العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > تقريب دراسات عضيمة > معاني الحروف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 03:00 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي لمحات عن دراسة (حتى) في القرآن الكريم

لمحات عن دراسة (حتى) في القرآن الكريم

1- لم تقع (حتى) العاطفة في القرآن. وقد منع الكوفيون العطف بحتى ويضمرون في نحو: جاء القوم حتى أبوك، ورأيتهم حتى أباك، ومررت بهم حتى أبيك. [المغني:1/114]، [الدماميني:1/263].
2- (حتى) التي ينصب بعدها المضارع هي أكثر الأنواع وقوعا في القرآن الكريم (78) موضعًا.
وهي في جميع مواقعها بمعنى (إلى) ويجوز أن تكون بمعنى (كي) في بعض المواضع.
زاد ابن هشام الخضرواوي وابن مالك وأبو البقاء معنى ثالثا لحتى: بمعنى (إلا أن) وتحتمل هذا المعنى بعض الآيات.
3- جاءت (حتى) غاية لمحذوف في بعض الآيات.
4- جاء التعليق على أمر مستحيل الوقوع في بعض الآيات.
5- (حتى) الجارة للاسم الظاهر الصريح جاءت جارة للفظ (حين) النكرة في ستة مواضع، وجاءت جارة لمصدر ميمي أو اسم زمان في قوله تعالى {حتى مطلع الفجر}.
6- (حتى) الابتدائية تقع بعدها الجملة الاسمية والجملة الفعلية، ولكن في القرآن لم تقعد بعدها الجملة الاسمية، وإنما وقع بعدها الجملة الفعلية والشرطية.
والجملة الفعلية التي وبعت بعد (حتى) في القرآن كان فعلها ماضيًا في خمسة عشر موضعا، وجاء الفعل مضارعا مرفوعًا في قراءة نافع:
{وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله} [2: 214].
7- وقعت (إذا) الشرطية بعد (حتى) في اثنين وأربعين موضعا صرح فيها بجواب (إذا) الشرطية ما عدا أربعة مواضع حذف فيها الجواب.
ويرى الجمهور أن (حتى) ابتدائية وتفيد الغاية، وأن (إذا) شرطية، والغاية تؤخذ من جواب الشرط.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 03:01 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي (حتى) التي ينصب بعدها المضارع

دراسة (حتى) في القرآن الكريم

(حتى) التي ينصب بعدها المضارع
هي بمعنى (إلى أن) أو (كي) عند سيبويه والمبرد والجمهور.
في [المقتضب:2/38]: «فأما التي في معنى (إلى أن) فقولك: أنا أسير حتى تطلع الشمس، وأنا أنام حتى يسمع الآذان.
وأما الوجه الذي تكون فيه بمنزلة (كي) فقولك: أطع الله حتى يدخلك الجنة، وأنا أكلم زيدا حتى يأمر لي بشيء» وانظر [سيبويه:1/413].
وزاد ابن مالك وغيره معنى (إلا أن) قال في [التسهيل:ص230]: «وبعد (حتى) المرادفة (إلى) أو (كي) الجارة أو (إلا أن)».
(حتى) في جميع مواقعها كانت بمعنى (إلى) واحتملت أن تكون بمعنى (كي) في هذه المواضع:
1- {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله} [2: 193].
{حتى} بمعنى (إلى) أو (كي) [العكبري:1/47]، [البحر:2/68].
2- {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا} [2: 217]
بمعنى (إلى) أو (كي). [العكبري:1/52]، [البحر:2/149-150].
واقتصر الزمخشري على التعليل. [الكشاف:1/131]، وكذلك ابن هشام في [المغني:1/112]، وجوز الدماميني الأمرين [1/256].
3- {فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله} [49: 9].
جعلها ابن هشام للتعليل في [المغني:1/112]، وجوز الأمرين [الدماميني:1/526].
4- {هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا} [63: 7].
اقتصر ابن هشام على التعليل [المغني:1/112]، وكذلك [الجمل:4/341]، وجوز الدماميني الأمرين [1/256].
5- {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} [8: 39]
6- {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} [9: 6]
بمعنى (إلى) أو (كي). [العكبري:2/6]، [البحر:5/11].
7- {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين} [47: 31]
جعل أبو البقاء [العكبري:1/31] {حتى} بمعنى (إلا أن) في قوله تعالى: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر} [2: 102].
قال أبو حيان في [البحر:1/330]: «وهذا معنى لحتى لا أعلم أحدًا من المتقدمين ذكره، وقد ذكره ابن مالك في التسهيل، وأنشد على غيره:
ليس العطاء من الفضول سماحة حتى تجود وما لديك قليل»
وفي [المغني:1/112]: «والظاهر في هذه الآية خلافه وأن المراد معنى الغاية».
في رأيي أن {حتى} تحتمل أن تكون بمعنى (إلى أن) وأن تكون بمعنى (إلا أن) في هذه المواضع:
1- {لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة} [2: 55].
2- {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} [2: 120].
3- {ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه} [2: 191].
4- {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} [2: 221].
5- {ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا} [2: 221].
6- {ولا تقربوهن حتى يطهرن} [2: 222].
7- {فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره} [2: 230].
8- {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون} [4: 43].
9- {لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به} [12: 66].
10- {فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله} [12: 80].
11- {وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا} [12: 80].
12- {فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره} [6: 68].
13- {فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره} [4: 140].
14- {لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم} [26: 201]

جاءت {حتى} غاية لمحذوف في قوله تعالى:
1- {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب} [3: 179].
غاية لما تضمنه الكلام السابق... أنه تعالى يخلص ما بينكم بالابتلاء والامتحان إلى أن يميز الخبيث من الطيب. [البحر:3/126]، [الجمل:1/240].
2- {عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا} [9: 43].
غاية لما تضمنه الاستفهام، أي ما كان لك أن تأذن لهم، هكذا قدره الحوفي. وقال أبو البقاء: متعلق بمحذوف دل عليه الكلام تقديره: هلا أخرتهم إلى أن يتبين. [البحر:5/47]، [العكبري:2/49].
3- {لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا} [18: 60]
أي لا أبرح أسير. [الكشاف:2/395]، [البحر:6/144].
4- {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده} [6: 152].
في [أبي السعود:2/146]: «غاية لما يفهم من الاستثناء، (لا) للنهي، كأنه قيل: احفظوه حتى يصير بالغا رشيدا فحينئذ سلموه له» [الجمل:2/107]، [البحر:4/252].

جاء التعليق على أمر مستحيل الوقوع في قوله تعالى:
1- {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} [2: 120].
علق رضاهم عنه بأمر مستحيل الوقوع من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. [البحر:1/368].
2- {ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط} [7: 40].
[القرطبي:3/2642].


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 03:03 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي آيات (حتى) التي ينصب بعدها المضارع

آيات (حتى) التي ينصب بعدها المضارع

1- {لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة} [2: 55].
{حتى} غاية، أخبروا بنفي إيمانهم مستصحبًا إلى هذه الغاية، ومفهومها: أنهم إذا رأوا الله جهرة آمنوا، والرؤية هنا بصرية. [البحر:1/210].
2- {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة} [2: 102].
{حتى} حرف غاية. المعنى: انتفاء تعليمهما، أو إعلامهما إلى أن يقولا: إنما نحن فتنة وقال أبو البقاء: حتى هنا بمعنى (إلا أن) أو إلى أن [1: 31].
3- {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} [2: 109]
غيا العفو والصفح بهذه الغاية، وهذه موادعة إلى أن أتى أمر الله بقتل بني قريظة، وإجلاء بني النضير. [البحر:1/349].
4- {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} [2: 120].
[البحر:1/368] التعليق على أمر مستحيل الوقوع منه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
5- {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} [2: 187].
في [العكبري:1/47]: «{حتى} بمعنى (إلى) وفي [البحر:2/50]: «غاية لثلاثة أشياء: الجماع والأكل والشرب».
6- {ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه} [2: 193]
في [العكبري:1/47]: «يجوز أن تكون بمعنى (كي) ويجوز أن تكون بمعنى (إلى)».
في [البحر:2/68]: «{حتى} هنا للغاية أو للتعليل. وإذا فسرت الفتنة بالكفر، والكفر لا يلزم زواله بالقتال فكيف غيا الأمر بالقتال بزواله؟
والجواب: أن ذلك على حكم الغالب والواقع... أو يكون المعنى: وقاتلوهم قصدًا منكم إلى زوال الكفر، لأن الواجب في قتال الكفار أن يكون القصد زوال الكفر».
8- {ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله} [2: 196].
هذا نهي عن حلق الرأس مغيا ببلوغ الهدى محله، ومفهومه: إذا بلغ الهدى محله فاحلقوا رءوسكم. [البحر:2/74].
9- {وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله} [2: 214]
نصب {يقول} بأن مضمرة، و{حتى} غاية بمعنى (إلى أن) فجعل قول الرسول عليه السلام غاية لخوف أصحابه، وقال أبو حيان يجوز أن تكون حتى بمعنى (كي) وتبعه الدمامين.
وقرأ نافع برفع {يقول} على أن الفعل قد مضى وانقضى وأنه يخبر عن الحالة التي كان فيها الرسول فيما مضى. و{حتى} لا ينصب بعدها الفعل إلا إذا كان مستقبلاً، والمعنى في الرفع: وزلزلوا حتى قال الرسول: أو حتى كان من شأنه أن يقول، وإذا كان الفعل المضارع بمعنى الماضي أو الحال رفع بعد {حتى} لأنه يكون جملة و{حتى} لا تعمل في الجمل. [البيان في غريب إعراب القرآن:1/150-151].
قال ابن الحاجب: من رفع (يقول) فعلى أن الإخبار بوقوع شيئين: أحدهما الزلزال، والآخر القول، والخبر الأول على وجه الحقيقة، والثاني على حكاية الحال، والمراد مع ذلك الإعلام بأمر ثالث وهو تسبب القول عن الزلزال.
ومن نصب فعلى إرادة الإخبار بوقوع شيء واحد وهو الزلزال وبأن شيئًا آخر كان مترقبًا وقوعه عند حصول الزلزال، وهو القول، وليس فيه إخبار، بوقوع القول كما في قراءة الرفع، وإن كان الوقوع ثابتًا في نفس الأمر، ولكن ثبوته بدليل آخر، لا من هذه القراءة، وذلك الدليل هو قراءة الرفع... [الدماميني:1/258].
أطال الفراء الحديث عن (حتى) في [معاني القرآن:1/132-138]، وانظر [الكشاف:1/129-130]، و[العكبري:1/51]، [البحر:2/140]، [القرطبي:1/842-843].
10- {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا} [2: 217].
في [الكشاف:1/131]: «(حتى) معناها التعليل، كقولك: فلان يعبد الله حتى يدخل الجنة، أي يقاتلونكم كي يردوكم».
وفي [العكبري:1/52]: «يجوز أن تكون {حتى} بمعنى كي وأن تكون بمعنى (إلى) وهي في الوجهين متعلقة بيقاتلونكم».
وفي [القرطبي:1/854]: «نصب بحتى لأنه غاية مجردة».
جوز أبو حيان الأمرين ورجح أنها بمعنى كي لأن ذلك أمكن في المعنى... [البحر:2/149-150].
وقال ابن هشام هي للتعليل. [المغني:1/112]، وجوز الأمرين [الدماميني:1/256].
11- {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} [2: 221].
{حتى} غاية للمنع من نكاحهن. [البحر:2/164].
12- {ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا} [2: 221].
13- {ولا تقربوهن حتى يطهرن} [2: 222].
14- {فلا تحل له حتى تنكح زوجًا غيره} [2: 230].
15- {ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله} [2: 235].
انظر [القرطبي:2/1000-1001]، [البحر:2/230].
16- {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} [3: 92].
17- {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب} [3: 179].
غاية لما يفهم من الكلام السابق. [البحر:3/126]، [الجمل:1/240].
18- {قالوا إن الله عهد إلينا أن لا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان} [3: 183].
انظر [الكشاف:1/234]، [القرطبي:2/1537]، [العكبري:1/90].
19- {فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت} [4: 15].
20- {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون} [4: 43].
بمعنى (إلى أن) [العكبري:1/102]، [البحر:3/256].
21- {ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا} [4: 43].
هذه غاية لامتناع الجنب من الصلاة، وهي داخلة في الحظر إلى أن يوقع الاغتسال مستوعبًا جميعه. [البحر:3/257].
22- {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} [4: 65].
حتى للغاية، أي ينتفي عنهم الإيمان إلى هذه الغاية، فإذا وجد ما بعد الغاية كانوا مؤمنين. [البحر:3/284].
23- {فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله} [4: 89].
إنما غيا بالهجرة فقط لأنها تتضمن الإيمان، وفي هذه الآية دليل على وجوب الهجرة إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. [البحر:3/314].
24- {فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره} [4: 140].
25- {فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره} [6: 86].
{حتى} غاية للإعراض عنهم. [البحر:4/152].
26- {وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها} [5: 22].
[البحر:3/455].
27- {قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل} [5: 68].
28- {وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتي مثل ما أوتي رسل الله} [6: 124].
29- {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده} [6: 152].
في [البحر:4/252]: «هذه غاية من حيث المعنى، لا من حيث هذا التركيب اللفظي، معناه: احفظوا على اليتيم ماله إلى بلوغ أشده فادفعوه إليه يريد بلوغ الحلم» وانظر ما تقدم عن أبي السعود، و[الجمل:ص141].
30- {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط} [7: 40].
الجمل لا يلج في سم الخياط؛ فلا يدخلونها البتة. [القرطبي:3/3642].
31- {فاصبروا حتى يحكم الله بيننا} [7: 87].
32- {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} [8: 39].
بمعنى (إلى) [الكشاف:2/136].
33- {ذلك بأن الله لم يك مغيرًا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} [8: 53].
في [النهر:4/507]: «{حتى} هنا للغاية، المعنى: إلى أن يغيروا».
34- {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض} [8: 67].
35- {والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا} [8: 72].
36- {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} [9: 6].
في [العكبري:2/6]: «أي إلى أن يسمع، أو كي يسمع».
وفي [البحر:5/11]: «و{حتى} يصح أن تكون للغاية أي إلى أن يسمع، ويصح أن تكون للتعليل، وهي معلقة في الحالين بأجره، ولا يصح أن يكون من باب التنازع، وإن كان يصح من حيث المعنى أن يكون متعلقًا باستجارك، أو بأجره، وذلك لمانع لفظي، وهو أنه لو أعمل الأول لأضمر في الثاني، و{حتى} لا تجر المضمر، فلذلك لا يصح أن يكون من باب التنازع، لكن من ذهب من النحويين إلى أن {حتى} تجر المضمر يجوز أن يكون ذلك من باب التنازع».
37- {فتربصوا حتى يأتي الله بأمره} [9: 24].
38- {ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} [9: 29].
بين الغاية التي تمتد إليها العقوبة [القرطبي:4/2649].
39- {عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا} [9: 43].
{حتى} متعلقة بمحذوف دل عليه الكلام تقديره: هلا أخرتهم... [العكبري:2/9]، [البحر:5/47].
40- {وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون} [9: 115].
«قال أبو عمرو بن العلاء: أي حتى يحتج عليهم بأمره» [القرطبي:4/3116].
41- {فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم} [10: 88].
[معاني القرآن:1/477-478].
42- {إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم} [10: 96-97].
43- {أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين} [10: 99].
44- {واصبر حتى يحكم الله} [10: 109].
غيا الأمر بالصبر بقوله {حتى يحكم الله} وهو وعد منه تعالى بإعلاء كلمته ونصره على أعدائه. [البحر:5/197].
45- {قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتني به} [12: 66].
46- {فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله} [12: 80].
في [البحر:5/336]: «كأنه لما علق الأمر بالغاية الخاصة رجع إلى نفسه فأتى بغاية عامة تفويضًا لحكم الله تعالى ورجوعا إلى من له الحكم حقيقة».
47- {تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين} [12: 85].
48- {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} [13: 11].
49- {ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبًا من دارهم حتى يأتي وعد الله} [13: 31].
50- {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} [15: 99].
في [القرطبي:4/3680]: «فإن قيل: كيف قال سبحانه: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} ولم يقل أبدًا؟
فالجواب: أن اليقين أبلغ من قوله أبدا؛ لاحتمال لفظ الأبد للحظة واحدة، ولجميع الأبد». وانظر [البحر:5/471].
51- {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} [17: 15].
52- {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده} [17: 34]
[انظر رقم 28].
53- {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا} [17: 90].
54- {ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه} [17: 93].
في [البحر:6/80]: «وما اكتفوا بالتغيية بالرقى في السماء حتى غيوا ذلك بأن ينزل عليهم كتابًا يقرءونه».
55- {لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا} [18: 60].
56- {فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا} [18: 70].
57- {قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى} [20: 91].
[البحر:6/272].
58- {ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم} [22: 55].
في [البحر:6/445]: «{حتى} غاية لاستمرار مريتهم، فالمعنى: حتى تأتيهم الساعة أو عذاب يوم عقيم فتزول مريتهم، ويشاهدون الأمر عيانا».
59- {لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا} [24: 27].
غيا النهي عن الدخول بالاستئناس والسلام على أهل تلك البيوت.
60- {فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم} [24: 28].
61- {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يغنيهم الله من فضله} [24: 33].
62- {وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه} [24: 62].
63- {لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم} [26: 201].
64- {ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون} [27: 32].
65- {قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء} [28: 23].
66- {وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا} [28: 59].
67- {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} [41: 53]
68- {فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون} [43: 83]
69- {فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها} [47: 4].
في [الكشاف:3/453]: «فإن قلت: {حتى} بم تعلقت؟ قلت: لا تخلو إما أن تتعلق بالضرب والشد، أو بالمن والفداء، فالمعنى على كلا المتعلقين عند الشافعي – رضي الله عنه – أنهم لا يزالون على ذلك أبدا إلى أن لا يكون حرب مع المشركين، وذلك إذا لم يبق لهم شوكة... وعند أبي حنيفة – رحمه الله – إذا علق بالضرب والشد فالمعنى أنهم يقتلون ويؤسرون حتى تضع جنس الحرب الأوزار، وذلك حين لا تبقى شوكة للمشركين، وإذا علق بالمن والفداء فالمعنى أنه يمن عليهم ويفادون حتى تضع حرب بدر أوزارها». [البحر:8/75].
70- {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين} [47: 31].
71- {ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم} [49: 5].
في [الكشاف:4/8] «فإن قلت: هل من فرق بين {حتى تخرج} و(إلى أن تخرج)؟
قلت: إن {حتى} مختصة بالغاية المضروبة، تقول: أكلت السمكة حتى رأسها، ولو قلت: حتى نصفها أو صدرها لم يجز. و(إلى) عامة في كل غاية، فقد أفادت (حتى) بوضعها أن خروج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم غاية قد ضربت لصبرهم، فما كان لهم أن يقطعوا أمرا دون الانتهاء إليه».
72- {فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله} [49: 9].
في [المغني:1/112] للتعليل، ويجوز أن تكون للغاية أيضًا.
73- {فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون} [52: 45].
74- {إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده} [60: 4].
في [القرطبي:8/653]: «أي هذا دأبنا معكم ما دمتم على كفركم {حتى تؤمنوا بالله وحده} فحينئذ تنقلب المعاداة موالاه».
75- {هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا} [63: 7]
{حتى} للتعليل. [المغني:1/112]، [الجمل:4/341]، وتحتمل الغاية أيضًا.
76- {فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن} [65: 6].
77- {فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون} [70: 42].
78- {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البنية} [98: 1].


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 03:05 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي (حتى) الجارة للاسم الظاهر الصريح

(حتى) الجارة للاسم الظاهر الصريح

(حتى) الجارة للاسم الظاهر الصريح جاءت جارة للفظ (حين) النكرة في ست آيات، وجاءت جارة لاسم زمان مشتق أو مصدر ميمي في قوله تعالى: {سلام هي حتى مطلع الفجر} [97: 5].
ويذكر الماضي شرطا غريبا في مجرور حتى قال [2/302]: «وينبغي أن يكون المجرور بها موقتا؛ لأنه حد، والتحديد بالمجهول لا يفيد.
ونحن قول {فذرهم في غمرتهم حتى حين} فبمعنى الوقت، أي حين أخذهم، ونجد الفراء يصرح بأن (حين) في قوله تعالى: {فتربصوا به حتى حين} [23: 25]. ليس حينا موقتا. قال في [معاني القرآن:2/234]: «لم يرد بالحين حين موقت، وهو في المعنى كقولك: دعه إلى يوم، لم ترد إلى يوم معلوم من ذي قبل، ولا إلى مقدار يوم معلوم، إنما هي كقولك: إلى يوما ما» وانظر القرطبي.
وفي [القرطبي:3/3416]: {ليسجننه حتى حين} [12: 35]. أي إلى مدة غير معلومة.
{حتى} الجارة للاسم الظاهر الصريح لا تكون إلا بمعنى (إلى)؛ لأن التي بمعنى (كي) لا تدخل إلا على المضارع؛ وكذلك التي بمعنى (إلا أن)».
الآيات
1- {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين} [12: 35].
في [الكشاف:2/255]: «إلى زمان» في [القرطبي:2/3416]: «وحتى بمعنى إلى كقوله {حتى مطلع الفجر}».
2- {فتربصوا به حتى حين} [23: 54].
انظر [معاني القرآن:2/234] وقد سبق النقل.
3- {فذرهم في غمرتهم حتى حين} [23: 54].
في [القرطبي:5/4522]: «قال مجاهد: حتى الموت، فهو تهديد لا توقيت؛ كما يقال: سيأتي لك يوم».
4- {فتول عنهم حتى حين} [37: 174].
في [الكشاف:3/314]: «إلى مدة يسيرة، وهي مدة الكف عن القتال، وعن السدى: إلى يوم بدر. وقيل: إلى الموت. وقيل: إلى يوم القيامة». البحر 7: 377، [القرطبي:7/5582].
5- {وتول عنهم حتى حين} [37: 178].
كرر توكيدا. [القرطبي:7/5583]، [البحر:7/380].
6- {وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين} [51: 43].
في [الكشاف:4/31]: «تفسيره قوله {تمتعوا في داركم ثلاثة أيام}. وانظر [القرطبي:7/6221]».
7- {سلام هي حتى مطلع الفجر} [97: 5].
في [العكبري:2/157]: «{حتى} متعلقة بسلام».
وفي [الجمل:4/559]: «{حتى} متعلق بتنزل أو بسلام، وفيه إشكال الفصل بين المصدر ومعملوه بالمبتدأ، إلا أن يتوسع في الجار».


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 03:06 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي (حتى) الابتدائية

(حتى) الابتدائية

(حتى) الابتدائية تقع بعدها الجملة الاسمية، والجملة الفعلية.
ولكن في القرآن وقع بعدها الجملة الفعلية، ولم تقع بعدها الاسمية.
والجملة الفعلية التي وقعت بعد (حتى) في القرآن كان فعلها ماضيا في خمس عشرة آية. وجاء الفعل مضارعا في قراءة نافع.
{وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله} [2: 214].
قال الأندلسي في شرح المفصل: «ويقع بعد (حتى) الجملة الاسمية والفعلية وتسمى حرف ابتداء وتفيد معناها الذي هو الغاية في التحقير أو في التعظيم». [خزانة الأدب:4/141].

الآيات
1- {فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا} [6: 34].
في [العكبري:1/135]: «{حتى} متعلقة بصبروا. ويجوز أن يكون الوقف تم على {كذبوا} ثم استأنف فقال: {وأوذوا} فتتعلق {حتى} به والأول أقوى».
في [البحر:4/112]: «الظاهر أن الغاية هنا الصبر والإيذاء، لظاهر عطف {وأوذوا} على {فصبروا} وإن كان معطوفا على {كذبوا} فتكون الغاية للصبر».
2- {كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا} [6: 148].
في [البحر:4/247]: «غاية لامتداد التكذيب إلى وقت العذاب، لأنه إذا حل العذاب لم يبق تكذيب...».
3- {ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء} [7: 95].
في [العكبري:1/156]: «أي إلى أن عفوا، أي كثروا».
4- {وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله} [9: 48].
في [الجمل:2/283]: «{حتى} غاية لمحذوف، أي استمروا على تقليب الأمور حتى جاء الحق».
5- {فما اختلفوا حتى جاءهم العلم} [10: 93].
في [القرطبي:4/3220]: «أي القرآن ومحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والعلم بمعنى المعلوم».
في [البحر:5/190]: «أي إن سبب الإيقاف هو العلم، فصار عندهم سبب الاختلاف، فتشعبوا شعبا بعد ما قرءوا التوراة. وقيل: العلم بمعنى المعلوم وهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لأن رسالته كانت معلومة عندهم مكتوبة في التوراة وكانوا يستفتحون به».
6- {فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين} [21: 15]
7- {بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر} [21: 44].
8- {فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري} [23: 110].
في [البحر:6/423]: «حتى أنسوكم ذكري، أي بتشاغلكم بهم فتركتم ذكري».
9- {ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر} [25: 18].
10- {والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم} [36: 39].
11- {فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب} [38: 32].
في [البحر:7/396]: «{حتى توارت} غاية، فالفعل قبلها يكون متطاولاً، حتى تصح الغاية. فأحببت معناه: أردت المحبة».
12- {بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين} [43: 29]
في [الكشاف:3/417]: «فإن قلت: قد جعل مجيء الحق والرسول غاية التمتيع، ثم أردفه قوله: {ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر} فما طريقة هذا النظم وما مؤداه؟ قلت: المراد بالتمتيع ما هو سبب له، وهو اشتغالهم بالاستمتاع عن التوحيد ومقتضياته فقال: بل اشتغلوا عن التوحيد حتى جاءهم الحق ورسول مبين، فخيل بهذه الغاية أنهم تنبهوا عندها عن غفلتهم، لاقتضائها التنبيه، ثم ابتدأ قصتهم عند مجيء الحق...» [البحر:8/12].
13- {وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله} [57: 14].
14- {وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين} [74: 46-47].
15- {ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر} [102: 1].


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 03:08 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي وقوع (إذا) بعد (حتى)

وقوع (إذا) بعد (حتى)

(حتى إذا)
جاءت (إذا) الشرطية بعد (حتى) في اثنين وأربعين موضعا صرح فيها بجواب (إذا) ما عدا أربعة مواضع حذف فيها الجواب وهي:
1- {حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر} [3: 152].
2- {حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت} [9: 118].
3- {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج} [21: 96].
4- {حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها} [39: 73].
والجمهور يرى أن {حتى} هنا ابتدائية وتفيد الغاية، وأن (إذا) شرطية والغاية تؤخذ من جواب الشرط.

وخالف بعض النحويين فجعلوا (حتى) جارة لإذا التي فارقت الظرفية:
في [المحتسب:2/308]: «وجاز لإذا أن تفارق الظرفية وترتفع بالابتداء، كما جاز لها أن تخرج بحرف الجر عن الظرفية، كقول لبيد:
حتى إذا ألقت يدا في كافر وأجن عورات الثغور ظلامها
وقال الله سبحانه: {حتى إذا كنتم في الفلك} وإذا مجرورة عند أبي الحسن بحتى، وذلك يخرجها عن الظرفية كما ترى».
وفي [التسهيل:ص94]: «وقد تفارقها الظرفية مفعولاً بها، أو مجرورة بحتى، أو مبتدأة».
وانظر [المغني:1/86]، و[البحر:3/171]، و[الرضى:2/105].

الآيات
1- {ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون} [3: 152].
{حتى} حرف ابتداء لا تتعلق بشيء لأنها ليست حرف جر على الصحيح بل هي تدخل على الجملة بمعنى الغاية، جواب (إذا) محذوف تقديره: منعكم نصره، أو انقسمتم قسمين، [الكشاف:1/223]، [العكبري:1/86]، [البحر:3/79]، [المغني:1/115]، [الدماميني:1/264]، [معاني القرآن:1/238].
2- {وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم} [4: 6].
جواب (إذا) الجملة الشرطية {فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا}. [الكشاف:1/248]، [العكبري:1/94]، [البحر:3/171].
3- {وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدكم الموت قال إني تبت الآن} [4: 18].
{حتى} حرف ابتداء، والجملة الشرطية بعدها غاية لما قبلها، أي ليس قبول التوبة للذين يعملون السيئات إلى حضور موتهم. [أبو السعود:1/326].
[الجمل:1/367].
4- {وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا} [6: 25].
جواب (إذا) جملة {يقول الذين كفروا} وجملة {يجادلونك} حالية.
وأجاز الزمخشري أن تكون (حتى) جارة لإذا، [الكشاف:2/8]، [العكبري:1/134].
وفي [البحر:4/98-99]: «وتركيب {حتى إذا} لا بد أن يتقدمه كلام ظاهر كهذه الآية... أو كلام مقدر يدل عليه سياق الكلام، نحو قوله: {آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين...}».
5- {قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا} [6: 31].
حتى غاية لتكذيبهم، لا لخسرانهم فإنه أبدى لا حد له: [أبو السعود:2/93]، [البحر:4/106].
6- {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة} [6: 44].
{حتى} غاية لقوله {فتحنا} أو لما يدل عليه. [أبو السعود:2/99]، [الجمل:2/30].
7- {وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا} [6: 61].
{حتى} ابتدائية، وهي مع ذلك تجعل ما بعدها من الجملة الشرطية غاية لما قبلها، كأنه قيل: ويرسل عليكم حفظة يحفظون أعمالكم مدة حياتكم حتى إذا انتهت مدة حياتكم توفته رسلنا. [أبو السعود:2/107]، [الجمل:2/39].
8- {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله} [7: 37].
{حتى} غاية لنيلهم نصيبهم واستيفائهم له إلى وقت وفاتهم، وهي {حتى} التي يبتدأ بعدها الكلام، والكلام هاهنا الجملة الشرطية. [الكشاف:2/61 [البحر:4/294]، [الجمل:2/134].
9- {كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أولاهم لأخراهم} [7: 38].
{حتى} غاية لما قبلها، والمعنى: أنهم يدخلون فوجا فوجا لاعنا بعضهم بعضا إلى انتهاء تداركهم وتلاحقهم النار واجتماعهم فيها. [البحر:4/296].
10- {وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت} [7: 57].
11- {وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم} [9: 118]
جواب (إذا) محذوف تقديره: تاب عليهم. ويكون قوله {ثم تاب عليهم} نظير قوله: {ثم تاب عليهم} بعد قوله {لقد تاب الله على النبي}. ودعوى زيادة (ثم) بعيدة. [البحر:5/110].
12- {هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف} [10: 22].
في [الكشاف:2/186]: «جواب (إذا): جاءتها ريح. فإن قلت: كيف جعل الكون في الفلك غاية للتسيير في البحر، والتسيير في البحر إنما هو بالكون في الفلك؟
قلت: لم يجعل الكون في الفلك غاية للتسيير في البحر ولكن مضمون الجملة الشرطية الواقعة بعد (حتى) بما في حيزها، كأنه قيل: يسيركم حتى إذا وقعت هذه الحادثة كان كيت وكيت...». [البحر:5/138-139].
13- {إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارًا} [10: 24].
جواب (إذا): أتاها أمرنا. [البحر:5/144]، [الجمل:2/337].
14- {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت} [10: 90].
غاية لاتباعه. [الجمل:2/365].
15- {فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين} [11: 39-40].
(حتى) غاية لقوله {ويصنع الفلك} وما بينهما حال أو اعتراض. [أبو السعود:3/21]، [الجمل:2/390].
16- {ولدَّار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا} [12: 109-110].
في السمين: ليس في الكلام شيء يكون (حتى) غاية له، فمن ثم اختلف الناس في تقدير شيء يصح جعله مغيا بحتى: فقدره الزمخشري: وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا فتراخى نصرهم، وقدره القرطبي: وما أرسلنا من قبلك يا محمد إلا رجالا، ثم لم نعاقب أمتهم بالعذاب حتى إذا. وقدره ابن الجوزي: وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا فدعوا قومهم فكذبوهم، وطال دعاؤهم وتكذيب قومهم حتى إذا. [الجمل:2/480].
[الكشاف:2/278]، [القرطبي:4/3504]، [البحر:5/354].
17- {فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها} [18: 71].
18- {فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس} [18: 74].
في [الكشاف:2/398]: «فإن قلت: لم قيل: حتى إذا ركبا في السفينة خرقها بغير فاء، و{حتى إذا لقيا غلاما فقتله} بالفاء؟
قلت: جعل (خرقها) جزاء للشرط، وجعل (قتله) من جملة الشرط معطوفا عليه، والجزاء {قال أقتلت}.
فإن قلت: فلم خولف بينهما؟
قلت: لأن خرق السفينة لم يتعقب الركوب، وقد تعقب القتل لقاء الغلام». [البحر:6/150].
19- {فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما} [18: 77]
استطعما: جواب (إذا) [العكبري:2/56].
20- {فاتبع سببا حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة} [85: 86].
21- {ثم اتبع سببا حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا} [18: 89-90].
22- {ثم اتبع سببا حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا} [18: 92-93].
23، 24- {أتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا} [18: 96].
في [البحر:4/99]: «وتركيب {حتى إذا} لا بد أن يتقدمه كلام ظاهر... ونحو قوله: {فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت} أو كلام مقدر يدل عليه سياق الكلام، نحو قوله: {أتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا}، التقدير: فأتوه بها، ووضعها بين الصدفين حتى إذا ساوى بينهما قال انفخوا فنفخوا حتى جعله نارا بأمره وإذنه قال آتوني أفرغ، ولهذا قال الفراء: {حتى إذا} لا بد أن يتقدمها كلام لفظا أو تقديرا».
25- {قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا} [19: 75].
ففي [الكشاف:2/421]: «فإن قلت: (حتى) هذه ما هي؟
قلت: هي التي تحكي بعدها الجمل، ألا ترى الجملة الشرطية واقعة بعدها وهي قوله: {وإذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من هو شر مكانا}».
{فسيعلمون} جواب (إذا). [العكبري:2/61].
26- {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون} [21: 95-96].
في [الكشاف:3/21]: «فإن قلت: بم تعلقت (حتى) واقعة غاية له...؟
قلت: هي متعلقة بحرام، وهي غاية له، لأن امتناع رجوعهم لا يزول حتى تقوم القيامة، وهي (حتى) التي يحكي بعدها الكلام، والكلام المحكي الجملة من الشرط والجزاء، أعني (إذا) وما في حيزها».
في [العكبري:2/72]: «(حتى) متعلقة في المعنى بحرام، أي يستمر الامتناع إلى هذا الوقت، ولا عمل لها في (إذا)».
وفي [البحر:6/339]: «وقال ابن عطية: هي متعلقة بقوله (وتقطعوا). وكون (حتى ) متعلقة بتقطعوا فيه بعد من حيث ذكر الفصل، لكنه من جهة المعنى جيد، وهو أنهم لا يزالون مختلفين غير مجتمعين على دين الحق إلى قرب مجيء الساعة، فإذا جاءت الساعة انقطع ذلك الاختلاف وعلم الجميع أن مولاهم الحق وأن الدين المنجي كان دين التوحيد.
وجواب (إذا) محذوف تقديره: قالوا: يا ويلنا قاله الزجاج وجماعة، أو تقديره فحينئذ تبعثون...».
27- {ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون} [23: 63-64].
في [الكشاف:3/50]: «هم لها معتادون، وبها ضارون، لا يفطمون عنها حتى يأخذهم الله بالعذاب، و(حتى) هذه هي التي يبتدأ بعدها الكلام، والكلام الجملة الشرطية».
انظر [البحر:6/412]، [الجمل:3/197].
28- {ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون} [23: 76-77].
(إذا) الثانية فجائية وهي رابطة لجواب (إذا). [الجمل:3/200].
29- {نحن أعلم بما يصفون وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون} [23: 96-99].
في [الكشاف:3/56]: «(حتى) يتعلق بيصفون، أي لا يزالون على سوء الذكر إلى هذا الوقت».
وفي [البحر:6/420-421]: «قال الزمخشري (حتى) يتعلق بيصفون... والآية بينهما على وجه الاعتراض، والتأكيد للإغضاء عنهم».
وقال ابن عطية: (حتى) في هذا الموضع حرف ابتداء، ويحتمل أن تكون غاية مجردة بتقدير كلام محذوف، والأول أبين لأن ما بعدها هو المعنى به المقصود ذكره. فتوهم ابن عطية أن (حتى) إذا كانت حرف ابتداء لا تكون غاية، وهي إذا كانت حرف ابتداء لا تفارقها الغاية، ولم يبين الكلام المحذوف المقدر... والذي يظهر لي أن قبلها جملة محذوفة تكون (حتى) غاية لها يدل عليها ما قبلها، التقدير: فلا أكون كالكفار الذين تهمزهم الشياطين ويحضرونهم حتى إذا جاء أحدهم الموت، ونظير حذف هذه الجملة قول الشاعر:


فيا عجبا حتى كليب تسبني = ....................

أي سبني الناس حتى كليب، فدل ما بعد (حتى) على الجملة المحذوفة وفي الآية دل ما قبلها عليها.
30- {والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا} [24: 39].
31- {وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة} [27: 17-18].
في [البحر:7/60]: «هذه غاية لشيء مقدر، أي وساروا حتى إذا أتوا أو يضمن يوزعون معنى فعل يقتضي أن تكون (حتى) غاية له، أي فهم يسيرون ممنوعا بعضهم من مفارقة بعض». [أبو السعود:4/26]. [الجمل:3/305].
32- {ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاءوا قال أكذبتهم بآياتي ولم تحيطوا بها علما} [27: 83-84].
33- {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم} [34: 23].
في [الكشاف:3/258]: «فإن قلت: بم اتصل قوله: {حتى إذا فزع}. ولأي شيء وقعت (حتى) غاية؟
قلت: بما فهم هذا الكلام من أن ثم انتظارا للإذن وتوقعا وتمهلا وفزعا من الراجين للشافعة والشفعاء، هل يؤذن لهم أو لا يؤذن، وأنه لا يطلق الإذن إلا بعد ملي من الزمان وطول من التربص... كأنه قيل: يتربصون ويتوقفون مليا فزعين وهلعين حتى إذا فزع.
في [البحر:7/278]: «وتلخص من هذا أن (حتى) غاية إما لمنطوق وهو زعمتم، وإما لمحذوف...».
34- {وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها} [39: 71].
35- {وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم} [39: 73].
في [الكشاف:3/358]: «(حتى) هي التي تحكي بعدها الجمل، والجملة المحكية بعدها هي الشرطية، إلا أن جزاءها محذوف، وإنما حذفت لأنه في صفة ثواب أهل الجنة، فدل بحذفه على أنه شيء لا يحيط به الوصف، وحق موقعه ما بعد (خالدين). وقيل: حتى إذا جاءوها جاءوها».
في [البحر:7/443]: «(إذا) شرطية جوابها قال الكوفيون {وفتحت} والواو زائدة، وقال غيرهم: محذوف وقدره المبرد بعد (خالدين): سعدوا، وقيل: الجواب وقال لهم خزنتها على زيادة الواو، وجعل قوله {وفتحت} حالية». [الجمل:3/655].
36- {فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يعبث الله من بعده رسولا} [40: 34].
(حتى) غاية لقوله {فما زلتم}. [الجمل:4/14].
37- {ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم} [41: 19-20].
(ما) مزيدة للتوكيد، ومعنى التأكيد فيها أن وقت مجيئهم النار لا محالة أن يكون وقت الشهادة عليهم، ولا وجه لأن يخلو منها. ومثله قوله تعالى: {أثم إذا ما وقع آمنتم به} أي لا بد لوقت وقوعه من أن يكون وقت إيمانهم به. [الكشاف:3/389].
وفي [البحر:7/492]: «(حتى) غاية ليحشر أعداء الله...» [الجمل:4/37].
38- {وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين} [43: 37-38].
في [البحر:8/16]: «تمنى لو كان ذلك في الدنيا حتى لا يصده عن سبيل الله، أو تمنى ذلك في الآخرة، وهو الظاهر؛ لأنه جواب (إذا) التي للاستقبال».
39- {وحمله وفصاله ثلاثون شهرًا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني} [46: 15].
في البحر 8: 61: «في الكلام حذف تكون (حتى) غاية له، تقديره: فعاش بعد ذلك أو استمرت حياته». [الجمل:4/125].
40- {فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق} [47: 4].
في [البحر:8/74]: «هذه غاية للضرب...» [العكبري:2/124]، [الجمل:4/138].
41- {ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفًا} [47: 16].
42- {ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا} [72: 23-24].
في [الكشاف:4/150]: «فإن قلت: بم تعلق (حتى) وجعل ما بعده غاية له؟
قلت: بقوله {يكونون عليه لبدا} على أنهم يتظاهرون عليه بالعداوة، ويستضعفون أنصاره، ويستقلون عددهم حتى إذا رأوا ما يوعدون من يوم بدر أو من يوم القيامة فيعلمون حينئذ أنهم أضعف ناصرا».
ويجوز أن يتعلق بمحذوف دلت عليه الحال من استضعاف الكفار له، واستقلالهم لعدده، كأنه قال: لا يزالون على ما هم عليه حتى إذا رأوا ما يوعدوه.
وفي [البحر:8/354]: «وقوله: بم تعلق؟ إن عنى تعلق حرف الجر فليس بصحيح، لأنها حرف ابتداء، فما بعدها ليس في موضع جر، خلافا للزجاج وابن درستويه فإنهما زعما أنها إذا كانت حرف ابتداء فالجملة الابتدائية بعدها في موضع جر.
وإن عنى بالتعليق اتصال ما بعدها بما قبلها وكون ما بعدها غاية لما قبلها فهو صحيح.
وأما تقديره إنها تتعلق بقوله {يكونون عليهم لبدا} فهو بعيد جدًا لطول الفصل بينهما بالجمل الكثيرة. وقال التبريزي: (حتى) جاز أن تكون غاية لمحذوف، ولم يبين ما المحذوف؟ وقيل: المعنى: دعهم حتى إذا رأوا ما يوعدون من الساعة فسيعلمون من أضعف ناصرا.
والذي يظهر لي أنها غاية لما تضمنته الجملة التي قبلها من الحكم بكينونة النار لهم، والحكم بذلك هو وعيد، حتى إذا رأوا ما حكم بكينونته لهم فسيعلمون، وانظر [الجمل:4/416].


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة