قوله تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((في أحسن تقويم) [4] حسن، وأحسن منه (وعملوا الصالحات) [6]
ومثله: (أجر غير ممنون) وأحسن من هذا كله (فما يكذبك بعد بالدين) [7].
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/981]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (جواب القسم: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} وهو كاف. ومثله {وعملوا الصالحات}.
{غير ممنون} كاف. وقيل: تام. ومثله {فما يكذبك بعد بالدين}). [المكتفى: 623]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
لا وقف مطلقا إلى قوله: {ممنون- 6- ط}.
وعلى قوله: {تقويم- 4- ز} لابتداء حال بعد حال، مع اتفاق الجملتين.
{سافلين- 5- لا} للاستثناء إذا حمل: {رددناه} على الخذلان إلى الكفر ولو حمل على الرد إلى أرذل العمر كان الاستثناء منقطعًا. ولجواز الوقف فيه مدخل لقوم.
{بالدين- 7- ط} لابتداء الاستفهام.) [علل الوقوف: 3/1138-3/1139]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): ( ... ولا وقف من أولها إلى تقويم فلا يوقف على الأمين لأنَّ لقد خلقنا جواب القسم فلا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف
تقويم قال أبو حاتم (كاف) إن أراد بالإنسان جميع الناس وإن أراد به النبي صلى الله عليه وسلم وثم رددناه يعني أبا جهل كان الوقف على تقويم أكفى لا محالة
سافلين (جائز) إن عنى بالإنسان الكافر وأسفل سافلين الدرك من النار وليس بوقف إن جعل أسفل سافلين في معنى أرذل العمر والسافلون الهرمى والزمني لأنَّ المؤمن إذا ردَّ إلى أرذل العمر كتب له مثل ما كان يعمل في صحته وقوته
ممنون (تام) لانتقاله من الغيبة إلى الخطاب ومثله في التمام بالدين للابتداء بالاستفهام وكذا آخر السورة) [منار الهدى: 430]
- تفسير