العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يونس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 09:11 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة يونس [ من الآية (62) إلى الآية (64) ]

تفسير سورة يونس
[ من الآية (62) إلى الآية (64) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 09:11 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن أشعث، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ رفعه: {ألا إنّ أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} يذكر اللّه لرؤيتهم). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 72-73]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا ابن مهديٍّ، عن سفيان، عن العلاء بن المسيّب، عن أبي الضّحى في قوله: {ألا إنّ أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} قال: هم الّذين إذا رؤوا ذكر اللّه). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 389]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {ألا إنّ أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون}
- أخبرنا حفص بن عمر، حدّثنا محمّد بن سعيد بن سابقٍ، عن يعقوب، وأخبرنا إبراهيم بن يعقوب، حدّثنا عثمان بن زفر، حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سئل وقال إبراهيم: سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أولياء الله؟ قال: «الّذين إذا رءوا ذكر الله»
- أخبرنا واصل بن عبد الأعلى، أخبرنا محمّد بن فضيلٍ، عن أبيه، وعمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ من العباد عبادًا يغبطهم الأنبياء والشّهداء» قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: «هم قومٌ تحابّوا بروح الله على غير أموالٍ ولا أنسابٍ، وجوههم نورٌ - يعني على منابر من نورٍ، لا يخافون إن خاف النّاس، ولا يحزنون إن حزن النّاس» ثمّ تلا هذه الآية {ألا إنّ أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} [يونس: 62]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/124]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون}.
يقول تعالى ذكره: ألا إنّ أنصار اللّه لا خوفٌ عليهم في الآخرة من عقاب اللّه؛ لأنّ اللّه رضي عنهم فآمنهم من عقابه، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من الدّنيا.
والأولياء جمع وليٍّ، وهو النّصير وقد بيّنّا ذلك بشواهده.
واختلف أهل التّأويل فيمن يستحقّ هذا الاسم، فقال بعضهم: هم قومٌ يذكر اللّه لرؤيتهم لما عليهم من سيما الخير والإخبات.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، وابن وكيعٍ، قالا: حدّثنا ابن يمانٍ، قال: حدّثنا ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسمٍ، وسعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، {ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} قال: الّذين يذكر اللّه لرؤيتهم.
- حدّثنا أبو كريبٍ، وأبو هشامٍ، قالا: حدّثنا ابن يمانٍ، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن العلاء بن المسيّب، عن أبي الضّحى، مثله.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن العلاء بن المسيّب، عن أبيه، {ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} قال: الّذي يذكر اللّه لرؤيتهم.
- قال: حدّثنا ابن مهديٍّ وعبيد اللّه، عن سفيان، عن العلاء بن المسيّب، عن أبي الضّحى، قال: سمعته يقول في هذه الآية: {ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} قال: من النّاس مفاتيح إذا رؤوا ذكر اللّه لرؤيتهم.
- قال: حدّثنا أبي، عن مسعرٍ، عن سهل أبي الأسد، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن أولياء اللّه، فقال الّذين إذا رؤوا ذكر اللّه.
- قال: حدّثنا زيد بن حبابٍ، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه، {ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} قال: الّذين إذا رؤوا ذكر اللّه لرؤيتهم.
- قال: حدّثنا أبو يزيد الرّازيّ، عن يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: قال: هم الّذين إذا رؤوا ذكر اللّه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا فراتٌ، عن أبي معبدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: سئل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن أولياء اللّه، قال: هم الّذين إذا رؤوا ذكر اللّه.
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا العوّام، عن عبد اللّه بن أبي الهذيل، في قوله: {ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} الآية، قال: إنّ وليّ اللّه إذا رئي ذكر اللّه.
وقال آخرون في ذلك بما:
- حدّثنا أبو هاشمٍ الرّفاعيّ، قال: حدّثنا ابن فضيلٍ، قال: حدّثنا أبي، عن عمارة بن القعقاع الضّبّيّ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جريرٍ البجليّ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ من عباد اللّه عبادًا يغبطهم الأنبياء والشّهداء. قيل: من هم يا رسول اللّه، فلعلّنا نحبّهم؟ قال: هم قومٌ تحابّوا في اللّه من غير أموالٍ ولا أنسابٍ، وجوههم من نورٍ، على منابرٍ من نورٍ، لا يخافون إذا خاف النّاس، ولا يحزنون إذا حزن النّاس، وقرأ: {ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن عمر بن الخطّاب، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ من عباد اللّه لأناسًا ما هم بأنبياء، ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشّهداء يوم القيامة بمكانهم من اللّه. قالوا: يا رسول اللّه أخبرنا من هم، وما أعمالهم، فإنّا نحبّهم لذلك؟ قال: هم قومٌ تحابّوا في اللّه بروح اللّه على غير أرحامٍ بينهم ولا أموالٍ يتعاطونها، فواللّه إنّ وجوههم لنورٌ، وإنّهم لعلى نورٍ، لا يخافون إذا خاف النّاس ولا يحزنون إذا حزن النّاس. وقرأ هذه الآية: {ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون}.
- حدّثنا بحر بن نصرٍ الخولانيّ، قال: حدّثنا يحيى بن حسّان، قال: حدّثنا عبد الحميد بن بهرام، قال: حدّثنا شهر بن حوشبٍ، عن عبد الرّحمن بن غنمٍ، عن أبي مالكٍ الأشعريّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يأتي من أفناء النّاس ونوازع القبائل قومٌ لم يتّصل بينهم أرحامٌ متقاربةٌ، تحابّوا في اللّه وتصافوا في اللّه؛ يضع اللّه لهم يوم القيامة منابر من نورٍ فيجلسهم عليها، يفزع النّاس فلا يفزعون، وهم أولياء اللّه الّذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: الوليّ، أعني وليّ اللّه، هو من كان بالصّفة الّتي وصفه اللّه بها، وهو الّذي آمن واتّقى، كما قال اللّه {الّذين آمنوا وكانوا يتّقون}.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، كان ابن زيدٍ يقول.
- حدّثني يونس، قال، أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} من هم يا ربّ؟ قال: {الّذين آمنوا وكانوا يتّقون} قال: أبى أن يتقبّل الإيمان إلاّ بالتّقوى). [جامع البيان: 12/208-213]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون (62)
قوله تعالى: ألا إنّ أولياء اللّه
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ كاتب اللّيث، حدّثني عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشبٍ، عن عبد الرّحمن بن غنمٍ أنّ أبا مالكٍ الأشعريّ قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا قضى صلاته أقبل على النّاس، فقال: إنّ للّه عبادًا، ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النّبيّون والشّهداء على مجالسهم وقربهم من اللّه، فجثى رجلٌ من الأعراب فقال: يا نبيّ اللّه انعتهم لنا عليم لنا؟ شكّلهم لنا فسرّ وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لسؤال الأعرابيّ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، هم ناسٌ من النّاس ونوازع القبائل لم تصل بينهم أرحامٌ متقاربةٌ تحابّوا في اللّه وتصافوا بصفو اللّه لهم يوم القيامة منابر من نورٍ فيجلسون عليها، وجوههم نورٌ وثيابهم نورٌ يفزع النّاس يوم القيامة، ولا يفزعون وهم أولياء اللّه، ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.
- حدّثنا أبي، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جريرٌ عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة بن عمرٍو، عن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ من عباد اللّه لأناسًا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشّهداء يوم القيامة بمكانهم من اللّه قالوا: يا رسول اللّه أخبرنا ما هم وما أعمالهم إنا نحبهم: لذلك قال: هم قومٌ تحابّوا بروح اللّه على غير أرحامٍ بينهم ولا أموالٍ يتقاضونها، واللّه إنّ وجوههم لنورٌ وإنّهم لعلى نورٍ، لا يخافون إذا خاف النّاس ولا يحزنون إذا حزن النّاس ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.
- حدّثنا أبي، ثنا عبد اللّه بن عمر بن محمّد بن أبان، ثنا يحيى بن يمانٍ، عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ قوله: ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون قال: يذكر اللّه لرؤيتهم.
- حدّثنا كثير بن شهابٍ القزوينيّ، ثنا محمّد بن سعيد، سابقٌ، ثنا يعقوب الأشعريّ، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ قال رجلٌ: يا رسول اللّه، من أولياء اللّه؟ قال: الّذين إذا رأوا ذكر اللّه عزّ وجلّ.
- حدّثنا محمّد بن يحيى بن عمر الواسطيّ، حدّثني محمّد بن الحسن، ثنا أحمد بن محمّدٍ هو ابن حنبلٍ ثنا غوث بن جابرٍ قال: سمعت محمّد بن داود عن أبيه، عن وهبٍ قال: قال الحواريّون: يا عيسى من أولياء اللّه الّذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون؟ قال عيسى عليه الصّلاة والسّلام: الّذين نظروا إلى باطن الدّنيا حين نظر النّاس إلى ظاهرها والّذين نظروا إلى آجل الدّنيا حين نظر النّاس إلى اجلها وأماتوا منها ما يخشون أن يمتهم، وتركوا ما علموا أن سيتركهم فصار استكثارهم منها استقلالا وذكرهم إيّاها فواتًا وفرحهم بما أصابوا منها حزنًا وما عارضهم من نائلها ورفضوه وما عارضهم من رفعتها بغير الحقّ وضعوه له خلت الدّنيا عندهم فليسوا يجدّدونها وخربت بينهم فليسوا يعمرونها وماتت في صدورهم فليسوا يحيونها يهدمونها فيبنون بها آخرتهم ويبيعونها فيشترون بها ما يبقى لهم، رفضوها فكانوا برفضها الفرحين، باعوها وكانوا ببيعها هم المربحين، ونظروا إلى أهلها صرعى قد حلت فيهم المثلات وأحيوا ذكر الموت وأماتوا ذكر الحياة، يحبّون اللّه تعالى ويستضيئون بنوره ويضيئون به، لهم خبرٌ عجيبٌ، وعندهم الجزاء العجيب، بهم قام الكتاب، وبه قاموا وبهم نطق الكتاب، وبه نطقوا وبهم علم الكتاب وبه علموا، ليسوا يرون نائلا مع ما نالوا ولا أماني دون ما يرجون، ولا خوفًا دون ما يحذرون.
قوله تعالى: لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، حدّثني عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون يعني: في الآخرة ولا هم يحزنون يعني: لا يحزنون للموت). [تفسير القرآن العظيم: 6/1963-1965]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم} [يونس: 62].
- عن ابن عبّاسٍ «عن النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - {ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} [يونس: 62] قال: يذكر اللّه بذكرهم».
رواه الطّبرانيّ عن شيخه الفضل بن أبي روحٍ، ولم أعرفه، وبقيّة رجاله ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/36]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 62 - 63
أخرج أحمد في الزهد، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب قال: قال الحواريون: يا عيسى من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال عيسى عليه السلام: الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها والذين نظروا إلى آجل الدنيا حين نظر الناس إلى عاجلها وأماتوا منها ما يخشون أن يميتهم وتركوا ما علموا أن سيتركهم فصار استكثارهم منها استقلالا وذكرهم إياها فواتا وفرحهم بما أصابوا منها حزنا وما عارضهم من نائلها رفضوه وما عارضهم من رفعتها بغير الحق وضعوه خلقت الدنيا عندهم فليس يجددونها وخربت بينهم فليس يعمرونها وماتت في صدورهم فليس يحبونها يهدمونها فيبنون بها آخرتهم ويبيعونها فيشترون بها ما يبقى لهم ويرفضونها فكانوا برفضها هم الفرحين وباعوها فكانوا ببيعها هم المربحين ونظروا إلى أهلها صرعى قد خلت فيهم المثلات فأحبوا ذكر الموت وتركوا ذكر الحياة يحبون الله تعالى ويستضيئون بنوره ويضيئون به لهم خبر عجيب وعندهم الخبر العجيب بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا وبهم علم الكتاب وبه علموا وليس يرون نائلا مع ما نالوا ولا أماني دون ما يرجون ولا خوفا دون ما يحذرون.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} قيل: من هم يا رب ؟ قال: (الذين أمنوا وكانوا يتقون)
وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) قال: هم الذين إذا رؤوا ذكر الله.
وأخرج الطبراني وأبو الشيخ، وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا وموقوفا {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} قال هم الذين إذا رؤوا يذكر الله لرؤيتهم.
وأخرج ابن المبارك، وابن أبي شيبة، وابن جرير وأبو الشيخ، وابن مردويه عن سعيد بن جبير رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} قال يذكر الله لرؤيتهم.
وأخرج ابن المبارك والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبزار، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قيل يا رسول الله من أولياء الله قال الذين إذا رؤوا ذكر الله
وأخرج أبو الشيخ من طريق مسعر عن سهل بن الأسد رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أولياء الله قال الذين إذا رؤوا ذكر الله.
وأخرج ابن مردويه من طريق مسعر بن بكر بن الأخنس عن سعد رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أولياء الله قال الذين إذا رؤوا ذكر الله.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الضحى رضي الله عنه في قوله {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} قال: هم الذين إذا رؤوا ذكر الله.
وأخرج أحمد، وابن ماجة والحكيم الترمذي، وابن مردويه عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بخياركم قالوا: بلى، قال: خياركم الذين إذا رؤوا ذكر الله.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعا إن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء يوم القيامة بقربهم ومجلسهم منه فجثا أعرابي على ركبيته فقال: يا رسول الله صفهم لنا حلهم لنا، قال: قوم من أفناء الناس من نزاع القبائل تصادقوا في الله وتحابوا في الله يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم يخاف الناس ولا يخافون هم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
وأخرج أحمد والحكيم الترمذي عن عمرو بن الجموح رضي الله عنه أنه سمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحق للعبد حق صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله تعالى فإذا أحب لله وأبغض لله فقد استحق الولاء من الله وإن أوليائي من عبادي وأحبأئي من خلقي الذين يذكرون بذكري وأذكر بذكرهم.
وأخرج أحمد عن عبد الرحمن بن غنم رضي الله عنه يبلغ به النّبيّ صلى الله عليه وسلم خيار عباد الله الذين إذا رؤوا ذكر الله وشر عباد الله المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون البرآء العنت.
وأخرج الحكيم الترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خياركم من ذكركم الله رؤيته وزاد في علمكم منطقه ورغبكم في الآخرة عمله.
وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قيل: يا رسول الله أي جلسائنا خير قال: من ذكركم الله رؤيته وزاد في أعمالكم منطقه وذكركم الآخرة عمله.
وأخرج الحكيم الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول الله أينا
أفضل كي نتخذه جليسا معلما قال: الذي إذا رئي ذكر الله برؤيته.
وأخرج أبو داود وهناد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من عباد الله ناسا يغبطهم الأنبياء والشهداء قيل: من هم يا رسول الله قال: قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب لا يفزعون إذا فزع الناس ولا يحزنون إذا حزنوا ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.
وأخرج ابن أبي الدنيا، وابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ، وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من عباد الله عبادا يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله، قيل: من هم يا رسول الله قال: قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب وجوههم نور على منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم قرأ {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.
وأخرج أحمد، وابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله، قال أعرابي يا رسول الله انعتهم لنا، قال: هم أناس من أبناء الناس ونوازع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة تحابوا في الله وتصافوا في الله يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها يفزع الناس ولا هم يفزعون وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: حقت محبتي للمتحابين في وحقت محبتي للمتزاورين في وحقت محبتي للمتجالسين في الذين يعمرون مساجدي بذكري ويعلمون الناس الخير ويدعونهم إلى طاعتي أولئك أوليائي الذين أظلهم في ظل عرشي وأسكنهم في جواري وآمنهم من عذابي وأدخلهم الجنة قبل الناس بخمسمائة عام يتنعمون فيها وهم فيها خالدون ثم قرأ نبي الله صلى الله عليه وسلم {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} قال الذين يتحابون في الله.
وأخرج ابن مردويه، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} قال هم الذين يتحابون في الله.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن أبي مسلم رضي الله عنه قال: لقيت معاذ بن جبل رضي الله عنه بحمص فقلت: والله إني لأحبك لله، قال: أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله يغبطهم لمكانهم النبيون والشهداء ثم خرجت فلقيت عبادة بن الصامت رضي الله عنه فحدثته بالذي قال معاذ فقال عبادة رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يروي عن ربه عز وجل أنه قال: حقت محبتي للمتحابين في وحقت محبتي للمتزاورين في وحقت محبتي للمتباذلين في على منابر من نور يغبطهم النبيون والصديقون
وأخرج ابن أبي شيبة والحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن مسعود رضي الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للمتحابين في الله تعالى عمودا من ياقوتة حمراء في رأس العمود سبعون ألف غرفة يضيء حسنهم أهل الجنة كما تضيء الشمس أهل الدنيا يقول بعضهم لبعض: انطلقوا بنا حتى ننظر إلى المتحابين في الله فإذا أشرفوا عليها أضاء حسنهم أهل الجنة كما تضيء الشمس لأهل الدنيا عليهم ثياب خضر من سندس مكتوب على جباههم هؤلاء المتحابون في الله.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سابط رضي الله عنه أنبئت أن عن يمين الرحمن - وكلتا يديه يمين - قوما على منابر من نور وجوههم نور عليهم ثياب خضر تغشي أبصار الناظرين رؤيتهم ليسوا بأنبياء ولا شهداء قوم تحابوا في جلال الله حين عصي الله في الأرض.
وأخرج ابن أبي شيبة عن العلاء بن زياد رضي الله عنه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال عباد من عباد الله ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة يقربهم من الله على منابر من نور يقول الأنبياء والشهداء: من هؤلاء فيقول: هؤلاء كانوا يتحابون في الله على غير أموال يتعاطونها ولا أرحام كانت بينهم
وأخرج أحمد عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المتحابين لنرى غرفهم في الجنة كالكوكب الطالع الشرقي أو الغربي فيقال: من هؤلاء فيقال: المتحابون في الله تعالى). [الدر المنثور: 7/671-680]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذين آمنوا وكانوا يتّقون}.
يقول تعالى ذكره: الّذين صدقوا اللّه ورسوله، وما جاء به من عند اللّه، وكانوا يتّقون اللّه بأداء فرائضه واجتناب معاصيه.
وقوله: {الّذين آمنوا} من نعت الأولياء. ومعنى الكلام: ألا إنّ أولياء اللّه الّذين آمنوا وكانوا يتّقون، لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.
فإن قال قائلٌ: فإذ كان معنى الكلام ما ذكرت عندك أفي موضع رفعٍ الّذين آمنوا أم في موضع نصبٍ؟
قيل: في موضع رفعٍ، وإنّما كان كذلك وإن كان من نعت الأولياء لمجيئه بعد خبر الأولياء، والعرب كذلك تفعل خاصّةً في إنّ، إذا جاء نعت الاسم الّذي عملت فيه بعد تمام خبره رفعوه، فقالوا. إنّ أخاك قائمٌ الظّريف، كما قال اللّه: {قل إنّ ربّي يقذف بالحقّ علام الغيوب} وكما قال: {إنّ ذلك لحقٌّ تخاصم أهل النّار}.
وقد اختلف أهل العربيّة في العلّة الّتي من أجلها قيل ذلك كذلك، مع أنّ إجماع جميعهم على أنّ ما قلناه هو الصّحيح من كلام العرب؛ وليس هذا من مواضع الإبانة عن العلل الّتي من أجلها قيل ذلك كذلك). [جامع البيان: 12/213-214]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (الّذين آمنوا وكانوا يتّقون (63)
قوله تعالى: الّذين آمنوا وكانوا يتّقون
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه: ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون قال: قال: من هم يا ربّ؟ قال: الّذين آمنوا وكانوا يتّقون أي: لا يقبل الإيمان إلا بالتّقوى). [تفسير القرآن العظيم: 6/1965]

تفسير قوله تعالى: (لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني طلحة أيضا أنه سمع عطاء بن أبي رباح يقول: {لهم البشرى في الحياة الدنيا}، قال: الرؤيا الصالحة يراها المسلم لنفسه أو ترى له، والرؤيا جزءٌ من سبعة وأربعين جزء من النبوة). [الجامع في علوم القرآن: 1/91]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن هذه الآية: {لهم البشرى في الحياة الدنيا}، قال: هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له). [الجامع في علوم القرآن: 1/111]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني سليمان بن بلالٍ عن شريك بن عبد اللّه عن عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه أنّ رجلا سأل رسول اللّه عن قول الله: {الذين آمنوا وكانوا (63) يتّقون لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة}، فقال رسول اللّه: ما سئلت عنها بعد، ولقد كنت أحبّ أن أسأل عنها، فقال رسول اللّه: البشرى في الحياة الدّنيا الرّؤيا الصّالحة يراها الرّجل المسلم أو ترى له، وفي الآخرة الجنّة). [الجامع في علوم القرآن: 2/44-45]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله لهم البشرى في الحياة الدنيا قال البشارة عند الموت قال معمر وقال الزهري البشارة عند الموت). [تفسير عبد الرزاق: 1/296]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن يحيى بن أبي كثير يرويه عن النبي لهم البشرى في الحياة الدنيا قال الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له). [تفسير عبد الرزاق: 1/296]

قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( [الآية (64) : قوله تعالى: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة... } ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا سفيان، عن محمد بن المنكدر، سمع عطاء بن يسار، يخبر عن رجلٍ من أهل مصر، قال: سألت أبا الدّرداء عن قول اللّه عزّ وجلّ: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا}، قال: ما سألني عنها أحدٌ قبلك منذ سألت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عنها، إلّا رجل واحد، قال: ((هي الرّؤيا الصّالحة يراها الرّجل المسلم أو ترى له)).
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن عطاء بن يسارٍ، عن رجلٍ من أهل مصر، عن أبي الدّرداء، قال: سأله رجلٌ عن هذه الآية: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا}، قال: لقد سألت عن شيءٍ ما سمعت أحدًا سأل عنه بعد رجلٍ سأل رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فقال له: ((هي الرّؤيا الصّالحة يراها المسلم أو ترى له، فهي بشراه في الحياة الدّنيا، وبشراه في الآخرة: الجنة)).
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا حمّاد بن زيدٍ، عن عثمان بن (عبيدٍ) الرّاسبيّ، قال: حدّثني أبو الطّفيل عامر بن واثلة، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((لا نبوّة بعدي إلّا المبشّرات))، فقيل: يا رسول اللّه، وما المبشّرات؟ قال: ((الرّؤيا الصالحة)).
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا سفيان، قال: حدّثني سليمان بن سحيم، عن إبراهيم بن عبد اللّه بن معبد بن عباس، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قال: كشف رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم السّتارة والنّاس صفوفٌ خلف أبي بكرٍ رضي اللّه عنه فقال: ((إنّه لم يبق من مبشّرات النّبوّة إلّا الرّؤيا الصّالحة يراها المسلم أو ترى له، ألا إنّي نهيت أن أقرأ راكعًا أو ساجدًا، فأمّا الرّكوع، فعظّموا الرّبّ (فيه)، وأمّا السّجود، فاجتهدوا في الدّعاء فقمنٌ أن يستجاب لكم)) ). [سنن سعيد بن منصور: 5/318-325]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا يعلى بن عبيدٍ، عن أبي بسطامٍ، عن الضّحّاك {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} قال: يعلم أين هو قبل الموت). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 445]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا ابن أبي عمر، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن المنكدر، عن عطاء بن يسارٍ، عن رجلٍ، من أهل مصر قال: سألت أبا الدّرداء، عن هذه الآية {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} قال: ما سألني عنها أحدٌ منذ سألت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم عنها فقال: ما سألني عنها أحدٌ غيرك منذ أنزلت، فهي الرّؤيا الصّالحة يراها المسلم أو ترى له.

حدّثنا ابن أبي عمر، قال: حدّثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيعٍ، عن أبي صالحٍ السّمّان، عن عطاء بن يسارٍ، عن رجلٍ، من أهل مصر، عن أبي الدّرداء، فذكر نحوه.
حدّثنا أحمد بن عبدة الضّبّيّ، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عاصم ابن بهدلة، عن أبي صالحٍ، عن أبي الدّرداء، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نحوه، وليس فيه عن عطاء بن يسارٍ.
وفي الباب عن عبادة بن الصّامت). [سنن الترمذي: 5/137-138]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات اللّه ذلك هو الفوز العظيم}.
يقول تعالى ذكره: البشرى من اللّه في الحياة الدّنيا وفي الآخرة لأولياء اللّه الّذين آمنوا وكانوا يتّقون.
ثمّ اختلف أهل التّأويل في البشرى الّتي بشّر اللّه بها هؤلاء القوم ما هي، وما صفتها؟ فقال بعضهم: هي الرّؤية الصّالحة يراها الرّجل المسلم أو ترى له، وفي الآخرة الجنّة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن شعبة، عن سليمان، عن ذكوان، عن شيخٍ، عن أبي الدّرداء، قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن هذه الآية: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: الرّؤيا الصّالحة يراها المؤمن أو ترى له.
- حدّثنا العبّاس بن الوليد، قال: أخبرني أبي قال، أخبرنا الأوزاعيّ، قال: أخبرني يحيى بن أبي كثيرٍ، قال: ثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن، قال: سأل عبادة بن الصّامت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، عن هذه الآية: {الّذين آمنوا وكانوا يتّقون لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لقد سألتني عن شيءٍ ما سألني عنه أحدٌ قبلك، أو قال: غيرك. قال: هي الرّؤية الصّالحة يراها الرّجل الصّالح، أو ترى له.
- حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا أبو داود عمّن ذكره، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن عبادة بن الصّامت، قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن قول اللّه تعالى: {الّذين آمنوا وكانوا يتّقون لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: هي الرّؤية الصّالحة يراها المسلم أو ترى له.
- حدّثنا أبو قلابة، قال: حدّثنا مسلمٌ، قال: حدّثنا أبان، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن أبي سلمة، عن عبادة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، نحوه.
- حدّثنا ابن المثنّى، وأبو عثمان بن عمر، قالا: حدّثنا عليّ بن يحيى، عن أبي سلمة، قال: نبّئت أنّ عبادة بن الصّامت سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن هذه الآية: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} فقال: سألتني عن شيءٍ ما سألني عنه أحدٌ قبلك؛ هي الرّؤيا الصّالحة يراها الرّجل أو ترى له.
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن عطاء بن يسارٍ، عن رجلٍ من أهل مصر، عن أبي الدّرداء: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} قال: سأل رجلٌ أبا الدّرداء عن هذه الآية، فقال: لقد سألتني عن شيءٍ ما سمعت أحدًا سأل عنه بعد رجلٍ سأل عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: هي الرّؤيا الصّالحة يراها الرّجل المسلم أو ترى له، بشراه في الحياة الدّنيا، وبشراه في الآخرة الجنّة.
- حدّثني سعيد بن عمرٍو السّكونيّ، قال: حدّثنا عثمان بن سعيدٍ، عن سفيان، عن ابن المنكدر، عن عطاء بن يسارٍ، عن رجلٍ من أهل مصر، قال: سألت أبا الدّرداء عن هذه الآية: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} فقال: ما سألني عنها أحدٌ منذ سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم غيرك، إلاّ رجلاً واحدًا؛ سألت عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: ما سألني عنها أحدٌ منذ أنزلها اللّه غيرك إلاّ رجلاً واحدًا، هي الرّؤيا الصّالحة يراها المسلم أو ترى له.
- حدّثنا عمرو بن عبد الحميد، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن المنكدر، سمع عطاء بن يسارٍ، يخبر عن رجلٍ من أهل مصر، أنّه سأل أبا الدّرداء عن: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} ثمّ ذكر نحو حديث سعيد بن عمرٍو السّكونيّ، عن عثمان بن سعيدٍ.
- حدّثني أبو حميدٍ الحمصيّ أحمد بن المغيرة، قال: ثني يحيى بن سعيدٍ، قال: حدّثنا عمر بن عمرو بن عبدٍ الأحموشيّ، عن حميد بن عبد اللّه المزنيّ، قال: أتى رجلٌ عبادة بن الصّامت، فقال: آيةٌ في كتاب اللّه أسألك عنها، قول اللّه تعالى: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} فقال عبادة: ما سألني عنها أحدٌ قبلك، سألت عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال مثل ذلك: ما سألني عنها أحدٌ قبلك؛ الرّؤيا الصّالحة يراها العبد المؤمن في المنام أو ترى له.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو بكرٍ، قال: حدّثنا هشامٌ، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: الرّؤيا الحسنة هي البشرى يراها المسلم، أو ترى له.
- قال: حدّثنا أبو بكرٍ، عن أبي حصينٍ، عن أبي صالحٍ، قال: قال أبو هريرة: الرّؤيا الحسنة بشرى من اللّه، وهي المبشّرات.
- حدّثنا محمّد بن حاتمٍ المؤدّب، قال: حدّثنا عمّار بن محمّدٍ، قال: حدّثنا الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} الرّؤيا الصّالحة يراها العبد الصّالح أو ترى له، وهي في الآخرة الجنّة.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا محمّد بن يزيد، قال: حدّثنا رشدين بن سعدٍ، عن عمرو بن الحارث، عن أبي السّمح، عن عبد الرّحمن بن جبيرٍ، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} الرّؤيا الصّالحة يبشّر بها العبد، جزءٌ من تسعةٍ وأربعين جزءًا من النّبوّة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا موسى بن عبيدة، عن أيّوب بن خالد بن صفوان، عن عبادة بن الصّامت، أنّه قال لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} فقد عرفنا بشرى الآخرة، فما بشرى الدّنيا؟ قال: الرّؤيا الصّالحة يراها العبد أو ترى له، وهي جزءٌ من أربعةٍ وأربعين جزءًا، أو سبعين جزءًا من النّبوّة.
- حدّثنا عليّ بن سهلٍ، قال: حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، قال: حدّثنا أبو عمرٍو، قال: حدّثنا يحيى بن أبي كثيرٍ، عن أبي سلمة، عن عبادة بن الصّامت، أنّه سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن هذه الآية: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} فقال: لقد سألتني عن شيءٍ ما سألني عنه أحدٌ من أمّتي قبلك؛ هي الرّؤيا الصّالحة يراها المسلم أو ترى له، وفي الآخرة الجنّة.
- حدّثنا أحمد بن حمّادٍ الدّولابيّ، قال: حدّثنا سفيان، عن عبيد اللّه بن أبي يزيد، عن أبيه، عن سباع بن ثابتٍ، عن أمّ كرزٍ الكعبيّة، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ذهبت النّبوّة وبقيت المبشّرات.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن الأعمش، عن ذكوان، عن رجلٍ، عن أبي الدّرداء، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، في قوله: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} قال: الرّؤيا الصّالحة يراها المسلم أو ترى له، وفي الآخرة الجنّة.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن عطاء بن يسارٍ، عن رجلٍ كان بمصر، قال: سألت أبا الدّرداء عن هذه الآية: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} فقال أبو الدّرداء: ما سألني عنها أحدٌ منذ سألت عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ما سألني عنها أحدٌ قبلك؛ هي الرّؤيا الصّالحة يراها المسلم أو ترى له، وفي الآخرة الجنّة.
- قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن عاصمٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي الدّرداء، قال: سألت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن قوله: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} قال: ما سألني عنها أحدٌ غيرك؛ هي الرّؤيا الصّالحة يراها المسلم أو ترى له.
- قال: حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي الدّرداء في قوله: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} قال: سألت عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: ما سألني عنها أحدٌ من قبلك؛ هي الرّؤيا الصّالحة يراها العبد أو ترى له، وفي الآخرة الجنّة.
- قال: حدّثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينارٍ، عن عبد العزيز بن رفيعٍ، عن أبي صالحٍ، قال ابن عيينة؛ ثمّ سمعته من عبد العزيز، عن أبي صالحٍ السّمّان، عن عطاء بن يسارٍ، عن رجلٍ من أهل مصر، قال: سألت أبا الدّرداء عن هذه الآية: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} قال: ما سألني عنها أحدٌ منذ سألت عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: ما سألني عنها أحدٌ منذ أنزلت عليّ إلاّ رجلٌ واحدٌ؛ هي الرّؤيا الصّالحة يراها الرّجل أو ترى له.
- قال: حدّثنا عبد اللّه بن بكرٍ السّهميّ، عن حاتم بن أبي صغيرة، عن عمرو بن دينارٍ: أنّه سأل رجلاً من أهل مصر فقيهًا قدم عليهم في بعض تلك المواسم، قال: قلت: ألا تخبرني عن قول اللّه تعالى: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} قال: سألت عنها أبا الدّرداء، فأخبرني أنّه سأل عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: هي الرّؤيا الحسنة يراها العبد أو ترى له.
- قال: حدّثنا أبي، عن عليّ بن مباركٍ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن عبادة بن الصّامت قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن قول اللّه تعالى: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} قال: هي الرّؤيا الصّالحة يراها العبد أو ترى له.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا مسلم بن إبراهيم، وأبو الوليد الطّيالسيّ، قالا: حدّثنا أبان، قال: حدّثنا يحيى، عن أبي سلمة، عن عبادة بن الصّامت، قال: قلت: يا رسول اللّه، قال اللّه تعالى: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} فقال: لقد سألتني عن شيءٍ ما سألني عنه أحدٌ قبلك أو أحدٌ من أمّتي قال: هي الرّؤيا الصّالحة يراها الرّجل الصّالح أو ترى له.
- قال: حدّثنا الحجّاج بن المنهال، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عاصم ابن بهدلة، عن أبي صالحٍ، قال: سمعت أبا الدّرداء وسئل عن: {الّذين آمنوا وكانوا يتّقون لهم البشرى في الحياة الدّنيا} قال: ما سألني عنها أحدٌ قبلك منذ سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عنها، فقال: ما سألني عنها أحدٌ قبلك؛ هي الرّؤيا الصّالحة يراها العبد أو ترى له.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عبيد اللّه بن أبي يزيد، عن نافع بن جبيرٍ، عن رجلٍ، من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، في قوله: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} قال: هي الرّؤيا الحسنة يراها الإنسان أو ترى له.
- وقال ابن جريجٍ، عن عمرو بن دينارٍ، عن أبي الدّرداء، أو ابن جريجٍ عن محمّد بن المنكدر، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي الدّرداء، قال: سألت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عنها، فقال: هي الرّؤيا الصّالحة.
- وقال ابن جريجٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: هي الرّؤيا يراها الرّجل.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، قال: هي الرّؤيا الصّالحة يراها المسلم أو ترى له.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} قال: هي الرّؤيا الصّالحة يراها العبد الصّالح.
- قال: حدّثنا ابن فضيلٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، قال: هي الرّؤيا الصّالحة يراها المسلم أو ترى له.
- قال: حدّثنا عبدة بن سليمان، عن طلحة القنّاد، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} قال: هي الرّؤيا الحسنة يراها العبد المسلم لنفسه أو لبعض إخوانه.
- قال: حدّثنا أبي، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: كانوا يقولون: الرّؤيا من المبشّرات.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن قيس بن سعدٍ، أنّ رجلاً سأل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عنها، فقال: ما سألني عنها أحدٌ من أمّتي منذ أنزلت عليّ قبلك قال: هي الرّؤيا الصّالحة يراها الرّجل لنفسه أو ترى له.
- قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن العوّام، عن إبراهيم التّيميّ، أنّ ابن مسعودٍ، قال: ذهبت النّبوّة، وبقيت المبشّرات، قيل: وما المبشّرات؟ قال: الرّؤيا الصّالحة يراها الرّجل أو ترى له.
- قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} فهو قوله لنبيّه: {وبشّر المؤمنين بأنّ لهم من اللّه فضلاً كبيرًا} قال: هي الرّؤيا الحسنة يراها المؤمن أو ترى له.
- قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا محمّد بن حربٍ، قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن عطاءٍ، في قوله: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} قال: هي رؤيا الرّجل المسلم يبشّر بها في حياته.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أنّ درّاجًا أبا السّمح حدّثه عن عبد الرّحمن بن جبيرٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} الرّؤيا الصّالحة يبشّر بها المؤمن جزءٌ من ستّةٍ وأربعين جزءًا من النّبوّة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا أنس بن عياضٍ، عن هشامٍ، عن أبيه في هذه الآية: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} قال: هي الرّؤيا الصّالحة يراها الرّجل أو ترى له.
- حدّثنا محمّد بن عوفٍ، قال: حدّثنا أبو المغيرة، قال: حدّثنا صفوان، قال: حدّثنا حميد بن عبد اللّه: أنّ رجلاً سأل عبادة بن الصّامت عن قول اللّه تعالى: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} فقال عبادة: لقد سألتني عن أمرٍ ما سألني عنه أحدٌ قبلك، ولقد سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عمّا سألتني، فقال لي: يا عبادة لقد سألتني عن أمرٍ ما سألني عنه أحدٌ من أمّتي؛ تلك الرّؤيا الصّالحة يراها المؤمن لنفسه أو ترى له.
وقال آخرون: هي بشارةٌ يبشّر بها المؤمن في الدّنيا عند الموت.
ذكر من قال ذلك.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الزّهريّ، وقتادة: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} قال: هي البشارة عند الموت في الحياة الدّنيا.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يعلى، عن أبي بسطامٍ، عن الضّحّاك، {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} قال: يعلم أين هو قبل الموت.
وأولى الأقوال في تأويل ذلك بالصّواب أن يقال: إنّ اللّه تعالى ذكره أخبر أنّ لأوليائه المتّقين البشرى في الحياة الدّنيا، ومن البشارة في الحياة الدّنيا الرّؤيا الصّالحة يراها المسلم أو ترى له؛ منها بشرى الملائكة إيّاه عند خروج نفسه برحمة اللّه، كما روي عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ الملائكة الّتي تحضره عند خروج نفسه، تقول لنفسه: اخرجي إلى رحمة اللّه ورضوانه.
ومنها: بشرى اللّه إيّاه ما وعده في كتابه وعلى لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم من الثّواب الجزيل، كما قال جلّ ثناؤه: {وبشّر الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات أنّ لهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار} الآية. وكلّ هذه المعاني من بشرى اللّه إيّاه في الحياة الدّنيا بشّره بها، ولم يخصّص اللّه من ذلك معنًى دون معنى، فذلك ممّا عمّه جلّ ثناؤه أنّ {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} وأمّا في الآخرة فالجنّة.
وأمّا قوله: {لا تبديل لكلمات اللّه} فإنّ معناه: إنّ اللّه لا خلف لوعده ولا تغيير لقوله عمّا قال؛ ولكنّه يمضي لخلقه مواعيده، وينجزها لهم.
- وقد حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أيّوب، عن نافعٍ، قال: أطال الحجّاج الخطبة، فوضع ابن عمر رأسه في حجري، فقال الحجّاج: إنّ ابن الزّبير بدّل كتاب اللّه فقعد ابن عمر فقال: لا تستطيع أنت ذاك ولا ابن الزّبير {لا تبديل لكلمات اللّه} فقال الحجّاج: لقد أوتيت علمًا أن تفعل. قال أيّوب: فلمّا أقبل عليه في خاصّة نفسه سكت.
وقوله: {ذلك هو الفوز العظيم} يقول تعالى ذكره: هذه البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة هي الفوز العظيم، يعني الظّفر بالحاجة والطّلبة والنّجاة من النّار). [جامع البيان: 12/214-226]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات اللّه ذلك هو الفوز العظيم (64)
قوله تعالى: لهم البشرى في الحياة الدنيا
[الوجه الأول]
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن عطاء بن بشّارٍ، عن رجلٍ من مصر، عن أبي الدّرداء قال: سئل عن هذه الآية: م البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة قال: لقد سألت عن شيءٍ ما سمعت أحدًا سأل عنه بعد رجلٍ سأل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هي الرّؤيا الصّالحة يراها الرّجل المسلم أو ترى له بشراه في الحياة الدّنيا، وبشراه في الآخرة الجنّة.
- حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن يزيد المقرئ، ثنا سفيان، عن محمّد بن المنكدر، عن عطاء بن دينارٍ، عن رجلٍ من أهل مصر قال: سألت أبا الدّرداء عن قوله: لهم البشرى قال: لم يسألني عنها أحدٌ منذ سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: ما سألني عنها أحدٌ غيرك منذ أنزلت هي: الرّؤيا الصّالحة يراها الرّجل أو ترى له.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا المنذر بن شاذان، ثنا يعلى، ثنا أبو بسطامٍ، عن الضّحّاك في قوله: هم البشرى في الحياة الدّنيا
قال: يعلم أين هو قبل أن يموت، وروى عن زيد ابن أسلم نحو ذلك.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا أبي، ثنا نعيم بن حمّادٍ، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن عمر، عن الزهري وقتادةهم البشرى في الحياة الدنيا
قالا: يعني: الشّهادة عند الموت في الحياة الدّنيا
قوله تعالى: في الآخرة
- حدّثنا عمرو بن عبد اللّه الأوديّ، ثنا وكيعٌ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن عطاء بن بشّارٍ، عن رجلٍ كان يفتي بمصر قال: سألت أبا الدّرداء عن هذه الآية: هم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة، فقال أبو الدّرداء: ما سألني عنها أحدٌ منذ سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ما سألني عنها أحدٌ قبلك، هي الرّؤيا الصّالحة يراها المؤمن أو ترى له، وفي الآخرة الجنة.
قوله: تبديل لكلمات اللّه
- حدّثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان، ثنا إبراهيم أبو مسلمٍ أنبأ السّكن، موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعبٍ القرظي يعني قوله: تبديل لكلمات اللّه
قال: لا تبديل لشيءٍ قاله في الدّنيا ولا في الآخرة.
قوله: لك
- حدّثني موسى بن أبي موسى، ثنا هارون بن حاتمٍ بن عبد الرحمن بن أبي حماد، أسباطٌ، عن السّدّيّ: عن أبي مالكٍ قوله: لك يعني: هذا.
قوله: فوز
- قرأت على محمّد بن الفضل بن موسى، ثنا محمد بن علي، محمد ابن مزاحمٍ، ثنا بكر بن معروفٍ، عن مقاتل بن حيّان، قوله: فوزا يقول: نصيبا
قوله: عظيمٌ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، ثنا عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: عظيمًا). [تفسير القرآن العظيم: 6/1965-1966]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصّفّار، ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا أبو النّعمان، ثنا إسماعيل بن عليّة، ثنا أيّوب، عن نافعٍ، قال: أطال الحجّاج الخطبة فوضع ابن عمر رأسه في حجري، فقال الحجّاج: إنّ ابن الزّبير بدّل كتاب اللّه، فقعد ابن عمر فقال: " لا يستطيع ذاك أنت ولا ابن الزّبير {لا تبديل لكلمات اللّه} [يونس: 64] فقال الحجّاج: لقد أوتيت علمًا إن نفعك «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/370]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أحمد بن كاملٍ القاضي، ثنا أبو قلابة، ثنا أبو عاصمٍ، ثنا عليّ بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن عبادة بن الصّامت رضي اللّه عنه، قال: سألت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم عن قول اللّه عزّ وجلّ {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} [يونس: 64] قال: «هي الرّؤيا الصّالحة، يراها الرّجل، أو ترى له» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/370]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} [يونس: 64] قال: «هي الرؤيا الصالحة، يراها المؤمن، أو ترى له». أخرجه الترمذي). [جامع الأصول: 2/191]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: سأله رجلٌ من أهل مصر عن هذه الآية {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} ؟ قال: ما سألني عنها أحدٌ منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «ما سألني عنها أحد غيرك منذ أنزلت: هي الرؤيا الصالحة، يراها المسلم، أو ترى له». أخرجه الترمذي). [جامع الأصول: 2/191]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} [يونس: 64].
- عن عبد اللّه بن عمرٍو «عن النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - أنّه قال: لهم البشرى في الحياة الدّنيا قال: " الرّؤيا الصّالحة يبشّرها المؤمن» ".
رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسنٌ وفيه ضعفٌ.
- وعن جابر بن عبد اللّه بن رئابٍ «عن النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - في قول اللّه - تبارك وتعالى -: ({لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} [يونس: 64] قال: " هي الرّؤيا يراها المسلم أو ترى له».
رواه البزّار، وفيه محمّد بن السّائب الكلبيّ، وهو ضعيفٌ جدًا). [مجمع الزوائد: 7/36]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا محمّد بن يحيى القطعيّ، ثنا عمر بن عليٍّ المقدّميّ، ثنا محمّد بن السّائب، عن أبي صالحٍ، عن جابر بن عبد اللّه بن رئابٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، في قول اللّه تبارك وتعالى: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} [يونس: 64]، قال: «هي الرّؤيا يراها المسلم أو ترى له»). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/52]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 64.
أخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه والحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن عطاء بن يسار عن رجل من أهل مصر قال: سألت أبا الدرداء رضي الله عنه عن قول الله تعالى {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} فقال: ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما سألني عنها أحد غيرك منذ أنزلت، هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له فهي بشراه في الحياة الدنيا وبشراه في الآخرة الجنة.
وأخرج الطيالسي وأحمد والدارمي والترمذي، وابن ماجة والهيثم بن كليب الشامي والحكيم الترمذي، وابن جرير، وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله {لهم البشرى في الحياة الدنيا} قال هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له.
وأخرج أحمد، وابن جرير وأبو الشيخ، وابن مردويه والبيهقي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله {لهم البشرى في الحياة الدنيا} قال الرؤيا الصالحة يبشر بها المؤمن وهي جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة فمن رأى ذلك فليخبر بها وادا ومن رأى سوى ذلك فإنما هو من الشيطان ليحزنه فلينفث عن يساره ثلاثا وليسكت ولا يخبر بها أحدا.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} قال هي في الدنيا الرؤيا الصالحة يراها العبد الصالح أو ترى له وفي الآخرة الجنة.
وأخرج ابن سعد والبزار، وابن مردويه والخطيب في المتفق والمفترق من طريق الكلبي عن أبي صالح، عن جابر بن عبد الله بن رباب وليس بالأنصاري عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} قال هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له
وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت وأبو الشيخ، وابن مردويه وأبو القاسم بن منده في كتاب سؤال القبر من طريق أبي جعفر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: أتى رجل من أهل البادية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أخبرني عن قول الله {الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما قوله {لهم البشرى في الحياة الدنيا} فهي الرؤيا الحسنة ترى للمؤمن فيبشر بها في دنياه وأما قوله {وفي الآخرة} فإنها بشارة المؤمن عند الموت إن الله قد غفر لك ولمن حملك إلى قبرك.
وأخرج ابن مردويه من طريق أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} قال ما سألني عنها أحد: هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له وفي الآخرة الجنة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} قال هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {لهم البشرى في الحياة الدنيا} قال: هي الرؤيا الحسنة يراها المسلم لنفسه أو لبعض إخوانه.
وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي وابن ماجة، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كشف النّبيّ صلى الله عليه وسلم الستارة في مرضه الذي مات فيه والناس صفوف خلف أبي بكر رضي الله عنه فقال: إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له.
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد، وابن مردويه عن أبي الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نبوة بعدي إلا بالمبشرات، قيل يا رسول الله: وما المبشرات قال: الرؤيا الصالحة.
وأخرج ابن مردويه عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال ذهبت النبوة فلا نبوة بعدي وبقيت المبشرات رؤيا المسلم الحسنة يراها المسلم أو ترى له.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه، وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرسالة والنبوة قد انقطعتا فلا رسول بعدي ولا نبي ولكن المبشرات، قالوا: يا رسول الله وما المبشرات قال: رؤيا المسلم هي جزء من أجزاء النبوة
وأخرج أحمد، وابن مردويه عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة بشرى من الله وهي جزء من أجزاء النبوة.
وأخرج أحمد، وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: لا يبقى بعدي شيء من النبوة إلا المبشرات، قالوا: يا رسول الله وما المبشرات قال: الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له.
وأخرج ابن ماجة، وابن جرير عن أم كند الكعبية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ذهبت النبوة وبقيت المبشرات.
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي، وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة والرؤيا ثلاث، فالرؤيا الصالحة بشرى من الله والرؤيا مما تحزن الشيطان والرؤيا مما يحدث بها الرجل نفسه وإذا رأى أحدكم ما يكره فليقم وليتفل ولا يحدث به الناس وأحب القيد في النوم وأكره الغل القيد ثبات في الدين، ولفظ ابن ماجة: فإذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقصها إن شاء وإن رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد وليقم يصلي.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة.
وأخرج البخاري والترمذي والنسائي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها
وليحدث بها وإذا رأى غيره مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري، وابن ماجة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا، ولفظ ابن أبي شيبة، وابن ماجة: جزء من سبعين جزءا من النبوة.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري، وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة.
وأخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا: وما المبشرات قال: الرؤيا الصالحة.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن ماجة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: الرؤيا من المبشرات وهي جزء من سبعين جزءا من النبوة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عروة {لهم البشرى في الحياة الدنيا} قال: هي الرؤيا الصالحة يراها العبد الصالح.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد {لهم البشرى في الحياة الدنيا} قال: هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له.
وأخرج الحكيم الترمذي، وابن مردويه عن حميد بن عبد الله رضي الله عنه، أن رجلا سأل عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن قوله {لهم البشرى في الحياة الدنيا} فقال عبادة رضي الله عنه: سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن لنفسه أو ترى له وهو كلام يكلم به ربك عبده في المنام.
وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أنه كان يقول: إذا أصبح من رأى رؤيا صالحة فليحدثنا بها لأن يرى لي رجل مسلم أسبغ وضوءه رؤيا صالحة أحب إلي من كذا وكذا
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي وصححه، وابن ماجة عن أبي رزين رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وهي على رجل طائر ما لم يحدث بها فإذا حدث بها وقعت.
وأخرج مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي، وابن ماجة عن أبي قتادة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا من الله والحلم من الشيطان فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات ثم ليستعذ بالله من الشيطان فإنها لا تضره.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا على ثلاثة، تخويف من الشيطان ليحزن به ابن آدم ومنه الأمر يحدث به نفسه في اليقظة فيراه في المنام ومنه جزء من ستة وأربعين جزءا النبوة.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن سمير بن أبي واصل رضي الله عنه قال: كان يقال: إذا أراد الله بعبده خيرا عاتبه في نومه.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {لهم البشرى في الحياة الدنيا} قال: هو قوله لنبيه صلى الله عليه وسلم (وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا) (الأحزاب الآية 47).
وأخرج ابن المنذر من طريق مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: آيتان يبشر بهما المؤمن عند موته {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} وقوله (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) (فصلت الآية 30).
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي الدنيا في ذكر الموت، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وأبو القاسم بن منده في كتاب سؤال القبر عن الضحاك في قوله {لهم البشرى في الحياة الدنيا} قال: يعلم أين هو قبل أن يموت.
وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الزهري وقتادة رضي الله عنه في قوله {لهم البشرى في الحياة الدنيا} قالا: البشارة عند الموت.
وأخرج ابن جرير والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات عن نافع رضي الله عنه قال: خطب الحجاج فقال: إن ابن الزبير بدل كتاب الله، فقال ابن عمر رضي الله عنهما: لا تستطيع ذلك أنت ولا ابن الزبير {لا تبديل لكلمات الله}). [الدر المنثور: 7/680-689]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 09:13 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: رأَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
يروى أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم من أولياء الله فقال الذين إذا رؤوا ذكر الله
حدثنا أبو جعفر قال نا الحسين بن عمر الكوفي ببغداد قال نا العلاء بن عمرو قال نا يحيى بن اليمان عن أشعث بن إسحاق القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} قال يذكر الله جل وعز برؤيتهم). [معاني القرآن: 3/302]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون...الّذين آمنوا وكانوا يتّقون...}
{الذين} في موضع رفع؛ لأنه نعت جاء بعد خبر إن؛ كما قال {إن ذلك لحقٌّ تخاصم أهل النار} وكما قال {قل إنّ ربّي يقذف بالحقّ علاّم الغيوب} والنصب في كل ذلك جائز على الإتباع للاسم الأوّل وعلى تكرير {إنّ}.
وإنما رفعت العرب النعوت إذا جاءت بعد الأفاعيل في {إنّ} لأنهم رأوا الفعل مرفوعا، فتوهّموا أن صاحبه مرفوع في المعنى - لأنهم لم يجدوا في تصريف المنصوب اسما منصوبا وفعله مرفوع - فرفعوا النعت. وكان الكسائيّ يقول: جعلته - يعني النعت - تابعا للاسم المضمر في الفعل؛ وهو خطأ وليس بجائز؛ لأن (الظريف) وما أشبهه أسماء ظاهرة، ولا يكون الظاهر نعتا لمكنيّ إلا ما كان مثل نفسه وأنفسهم، وأجمعين، وكلهم؛ لأن هذه إنما تكون أطرافا لأواخر الكلام؛ لا يقال مررت بأجمعين، كما يقال مررت بالظريف.
وإن شئت جعلت قوله: {الّذين آمنوا وكانوا يتّقون} رفعا.
بقوله: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا}). [معاني القرآن: 1/470-471]

تفسير قوله تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( {لهم البشرى في الحياة الدّنيا}.
وذكر أن البشرى في الحياة الدنيا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له، وفي الآخرة الجنة. وقد يكون قوله: {لهم البشرى} ما بشّرهم به في كتابه من موعوده،
فقال {ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات} في كثير من القرآن.
ثم قال لهم {لا تبديل لكلمات اللّه} أي لا خلف لوعد الله). [معاني القرآن: 1/471]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} يقال: الرؤيا الصالحة.
{في الآخرة}: الجنة. {لا تبديل لكلمات اللّه} أي لا خلف لمواعيده). [تفسير غريب القرآن: 197]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات اللّه ذلك هو الفوز العظيم}
جاء في أكثر التفسير. البشرى، الرؤيا الصالحة يراها المؤمن في منامه.
وفي الآخرة، الجنة، وهو - واللّه أعلم - أن البشرى ما بشرهم الله به، وهو
قوله: {يبشّرهم ربّهم برحمة منه ورضوان وجنّات لهم فيها نعيم مقيم}.
وهذا يدل عليه: {لا تبديل لكلمات اللّه} ). [معاني القرآن: 3/26-27]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة}
قال عبادة بن الصامت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله جل وعز: {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} فقال هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له وفي الآخرة الجنة
وفيها قول آخر رواه شعبة عن ابن عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قلت للنبي صلى الله عليه وسلم الرجل يعمل لنفسه خيرا ويحبه الناس فقال تلك عاجل بشرى المؤمنين في الدنيا
وقوله جل وعز: {لا تبديل لكلمات الله} أي لا خلف لوعده
وقيل معنى لا تبديل لكلمات الله لا تبديل لأخباره أي لا ينسخها شيء ولا تكون إلا كما قال). [معاني القرآن: 3/303]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا} في الرؤيا الصالحة، وقيل: ما يراه عند الموت. {وَفِي الآخِرَةِ} الجنة.
{لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ} أي لا خلف لمواعيده). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 103]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 09:15 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ولا يجوز أن يكون هذا النفي إلا عاماً. من ذلك قول الله عز وجل {لا عاصم اليوم من أمر الله} وقال {لا ريب فيه} وقال: {لا ملجأ من الله إلا إليه}.
فإن قدرت دخولها على شيء قد عمل فيه غيرها لم تعمل شيئاً، وكان الكلام كما كان عليه؛ لأنك أدخلت النفي على ما كان موجباً، وذلك قولك: أزيد في الدار أم عمرو? فتقول: لا زيد في الدار ولا عمرو.
وكذلك تقول: أرجل في الدار أم امرأة? فالجواب: لا رجل في الدار ولا امرأة. لا تبالي معرفةً كانت أم نكرةً. وعلى هذا قراءة بعضهم: {لا خوف عليهم} ومن قرأ: (لا خوفَ عليهم) فعلى ما ذكرت لك.
وأما قوله: {ولا هم يحزنون} فلا يكون هم إلا رفعاً؛ لأن لا لا تعمل في المعارف). [المقتضب: 4/359] (م)

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) }

تفسير قوله تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (حدثني محمد بن زياد، قال: أخبرنا عبد العزيز الدراوردي، عن هشام بن عروة، عن أبيه؛ أنه قال في قول الله عز وجل: {لهم البشرى في الحياة الدنيا} قال: هي الرؤيا الصالحة، يراها الرجل الصالح، أو ترى له). [تعبير الرؤيا: 24]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 09:16 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 09:16 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:05 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:05 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)}

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وألا استفتاح وتنبيه، وأولياء اللّه هم المؤمنون الذين والوه بالطاعة والعبادة، وهذه الآية يعطي ظاهرها أن من آمن واتقى فهو داخل في أولياء الله، وهذا هو الذي تقتضيه الشريعة في الولي، وإنّما نبهنا هذا التنبيه حذرا من بعض الوصفية وبعض الملحدين في الولي، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذ سئل عن أولياء الله؟فقال: الذين إذا رأيتهم ذكرت الله.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا وصف لازم للمتقين لأنهم يخشعون ويخشعون، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا أنه قال: «أولياء الله قوم تحابوا في الله واجتمعوا في ذاته لم تجمعهم قرابة ولا مال يتعاطونه وقوله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون يحتمل أن يكون في الآخرة، أي لا يهتمون بهمها ولا يخافون عذابا ولا عقابا ولا يحزنون لذلك، ويحتمل أن يكون ذلك في الدنيا أي لا يخافون أحدا من أهل الدنيا ولا من أعراضها ولا يحزنون على ما فاتهم منها، والأول أظهر والعموم في ذلك صحيح لا يخافون في الآخرة جملة ولا في الدنيا الخوف الدنياوي الذي هو في فوت آمالها وزوال منازلها وكذلك في الحزن، وذكر الطبري عن جماعة من العلماء مثل ما في الحديث من الأولياء الذين إذا رآهم أحد ذكر الله، وروي فيهم حديث: «إن أولياء الله هم قوم يتحابون في الله وتجعل لهم يوم القيامة منابر من نور وتنير وجوههم، فهم في عرصة القيامة لا يخافون ولا يحزنون»، وروي عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن من عباد الله عبادا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء بمكانهم من الله قالوا ومن هم يا رسول الله؟ قال: «قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام ولا أموال»، الحديث، ثم قرأ ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون). [المحرر الوجيز: 4/ 497-498]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)}

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله الّذين آمنوا يصح أن يكون في موضع نصب على البدل من الأولياء، ويصح أن يكون في موضع رفع على الابتداء على تقديرهم الذين، وكثيرا ما يفعل ذلك بنعت ما عملت فيه «أن» إذا جاء بعد خبرها، ويصح أن يكون الّذين ابتداء وخبره في قوله هم البشرى، وقوله وكانوا يتّقون لفظ عام في تقوى الشرك والمعاصي).[المحرر الوجيز: 4/ 498]

تفسير قوله تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)}

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات اللّه ذلك هو الفوز العظيم (64) ولا يحزنك قولهم إنّ العزّة للّه جميعاً هو السّميع العليم (65) ألا إنّ للّه من في السّماوات ومن في الأرض وما يتّبع الّذين يدعون من دون اللّه شركاء إن يتّبعون إلاّ الظّنّ وإن هم إلاّ يخرصون (66)
أما بشرى الآخرة فهي بالجنة قولا واحدا وتلك هي الفضل الكبير الذي في قوله وبشّر المؤمنين بأنّ لهم من اللّه فضلًا كبيراً [الأحزاب: 47] وأما بشرى الدنيا فتظاهرت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له، روى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الدرداء وعمران بن حصين وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وغيرهم على أنه سئل عن ذلك ففسره بالرؤيا، وعن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم أنه قال: «لم يبق من المبشرات إلا الرؤيا الصالحة»، وروت عنه أم كرز الكعبية أنه قال: «ذهبت النبوءة وبقيت المبشرات»، وقال قتادة والضحاك:البشرى في الدنيا هي ما يبشر به المؤمن عند موته وهو حي عند المعاينة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ويصح أن تكون بشرى الدنيا في القرآن من الآيات المبشرات، ويقوى ذلك بقوله في هذه الآية تبديل لكلمات اللّه
وإن كان ذلك كله يعارضه قول النبي صلى الله عليه وسلم:«هي الرؤيا» إلا إن قلنا إن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى مثالا من البشرى وهي تعم جميع الناس، وقوله تبديل لكلمات اللّهيريد لا خلف لمواعيده ولا رد في أمره.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وقد أخذ ذلك عبد الله بن عمر على نحو غير هذا وجعل التبديل المنفي في الألفاظ وذلك أنه روي: أن الحجّاج بن يوسف خطب فأطال خطبته حتى قال: إن عبد الله بن الزبير قد بدل كتاب الله، فقال له عبد الله بن عمر: إنك لا تطيق ذلك أنت ولا ابن الزبير تبديل لكلمات اللّه، فقال له الحجاج: لقد أعطيت علما فلما انصرف إليه في خاصته سكت عنه، وقد روي هذا النظر عن ابن عباس في غير مقاولة الحجّاج، ذكره البخاري، وقوله لك هو الفوز العظيم إشارة إلى النعيم الذي به وقعت البشرى). [المحرر الوجيز: 4/ 498-500]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:05 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:06 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون (62) الّذين آمنوا وكانوا يتّقون (63) لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات اللّه ذلك هو الفوز العظيم (64)}
يخبر تعالى أنّ أولياءه هم الّذين آمنوا وكانوا يتّقون، كما فسرّهم ربّهم، فكلّ من كان تقيًّا كان للّه وليًّا: أنّه {لا خوفٌ عليهم} [أي] فيما يستقبلون من أهوال القيامة، {ولا هم يحزنون} على ما وراءهم في الدّنيا.
وقال عبد اللّه بن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، وغير واحدٍ من السّلف: أولياء اللّه الّذين إذا رءوا ذكر اللّه.
وقد ورد هذا في حديثٍ مرفوعٍ كما قال البزّار:
حدّثنا عليّ بن حرب الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن سعيد بن سابقٍ، حدّثنا يعقوب بن عبد اللّه الأشعريّ -وهو القمّيّ -عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رجلٌ: يا رسول اللّه، من أولياء اللّه؟ قال: "الّذين إذا رءوا ذكر اللّه". ثمّ قال البزّار: وقد روي عن سعيدٍ مرسلًا.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعي، حدّثنا ابن فضيلٍ حدّثنا أبي، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة بن عمرو بن جريرٍ البجلي، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ من عباد اللّه عبادًا يغبطهم الأنبياء والشّهداء". قيل: من هم يا رسول اللّه؟ لعلّنا نحبّهم. قال: "هم قومٌ تحابّوا في اللّه من غير أموالٍ ولا أنسابٍ، وجوههم نورٌ على منابر من نورٍ، لا يخافون إذا خاف النّاس، ولا يحزنون إذا حزن النّاس". ثمّ قرأ: {ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون}
ثمّ رواه أيضًا أبو داود، من حديث جريرٌ، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة بن عمرو بن جريرٍ، عن عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، بمثله.
وهذا أيضًا إسنادٌ جيّدٌ، إلّا أنّه منقطعٌ بين أبي زرعة وعمر بن الخطّاب، واللّه أعلم.
وفي حديث الإمام أحمد، عن أبي النّضر، عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرّحمن بن غنم، عن أبي مالكٍ الأشعريّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يأتي من أفناء النّاس ونوازع القبائل قومٌ لم تتّصل بينهم أرحامٌ متقاربةٌ، تحابّوا في اللّه، وتصافوا في اللّه، يضع اللّه لهم يوم القيامة منابر من نورٍ، فيجلسهم عليها، يفزع النّاس ولا يفزعون، وهم أولياء اللّه، الّذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون". والحديث متطوّلٌ.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن ذكوان أبي صالحٍ، عن رجلٍ، عن أبي الدّرداء، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} قال: "الرّؤيا الصّالحة يراها المسلم، أو ترى له".
وقال ابن جريرٍ: حدّثني أبو السّائب، حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن عطاء بن يسارٍ، عن رجلٍ من أهل مصر، عن أبي الدّرداء في قوله: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} قال: سأل رجلٌ أبا الدّرداء عن هذه الآية، فقال: لقد سألت عن شيءٍ ما سمعت [أحدًا] سأل عنه بعد رجلٍ سأل عنه رسول اللّه، فقال: "هي الرّؤيا الصّالحة يراها الرّجل المسلم، أو ترى له، بشراه في الحياة الدّنيا، وبشراه في الآخرة [الجنّة].
ثمّ رواه ابن جريرٍ من حديث سفيان، عن ابن المنكدر، عن عطاء بن يسار، عن رجلٍ من أهل مصر، أنّه سأل أبا الدّرداء عن هذه الآية، فذكر نحو ما تقدّم.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني المثنّى: حدّثنا الحجّاج بن منهال، حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالحٍ قال: سمعت أبا الدّرداء، وسئل عن: {الّذين آمنوا وكانوا يتّقون لهم البشرى} فذكر نحوه سواءً.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا عفّان، حدّثنا أبانٌ، حدّثنا يحيى، عن أبي سلمة، عن عبادة بن الصّامت؛ أنّه سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه، أرأيت قول اللّه تعالى: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة}؟ فقال: "لقد سألتني عن شيءٍ ما سألني عنه أحدٌ من أمّتي -أو: أحدٌ قبلك" قال: "تلك الرّؤيا الصّالحة، يراها الرّجل الصّالح أو ترى له".
وكذا رواه أبو داود الطّيالسيّ، عن عمران القطّان، عن يحيى بن أبي كثير، به ورواهالأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، فذكره. ورواه عليّ بن المبارك، عن يحيى، عن أبي سلمة قال: نبّئنا عن عبادة بن الصّامت، سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن هذه الآية، فذكره.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني أبو حميدٍ الحمصيّ، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، حدّثنا عمر بن عمرو بن عبدٍ الأحموسي، عن حميد بن عبد اللّه المزنيّ قال: أتى رجلٌ عبادة بن الصّامت فقال: آيةٌ في كتاب اللّه أسألك عنها، قول الله تعالى: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا}؟ فقال عبادة: ما سألني عنها أحدٌ قبلك، سألت عنها نبيّ اللّه فقال مثل ذلك: "ما سألني عنها أحدٌ قبلك، الرّؤيا الصّالحة، يراها العبد المؤمن في المنام أو ترى له".
ثمّ رواه من حديث موسى بن عبيدة، عن أيّوب بن خالدٍ بن صفوان، عن عبادة بن الصّامت؛ أنّه قال لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} فقد عرفنا بشرى الآخرة الجنّة، فما بشرى الدّنيا؟ قال: "الرّؤيا الصّالحة يراها العبد أو ترى له، وهي جزءٌ من أربعةٍ وأربعين جزءًا أو سبعين جزءًا من النّبوّة".
وقال [الإمام] أحمد أيضًا: حدّثنا بهز، حدّثنا حمّادٌ، حدّثنا أبو عمران، عن عبد اللّه بن الصّامت، عن أبي ذرٍّ؛ أنّه قال: يا رسول اللّه، الرّجل يعمل العمل فيحمده النّاس عليه، ويثنون عليه به، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "تلك عاجل بشرى المؤمن". رواه مسلمٌ.
وقال أحمد أيضًا: حدّثنا حسنٌ -يعني الأشيب -حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا درّاج، عن عبد الرّحمن بن جبير، عن عبد اللّه بن عمرٍو، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} قال: "الرّؤيا الصّالحة يبشّرها المؤمن، هي جزءٌ من تسعةٍ وأربعين جزءًا من النّبوّة، فمن رأى [ذلك] فليخبر بها، ومن رأى سوى ذلك فإنّما هو من الشّيطان ليحزنه، فلينفث عن يساره ثلاثًا، وليكبّر ولا يخبر بها أحدًا" لم يخرجوه.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني يونس، أنبأنا ابن وهب، حدّثني عمرو بن الحارث، أنّ درّاجا أبا السّمح حدّثه عن عبد الرّحمن بن جبير، عن عبد اللّه بن عمرٍو، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا} الرّؤيا الصّالحة يبشّرها المؤمن، جزءٌ من ستّةٍ وأربعين جزءًا من النّبوّة".
وقال أيضًا ابن جريرٍ: حدّثني محمّد بن أبي حاتمٍ المؤدّب، حدّثنا عمّار بن محمّدٍ، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {لهم البشرى في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} قال: "هي في الدّنيا الرّؤيا الصّالحة، يراها العبد أو ترى له، وهي في الآخرة الجنّة".
ثمّ رواه عن أبي كريب، عن أبي بكر بن عيّاش، عن أبي حصينٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة أنّه قال: الرّؤيا الحسنة بشرى من اللّه، وهي من المبشّرات.
هكذا رواه من هذه الطّريق موقوفًا.
وقال أيضًا: حدّثنا أبو كريب، حدّثنا أبو بكرٍ، حدّثنا هشامٍ، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "الرّؤيا الحسنة هي البشرى، يراها المسلم أو ترى له".
وقال ابن جريرٍ: حدّثني أحمد بن حمّادٍ الدّولابي، حدّثنا سفيان، عن عبيد اللّه بن أبي يزيد، عن أبيه، عن سباع بن ثابتٍ، عن أمّ كرز الكعبيّة: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "ذهبت النّبوّة، وبقيت المبشّرات".
وهكذا روي عن ابن مسعودٍ، وأبي هريرة، وابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، وعروة بن الزّبير، ويحيى بن أبي كثيرٍ، وإبراهيم النّخعي، وعطاء بن أبي رباحٍ: أنّهم فسّروا ذلك بالرّؤيا الصّالحة.
وقيل: المراد بذلك بشرى الملائكة للمؤمن عند احتضاره بالجنّة والمغفرة كما في قوله تعالى: {إنّ الّذين قالوا ربّنا اللّه ثمّ استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنّة الّتي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدّنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدّعون نزلًا من غفورٍ رحيمٍ} [فصّلت: 30 -32].
وفي حديث البراء: "أنّ المؤمن إذا حضره الموت، جاءه ملائكةٌ بيض الوجوه، بيض الثّياب، فقالوا: اخرجي أيّتها الرّوح الطّيّبة إلى روحٍ وريحانٍ، وربٍّ غير غضبان. فتخرج من فمه، كما تسيل القطرة من فم السّقاء".
وأمّا بشراهم في الآخرة، فكما قال تعالى: {لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقّاهم الملائكة هذا يومكم الّذي كنتم توعدون} [الأنبياء: 103]. وقال تعالى: {يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنّاتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم} [الحديد: 12].
وقوله: {لا تبديل لكلمات اللّه} أي: هذا الوعد لا يبدّل ولا يخلف ولا يغيّر، بل هو مقرّرٌ مثبّتٌ كائنٌ لا محالة: {ذلك هو الفوز العظيم}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 277-281]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة