأنّ معنى: ما لي لا أرى الهدهد [النمل/ 20] أخبروني عن الهدهد، أحاضر هو أم كان من الغائبين، وهذا قول أبي الحسن، ويجوز عندي في قوله: قل تمتع بكفرك قليلا أنك من أصحاب النار أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما [الزمر/ 8، 9] أن تكون المعادلة لأم قد حذفت
[الحجة للقراء السبعة: 6/83]
تقديرها: أفأصحاب النار خير أم من هو قانت؟ ومن كان على هذه الصفة والصفات الأخر التي تتبع هذه، فهو من أصحاب الجنّة، فصار المعنى: أصحاب النار خير أم أصحاب الجنّة؟ وعلى هذا التبكيت، ومثل هذا في المعنى قوله: أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة [فصلت/ 40] ومن قرأ: أمن هو قانت [الزمر/ 9] بالتخفيف فيشبه أن يكون فعل ذلك لمّا لم يجد ما يعادل أم، ولم يحمل على الحذف كالآي الأول التي حملت على حذف الجملة المعادلة، والتقدير: أمن هو قانت، وكان بصفة كيت وكيت، كمن لا يفعل ذلك؟ ومثل ذلك في الحذف قوله: ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون [آل عمران/ 113] والمعنى: وأمة على خلاف ذلك، ودلّ على المحذوف قوله: قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون [الزمر/ 9] فكما حذفت الجملة الأولى التي دخلت عليها الهمزة في الآي التي تقدّم ذكرها، كذلك حذفت الجملة الأولى التي دخلت عليها أم* وذلك قوله: أم من خلق السموات والأرض [النمل/ 60] خير أم ما تشركون [النمل/ 59].
قال: وأمال الراء أبو عمرو وابن عامر والكسائي من الأشرار، وقرأ نافع بإشمام الراء الأولى: الإضجاع، وكذلك حمزة يشمّ، وفتحها ابن كثير وعاصم.
قال أبو علي: إمالة الراء التي قبل الألف من الأشرار حسنة في نحو من قرار [إبراهيم/ 26] ومن الأشرار [ص/ 62] ودار القرار [غافر/ 39] وذلك أنّ الرّاء المكسورة لما غلبت المستعلي في نحو
[الحجة للقراء السبعة: 6/84]
طارد وغارم وصادر فجازت الإمالة مع المستعلي كان أن تكون في الراء أجدر، لأنّ الراء لا استعلاء فيها، وإنّما هي بمنزلة الياء واللّام، ومن ثمّ كان الألثغ بالرّاء ربّما جعلها ياء، وممّا غلبت فيه الرّاء المكسورة المستعلي قوله: عسى الله يغني عن بلاد ابن قادر بمنهمر جون الرّباب سكوب وأمّا من فتح فلم يمل فلأنّ الكثير لا يميل الألف مع الراء المكسورة، ولا مع غيرها). [الحجة للقراء السبعة: 6/85] (م)

قوله تعالى: {أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (63)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (من الأشرار (62) أتّخذناهم (63)
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم من الأشرار (أتّخذناهم) على الاستفهام.
وقرأ الباقون (من الأشرار (62) اتّخذناهم) موصولة.
[معاني القراءات وعللها: 2/331]
قال أبو منصور من قرأ (أتخذناهم سخريا) بقطع الألف فهو استفهام، ويقويه قوله (أم زاغت)؛ لأن (أم) يدل على استفهام.
ومن وصل كان على معنى: إنا اتخذناهم سخريا، وجعل (أم) بمعنى: (بل) ). [معاني القراءات وعللها: 2/322]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي: من الأشرار اتخذناهم [ص/ 62، 63] موصولة.
وقرأ الباقون: من الأشرار أتخذناهم بقطع الألف.
قال أبو علي في إلحاق همزة الاستفهام: قوله: أتخذناهم
[الحجة للقراء السبعة: 6/82]
سخريا [ص/ 63] بعض البعد، لأنّهم قد علموا أنّهم اتخذوهم سخريا، فكيف يستقيم أن يستفهم عن اتخاذهم سخريا وهم قد علموا ذلك؟ يدلّ على علمهم به أنّه أخبر عنهم بذلك. في قوله:
فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري [المؤمنون/ 110] فالجملة التي هي اتخذناهم صفة للنكرة. فأمّا قوله: حتى أنسوكم ذكري.
فليس في أن هؤلاء الصالحين من عباد الله أنسوهم في الحقيقة ذكر الله سبحانه، ولكنّهم لمّا اتخذوهم سخريا فاشتغلوا بذلك عن الصّلاح والإخبات أسند الإنساء إلى صالحي عباد الله المظلومين، كما أسند الإضلال إلى الأصنام لمّا اشتغلوا بعبادتهنّ عن عبادة الله.
فأمّا وجه قول من فتح الهمزة فقال: أتخذناهم سخريا فإنّه يكون على التقرير وعودلت بأم لأنّها على لفظ الاستفهام، كما عودلت الهمزة بأم في نحو قوله: سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم [المنافقون/ 6]، وإن لم يكن استفهاما في المعنى، وكذلك قولهم: ما أبالي أزيد قام أم عمرو، فلمّا جرى على حرف الاستفهام جعل بمنزلته، كما جعل بمنزلته في قولهم: ما أبالي أزيدا ضربت أم عمرا، فإن قلت: فما الجملة المعادلة لقوله: أم زاغت عنهم الأبصار في قول من كسر الهمزة في قوله من اتخذناهم سخريا، فالقول فيه أنّ الجملة المعادلة لأم محذوفة، المعنى: أمفقودون هم أم زاغت عنهم الأبصار، وكذلك قوله: أم كان من الغائبين [النمل/ 20] لأنّ معنى: ما لي لا أرى الهدهد [النمل/ 20] أخبروني عن الهدهد، أحاضر هو أم كان من الغائبين، وهذا قول أبي الحسن، ويجوز عندي في قوله: قل تمتع بكفرك قليلا أنك من أصحاب النار أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما [الزمر/ 8، 9] أن تكون المعادلة لأم قد حذفت
[الحجة للقراء السبعة: 6/83]
تقديرها: أفأصحاب النار خير أم من هو قانت؟ ومن كان على هذه الصفة والصفات الأخر التي تتبع هذه، فهو من أصحاب الجنّة، فصار المعنى: أصحاب النار خير أم أصحاب الجنّة؟ وعلى هذا التبكيت، ومثل هذا في المعنى قوله: أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة [فصلت/ 40] ومن قرأ: أمن هو قانت [الزمر/ 9] بالتخفيف فيشبه أن يكون فعل ذلك لمّا لم يجد ما يعادل أم، ولم يحمل على الحذف كالآي الأول التي حملت على حذف الجملة المعادلة، والتقدير: أمن هو قانت، وكان بصفة كيت وكيت، كمن لا يفعل ذلك؟ ومثل ذلك في الحذف قوله: ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون [آل عمران/ 113] والمعنى: وأمة على خلاف ذلك، ودلّ على المحذوف قوله: قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون [الزمر/ 9] فكما حذفت الجملة الأولى التي دخلت عليها الهمزة في الآي التي تقدّم ذكرها، كذلك حذفت الجملة الأولى التي دخلت عليها أم* وذلك قوله: أم من خلق السموات والأرض [النمل/ 60] خير أم ما تشركون [النمل/ 59].
قال: وأمال الراء أبو عمرو وابن عامر والكسائي من الأشرار، وقرأ نافع بإشمام الراء الأولى: الإضجاع، وكذلك حمزة يشمّ، وفتحها ابن كثير وعاصم.
قال أبو علي: إمالة الراء التي قبل الألف من الأشرار حسنة في نحو من قرار [إبراهيم/ 26] ومن الأشرار [ص/ 62] ودار القرار [غافر/ 39] وذلك أنّ الرّاء المكسورة لما غلبت المستعلي في نحو
[الحجة للقراء السبعة: 6/84]
طارد وغارم وصادر فجازت الإمالة مع المستعلي كان أن تكون في الراء أجدر، لأنّ الراء لا استعلاء فيها، وإنّما هي بمنزلة الياء واللّام، ومن ثمّ كان الألثغ بالرّاء ربّما جعلها ياء، وممّا غلبت فيه الرّاء المكسورة المستعلي قوله: عسى الله يغني عن بلاد ابن قادر بمنهمر جون الرّباب سكوب وأمّا من فتح فلم يمل فلأنّ الكثير لا يميل الألف مع الراء المكسورة، ولا مع غيرها). [الحجة للقراء السبعة: 6/85] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن عامر وأبو عمرو وابن كثير وعاصم: سخريا [ص/ 63] كسرا. المفضل عن عاصم: سخريا* بالضم.
وقرأ نافع وحمزة والكسائي: سخريا* ضم.
حكي عن أبي عمرو قال: ما كان من قبل العبوديّة فسخريّ مضموم، وما كان من قبل السّخر فسخري مكسور السين، وقد تقدّم ذكر هذا الحرف قبل). [الحجة للقراء السبعة: 6/85]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وقالوا ما لنا لا نرى رجالًا كنّا نعدهم من الأشرار * أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار}
[حجة القراءات: 615]
62 - و63
قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائيّ {من الأشرار * أتخذناهم} موصولة قال نحويو البصرة والجملة المعادلة ل أم محذوفة المعنى أتفقدونهم أم زاغت عنهم الأبصار وكذلك قوله {أم كان من الغائبين} لأن المعنى مالي لا أرى الهدهد أي أخبروني عن الهدهد أحاضر هو أم كان من الغائبين وقال أبو عبيد بهذه القراءة نقول من وجهين أحدهما أن الاستفهام متقدم في قوله ما لنا لا نرى رجالًا والوجه الآخر أن المشركين لم يشكوا أنهم اتّخذوا المسلمين في الدّنيا سحريا فكيف يستفهمون عن شيء علموه وفيه وجه آخر وهو أن يجعل قوله {أتخذناهم سخريا} من نعت الرّجال كأنّه قال ما لنا لا نرى رجالًا اتخذناهم سخريا ثمّ رجع فقال {أم زاغت عنهم الأبصار} أي بل زاغت عنهم الأبصار
وقال السّديّ إن أهل النّار أبا جهل وكفار قريش ذكروا ضعفاء المسلمين عمار بن ياسر وخبابا وبلالا وصهيبا الّذين كانوا يستهزئون
[حجة القراءات: 616]
بهم في الدّنيا فقالوا {ما لنا لا نرى رجالًا} أي ما لنا لا نراهم في النّار وكنّا نعدهم من الأشرار في الدّنيا فنقول لهم كنتم خالفتمونا في الدّنيا فما نراكم إلّا معنا في النّار أم زاغت عنهم الأبصار إلى غيرهم
وقرأ أهل الحجاز والشّام وعاصم {أتخذناهم} بفتح الألف وهي ألف استفهام دخلت على ألف الوصل وسقطت ألف الوصل فصار {أتخذناهم} ألا ترى أنه قال {أم زاغت} فعودلت ب {أم} لأنّها على لفظ الاستفهام وإن لم يكن استفهاما في المعنى قال محمّد بن يزيد المبرد في هذه القراءة بعض البعد لأنهم علموا أنهم اتخذوهم سخريا فكيف يستفهمون عن اتخاذهم سخريا وهم قد علموا ذلك يدل على علمه به أنه قد أخبر عنهم بذلك في قوله {فاتخذتموهم سخريا حتّى أنسوكم ذكري} ولكن نقول إنّما الاستفهام على معنى التّقرير كأنّهم اعترفوا
[حجة القراءات: 617]
وقال الفراء هو من الاستفهام الّذي معناه التوبيخ والإنكار على أنفسهم كما يقول القائل وقد ضرب ولده ثمّ ندم ماذا فعلت أضربت ابني وهو غير شاك أنه قد ضربه وحجتهم أن مجاهدًا قرأ بالاستفهام وقال {أتخذناهم سخريا} وليسوا كذلك أم هم في النّار ولا نراهم
قرأ نافع وحمزة والكسائيّ {سخريا} بالرّفع وقرأ الباقون بالكسر وهما لغتان وقد ذكرنا في {قد أفلح} ). [حجة القراءات: 618]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (10- قوله: {من الأشرار * أتخذناهم} قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي بوصل الألف من {أتخذناهم} قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي بوصل الألف من {أتخذناهم}، وقرأ الباقون بالهمز.
وحجة من وصل أنه استغنى عن الألف بما دل عليه الكلام من التقرير والتوبيخ، وبدلالة {أم} بعده على الألف، ويجوز أن يكون جعله خبرًا، لأنهم قد علموا أنهم اتخذوا المؤمنين في الدنيا سخريًا، فأخبروا عما فعلوه في الدنيا ولم يستخبروا عن أمر لم يعلموه، ودل على ذلك قوله في موضع آخر: {فاتخذتموهم
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/233]
سخريًا حتى أنسوكم ذكري} «المؤمنون 110» ويكون {أتخذناهم} وما بعده صفة لـ {رجال}، وتكون {أم} إذا جعلته خبرًا معادلة لمضمر محذوف، تقديره: أمفقودون هم أم زاغت عنهم الأبصار، وقد قيل: إن {أم} في قراءة من وصل معادلة لما في قوله: {ما لنا لا نرى} وذلك أحسن، لأن {أم} إنما تقع في أكثر أحوالها معادلة للاستفهام، و{ما} استفهام.
11- وحجة من همز أنه حمله على لفظ الاستفهام الذي معناه التقرير والتوبيخ، وليس هو على جهة الاستخبار عن أمر لم يعلم، بل علموا أنهم فعلوا ذلك في الدينا، فمعناه أنهم يوبخ بعضهم بعضًا على ما فعلوه في الدنيا من استهزائهم بالمؤمنين، و{أم} عديلة الألف، لا إضمار معها، وهو الاختيار، لأن الأكثر عليه، ويجوز أن تكون عديلة الألف مضمرة، على ما ذكرنا أولًا، وهو أحسن). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/234]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {مِنَ الْأَشْرَارِ (62) أَتَّخَذْنَاهُمْ} [آية/ 62 و63] بوصل الألف:-
قرأها أبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب.
والوجه أنه على الإخبار، وأنهم قد أخبروا عن أنفسهم أنهم اتخذوهم سخريًا، ثم يكون هذا على حذف جملة تعادل {أَمْ زَاغَتْ}، والتقدير: أمفقودون هم أم زاغت عنهم الأبصار.
وقرأ الباقون {أَتَّخَذْنَاهُمْ} بقطع الألف.
والوجه أنه على لفظ الاستفهام المراد به التقرير، وإنما عودلت الجملة بأم؛ لأنها على لفظ الاستفهام، والجملة المتضمنة للاستفهام تعادل بأم، فكذلك هذه، وإن لم يكن المعنى على الاستفهام بل على التقرير، ونحو ذلك قولهم: ما أبالي أزيدًا ضربت أم عمرًا، وسواء علي أقمت أم قعدت، فالمعنى ههنا ليس باستفهام، ولكن اللفظ على الاستفهام، فلكون اللفظ على الاستفهام عودلت الجملة بأم.
ويجوز أن تكون أم بمعنى بل وألف الاستفهام، والتقدير بل أزاغت عنهم الأبصار، فيكون كالأول في أنه يراد به تقرير وإثبات، ولهذا قال الحسن: إن كليهما قالوا، يعني اتخذناهم سخريًا في الدنيا، وزاغت عنهم الأبصار تحقيرًا
[الموضح: 1106]
لهم، فكلاهما إثبات، وإن كان اللفظ على الاستفهام). [الموضح: 1107]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {سِخْرِيًّا} [آية/ 63] بضم السين:-
قرأها نافع وحمزة والكسائي.
وقرأ الباقون {سِخْرِيًّا} بكسر السين.
وقد مضى الكلام فيه في سورة المؤمنين). [الموضح: 1107]

قوله تعالى: {إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (64)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:50 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (65) إلى الآية (70) ]

{قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِن يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (70)}


قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65)}
قوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66)}
قوله تعالى: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67)}
قوله تعالى: {أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68)}
قوله تعالى: {مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ما كان لي من علمٍ (69)
فتح الياء حفص وحده). [معاني القراءات وعللها: 2/333]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (حفص عن عاصم: ما كان لي من علم [ص/ 69] منصوبة الياء). [الحجة للقراء السبعة: 6/89]

قوله تعالى: {إِن يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (70)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي جعفر: [إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا إنَّمَا]، بكسر الألف.
[المحتسب: 2/234]
قال أبو الفتح: هذا على الحكاية، حتى كأنه قال: إن يوحى، أي: إن يقال لي: إلا أنت نذير مبين.
فإن قيل: فإذا كان حكاية فقد كان يجب أن يرد اللفظ عينه، وهو لم يقل له: أنا نذير مبين، فهلا أعاده البتة، فقال: إن يوحي إلا أنت نذير مبين؟
قيل: هذا أراد، إلا أنه إذا قال: إلا إنما أنا نذير مبين فكأنه قد قال: أنت نذير مبين، ألا تراك تقول لصاحبك: أنت قلت: إنك شجاع، فزدت الحرف، وهو لم يقل: إنك شجاع، وإنما قال: أنا شجاع. فلما أردت قوله حاكيا له أوقت موقع "أنا" إنك.
وعله تحريف هذا الحرف الواحد من الجملة المحكية أنك مخاطب له، فغلب لفظ الخطاب الحاضر اللفظ - المنقضي لقوة الحاضر على الغائب. هذا أيضا مع ارتفاع الشبهة والإشكال في أن الغرض بهما جميعا شيء واحد. ونحو من هذا في بعض الانحراف عن المحكي لدلالة عليه قول الشاعر:
تنادوا بالرحيل غدا ... وفي ترحالهم نفسي
أجاز لي فيه أبو علي بحلب سنة سبع وأربعين ثلاثة أضرب من الإعراب: بالرحيل، والرحيل، والرحيل: رفعا، ونصبا، وجرا.
فمن رفع أو نصب فقدر في الحكاية اللفظ المقول البتة فكأنه قالوا: الرحيل غدا، والرحيل غدا.
فأما الجر فعلى إعمال الباء فيه، وهي معنى ما قالوه، لكن حكيت منه قولك: غدا وحده، وهو خبر المبتدأ وفي موضع رفع، لأنه خبر المبتدأ.
ولا يكون ظرفا لقوله: تنادوا؛ لأن الفعل الماضي لا يعمل في الزمان الآتي. وإذا قال: تنادوا بالرحيل غدا، فنصب الرحيل فإن "غدا" يجوز أن يكون ظرفا لنفس الرحيل، فكأنهم قالوا: أجمعنا الرحيل غدا، ويجوز أن يكون ظرفا لفعل نصب الرحيل آخر، أي: نحدث الرحيل غدا. فأما أن يكون ظرفا لتنادوا فمحال، لما قدمنا). [المحتسب: 2/235]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:52 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (71) إلى الآية (78) ]

{ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78)}


قوله تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ (71)}
قوله تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72)}
قوله تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73)}
قوله تعالى: {إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (74)}
قوله تعالى: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بيديّ استكبرت.. (75)
روى شبل عن ابن كثير أنه قرأ (بيديّ استكبرت) موصولة الألف على الوجوب.
وقرأ سائر القراء بيديّ أستكبرت) بألف مقطوعة.
قال أبو منصور: من قطع الألف فهو استفهام.
ومن وصل فهو على الوجوب). [معاني القراءات وعللها: 2/322]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: حدّثني الصوفي عن روح عن محمد بن صالح عن شبل عن ابن كثير وأهل مكّة: بيدي استكبرت [ص/ 75] موصولة على الواجب، حدّثني الخزاز عن محمد بن يحيى عن عبيد عن شبل عن ابن كثير وأهل مكّة بيدي استكبرت، كأنّها موصولة، وهي على الاستفهام [يعني بقوله: وهي على الاستفهام أن] الهمزة مخفّفة بين
[الحجة للقراء السبعة: 6/85]
بين، قال غير أحمد: المعروف عن ابن كثير أستكبرت بقطع الألف على التقرير.
وجه قول من وصل الهمزة، وقال: بيدي استكبرت، أنّه لم يجعل أم المعادلة للهمزة، ولكن جاء باستكبرت على وجه الإخبار عنه بالاستكبار، وجاء بأم منقطعة كقوله: أم يقولون افتراه [الأحقاف/ 8] على وجه التقرير لذلك منهم، والتوبيخ لهم.
ومن حجّة من وصل أنّه لو عادل أم بالهمزة لكان المعنى كأنّه يكون استكبرت: أم استكبرت، ألا ترى أنّ قوله: أم كنت من العالين [ص/ 75] استكبارا يدلّك على ذلك قوله: إن فرعون علا في الأرض [القصص/ 4] وفي موضع آخر: واستكبر هو وجنوده في الأرض [القصص/ 39].
ووجه قول من قطع الهمزة أن الاستكبار كأنّه أذهب في باب الطغيان من قوله: علا* فجاز معادلة أم، بالهمزة. وقال الشاعر:
أنصب للمنيّة تعتريهم رجالي أم هم درج السّيول فمن كان درجا للسيول كان نصبا للمنيّة، وقد عادلها بقوله:
نصب للمنيّة). [الحجة للقراء السبعة: 6/86]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ} [آية/ 75] بوصل الألف:-
رواها -ل- عن ابن كثير.
والوجه أنه على الإخبار عنه بالاستكبار وليس على الاستفهام، {وأَمْ} هي المنقطعة، وهي بمعنى بل وألف الاستفهام، والتقدير: بل أكنت من العالين، على سبيل التوبيخ، كما قال تعالى {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ}.
وقرأ الباقون {أَسْتَكْبَرْتَ} بقطع الألف.
والوجه أنّ الألف للاستفهام، وقد سقطت لأجلها همزة الوصل لحركة ألف الاستفهام، ولما كانت الألف ألف استفهام عودلت بأم، والمعنى أتكبرت أم علت منزلتك عن السجود لمن خلقته، وهذا على سبيل التوبيخ). [الموضح: 1109]

قوله تعالى: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76)}
قوله تعالى: {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله: (لعنتي إلى يوم الدّين (78)
فتح الياء نافع وحده). [معاني القراءات وعللها: 2/333]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (79) إلى الآية (88) ]

{قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)}


قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79)}
قوله تعالى: {قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80)}
قوله تعالى: {إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81)}
قوله تعالى: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82)}
قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)}
قوله تعالى: {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فالحقّ والحقّ أقول (84)
قرأ عاصم وحمزة (فالحقّ) رفعًا (والحقّ أقول) نصبًا.
وقرأ الباقون والمفضل عن عاصم (فالحقّ والحقّ) نصبًا معًا.
قال أبو منصور: من قرأ (فالحقّ) رفعًا فهو على ضربين: على معنى: فأنا الحق.
ويجوز أن يكون على معنى: فالحقّ مني.
ونصب الثاني بقوله: أقول الحقّ.
ومن نصبهما معًا فهو على وجهين:
أحدهما: (فالحقّ أقول، والحقّ لأملأن جهنم حقًّا.
والوجه الثاني: أن (الحقّ) الأول منصوب على الإغراء، أي: الزموا الحق، واتبعوا الحق.
والثاني نصب بـ (أقول) ). [معاني القراءات وعللها: 2/333]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: فالحق والحق أقول [ص/ 84].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو، ونافع وابن عامر والكسائي: فالحق والحق أقول بالفتح فيهما.
وقرأ عاصم وحمزة: فالحق والحق بالفتح. المفضل عن عاصم: فالحق والحق، مثل أبي عمرو.
قال أبو علي: من نصب الحق الأوّل كان منصوبا بفعل مضمر يدلّ انتصاب الحقّ عليه، وذلك الفعل هو ما ظهر في قوله: ويحق الله الحق بكلماته [يونس/ 82] وقوله: ليحق الحق ويبطل الباطل [الأنفال/ 8] وهذا هو الوجه.
ويجوز أن ينصب على التشبيه بالقسم فيكون الناصب للحقّ ما ينصب القسم من نحو قوله: آلله لأفعلنّ، فيكون التقدير: آلحق لأملأن، فإن قلت: فقد اعترض بين القسم وجوابه قوله: والحق، أقول فإنّ اعتراض هذه الجملة التي هي: والحق أقول لا يمتنع أن يفصل بها بين القسم والمقسم عليه، لأنّ ذلك ممّا يؤكّد القصّة ويشدّدها، قال الشاعر:
أراني ولا كفران لله أيّة لنفسي لقد طالبت غير منيل
[الحجة للقراء السبعة: 6/87]
فاعترض بما ترى بين المفعول الأول والثاني. وقد يجوز أن يكون الحقّ الثاني الأول وكرّر على وجه التوكيد، فإذا حملته على هذا كان: لأملأن على إرادة القسم.
قال سيبويه: سألته يعني الخليل عن: لأفعلنّ، إذا جاءت مبتدأة؟ فقال: هو على إرادة قسم، أو نيّة قسم.
ومن رفع فقال: الحق والحق أقول كان الحقّ محتملا لوجهين:
أحدهما: أن يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره: أنا الحقّ، ويدلّ على ذلك قوله: ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق [الأنعام/ 62] فكما جاز وصفه سبحانه بالحقّ كذلك يجوز أن يكون خبرا في قوله: أنا الحقّ.
والوجه الآخر: أن يكون الحقّ مبتدأ وخبره محذوف، وتقدير الخبر: منّي، فكأنّه قال: الحقّ منّي، كما قال: الحق من ربك فلا تكونن من الممترين [البقرة/ 147] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/88]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال فالحق والحق أقول * لأملأن جهنّم منك وممّن تبعك منهم أجمعين} 84 و85
قرأ عاصم وحمزة {قال فالحق} بالضّمّ {والحق} بالنّصب وقرأ الباقون بالنّصب فيهما
من نصب {الحق} الأول كان منصوبًا بفعل مضمر وذلك الفعل هو ما ظهر في نحو قوله {ويحق الله الحق} وقوله {ليحق الحق} وهذا هو الوجه ويجوز أن تنصب على التّشبيه بالقسم فيكون الناصب ل {الحق} ما ينصب القسم في نحو الله لأفعلنّ فيكون التّقدير والحق لأملأن فإن قلت فقد اعترض بين القسم وجوابه قوله {والحق} أقول فإن اعتراض هذه الجملة لا يمنع أن يفصل بين القسم والمقسم عليه لأن ذلك ممّا يؤكد القصّة وقد يجوز أن يكون {الحق} الثّاني الأول وكرر على وجه التوكيد
[حجة القراءات: 618]
ومن رفع كان {الحق} محتملا لوجهين أحدهما يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره أنا الحق والحق أقول ويدل على ذلك قوله جلّ وعز {ثمّ ردوا إلى الله مولاهم الحق} فكما جاز وصفه سبحانه بالحقّ كذلك يجوز أن يكون خبرا في قوله أنا الحق والوجه الثّاني أن يكون {الحق} مبتدأ وخبره محذوفا وتقديره فالحق مني كما قال {الحق من ربك}). [حجة القراءات: 619]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {فالحق} الأول قرأه عاصم وحمزة بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب، وكلهم نصب الثاني.
وحجة من رفع أنه جعله خبر ابتداء محذوف، تقديره: قال أنا الحق، أو قولي الحق، ويجوز رفعه في الابتداء ويضمر الخبر تقديره: قال فالحق، كما قال: {الحق من ربك} «آل عمران 60» وانتصب {الحق} الثاني بـ «أقول» أو على العطف، وعلى قراءة من نصب {الحق} الأول.
13- وحجة من نصب أنه أضمر فعلًا نصبه به، تقديره: قال فأحق الحق، كما قال: {ويحق الله الحق} «يونس 82» وقال: {ليحق الحق} «الأنفال 8» ويجوز نصبه على القسم كما تقول: الله لأفعلن، لما حذف حرف الجر، تعدى الفعل فنصبه، ودل على القسم قوله: {لأملأن} «85» فهو
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/234]
جواب القسم، فيكون التقدير: قول الحق لأملأن، فلما حذف الواو تعدى الفعل فنصب الحق، ويجوز في الكلام خفض «الحق» على القسم، مع حذف الواو، وتعمل محذوفة لكثرة الحذف في القسم). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/235]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84)} [آية/ 84] برفع الأول ونصب الثاني:-
قرأها عاصم وحمزة.
والوجه أن الحق الأول إنما ارتفع بخبر المبتدأ، والمبتدأ محذوف، والتقدير: فأنا الحق.
ويجوز أن يكون رفعًا بالابتداء، وخبره محذوف، والتقدير فالحق مني.
وأما الحق الثاني فهو نصب بأقول، أي أقول الحق.
وقرأ الباقون، {فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ} بالنصب فيهما جميعًا.
والوجه أن الحق الأول يجوز أن ينتصب بفعل مضمر من لفظ الحق، والتقدير أحق الحق، ويجوز أن ينتصب على التشبيه بالقسم، فيجري مجرى المقسم به في نحو قولك: الله لأفعلن، إذا حذفت حرف القسم ونصبت المقسم به، والتقدير الحق لأملأن، أي أقسم بالحق، ويجوز أن يكون نصبًا على الإغراء، والتقدير فالزموا الحق. وأما الثاني فهو نصب بأقول على ما سبق). [الموضح: 1107]

قوله تعالى: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85)}
قوله تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86)}
قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (87)}
قوله تعالى: {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة