التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14) }
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم} :أي : كذبتم , وإن يشرك به تؤمنوا , أي : تصدقوا.). [معاني القرآن: 6/208]
تفسير قوله تعالى: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده...}.
الروح في هذا الموضع: النبوة؛ لينذر من يلقى عليه الروح يوم التلاق, وإنما قيل "التلاق"؛ لأنه يلتقي فيه أهل السماء , وأهل الأرض.). [معاني القرآن: 3/6]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({رفيع الدّرجات ذو العرش يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التّلاق}
وقال: {رفيع الدّرجات ذو العرش} :رفيع ,رفع على الابتداء, والنصب جائز لو كان في الكلام على المدح). [معاني القرآن: 4/2]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يلقي الرّوح من أمره}: أي: الوحي).[تفسير غريب القرآن: 386]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكلام الله: روح؛ لأنه حياة من الجهل وموت الكفر، قال: {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ}، وقال: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} ). [تأويل مشكل القرآن: 487]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): («من» مكان «الباء»
قال الله تعالى: {يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} أي بأمر الله.
وقال تعالى: {يلقي الرّوح من أمره}، أي بأمره.
وقال: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ}، أي بكل أمر). [تأويل مشكل القرآن: 574]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {رفيع الدّرجات ذو العرش يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التّلاق (15)}
جاء في التفسير : أن الروح : الوحي، وجاء أن الروح : القرآن , وجاء أن الروح : أمر النبوة.
فيكون المعنى : تلقي الروح , أو أمر النبوة على من تشاء، على من تختصه بالرسالة.
{لينذر يوم التّلاق} : أي : لينذر النبي صلى الله عليه وسلم بالذي يوحى إليه يوم التلاق، ويجوز أن يكون لينذر اللّه يوم التلاق، والأجود - واللّه أعلم - أن يكون لينذر النبي صلى الله عليه وسلم .
والدليل على ذلك : أنه قرئ لتنذر يوم التلاق بالتاء , ويجوز يوم التلاقي بإثبات الياء، والحذف جائز حسن لأنه آخر آية, ومعنى التلاقي: يوم يلتقي أهل الأرض , وأهل السماء.
وتأويل الروح فيما فسّرنا : أنه به حياة الناس، لأن كل مهتد حيّ، وكل ضالّ كالميّت، قال الله عز وجل: {أموات غير أحياء وما يشعرون أيّان يبعثون}, وقال: {أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في النّاس}.: وهذا جائز في خطاب الناس، يقول القائل لمن لا يفقه عنه ما فيه صلاحه: أنت ميّت). [معاني القرآن: 4/368-369]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده}
روى عكرمة , عن ابن عباس قال: الروح : النبوة.
وروى ابن أبي نجيح, عن مجاهد قال: الروح: الوحي .
وروى معمر , عن قتادة : يلقي الروح , قال: الوحي والرحمة .
قال أبو جعفر يلقي الوحي على من يختص من عباده وسمي الوحي روحا لأن الناس يحيون به أي يهتدون والمهتدي حي والضال ميت على التمثيل ومنه يقال لمن لم يفقه إنما أنت ميت وقال الله تعالى: {فإنك لا تسمع الموتى}
ثم قال جل وعز: {لينذر يوم التلاق يوم هم بارزون} :أي: لينذر الذي يوحى إليه , ويجوز أن يكون المعنى لينذر الله يوم التلاق .
قال قتادة: أي: يوم يتلاقى أهل السماء , وأهل الأرض , ويلتقي الأولون والآخرون .
{يوم هم بارزون }: قال قتادة : أي لا يسترهم جبل, ولا شيء.).[معاني القرآن: 6/208-210]
تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يوم هم بارزون...}.
هم في موضع رفع بفعلهم بعده، وهو مثل قولك: آتيك يوم أنت فارغ لي.). [معاني القرآن: 3/6]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({يوم هم بارزون لا يخفى على اللّه منهم شيءٌ لّمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار}
وقال: {يوم هم بارزون} فأضاف المعنى , فلذلك لا ينون اليوم كما قال: {يوم هم على النّار يفتنون}، وقال: {هذا يوم لا ينطقون} : معناه: هذا يوم فتنتهم, ولكن لما ابتدأ الاسم , وبقي عليه لم يقدر على جرّه , وكانت الإضافة في المعنى إلى الفتنة, وهذا إنما يكون إذا كان "اليوم" في معنى "إذ" وإلا فهو قبيح.
ألا ترى أنك تقول "لقيتك زمن زيدٌ أميرٌ" أي: إذ زيدٌ أمير, ولو قلت "ألقاك زمن زيدٌٍ أمير" لم يحسن.
وقال: {لّمن الملك اليوم} : فهذا على ضمير "يقول".). [معاني القرآن: 4/2-3]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم} أي: يقال هذا.
روى أبو وائل , عن عبد الله بن مسعود قال : يحشر الناس على أرض بيضاء مثل الفضة, لم يعص الله جل وعز عليها قط , فأول ما يقال : {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار}, ثم أول ما ينظر من الخصومات في الدماء , فيحضر القاتل والمقتول ,فيقول : سل هذا لم قتلني؟, , فإن قال: قتلته لتكون العزة لفلان , قيل للمقتول : اقتله كما قتلك , وكذلك إن قتل جماعة أذيق القتل كما أذاقهم في الدنيا , قال : {لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب}.). [معاني القرآن: 6/210-211]