عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي (ت: بعد 70هـ)
إمام القراء بالمدينة بعد كبار الصحابة، وهو من طبقة صغار الصحابة، كان أبوه من السابقين الأولين إلى الإسلام ممن هاجر إلى الحبشة ثم استضعف بمكة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له في القنوت كما في الصحيحين، وروي أنّ عبد الله بن عياش وُلد بأرض الحبشة، وكان حسنَ القراءة يقرئ الناس بالمدينة حتى مات بها.
قال الذهبي: (كان من أقرأ أهل المدينة لكتاب الله وأقومهم به).
وقد ذُكر عنه أنه كان كثير الصيام، وأنه كان يصوم في السفر، قال مصعب بن عبد الله الزبيري: حكي عن نافع مولى ابن عمر أنه قيل له: أكان عبد الله بن عمر يقول لمن يصحبه في السفر: (إن كنت تصوم؛ فلا تصحبنا؟).
قال: ( قد يصحبه ابن عياش، وهو يصوم، فيأمر له بالسحور).
وكان عفيفاً متعففاً، شديد التحرز من الشبهات، بعث إليه عبد العزيز بن مروان بن الحكم وهو أمير بمالٍ فلم يقبله، وذلك زمن الفتنة بين عبد الملك بن مروان وابن الزبير.
قرأ على أبيّ بن كعب، وقرأ عليه مولاه أبو جعفر المدني أحد القراء العشرة، ويزيد بن رومان، وشيبة بن نِصَاح، ومسلم بن جندب، وغيرهم من أئمة القراء.