العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 02:11 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة المدثر [ من الآية (49) إلى الآية (56) ]

{فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52) كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ (53) كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 02:12 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فما لهم عن التّذكرة معرضين}. يقول: فما لهؤلاء المشركين عن تذكرة اللّه إيّاهم بهذا القرآن معرضين، لا يستمعون لها فيتّعظوا ويعتبروا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فما لهم عن التّذكرة معرضين}. أي: عن هذا القرآن). [جامع البيان: 23 / 454]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {فما لهم عن التذكرة معرضين} قال: عن القرآن). [الدر المنثور: 15 / 90]

تفسير قوله تعالى: (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({مستنفرةٌ} [المدثر: 50] : «نافرةٌ مذعورةٌ»). [صحيح البخاري: 6 / 161]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله مستنفرةٌ نافرةٌ مذعورةٌ قال أبو عبيدة في قوله تعالى كأنّهم حمر مستنفرة أي مذعورةٌ ومستنفرةٌ نافرةٌ يريد أنّ لها معنيين وهما على القراءتين فقد قرأها الجمهور بفتح الفاء وقرأها عاصمٌ والأعمش بكسرها). [فتح الباري: 8 / 676]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (مستنفرةٌ: نافرةٌ مذعورةٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {كأنّهم حمر مستنفرة} وفسرها بقوله: (نافرة مذعورة) بالذّال المعجمة أي: مخافقة وقرأ أهل الشّام والمدينة بفتح الفاء والباقون بالكسر). [عمدة القاري: 19 / 265]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({مستنفرة}) أي (نافرة مذعورة) بالذال المعجمة قاله أبو عبيدة). [إرشاد الساري: 7 / 403]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كأنّهم حمرٌ مستنفرةٌ (50) فرّت من قسورةٍ (51) بل يريد كلّ امرئٍ منهم أن يؤتى صحفًا منشّرةً (52) كلاّ بل لا يخافون الآخرة}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: فما لهؤلاء المشركين باللّه عن التّذكرة معرضين، مولّين عنها تولية الحمر المستنفرة {فرّت من قسورةٍ}.
واختلف القرأة في قراءة قوله: {مستنفرةٌ} فقرأ ذلك عامّة قرأة المدينة (مستنفرةٌ) بفتح الفاء، بمعنى مذعورةٌ قد ذعرتها القسورة وقرأته عامّة قرأة الكوفة والبصرة بكسر الفاء، وهي قراءة بعض المكّيّين أيضًا بمعنى نافرةٍ.
والصّواب من القول في ذلك عندنا، أنّهما قراءتان معروفتان، صحيحتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ. وكان الفرّاء يقول: الفتح والكسر في ذلك كثيران في كلام العرب؛ وأنشد:
أمسك حمارك إنّه مستنفرٌ = في إثر أحمرةٍ عمدن لغرّب). [جامع البيان: 23 / 454-455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {كأنهم حمر} مثقلة {مستنفرة} بخفض الفاء). [الدر المنثور: 15 / 90]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر عن الحسن وأبي رجاء أنهما قرآ {مستنفرة} يعني بنصب الفاء). [الدر المنثور: 15 / 90]

