تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (5) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإن تعجب فعجبٌ قولهم أئذا كنّا ترابًا أئنّا لفي خلقٍ جديدٍ، أولئك الّذين كفروا بربّهم، وأولئك الأغلال في أعناقهم، وأولئك أصحاب النّار، هم فيها خالدون} يقول تعالى ذكره: وإن تعجب يا محمّد من هؤلاء المشركين المتّخذين ما لا يضرّ ولا ينفع آلهةً يعبدونها من دوني، فعجبٌ قولهم {أئذا كنّا ترابًا} وبلينا فعدمنا {أئنّا لفي خلقٍ جديدٍ} أئنّا لمجدّدٌ إنشاؤنا وإعادتنا خلقًا جديدًا، كما كنّا قبل وفاتنا؟ تكذيبًا منهم بقدرة اللّه، وجحودًا للثّواب والعقاب والبعث بعد الممات، كما؛ - حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وإن تعجب فعجبٌ} إن عجبت يا محمّد فعجبٌ {قولهم أئذا كنّا ترابًا أئنّا لفي خلقٍ جديدٍ} عجب الرّحمن تبارك وتعالى من تكذيبهم بالبعث بعد الموت
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وإن تعجب فعجبٌ قولهم}، قال: إن تعجب من تكذيبهم، وهم قد رأوا من قدرة اللّه وأمره وما ضرب لهم من الأمثال، فأراهم من حياة الموتى في الأرض الميتة، إن تعجب من هذه فتعجّب من قولهم: {أئذا كنّا ترابًا أئنّا لفي خلقٍ جديدٍ} أو لا يرون أنّا خلقناهم من نطفةٍ، فالخلق من نطفةٍ أشدّ أم الخلق من ترابٍ وعظامٍ؟.
واختلف في وجه تكرير الاستفهام في قوله: {أئنّا لفي خلقٍ جديدٍ} بعد الاستفهام الأوّل في قوله: {أءذا كنّا ترابًا} أهل العربيّة، فقال بعض نحويّي البصرة: الأوّل ظرفٌ، والآخر هو الّذي وقع عليه الاستفهام، كما تقول: أيوم الجمعة زيدٌ منطلقٌ؟ قال: ومن أوقع استفهامًا آخر على قوله: أئذا متنا وكنّا ترابًا؟ جعله ظرفًا لشيءٍ مذكورٍ قبله كأنّهم قيل لهم: تبعثون، فقالوا: أءذا كنّا ترابًا؟ ثمّ جعل هذا استفهامًا آخر، قال: وهذا بعيدٌ، قال: وإن شئت لم تجعل في قولك: أئذا استفهامًا، وجعلت الاستفهام في اللّفظ على أئنّا، كأنّك قلت: أيوم الجمعة أعبد اللّه منطلقٌ؟ وأضمر نفيه، فهذا موضعٌ قد ابتدأت فيه أئذا، وليس بكثيرٍ في الكلام لو قلت اليوم: أإنّ عبد اللّه منطلقٌ، لم يحسن، وهو جائزٌ، وقد قالت العرب ما علمت أنّه لصالحٍ تريد: إنّه لصالح ما علمت.
وقال غيره: أئذا جزاءٌ وليست بوقتٍ، وما بعدها جوّابٌ لها إذا لم يكن في الثّاني استفهامٌ والمعنى له لأنّه هو المطلوب، وقال: ألا ترى أنّك تقول: إن تقم يقوم زيدٌ، ويقم من جزمٍ، فلأنّه وقع موقع جواب الجزاء، ومن رفع فلأنّ الاستفهام له، واستشهد بقول الشّاعر:
حلفت له إن تدلج اللّيل لا يزل = أمامك بيتٌ من بيوتي سائر
فجزم جواب اليمين، لأنّه وقع موقع جواب الجزاء، والوجه الرّفع قال: فهكذا هذه الآية قال: ومن أدخل الاستفهام ثانيةً، فلأنّه المعتمد عليه، وترك الجزء الأوّل
وقوله: {أولئك الّذين كفروا بربّهم} يقول تعالى ذكره: هؤلاء الّذين أنكروا البعث وجحدوا الثّواب والعقاب، وقالوا {أئذا كنّا ترابًا أئنّا لفي خلقٍ جديدٍ} هم الّذين جحدوا قدرة ربّهم وكذّبوا رسوله، وهم الّذين في أعناقهم الأغلال يوم القيامة في نار جهنّم، فأولئك أصحاب النّار، يقول: هم سكّان النّار يوم القيامة، {هم فيها خالدون} يقول: هم فيها ماكثون أبدًا، لا يموتون فيها، ولا يخرجون منها). [جامع البيان: 13/432-434]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وإن تعجب فعجبٌ قولهم أئذا كنّا ترابًا أئنّا لفي خلقٍ جديدٍ أولئك الّذين كفروا بربّهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون (5)
قوله تعالى: وإن تعجب
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ عن قتادة قوله: وإن تعجب يا محمّدٌ فعجبٌ قولهم. وكان الحسن يقول: إن تعجب يا محمّدٌ من تكذيبهم إيّاك فعجبٌ قولهم.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه تعالى: وإن تعجب فعجبٌ قولهم قال: إن تعجب من تكذيبهم وهم رأوا من قدرة اللّه وأمره وما ضرب لهم من الأمثال، وأراهم من إحياء الموتى والأرض الميتة إن تعجب من هذا فتعجّب من قولهم.
قوله: فعجبٌ قولهم.
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ عن قتادة قوله: فعجبٌ قولهم: عجب الرّحمن من تكذيبهم بالبعث.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه: وإن تعجب فعجبٌ قولهم قال: إن تعجب من تكذيبهم فتعجّب من قولهم؟ إذا كنا ترابا أإنا لفي خلقٍ جديدٍ أولا يرون أنّ خلقهم من نطفةٍ فالخلق من نطفةٍ أشدّ من الخلق من التراب وأعظم
قوله: أإذا كنا ترابا أإنا لفي خلقٍ جديدٍ.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات عن أسباطٍ عن السّدّيّ: أإذا كنّا ترابًا: فكانت اللّحوم رفاتًا.
قوله: أولئك الّذين كفروا بربّهم وأولئك الأغلال في أعناقهم.
- حدّثني أبي، ثنا عمرو بن رافعٍ، ثنا نعيم بن ميسرة القاريّ عن عيينة بن حصن عن الحسين قال: إنّ الأنكال لم تجعل في أعناق أهل النّار لأنّهم أعجزوا الرّبّ، ولكنّها جعلت في أعناقهم لكي إذا طفا بهم اللّهب أرسبتهم في النّار.
قوله: وأولئك أصحاب النّار.
- حدّثنا موسى بن أبي موسى، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ عن أسباطٍ عن السّدّيّ عن أبي مالكٍ قوله: أصحاب النّار: يعذّبون فيها.
قوله: هم فيها خالدون.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا أبو غسّان بن سلمة بن الفضل قال: قال محمّد بن إسحاق: حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ عن سعيد بن جبيرٍ وعكرمة عن ابن عبّاسٍ قوله: هم فيها خالدون: أي خالدٌ أبدًا. وروي عن السّدّيّ نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 7/2221-2222]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الأغلال واحدها غلٌّ ولا تكون إلّا في الأعناق هو قول أبي عبيدة أيضًا). [فتح الباري: 8/373]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 5.
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله {وإن تعجب فعجب قولهم} قال: إن تعجب يا محمد من تكذيبهم إياك {فعجب قولهم}). [الدر المنثور: 8/370]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد - رضي الله عنه - في الآية قال: إن تعجب من تكذيبهم وهم رأوا من قدرة الله وأمره وما ضرب لهم من الأمثال وأراهم حياة الموتى والأرض الميتة فتعجب من قولهم {أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد} أو لا يرون أنه خلقهم من نطفة أشد من الخلق من تراب وعظام). [الدر المنثور: 8/371]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {وإن تعجب فعجب قولهم} قال: عجب الرحمن من تكذيبهم بالبعث). [الدر المنثور: 8/371]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأمّا قوله تعالى: {وأولئك الأغلال في أعناقهم}.
أخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم والخطيب عن الحسن - رضي الله عنه - قال: إن الأغلال لم تجعل في أعناق أهل النار لأنهم أعجزوا الرب ولكنها جعلت في أعناقهم لكي إذا طغا بهم اللهب أرسبتهم في النار). [الدر المنثور: 8/371]
تفسير قوله تعالى: (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ (6) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ويستعجلونك
[تفسير عبد الرزاق: 1/331]
بالسيئة قبل الحسنة قال بالعقوبة قبل العافية). [تفسير عبد الرزاق: 1/332]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وقد خلت من قبلهم المثلات قال العقوبات). [تفسير عبد الرزاق: 1/332]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال غيره: {المثلات} [الرعد: 6] : «واحدها مثلةٌ، وهي الأشباه والأمثال» ، وقال: {إلّا مثل أيّام الّذين خلوا} [يونس: 102] ). [صحيح البخاري: 6/78]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال غيره متجاورات متداينات وقال غيره المثلات واحدها مثلةٌ وهي الأمثال والأشباه وقال إلّا مثل أيّام الّذين خلوا هكذا وقع في رواية أبي ذرٍّ ولغيره وقال غيره سخّر ذلّل متجاوراتٍ متدانياتٍ المثلات وأحدها مثلة إلى آخره فجعل الكل لقائل واحدٍ). [فتح الباري: 8/371] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وقال في قوله وقد خلت من قبلهم المثلات قال الأمثال والأشباه والنّظير وروى الطّبريّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله المثلات قال الأمثال ومن طريق معمرٍ عن قتادة قال المثلات العقوبات ومن طريق زيد بن أسلم المثلات ما مثّل اللّه به من الأمم من العذاب وهو جمع مثلةٍ كقطع الأذن والأنف تنبيهٌ المثلات والمثلة كلاهما بفتح الميم وضمّ المثلّثة مثل سمرةٍ وسمراتٍ وسكّن يحيى بن وثّابٍ المثلّثة في قراءته وضمّ الميم وكذا طلحة بن مصرّفٍ لكن فتح أوّله وقرأ الأعمش بفتحهما وفي رواية أبي بكر بن عيّاشٍ بضمّهما وبهما قرأ عيسى بن عمر). [فتح الباري: 8/371]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (المثلات واحدها مثلةٌ وهي الأشباه والأمثال
أشار به إلى قوله تعالى: {وقد خلت من قبلهم المثلات} (الرّعد: 6) أي: وقد مضت من قبلهم من الأمم الّتي عصت ربها، وكذبت رسلها بالعقوبات، والمثلات واحدها مثلة، بفتح الميم وضم الثّاء مثل صدقة وصدقات، وفسّر المثلات بقوله: (وهي الأشباه والأمثال) وروي الطّبريّ من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: (المثلات) قال: الأمثال: ومن طريق معمر عن قتادة قال: المثلات العقوبات، ومن طريق زيد بن أسلم قال: المثلات ما مثل الله به من الأمم من العذاب، وسكن يحيى بن وثاب الثّاء في قراءته وضم الميم، وقرأ طلحة بن مصرف بفتح الميم وسكون الثّاء، وقرأ الأعمش بفتحهما وفي رواية عن أبي بكر ابن عيّاش ضمهما، وبه قرأ عيسى بن عمر). [عمدة القاري: 18/310]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({المثلات}) في قوله: {وقد خلت من قبلهم المثلات} [الرعد: 6] ولأبي ذر وقال غيره المثلات (واحدها مثلة) بفتح الميم وضم المثلثة كسمرة وسمرات (وهي الأشباه والأمثال) قال أبو عبيدة وعند الطبري من طريق معمر عن قتادة قال: المثلات العقوبات. وقال ابن عباس: العقوبات المستأصلات كمثلة قطع الأذن والأنف ونحوهما وسميت بذلك لما بين العقاب والمعاقب من المماثلة كقوله: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} [الشورى: 40] (وقال) تعالى: ({إلا مثل أيام الذين خلوا}) [يونس: 102] ). [إرشاد الساري: 7/183]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قول تعالى: {ويستعجلونك بالسّيّئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وإنّ ربّك لذو مغفرةٍ للنّاس على ظلمهم وإنّ ربّك لشديد العقاب}.
يقول تعالى ذكره: ويستعجلونك يا محمّد مشركو قومك بالبلاء والعقوبة قبل الرّخاء والعافية، فيقولون: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ} وهم يعلمون ما حلّ بمن خلا قبلهم من الأمم الّتي عصت ربّها، وكذّبت رسلها من عقوبات اللّه وعظيم بلائه، فمن بين أمّةٍ مسخت قردةً وأخرى خنازير، ومن بين أمّةٍ أهلكت بالرّجفة، وأخرى بالخسف، وذلك هو المثلات الّتي قال اللّه جلّ ثناؤه {وقد خلت من قبلهم المثلات}.
والمثلات: العقوبات المنكلات، والواحدة منها: مثلةٌ بفتح الميم وضمّ الثّاء، ثمّ تجمع مثلاتٍ كما واحدة الصّدقات صدقةٌ، ثمّ تجمع صدقاتٍ، وذكر أنّ تميمًا من بين العرب تضمّ الميم والثّاء جميعًا من المثلات، فالواحدة على لغتهم منها مثلةٌ، ثمّ تجمع على مثلاتٍ، مثل غرفةٍ وغرفاتٍ، والفعل منه: مثلت به أمثل مثلاً، بفتح الميم وتسكين الثّاء، فإذا أردت أنّك أقصصته من غيره، قلت: أمثلته من صاحبه أمثله أمثالاً، وذلك إذا أقصصته منه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وقد خلت من قبلهم المثلات}: وقائع أمّةٍ في الأمم فيمن خلا قبلكم
وقوله: {ويستعجلونك بالسّيّئة قبل الحسنة} وهم مشركو العرب، استعجلوا بالشّرّ قبل الخير، وقالوا: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ}.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {ويستعجلونك بالسّيّئة قبل الحسنة} قال: بالعقوبة قبل العافية {وقد خلت من قبلهم المثلات} قال: العقوبات
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {المثلات} قال: الأمثال.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ.
- وحدّثني المثنّى: قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وقد خلت من قبلهم المثلات} قال: المثلات: الّذي مثّل اللّه في الأمم من العذاب الّذي عذّبهم تولّت المثلات من العذاب، قد خلت من قبلهم، وعرفوا ذلك، وانتهى إليهم ما مثّل اللّه بهم حين عصوه وعصوا رسله
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا سليمٌ، قال: سمعت الشّعبيّ، يقول في قوله: {وقد خلت من قبلهم المثلات} قال: القردة والخنازير هي المثلات.
وقوله: {وإنّ ربّك لذو مغفرةٍ للنّاس على ظلمهم} يقول تعالى ذكره: وإنّ ربّك يا محمّد لذو سترٍ على ذنوب من تاب من ذنوبه من النّاس، فتاركٌ فضيحته بها في موقف القيامة، وصافحٌ له عن عقابه عليها عاجلاً وآجلاً {على ظلمهم}، يقول: على فعلهم ما فعلوا من ذلك بغير إذنٍ لهم بفعله {وإنّ ربّك لشديد العقاب} لمن هلك مصرًّا على معاصيه في القيامة، إن لم يعجّل له ذلك في الدّنيا، أو يجمعهما له في الدّنيا والآخرة.
وهذا الكلام وإن كان ظاهره ظاهر خيرٍ، فإنّه وعيدٌ من اللّه وتهددٌ للمشركين من قوم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، إن هم لم ينيبوا ويتوبوا من كفرهم قبل حلول نقمة اللّه بهم
- حدّثني عليّ بن داود، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {وإنّ ربّك لذو مغفرةٍ للنّاس} يقول: ولكنّ ربّك). [جامع البيان: 13/434-437]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ويستعجلونك بالسّيّئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وإنّ ربّك لذو مغفرةٍ للنّاس على ظلمهم وإنّ ربّك لشديد العقاب (6)
قوله تعالى: يستعجلونك بالسّيّئة قبل الحسنة
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ عن قتادة قوله: ويستعجلونك قال: هؤلاء مشركوا العرب استعجلوا بالشّرّ قبل الخير.
فقالوا: اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم.
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ، ثنا عبد الرّزّاق، ثنا معمرٌ عن قتادة ويستعجلونك بالسّيّئة قبل الحسنة قال: بالعقوبة قبل العافية.
- حدّثنا عبد اللّه عن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامرٌ، ثنا أسباطٌ عن السّدّيّ قوله: ويستعجلونك بالسّيّئة قبل الحسنة قال: حين سألوا العذاب.
قوله: وقد خلت من قبلهم.
- حدّثنا موسى بن أبي موسى، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ عن أسباطٍ عن السّدّيّ عن أبي مالكٍ قوله: خلت يعني مضت.
قوله: المثلات.
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ، ثنا بشرٌ بن عمارة عن أبي روقٍ عن الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ في قوله: وقد خلت من قبلهم المثلات قال: ما أصاب القرون الماضية من العذاب.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا الحجّاج بن حمزة، ثنا شبانة، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ وقد خلت من قبلهم المثلات قال: الأمثال.
وروي عن أبي صالحٍ نحو ذلك.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال سمعت عبد الرّحمن بن زيدٍ في قول اللّه وقد خلت من قبلهم المثلات قال: المثلاث التي مثل الله لم من الأمم من العذاب الّذي عذّبهم نزلت بهم المثلات من العذاب قد خلت من قبلهم وعرفوا ذلك وانتهى ما مثّل اللّه بهم حين عصوه وعصوا رسله.
قوله: وإنّ ربّك لذو مغفرةٍ للنّاس على ظلمهم.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن سفيان الخزّاز الكوفيّ، ثنا عماد بن زيدٍ عن عليّ بن زيدٍ قال: تلا مطرّف هذه الآية وإنّ ربّك لذو مغفرةٍ للنّاس على ظلمهم ثمّ قال مطرّف: لو يعلم النّاس قدر رحمة اللّه وعفو اللّه وتجاوز اللّه ومغفرة اللّه لقرّت أعينهم.
- حدّثنا أبي، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حمّادٌ عن عليّ بن زيدٍ عن سعيد بن المسيّب قال: لمّا نزلت هذه الآية وإنّ ربّك لذو مغفرةٍ للنّاس على ظلمهم وإنّ ربّك لشديد العقاب قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لولا عقوبة اللّه وتجاوزه ما هنأ أحدٌ العيش ولولا وعيده وعقابه لا تكل كلّ أحدٍ.
قوله: وإنّ ربّك لشديد العقاب.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن سفيان الخزّاز الكوفيّ، ثنا حمّاد بن زيدٍ عن عليّ بن زيدٍ بن جدعان قال: تلا مطرّف هذه الآية وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإنّ ربّك لشديد العقاب ولو يعلم النّاس قدر عقوبة اللّه ونقمة اللّه وبأس اللّه، ونكال اللّه ما رقى لهم دمعٌ ولا قرّت أعينهم بشيءٍ). [تفسير القرآن العظيم: 7/2223-2224]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وقد خلت من قبلهم المثلات). [تفسير مجاهد: 324]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 6
أخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة} قال: بالعقوبة قبل العافية {وقد خلت من قبلهم المثلات} قال: وقائع الله في الأمم فيمن خلا قبلهم). [الدر المنثور: 8/372]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال {المثلات} ما أصاب القرون الماضية من العذاب). [الدر المنثور: 8/372]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {وقد خلت من قبلهم المثلات} قال: الأمثال). [الدر المنثور: 8/372-373]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الشعبي - رضي الله عنه - في قوله {وقد خلت من قبلهم المثلات} قال: القردة والخنازير هي المثلات). [الدر المنثور: 8/373]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا عفو الله وتجاوزه ما هنأ لأحد العيش ولولا وعيده، وعقابه لاتكل كل أحد). [الدر المنثور: 8/373]
تفسير قوله تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ولكل قوم هاد قال نبي يدعوهم إلى الله). [تفسير عبد الرزاق: 1/332]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن أبي الضّحى قال: {إنما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ} قال: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلم [الآية: 7].
سفيان [الثوري] عن السّدّيّ عن عكرمة مثله.
سفيان [الثوري] عن أبي رزينٍ عن الضّحّاك: {إنما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ} قال: الله تبارك وتعالى.
سفيان [الثوري] عن ليثٍ عن مجاهدٍ: {إنما أنت منذر} يا محمّد {ولكلّ قومٍ هادٍ} قال: النبيين عليهم السلام.
سفيان [الثوري] عن إسماعيل عن أبي صالح في قوله: {إنّما أنت منذرٌ} يا محمد {ولكل قوم هاد} داعي إلى هدى أو ضلالة). [تفسير الثوري: 151]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(قال ابن عبّاسٍ: {هادٍ} [الرعد: 7] : «داعٍ»). [صحيح البخاري: 6/79]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاسٍ هادٍ داعٍ كذا في جميع النّسخ وهذه الكلمة إنّما وقعت في السّورة الّتي قبلها في قوله تعالى إنّما أنت منذرٌ ولكل قوم هاد واختلف أهل التّأويل في تفسيرها بعد اتّفاقهم على أنّ المراد بالمنذر محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم فروى الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله ولكل قوم هاد أي داعٍ ومن طريق قتادة مثله.
ومن طريق العوفيّ عن بن عبّاسٍ قال الهادي اللّه وهذا بمعنى الّذي قبله كأنّه لحظ قوله تعالى واللّه يدعو إلى دار السّلام ويهدي من يشاء ومن طريق أبي العالية قال الهادي القائد ومن طريق مجاهدٍ وقتادة أيضًا الهادي نبيٌّ وهذا أخصّ من الّذي قبله ويحمل القوم في الآية في هذه الأقوال على العموم ومن طريق عكرمة وأبي الضّحى ومجاهدٍ أيضًا قال الهادي محمّدٌ وهذا أخصّ من الجميع والمراد بالقوم على هذا الخصوص أي هذه الأمّة والمستغرب ما أخرجه الطّبريّ بإسنادٍ حسنٍ من طريق سعيد بن جبيرٍ عن بن عبّاسٍ قال لمّا نزلت هذه الآية وضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يده على صدره وقال أنا المنذر وأومأ إلى عليٍّ وقال أنت الهادي بك يهتدي المهتدون بعدي فإن ثبت هذا فالمراد بالقوم أخصّ من الّذي قبله أي بني هاشمٍ مثلًا وأخرج بن أبي حاتمٍ وعبد اللّه بن أحمد في زيادات المسند وبن مردويه من طريق السّدّيّ عن عبد خيرٍ عن عليٍّ قال الهادي رجلٌ من بني هاشمٍ قال بعض رواته هو عليٌّ وكأنّه أخذه من الحديث الّذي قبله وفي إسناد كلٍّ منهما بعض الشّيعة ولو كان ذلك ثابتًا ما تخالفت رواته). [فتح الباري: 8/375-376]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله
قال ابن عبّاس {هاد} داع وقال مجاهد {صديد} قيح ودم
وقال ابن عيينة {اذكروا نعمة الله عليكم} أيادي الله عندكم وأيامه وقال مجاهد {من كل ما سألتموه} رغبتم إليه فيه {ويبغونها عوجا} تلتمسون لها عوجا
أما قول ابن عبّاس فقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس به). [تغليق التعليق: 4/231-232]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قال ابن عبّاسٍ: هادٍ داعٍ
أشار به إلى قوله تعالى: {إنّما أنت منذر ولكل قوم هاد} ولكن هذا في سورة الرّعد. والظّاهر أن ذكر هذا هنا من بعض النساخ. وفسّر لفظ: هاد، بقوله: داع، وروى هذا التّعليق الحنظلي عن أبيه: حدثنا أبو صالح حدثنا معاوية عن عليّ عن ابن عبّاس). [عمدة القاري: 19/2]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) :( (قال ابن عباس) -رضي الله عنهما- في قوله تعالى في سورة الرعد: (ولكل قوم ({هاد}) [الرعد: 7] أي (داع) يدعوهم إلى الصواب ويهديهم إلى الحق والمراد نبي مخصوص بمعجزات من جنس ما هو الغالب عليهم، والظاهر أن وقوع ذلك هنا من ناسخ). [إرشاد الساري: 7/187]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويقول الّذين كفروا لولا أنزل عليه آيةٌ من ربّه، إنّما أنت منذرٌ، ولكلّ قومٍ هادٍ}.
يقول تعالى ذكره: {ويقول الّذين كفروا} يا محمّد من قومك، {لولا أنزل عليه آيةٌ من ربّه} هلاّ أنزل على محمّدٍ آيةٌ من ربّه يعنون: علامةً وحجّةً له على نبوّته، وذلك قولهم: {لولا أنزل عليه كنزٌ، أو جاء معه ملكٌ} يقول اللّه له: يا محمّد {إنّما أنت منذرٌ} لهم، تنذرهم بأس اللّه أن يحلّ بهم على شركهم {ولكلّ قومٍ هادٍ}. يقول ولكلّ قومٍ إمامٌ يأتمّون به وهادٍ يتقدّمهم، فيهديهم إمّا إلى خيرٍ وإمّا إلى شرٍّ، وأصله من هادي الفرس، وهو عنقه الّذي يهدي سائر جسده.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل على اختلافٍ منهم في المعنيّ بالهادي في هذا الموضع، فقال بعضهم: هو رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {ويقول الّذين كفروا لولا أنزل عليه آيةٌ من ربّه} هذا قول مشركي العرب قال اللّه: {إنّما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ} لكلّ قومٍ داعٍ ويدعوهم إلى اللّه
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن السّدّيّ، عن عكرمة، ومنصورٍ، عن أبي الضّحى: {إنّما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ} قالا: محمّدٌ هو المنذر وهو الهاد.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن السّدّيّ، عن عكرمة، مثله.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا سفيان، عن أبيه، عن عكرمة، مثله.
وقال آخرون: عنى بالهادي في هذا الموضع: اللّه.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ: {إنّما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ} قال: محمّدٌ المنذر، واللّه الهادي
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ: {إنّما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ} قال: محمّدٌ المنذر، واللّه الهادي
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا الأشجعيّ، عن سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ: {إنّما أنت منذرٌ} قال: أنت يا محمّد منذرٌ، واللّه الهادي
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن عبد الملك، عن قيسٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {إنّما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ} قال: المنذر: النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم {ولكلّ قومٍ هادٍ} قال: اللّه هادي كلّ قومٍ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ} يقول: أنت يا محمّد منذرٌ، وأنا هادي كلّ قومٍ
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول: {إنّما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ} المنذر: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم، والهادي: اللّه عزّ وجلّ.
وقال آخرون: الهادي في هذا الموضع معناه نبيٌّ
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، قال: المنذر محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم {ولكلّ قومٍ هادٍ} قال: نبيٌّ
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهدٍ في قوله: {إنّما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ} قال: نبيٌّ.
- قال: حدّثنا جريرٌ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، وعن عبد الملك، عن قيسٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا أسباط بن محمّدٍ، عن عبد الملك، عن قيسٍ، عن مجاهدٍ في قوله: {إنّما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ} قال: لكلّ قومٍ نبيّ، والمنذر: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم
- قال: حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثني عبد الملك، عن قيسٍ، عن مجاهدٍ في قول اللّه: {ولكلّ قومٍ هادٍ} قال: نبيٌّ
- قال: حدّثنا شبابة قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ولكلّ قومٍ هادٍ} يعني: لكلّ قومٍ نبيٌّ
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ولكلّ قومٍ هادٍ} قال: نبيٌّ
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {ولكلّ قومٍ هادٍ} قال: نبيٌّ يدعوهم إلى اللّه
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {ولكلّ قومٍ هادٍ} قال: لكلّ قومٍ نبيٌّ، الهادي: النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، والمنذر أيضًا: النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وقرأ: {وإن من أمّةٍ إلاّ خلا فيها نذيرٌ} وقال: {نذيرٌ من النّذر الأولى} قال: نبيٌّ من الأنبياء.
وقال آخرون: بل عنى به: ولكلّ قومٍ قائدٌ.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ: {إنّما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ} قال: إنّما أنت يا محمّد منذرٌ، ولكلّ قومٍ قادةٌ
- قال: حدّثنا الأشجعيّ قال: حدّثني إسماعيل أو سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ: {ولكلّ قومٍ هادٍ} قال: لكلّ قومٍ قادةٌ
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، عن أبي العالية: {إنّما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ} قال: الهادي: القائد، والقائد: الإمام، والإمام: العمل
- حدّثني الحسن، قال: حدّثنا محمّدٌ وهو ابن يزيد، عن إسماعيل، عن يحيى بن رافعٍ، في قوله: {إنّما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ} قال: قائدٌ.
وقال آخرون: هو عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا أحمد بن يحيى الصّوفيّ، قال: حدّثنا الحسن بن الحسين الأنصاريّ، قال: حدّثنا معاذ بن مسلمٍ بياع الهرويّ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: لمّا نزلت {إنّما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ} وضع صلّى اللّه عليه وسلّم يده على صدره، فقال: أنا المنذر {ولكلّ قومٍ هادٍ}، وأومأ بيده إلى منكب عليٍّ فقال: أنت الهادي يا عليٌّ، بك يهتدي المهتدون بعدي.
وقال آخرون: معناه: لكلّ قومٍ داعٍ
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولكلّ قومٍ هادٍ} قال: داعٍ.
وقد بيّنت معنى الهداية، وأنّه الإمام المتّبع الّذي يقدم القوم فإذا كان ذلك كذلك، فجائزٌ أن يكون ذلك هو اللّه الّذي يهدي خلقه ويتبع خلقه هداه ويأتمّون بأمره ونهيه، وجائزٌ أن يكون نبيّ اللّه الّذي تأتمٌّ به أمّته، وجائزٌ أن يكون إمامًا من الأئمّة يؤتمّ به ويتّبع منهاجه وطريقته أصحابه، وجائزٌ أن يكون داعيًا من الدّعاة إلى خيرٍ أو شرٍّ.
وإذا كان ذلك كذلك فلا قول أولى في ذلك بالصّواب من أن يقال كما قال جلّ ثناؤه: إنّ محمّدًا هو المنذر من أرسل إليه بالإنذار، وإنّ لكلّ قومٍ هاديًا يهديهم فيتّبعونه ويأتمّون به). [جامع البيان: 13/437-443]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ويقول الّذين كفروا لولا أنزل عليه آيةٌ من ربّه إنّما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ (7)
قوله: ويقول الّذين كفروا لولا أنزل عليه آيةٌ من ربّه
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشيرٍ عن قتادة: ويقول الّذين كفروا لولا أنزل عليه آيةٌ من ربّه قال: قول مشركي العرب.
قوله: إنّما أنت منذرٌ.
- حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الهرويّ، ثنا أبو داود الحفريّ عن سفيان الثّوريّ عن السّدّيّ عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ إنّما أنت منذر ولكل قوم هادٍ قال: هو المنذر وهو الهاد يعني النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
وروي عن عليّ بن أبي طالبٍ وسعيد بن جبيرٍ ومجاهدٍ وأبي صالحٍ وعكرمة وأبي الضّحى والسّدّيّ والضّحّاك وأبي جعفرٍ محمّد بن عليٍّ وعبد الرّحمن بن زيدٍ أنّ المنذر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
قوله: ولكلّ قومٍ هادٍ.
[الوجه الأول]
- حدثنا محمد بن أبو زيد الواسطيّ، ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن سفيان عن عطاء بن السّائب عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: ولكلّ قومٍ هادٍ قال: الهاد اللّه عزّ وجلّ.
ورواه عطيّة عن ابن عبّاسٍ مثله، وروي عن الضّحّاك أيضًا مثله.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن، ثنا أبو داود الحفريّ، عن سفيان الثّوريّ، عن السّدّيّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ إنّما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ قال: هو المنذر وهو الهاد.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا يعلى عن عبد الملك بن قيسٍ عن مجاهدٍ ولكلّ قومٍ هادٍ قال: نبيٌّ.
وروي عن أبي الضّحى وعكرمة نحو ذلك.
والوجه الثّالث:
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا المطّلب بن زيادٍ عن السّدّيّ عن (عبد خير) عن علي لكل قومٍ هادٍ قال: الهاد رجلٌ من بني هاشم.
قال ابن الجنيد: هو عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه.
وروي عن عبد اللّه بن عبّاسٍ في إحدى الرّوايات وعن أبي جعفرٍ محمّد بن عليٍّ نحو ذلك.
والوجه الرّابع:
- حدّثنا كثير بن شهابٍ، ثنا محمّد بن سعيد بن سابقٍ، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، ثنا إبراهيم بن أنسٍ عن أبي العالية في قوله: إنّما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ قال: الهاد القائد، والقائد، الإمام، والإمام العمل.
- حدّثني أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية ابن صالحٍ عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: لكل قوم هاد قال: داع.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو أسامة، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ: ولكلّ قومٍ هادٍ قال: قال هاديهم إلى خيرٍ وإلى شرٍّ.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا محمّد بن عبيدٍ، عن إسماعيل، عن يحي بن رافعٍ ولكلّ قومٍ هادٍ قال: قائدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 7/2224-2225]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ولكل قوم هاد قال نبي). [تفسير مجاهد: 325]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {إنّما أنت منذرٌ} [الرعد: 7].
- عن عليٍّ - رضي اللّه عنه - «في قوله: {إنّما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ} [الرعد: 7] قال رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم -: " المنذر والهادي رجلٌ من بني هاشمٍ».
رواه عبد اللّه بن أحمد والطّبرانيّ في الصّغير والأوسط، ورجال المسند ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/41]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 7.
أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه} قال: هذا قول مشركي العرب {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} لكل قوم داع يدعوهم إلى الله). [الدر المنثور: 8/373]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {ولكل قوم هاد} قال: داع). [الدر المنثور: 8/374]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} قال: المنذر محمد صلى الله عليه وسلم {ولكل قوم هاد} نبي يدعوهم إلى الله). [الدر المنثور: 8/374]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} قال: محمد المنذر والهادي الله عز وجل). [الدر المنثور: 8/374]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} قال: المنذر محمد صلى الله عليه وسلم والله عز وجل هادي كل قوم، وفي لفظ، رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المنذر وهو الهادي). [الدر المنثور: 8/375]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عكرمة - رضي الله عنه - وأبي الضحى في قوله {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} قالا: محمد صلى الله عليه وسلم هو المنذر وهو الهادي). [الدر المنثور: 8/375]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة والديلمي، وابن عساكر، وابن النجار قال: لما نزلت {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال أنا المنذر وأومأ بيده إلى منكب علي - رضي الله عنه - فقال: أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي). [الدر المنثور: 8/375]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه -: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {إنما أنت منذر} ووضع يده على صدر نفسه ثم وضعها على صدر علي ويقول: لكل قوم هاد). [الدر المنثور: 8/375]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في الآية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر أنا والهادي علي بن أبي طالب رضي الله عنه). [الدر المنثور: 8/376]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند، وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه، وابن مردويه، وابن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر وأنا الهادي، وفي لفظ الهادي: رجل من بني هاشم، يعني نفسه). [الدر المنثور: 8/376]