شرح علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ)
الباب الثالث: في الحروف الثلاثية
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الباب الثالث: في الحروف الثلاثية، ولما كان بعضها حرفًا محضًا وبعضها مشتركًا بين الأسماء والحروف كان هذا الباب ثلاثة أنواع:النوع الأول: الحروف المحضة، وهي خمسة عشر حرفًا: "أيا"، و"هيا"، و"آأي"، و"ألا"، و"أما"، و"إذن"، و"إلى"، و"إن" المكسورة "الهمزة" المشددة "النون"، و"أن" المفتوحة "الهمزة" المشددة "النون"، و"ليت"، و"نعم"، و"بلى"، و"ثم"، و"رب"، و"سوف").[جواهر الأدب: 165]
الفصل الأول: من النوع الأول من الحروف المحضة حروف الإيجاب
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الفصل الأول: من النوع الأول من الحروف المحضة حروف الإيجاب، وهي على المشهور ستة، كما سبق وسميت حروف الإيجاب لأنها توجب القول وتقرره مثبتًا كان أو منفيًا، وهي على أربعة: اضرب ضرب يقرر ما سبقه من الكلام، وهو "نعم"، وضرب يختص بإيجابه هو "بلى"، وسيأتي البحث عنهما، وضرب يفيد الإثبات فقط بشرط تقدم الاستفهام وهو "آاي"، وقد سبق البحث عنها، وضرب لمجرد تصديق الخبر وهو "أجل"، و"جير"، و"إن"، "فأجل" تصديق للخبر نفيًا كان أو إثباتًا، كقولك لمن قال: زيد أفضل الناس، أو ما زيد كريمًا، "أجل"، فلا يجاب بها الإنشاء نحو: هل قام زيد بل "بنعم"، وإن اتفقا معنى حظًا لأقلي الاستعمال عن أكثريه، ونقل الجوهري عن الأخفش: إن "نعم" أحسن من "أجل" في الاستفهام). [جواهر الأدب: 165]
النوع الثاني: من الباب الثالث المشترك بين الحروف والأسماء
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (النوع الثاني: من الباب الثالث المشترك بين الحروف والأسماء، وهو أربعة: "جير"، و"على"، و"متى"، و"منذ"، وللبحث عن كل منها فصل برأسه). [جواهر الأدب: 186]
الفصل الأول: "جير"
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الفصل الأول: "جير"، وهي كلمة مشتركة تقع تارة حرف إيجاب في موضع بمعنى "نعم"، وهي حينئذٍ تصديق لخبر فقط مثبتًا كان أو منفيًا فتقول إذا قيل: قام زيد أو ما قام بكر "جير"، أي: "نعم"، واختصت بالخبر حطًا لها عن "نعم" "كأجل"، و"إن" وحرف جر للقسم في آخر؛ لأن العرب تقسم به كثيرًا، وأخرى اسمًا بمعنى "حق"، ويدل عليه لحوق التنوين به في قوله:
وقائلة أسأت فقلت جير .... أسيء وأنني من ذاك أنه
ودخول أجل عليه في قوله:
وقلن على الفردوس أول مشرب .....أجل جيران كانت أبيحت دعاثره،
أي: "نعم" حقًا إن كانت وبنيت أما الحرفية فظاهر، وأما الاسمية فلما بينهما من الشبه وعلى الحركة هربًا من التقاء الساكنين، وعلى الكسر؛ لأنه الاصل بعد العدول عن الوقف، وليجانس "الياء" ولم يفعل ذلك في أين مع وجود الباعث على ذلك؛ لأنها أكثر استعمالًا، فكان التخفيف بها أنسب).[جواهر الأدب: 186]