العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > تقريب دراسات عضيمة > معاني الحروف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 ربيع الأول 1432هـ/27-02-2011م, 03:51 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي دراسة (إلا) الاستثنائية في القرآن الكريم

دراسة (إلا) الاستثنائية في القرآن الكريم
الاستثناء التام الموجب

يجب نصب المستثنى إذا كان الاستثناء تاما موجبا، ولا يجوز فيه إتباع المستثنى للمستثنى منه، وقد علل لذلك سيبويه في كتابه [1/369] فقال: «وإنما منع الأب أن يكون بدلا من القوم أنك لو قلت: أتاني إلا أبوك كان محالا، وإنما جاز: ما أتاني القوم إلا أبوك، لأنه يحسن لك أن تقول: ما أتاني إلا أبوك».
وقد ذكر هذا التعليل المبرد في كتابيه: [المقتضب:4/395، 401]، و[الكامل:4/243]، كما أخذه الأنباري وبسطه في كتابه [«أسرار العربية»:ص206].
وكذلك الرضي في [شرح الكافية:1/208- 209]، وابن يعيش وغيرهم، جاء رفع المستثنى في التام الموجب في بعض القراءات:
1- {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ} [2: 83]. قرأ ابن مسعود {إِلَّا قَلِيلٌ} بالرفع ورويت عن أبي عمرو، [ابن خالويه:ص7]، [العكبري:1/26]، [البحر:1/287].
2- {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ} [2: 249]. قرأ أبي والأعمش {إِلَّا قَلِيلٌ} بالرفع، [ابن خالويه:ص15]، [شواهد التوضيح:ص43]، [البحر:2/266].
3- {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ} [10: 98]. قرأ الجرمي والكسائي: {إِلَّا قَوْمُ} بالرفع. [البحر:5/192].
4- {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ} [11: 116]. قرأ زيد بن علي: {إِلَّا قَلِيلٌ} بالرفع، [البحر:5/271- 272].
5- {فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ} [2: 34]. قرأ {إِلَّا إِبْلِيسُ}، بالرفع جناح بن حبيش، [ابن خالويه:ص4].
فما الذي يراه النحويون في توجيه رفع المستثنى التام الموجب؟
الفراء يجعل هذا الرفع جائزا مستساغا ويقول به إعراب المستثنى الذي لا تظهر عليه علامة الإعراب، قال في قوله تعالى: {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ} [5: 1].
«وقوله: {إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ} في موضع نصب بالاستثناء، ويجوز الرفع، كما يجوز: قام القوم إلا زيدا، وإلا زيد» [معاني القرآن:1/298] ولكنه رجح النصب في قوله تعالى: {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ} قال: «وفي إحدى القراءتين: {إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ}: والوجه في (إلا) أن ينصب ما بعدها إذا كان ما قبلها لا جحد فيه» [معاني القرآن:1/166]، وسيبويه عقد بابا في كتابه لوقوع المبتدأ بعد (إلا) [1/374] ومثل له بقولهم: ما مرت بأحد إلا زيد خير منه، وبقول العرب: لأفعلن كذا وكذا إلا حل ذلك أن أفعل كذا وكذا.
وظاهر أن هذه الأمثلة من الاستثناء المفرغ، كما صرح بذلك ابن يعيش في [شرح المفصل:2/93]، وابن هشام في [المغني:2/71] ثم نجد سيبويه في باب وقوع (إلا) صفة [1/370- 371] مثل الوصف بإلا بأمثلة وشواهد من التام المنفي، ومن التام الموجب، وبما يصح فيه الاستثناء، وبما لا يصح فيه الاستثناء، والمبرد في المقتضب ذكر في باب النعت بإلا أمثلة وشواهد سيبويه، ثم قال: وتقول على هذا: جاءني القوم إلا زيد: [المقتضب:5/408- 411] وابن مالك عقد في كتابه «شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح» بابا عنونه بقوله: البحث الثامن في رفع المستثنى بعد (إلا).
قال فيه: منها قول عبد الله بن أبي قتادة- رضي الله عنهما-: «أحرموا كلهم إلا أبو قتادة لم يحرم».
وقول أبي هريرة- رضي الله عنه- سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم يقول: «كل أمتي معافى إلا المجاهرون».
ثم يقول: ولا يعرف أكثر المتأخرين من البصريين في هذا النوع إلا النصب وقد أغفلوا وروده مرفوعا بالابتداء ثابت الخبر ومحذوفه.
فمن ثابت الخبر قول ابن أبي قتادة: «أحرموا كلهم إلا أبو قتادة لم يحرم». ونظيره من كتاب الله قراءة ابن كثير وأبي عمرو {وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ} [11: 81].
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما للشياطين من سلاح أبلغ في الصالحين من النساء إلا المتزوجون، أولئك المطهرون المبرؤون من الخنا». وجعل ابن خروف من هذا القبيل قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ}. ومن جعل الابتداء بعد (إلا) محذوف الخبر قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله». أخرجه البخاري في كتاب التوحيد ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «كل أمتي معافى إلا المجاهرون». وبمثل هذا تأول الفراء قراءة بعضهم {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} [2: 249].أي إلا قليل منهم لم يشربوا؛ ثم ساق شواهد شعرية على ذلك: انظر [ص:41- 44] والرضي في [شرح الكافية:1/227] يخرج الشواهد على أن (إلا) فيها صفة.
ولكنه يعد عن هذا التخريج في قراءة الرفع في قوله تعالى: {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} فلا يجعل (إلا) صفة، ولكنه يؤول {فَشَرِبُوا} بالنفي أي لم يطيعوه.
قال في [شرح الكافية:1/213]: «وتأويل النفي في غير الألفاظ المذكورة نادر، وكما جاء في الشواذ: {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلٌ}، أي لم يطيعوه إلا قليل». وهذا التخريج تخريج الزمخشري في الكشاف.
وأبو حيان يخرج الرفع في الآيتين على أن (إلا) صفة، ويرد على ابن عطية الذي جعل ما بعد (إلا) بدلا مما قبلها بتأويل الفعل المثبت بفعل منفي.
قال في [البحر1/287- 288]: «والذي ذكر النحويون أن البدل من الموجب لا يجوز, لو قلت: قام القوم إلا زيد بالرفع على البدل لم يجز: قالوا: لأن البدل يحل محل المبدل منه: فلو قلت: قام إلا زيد لم يجز لأن (إلا) لا تدخل في الموجب، وأما ما اعتل به من تسويغ ذلك، لأن معنى {تَوَلَّيْتُمْ} النفي، كأنه قيل: لم يفوا إلا قليل فليس بشيء؛ لأن كل موجب إذا أخذت في نفي نقيضه أو ضده كان كذلك، فليجز: قام إلا زيد: لأنه يؤول بقولك: لم يجلسوا إلا زيد.. ثم قال: ومن تخليط بعض المعربين أنه أجاز رفعه بفعل محذوف كأنه قال: امتنع قليل، وأن يكون توكيدا للمضمر المرفوع المستثنى منه... وأجاز بعضهم أن يكون رفعه على الابتداء، والخبر محذوف، كأنه قال: إلا قليل منكم لم يتول، وهذه أعاريب من لم يمعن في النحو». وانظر [البحر:2/266- 267].
أبو البقاء العكبري منع البدلية في قراءة الرفع في قوله تعالى: {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ} وخرجها على أن المرفوع فاعل بفعل محذوف، تقديره: امتنع أو مبتدأ محذوف الخبر، أو توكيد للضمير المرفوع، وقال: سيبويه يسميه نعتًا. [العكبري:1/27] صحيح أن سيبويه يسمى التوكيد صفة كما ذكر في كتابه [1/140] ولكن أين هذا من التوكيد المعنوي الذي يكون بألفاظ معينة ليس (قَلِيلٌ) منها؛ كما انه ليس من التوكيد اللفظي.
على أن العكبري أجاز الإبدال في قوله تعالى: {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ} [5: 13].
قال: «لو قرئ بالجر على البدل لكان مستقيما» [العكبري:1/119] وقد أجاز في آيات كثيرة أن يكون الاسم بعد (إلا) مبتدأ مذكور الخبر أو محذوفه.
قال في قوله تعالى: {وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ} [15: 17-18]. «{إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ} في موضعه ثلاثة أوجه: نصب على الاستثناء المنقطع».
والثاني: جر على البدل، أي إلا ممن استرق، والثالث: رفع على الابتداء و (فَأَتْبَعَهُ) الخبر، وجاز دخول الفاء فيه من اجل أن (من) بمعنى الذي أو شرط» [العكبري2/39] ورد عليه جواز الإبدال أبو حيان. [البحر:5/449- 450]، كما ورد على الزمخشري في جواز الإبدال.
وابن هشام في [المغني:2/71] ذكر أن من الجمل التي لا محل لها من الإعراب الجملة المستثناة، وذكر قوله تعالى: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ * إِلَّا مَنْ تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ} [88: 22- 24]. وذكر في موضع آخر [2/189] هذه التأويلات:
1- تأويل {فَشَرِبُوا} بفعل منفي، أي لم يكونوا.
2- (إلا) صفة.
3- {قَلِيلٌ} مبتدأ حذف خبره، أي لم يشربوا.
وقال السيوطي في [الهمع:2/225]: «وفي لغة يتبع المؤخر الموجب، وخرج عليها قراءة: {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلٌ}.
وفي [حاشية يس على التصريح:1/359]: «قال أبو الحسن بن عصفور: فإن كان الكلام الذي قبل (إلا) موجبا جاز في الاسم الواقع بعد (إلا) وجهان: أفصحهما النصب على الاستثناء، والآخر: أن تجعله مع (إلا) تابعًا للاسم الذي قبله، فتقول: قام القوم إلا زيد، بنصبه ورفعه..
ولابن عمار رسالة لطيفة سماها: التاج المذهب في رفع المستثنى من الموجب».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص242]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 ربيع الأول 1432هـ/27-02-2011م, 03:53 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي وقوع (إلا) نعتا

وقوع (إلا) نعتا


عقد سيبويه في كتابه [1/370] بابا عنونه بقوله: هذا باب ما يكون في (إلا) وما بعدها وصفا
ومثل بقوله: لو كان معنا رجل إلا زيد لغلبنا، وبقوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [21: 22]... كما أجاز في نحو: ما أتاني أحد إلا زيد الإبدال والوصفية.
وظاهر من صنيع سيبويه أن الموصوف بإلا نكرة، وأن بعض أمثلته يصح فيه الاستثناء، وبعضها مما لا يصح فيه الاستثناء؛ نحو: لو كان معنا رجل إلا زيد لغلبنا.
والمبرد عقد بابا في «المقتضب» عنونه بقوله: هذا باب ما تقع فيه (إلا) وما بعدها نعتا بمنزلة غير
ذكر فيه أمثلة وشواهد سيبويه ثم قال: «وتقول على هذا: جاءني القوم إلا زيد. ولا يكون (إلا) نعتا إلا لما ينعت بغير، وذلك النكرة، والمعرفة بالألف واللام على غير معهود..» [المقتضب:4/408- 411].
وابن الحاجب شرط للوصف بإلا أن تكون تابعة لجمع منكور غير محصور، وأن يتعذر الاستثناء، ثم مثل بالآية السابقة، وقال في [شرحه للكافية:ص47]: «لما حملوا (غيرا) على (إلا) في الاستثناء، حملوا (إلا) عليها في الصفة في الموضع الذي يتعذر فيه الاستثناء هذا مذهب المحققين..
وقد زعم قوم أنه يصح حملها على الصفة مع صحة الاستثناء، ومتمسكهم قوله:
وكل أخ مفارقه أخوه.......لعمر أبيك إلا الفرقدان
وهو شاذ عند الأولين» وانظر [الرضي:1/227]
وابن مالك شرط لوصفية (إلا) شرطين:
1- أن ينعت بها جمع أو شبه منكر أو معرف بأل الجنسية.
2- أن يصح الاستثناء، [التسهيل:ص104- 105].
وكذلك شرط ابن يعيش في [شرحه على المفصل:2/89- 90].
وقال أبو حيان في [البحر:2/266- 267]: «الثاني: أن يكون ما بعد (إلا) تابعا لإعراب المستثنى منه، إن رفعا فرفع، أو نصبا فنصب، أو جرا فجر، فتقول: قام القوم إلا زيد، ورأيت القوم إلا زيدا، ومررت بالقوم إلا زيد، وسواء كان ما قبل (إلا) مظهرا أو مضمرا واختلفوا في إعرابه: فقيل: هو تابع على أنه نعت لما قبله، فمنهم من حمل هذا على ظاهر العبارة وقال: ينعت بما بعد (إلا) الظاهرة والمضمر؛ ومنهم من قال: لا ينعت به إلا النكرة، أو المعرف بلام الجنس، فإن كان معرفة بالإضافة نحو: قام إخوتك أو بالألف واللام للعهد، أو بغير ذلك من وجوه التعاريف غير لام الجنس فلا يجوز الإتباع، ويلزم النصب على الاستثناء».
ومنهم من قال: «إن النحويين يعنون بالنعت هنا عطف البيان».
وفي [الهمع:1/229]: «وجوز بعض المغاربة أن يوصف بها كل ظاهر ومضمر، ونكرة ومعرفة» وانظر [المغني:1/67- 68].
وفي [البرهان:4/239]: «واعلم أنه يوصف بما بعد (إلا) سواء كان استثناء منقطعا، أو متصلا، قال المبرد والجرمي في قوله تعالى: {إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ} [11: 116]. لو قرئ بالرفع على الصفة لكان حسنا، والاستثناء منقطع».

[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص246]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 ربيع الأول 1432هـ/27-02-2011م, 03:54 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي آيات (إلا) نعتا

آيات (إلا) نعتا

1- {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [21: 22]. في [العكبري:2/69]: «{إِلَّا اللَّهُ} بالرفع على أن (إلا) صفة بمعنى غير، ولا يجوز أن يكون بدلا.. وقيل: يمتنع البدل: لأن ما قبلها إيجاب».
ولا يجوز النصب على الاستثناء لوجهين:
أحدهما: أنه فاسد في المعنى، وذلك أنك إذا قلت: لو جاءني القوم إلا زيدا لقتلتهم كان معناه: أن القتل امتنع لكون زيد مع القوم.
فلو نصبت في الآية لكان المعنى أن فساد السموات والأرض امتنع لوجود الله تعالى مع الآلهة، وفي ذلك إثبات إله مع الله.
وإذا رفعت على الوصف لا يلزم مثل ذلك، لأن المعنى: لو كان فيهما غير الله لفسدتا.
والوجه الثاني: إن {آلِهَة} هنا نكرة، والجمع إذا كان نكرة لم يستثن منه عند جماعة من المحققين؛ لأنه لا عموم له، بحيث يدخل فيه المستثنى لولا الاستثناء».
وفي [ابن يعيش:2/89]: «فهذا لا يكون إلا وصفا، ولا يجوز أن يكون بدلا يراد به الاستثناء؛ لأنه يصير في تقدير: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} فلو نصبت على الاستثناء فقلت: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهَ} لجاز» ذكر ابن هشام في [المغني:1/67-68] أن هذه الآية لا يصلح فيها الاستثناء، لا من جهة اللفظ، ولا من جهة المعنى, وانظر [البحر:6/304-305].
وقال الفراء في [معاني القرآن:2/200]: «(إلا) في هذا الموضع بمنزلة سوى، كأنك قلت: لو كان فيهما آلهة سوى أو غير الله لفسد أهلهما».
وانظر [القرطبي:5/4319].
2- {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} [24: 6].
وفي [العكبري:2/80- 81]: «{أَنْفُسُهُمْ} نعت لشهداء، أو بدل منه... والرفع أقوى؛ لأن (إلا) هنا صفة للنكرة».
في [القرطبي:5/4574]: «{أَنْفُسُهُمْ} بالرفع على البدل: ويجوز النصب على الاستثناء» وعلى خبر (يكن).
وفي [البرهان:4/239]: «فلو كان استثناء لكان من غير الجنس؛ لأن {أَنْفُسُهُمْ} ليس شهودا على الزنا؛ لأن الشهداء على الزنا يعتبر فيهم العدد، ولا يسقط الزنا المشهود به بيمين المشهود عليه وإذا جعل وصفا فقد أمن فيه مخالفة الجنس: فإلا هنا بمنزلة (غير) لا بمعنى الاستثناء».
3- {وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} [15: 17- 18]. أجاز العكبري في (من) أن تكون بدلا من كل شيطان ورد عليه أبو حيان وقال: يجوز أن يكون نعتا على خلاف في ذلك. [البحر:5/449-450]، [العكبري:2/39]
4- {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} [22: 40]. قال الزمخشري بالإبدال، وقال أبو حيان: يجوز على الصفة، [البحر:6/374].
[العكبري:2/76]، [الكشاف:3/34]، وقال الفراء: «فإن شئت جعلت قوله{إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} في موضع خفض ترده على الباء في {بِغَيْرِ حَقٍّ}، وإن شئت جعلت (أن) مستثناة» [معاني القرآن:2/227].
5- {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} [43: 26-27].
في [الكشاف:3/416]: «استثناء» منقطع، كأنه قال: لكن الذي فطرني فإنه سيهدين.
وأن يكون مجرورا بدلا من المجرور بمن، كأنه قال: إنني براء مما تعبدون إلا من الذي فطرني.
فإن قلت: كيف تجعله بدلا، وليس من جنس ما تعبدون؟...
قلت: قالوا: كانوا يعبدون الله مع أوثانهم.
(ويجوز) أن تكون (إلا) صفة بمعنى غير أن (ما) في {مِمَّا تَعْبُدُونَ} موصوفة «تقديره: إنني براء من آلهة تعبدونها غير الذي فطرني، فهو نظير قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}».
وفي [البحر:8/12]: «ووجه البدل لا يجوز؛ لأنه إنما يكون في غير الموجب من النفي؛ والنهي، والاستفهام، ألا ترى أنه يصلح ما بعد (إلا) لتفريغ العامل له و {إِنَّنِي بَرَاءٌ} جملة موجبة، فلا يصلح أن يفرغ العامل فيها الذي هو برئ لما بعد (إلا)...».
وأما تقديره (ما) نكرة موصوفة فلم يبقها موصولة لاعتقاده أن (إلا) لا تكون صفة إلا لنكرة، وهذه المسألة فيه خلاف: من النحويين من قال: توصف بها النكرة والمعرفة، فعلى هذا تبقى (ما) موصولة، وتكون (إلا) في موضع الصفة للمعرفة.
6- {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} [53: 32]. في [الكشاف:4/41]: «لا يخلو من أن يكون استثناء منقطعا، أو صفة؛ كقوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} أقره أبو حيان في [البحر:8/164]».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص248]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 ربيع الأول 1432هـ/27-02-2011م, 03:54 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الاستثناء التام المنفي

الاستثناء التام المنفي

يختار في الاستثناء التام المنفي المتصل إتباع المستثنى للمستثنى منه في الإعراب قال سيبويه [1/360]: «جعلت المستثنى بدلا من الأول، فكأنك قلت: ما مرت إلا بزيد، وما أتاني إلا زيد، وما لقيت إلا زيد.. فهذا وجه الكلام أن تجعل المستثنى بدلا من الذي قبله». وفي [المقتضب:4/394] «هذا باب المستثنى من المنفي، تقول: ما جاءني أحد إلا زيد، وإلا زيدا»، أما النصب فعلى ما فسرت لك. وأما الرفع فهو الوجه لما أذكره لك إن شاء الله.
تقول: ما جاءني أحد إلا زيد، لأن البدل يحل محل المبدل منه، ألا ترى أن قولك: مررت بأخيك زيد إنما هو بمنزلة قولك: مررت بزيد، لأنك لما رفعت الأخ قام زيد مقامه فعلى هذا قلت: ما جاءني أحد إلا زيد».
وفي [معاني القرآن للفراء:1/166]: «فإذا كان ما قبل (إلا) فيه جحد جعلت ما بعدها تابعا لما قبلها، معرفة كان أو نكرة، فأما المعرفة فقولك: ما ذهب الناس إلا زيد، وأما النكرة فقولك: ما فيها أحد إلا غلامك، لم يأت هذا عن العرب إلا بإتباع ما بعد (إلا) ما قبلها».
وفي [ابن يعيش:2/82]: «وإنما كان البدل هو الوجه، لأن البدل والنصب في الاستثناء من حيث هو إخراج واحد في المعنى، وفي البدل فضل مشاكلة ما بعد (إلا) لما قبلها؛ فكان أولى».
ونقل سيبويه أن النصب على الاستثناء لغة لبعض العرب الموثوق بعربيته قال: [1/36]: «هذا باب النصب فيما يكون مستثنى مبدلا، حدثنا بذلك يونس وعيسى جميعا أن بعض العرب الموثوق بعربيته يقول: ما مررت بأحد إلا زيدًا، وما أتاني أحد إلا زيدا».
اشتراط الفراء لجواز النصب على الاستثناء أن يكون ما قبل (إلا) معرفة، قال في [معاني القرآن:1/167]: «وإذا كان الذي قبل (إلا) نكرة مع جحد فإنك تتبع ما بعد (إلا) ما قبلها؛ كقولك: ما عندي أحد إلا أخوك».
وفي [التسهيل:ص102]: «ولا يشترط في جواز نصبه تعريف المستثنى منه، خلافا للفراء».
وفي [شرح الكافية للرضي:1/214]: «الفراء يمنع النصب على الاستثناء إذا كان المستثنى منه منكرا، فيوجب البدل في نحو: ما جاءني أحد إلا زيد، ويجيز النصب والإبدال في: ما جاءني القوم إلا زيد وإلا زيدا، ولعله قاسه على الموجب». وانظر [إعراب القرآن للزجاج:862].
جاء نصب المستثنى التام النفي المتصل في قراءة سبعية في قوله تعالى: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} [4: 66].
قرأ ابن عامر {إِلَّا قَلِيلاً} بالنصب، [شرح الشاطبية:ص184] [غيث النفع:ص76] [النشر:2/250]، [الإتحاف:ص194]، [البحر:3/285].
قال الفراء في [معاني القرآن:1/166]: وهي في قراءة أبي {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ}. كأنه نفي الفعل وجعل ما بعد (إلا) كالمنقطع عن أول الكلام؛ كقولك: ما قام القوم اللهم إلا رجلا أو رجلين.
فإذا نويت الانقطاع نصبت، وإذا نويت الاتصال رفعت.
وفي [الكشاف:1/278]: «وقرئ {إِلَّا قَلِيلاً} بالنصب على أصل الاستثناء، أو على: إلا فعلا قليلا».
وفي [البحر:3/285]: «وقول الزمخشري: أو على إلا فعلا قليلا ضعيف؛ لمخالفة مفهوم التأويل قراءة الرفع، ولقوله {مِنْهُمْ}».
وأما قوله تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ} [11: 81]..
فقد قرئ برفع التاء في {امْرَأ َتُكَ} ونصبها في السبع: قرأ ابن كثير وأبو عمرو برفع التاء، والباقون بنصبها، [شرح الشاطبية:ص224]، [غيث النفع:ص130]، [النشر:2/290]، [الإتحاف:ص259]، [البحر:5/248].
وجه الفراء قراءة النصب على أنها منصوبة على الاستثناء، المستثنى منه قوله {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} قال في [معاني القرآن:2/24]: {إِلَّا امْرَأَتَكَ} منصوبة بالاستثناء: فأسر بأهلك إلا امرأتك.
وكذلك فعل المبرد في [المقتضب:4/395- 396] قال:
«ويجوز النصب على غير هذا الوجه [استثناء من ولا يلتفت منكم أحد] وليس بالجيد على ما أعطيتك من أول الباب جودة النصب على قوله: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ} فلا يجوز إلا النصب على هذا القول لفساد البدل لو قيل: أسر إلا بامرأتك لم يجز».
مثل هذا في [المفصل للزمخشري:1/197]، وقال في [الكشاف:2/227- 228]: «ويجوز أن ينتصب عن {لَا يَلْتَفِتْ} على أصل الاستثناء، وإن كان الفصيح هو البدل... وفي إخراجها مع أهله روايتان: روى أنه أخرجها معهم، وأمر ألا يلتفت منهم أحد إلا هي، فلما سمعتهدّة العذاب التفتت وقالت: يا قوماه، فأدركها حجر فقتلها، وروى أنه أمر أن يخلفها مع قومها، فإن هواها إليهم، فلم تسر، واختلاف القراءتين لاختلاف الروايتين».
وعرض ابن الحاجب في [شرح كافيته:ص45] لنقد كلام الزمخشري في جعله قراءة النصب مستثناة من {بِأَهْلِكَ} وقراءة الرفع بدل من (أحد) بأن ذلك يؤدي إلى تناقض معنى القراءتين، وذلك أن الاستثناء من {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} يقتضي كونها غير مسرى بها، والإبدال من (أحد) يقتضي كونها مسريا بها؛ لأن الالتفات بعد الإسراء، فتكون مسريا بها، وغير مسرى بها ثم قال: وهو باطل. وإنما يقع في مثل ذلك من يعتقد أن القراءات السبع آحاد ويجوز أن يكون بعضها خطأ فلا يبالي في حمل القراءتين على ما يتناقضان به، فأما من يعتقد الصحة في جميعها فبعيد عن مثل ذلك». وانظر [الرضي:1/214]، [البحر:5/248]، و[العكبري:2/23].
وابن مالك في كتابه [«شواهد التوضيح والتصحيح»:ص42] خرج قراءة الرفع على أنها مبتدأ خبره الجملة بعده؛ دفعا للتناقض بين القراءتين وتبعه على هذا ابن هشام في [المغني:2/153]، وابن القيم في [البدائع:3/65- 66] وانظر [القرطبي:4/3309].
وفي بعض المواقف نجد بعض المعربين يسوى بين الإبدال وبين النصب على الاستثناء فلا يرجح أحدهما على الآخر، وذلك في الأسماء المبنية التي لا تظهر عليها حركة الإعراب:
1- {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} [2: 130]. في [العكبري:1/36]: «(من) في موضع نصب على الاستثناء، ويجوز أن يكون رفعا بدلا من الضمير في {يَرْغَبُ} رجح أبو حيان الإبدال، [البحر:1/394]».
2- {لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ * إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ} [37: 8- 10]. في [البحر:7/353] « {إِلَّا مَنْ خَطِفَ}: (من) بدل من الضمير في {لَا يَسَّمَّعُونَ}، ويجوز أن يكون منصوبا على الاستثناء».

* * *
ذكرنا أن جمهور النحويين يرى أن الإبدال في المستثنى التام المنفي المتصل هو الراجح، وأن قراءة سبعية جاءت على غير الراجح وهي قراءة ابن عامر: {ما فعلوه إلا قليلا منهم} أما القراءة السبعية الأخرى في وقوله تعالى: {وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ} فقد خرجها العلماء على أن المستثنى منه هو قوله: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} فالاستثناء تام مثبت.
هذا في الاتصال أما في الانقطاع فالمختار هو النصب على الاستثناء، وعلى ذلك جاء القرآن الكريم، لم يقرأ في السبع بالإتباع، وإنما جاء ذلك في الشواذ:
1- {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ} [10: 98]. في [البحر:5/192]: ( قَوْمَ) منصوب على الاستثناء المنقطع، وهو قول سيبويه والكسائي والفراء والأخفش، إذ ليسوا مندرجين تحت لفظ (قَرْيَةٌ)، وقرئ بالرفع على البدل عن الجرمي والكسائي، [الكشاف:2/203- 204] قال: «ويجوز أن يكون متصلا والجملة في معنى النفي، كأنه قيل: ما آمنت قرية من القرى الهالكة إلا قوم يونس، وانتصابه على أصل الاستثناء».
والاستثناء عند الفراء منقطع، [معاني القرآن:1/479-480، 167]، انظر [سيبويه:1/366].
2- {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا} [11: 116]. في [البحر:5/271-272]: «استثناء منقطع، أي لكن قليلا ممن أنجينا منهم نهوا عن الفساد في الأرض، وهم قليل بالإضافة إلى جماعاتهم.. وقرأ زيد بن علي {إِلَّا قَلِيلٌ} بالرفع، لحظ أن التحضيض تضمن النفي، فأبدل، كما يبدل في صريح النفي». والاستثناء عند الفراء منقطع، [معاني القرآن:2/30]: قال «ولو كان رفعا كان صوابا». وهو منقطع عند سيبويه أيضًا [1/366].
3- {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَىٰ * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ} [92: 19- 20]. في [البحر:8/484]: «وقرأ الجمهور {إِلَّا ابْتِغَاءَ} بنصب الهمزة، وهو استثناء منقطع، لأنه ليس داخلا في {مِنْ نِعْمَة} وقرأ ابن وثاب بالرفع على البدل من موضع «نعمة» لأنه رفع، وهي لغة تميم» وانظر [إعراب ثلاثين سورة:ص115] و[القرطبي:8/7179]، و[العكبري:2/155]، و[المقتضب:4/412- 413].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص251]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24 ربيع الأول 1432هـ/27-02-2011م, 03:55 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الإبدال على الموضع

الإبدال على الموضع

في [سيبويه:1/362]: «وذلك قولك: ما أتاني من أحد إلا زيد، وما رأيت من أحد إلا زيدا، وإنما منعك أن تحمل الكلام على (من) أنه خلف أن تقول: ما أتاني إلا زيد، فلما كان كذلك حمله على الموضع، فجعله بدلا منه..
ومما أجرى على الموضع، لا على ما عمل في الاسم: لا أحد فيها إلا عبد الله، (فلا أحد) في موضع اسم مبتدأ، وهي ها هنا بمنزلة (من أحد) في: ما أتاني» وانظر [المقتضب:4/420-421].
وقال الرضي في [شرح الكافية:1/218]: «اعلم أنه يتعذر البدل على اللفظ في أربعة مواضع:
في المجرور بمن الاستغراقية، والمجرور بالباء المزيدة لتأكيد غير الموجب، نحو: ما زيد، أو ليس زيد، أو هل زيد بشيء، وفي اسم (لا) التبرئة، إذا كان منصوبا، أو مفتوحا، نحو: لا رجل، ولا غلام رجل، وفي الخبر المنصوب بما الحجازية» وانظر [ابن يعيش:2/90-91]، [الهمع:1/224].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص256]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 ربيع الأول 1432هـ/27-02-2011م, 03:56 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)

كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)

1- يرى العكبري أن لفظ الجلالة بدل من موضع (لا إله)، لأن موضع (لا) وما عملت فيه رفع بالابتداء، [العكبري:1/40].
2- يرى أبو حيان أن لفظ الجلالة بدل من الضمير المستكن في الخبر المحذوف، فإذا قلت: لا رجل إلا زيد فالتقدير: لا رجل كائن أو موجود إلا زيد، كما تقول: ما أحد يقوم إلا زيد، فزيد بدل من الضمير في (يقوم).
ولا يجوز أن يكون خبرا، كما جاز ذلك في قولك: زيد ما العالم إلا هو، لأن (لا) لا تعمل في المعارف، وإن قلنا إن الخبر مرفوع بها، وإن قلنا إن الخبر ليس مرفوعا، بل هو خبر المبتدأ الذي هو (لا) مع اسمها وهو مذهب سيبويه فلا يجوز أن يكون خبرا أيضا لما يلزم عليه من جعل المبتدأ نكرة، والخبر معرفة، وهو عكس ما استقر في لسان العرب، [البحر:1/463]، وقال البطليوسي: «فإن قيل: فما الذي يمنع من أن يكون الموجود في الآية خبر التبرئة ولا يحتاج إلى تكلف هذا الإضمار؟
فالجواب: أن ذلك خطأ من ثلاثة أوجه:
1- أحدها: أن (لا) هذه لا تعمل إلا في النكرات.
2- الثاني: أن ما بعد (إلا) موجب، و (لا) لا تعمل في الموجب إنما تعمل في المنفي.
3- الثالث: أنك لو جعلته خبر التبرئة كنت قد جعلت الاسم نكرة، والخبر معرفة، وهذا عكس ما توجبه صناعة النحو، لأن الحكم في العربية:
إذا اجتمعت معرفة ونكرة أن تكون المعرفة هي الاسم، والنكرة الخبر، فلذلك جعل النحويون الخبر في نحو هذا محذوفا». [الأشباه والنظائر:3/239-240].
وفي [المغني:2/141] «ولم يتكلم الزمخشري في كشافه على المسألة اكتفاء بتأليف مفرد له فيها، وزعم فيه أن الأصل: الله إله، المعرفة مبتدأ، والنكرة خبر على القاعدة، ثم قدم الخبر، ثم أدخل النفي على الخبر، والإيجاب على المبتدأ، وركبت (لا) مع الخبر؛ فيقال له: فما تقول في نحو: لا طالعا جبلا إلا زيد ،لم انتصب خبر المبتدأ؟ فإن قال: إن (لا) عاملة عمل (ليس)، فذلك ممتنع لتقدم الخبر، ولانتقاض النفي، ولتعريف أحد الجزئين».
وقال الرضي: في [شرح الكافية:1/220]: «وأما نحو قولك: لا إله إلا الله، ولا فتى إلا علي، ولا سيف إلا ذو الفقار فالنصب على الاستثناء فيه أضعف منه في نحو: لا أحد فيها إلا زيد، لأن العامل فيه وهو خبر (لا) محذوف، إما قبل الاستثناء وإما بعده، وفي نحو: لا أحد فيها إلا زيد ظاهر وهو خبر (لا)».
وفي [كليات أبي البقاء:ص387]: والأكثر الرفع، والنصب مرجوح، ولم يأت في القرآن غير الرفع.


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص256]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 24 ربيع الأول 1432هـ/27-02-2011م, 03:57 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي آيات كلمة التوحيد

آيات كلمة التوحيد

1- {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} [37: 35].
2- {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ} [47: 19].

جاء بعد (إلا) الضمير المنفصل المرفوع (هو) في قوله تعالى:
1- {لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ} [2: 163].
2- {لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [2: 255].
3- {لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [3: 2].
4- {لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [3: 6، 18].
5- {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [3: 18].
6- {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [4: 87، 27: 26، 64: 13].
7- {لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [6: 102].
8- {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [6: 106].
9- {لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ} [7: 158].
10- {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [9: 31].
11- {حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [9: 129].
12- {وَأَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [11: 14].
13- {قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [13: 30].
14- {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [20: 8].
15- {إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [20: 98].
16- {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [23: 116].
17- {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [28: 70].
18- {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [28: 88].
19- {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [35: 3].
20- {لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [39: 6].
21- {ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ} [40: 3].
22- {لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ} [44: 8].
23- {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ} [59: 22].
24- {لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا} [73: 9].

وجاء بعد (إلا) ضمير المتكلم المرفوع (أنا) في قوله تعالى:
1- {لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} [16: 2].
2- {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي} [20: 14].
3- {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [21: 25].

وجاء بعد (إلا) ضمير المخاطب المرفوع (أنت) في قوله تعالى:
{فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ} [21: 87].

وجاء بعد (إلا) اسم الموصول (الذي) في قوله تعالى:
{آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ} [10: 90].

* * *
ومن شواهد الإبدال على الموضع قوله تعالى:
1- {وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ} [3: 62]. يرى أبو حيان أن خبر المبتدأ محذوف «ولفظ الجلالة يدل على الموضع ولا يجوز أن يكون بدلا على اللفظ، لأن (من) لا تزاد في الإيجاب ثم قال: «ويجوز في العربية في نحو هذا التركيب نصب ما بعد (إلا)؛ نحو: ما من شجاع إلا زيدا، ولم يقرأ بالنصب في الآية، وإن كان جائزا في العربية». [البحر:2/482] ويرى العكبري أن لفظ الجلالة خبر (إله) [1/78].
ونقل الجمل الإعرابين عن [السمين:1/284].
2- {وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ} [5: 73]. جعل العكبري (إله واحد) بدلا من (إله) ثم قال: ولو قرئ بالجر بدلا من لفظ (إله) كان جائزا في العربية.[1/125].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص258]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 24 ربيع الأول 1432هـ/27-02-2011م, 03:58 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الاستثناء التام المنفي مع الاستفهام

الاستثناء التام المنفي مع الاستفهام

جاء في قوله تعالى:
1- {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} [2: 130].
2- {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ} [3: 135].
3- {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [15: 56].
4- {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ} [10: 32].
الاستفهام في هذه الآيات للإنكار، فهو بمعنى النفي، والكلام تام منفي، وأبدل المستثنى من المستثنى منه، وهو الضمير الراجح إلى اسم الاستفهام على ما هو الراجح من الإبدال.
انظر [الكشاف:1/95]، [العكبري:1/36، 84]، [البحر:1/394، 3/59، 5/154].
وجاء بعد (كيف) في قوله تعالى: {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [9: 7]. [البحر:5/12].
«لما كان الاستفهام معناه النفي صلح مجيء الاستثناء، وهو متصل، وقيل: منقطع.. قال الحوفي: ويجوز أن يكون (الذين) في موضع جر على البدل من المشركين، لأن معنى ما تقدم النفي...».
جاءت (إلا) بعد (كيف) في قول أبي الأسود الدؤلي:
يصيب فما يدري، ويخطئ وما دري.......فكيف يكون النوك إلا كذلكا
[ديوانه:ص47]، وفي قول محمود عبد الوراق:
إذا كان شكري نعمة الله نعمة.......على له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله.......وإن طـــالت الأيام واتســـع العمر
والاستثناء في الشعر مفرغ.

* * *
جاء الاستثناء التام المنفي بعد (لا) النافية الداخلة على المضارع في قوله تعالى:
1- {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} [2: 78].
2- {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا} [2: 150].
3- {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} [2: 255].
4- {فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا} [4: 46، 155].
5- {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [4: 148].
6- {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً} [6: 145].
7- {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [7: 188].
8- {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [10: 49].
9- {ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا * إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} [17: 86- 87].
10- {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا} [19: 62].
11- {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا} [19: 87].
12- {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [26: 88- 89].
13- {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [27: 65].
14- {وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ} [33: 39].
15- {لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ * إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ} [37: 8-10].
16- {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ} [43: 86].
17- {لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ} [44: 41- 42].
18- {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ} [44: 56].
19- {بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا} [48: 15].
20- {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا} [56: 25- 26].
21- {فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِنْ رَسُولٍ} [72: 26- 27].
22- {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} [78: 24- 25].
23- {لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ} [78: 38].

* * *
وجاء الاستثناء التام المنفي بعد (ما) النافية في قوله:
1- {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} [4: 66].
2- {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ} [4: 157].
3- {مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا} [12: 68].
4- {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} [14: 22].
5- {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا} [25: 57].
6- {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ * إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} [37: 162- 163].
7- {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَىٰ * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ} [92: 19-20].

* * *
وجاء الاستثناء التام المنفي بعد (لن) في قوله تعالى:
1- {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا} [4: 145-146].
2- {وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا * إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ} [72: 22-23].

وجاء الاستثناء التام المنفي بعد (لم) في قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} [24: 6].

وجاء الاستثناء التام بعد النهي في قوله تعالى:
1- {لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} [4: 29].
2- {وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} [4: 89-90].
3- {وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ} [11: 81].
4- {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [29: 46].

* * *
وجاء الاستثناء التام المنفي بعد (ليس) في قوله تعالى:
1- {وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [58: 10].
2- {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ} [88: 6].
3- {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ * إِلَّا مَنْ تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ} [88: 22-23].

* * *
جاء في القرآن تكرير حرف الجر مع المستثنى في إبداله من المستثنى منه المجرور، وذلك في قوله تعالى:
{وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} [2: 255].
وفي [البحر:2/279] «صار تعلق حرفي جر من جنس واحد بعامل واحد لأن ذلك على طريق البدل».
* * *
لابد أن تتقدم (إلا) الاستثنائية في الاستثناء التام جملة تامة، فإذا ذكر جزء الجملة وحده قدر جزؤها الآخر، كما في قوله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [16: 106]، إذا جعلت (من) مبتدأ في {مَنْ كَفَرَ} فلابد من تقدير الخبر، سواء كانت (من) موصولة أو شرطية، أي فعليهم غضب من الله، قال أبو حيان في [البحر:5/540]: «والذي تقتضيه فصاحة الكلام جعل الجمل كلها مستقلة، لا ترتبط بما قبلها من حيث الإعراب، بل من حيث المعنى».
وأجاز الزمخشري وأبو البقاء أن تكون (من) بدلا مما قبلها، [الكشاف:2/245]، [العكبري:2/40].

[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص260]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة