العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة آل عمران

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 ربيع الثاني 1434هـ/28-02-2013م, 09:41 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة آل عمران[من الآية (176) إلى الآية (178) ]

تفسير سورة آل عمران
[من الآية (176) إلى الآية (178) ]

{وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 ربيع الثاني 1434هـ/7-03-2013م, 11:23 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولا يحزنك الّذين يسارعون في الكفر إنّهم لن يضرّوا اللّه شيئًا يريد اللّه ألاّ يجعل لهم حظًّا في الآخرة ولهم عذابٌ عظيمٌ}.
يقول جلّ ثناؤه: ولا يحزنك يا محمّد كفر الّذين يسارعون في الكفر مرتدّين على أعقابهم من أهل النّفاق، فإنّهم لن يضرّوا اللّه بمسارعتهم في الكفر شيئًا، كما أنّ مسارعتهم لو سارعوا إلى الإيمان لم تكن بنافعته، كذلك مسارعتهم إلى الكفر غير ضارّته.
- كما: حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {ولا يحزنك الّذين يسارعون في الكفر} يعني: انهم المنافقون.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {ولا يحزنك الّذين يسارعون في الكفر} أي المنافقون.
القول فيى تأويل قوله تعالى: {يريد اللّه ألاّ يجعل لهم حظًّا في الآخرة ولهم عذابٌ عظيمٌ}
يعني بذلك جلّ ثناؤه: يريد اللّه أن لا يجعل لهؤلاء الّذين يسارعون في الكفر نصيبًا في ثواب الآخرة، فلذلك خذلهم، فسارعوا فيه، ثمّ أخبر أنّهم مع حرمانهم ما حرموا من ثواب الآخرة، لهم عذابٌ عظيمٌ في الآخرة، وذلك عذاب النّار.
وقال ابن إسحاق في ذلك بما:
- حدّثني ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {يريد اللّه ألاّ يجعل لهم حظًّا في الآخرة} أن يحبط أعمالهم). [جامع البيان: 6/257-258]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولا يحزنك الّذين يسارعون في الكفر إنّهم لن يضرّوا اللّه شيئًا يريد اللّه ألّا يجعل لهم حظًّا في الآخرة ولهم عذابٌ عظيمٌ (176)
قوله تعالى: ولا يحزنك الّذين يسارعون في الكفر
[الوجه الأول]
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ
قوله: ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر قال: هم الكافرون
والوجه الثّاني:
- حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محكمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن منصورٍ قال: سألت الحسن عن قوله: ولا يحزنك الّذين يسارعون في الكفر قال: هم الكفّار.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو نعيمٍ، ثنا زكريّا يعني: ابن أبي زائدة، عن عامرٍ ولا يحزنك الّذين يسارعون في الكفر قال: كان رجلٌ من اليهود قتل رجلا من أهل بيته، فقالوا لحلفائه من المسلمين: سلوا محمّداً، فإن كان يقضي بالدّية اختصمنا إليه، وإن كان يأمر بالقتل لم نأته.
قوله تعالى: إنّهم لن يضرّوا اللّه شيئاً
- حدّثنا حجّاجٌ، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: إنّهم لن يضرّوا اللّه شيئاً قال: هم: المنافقون.
قوله تعالى: يريد اللّه ألا يجعل لهم حظّاً في الآخرة ولهم عذاب عظيم
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا محمّد بن عمرٍو، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق: يريد اللّه ألّا يجعل لهم حظًّا في الآخرة أي: تحبط أعمالهم ولهم عذابٌ عظيمٌ.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ عذابٌ يقول: نكالٌ.
- قرأت على محمّد بن الفضل، ثنا محمّد بن عليٍّ، ثنا محمّد بن مزاحمٍ ثنا بكيرٌ، عن مقاتل بن حيّان عظيمٌ يعني عذاباً وافراً). [تفسير القرآن العظيم: 2/821-822]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر قال هم المنافقون). [تفسير مجاهد: 139]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيتان 176 – 177
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر} قال: هم المنافقون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن {ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر} قال: هم الكفار). [الدر المنثور: 4/151-152]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضرّوا اللّه شيئًا ولهم عذابٌ أليمٌ}
يعني بذلك جلّ ثناؤه المنافقين الّذين تقدّم إلى نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيهم أن لا يحزنه مسارعتهم إلى الكفر، فقال لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ هؤلاء الّذين ابتاعوا الكفر بإيمانهم، فارتدّوا عن إيمانهم بعد دخولهم فيه، ورضوا بالكفر باللّه وبرسوله، عوضًا من الإيمان، لن يضرّوا اللّه بكفرهم وارتدادهم، عن إيمانهم شيئًا، بل إنّما يضرّون بذلك أنفسهم بإيجابهم بذلك لها من عقاب اللّه ما لا قبل لها به.
وإنّما حثّ اللّه جلّ ثناؤه بهذه الآيات من قوله: {وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن اللّه} إلى هذه الآية عباده المؤمنين على إخلاص اليقين، والانقطاع إليه في أمورهم، والرّضا به ناصرًا وحده دون غيره من سائر خلقه، ورغّب بها في جهاد أعدائه وأعداء دينه، وشجّع بها قلوبهم، وأعلمهم أنّ من وليه بنصره فلن يخذل ولو اجتمع عليه جميع من خالفه وحادّه، وأنّ من خذله فلن ينصره ناصرٌ ينفعه نصره ولو كثرت أعوانه أو نصراؤه.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {إنّ الّذين اشتروا الكفر بالإيمان} أي المنافقين {لن يضرّوا اللّه شيئًا ولهم عذابٌ أليمٌ} أي موجعٌ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: هم المنافقون). [جامع البيان: 6/258-259]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إنّ الّذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضرّوا اللّه شيئًا ولهم عذابٌ أليمٌ (177)
قوله تعالى: إنّ الّذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضرّوا اللّه شيئًا
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنبأ عبد الرّزّاق، أنبأ معمرٌ، عن قتادة قوله: اشتروا أي: استحبوا الضلالة على الهدى.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: إنّ الّذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضرّوا اللّه شيئاً قال: هم المنافقون.
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية قوله: ولهم عذابٌ أليمٌ قال: الأليم: الموجع في القرآن كلّه- وروي عن سعيد بن جبيرٍ، وأبي مالكٍ، والضّحّاك، وقتادة، وأبي عمران الجونيّ، ومقاتل بن حيّان نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 2/822-823]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد {إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان} قال: هم المنافقون، والله أعلم). [الدر المنثور: 4/151-152]

تفسير قوله تعالى: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): ([ .... ] والموت {إنما نملي لهم ليزدادوا إثما}، ثم تلا حتى بلغ: {نزلا من عند الله وما عند الله خيرٌ للأبرار}). [الجامع في علوم القرآن: 2/55]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا الثوري عن الأعمش عن خيثمة عن الأسود عن عبد الله قال ما من نفس برة ولا فاجرة إلا والموت خير لها ثم قرأ عبد الله وما عند الله خير للأبرار وقرأ هذه الآية ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملى لهم الآية). [تفسير عبد الرزاق: 1/142]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( [قوله تعالى: {ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنّما نملي لهم ليزدادوا إثمًا ولهم عذابٌ مهينٌ} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو معشر، عن محمّد بن كعبٍ قال: الموت خيرٌ للمؤمن والكافر، ثمّ تلا: {ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنّما نملي لهم ليزدادوا إثمًا}، {وما عند الله خيرٌ للأبرار}، ثمّ (قال) : إنّ الكافر ما عاش كان أشدّ لعذابه يوم القيامة.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا فرج بن فضالة، عن لقمان بن عامرٍ، عن أبي الدّرداء قال: ما من مؤمنٍ إلّا الموت خيرٌ له، وما من كافرٍ إلّا الموت خيرٌ له، فمن لم يصدّقني، فإنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: {وما عند الله خيرٌ للأبرار}، {ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنّما نملي لهم ليزدادوا إثمًا ولهم عذابٌ مهينٌ} ). [سنن سعيد بن منصور: 3/1127-1128]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن خيثمة، عن الأسود، قال: قال عبد الله: ما من نفسٍ برّةٍ، ولا فاجرةٍ إلاّ وإنّ الموت خيرٌ لها من الحياة، لئن كان برًّا لقد قال اللّه: {وما عند الله خيرٌ للأبرار} ولئن كان فاجرًا لقد قال اللّه: {ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنمّا نملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنّما نملي لهم ليزدادوا إثمًا ولهم عذابٌ مهينٌ}). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 175]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنّما نملي لهم ليزدادوا إثمًا ولهم عذابٌ مهينٌ}

يعني بذلك تعالى ذكره: ولا يظنّنّ الّذين كفروا باللّه ورسوله، وما جاء به من عند اللّه أنّ إملاءنا لهم خيرٌ لأنفسهم.
ويعني بالإملاء: الإطالة في العمر والإنساء في الأجل؛ ومنه قوله جلّ ثناؤه: {واهجرني مليًّا} أي حينًا طويلاً؛ ومنه قيل: عشت طويلاً وتملّيت حينًا والملا نفسه الدّهر، والملوان: اللّيل والنّهار، ومنه قول تميم بن مقبلٍ:.
ألا يا ديار الحيّ بالسّبعان = أملّ عليها بالبلى الملوان
يعني بالملوان اللّيل والنّهار.
وقد اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم} فقرأ ذلك جماعةٌ منهم: (ولا يحسبنّ) بالياء وفتح الألف من قوله {أنّما} على المعنى الّذي وصفت من تأويله، وقرأه آخرون: ولا تحسبنّ بالتّاء و{أنّما} أيضًا بفتح الألف من أنّما بمعنى: ولا تحسبنّ يا محمّد انت الّذين كفروا أنّما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم.
فإن قال قائلٌ: فما الّذي من أجله فتحت الألف من قوله: {أنّما} في قراءة من قرأ بالتّاء، وقد علمت أنّ ذلك إذا قرئ بالتّاء فقد أعملت تحسبنّ في الّذين كفروا، وإذا أعملتها في ذلك لم يجز لها أن تقع على أنّما لأنّ أنّما إنّما يعمل فيها عاملٌ يعمل في شيئين نصبًا.
قيل: أمّا الصّواب في العربيّة ووجه الكلام المعروف من كلام العرب كسر إنّ إذا قرئت تحسبنّ بالتّاء، لأنّ تحسبنّ إذا قرئت بالتّاء، فإنّها قد نصبت الّذين كفروا، فلا يجوز أن تعمل وقد نصبت اسمًا في أنّ، ولكنّي أظنّ أنّ من قرأ ذلك بالتّاء في تحسبنّ وفتح الألف من أنّما، إنّما أراد تكرير تحسبنّ على أنّما، كأنّه قصد إلى أنّ معنى الكلام: ولا تحسبنّ يا محمّد أنت الّذين كفروا، لا تحسبنّ أنّما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم، كما قال جلّ ثناؤه: {فهل ينظرون إلاّ السّاعة أن تأتيهم بغتةً}، بتأويل: هل ينظرون إلاّ السّاعة، هل ينظرون إلاّ أن تأتيهم بغتةً؟ وذلك وإن كان وجهًا جائزًا في العربيّة، فوجه كلام العرب ما وصفنا قبل.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا قراءة من قرأ: {ولا يحسبنّ الّذين كفروا} بالياء من (يحسبنّ)، وبفتح الألف من أنّما، على معنى ان الحسبان للّذين كفروا دون غيرهم، ثمّ يعمل في أنّما نصبًا؛ لأنّ (يحسبنّ) حينئذٍ لم يشغل بشيءٍ عمل فيه، وهي تطلب منصوبين، وإنّما اخترنا ذلك لإجماع القرّاء على فتح الألف من أنّما الأولى، فدلّ ذلك على أنّ القراءة الصّحيحة في {يحسبنّ} بالياء لما وصفنا؛ وأمّا ألف إنّما الثّانية فالكسر على الابتداء بالإجماع من القرّاء عليه.
وتأويل قوله: {إنّما نملي لهم ليزدادوا إثمًا} إنّما نؤخّر آجالهم فنطيلها
ليزدادوا إثمًا، يقول: يكتسبوا المعاصي فتزداد آثامهم وتكثر {ولهم عذابٌ مهينٌ} يقول: ولهؤلاء الّذين كفروا باللّه ورسوله في الآخرة عقوبةٌ لهم مهينةٌ مذلّةٌ.
وبنحو ما قلنا في ذلك جاء الأثر.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن خيثمة، عن الأسود، قال: قال عبد اللّه: ما من نفسٍ برّةٍ ولا فاجرةٍ إلاّ والموت خيرٌ لها وقرأ: {ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنّما نملي لهم ليزدادوا إثمًا} وقرأ: {نزلاً من عند اللّه وما عند اللّه خيرٌ للأبرار}). [جامع البيان: 6/259-262]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنّما نملي لهم ليزدادوا إثمًا ولهم عذابٌ مهينٌ (178)
قوله تعالى: ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم
- حدّثنا يونس بن حبيبٍ، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن سلمة بن كهيلٍ قال:
سمعت أبا الأحوص قال: قال عبد اللّه: مستريحٌ ومستراحٌ منه. قال أبو الأحوص:
إنّي لأحسبنّ، كما قال: ألم تسمع إلى قول اللّه تعالى: ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم.
- حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محكمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن منصورٍ قال: سألت الحسن عن قوله: ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خير لأنفسهم قال: ربّ مغترٍ من الكفّار.
- حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال: ثمّ ذكر إظهار المشركين فقال: لا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم.
قوله تعالى: إنّما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذابٌ مهينٌ
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ الواسطيّ، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن خيثمة قال الأسود قال: قال عبد اللّه: ما من نفسٍ برّةٍ ولا فاجرةٍ إلا الموت خيرٌ لها، لئن كان فاجراً لقد قال اللّه تعالى: ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم، إنّما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذابٌ مهينٌ.
قوله تعالى: عذابٌ مهينٌ
- قرأت على محمّد بن الفضل، ثنا محمّد بن عليٍّ، ثنا محمّد بن مزاحمٍ، ثنا بكير بن معروفٍ، عن مقاتل بن حيّان قوله: عذابٌ مهينٌ يعني بالمهين:
الهوان). [تفسير القرآن العظيم: 2/823-824]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا يحيى بن محمّدٍ العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، ثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال: " والّذي لا إله غيره ما على الأرض نفسٌ إلّا الموت خيرٌ لها إن كان مؤمنًا، فإنّ اللّه يقول: {لكن الّذين اتّقوا ربّهم لهم جنّاتٌ تجري من تحتها الأنهار} [آل عمران: 198] ، وإن كان فاجرًا فإنّ اللّه يقول: {إنّما نملي لهم ليزدادوا إثمًا} [آل عمران: 178] «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه» ). [المستدرك: 2/326]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ابن عباس - رضي الله عنهما -) قال: ما من برٍّ ولا فاجرٍ، إلا والموت خيرٌ له، ثم تلا {إنّما نملي لهم ليزدادوا إثماً} [آل عمران: 178] وتلا {وما عند اللّه خيرٌ للأبرار} [آل عمران: 198]. أخرجه.
[شرح الغريب]
(نملي) الإملاء: الإمهال وإطالة العمر). [جامع الأصول: 2/75-76] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 178.
أخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد وأبو بكر المروزي في الجنائز، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: ما من نفس برة ولا فاجرة إلا والموت خير لها من الحياة إن كان برا فقد قال الله {وما عند الله خير للأبرار} وإن كان فاجرا فقد قال الله {ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما}، واخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن أبي الدرداء قال: ما من مؤمن إلا الموت خير له وما من كافر إلا الموت خير له، فمن لم يصدقني فإن الله يقول (و ما عند الله خير للأبرار) (آل عمران الآية 198) {ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين}.
وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن محمد بن كعب قال: الموت خير للكافر والمؤمن ثم تلا هذه الآية ثم قال: إن الكافر ما عاش كان أشد لعذابه يوم القيامة.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي برزة قال: ما أحد إلا والموت خير له من الحياة فالمؤمن يموت فيستريح وأما الكافر فقد قال الله {ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير} الآية). [الدر المنثور: 4/152-153]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 جمادى الآخرة 1434هـ/18-04-2013م, 07:10 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي



تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يريد الله أن لا يجعل لهم حظّاً}أي: نصيباً). [مجاز القرآن: 1/108]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم...}
ومن قرأ "ولا تحسبن" قال "إنما" وقد قرأها بعضهم "ولا تحسبن الذين كفرا أنما" بالتاء والفتح على التكرير: لا تحسبنهم لا تحسبن أنما نملي لهم، وهو كقوله: {هل ينظرون إلاّ السّاعة أن تأتيهم} على التكرير: هل ينظرون إلا أن تأتيهم). [معاني القرآن: 1/248]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّ ما نملى لهم خيرٌ لأنفسهم}: ألف (أن) مفتوحة، لأن {يحسبن} قد عملت فيها، (وما): في هذا الموضع بمعنى (الذي) فهو اسم، والمعنى من الإملاء ومن الإطالة، ومنها قوله: {واهجرني مليّاً}أي: دهراً؛ وتمليت حبيبك؛ والملوان: النهار والليل كما ترى، قال ابن مقبل:
ألا يا ديار الحيّ بالسّبعان... أملّ عليها بالبلى الملوان
يعنى الليل والنهار، و(أملّ عليها بالبلى): أي رجع عليها حتى أبلاها، أي طال عليها، ثم أستأنفت الكلام فقلت: (إنّما تملي لهم ليزدادوا إثماً)فكسرت ألف {إنما} للابتداء فإنما أبقيناهم إلى وقت آجالهم ليزدادوا إثماً؛ وقد قيل في الحديث: الموت خيرٌ للمؤمن للنّجاة من الفتنة، والموت خيرٌ للكافر لئلاّ يزداد إثماً.
{عذابٌ مهي}: فذلك من الهوان). [مجاز القرآن: 1/108-109]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({إنما نملي لهم}: نطيل أعمارهم {واهجرني مليا} دهرا). [غريب القرآن وتفسيره: 111]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({نملي لهم}أي: نطيل لهم، يعني: الإمهال والنّظرة، ومنه قوله: {واهجرني مليًّا}). [تفسير غريب القرآن: 116]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله - جلّ وعزّ -: {ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خير لأنفسهم إنّما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين}
قرئت (ولا تحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خير)
وقد قرئت (ولا تحسبنّ الّذين كفروا إنّما نملي)
معني {نملي لهم}:نؤخرهم - وهؤلاء قوم أعلم اللّه النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم لا يؤمنون أبدا، وأن بقاءهم يزيدهم كفرا وإثما.
وأما الإعراب - فقال أبو العباس محمد بن يزيد: إن من قرأ بالياء {يحسبنّ} فتح أن، وكانت تنوب عن الاسم والخبر تقول حسبت أن زيدا منطلق، ويصح الكسر مع الياء - بفتح {ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم} بكسر إنّ، وهو جائز على قبحه، لأن الحسبان ليس بفعل حقيقي فهو يبطل عمله مع أن، كما يبطل مع اللام، تقول حسبت لعبد اللّه منطلق.
وكذلك قد يجوز على بعد: حسبت أن عبد اللّه منطلق.
ومن قرأ (ولا تحسبن الذين كفروا) لم يجز له، عند البصريين إلا كسر (إن)
المعنى: لا تحسبن الذين كفروا، إملاؤنا خير لهم ودخلت أن مؤكدة.
إذا فتحت (أن)، صار المعنى: ولا تحسبن الذين كفروا إملائا، قال أبو إسحاق: وهو عندي في هذا الموضع يجوز على البدل من الذين.
المعنى: لا تحسبن إملاءنا للذين كفروا خيرا لهم وقد قرأ بها خلق كثير.
ومثل هذه القراءة من الشعر قول الشاعر:
فما كان قيس هلكه هلك واحد... ولكنه بنيان قوم تهدّما
جعل هلكه بدلا من قيس، المعنى فما كان هلك - قيس هلك واحد). [معاني القرآن: 1/490-492]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما}في معناه قولان:
أحدهما: ما رواه الأسود عن عبد الله بن مسعود أنه قال: الموت خير للمؤمن والكافر ثم تلا{وما عند الله خير للأبرار}و{إنما نملي لهم ليزدادوا إثما}
والقول الآخر: أن هذه الآية مخصوصة أريد بها قوم بأعيانهم لا يسلمون كما قال جل وعز: {ولا أنتم عابدون ما أعبد}). [معاني القرآن: 1/513]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({نُمْلِي لَهُمْ}: نطيل لهم). [العمدة في غريب القرآن: 103]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 جمادى الآخرة 1434هـ/19-04-2013م, 09:28 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) }
[لا يوجد]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177) }
[لا يوجد]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178) }
[لا يوجد]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 02:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 02:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 02:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 02:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ نافع وحده «يحزنك» بضم الياء من أحزن، وكذلك قرأ في جميع القرآن، إلا في سورة الأنبياء لا يحزنهم الفزع الأكبر [الأنبياء: 103] فإنه فتح الياء، وقرأ الباقون «يحزنك» بفتح الياء من قولك حزنت الرجل، قال سيبويه: يقال حزن الرجل وفتن إذا أصابه الحزن والفتنة، وحزنته وفتنته، إذا جعلت فيه وعنده حزنا وفتنة، كما تقول: دهنت وكحلت، إذا جعلت دهنا وكحلا، وأحزنته وأفتنته إذا جعلته حزينا وفاتنا، كما تقول: أدخلته وأسمعته، هذا معنى قول سيبويه والمسارعة في الكفر هي المبادرة إلى أقواله وأفعاله والجد في ذلك، وقرأ الحر النحوي «يسرعون» في كل القرآن وقراءة الجماعة أبلغ، لأن من يسارع غيره أشد اجتهادا من الذي يسرع وحده، ولذلك قالوا كل مجر بالخلاء يسر، وسلّى الله نبيه بهذه الآية عن حال المنافقين والمجاهدين إذ كلهم مسارع، وقوله تعالى: إنّهم لن يضرّوا اللّه شيئاً خبر في ضمنه وعيد لهم أي: إنما يضرون أنفسهم، والحظ إذا لم يقيد فإنما يستعمل في الخير، ألا ترى قوله تعالى: وما يلقّاها إلّا ذو حظٍّ عظيمٍ [فصلت: 35] ). [المحرر الوجيز: 2/425-426]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: إنّ الّذين اشتروا أطلق عليهم الشراء من حيث كانوا متمكنين من قبول هذا وهذا فجاء أخذهم للواحد وتركهم للآخر كأنه ترك لما قد أخذ وحصل، إذ كانوا ممكنين منه، ولمالك رحمه الله متعلق بهذه الآية في مسألة شراء ما تختلف آحاد جنسه مما لا يجوز التفاضل فيه، في أن منع الشراء على أن يختار المبتاع، وباقي الآية وعيد كالمتقدم). [المحرر الوجيز: 2/426]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنّما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذابٌ مهينٌ (178) ما كان اللّه ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتّى يميز الخبيث من الطّيّب وما كان اللّه ليطلعكم على الغيب ولكنّ اللّه يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا باللّه ورسله وإن تؤمنوا وتتّقوا فلكم أجرٌ عظيمٌ (179)
نملي معناه: نمهل ونمد في العمر، والملاوة: المدة من الدهر والملوان الليل والنهار وتقول:
ملاك الله النعمة أي منحكها عمرا طويلا، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع: «يحسبن» بالياء من أسفل وكسر السين وفتح الباء، وقرأ ابن عامر كذلك إلا في السين فإنه فتحها وقرأ حمزة تحسبن.
بالتاء من فوق الباء، وقرأ ابن عامر كذلك إلا في- السين- فإنه فتحها، وقرأ حمزة «تحسبن» بالتاء من فوق وفتح السين، وقرأ عاصم والكسائي، كل ما في هذه السورة بالتاء من فوق إلا حرفين، قوله ولا يحسبنّ الّذين كفروا في هذه الآية وبعدها ولا يحسبنّ الّذين يبخلون فأما من قرأ «ولا يحسبن» بالياء من أسفل فإن الّذين فاعل وقوله أنّما نملي لهم خيرٌ بفتح الألف من «أنما» ساد مسد مفعولي حسب، وذلك أن «حسب» وما جرى مجراها تتعدى إلى مفعولين أو إلى مفعول يسد مسد مفعولين، وذلك إذا جرى في صلة ما تتعدى إليه ذكر الحديث والمحدث عنه، قال أبو علي: وكسر «إن» في قول من قرأ «يحسبن» بالياء لا ينبغي، وقد قرئ فيما حكاه غير أحمد بن موسى وفي غير السبع، ووجه ذلك أن يتلقى بها القسم كما يتلقى بلام الابتداء، ويدخلان على الابتداء والخبر، أعني- اللام- وإن فعلق عن «إنما» عمل الحسبان كما تعلق عن اللام في قولك: حسبت لزيد قائم، فيعلق الفعل عن العمل لفظا، وأما بالمعنى فما بعد «أن أو اللام» ففي موضع مفعولي «حسب»، وما يحتمل أن تكون بمعنى الذي، ففي نملي عائد مستكن، ويحتمل أن تكون مصدرية فلا تحتاج إلى تقدير عائد وأما من قرأ «ولا تحسبن» بالتاء فالذين مفعول أول للحسبان، قال أبو علي: وينبغي أن تكون الألف من «إنما» مكسورة في هذه القراءة، وتكون «إن» وما دخلت عليه في موضع المفعول الثاني لتحسبن، ولا يجوز فتح الألف من «إنما» لأنها تكون المفعول الثاني، والمفعول الثاني في هذا الباب هو المفعول الأول بالمعنى، والإملاء لا يكون إياهم، قال مكي في مشكله: ما عملت أحدا قرأ «تحسبن» بالتاء من فوق وكسر الألف من «إنما» وجوز الزجّاج هذه القراءة «تحسبن» بالتاء و «أنما» بفتح الألف، وظاهر كلامه أنها تنصب خيرا، قال وقد قرأ بها خلق كثير وساق عليها مثالا قول الشاعر: [الطويل]
فما كان قيس هلكه هلك واحد = ... ... ... ...
بنصب هلك الثاني على أن الأول بدل، فكذلك يكون أنّما نملي بدلا من الّذين كفروا كقوله تعالى: وما أنسانيه إلّا الشّيطان أن أذكره [الكهف: 63] وقوله وإذ يعدكم اللّه إحدى الطّائفتين أنّها لكم [الأنفال: 7] ويكون «خيرا» المفعول الثاني قال أبو علي: لم يقرأ هذه القراءة أحد، وقد سألت أحمد بن موسى عنها فزعم أنه لم يقرأ بها أحد، ويظهر من كلام أبي علي أن أبا إسحاق إنما جوز المسألة مع قراءة «خير» بالرفع، وأبو علي أعلم لمشاهدته أبا إسحاق، وذكر قوم أن هذه القراءة تجوز على حذف مضاف تقديره: ولا تحسبن شأن الذين كفروا أنما نملي لهم، فهذا كقوله تعالى: وسئل القرية [يوسف: 82] وغير ذلك ويذهب الأستاذ أبو الحسن بن الباذش: إلى أنها تجوز على بدل أن من الذين وحذف المفعول لحسب، إذ الكلام يدل عليه.
قال القاضي: والمسألة جائزة إذ المعنى لا تحسبن إملاءنا للذين كفروا خيرا لهم أو نحو هذا ومعنى هذه الآية: الرد على الكفار في قولهم: إن كوننا ظاهرين ممولين أصحة دليل على رضى الله بحالنا واستقامة طريقتنا عنده، فأخبر الله أن ذلك التأخير والإمهال إنما هو إملاء واستدراج، ليكتسبوا الآثام، وقال عبد الله بن مسعود: ما من نفس برة ولا فاجرة إلا والموت خير لها، أما البرة فلتسرع إلى رحمة الله، وقرأ وما عند اللّه خيرٌ للأبرار [آل عمران: 198] وأما الفاجرة فلئلا تزداد إثما، وقرأ هذه الآية ووصف العذاب بالمهين معناه: التخسيس لهم، فقد يعذب من لا يهان، وذلك إذا اعتقدت إقالة عثرته يوما ما). [المحرر الوجيز: 2/426-429]

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 02:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 02:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولا يحزنك الّذين يسارعون في الكفر إنّهم لن يضرّوا اللّه شيئًا يريد اللّه ألا يجعل لهم حظًّا في الآخرة ولهم عذابٌ عظيمٌ (176) إنّ الّذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضرّوا اللّه شيئًا ولهم عذابٌ أليمٌ (177) ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنّما نملي لهم ليزدادوا إثمًا ولهم عذابٌ مهينٌ (178) ما كان اللّه ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتّى يميز الخبيث من الطّيّب وما كان اللّه ليطلعكم على الغيب ولكنّ اللّه يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا باللّه ورسله وإن تؤمنوا وتتّقوا فلكم أجرٌ عظيمٌ (179) ولا يحسبنّ الّذين يبخلون بما آتاهم اللّه من فضله هو خيرًا لهم بل هو شرٌّ لهم سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة وللّه ميراث السّماوات والأرض واللّه بما تعملون خبيرٌ (180)}
يقول تعالى لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {ولا يحزنك الّذين يسارعون في الكفر} وذلك من شدّة حرصه على النّاس كان يحزنه مبادرة الكفّار إلى المخالفة والعناد والشّقاق، فقال تعالى: ولا يحزنك ذلك {إنّهم لن يضرّوا اللّه شيئًا يريد اللّه ألا يجعل لهم حظًّا في الآخرة} أي: حكمته فيهم أنّه يريد بمشيئته وقدرته ألّا يجعل لهم نصيبًا في الآخرة {ولهم عذابٌ عظيمٌ}). [تفسير القرآن العظيم: 2/173]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى مخبرًا عن ذلك إخبارًا مقرّرًا: {إنّ الّذين اشتروا الكفر بالإيمان} أي: استبدلوا هذا بهذا {لن يضرّوا اللّه شيئًا} أي: ولكن يضرّون أنفسهم {ولهم عذابٌ أليمٌ}). [تفسير القرآن العظيم: 2/173]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنّما نملي لهم ليزدادوا إثمًا ولهم عذابٌ مهينٌ} كقوله تعالى: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين. نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} [المؤمنون:55، 56]، وكقوله {فذرني ومن يكذّب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} [القلم:44]، وكقوله {فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنّما يريد اللّه ليعذّبهم بها في الحياة الدّنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون} [التّوبة:55] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/173]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة