جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا مسعر، قال: حدثني معن وعون، أو أحدهما، أن رجلًا أتى عبد الله ابن مسعودٍ، فقال: اعهد إلي؟ فقال: إذا سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فارعها سمعك، فإنها خيرٌ يأمر به، أو شرٌّ ينهى عنه). [الزهد لابن المبارك: 2/ 18]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: ما تقرؤون في القرآن: {يا أيّها الّذين آمنوا} فإنّ موضعه في التّوراة: يا أيّها المساكين). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 318]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا إن تنصروا اللّه ينصركم} يقول تعالى ذكره: يا أيّها الّذين صدّقوا اللّه ورسوله، إن تنصروا اللّه بنصركم رسوله محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم على أعدائه من أهل الكفر به وجهادكم إيّاهم معه لتكون كلمته العليا ينصركم عليهم، ويظفركم بهم، فإنّه ناصرٌ دينه وأولياءه.
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إن تنصروا اللّه ينصركم} أنّه حقٌّ على اللّه أن يعطي من سأله، وينصر من نصره.
وقوله: {ويثبّت أقدامكم} يقول: ويقوّكم عليهم، ويجرّئكم، حتّى لا تولّوا عنهم، وإن كثر عددهم، وقلّ عددكم). [جامع البيان: 21/193]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 7 - 11.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} قال: على نصره). [الدر المنثور: 13/359]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {إن تنصروا الله ينصركم} قال: حق على الله أن يعطي من سأله وأن ينصر من نصره {والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم (8) ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم} قال: أما الأولى ففي الكفار الذين قتل الله يوم بدر وأما الأخرى ففي الكفار عامة). [الدر المنثور: 13/359]
تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فتعسا لهم وأضل أعمالهم قال هي عامة للكفار). [تفسير عبد الرزاق: 2/222]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين كفروا فتعسًا لهم وأضلّ أعمالهم (8) ذلك بأنّهم كرهوا ما أنزل اللّه فأحبط أعمالهم}.
يقول تعالى ذكره: {والّذين كفروا} باللّه، فجحدوا توحيده {فتعسًا لهم} يقول: فخزيًا لهم وشقاءً وبلاءً.
- كما: حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {والّذين كفروا فتعسًا لهم} قال: شقاءً لهم.
وقوله: {وأضلّ أعمالهم} يقول وجعل أعمالهم معمولةً على غير هدًى ولا استقامةٍ، لأنّها عملت في طاعة الشّيطان، لا في طاعة الرّحمن.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأضلّ أعمالهم} قال: الضّلالة الّتي أضلّهم اللّه لم يهدهم كما هدى الآخرين، فإنّ الضّلالة الّتي أخبرك اللّه: يضلّ من يشاء، ويهدي من يشاء قال: وهؤلاء ممّن جعل الله عمله ضلالاً.
وردّ قوله: {وأضلّ أعمالهم} على قوله: {فتعسًا لهم} وهو فعلٌ ماضٍ، والتّعس اسمٌ، لأنّ التّعس وإن كان اسمًا ففي معنى الفعل لما فيه من معنى الدّعاء، فهو بمعنى: أتعسهم اللّه، فلذلك صلح ردّ أضلّ عليه، لأنّ الدّعاء يجري مجرى الأمر والنّهي، وكذلك قوله: {حتّى إذا أثخنتموهم فشدّوا الوثاق} مردودةٌ على أمرٍ مضمرٍ ناصبٍ ل(ضرب) ). [جامع البيان: 21/193-194]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {إن تنصروا الله ينصركم} قال: حق على الله أن يعطي من سأله وأن ينصر من نصره {والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم (8) ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم} قال: أما الأولى ففي الكفار الذين قتل الله يوم بدر وأما الأخرى ففي الكفار عامة). [الدر المنثور: 13/359] (م)
تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا زيد بن الحباب، قال: أخبرنا أبو سنانٍ، قال: حدّثنا أبو إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ في قوله {ذلك بأنّهم كرهوا ما أنزل اللّه فأحبط أعمالهم} قال: الفرائض). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 295]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ذلك بأنّهم كرهوا ما أنزل اللّه} يقول تعالى ذكره: هذا الّذي فعلنا بهم من الإتعاس وإضلال الأعمال من أجل أنّهم كرهوا كتابنا الّذي أنزلناه إلى نبيّنا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم وسخطوه، فكذّبوا به، وقالوا: هو سحرٌ مبينٌ
وقوله: {فأحبط أعمالهم} يقول: فأبطل أعمالهم الّتي عملوها في الدّنيا، وذلك عبادتهم الآلهة، لم ينفعهم اللّه بها في الدّنيا ولا في الآخرة، بل أوبقهم بها، فأصلاهم سعيرًا، وهذا حكم اللّه جلّ جلاله في جميع من كفر به من أجناس الأمم، كما قال قتادة.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {فتعسًا لهم} قال: هي عامّةٌ للكفّار). [جامع البيان: 21/194-195]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {إن تنصروا الله ينصركم} قال: حق على الله أن يعطي من سأله وأن ينصر من نصره {والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم (8) ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم} قال: أما الأولى ففي الكفار الذين قتل الله يوم بدر وأما الأخرى ففي الكفار عامة). [الدر المنثور: 13/359] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن عمرو بن ميمون رضي الله عنه: {ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله} قال: كرهوا الفرائض). [الدر المنثور: 13/359-360]
تفسير قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم دمّر اللّه عليهم وللكافرين أمثالها}.
يقول تعالى ذكره: أفلم يسر هؤلاء المكذّبون محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم المنكرو ما أنزلنا عليه من الكتاب في الأرض سفرًا، وإنّما هذا توبيخٌ من اللّه لهم، لأنّهم قد كانوا يسافرون إلى الشّام، فيرون نقمة اللّه الّتي أحلّها بأهل حجر من ثمود، ويرون في سفرهم إلى اليمن ما أحلّ اللّه بسبأ، فقال لنبيّه عليه الصّلاة والسّلام وللمؤمنين به: أفلم يسر هؤلاء المشركون سفرًا في البلاد فينظروا كيف كان عاقبة تكذيب الّذين من قبلهم من الأمم المكذّبة رسلها الرّادّة نصائحها ألم نهلكها فندمّر عليها منازلها ونخرّبها، فيتّعظوا بذلك، ويحذروا أن يفعل اللّه ذلك بهم في تكذيبهم إيّاه، فينيبوا إلى طاعة اللّه في تصديقك، ثمّ توعّدهم جلّ ثناؤه، وأخبرهم إن هم أقاموا على تكذيبهم رسوله، أنّه محلٌّ بهم من العذاب ما أحلّ بالّذين كانوا من قبلهم من الأمم، فقال: {وللكافرين أمثالها} يقول: وللكافرين من قريشٍ المكذّبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من العذاب العاجل أمثال عاقبة تكذيب الأمم الّذين كانوا من قبلهم رسلهم على تكذيبهم رسوله محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وللكافرين أمثالها} قال: مثل ما دمّرت به القرون الأولى وعيدٌ من اللّه لهم). [جامع البيان: 21/195-196]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عز وجل دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها يقول للكافرين مثل ما دمرت به القرون الأولى عند أمر الله لهم). [تفسير مجاهد: 2/598-599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم} قال: أهلكهم الله بألوان العذاب بأن يتفكر متفكر ويتذكر متذكر ويرجع راجع فضرب الأمثال وبعث الرسل ليعقلوا عن الله أمره). [الدر المنثور: 13/360]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {وللكافرين أمثالها} قال: لكفار قومك يا محمد مثل ما دمرت به القرى فأهلكوا بالسيف). [الدر المنثور: 13/360]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {وللكافرين أمثالها} قال: مثل ما دمرت به القرون الأولى وعيد من الله تعالى لهم وفي قوله {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا} قال: وليهم الله). [الدر المنثور: 13/360]
تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (11) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى الله مولى الذين آمنوا قال ليس لهم مولى غيره). [تفسير عبد الرزاق: 2/222]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {مولى الّذين آمنوا} [محمد: 11] : " وليّهم). [صحيح البخاري: 6/134]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ مولى الّذين آمنوا وليّهم كذا لغير أبي ذرٍّ وسقط له وقد وصله الطّبريّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ بهذا). [فتح الباري: 8/579]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله وقال مجاهد مولى الّذين آمنوا وليهم إذا عزم الأمر جد الأمر فلا تهنوا لا تضعفوا
وقال أبن عبّاس أضغانهم حسدهم آسن متغير
أما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن أبن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 11 محمّد {بأن الله مولى الّذين آمنوا} قال وليهم الله وفي قوله 21 محمّد {فإذا عزم الأمر} قال جد الأمر وفي قوله 35 محمّد {فلا تهنوا} لا تضعفوا). [تغليق التعليق: 4/312]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ مولى الّذين آمنوا وليّهم
أي: قال مجاهد في قوله عز وجل: {ذلك بأن الله مولى الّذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم} (محمّد: 11) وفسّر: المولى بالولي، وروى الطّبريّ من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد نحوه، وهذا لم يثبت لأبي ذر). [عمدة القاري: 19/172]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) مما وصله الطبري ({مولى الذين آمنوا}) [محمد: 11] أي (وليهم) وسقط هذا لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/342]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ذلك بأنّ اللّه مولى الّذين آمنوا وأنّ الكافرين لا مولى لهم (11) إنّ اللّه يدخل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار والّذين كفروا يتمتّعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنّار مثوًى لّهم}.
يقول تعالى ذكره: هذا الفعل الّذي فعلنا بهذين الفريقين: فريق الإيمان، وفريق الكفر، من نصرتنا فريق الإيمان باللّه، وتثبيتنا أقدامهم، وتدميرنا على فريق الكفر {بأنّ اللّه مولى الّذين آمنوا} يقول: من أجل أنّ اللّه ولي من آمن به، وأطاع رسوله.
- كما: حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله {ذلك بأنّ اللّه مولى الّذين آمنوا} قال: وليّهم.
وقد ذكر لنا أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه وذلك بأنّ اللّه ولي الّذين آمنوا وأنّ الّتي في المائدة الّتي هي في مصاحفنا {إنّما وليّكم اللّه ورسوله} [المائدة: ] إنّما مولاكم اللّه في قراءته.
وقوله: {وأنّ الكافرين لا مولى لهم} يقول: وبأنّ الكافرين باللّه لا ولي لهم، ولا ناصر). [جامع البيان: 21/196-197]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {وللكافرين أمثالها} قال: مثل ما دمرت به القرون الأولى وعيد من الله تعالى لهم وفي قوله {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا} قال: وليهم الله). [الدر المنثور: 13/360] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا} قال: ليس لهم مولى غيره). [الدر المنثور: 13/360]