تفسير السلف
تفسير قوله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتًا أو نهارًا ماذا يستعجل منه المجرمون}.
يقول تعالى ذكره: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين من قومك: أرأيتم إن أتاكم عذاب اللّه بياتًا، يقول: ليلاً أو نهارًا، وجاءت السّاعة، وقامت القيامة أتقدرون على دفع ذلك عن أنفسكم؟ يقول اللّه تعالى ذكره: ماذا يستعجل من نزول العذاب المجرمون الّذين كفروا باللّه؟ وهم الصّالون بحرّه دون غيرهم، ثمّ لا يقدرون على دفعه عن أنفسهم). [جامع البيان: 12/190]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتًا أو نهارًا ماذا يستعجل منه المجرمون (50)
قوله تعالى: قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا الآية
- حدّثنا حجّاجٌ عن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهد قوله: أرأيتم إن أتاكم عذابه قال: فجاءةً آمنين). [تفسير القرآن العظيم: 6/1956]
تفسير قوله تعالى: (أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آَمَنْتُمْ بِهِ آَلْآَنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أثمّ إذا ما وقع آمنتم به آلآن وقد كنتم به تستعجلون}.
يقول تعالى ذكره: أهنالك إذا وقع عذاب اللّه بكم أيّها المشركون آمنتم به، يقول: صدّقتم به في حال لا ينفعكم فيها التّصديق، وقيل لكم حينئذٍ: آلآن تصدّقون به، وقد كنتم قبل الآن به تستعجلون، وأنتم بنزوله مكذّبون فذوقوا الآن ما كنتم به تكذّبون.
ومعنى قوله: {أثمّ} في هذا الموضع: أهنالك وليست ثمّ هذه هاهنا الّتي تأتي بمعنى العطف). [جامع البيان: 12/190]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (أثمّ إذا ما وقع آمنتم به آلآن وقد كنتم به تستعجلون (51)
قوله تعالى: أثم إذا ما وقع آمنتم به الآية
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، حدّثني عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قول اللّه: ذوقوا يعني: العقوبة). [تفسير القرآن العظيم: 6/1956]
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ثمّ قيل للّذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلاّ بما كنتم تكسبون}.
يقول تعالى ذكره: {ثمّ قيل للّذين ظلموا} أنفسهم بكفرهم باللّه: {ذوقوا عذاب الخلد} تجرّعوا عذاب اللّه الدّائم لكم أبدًا، الّذي لا فناء له ولا زوال. {هل تجزون إلاّ بما كنتم تكسبون} يقول: يقال لهم: فانظروا {هل تجزون} أي هل تثابون {إلاّ بما كنتم تكسبون} يقول: إلاّ بما كنتم تعملون في حياتكم قبل مماتكم من معاصي اللّه). [جامع البيان: 12/191]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ثمّ قيل للّذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلّا بما كنتم تكسبون (52)
قوله تعالى: هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ عن الرّبيع عن أبي العالية قوله: تكسبون يعني: من الخطيئة). [تفسير القرآن العظيم: 6/1956]
تفسير قوله تعالى: (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويستنبئونك أحقٌّ هو قل إي وربّي إنّه لحقٌّ وما أنتم بمعجزين}.
يقول تعالى ذكره: ويستخبرك هؤلاء المشركون من قومك يا محمّد فيقولون لك. أحقٌّ ما تقول وما تعدنا به من عذاب اللّه في الدّار الآخرة جزاءً على ما كنّا نكسب من معاصي اللّه في الدّنيا؟ قل لهم يا محمّد إي وربّي إنّه لحقٌّ لا شكّ فيه، وما أنتم بمعجزي اللّه إذا أراد ذلك بكم بهربٍ أو امتناعٍ، بل أنتم في قبضته وسلطانه وملكه، إذا أراد فعل ذلك بكم، فاتّقوا اللّه في أنفسكم). [جامع البيان: 12/191]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ويستنبئونك أحقٌّ هو قل إي وربّي إنّه لحقٌّ وما أنتم بمعجزين (53)
قوله تعالى: يستنبئونك أحقٌّ هو قل إي وربّي الآية
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قوله: بمعجزين قال: بمسابقين). [تفسير القرآن العظيم: 6/1956]