تفسير قوله تعالى: (فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني مسلمة وبلغه عن عطاءٍ قال: سمعت ابن عبّاسٍ وسئل عن (القسورة)، فقال ناسٌ عنده: هو الأسد، فقال ابن عبّاسٍ: هم الرجال، الرماة القنص.
وقال عنه عن القاسم عن مجاهدٍ مثله). [الجامع في علوم القرآن: 1/10]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال: وسئل يزيد بن أبي حبيب عن قول الله: {فرت من قسورةٍ}، فزعم أنه يقال: هم الرماة). [الجامع في علوم القرآن: 1/113-114]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى فرت من قسورة قال هو ركز الناس). [تفسير عبد الرزاق: 2/332]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله فرت من قسورة قال قسورة النبل). [تفسير عبد الرزاق: 2/332]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({قسورةٌ} [المدثر: 51] : «ركز النّاس وأصواتهم، وكلّ شديدٍ قسورةٌ» وقال أبو هريرة: القسورة: " قسورٌ الأسد، الرّكز: الصّوت "). [صحيح البخاري: 6 / 161]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله قسورة ركز النّاس وأصواتهم وصله سفيان بن عيينة في تفسيره عن عمرو بن دينارٍ عن عطاءٍ عن بن عبّاسٍ في قوله تعالى فرّت من قسورةٍ قال هو ركز النّاس قال سفيان يعني حسّهم وأصواتهم قوله وكلّ شديدٍ قسورةٌ زاد النّسفيّ وقسورٌ وسيأتي القول فيه مبسوطًا قوله وقال أبو هريرة القسورة قسور الأسد الركز الصّوت سقط قوله الرّكز الصّوت لغير أبي ذرٍّ وقد وصله عبد بن حميدٍ من طريق هشام بن سعدٍ عن زيد بن أسلم قال كان أبو هريرة إذا قرأ كأنّهم حمر مستنفرة فرت من قسورة قال الأسد وهذا منقطعٌ بين زيدٍ وأبي هريرة وقد أخرجه من وجهين آخرين عن زيد بن أسلم عن بن سيلان عن أبي هريرة وهو متّصلٌ ومن هذا الوجه أخرجه البزّار وجاء عن بن عبّاس أنه بالحبشية أخرجه بن جريرٍ من طريق يوسف بن مهران عنه قال القسورة الأسد بالعربيّة وبالفارسيّة شير وبالحبشيّة قسورةٌ وأخرج الفرّاء من طريق عكرمة أنّه قيل له القسورة بالحبشيّة الأسد فقال القسورة الرّماة والأسد بالحبشية عنبسة وأخرجه بن أبي حاتم عن بن عبّاسٍ وتفسيره بالرّماة أخرجه سعيد بن منصورٍ وبن أبي حاتمٍ والحاكم من حديث أبي موسى الأشعريّ ولسعيد من طريق بن أبي حمزة قلت لابن عبّاسٍ القسورة الأسد قال ما أعلمه بلغة أحدٍ من العرب هم عصب الرّجال). [فتح الباري: 8 / 676]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال ابن عبّاس عسير شديد قسورة ركز النّاس وأصواتهم وقال أبو هريرة القسورة الأسد
أما قول ابن عبّاس فقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله 9 المدثر {عسير} قال شديد
وقرأت على فاطمة بنت المنجا عن سليمان بن حمزة أن الضياء محمّد بن عبد الواحد الحافظ أخبره أنا زاهر بن أبي طاهر أنا الحسين بن عبد الملك أنا أبو الفضل الرّازيّ أنا أحمد بن إبراهيم أنا محمّد بن إبراهيم ثنا سعيد بن عبد الرّحمن ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن عطاء عن ابن عبّاس في قوله 51 المدثر {فرت من قسورة} قال هو ركز النّاس قال سفيان يعني حسهم وأصواتهم
وأما قول أبي هريرة فقال عبد بن حميد ثنا عبد الملك بن عمرو عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن ابن سيلان عن أبي هريرة {فرت من قسورة} 51 المدثر قال الأسد
ثنا سليمان بن داود عن زهير بن محمّد عن زيد بن أسلم عن ابن سيلان نحوه
ثنا جعفر بن عون عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال كان أبو هريرة إذا قرأ {كأنّهم حمر مستنفرة (50) فرت من قسورة} قال الأسد الأسد هذا منقطع والّذي قبله أولى
وقد روي عن ابن عبّاس أنه الأسد كما قال أبو هريرة
وقال ابن جرير ثنا محمّد بن خالد بن خداش حدثني سلم بن قتيبة ثنا حمّاد بن سلمة عن علّي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عبّاس أنه سئل عن قوله 51 المدثر {فرت من قسورة} قال هو بالعربيّة الأسد وبالفارسية شار وبالحبشية قسورة وفي إسناده علّي بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف الحديث
وروي عن ابن عبّاس في تفسير السّورة غير ذلك والأول أصح). [تغليق التعليق: 4 / 351-352]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قسورةٌ: ركز النّاس وأصواتهم
أي: قال ابن عبّاس في قوله تعالى: {كأنّهم حمر مستنفرة (50) فرت من قسورة} (المدثر: 50، 51) وفسّر القسورة بركز النّاس وأصواتهم، وصله سفيان بن عيينة في تفسيره عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عبّاس، قال: هو ركز النّاس وأصواتهم، قال سفيان: يعني حسهم وأصواتهم.
وقال أبو هريرة رضي الله عنه الأسد وكلّ شديدٍ قسورةٌ وقسورٌ
أي: قال أبو هريرة: القسورة الأسد، وروى عبد بن حميد من طريق سعد عن زيد بن أسلم. قال كان أبو هريرة إذا قرأ: {كأنّهم حمرة مستنفرة (50) فرت من قسورة} (المدثر: 50، 51) قال: القسورة الأسد وهذا منقطع بين ابن زيد وأبي هريرة. قوله: (وكل شديد) مبتدأ. وقسورة خبره، وقسور عطف عليه من القسر وهو الغلبة، وقيل: القسورة الرّماة حكي عن مجاهد وعن سعيد بن جبير: القسورة القناص ووزنها فعولة، وروى ابن جرير من طريق يوسف بن مهران عن ابن عبّاس: القسورة الأسد بالعربيّة، وبالفارسية: شير، وبالحبشية: القسورة ولفظ قسور من زيادة النّسفيّ رحمه الله). [عمدة القاري: 19 / 265]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({قسورة}) ولأبي ذر بالرفع أي (ركز الناس) بكسر الراء آخره زاي أي حسّهم (وأصواتهم) وصله سفيان بن عيينة في تفسيره عن ابن عباس (وقال أبو هريرة): فيما وصله عبد بن حميد (الأسد وكل شديد قسورة) وعند النسفي وقسور وزاد في اليونينية يقال ولأبي ذر عسير شديد قسورة ركز الناس وأصواتهم وكل شديد قسورة. قال أبو هريرة: القسورة قسور الأسد الركز الصوت). [إرشاد الساري: 7 / 403]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فرّت من قسورةٍ}. اختلف أهل التّأويل في معنى القسورة، فقال بعضهم: هم الرّماة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن حجّاجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {فرّت من قسورةٍ}. قال: الرّماة.
- حدّثني ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان،؛ وحدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن أبي موسى، {فرّت من قسورةٍ}. قال: الرّماة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {فرّت من قسورةٍ}. قال: هي الرّماة.
- قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {قسورةٌ} قال: عصبة قنّاصٍ من الرّماة.
زاد الحارث في حديثه قال: وقال بعضهم في القسورة: هو الأسد، وبعضهم: الرّماة.
- حدّثنا هنّاد بن السّريّ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن عكرمة، في قوله: {فرّت من قسورةٍ}. قال: القسورة: الرّماة، فقال رجلٌ لعكرمة: هو الأسد بلسان الحبشة.
فقال عكرمة: اسم الأسد بلسان الحبشة عنبسة.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: أخبرنا أبو رجاءٍ، عن عكرمة، في قوله: {فرّت من قسورةٍ}. قال: الرّماة.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سليم بن عبد اللّه السّلوليّ، عن ابن عبّاسٍ، قال: هي الرّماة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فرّت من قسورةٍ}: وهم الرّماة القنّاص.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة في قوله: {فرّت من قسورةٍ}. قال: قسورة النّبل.
وقال آخرون: هم القنّاص.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {فرّت من قسورةٍ}. يعني: رجال القنص.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في هذه الآية {فرّت من قسورةٍ}. قال: هم القنّاص.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن شعبة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ قال: هم القنّاص.
وقال آخرون: هم جماعة الرّجال.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، وحدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن شعبة، عن أبي حمزة، قال: سألت ابن عبّاسٍ عن القسورة، فقال: ما أعلمه بلغة أحدٍ من العرب: الأسد هي عصب الرّجال.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث، قال: ما أعلمه بلغة أحدٍ من العرب الأسد هي عصب الرّجال.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث، قال: سمعت أبي يحدّث قال: حدّثنا داود، قال: حدّثني عبّاد بن عبد الرّحمن مولى بني هاشمٍ، قال: سئل ابن عبّاسٍ عن القسورة، قال: جمع الرّجال، ألم تسمع ما قالت فلانة في الجاهليّة:
يا بنتي كوني خيرةً لخيّره
أخوالها في الحيّ أهل القسوره
وقال آخرون: هي أصوات الرّجال.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن عيينة، عن عمرٍو، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ، {فرّت من قسورةٍ}. قال: هو ركز النّاس أصواتهم.
- قال أبو كريبٍ، قال سفيان: {هل تحسّ منهم من أحدٍ أو تسمع لهم ركزًا}.
وقال آخرون: بل هو الأسد.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن هشام بن سعدٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبي هريرة، {فرّت من قسورةٍ}. قال: هو الأسد.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني هشام بن سعدٍ، عن زيد بن أسلم، عن ابن سيلان، أنّ أبا هريرة كان يقول في قول اللّه: {فرّت من قسورةٍ}. قال: هو الأسد.
- حدّثني محمّد بن معمرٍ، عن عبد الملك بن عمرٍو، قال: حدّثنا هشامٌ، عن زيد، عن ابن سيلان، عن أبي هريرة في قوله: {فرّت من قسورةٍ}. قال: الأسد.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني داود بن قيسٍ، عن زيد بن أسلم، في قول اللّه: {فرّت من قسورةٍ}. قال: هو الأسد.
- حدّثني محمّد بن خالد بن خداشٍ، قال حدّثني سلم بن قتيبة، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن يوسف بن مهران،؛ عن ابن عبّاسٍ،؛ أنّه سئل عن قوله: {فرّت من قسورةٍ} قال: هو بالعربيّة الأسد، وبالفارسيّة: شار، وبالنّبطيّة: أريا، وبالحبشيّة: قسورةٌ.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {فرّت من قسورةٍ}. يقول: الأسد.
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن هشام بن سعدٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبي هريرة قال: الأسد.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فرّت من قسورةٍ}. قال: القسورة: الأسد). [جامع البيان: 23 / 454-460]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الحافظ، ثنا محمّد بن عبد الوهّاب، أنبأ يعلى بن عبيدٍ، ثنا الأعمش، عن أبي ظبيان، عن أبي موسى رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: {فرّت من قسورةٍ} [المدثر: 51] قال: «القسورة الرّماة رجال القنص» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 552]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فرّت من قسورةٍ} [المدثر: 51].
- عن أبي هريرة في قول اللّه – تبارك وتعالى - {فرّت من قسورةٍ} [المدثر: 51] قال: الأسد.
رواه البزّار، ورجاله ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 131-132]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا سليمان بن عبيد اللّه الغيلانيّ، ثنا أبو عامرٍ عبد الملك بن عمرٍو، ثنا هشام بن يوسف، عن زيد بن أسلم، عن ابن سيلان، عن أبي هريرة، في قول اللّه تبارك وتعالى: {فرّت من قسورةٍ} [المدثر: 51] قال: الأسد). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3 / 77]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم عن أبي موسى الأشعري في قوله: {فرت من قسورة} قال: هم الرماة رجال القنص، واخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: القسورة الرجال الرماة رجال القنص). [الدر المنثور: 15 / 90]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي جمرة قال: قلت لابن عباس قال: القسورة الأسد، فقال: ما أعلمه بلغة أحد من العرب الأسد هم عصبة الرجال). [الدر المنثور: 15 / 91]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {كأنهم حمر مستنفرة (50) فرت من قسورة} قال: وحشية فرت من رماتها). [الدر المنثور: 15 / 91]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير {فرت من قسورة} قال: القناص، واخرج عبد بن حميد عن مجاهد {فرت من قسورة} قال: القناص الرماة). [الدر المنثور: 15 / 91]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك قال: القسورة الرماة.
وأخرج الخطيب في تاريخه عن عطاء بن أبي رباح مثله). [الدر المنثور: 15 / 91]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة قال: القسورة النبل). [الدر المنثور: 15 / 91]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {من قسورة} قال: من حبال الصيادين). [الدر المنثور: 15 / 91]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سفيان بن عيينة في تفسيره وعبد الرزاق، وابن المنذر عن ابن عباس {من قسورة} قال: هو ركز الناس يعني أصواتهم). [الدر المنثور: 15 / 91-92]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {من قسورة} قال: هو بلسان العرب الأسد وبلسان الحبشة قسورة). [الدر المنثور: 15 / 92]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن أبي هريرة في قوله: {فرت من قسورة} قال: الأسد). [الدر المنثور: 15 / 92]

تفسير قوله تعالى: (بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {بل يريد كلّ امرئٍ منهم أن يؤتى صحفًا منشّرةً}. يقول تعالى ذكره: ما بهؤلاء المشركين في إعراضهم عن هذا القرآن أنّهم لا يعلمون أنّه من عند اللّه، ولكنّ كلّ رجلٍ منهم يريد أن يؤتى كتابًا من السّماء ينزل عليه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {بل يريد كلّ امرئٍ منهم أن يؤتى صحفًا منشّرةً}. قال: قد قال قائلون من النّاس: يا محمّد إن سرّك أن نتّبعك فأتنا بكتابٍ خاصّةً إلى فلانٍ وفلانٍ، نؤمر فيه باتّباعك، قال قتادة: يريدون أن يؤتوا براءةً بغير عملٍ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {بل يريد كلّ امرئٍ منهم أن يؤتى صحفًا منشّرةً} قال: إلى فلان بن فلانٍ من ربّ العالمين). [جامع البيان: 23 / 460-461]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن السدي عن أبي صالح قال: قالوا: إن كان محمدا صادقا فليصبح تحت رأس كل رجل منا صحيفة فيها براءته وأمنته من النار فنزلت {بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة}). [الدر المنثور: 15 / 92]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة} قال: إلى فلان بن فلان من رب العالمين يصبح عند رأس كل رجل صحيفة موضوعة يقرؤها). [الدر المنثور: 15 / 92]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة} قال: قد قال قائلون من الناس لمحمد صلى الله عليه وسلم: إن سرك أن نتابعك فائتنا بكتاب خاصة يأمرنا باتباعك). [الدر المنثور: 15 / 92-93] (م)

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ (53) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا أبو الأشهب، عن الحسن {كلاّ بل لا يخافون الآخرة} قال: هذا الّذي فضحهم). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 478]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {كلاّ بل لا يخافون الآخرة}. يقول تعالى ذكره: ما الأمر كما يزعمون من أنّهم لو أوتوا صحفًا منشّرةً صدّقوا، {بل لا يخافون الآخرة}. يقول: لكنّهم لا يخافون عقاب اللّه، ولا يصدّقون بالبعث والثّواب والعقاب، فذلك الّذي دعاهم إلى الإعراض عن تذكرة اللّه، وهوّن عليهم ترك الاستماع لوحيه وتنزيله.

وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {كلاّ بل لا يخافون الآخرة} إنّما أفسدهم أنّهم كانوا لا يصدّقون بالآخرة، ولا يخافونها، هو الّذي أفسدهم). [جامع البيان: 23 / 461-462]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة} قال: قد قال قائلون من الناس لمحمد صلى الله عليه وسلم: إن سرك أن نتابعك فائتنا بكتاب خاصة يأمرنا باتباعك وفي قوله: {كلا بل لا يخافون الآخرة} قال: ذلك الذي أضحك بالقوم وأفسدهم أنهم كانوا لا يخافون الآخرة ولا يصدقون بها). [الدر المنثور: 15 / 92-93] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه {كلا بل لا يخافون الآخرة} قال: هذا الذي فضحهم). [الدر المنثور: 15 / 93]

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كلاّ إنّه تذكرةٌ (54) فمن شاء ذكره (55) وما يذكرون إلاّ أن يشاء اللّه هو أهل التّقوى وأهل المغفرة}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يعني جلّ ثناؤه بقوله: {كلاّ إنّه تذكرةٌ} ليس الأمر كما يقول هؤلاء المشركون في هذا القرآن من أنّه سحرٌ يؤثر، وأنّه قول البشر، ولكنّه تذكرةٌ من اللّه لخلقه، ذكّرهم به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {كلاّ إنّه تذكرةٌ}. أي: القرآن). [جامع البيان: 23 / 462-463]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة} قال: قد قال قائلون من الناس لمحمد صلى الله عليه وسلم: إن سرك أن نتابعك فائتنا بكتاب خاصة يأمرنا باتباعك وفي قوله: {كلا بل لا يخافون الآخرة} قال: ذلك الذي أضحك بالقوم وأفسدهم أنهم كانوا لا يخافون الآخرة ولا يصدقون بها وفي قوله: {كلا إنها تذكرة} قال: هذا القرآن). [الدر المنثور: 15 / 92-93] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فمن شاء ذكره}. يقول تعالى ذكره: فمن شاء من عباد اللّه الّذين ذكرهم اللّه بهذا القرآن ذكّره، فاتّعظ به واستعمل ما فيه من أمر اللّه ونهيه). [جامع البيان: 23 / 463]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا أبو سناني الشيباني، أن عمر بن الخطاب رحمه الله، قال: الأعمال على أربعة وجوه: عامل صالح في سبيل هدى، يريد به دنيا، فليس له في الآخرة شيء، ذلك بأن الله تبارك وتعالى قال: {من كان يريد الحيوة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون} الآية، وعامل رياء ليس له ثواب في الدنيا والآخرة إلا الويل، وعامل صالح في سبيل هدى يبتغي به وجه الله والدار الآخرة فله الجنة في الآخرة، مع ما يعان به في الدنيا، وعامل خطايا وذنوب، ثوابه عقوبة الله إلا أن يغفر له فإنه {أهل التقوى وأهل المغفرة} [سورة المدثر: 56] ). [الزهد لابن المبارك: 2/ 219-220]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني حميد بن زياد، عن هلال بن أسامة، عن عطاء بن يسار، قال: يوقف العبد بين يدي الله، فيقول: قيسوا بين نعمتي عليه وبين عمله، فتغرق النعمة العمل، فيقال: أغرقت النعمة العمل، فيقول: هبوا له النعمة، وقيسوا بين الخير والشر، فإن استوى العملان أذهب الله الشر بالخير، وأدخله الجنة، وإن كان عليه فضل أعطاه فضله، ولم يظلمه، وإن كان عليه فضل فهو {أهل التقوى وأهل المغفرة} [سورة المدثر: 56]، وإن شاء عذبه، وإن شاء رحمه). [الزهد لابن المبارك: 2/755]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى أهل التقوى قال أهل أن تتقى محارمه وأهل المغفرة قال أهل أن يغفر الذنوب). [تفسير عبد الرزاق: 2/332]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا الحسن بن الصّبّاح البزّار، قال: حدّثنا زيد بن حبابٍ، قال: أخبرنا سهيل بن عبد الله القطعيّ، وهو أخو حزم بن أبي حزمٍ القطعيّ، عن ثابتٍ، عن أنس بن مالكٍ، عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال في هذه الآية: {هو أهل التّقوى وأهل المغفرة} قال: قال اللّه عزّ وجلّ: أنا أهلٌ أن أتّقى، فمن اتّقاني فلم يجعل معي إلهًا، فأنا أهلٌ أن أغفر له.
هذا حديثٌ غريبٌ، وسهيلٌ ليس بالقويّ في الحديث، وقد تفرّد سهيلٌ بهذا الحديث عن ثابتٍ). [سنن الترمذي: 5 / 287]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {هو أهل التّقوى وأهل المغفرة}
- أخبرنا محمّد بن عبد الله بن عمّارٍ، عن المعافى وهو ابن عمران، عن سهيل بن أبي حزمٍ، حدّثنا ثابتٌ البنانيّ، عن أنس بن مالكٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال في قوله: {هو أهل التّقوى وأهل المغفرة} [المدثر: 56]، قال: " يقول ربّكم: أنا أهلٌ أن أتّقى أن يجعل معي إلهٌ غيري، ومن اتّقى أن يجعل معي إلهًا غيري فأنا أهلٌ أن أغفر له "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/317]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وما يذكرون إلاّ أن يشاء اللّه} يقول تعالى ذكره: وما يذكرون هذا القرآن فيتّعظون به، ويستعملون ما فيه، إلاّ أن يشاء اللّه أن يذكروه، لأنّه لا أحد يقدر على شيءٍ إلاّ بأن يشاء اللّه يقدّره عليه، ويعطيه القدرة عليه.
وقوله: {هو أهل التّقوى وأهل المغفرة}. يقول تعالى ذكره: اللّه أهلٌ أن يتّقي عباده عقابه على معصيتهم إيّاه، فيجتنبوا معاصيه، ويسارعوا إلى طاعته. {وأهل المغفرة}. يقول: هو أهلٌ أن يغفر ذنوبهم إذا هم فعلوا ذلك، ولا يعاقبهم عليها مع توبتهم منها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {هو أهل التّقوى وأهل المغفرة}. ربّنا محقوقٌ أن تتّقى محارمه، وهو أهل المغفرة يغفر الذّنوب.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة في قوله: {هو أهل التّقوى وأهل المغفرة}. قال: أهلٌ أن تتّقى محارمه، وأهل المغفرة: أهلٌ أن يغفر الذّنوب). [جامع البيان: 23 / 463-464]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا محمّد بن صالح بن هانئٍ، ثنا الحسين بن الفضل البجليّ، ثنا سريج بن النّعمان، ثنا سهيل بن أبي حزمٍ، ثنا ثابتٌ البنانيّ، عن أنس بن مالكٍ رضي اللّه عنه، قال: سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم " قرأ: {وما يذكرون إلّا أن يشاء اللّه هو أهل التّقوى وأهل المغفرة} قال: يقول ربّكم عزّ وجلّ: أنا أهلٌ أن أتّقى أن يجعل معي إلهًا آخر وأنا أهلٌ لمن اتّقى، أن يجعل معي إلهًا آخر أن أغفر له «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 552]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية: {هو أهل التّقوى وأهل المغفرة} [المدثر: 56] قال: قال الله تبارك وتعالى: «أنا أهلٌ أن أتّقى، فمن اتّقاني فلم يجعل معي إلهاً، فأنا أهلٌ أن أغفر له». أخرجه الترمذي). [جامع الأصول: 2 / 419-420]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة} قال: قد قال قائلون من الناس لمحمد صلى الله عليه وسلم: إن سرك أن نتابعك فائتنا بكتاب خاصة يأمرنا باتباعك وفي قوله: {كلا بل لا يخافون الآخرة} قال: ذلك الذي أضحك بالقوم وأفسدهم أنهم كانوا لا يخافون الآخرة ولا يصدقون بها وفي قوله: {كلا إنها تذكرة} قال: هذا القرآن وفي قوله: {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} قال: إن ربنا محقوق أن تتقى محارمه وهو أهل أن يغفر الذنوب الكثيرة لعباده). [الدر المنثور: 15 / 92-93]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والدارمي والترمذي والنسائي، وابن ماجة والبزار وأبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن عدي والحاكم وصححه، وابن مردويه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} فقال: قد قال ربكم أنا أهل أن أتقى فمن لم يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له). [الدر المنثور: 15 / 93]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن دينار قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه، وابن عمر، وابن عباس رضي الله عنهم يقولون: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله: {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} قال: يقول الله أنا أهل أن أتقى فلا يجعل معي شريك فإذا اتقيت ولم يجعل معي شريك فأنا أهل أن أغفر ما سوى ذلك). [الدر المنثور: 15 / 94]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم والترمذي في نوادر الأصول عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله أنا أكرم وأعظم عفوا من أن أستر على عبد لي في الدنيا ثم أفضحه بعد أن سترته ولا أزال أغفر لعبدي ما استغفرني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: إني لأجدني أستحي من عبدي يرفع يديه إلي ثم أردهما، قالت الملائكة: إلهنا ليس لذلك بأهل، قال الله: لكني أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم أني قد غفرت له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويقول الله: إني لأستحي من عبدي وأمتي يشيبان في الإسلام ثم أعذبهما بعد ذلك في النار). [الدر المنثور: 15 / 94]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 02:13 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فما لهم عن التّذكرة معرضين (49)} منصوب على الحال). [معاني القرآن: 5/249]

تفسير قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كأنّهم حمرٌ مّستنفرةٌ...} قرأها عاصم والأعمش: "مستنفرة" بالكسر، وقرأها أهل الحجاز "مستنفرة" بفتح الفاء وهما جميعاً كثيرتان في كلام العرب، قال الشاعر:
أمسك حمارك إنّه مستنفرٌ = في إثر أحمرةٍ عمدن لغرّب
والقسورة يقال: إنها الرماة، وقال الكلبي بإسناده: هو الأسد...
- حدثني أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق أبي سفيانّ الثوري عن عكرمة قال: قيل له: القسورة، الأسد بلسان الحبشة، فقال: القسورة: الرماة، والأسد بلسان الحبشة: عنبسة). [معاني القرآن: 3/206]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({حمرٌ مستنفرةٌ} مذعورة، مستنفرة نافرة). [مجاز القرآن: 2/276]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مستنفرة}: نافرة ومستنفرة مذعورة). [غريب القرآن وتفسيره: 400]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({كأنّهم حمرٌ مستنفرةٌ}: مذعورة، استنفرت فنفرت.
ومن قرأ: {مستنفرةٌ} بكسر الفاء، أراد: نافرة. قال الشاعر:
اربط حمارك، إنه مستنفر = في إثر أحمرة عمدن لغرب).
[تفسير غريب القرآن: 498]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({كأنّهم حمر مستنفرة (50)} وقرئت مستنفرة.
قال الشاعر:
أمسك حمارك إنّه مستنفر = في إثر أحمرة عمدن لغرّب).
[معاني القرآن: 5/249-250]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُّسْتَنفِرَةٌ} مذْعورة. ومن كسر فمعناه نافرة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 285]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مستنفَرة}: مذعورة.{مُّسْتَنفِرَةٌ}: نافرة). [العمدة في غريب القرآن: 323]

تفسير قوله تعالى: {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({قسورةٌ} الأسد). [مجاز القرآن: 2/276]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({من قسورة}: من الأسد، وقال القسورة: قناص الرماة، وقال بعضهم: عصب الرجال). [غريب القرآن وتفسيره: 400]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({فرّت من قسورةٍ} قال أبو عبيدة: هو الأسد، وكأنه من «القسر» وهو: القهر. والأسد يقهر السّباع.
وفي بعض التفسير: «أنهم الرّماة».
وروي ابن عيينة أن ابن عباس قال: «هو ركز الناس»، يعني: حسّهم وأصواتهم). [تفسير غريب القرآن: 498]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فرّت من قسورة (51)} القسورة: الأسد، وقيل أيضا القسورة: الرّماة الذين يتصيدونها). [معاني القرآن: 5/250]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({من قسورة} قال ثعلب: اختلف الناس فيه، فقالت طائفة: القسورة هاهنا: الأسد، وقالت طائفة: الرماة، وقالت طائفة: سواد أول الليل، ولا يقال لسواد آخر الليل: قسورة). [ياقوتة الصراط: 542]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قَسْوَرَةٍ} قيل: هو الأسد. وقيل: هم الرّماة. وقيل: هو حسّ الناس وأصواتهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 285]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قَسْوَرَةٍ}: الأسد). [العمدة في غريب القرآن: 324]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {بل يريد كلّ امرئٍ مّنهم أن يؤتى صحفاً مّنشّرةً...} قالت كفار قريش للنبي صلى الله عليه: كان الرجل يذنب في بني إسرائيل، فيصبح ذنبه مكتوباً في رقعة، فما بالنا لا نرى ذلك؟ فقال الله عز وجل: {بل يريد كلّ امرئٍ مّنهم أن يؤتى صحفاً مّنشّرةً}). [معاني القرآن: 3/206]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({بل يريد كلّ امرئٍ منهم أن يؤتى صحفاً منشّرةً} قالت كفار قريش: «إن كان الرجل يذنب، فيكتب ذنبه في رقعه: - فما بالنار لا نرى ذلك؟!»). [تفسير غريب القرآن: 498]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {بل يريد كلّ امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشّرة (52)} قيل كانوا يقولون: كان من أذنب من بني إسرائيل يجد ذنبه مكتوبا من غد على بابه فما بالنا لا نكون كذلك.
وقد جاء في القرآن تفسير طلبهم في سورة بني إسرائيل في قوله: {ولن نؤمن لرقيّك حتّى تنزّل علينا كتابا نقرؤه}). [معاني القرآن: 5/250]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ (53)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كَلَّا..}: ردع وزجر...، قال: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52) كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ}). [تأويل مشكل القرآن: 558]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّه تذكرةٌ...} يعني هذا القرآن، ولو قيل: "إنها تذكرةٌ" لكان صوابا، كما قال في عبس، فمن قال: (إنها) أراد السورة، ومن قال: (إنه) أراد القرآن). [معاني القرآن: 3/206]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({كلاّ إنّه تذكرةٌ} وقال: {كلاّ إنّه تذكرةٌ} أي: إنّ القرآن تذكرةٌ). [معاني القرآن: 4/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كلّا إنّه تذكرةٌ} يعني: القرآن). [تفسير غريب القرآن: 498]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {هو أهل التّقوى وأهل المغفرة (56)} أي هو أهل أن يتقى عقابه، وأهل أن يعمل بما يؤدي إلى مغفرته). [معاني القرآن: 5/250]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 02:15 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ما لك قائماً? والتقدير: أي شيءٍ لك في حال قيامك? والمعنى: لم قمت? قال الله جل ذكره: {فما لهم عن التذكرة معرضين}. والمعنى: - والله أعلم - ما لهم يعرضون? أي: لم أعرضوا? ). [المقتضب: 3/273]

تفسير قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) }

تفسير قوله تعالى: {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) }

تفسير قوله تعالى: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52) }

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ (53) }

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) }

تفسير قوله تعالى: {فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:35 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:35 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:35 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:35 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم قال عز وجل: فما لهم عن التّذكرة معرضين أي والحال المنتظرة هي هذه الموصوفة). [المحرر الوجيز: 8/ 466]

تفسير قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى في صفة الكفار المعرضين بتول واجتهاد في نفور كأنّهم حمرٌ مستنفرةٌ إثبات لجهالتهم لأن الحمر من جاهل الحيوان جدا، وقرأ الأعمش:«حمر» بإسكان الميم، وفي حرف ابن مسعود «حمر نافرة»، وقرأ نافع وابن عامر والمفضل عن عاصم:«مستنفرة» بفتح الفاء، وقرأ الباقون بكسرها، واختلف عن نافع وعن الحسن والأعرج ومجاهد، فأما فتح الفاء فمعناها استنفرها فزعها من القسورة، وأما كسر الفاء فعلى أن نفر واستنفر بمعنى واحد مثل عجب واستعجب وسخر واستسخر فكأنها نفرت هي، ويقوي ذلك قوله تعالى: فرّت وبذلك رجح أبو علي قراءة كسر الفاء). [المحرر الوجيز: 8/ 466]

تفسير قوله تعالى: {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف المفسرون في معنى القسورة فقال ابن عباس وأبو موسى الأشعري وقتادة وعكرمة: «القسورة» الرماة، وقال ابن عباس أيضا وأبو هريرة وجمهور من اللغويين: «القسورة» الأسد، ومنه قول الشاعر: [الرجز]
مضمر تحذره الأبطال = كأنه القسورة الرئبال
وقال ابن جبير: «القسورة»: رجال القنص، وقاله ابن عباس أيضا، وقيل: «القسورة» ركز الناس، وقيل: «القسورة» الرجال الشداد، قال لبيد:
إذا ما هتفنا هتفة في ندينا = أتانا الرجال العاندون القساور
وقال ثعلب: «القسورة» سواد أول الليل خاصة لآخره أو اللفظة مأخوذة من القسر الذي هو الغلبة والقهر). [المحرر الوجيز: 8/ 466-467]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: بل يريد كلّ امرئٍ منهم أن يؤتى صحفاً منشّرةً معناه من هؤلاء المعارضين، أي يريد كل إنسان منهم أن ينزل عليه كتاب من الله، وكان هذا من قول عبد الله بن أبي أمية وغيره. وروي أنبعضهم قال إن كان يكتب في صحف ما يعمل كل إنسان فلتعرض ذلك الصحف علينا فنزلت الآية، ومنشّرةً: معناه منشورة غير مطوية، وقرأ سعيد بن جبير «صحفا» بسكون الحاء وهي لغة يمانية، وقرأ:«منشرة» بسكون النون وتخفيف الشين، وهذا على أن يشبه نشرت الثوب بأنشر الله الميت إذا لطى كالموت، وقد عكس التيمي التشبيه في قوله: [الكامل]
ردت صنائعه عليه حياته = فكأنه من نشرها منشور
ولا يقال في الميت يحيى منشور إلا على تشبيه بالثوب وأما محفوظ اللغة فهو نشرت الصحيفة وأنشر الله الميت، وقد جاء عنهم نشر الله الميت). [المحرر الوجيز: 8/ 467-468]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ (53)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: كلّا رد على إرادتهم أي ليس الأمر كذلك، ثم قال: بل لا يخافون الآخرة المعنى هذه العلة والسبب في إعراضهم فكان جهلهم بالآخرة سبب امتناعهم للهدى حتى هلكوا، وقرأ أبو حيوة: «تخافون» بالتاء من فوق رويت عن ابن عامر). [المحرر الوجيز: 8/ 468]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أعاد الرد والزجر بقوله تعالى: كلّا وأخبر أن هذا القول والبيان وهذه المحاورة بجملتها تذكرةٌ، فمن شاء وفقه الله تعالى لذلك ذكر معاده فعمل له). [المحرر الوجيز: 8/ 468]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى أن ذكر الإنسان معاده وجريه إلى فلاحه إنما هو كله بمشيئة الله تعالى وليس يكون شيء إلّا بها، وقرأ نافع وأهل المدينة وسلام ويعقوب: «تذكرون» بالتاء من فوق، وقرأ أبو جعفر وعاصم وأبو عمرو والأعمش وطلحة وابن كثير وعيسى والأعرج: «يذكرون» بالياء من تحت، وروي عن أبي جعفر بالتاء من فوق وشد الذال كأنه تتذكرون فأدغم، وقوله تعالى: هو أهل التّقوى وأهل المغفرة خبر جزم معناه:أن الله تعالى أهل بصفاته العلى ونعمه التي لا تحصى ونقمه التي لا تدفع لأن يتقى ويطاع ويحذر عصيانه وخلاف أمره، وأنه بفضله وكرمه أهل أن يغفر لعباده إذا اتقوه، وروى أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم فسر هذه الآية فقال: يقول ربكم جلت قدرته وعظمته: أنا أهل أن أتقى فلا يجعل معي إله غيري ومن اتقى أن يجعل معي إلها غيري فأنا أغفر له، وقال قتادة: معنى الآية هو أهل أن تتقى محارمه وأهل أن يغفر الذنوب). [المحرر الوجيز: 8/ 468]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:35 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:36 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {فما لهم عن التّذكرة معرضين} أي: فما لهؤلاء الكفرة الّذين قبلك ممّا تدعوهم إليه وتذكّرهم به معرضين). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 273]

تفسير قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كأنّهم حمرٌ مستنفرةٌ * فرّت من قسورةٍ} أي: كأنّهم في نفارهم عن الحقّ، وإعراضهم عنه حمر من حمر الوحش إذا فرّت ممّن يريد صيدها من أسدٍ، قاله أبو هريرة، وابن عبّاسٍ -في روايةٍ- عنه وزيد بن أسلم، وابنه عبد الرّحمن. أو: رامٍ، وهو رواية عنابن عبّاسٍ، وهو قول الجمهور.
وقال حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن يوسف بن مهران عن ابن عبّاسٍ: الأسد، بالعربيّة، ويقال له بالحبشيّة: قسورةٌ، وبالفارسيّة: شير وبالنّبطيّة: أويا). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 273-274]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({بل يريد كلّ امرئٍ منهم أن يؤتى صحفًا منشّرةً} أي: بل يريد كلّ واحدٍ من هؤلاء المشركين أن ينزل عليه كتابًا كما أنزل على النّبيّ. قاله مجاهدٌ وغيره، كقوله: {وإذا جاءتهم آيةٌ قالوا لن نؤمن حتّى نؤتى مثل ما أوتي رسل اللّه اللّه أعلم حيث يجعل رسالته} [الأنعام: 124]، وفي روايةٍ عن قتادة: يريدون أن يؤتوا براءةً بغير عملٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 274]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ (53)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فقوله: {كلا بل لا يخافون الآخرة} أي: إنّما أفسدهم عدم إيمانهم بها، وتكذيبهم بوقوعها). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 274]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {كلا إنّه تذكرةٌ} أي: حقًّا إنّ القرآن تذكرةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 274]

تفسير قوله تعالى: {فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فمن شاء ذكره * وما يذكرون إلا أن يشاء اللّه} كقوله {وما تشاءون إلا أن يشاء} [الإنسان: 30].
وقوله: {هو أهل التّقوى وأهل المغفرة} أي: هو أهلٌ أن يخاف منه، وهو أهلٌ أن يغفر ذنب من تاب إليه وأناب. قاله قتادة.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا زيد بن الحباب، أخبرني سهيلٌ -أخو حزمٍ- حدّثنا ثابتٌ البنانيّ، عن أنس بن مالكٍ قال: قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هذه الآية: {هو أهل التّقوى وأهل المغفرة} وقال: "قال ربّكم: أنا أهلٌ أن أتّقى، فلا يجعل معي إلهٌ، فمن اتّقى أن يجعل معي إلهًا كان أهلًا أن أغفر له".
ورواه التّرمذيّ، وابن ماجه من حديث زيد بن الحباب، والنّسائيّ من حديث المعافى بن عمران كلاهما عن سهيل بن عبد اللّه القطعيّ، به وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ، وسهيلٌ ليس بالقويّ. ورواه ابن أبي حاتمٍ عن أبيه، عن هدبة بن خالدٍ، عن سهيل، به. وهكذا رواه أبو يعلى، والبزار، والبغوي، وغيرهم، من حديث سهيل القطعي، به). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 274]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة