جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ (1) }
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني عمر بن قيس، عن محمد بن المرتفع، عن عبد الله ابن الزبير أنه قال: {والفجر وليالٍ عشرٍ والشفع والوتر}، قال: الفجر: قسم أقسم الله به). [الجامع في علوم القرآن: 1/ 49] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قَال أَبو جَعفرٍ رحِمه اللهُ: هذا قَسَمٌ أقسمَ ربُّنا جلَّ ثناؤُهُ بالفجرِ، وهو فجرُ الصبحِ.
واختلفَ أهلُ التأويلِ في الذي عُنِيَ بذلك، فقالَ بعضُهُم: عُنيَ به النهارُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن الأغرِّ المنقريِّ، عن خليفةَ بنِ الحصينِ، عن أبي نصرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالْفَجْرِ} قالَ: النهارُ. وقالَ آخرُونَ: بل عُن به صلاةُ الصُّبحِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعيدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قولَهُ: {وَالْفَجْرِ} يعني: صلاةَ الفجرِ.
وقالَ آخرُونَ: هو فجرُ الصُّبحِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني يعقوبُ، قالَ: ثنا ابنُ عُليَّةَ، قالَ: أخبرنا عاصمٌ الأحولُ، عن عكرمةَ، في قولِهِ: {وَالْفَجْرِ} قالَ: الفجرُ: فجرُ الصُّبحِ.
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: أخبرني عمرُ بنُ قيسٍ، عن محمَّدِ بنِ المرتفعِ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ الزبيرِ أنَّهُ قالَ: {وَالْفَجْرِ} قالَ: الفجرُ: قسَمٌ أقسمَ اللَّهُ بهِ). [جامع البيان: 24/ 344-345]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا قيس بن الربيع عن الأغر، عن خليفة بن حصين، عن أبي نصر، عن ابن عباس في قوله {والفجر} قال هو الفجر الذي ترون من المشرق يقول فجر النهار.
- ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله). [تفسير مجاهد: 2/ 755]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني أبو بكرٍ محمّد بن أحمد بن بالويه، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلّاد بن يحيى، ثنا سفيان، عن الأغرّ، عن خليفة بن حصين بن قيسٍ، عن أبي نصرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {والفجر} [الفجر: 1] قال: «فجر النّهار» {وليالٍ عشرٍ} [الفجر: 2] قال: «عشر الأضحى» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه، وأبو نصرٍ هذا هو الأسود بن هلالٍ "). [المستدرك: 2/ 568]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو العبّاس القاسم بن القاسم السّيّاريّ، ثنا إبراهيم بن هلالٍ، ثنا عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، أنبأ أبو حمزة، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد اللّه رضي اللّه عنه، {والفجر} [الفجر: 1] قال: " قسم {إنّ ربّك لبالمرصاد} [الفجر: 14] مرور الصّراط ثلاثة جسورٍ: جسرٌ عليه الأمانة، وجسرٌ عليه الرّحم، وجسرٌ عليه الرّبّ عزّ وجلّ «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/ 569]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {الْفَجْرُ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَعْنِي النَّهَارَ كُلَّهُ، وَعَنْهُ صَلاَةُ الْفَجْرِ، وَعَنْهُ فَجْرُ الْمُحَرَّمِ، وَعَنْ قَتَادَةَ: أَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ، وَفِيهِ تَتَفَجَّرُ السَّنَةُ، وَعَنِ الضَّحَّاكِ: فَجْرُ ذِي الْحِجَّةِ، وَعَنْ مُقَاتِلٍ: غَدَاةَ جَمْعٍ كُلَّ سَنَةٍ. وَعَنِ الْقُرْطُبِيِّ: انْفِجَارُ الصُّبْحِ مِنْ كُلِّ يَوْمٍ إِلَى انْقِضَاءِ الدُّنْيَا. وَقَالَ الثَّعْلَبِيُّ: الْفَجْرُ الصُّخُورُ وَالْعُيُونُ تَنْفَجِرُ بِالْمِيَاهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ). [عمدة القاري: 19/ 289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ في قَوْلِهِ: {وَالْفَجْرِ}. قالَ: قَسَمٌ أَقْسَمَ اللَّهُ به). [الدر المنثور: 15/ 392]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ، عن مَيْمُونِ بنِ مِهْرَانَ، قالَ: إنَّ اللَّهَ تعالى يُقْسِمُ بما يَشاءُ مِن خَلْقِه، وليسَ لأحدٍ أنْ يُقْسِمَ إِلاَّ باللَّهِ). [الدر المنثور: 15/ 392]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالْفَجْرِ}. قالَ: فَجْرُ النهارِ.
وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ عن الضَّحَّاكِ مِثْلَهُ). [الدر المنثور: 15/ 393]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: {وَالْفَجْرِ}. قالَ: هو الصُّبْحُ). [الدر المنثور: 15/ 393]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: {وَالْفَجْرِ}. قالَ: طُلُوعُ الفَجْرِ غَدَاةَ جَمْعٍ). [الدر المنثور: 15/ 393]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {وَالْفَجْرِ}. قالَ: فَجْرُ يومِ النَّحْرِ، وليسَ كُلُّ فَجْرٍ.
وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن محمدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ مِثْلَه). [الدر المنثور: 15/ 393]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالْفَجْرِ}. قالَ: يعني صَلاةَ الفجرِ). [الدر المنثور: 15/ 393]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصُورٍ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ وابنُ عَسَاكِرَ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالْفَجْرِ}. قالَ: هو المُحَرَّمُ فَجْرُ السنَةِ). [الدر المنثور: 15/ 393]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ ومُسْلِمٌ وأبو داودَ والتِّرْمِذِيُّ والنَّسَائِيُّ وابنُ مَاجَهْ والبَيْهَقِيُّ، عن أبي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاَةُ اللَّيْلِ» ). [الدر المنثور: 15/ 394]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ والبَيْهَقِيُّ، عن النُّعْمَانِ بن سعدٍ قالَ: أَتَى عَلِيًّا رَجُلٌ فقالَ: يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أَخْبِرْنِي بِشَهْرٍ أَصُومُهُ بَعْدَ رَمَضَانَ. قالَ: لَقَدْ سَأَلْتَ عَن شيءٍ ما سَمِعْتُ أَحداً يَسْأَلُ عنه بعدَ رجلٍ سَأَلَ عنه رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالَ:«إِنْ كُنْتَ صَائِماً شَهْراً بَعْدَ رَمَضَانَ فَصُمِ الْمُحَرَّمَ؛ فَإِنَّهُ شَهْرُ اللَّهِ، وَفِيهِ يَوْمٌ تَابَ فِيهِ قَوْمٌ، وَيُتَابُ فِيهِ عَلَى آخَرِينَ»). [الدر المنثور: 15/ 394]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أَبِي شَيْبَةَ والبُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ والبَيْهَقِيُّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: قَدِمَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينةَ واليهودُ تَصُومُ يومَ عَاشُورَاءَ فقالَ: «مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟» قالَوا: هذا يومٌ عَظِيمٌ، أَنْجَى اللَّهُ فيه موسى، وأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ فيه، فصَامَه مُوسى؛ شُكْراً. فقالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَنَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ». فصَامَه رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأَمَرَ بِصيامِه). [الدر المنثور: 15/ 394]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ والبَيْهَقِيُّ، عن الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابنِ عَفْرَاءَ، قالَتْ: أَرْسَلَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إلى قُرَى الأنصارِ التي حَوْلَ المدينةِ: «مَن كانَ أَصْبَحَ صَائِماً فَلْيُتِمَّ صَوْمَه، ومَن كانَ أَصْبَحَ مُفْطِراً فَلْيَصُمْ بَقِيَّةَ يَوْمِه». قالَت: فكُنَّا بعدَ ذلك نَصُومُه ونُصَوِّمُ صِبْيَانَنا الصِّغَارَ، ونَذْهَبُ بِهِم إلى المَسْجِدِ، ونَجْعَلُ لهم اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فإِذَا بَكَى أحدُهم على الطعامِ أعْطَيْناه إيَّاها حتَّى يكونَ عندَ الإفطارِ). [الدر المنثور: 15/ 394-395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ والبخاريُّ ومسلمٌ والبَيْهَقِيُّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: ما عَلِمْتُ أن رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ يَتَحَرَّى صِيامَ يومٍ يَبْتَغِي فَضْلَه على غيرِه إلاَّ هذا اليومَ، يومَ عاشوراءَ، وَشَهْرَ رَمَضَانَ). [الدر المنثور: 15/ 395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي الدُّنْيَا والبَيْهَقِيُّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ لِيَوْمٍ فَضْلٌ عَلَى يَوْمٍ فِي الصِّيَامِ إِلاَّ شَهْرَ رَمَضَانَ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ» ). [الدر المنثور: 15/ 395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي الدُّنيا والبَيْهَقِيُّ، عن الأسودِ بنِ يَزِيدَ، قالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً مِمَّنْ كانَ بالكُوفَةِ مِن أصحابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بصومِ يومِ عاشوراءَ مِن عَلِيٍّ وأَبِي مُوسَى). [الدر المنثور: 15/ 395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ ومسلمٌ والبَيْهَقِيُّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: حِينَ صَامَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومَ عاشُوراءَ وأَمَرَ بصيامِه قالُوا: يا رسولَ اللَّهِ، إنَّه تُعَظِّمُه اليهودُ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا يَوْمَ التَّاسِعِ». فلم يَأْتِ العامُ المُقْبِلُ حتى تُوُفِّيَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [الدر المنثور: 15/ 395-396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ وابنُ عَدِيٍّ والبَيْهَقِيُّ في الشُّعَبِ والسُّنَنِ وابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ؛ صُومُوا قَبْلَهُ يَوْماً أو بَعْدَهُ يَوْماً» ). [الدر المنثور: 15/ 396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عنِ ابنِ عبَّاسٍ، أنَّ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «لَئِنْ بَقِيتُ لأمَرْتُ بِصِيامِ يَوْمٍ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ يومَ عَاشُورَاءَ» ). [الدر المنثور: 15/ 396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: خَالِفُوا اليهودَ وصُومُوا التاسعَ والعاشرَ). [الدر المنثور: 15/ 396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عن أبي جَبَلَةَ، قالَ: كُنْتُ معَ ابنِ شِهَابٍ في سَفَرٍ، فصَامَ يومَ عاشُورَاءَ، فقِيلَ له: تَصُومُ يَوْمَ عاشُوراءَ في السفَرِ وأنتَ تُفْطِرُ في رمضانَ؟! قالَ: إنَّ رَمَضَانَ له عِدَّةٌ مِن أيَّامٍ أُخَرَ، وإنَّ عاشُورَاءَ يَفُوتُ). [الدر المنثور: 15/ 396-397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ عن أبي مُوسَى، قالَ: يَوْمُ عاشُورَاءَ يومٌ تُعَظِّمُه اليهودُ وتَتَّخِذُه عِيداً. فقالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صُومُوهُ أَنْتُمْ» ). [الدر المنثور: 15/ 397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ عن أبي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمٌ كَانَتْ تَصُومُهُ الأَنْبِيَاءُ فَصُومُوهُ أَنْتُمْ» ). [الدر المنثور: 15/ 397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عن جابِرٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ طُولَ سَنَتِهِ» ). [الدر المنثور: 15/ 397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عن ابنِ مسعودٍ، قالَ: قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي سَائِرِ سَنَتِهِ» ). [الدر المنثور: 15/ 397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي الدُّنيا والبَيْهَقِيُّ، عن أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ» ). [الدر المنثور: 15/ 397-398]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ عَدِيٍّ والبَيْهَقِيُّ عن أبي هريرةَ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ وَأَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ» قالَ البَيْهَقِيُّ: أَسَانِيدُها، وإِنْ كانَتْ ضَعِيفَةً، فهي إذا ضُمَّ بَعْضُها إلى بعضٍ أَخَذََتْ قُوَّةً). [الدر المنثور: 15/ 398]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عن إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ المُنْتَشِرِ، قالَ: كانَ يُقَالُ: مَن وَسَّعَ على عيالِه يومَ عاشوراءَ لم يَزَالُوا في سَعَةٍ مِن رِزْقِهم سائرَ سَنَتِهِم). [الدر المنثور: 15/ 398]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ وضَعَّفَه بمَرَّةٍ, ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَنِ اكْتَحَلَ بِالإِثْمِدِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَرْمَدْ أَبَداً» ). [الدر المنثور: 15/ 398]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الحاكمُ وصَحَّحَهُ والبَيْهَقِيُّ في الأسماءِ والصفاتِ، عن ابنِ مسعودٍ في قَوْلِهِ: {وَالْفَجْرِ}. قالَ: قَسَمٌ، وفي قَوْلِهِ: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}. مِن وَرَاءِ الصِّراطِ جُسُورٌ؛ جِسْرٌ عليه الأمانةُ، وجِسْرٌ عليه الرَّحِمُ، وجِسْرٌ عليه الربُّ عزَّ وجلَّ). [الدر المنثور: 15/ 415] (م)
تفسير قوله تعالى: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) }
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني عمر بن قيس، عن محمد بن المرتفع، عن عبد الله ابن الزبير أنه قال: {والفجر وليالٍ عشرٍ والشفع والوتر}، قال: {الفجر}: قسم أقسم الله به، {وليال عشر}: أول ذي الحجة إلى يوم النحر). [الجامع في علوم القرآن: 1/ 49] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى {وليال عشر} قال هي العشر الأول من ذي الحجة). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 369]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد في قوله تعالى {وليال عشر} قال هي العشر من ذي الحجة التي أتمها الله لموسى). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 369]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق في قوله تعالى {وليال عشر} قال هي أفضل أيام السنة). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 369]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن جريج قال أخبرني عطاء أنه سمع ابن عباس يقول صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 370]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {وليالٍ عشرٍ} قال: عشر الأضحى). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 105]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا محمّد بن رافعٍ، حدّثنا زيد بن حبابٍ، أخبرني عيّاش بن عقبة، قال: أنبأني خير بن نعيمٍ، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: {والفجر (1) وليالٍ عشرٍ} [الفجر: 2]، قال: «عشر النّحر، والوتر يوم عرفة، والشّفع يوم النّحر»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 334]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {والشّفع}
- أخبرنا عبدة بن عبد الله، أخبرنا زيدٌ وهو ابن حبابٍ، حدّثنا عيّاشٌ، حدّثني خير بن نعيمٍ، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {والفجر (1) وليالٍ عشرٍ} [الفجر: 2]، قال: «عشر الأضحى، والوتر يوم عرفة، والشّفع يوم النّحر»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 335]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} اختلفَ أهلُ التأويلِ في هذه الليالي العشْرِ أيُّ ليالٍ هي؟ فقالَ بعضُهُم: هي ليالي عشْرِ ذي الحجَّةِ.
ذِكرُ مَن قَال ذلك
- حدَّثنا ابنُ بشَّارٍ، قالَ: ثنا ابنُ أبي عديٍّ، وعبدُ الوهَّابِ ومحمَّدُ بنُ جعفرٍ، عن عوفٍ، عن زُرارةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: إنَّ اللياليَ العشرَ التي أقسمَ اللَّهُ بها، هي ليالي العشرِ الأُوَلِ من ذي الحجَّةِ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} بعشرُ الأضحَى؛ قالَ: ويُقالُ: العشرُ: أوَّلُ السَّنةِ من المحرَّمِ.
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: أخبرني عمرُ بنُ قيسٍ، عن محمَّدِ بنِ المرتفعِ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ الزبيرِ: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} أولُ ذي الحجَّةِ إلَى يومِ النَّحْرِ.
- حدَّثني يعقوبُ، قالَ: ثنا ابنُ عُليَّةَ، قالَ: أخبرنا عوفٌ، قالَ: ثنا زرارةُ بنُ أوفَى، قالَ: قالَ ابنُ عبَّاسٍ: إنَّ اللياليَ العشرَ اللاتي أقسمَ اللَّهُ بهنَّ: هنَّ الليالي الأُوَلُ من ذي الحجَّةِ.
- حدَّثنا ابنُ بشَّارٍ، قالَ: ثنا عبدُ الرَّحْمنِ، قالَ: ثنا إسرائيلُ، عن أبي إسحاقَ، عن مسروقٍ: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} قالَ: عشْرُ ذي الحجَّةِ، وهي التي وعدَ اللَّهُ موسَى صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ.
- حدَّثني يعقوبُ، قالَ: ثنا ابنُ عُليَّةَ، قالَ: أخبرنا عاصمٌ الأحولُ، عن عكرمةَ: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} قالَ: عشرُ ذي الحجَّةِ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن الأغرِّ المنقريِّ، عن خليفةَ بنِ حُصَينٍ، عن أبي نصرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ:{وَلَيَالٍ عَشْرٍ} قالَ: عشرُ الأضحَى.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى؛ وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوْلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ : {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} قالَ: عشرُ ذي الحجَّةِ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{وَلَيَالٍ عَشْرٍ} قالَ: كنَّا نحدِّثُ أنَّها عشرُ الأضحَى.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن يزيدَ بنِ أبي زيادٍ، عن مجاهدٍ، قالَ: ليسَ عملٌ في ليالٍ من ليالي السَّنةِ أفضلَ منه في ليالي العشْرِ، وهي عشْرُ موسَى التي أتمَّها اللَّهُ لهُ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن أبي إسحاقَ، عن مسروقٍ، قالَ: ليالِ العشرِ، قالَ: هي أفضلُ أيَّامِ السَّنةِ.
حدَّثني عبدانُ المروزيُّ, قال: ثنا الحسينُ، قالَ: سمعْتُ أبا مُعاذٍ، يقولُ: ثنا عبيدٌ، قالَ: سمعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قولِهِ: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} يعني: عشرَ الأضحَى.
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، في قولِهِ: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} قالَ: أوَّلُ ذي الحجَّةِ.
وقالَ آخرون : هي عشرُ المحرَّمِ من أوَّلِهِ.
والصوابُ من القولِ في ذلك عندَنا: أنَّها عشرُ الأضحَى؛ لإجماعِ الحُجَّةِ من أهلِ التأويلِ عليهِ، وأنَّ عبدَ اللَّهِ بنَ أبي زيادٍ القطوانيَّ حدَّثني قالَ: ثني زيدُ بنُ حُبابٍ، قالَ: أخبرني عيَّاشُ بنُ عقبةَ، قالَ: ثني جبيرُ بنُ نعيمٍ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ قالَ: «وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ، قالَ: عشْرُ الأضْحَى» ). [جامع البيان: 24/ 345-348]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني أبو بكرٍ محمّد بن أحمد بن بالويه، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلّاد بن يحيى، ثنا سفيان، عن الأغرّ، عن خليفة بن حصين بن قيسٍ، عن أبي نصرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {والفجر} [الفجر: 1] قال: «فجر النّهار» {وليالٍ عشرٍ} [الفجر: 2] قال: «عشر الأضحى» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه، وأبو نصرٍ هذا هو الأسود بن هلالٍ "). [المستدرك: 2/ 568] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قولُه تعالَى: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ}
عن جابِرٍ، عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ في قوْلِه تعالَى: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} قالَ: «عَشْرُ الأَضْحَى». {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} قالَ: «{الشَّفْعِ}: يَوْمُ الأَضْحَى، {وَالْوَتْرِ}: يَوْمُ عَرَفَةَ».
رَوَاه البَزَّارُ وأحمدُ، ورِجالُهما رِجالُ الصحيحِ، غَيْرَ عَيَّاشِ بنِ عُقْبَةَ، وهو ثِقَةٌ). [مجمع الزوائد: 7/ 137]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ أحمدُ والنَّسَائِيُّ والبَزَّارُ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ والحاكمُ وصَحَّحَهُ وابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ، عن جابِرٍ، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}. قالَ: «إِنَّ الْعَشْرَ عَشْرُ الأَضْحَى، وَالْوَتْرَ يَوْمُ عَرَفَةَ، والشَّفْعَ يَوْمُ النَّحْرِ» ). [الدر المنثور: 15/ 398-399]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ والحاكمُ وصَحَّحَه وابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ مِن طُرُقٍ عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ}. قالَ: عَشْرَةُ الأضحَى، وفي لفظٍ قالَ: هي ليالِ العَشْرِ الأُوَلِ مِن ذِي الحِجَّةِ). [الدر المنثور: 15/ 399]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وابنُ سَعْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ في قَوْلِهِ: {وَلَيَالٍ عشْرٍ}. قالَ: أوَّلُ ذِي الحِجَّةِ إلى يوْمِ النحْرِ). [الدر المنثور: 15/ 399]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ والفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِر وابنُ أبي حَاتِمٍ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ، عن مَسْرُوقٍ في قَوْلِهِ: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ}. قالَ: هي عَشْرُ الأَضْحَى، هي أفضلُ أيامِ السنَةِ). [الدر المنثور: 15/ 399]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ والفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِر عن مُجَاهِدٍ: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ}. قالَ: عَشْرُ ذِي الحِجَّةِ.
وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ عن قَتَادَةَ مثلَه.
وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ عن عِكْرِمَةَ مثلَه). [الدر المنثور: 15/ 399-400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن الضَّحَّاكِ بنِ مُزَاحِمٍ في قَوْلِهِ: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ}. قالَ: عَشْرُ الأضحَى، أَقْسَمَ بِهِنَّ لِفَضْلِهِنَّ على سائِرِ الأيامِ). [الدر المنثور: 15/ 400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ عن مَسْرُوقٍ: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ}. قالَ: عَشْرُ الأضحى، وهي التي وَعَدَ اللَّهُ موسى؛ قولَه: {وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ} ). [الدر المنثور: 15/ 400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، أنَّه دَخَلَ على ابنِ عُمَرَ هو وأبو سَلَمَةَ بنُ عبدِ الرحمنِ، فدَعَاهُمُ ابنُ عُمَرَ إلى الغداءِ يومَ عَرَفَةَ، فقالَ أبو سَلَمَةَ: أَلَيْسَ هذه اللَّيَالِي العَشْرُ التي ذَكَرَ اللَّهُ في القرآنِ؟ فقالَ ابنُ عُمَرَ: وما يُدْرِيكَ؟ قالَ: ما أَشُكُّ. قالَ: بلى فاشْكُكْ). [الدر المنثور: 15/ 400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ عن عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ في قَوْلِهِ: {وَالْفَجْرِ}. قالَ: هذا الذي تَعْرِفُونَ، {وَلَيَالٍ عَشْرٍ}. قالَ: عَشْرُ الأضحى، {وَالشَّفْعِ}. قالَ: يقولُ اللَّهُ: {وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً}.، {وَالْوَتْرِ}. قالَ: اللَّهُ. قِيلَ: هل تَرْوِي هذا عن أحدٍ مِن أصحابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قالَ: نَعَمْ؛ عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [الدر المنثور: 15/ 400-401]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ والبُخَارِيُّ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ، عن ابنِ عبَّاسٍ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ فِيهِنَّ العَمَلُ أَحَبُّ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ وأَفْضَلُ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ». قِيلَ: يا رسولَ اللَّهِ، ولاَ الجِهَادُ في سبيلِ اللَّهِ؟ قالَ: «وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلاَّ رَجُلٌ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» ). [الدر المنثور: 15/ 401]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ وابنُ أبي الدُّنيا في فَضْلِ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ والبَيْهَقِيُّ عن ابنِ عُمَرَ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ وَلاَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ» ). [الدر المنثور: 15/ 401]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عن الأَوْزَاعِيِّ، قالَ: بَلَغَنِي أنَّ العَمَلَ في اليومِ مِن أيامِ العَشْرِ كقَدْرِ غزوةٍ في سبيلِ اللَّهِ يُصَامُ نَهَارُها ويُحْرَسُ لَيْلُها، إلاَّ أنْ يَخْتَصَّ امْرُؤٌ بِشَهَادَةٍ. قالَ الأَوْزَاعِيُّ: حَدَّثَنِي بهذا الحديثِ رجلٌ مِن قُرَيشٍ مِن بَنِي مَخْزُومٍ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [الدر المنثور: 15/ 401-402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ مِن طريقِ هُنَيْدَةَ بنِ خَالِدٍ، عن امْرَأَتِه، عن بعضِ أزواجِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أن النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الحِجَّةِ ويومَ عاشوراءَ وثلاثةَ أيامٍ مِن كلِّ شهرٍِ؛ أوَّلَ اثنيْنِ مِنَ الشهرِ وخَمِيسَيْنِ). [الدر المنثور: 15/ 402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ وابنُ أبي الدُّنْيا عن أبي هريرةَ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا الْعَمَلُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ أَنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ، يَعْدِلُ صِيَامُ كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا بِصِيَامِ سَنَةٍ، وَقِيَامُ كُلِّ لَيْلَةٍ بِقِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ» ). [الدر المنثور: 15/ 402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ, وَلاَ الْعَمَلُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ؛ فَإِنَّهَا أَيَّامُ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَذِكْرِ اللَّهِ، وَإِنَّ صِيَامَ يَوْمٍ مِنْهَا يَعْدِلُ بِصِيَامِ سَنَةٍ، وَالْعَمَلُ فِيهِنَّ يُضَاعَفُ بِسَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ» ). [الدر المنثور: 15/ 402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ}. قالَ: هي العشرُ الأواخِرُ مِن رَمَضَانَ). [الدر المنثور: 15/ 402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نَصْرٍ في كتابِ الصلاةِ، عن أبي عثمانَ، قالَ: كَانُوا يُعَظِّمُونَ ثلاثَ عَشَرَاتٍ: العَشْرَ الأُوَلَ مِنَ المُحَرَّمِ، والعَشْرَ الأُوَلَ من ذِي الحِجَّةِ، والعَشْرَ الأَخُرَ مِن رمضانَ). [الدر المنثور: 15/ 402-403]
تفسير قوله تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) }
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني عمر بن قيس، عن محمد بن المرتفع، عن عبد الله ابن الزبير أنه قال: {والفجر وليالٍ عشرٍ والشفع والوتر}، قال: الفجر: قسم أقسم الله به، {وليال عشر}: أول ذي الحجة إلى يوم النحر، {والشفع}: يومان بعد يوم النحر، {والوتر}: يوم النفر الآخر، يقول الله: {فمن تعجل في يومين فلا أثم عليه ومن تأخر فلا أثم عليه}). [الجامع في علوم القرآن: 1/ 49]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {والشفع والوتر} قال الخلق كله شفع ووتر فأقسم بالخلق). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 369]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة عن عمران بن حصين قال: الصلاة المكتوبة منها شفع ووتر). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 370]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (وقال معمر وقال الحسن الخلق كله شفع ووتر). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 370]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن إسماعيل بن شروس، عن عكرمة قال :عرفة وتر والنحر شفع عرفة يوم التاسع والنحر يوم العاشر). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 370]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {الوتر} [الفجر: 3] : «اللّه»). [صحيح البخاري: 6/ 169]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وَقَالَ مُجاهِدٌ: الوِتْرُ اللهُ.
أَيْ قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}: الْوَتْرُ هُوَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، رَوَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي يَحْيَى عَنْ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ: الشَّفْعُ الزَّوْجُ، وَالْوَتْرُ هُوَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعِنْدَ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: الشَّفْعُ يَومُ النَّحْرِ، وَالْوَتْرُ يَوْمُ عَرَفَةَ. وَعَنْ قَتَادَةَ: مِنَ الصَّلاَةِ شَفْعٌ وَمِنْهَا وَتْرٌ. وَقَالَ الْحَسَنُ: مِنَ الْعَدَدِ شَفْعٌ وَمِنْهُ وَتْرٌ. وَيُرْوَى: الشَّفْعُ آدَمُ وَحَوَّاءُ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ، وَالْوَتْرُ هُوَ اللهُ تَعَالَى، وَقِرَاءَةُ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ وَالْبَصْرَةِ وبَعْضِ الْكُوفِيِّينَ بِفَتْحِ الْوَاوِ هِيَ لُغَةُ أَهْلِ الْحِجَازِ، وَعَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ بِكَسْرِهَا). [عمدة القاري: 19/ 289-290]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْوِتْرُ اللَّهُ) لانْفِرَادِهِ بِالأُلُوهِيَّةِ، وَحُذِفَ ما بعد مُجَاهِدٍ لأَبِي ذَرٍّ). [إرشاد الساري: 7/ 417]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: " كلّ شيءٍ خلقه فهو شفعٌ، السّماء شفعٌ، {والوتر}: اللّه تبارك وتعالى "). [صحيح البخاري: 6/ 169]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (وقَالَ مُجَاهِدٌ: كُلُّ شَيْءٍ خَلقَهُ فهو شَفْعٌ: السَّمَاءُ شَفْعٌ، والوَتْرُ اللهُ. تَقَدَّمَ في بَدْءِ الخَلقِ بأتَمَّ من هذا.
وقد أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ مِن حَدِيثِ عِمرانَ بنِ حُصَيْنٍ أن النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ سُئِلَ عنِ الشَّفْعِ والوَتْرِ فقالَ: «هِيَ الصلاةُ بَعْضُها شَفْعٌ وبَعْضُها وَتْرٌ» ورجالُه ثِقاتٌ إلا أنَّ فيه رَاويًا مُبهَمًا.
وقد أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ من هَذَا الوجهِ فسَقطَ من رِوايتِه المُبْهَمُ، فاغتَرَّ فصَحَّحَهُ، وأَخرَجَ النَّسَائِيُّ مِن حَدِيثِ جابرٍ رفعَهُ: قَالَ: «العَشْرُ عَشْرُ الأَضْحَى، والشَّفْعُ يَوْمُ الأَضْحَى والوَتْرُ يَوْمُ عَرَفَةَ».
وللحاكِمِ مِن حَدِيثِ ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: {الفَجْرُ}: فَجْرُ النَّهَارِ، {ولَيَالٍ عَشْرٍ}: عَشْرُ الأضحَى.
ولسَعِيدِ بنِ منصورٍ مِن حَدِيثِ ابنِ الزُّبَيرِ أنه كانَ يقولُ: الشَّفْعُ قولُهُ تَعَالَى: {فمَنْ تَعَجَّلَ في يَومَينِ}، والوَتْرُ اليومُ الثالثُ.
تنبيهٌ:
قَرَأَ الجُمهورُ الوَترُ بفَتْحِ الواوِ، وقرَأَها الكُوفِيُّونَ سِوى عاصمٍ بكَسْرِ الوَاوِ، واختَارَها أَبُو عُبَيدٍ). [فتح الباري: 8/ 702]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقرأت على مريم بنت الأذرعيّ أخبركم يونس بن أبي إسحاق إجازة إن لم يكن سماعا أنبأنا علّي بن الحسين شفاها عن أبي جعفر العباسي أن الحسن بن عبد الرّحمن أخبره أنا أبو الحسن بن فراس أنا عبد الرّحمن بن عبد الله بن محمّد ابن عبد الله بن يزيد أنا جدي ثنا سفيان عن عبد الكريم عن مجاهد في قول الله عزّ وجلّ: {والشّفع والوتر} قال: الله الوتر وآدم وحواء شفع وسائر خلقه شفع
وقرأت على فاطمة بنت محمّد بن عبد الهادي بالصالحية عن يحيى بن سعد أن الحسن بن يحيى بن صباح أنبأه أنا عبد الله بن رفاعة أنا أبو الحسن الخلعي أنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن الحاج ثنا عثمان بن محمّد السّمرقندي ثنا محمّد يعني ابن عبد الله بن عبد الحكم ثنا آدم ثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد في قول الله عزّ وجلّ: {والشّفع والوتر} قال: كل شيء شفع والله تبارك وتعالى هو الوتر). [تغليق التعليق: 4/ 366-367]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَقَالَ مُجاهِدٌ: كُلُّ شَيْءٍ خَلَقَهُ فَهُوَ شَفْعٌ، السَّمَاءُ شَفْعٌ وَالوَتْرُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى).
أَيْ قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} وَالْبَاقِي ظَاهِرٌ، فَإِنْ قُلْتَ: السَّمَاءُ وِتْرٌ لأَنَّهُ سَبْعٌ قُلْتُ: مَعْنَاهُ السَّمَاءُ شَفْعُ الأَرْضِ كَالْحَارِّ وَالْبَارِدِ وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى). [عمدة القاري: 19/ 290]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وَقَالَ مُجَاهِدٌ) في قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}: (كُلُّ شَيْءٌ خَلَقَهُ) تَعَالَى (فَهُوَ شَفْعٌ، السَّمَاءُ شَفْعٌ) أي: للأرْضِ كَالذَّكَرِ والأُنْثَى، وَالْوَتْرُ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَتُكْسَرُ هو (اللَّهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى) وَسَبَقَ). [إرشاد الساري: 7/ 418]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا أبو حفصٍ عمرو بن عليٍّ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، وأبو داود، قالا: حدّثنا همّامٌ، عن قتادة، عن عمران بن عصامٍ، عن رجلٍ، من أهل البصرة، عن عمران بن حصينٍ، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سئل عن الشّفع والوتر، فقال: «هي الصّلاة بعضها شفعٌ وبعضها وترٌ».
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلاّ من حديث قتادة.
وقد رواه خالد بن قيسٍ أيضًا، عن قتادة). [سنن الترمذي: 5/ 297]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {والشفع والوتر} قال: الزوج والفرد). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 106]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا محمّد بن رافعٍ، حدّثنا زيد بن حبابٍ، أخبرني عيّاش بن عقبة، قال: أنبأني خير بن نعيمٍ، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: {والفجر (1) وليالٍ عشرٍ} [الفجر: 2]، قال: «عشر النّحر، والوتر يوم عرفة، والشّفع يوم النّحر»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 334] (م)
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {والشّفع}
- أخبرنا عبدة بن عبد الله، أخبرنا زيدٌ وهو ابن حبابٍ، حدّثنا عيّاشٌ، حدّثني خير بن نعيمٍ، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {والفجر (1) وليالٍ عشرٍ} [الفجر: 2]، قال: «عشر الأضحى، والوتر يوم عرفة، والشّفع يوم النّحر»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 335] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ } اختلفَ أهلُ التأويلِ في الذي عُنِيَ به من الشَّفعِ بقولِهِ: {وَالشَّفْعِ} والذي عُنِيَ به من الوترِ بقولِهِ: {وَالْوَتْرِ} فقالَ بعضُهُم: الشَّفعُ: يومُ النَّحرِ، والوترُ: يومُ عرفةَ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا ابنُ بشَّارٍ، قالَ: ثنا ابنُ أبي عديٍّ وعبدُ الوهَّابِ ومحمَّدُ بنُ جعفرٍ، عن عوفٍ، عن زرارةَ بنِ أوفَى، عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: الوترُ: يومُ عرفةَ، والشفعُ: يومُ الذبحِ.
- حدَّثني يعقوبُ، قالَ: ثنا ابنُ عُليَّةَ، قالَ: أخبرنا عوفٌ، قالَ: ثنا زرارةُ بنُ أوفَى، قالَ: قالَ ابنُ عبَّاسٍ: الشفعُ: يومُ النحرِ، والوترُ: يومُ عرفةَ.
- حدَّثنا ابنُ بشَّارٍ، قالَ: ثنا عفَّانُ بنُ مسلمٍ، قالَ: ثنا همَّامٌ، عن قتادةَ، قالَ: قالَ عكرمةُ، عن ابنِ عبَّاسٍ: الشفعُ: يومُ النحرِ، والوترُ: يومُ عرفةَ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا يحيَى بنُ واضحٍ، قالَ: ثنا عبيدُ اللَّهِ، عن عكرمةَ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} قالَ: الشفعُ: يومُ النحرِ، والوترُ: يومُ عرفةَ.
وحدَّثنا بهِ مرَّةً أخرَى، فقالَ: الشفعُ: أيَّامُ النحرِ، وسائرُ الحديثِ مثلُهُ.
- حدَّثني يعقوبُ، قالَ: ثنا ابنُ عُليَّةَ، قالَ: أخبرنا عاصمٌ الأحولُ، عن عكرمةَ في قولِهِ: {وَالشَّفْعِ} قالَ: يومُ النحرِ {وَالْوَتْرِ} قالَ: يومُ عرفةَ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن أبيهِ، عن عكرمةَ، قالَ: الشفعُ: يومُ النحرِ، والوترُ: يومُ عرفةَ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن أبي سِنانٍ، عن الضحَّاكِ: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} قالَ: أقسمَ اللَّهُ بهنَّ لِمَا يعلمُ من فضلِهنَّ علَى سائرِ الأيَّامِ، وخيرِ هذينِ اليومينِ لما يعلمُ من فضلِهما علَى سائرِ هذه الليالي. {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} قالَ: الشفعُ: يومُ النحرِ، والوترُ: يومُ عرفةَ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قالَ: كانَ عكرمةُ يقولُ: الشفعُ: يومُ الأضحَى، والوترُ: يومُ عرفةَ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ، قالَ: قالَ عكرمةُ: عرفةُ وترٌ، والنحرُ شفعٌ، عرفةُ يومُ التاسعِ، والنحرُ يوم العاشرِ.
- حدَّثنا عبدانُ عن الحسينِ، قالَ: سمعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قالَ: سمعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قولِهِ: {وَالشَّفْعِ} يومُ النحرِ، {وَالْوَتْرِ} يومُ عرفةَ.
وقالَ آخرُونَ: الشفعُ: اليومانِ بعدَ يومِ النحرِ، والوترُ: اليومُ الثالثُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: أخبرني عمرُ بن قيسٍ عن محمدِ بن المرتفعِ، عن عبدِ اللهِ بنِ الزُّبير في قولِهِ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} قالَ: الشفعُ: يومانِ بعدَ يومِ النحرِ، والوترُ: يومُ النفرِ الآخِرِ، يقولُ اللَّهُ: {فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ}.
وقالَ آخرُونَ: الشفعُ: الخلقُ كلُّهُ، والوترُ: اللَّهُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} قالَ: اللَّهُ وترٌ، وأنتم شفعٌ، ويُقالُ: الشفعُ صلاةُ الغداةِ، والوترُ صلاةُ المغربِ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى؛ وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} قالَ: كلُّ خلقِ اللَّهِ شفعٌ، السماءُ والأرضُ، والبَرُّ والبحرُ، والجنُّ والإنسُ، والشمسُ والقمرُ، واللهُ الوترُ وحدَهُ.
- حدَّثني يعقوبُ، قالَ: ثنا ابنُ عُليَّةَ، قالَ: أخبرنا ابنُ جريجٍ، قالَ: قالَ مجاهدٌ، في قولِهِ: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} قالَ: الكفرُ والإيمانُ، والشقوةُ والسعادةُ، والهُدَى والضلالةُ، والليلُ والنهارُ، والسماءُ والأرضُ، والجنُّ والإنسُ، والوترُ: اللَّهُ؛ قالَ: وقالَ في الشفعِ والوترِ مثلَ ذلك.
- حدَّثني عبدُ الأعلَى بنُ واصلٍ، قالَ: ثنا محمَّدُ بنُ عبيدٍ، قالَ: ثنا إسماعيلُ بنُ أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ، في قولِهِ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} قالَ: خلَقَ اللَّهُ من كلِّ شيءٍ زوجينِ، واللهُ وترٌ واحدٌ صمدٌ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عُمارةَ، قالَ: ثنا عبيدُ اللَّهِ بنُ موسَى، قالَ: أخبرنا إسرائيلُ، عن أبي يحيَى، عن مجاهدٍ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} قالَ: الشفعُ: الزَّوجُ، والوترُ: اللَّهُ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} قالَ: الوترُ: اللَّهُ، وما خلَقَ اللَّهُ من شيءٍ فهو شفعٌ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ عَن عامرٍ عن مسروقٍ قال: الوترُ: اللهُ, وما خلَق اللهُ مِن شَيءٍ فَشفعٌ.
وقالَ آخرُونَ: عُنِيَ بذلك الخلقُ، وذلك أنَّ الخلقَ كلَّه شفعٌ ووترٌ.
ذِكرُ مَن قال ذلك
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأَعلَى قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قولِهِ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} قالَ: الخلقُ كلُّهُ شفعٌ ووترٌ، وأقسمَ بالخلقِ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأَعلَى قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، قالَ: قالَ الحسنُ في ذلك: الخلقُ كلُّه شفعٌ، ووترٌ.
- حدَّثني يونسُ, قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ , قال ابنُ زيدٍ في قوله: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} قالَ: كانَ أبي يقولُ: كلُّ شيءٍ خلقَ اللَّهُ شفعٌ ووترٌ، فأقسمَ بما خلَقَ، وأقسمَ بما تُبصرونَ وبما لا تُبصرونَ.
وقالَ آخرُونَ: بل ذلك: الصلاةُ المكتوبةُ، منها الشفعُ؛ كصلاةِ الفجرِ والظهرِ، ومنها الوترُ؛ كصلاةِ المغربِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قالَ: كانَ عمرانُ بنُ حصينٍ يقولُ: {الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} الصلاةُ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ، في قولِهِ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} قالَ عمرانُ بنُ حصينٍ : هي الصَّلاةُ المكتوبةُ منها شفعٌ ومنها وترٌ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن أبي جعفرٍ، عن الربيعِ بنِ أنسٍ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} قالَ: ذلك صلاةُ المغربِ، الشفعُ والوترُ: الشفعُ الركعتانِ، والوترُ: الركعةُ الثالثةُ.
وقد رفعَ حديثَ عمرانَ بنِ حصينٍ بعضُهم.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا نصرُ بنُ عليٍّ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني خالدُ بنُ قيسٍ، عن قتادةَ، عن عمرانَ بنِ عصامٍ، عن عمرانَ بنِ حصينٍ، عن النبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ في الشفعِ والوترِ، قالَ: «هِيَ الصَّلاةُ منها شفعٌ، وَمِنْهَا وَتْرٌ».
- حدَّثنا ابنُ بشَّارٍ، قالَ: ثنا عفَّانُ بنُ مسلمٍ، قالَ: ثنا همَّامٌ، عن قتادةَ، أنَّهُ سُئلَ عن الشفعِ والوترِ، فقالَ: أخبرني عمرانُ بنُ عصامٍ الضُّبَعيُّ، عن شيخٍ من أهلِ البصرةِ، عن عمرانَ بنِ حصينٍ، عن النبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ، قالَ: «هِيَ الصَّلاةُ مِنْهَا شَفْعٌ، وَمِنْهَا وَتْرٌ».
- حدَّثنا أبوُ كريبٍ، قالَ: ثنا عبيدُ اللَّهِ بنُ موسَى، قالَ: أخبرنا همَّامُ بنُ يحيَى، عن عمرانَ بنِ عصامٍ، عن شيخٍ من أهلِ البصرةِ، عن عمرانَ بنِ حصينٍ: أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ قالَ في هذه الآيَةِ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} قالَ: «هِيَ الصَّلاةُ مِنْهَا شَفْعٌ، وَمِنْهَا وَتْرٌ».
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قوله:{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} إنَّ من الصلاةِ شفعاً، وإنَّ منها وتراً.
وقال آخرُون : والعددُ منه الشفعُ ومنه الوترُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا بشرٌ قال: ثنا سعيدٌ, عن قَتادةَ, قال: كان الحسنُ يقولُ: هو العددُ منه شفعٌ ومنه وترٌ.
- حدَّثنا ابنُ بشَّارٍ، قالَ: ثنا عفَّانُ بنُ مسلمٍ، قالَ: ثنا همَّامٌ، عن قتادةَ، أنَّهُ سُئلَ عن الشفعِ والوترِ، فقالَ: قالَ الحسنُ: هو العددُ.
ورُويَ عن النبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ خبرٌ يؤيِّدُ القولَ الذي ذكَرْنا عن ابنِ الزُّبيرِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا عبدُ اللَّهِ بنُ أبي زيادٍ القطوانيُّ، قالَ: ثنا زيدُ بنُ حُبابٍ، قالَ: أخبرني عيَّاشُ بنُ عقبةَ، قالَ: أخبَرَنا خيرُ بنُ نعيمٍ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ: أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ قالَ: «الشَّفْعُ: الْيَوْمَانِ، وَالْوَتْرُ: الْيَوْمُ الْوَاحِدُ».
والصوابُ من القولِ في ذلك: أنْ يُقالَ: إنَّ اللَّهَ تعالَى ذِكْرُهُ أقسمَ بالشفعِ والوترِ، ولم يُخصِّصْ نوعاً من الشفعِ ولا من الوترِ دونَ نوعٍ بخبرٍ ولا عقلٍ، فكلُّ شفعٍ ووترٍ فهو ممَّا أقسمَ به، ممَّا قالَ أهلُ التأويلِ إنَّهُ داخلٌ في قَسَمِهِ هذا، لعمومِ قَسَمِه بذلك.
واختلفت القرأة في قراءةِ قولِهِ: {وَالْوَتْرِ} فقرأَتْهُ عامَّةُ قرأةِ المدينةِ ومكَّةَ والبصرةِ وبعضُ قرأةِ الكوفةِ بفتح الواوِ, وهي لغةُ أهلِ الحجازِ , وقرأ ذلك عامةُ قرأة الكوفة بكسر الواو.
والصوابُ من القولِ في ذلك عندنا : أنَّهما قراءتانِ مستفيضتانِ معروفتانِ في قرأةِ الأمصارِ، ولغتانِ مشهورتانِ في العربِ، فبأيَّتِهما قرأَ القارئُ فمصيبٌ). [جامع البيان: 24/ 348-356]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا قيس بن الربيع عن الأغر، عن خليفة، عن أبي نصر عن ابن عباس والشفع والوتر الوتر يوم عرفة). [تفسير مجاهد: 2/ 755]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: كل شيء خلقه الله فهو شفع السماء شفع والأرض شفع والبر والبحر والشمس والقمر والإنسان هذا كله شفع والوتر هو الله الواحد القهار). [تفسير مجاهد: 2/ 755-756]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أحمد بن كاملٍ القاضي، ثنا أبو قلابة، ثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث، ثنا همّامٌ، عن قتادة، عن عمران بن عصامٍ، شيخٌ من أهل البصرة، عن عمران بن حصينٍ رضي اللّه عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سئل عن {الشّفع والوتر} [الفجر: 3] فقال: «هي الصّلاة منها شفعٌ، ومنها وترٌ» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/ 568]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه -: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الشّفع والوتر؟ قال: «هي الصلاة، بعضها شفع، وبعضها وترٌ». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
(شفع) الشفع: الزوج.
(وتر) الوتر: الفرد، تكسر واوه وتفتح). [جامع الأصول: 2/ 428-429]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قولُه تعالَى: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ}
عن جابِرٍ، عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ في قوْلِه تعالَى: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} قالَ: «عَشْرُ الأَضْحَى». {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} قالَ: «{الشَّفْعِ}: يَوْمُ الأَضْحَى، {وَالْوَتْرِ}: يَوْمُ عَرَفَةَ».
رَوَاه البَزَّارُ وأحمدُ، ورِجالُهما رِجالُ الصحيحِ، غَيْرَ عَيَّاشِ بنِ عُقْبَةَ، وهو ثِقَةٌ). [مجمع الزوائد: 7/ 137] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن أبي أَيُّوبَ، عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، أنه سُئِلَ عن الشفْعِ والوَتْرِ فقالَ: «يَوْمَانِ وَلَيْلَةٌ: يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ، والوَتْرُ لَيْلَةُ النَّحْرِ لَيْلَةَ جَمْعٍ».
رَوَاه الطبرانيُّ في حديثٍ طويلٍ، وفيه وَاصِلُ بنُ السَّائِبِ، وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/ 137]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سليمانَ الهيثميُّ (ت: 807هـ) : (حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أبنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثَنَا عَيَّاشُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنِي خَيْرُ بْنُ نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي قَوْلِ اللَّهِ ِتَعَالَى: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} قَالَ: «عَشْرُ الأَضْحَى»، {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} قَالَ: «الشَّفْعُ يَوْمُ النَّحْرِ، وَالْوَتْرُ: يَوْمُ عَرَفَةَ».
قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ جَابِرٍ إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ). [كشف الأستار: 3/ 80-81]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ أحمدُ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ والتِّرْمِذِيُّ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المنذرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ والحاكِمُ وصَحَّحَه وابنُ مَرْدُويَهْ، عن عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عن الشفْعِ والوَتْرِ فقالَ: «هِيَ الصَّلاَةُ؛ بَعْضُهَا شَفْعٌ وَبَعْضُهَا وَتْرٌ»). [الدر المنثور: 15/ 403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ، عن عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}. قالَ: الصلاةُ المكتوبةُ؛ مِنها شَفْعٌ ومِنها وَتْرٌ). [الدر المنثور: 15/ 403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ عن قَتَادَةَ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}. قالَ: إِنَّ مِنَ الصَّلاَةِ شَفْعاً، وإنَّ مِنها وَتْراً. قالَ: وقالَ الحَسَنُ: هو العَدَدُ؛ مِنه شفعٌ ومِنه وَتْرٌ). [الدر المنثور: 15/ 403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن أبي العَالِيَةِ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}. قالَ: ذلك صلاةُ المَغْرِبِ؛ الشفْعُ الركعتانِ، والوَتْرُ الركعةُ الثالثةُ.
وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ عن الربيعِ بنِ أَنَسٍ مِثْلَه). [الدر المنثور: 15/ 403-404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ عن الحسَنِ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}. قالَ: أَقْسَمَ رَبُّنَا بالعَدَدِ كُلِّه؛ الشَّفْعِ مِنه والوَتْرِ). [الدر المنثور: 15/ 404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصورٍ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن إبراهيمَ النَّخَعِيِّ، قالَ: الشَّفْعُ: الزَّوْجُ، والوَتْرُ: الفَرْدُ). [الدر المنثور: 15/ 404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}. قالَ: كُلُّ شَيءٍ شَفْعٌ فهو اثنانِ والوَتْرُ واحِدٌ). [الدر المنثور: 15/ 404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ عن مُجَاهِدٍ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}. قالَ: الخَلْقُ كُلُّه شفعٌ ووَتْرٌ، فأَقْسَمَ بالخَلْقِ). [الدر المنثور: 15/ 404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}. قالَ: اللَّهُ الوَتْرُ، وأنتمُ الشفعُ). [الدر المنثور: 15/ 404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وسَعِيدُ بنُ مَنصورٍ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}. قالَ: كُلُّ خَلْقِ اللَّهِ شَفْعٌ؛ السماءُ والأرضُ، والبَرُّ والبحرُ، والإنسُ والجِنُّ، والشمسُ والقمرُ، ونحوُ هذا شَفْعٌ، والوَتْرُ اللَّهُ وَحْدَهُ). [الدر المنثور: 15/ 404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}. قالَ: اللَّهُ الوَترُ، وخَلْقُه الشفعُ؛ الذكرُ والأنثَى). [الدر المنثور: 15/ 405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُميَدٍْ، عن مُجَاهِدٍ، قالَ: الشفعُ آدَمُ وحَوَّاءُ، والوترُ اللَّهُ). [الدر المنثور: 15/ 405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ مِن طريقِ إسماعيلَ، عن أبي صالِحٍ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}. قالَ: خَلَقَ اللَّهُ مِن كلٍّ زوجيْنِ اثنيْنِ، واللَّهُ وَتْرٌ واحِدٌ صَمَدٌ. قالَ إسماعيلُ: فذَكَرْتُ ذلك للشَّعْبِيِّ، فقالَ: كانَ مَسْرُوقٌ يقولُ ذلك). [الدر المنثور: 15/ 405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ عن ابنِ عُمَرَ، قالَ: مَن قالَ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ وإذَا أَخَذَ مَضْجَعَه: اللَّهُ أكبرُ كبيرًا, عدَدَ الشفعِ والوترِ، وكلماتِ اللَّهِ التامَّاتِ الطيِّباتِ المُبَارَكَاتِ. ثلاثاً، و: لا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ. مثلَ ذلك - كُنَّ لَه في قَبْرِهِ نُوراً، وعلى الجِسْرِ نُوراً، وعلى الصراطِ نُوراً، حتى يُدْخِلْنَهُ الجنَّةَ). [الدر المنثور: 15/ 405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطبَرَانِيُّ وابنُ مَرْدُويَهْ بسَنَدٍ ضعيفٍ، عن أبي أَيُّوبَ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنَّه سُئِلَ عن الشفعِ والوَتْرِ، فقالَ: «يَوْمَانِ وَلَيْلَةٌ: يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَالْوَتْرُ لَيْلَةُ النَّحْرِ لَيْلَةَ جَمْعٍ» ). [الدر المنثور: 15/ 405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ عن عَطَاءٍ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}. قالَ: هِي أَيَّامُ نُسُكٍ؛ عَرَفَةُ والأَضْحَى هما الشَّفْعُ، وليلةُ الأضحى هي الوَتْرُ). [الدر المنثور: 15/ 405-406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن جابِرٍ، أن رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «الشَّفْعُ اليَوْمَانِ، وَالْوَتْرُ الْيَوْمُ الثَّالِثُ» ). [الدر المنثور: 15/ 406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وسعيدُ بنُ منصورٍ وابنُ سَعْدٍ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ، أنَّه سُئِلَ عن الشفعِ والوَتْرِ فقالَ: الشفعُ قولُ اللَّهِ: {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ}. والوَتْرُ اليومُ الثالثُ، وفي لفظٍ: الشفعُ أوسَطُ أيامِ التشريقِ، والوترُ آخِرُ أيامِ التشريقِ). [الدر المنثور: 15/ 406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ مِن طُرُقٍ عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}. قالَ: الشفعُ يومُ النحرِ، والوترُ يومُ عَرَفَةَ). [الدر المنثور: 15/ 406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عِكْرِمَةَ، قالَ: عَرَفَةُ وَتْرٌ، ويومُ النحْرِ شفعٌ، عرفةُ يومُ التاسِعِ، والنحرُ يومُ العاشِرِ). [الدر المنثور: 15/ 406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُميدٍ، عن الضَّحَّاكِ، قالَ: الشفعُ يومُ النحرِ، والوترُ يومُ عَرَفَةَ، أقْسَمَ اللَّهُ بهما لِفَضْلِهِما على العشرِ). [الدر المنثور: 15/ 406-407]
تفسير قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) }
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني عمر بن قيس، عن محمد بن المرتفع، عن عبد الله ابن الزبير أنه قال:
...
{والليل إذا يسر}، حين يذهب يتبع بعضه بعضا). [الجامع في علوم القرآن: 1/ 49-50]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى: (والليل إذا يسري) قال إذا سار). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 370]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} يقولُ: والليلِ إذا سارَ فذهبَ، يُقالُ منه: سرَى فلانٌ ليلاً يسرِي: إذا سارَ.
وقالَ بعضُهُم: عُنِيَ بقولِهِ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} ليلةُ جمعٍ، وهي ليلةُ المزدلفةِ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: أخْبَرَنِي عمرُ بنُ قيسٍ، عن محمَّدِ بنِ المرتفعِ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ الزبيرِ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} حتَّى يُذهِبَ بعضُه بعضاً.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} يقولُ: إذا ذهبَ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمارةَ، قالَ: ثنا عبيدُ اللَّهِ بنُ موسَى، قالَ: أخبرنا إسرائيلُ، عن أبي يحيَى، عن مجاهدٍ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} قالَ: إذا سارَ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن أبي جعفرٍ، عن الربيعِ، عن أبي العاليَةِ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} قالَ: والليلِ إذا سارَ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} يقولُ: إذا سارَ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ، في قولِهِ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} قالَ: إذا سارَ.
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، في قولِ اللهِ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} قالَ: الليلُ إذا يسيرُ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن جابرٍ، عن عكرمةَ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} قالَ: ليلةُ جمعٍ.
واختلفت القرأة في قراءةِ ذلك، فقرأتْه عامةُ قرأةِ الشَّامِ والعراقِ {يَسْرِ} بغيرِ ياءٍ. وقرأَ ذلك جماعةٌ من القرأة بإثباتِ الياءِ.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللهُ: وحذْفُ الياءِ في ذلك أعجبُ إلينا، ليُوَفَّقَ بينَ رُءوسِ الآيات إذْ كانت بالراءِ. والعربُ ربَّما أسقَطتِ الياءَ في موضعِ الرفعِ، مثلَ هذا، اكتفاءً بكسرةِ ما قبلَها منها، من ذلكِ قولُ الشاعرِ:
ليسَ تخفَى يسارتِي قدْرَ يومٍ ولقدْ تُخْفِ شِيمَتِي إِعْسَارِي). [جامع البيان: 24/ 356-358]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}. قالَ: إذا ذَهَبَ). [الدر المنثور: 15/ 407]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عن عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}. قالَ: حتى يُذْهِبَ بَعْضُه بَعضًا). [الدر المنثور: 15/ 407]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ عن قتادةَ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}. قالَ: إذا سَارَ). [الدر المنثور: 15/ 407]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}. قالَ: إذَا سَارَ). [الدر المنثور: 15/ 407]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الضحاكِ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}. قالَ: يجري). [الدر المنثور: 15/ 407]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عِكْرِمَةَ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}. قالَ: لَيْلَةَ جَمْعٍ. قال: وكانوا يَقُولُونَ: سَرَى الليلُ بِجَمْعٍ فمَضَى. يعني: مَضَى الليلُ والناسُ بِجَمْعٍ. قال عِكرِمَةُ: هذا القَسَمُ في أيامِ العَشْرِ كُلِّهِ). [الدر المنثور: 15/ 408]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ عن أبي العاليةِ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}. يقول: إذا أقبلَ). [الدر المنثور: 15/ 408]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ عن الضحَّاكِ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}. قال: ليلةَ جمعٍ). [الدر المنثور: 15/ 408]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن محمدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، أنَّه قِيلَ له: مَا {واللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}؟ قالَ: هذه الإفاضةُ اسْرِ يَا سَارِي وَلاَ تَبِيتَنَّ إِلاَّ بِجَمْعٍ). [الدر المنثور: 15/ 408]
تفسير قوله تعالى: {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة في قوله: لذي حجر قال: لذي حجى يعني العقل). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 370]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال الحسن لذي لب). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 370]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {هل في ذلك قسمٌ لذي حجرٍ} قال: لذي عقل). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 68]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {قسمٌ لذي حجرٍ} قال: لذي نهًى وحلمٍ وحياءٍ). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 105]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: هل فيما أقسمتُ به من هذهِ الأمورِ مقنعٌ لذي حِجْرٍ. وإنَّما يَعْنِي بذلك: إنَّ في هذا القسمِ مكتفًى لمَن عقَلَ عن ربِّهِ، ممَّا هو أغلظُ منه في الأقسامِ. فأمَّا معنَى قولِهِ: {لِذِي حِجْرٍ} فإنَّه لذي حِجًى وذي عقلٍ؛ يُقالُ للرجُلِ إذا كانَ مالكاً نفسَه قاهراً لها ضابطاً: إنَّهُ لذو حجرٍ، ومنه قولُهم: حَجَرَ الحاكمُ علَى فلانٍ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا أبو كريبٍ وأبو السائبِ، قالا: ثنا ابنُ إدريسَ، قالَ: أخبرنا قابوسُ بنُ أبي ظَبيانَ، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ، في قولِهِ: {لِذِي حِجْرٍ} قالَ: لذي النُّهَى والعقلِ.
- حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، في قولِهِ: {لِذِي حِجْرٍ} قالَ: لأُولي النُّهَى.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} قالَ: ذوي الحِجا والنُّهَى والعقلِ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن قابوسَ بنِ أبي ظَبيانَ، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ:{قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} قالَ: لذي عقلٍ، لذي نُهًى.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ قال: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن الأغرِّ المنقريِّ، عن خليفةَ بنِ الحصينِ، عن أبي نصرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} قالَ: لذي لُبٍّ، لذي حِجًا.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قولَه: {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} قالَ: لذي عقلٍ.
- حدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: لذي عقلٍ، لذي رأيٍ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمارةَ، قالَ: ثنا عبيدُ اللَّهِ بنُ موسَى، قالَ: أخبرنا إسرائيلُ، عن أبي يحيَى، عن مجاهدٍ: {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} قالَ: لذي لُبٍّ، أو نُهًى.
- حدَّثنا الحسنُ بنُ عرفةَ، قالَ: ثنا خلفُ بنُ خليفةَ، عن هلالِ بنِ خبَّابٍ، عن مجاهدٍ، في قولِهِ: {قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} قالَ: لذي عقلٍ.
- حدَّثني يعقوبُ، قالَ: ثنا ابنُ عُليَّةَ، عن أبي رجاءٍ، عن الحسنِ: {هَلْ فِي ذَلِكَِ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} قالَ: لذي حِلْمٍ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ، في قولِهِ: {لِذِي حِجْرٍ} قالَ: لذي حِجًا؛ وقالَ الحسنُ: لذي لُبٍّ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، في قولِهِ: {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} لذي حجًا، لذي عقلٍ ولُبٍّ.
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، في قولِهِ: {هَلْ فِي ذَلِكَِ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} قالَ: لذي عقلٍ، وقرأَ: {لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} و {لِأُولِي الْأَلْبَابِ} وهم الذين عاتبَهم اللَّهُ، وقالَ: العقلُ واللبُّ واحدٌ، إلاَّ أنَّهُ يفترقُ في كلامِ العربِ). [جامع البيان: 24/ 358-360]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا قيس بن الربيع عن الأغر، عن خليفة بن حصين، عن أبي نصر، عن ابن عباس هل في ذلك قسم لذي حجر لذي عقل لذي رأي لذي قدرة لذي نهى). [تفسير مجاهد: 2/ 756]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن ابنِ مسعودٍ، أنَّه قَرَأَ: {وَالْفَجْرِ}. إلى قوْلِه: {إِذَا يَسْرِ}. قالَ: هذا قَسَمٌ على أن رَبَّكَ لبالمِرْصَادِ). [الدر المنثور: 15/ 408]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وابنُ أبي شَيْبَةَ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِر وابنُ أبي حَاتِمٍ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ، مِن طُرُقٍ عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ}. قالَ: لِذِي حِجًا وعَقْلٍ ونُهًى). [الدر المنثور: 15/ 408]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ وابنُ أبي شَيْبَةَ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حاتمٍ والبَيْهَقِيُّ عن مجاهدٍ: {لِذِي حِجْرٍ}. قالَ: لِذِي عقلٍ.
وأَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عِكْرِمَةَ والضَّحَّاكِ مثلَه.
وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ عن قَتَادَةَ والربيعِ مِثلَهُ). [الدر المنثور: 15/ 409]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ عن الحَسَنِ: {لِذِي حِجْرٍ}. قالَ: لِذِي حِلْمٍ). [الدر المنثور: 15/ 409]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن أبي مالِكٍ: {لِذِي حِجْرٍ}. قالَ: سِتْرٌ مِنَ الناسِ). [الدر المنثور: 15/ 409]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ الأنْبَارِيِّ في الوَقْفِ والابتداءِ، عن السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: {لِذِي حِجْرٍ}. قالَ: لِذِي لُبٍّ. قالَ الحارِثُ بنُ ثَعْلَبَةَ:
وَكَيْفَ رَجَائِي أَنْ أَتُوبَ وَإِنَّمَا.......يُرْجَى مِنَ الْفِتْيَانِ مَن كَانَ ذَا حِجْرِ). [الدر المنثور: 15/ 409]
تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) }
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدّثني يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي صخر قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: إن {إرم ذات العماد}، الإسكندرية؛ قال أبو صخر: وقال آخرون: هي دمشق.
أخبرني مالك قال: سمعت أنها دمشق). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 125-126]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدّثني ابن زيد: إن {إرم ذات العماد}، قال: هي عاد). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 163]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: بعاد إرم قال إرم قبيل من عاد كان يقال لهم {إرم ذات العماد} كانوا أهل عمود). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 370]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({إرم ذات العماد} : " يعني القديمة، و{العماد}: أهل عمودٍ لا يقيمون "). [صحيح البخاري: 6/ 169]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقَالَ مُجَاهِدٌ: {إِرَمَ ذَاتِ العِمادِ} يَعْنِي القَديمةَ والعِمادُ: أهْلُ عمودٍ لا يُقِيمُونَ)، وصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بلفظِ إِرَمَ القديمةِ، وذاتُ العمادِ أهْلُ عِمادٍ لا يُقيمونَ.
وقَالَ عَبدُ الرَّزَّاقِ عَن مَعْمَرٍ عن قَتَادَةَ: {إِرَمُ} قبيلةٌ من عادٍ، قَالَ: والعِمادُ كَانُوا أهْلَ عمودٍ أي: خيامٍ. انتَهَى.
و{إِرَمُ} هُو ابنُ سَامِ بنِ نُوحٍ، وعَادُ بنُ عَوْصِ بنِ إِرَمَ.
وقيلَ:{إِرَمُ}اسمُ المدينةِ، وقيلَ أيضًا: إنَّ المرادَ بالعِمادِ شِدَّةُ أبدانِهم وإِفراطُ طُولِهم.
وقد أَخْرَجَ ابنُ مَردَوَيْهِ من طَرِيقِ المقْدامِ بنِ مَعدِ يكَرِبَ قَالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ في قَولِهِ: {ذَاتِ العِمادِ} قَالَ: «كانَ الرَّجُلُ يَأتِي الصَّخْرَةَ فيَحمِلُهَا عَلَى كَاهِلِهِ فيُلقِيهَا عَلَى أَيِّ حَيٍّ أرادَ فيُهلِكُهُم».
وأَخرَجَ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ من طَرِيقِ السُّدِّيِّ قَالَ: إِرَمُ اسمُ أَبيهِم.
ومِن طريقِ مُجَاهِدٍ قَالَ: {إِرَمُ} أُمُّهُ. ومِن طريقِ قَتَادَةَ قَالَ: كنَّا نَتَحَدَّثُ أنَّ إرمَ قبيلةٌ. ومن طريقِ عِكْرِمَةَ قَالَ: {إِرَمُ} هِيَ دِمَشْقُ. ومِن طَرِيقِ عَطاءٍ الخُرَاسَانِيِّ قَالَ: {إِرَمُ} الأَرْضُ. ومِن طريقِ الضَّحاكِ قَالَ: الإرَمُ الهَلاكُ يُقَالُ: أَرَمَّ بنو فُلانٍ أي: هَلَكُوا. ومن طريقِ شَهْرِ بنِ حَوشَبٍ نَحوُهُ.
وهذا على قِراءةٍ شَاذَّةٍ قُرئِتَ " بِعَادٍ أَرَّمَ " بفَتحَتينِ والراءُ ثَقيلةٌ على أنه فِعلٌ ماضٍ، وذاتَ بفتحِ التّاءِ على المَفعُولِيَّةِ، أي أَهلكَ اللهُ ذاتَ العمادِ، وهُو تركيبٌ قَلِقٌ.
وأصحُّ هذه الأقوالِ الأوَّلُ أنَّ إِرمَ اسمُ القبيلةِ، وهم إِرَمُ بنُ سامِ بنِ نُوحٍ، وعادٌ هُم بنو عادِ بنِ عَوْصِ بنِ إِرَمٍ، ومُيِّزتْ عادٌ بالإضافةِ لإرمَ عن عادٍ الأخيرةِ وقد تَقَدَّمَ في تَفْسِيرِ الأحقافِ أنَّ عَادًا قَبِيلَتَانِ، ويُؤيِّدُه قولُهُ تَعَالَى: {وأنَّه أَهلَكَ عَادًا الأُولَى}.
وأما قولُهُ: {ذَاتِ العِمادِ} فقد فَسَّره مُجَاهِدٌ بأنها صِفةُ القَبيلةِ فإِنهم كَانُوا أهْلَ عَمودٍ أي: خِيامٍ. وأَخرَجَ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ من طَرِيقِ الضَّحَّاكِ قَالَ: {ذاتِ العِمادِ}: القُوَّةِ. ومن طريقِ ثَوْرِ بنِ زيدٍ قَالَ: قَرأتُ كِتابًا قَديمًا: أنا شَدَّادُ بنُ عادٍ، أَنَا الَّذِي رَفَعْتُ ذَاتَ العِمادِ، أنا الذي شَدَدْتُ بِذِراعِي بَطنَ وادٍ.
وأَخرَجَ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ من طَرِيقِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عن عَبْدِ اللهِ بنِ قِلابَةَ قِصَّةً مُطَوَّلَةً جِدًّا أنه خرجَ في طَلَبِ إِبِلٍ له، وأنه وقعَ في صَحارِي عَدَنَ، وأَنَهُ وَقَعَ على مَدِينةٍ في تلك الفَلَواتِ فذكرَ عَجائِبَ مَا رَأَى فيها، وأنَّ مُعَاوِيَةَ لَمَّا بلَغَهُ خَبَرُهُ أحضَرَهُ إلى دِمَشْقَ وسألَ كَعبًا عن ذلك، فَأخبَرَهُ بقِصَّةِ المدينةِ ومَن بنَاها وكيفِيَّةِ ذلك مُطوَّلاً جدًّا، وفيها ألفاظٌ مُنْكَرَةٌ، ورَاويها عبدُ اللهِ بنُ قِلابةَ لا يُعرَفُ، وفي إسنادِهِ عبدُ اللهِ بنِ لَهِيعَةَ). [فتح الباري: 8/ 701-702]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد {الوتر} الله {إرم ذات العماد} القديمة و{العماد} أهل عمود لا يقيمون سوط عذاب الّذي عذبوا به أكلا لما السف وجما الكثير
وقال مجاهد كل شيء خلقه فهو شفع السّماء شفع والوتر الله
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {إرم} قال القديمة {ذات العماد} قال أهل عمود لا يقيمون). [تغليق التعليق: 4/ 366]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} القَدِيمَةِ وَالعِمَادُ أهْلُ عَمُودٍ لا يُقِيمُونَ).
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} قَوْلُهُ: {إِرَمَ} عَطْفُ بَيَانٍ لِعَادٍ وَكَانَتْ عَادٌ قَبِيلَتَيْنِ: عَادٌ الأُولَى، وَعَادٌ الأَخِيرَةُ، وَأُشِيرَ إِلَى عَادٍ الأُولَى بِقَوْلِهِ: الْقَدِيمَةِ، وَقِيلَ لِعَقِبِ عَادِ بْنِ عُوصِ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: عَادٌ، كَمَا يُقَالُ لِبَنِي هَاشِمٍ، وَإِرِمُ تَسْمِيَةٌ لَهُمْ بِاسْمِ جَدِّهِمْ وَهُمْ عَادٌ الأُولَى، وَقِيلَ لِمَنْ بَعْدَهُمْ: عَادٌ الأَخِيرَةُ، وَإِرَمُ غَيْرُ مُنْصَرِفٍ قَبِيلَةً كَانَتْ أَوْ أَرْضًا لِلتَّعْرِيفِ وَالتَّأْنِيثِ، وَاخْتُلِفَ فِي {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} فَقِيلَ: دِمَشْقُ؛ قَالَهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَعَنِ الْقُرْطُبِيِّ: هِيَ الإِسْكَنْدَرِيَّةُ، وَعَنْ مُجَاهِدٍ: هِيَ أُمَّةٌ ومَعْنَاهُا القديمةُ، وَعَنْ قَتَادَةَ: هِيَ قَبِيلةٌ مِنْ عَادٍ، وَعَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ هِيَ جَدُّ عَادٍ، وَالصَّوَابُ أَنَّهَا اسْمُ قَبِيلَةٍ أَوْ بَلْدَةٍ. قَوْلُهُ: {ذَاتِ الْعِمَادِ} ذَاتِ الطَّوْلِ وَالشِّدَّةِ وَالْقُوَّةِ، وَعَنِ الْمِقْدَامِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ {إِرَمَ ذَاتَ الْعِمَادِ}، فَقَالَ: «كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَأْتِي الصَّخْرَةَ فَيَحْمِلُهَا عَلَى الْحَيِّ فَيُهْلِكُهُمْ»، وَعَنِ الْكَلْبِيِّ: كَانَ طُولُ الرَّجُلِ مِنْهُمْ أَرْبَعَمِائَةِ ذِرَاعٍ. وَعَنْ مُقَاتِلٍ: طُولُ أَحَدِهِمْ اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ مِثْلُ أَعْظَمِ أُسْطُوَانَةٍ. وَفِي تَفْسِيرِ ابْنِ عَبَّاسٍ: طُولُ أَحَدِهِمْ مِائَةُ ذِرَاعٍ وَأَقْصَرُهُمْ اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا. قَوْلُهُ: وَالْعِمَادُ مُبْتَدَأٌ وَأَهْلُ عَمُودٍ خَبَرُهُ أَيْ: أَهْلُ خِيَامٍ لاَ يُقِيمُونَ فِي بَلْدَةٍ، وَحَاصِلُ الْمَعْنَى أَنَّهُ قِيلَ لَهُمْ: {ذَاتُ الْعِمَادِ}؛ لأَنَّهُمْ كَانُوا أَهْلَ عَمُودٍ لاَ يُقِيمُونَ، وَكَانُوا سَيَّارَةً يَنْتَجِعُونَ الْغَيْثَ وَيَنْتَقِلُونَ إِلَى الْكَلأِ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ فَلاَ يُقِيمُونَ فِي مَوْضِعٍ، وَكَانُوا أَهْلَ جِنَانٍ وَزُرُوعٍ، وَمَنَازِلُهُمْ كَانَتْ بِوَادِي الْقُرَى، وَقِيلَ: سُمُّوا ذَاتَ الْعِمَادِ لِبِنَاءٍ بَنَاهُ شَدَّادُ بْنُ عَادٍ، وَحِكَايَتُهُ مَشْهُورَةٌ فِي التَّفَاسِيرِ). [عمدة القاري: 19/ 290]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} أيِ: (الْقَدِيمَةِ) يعْنِي عَادًا الأُولى. ولأَبِي ذَرٍّ: يَعْنِي القديمَةَ، وفي الْيُونِينِيَّةِ: {إِرْمَ ذَاتِ} بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ وَفَتْحِ الْمِيمِ، وَرُوِيَتْ عن الضَّحَّاكِ لكن بِفَتْحِ الهمزةِ، وَأَصْلُهُ أَرِمَ على وَزْنِ فَعِلٍ كَفَخِذٍ فَخُفِّفَ، (وَالْعِمَادُ) رُفِعَ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ (أَهْلُ عَمُودٍ) أي: خِيَامٍ (لاَ يُقِيمُونَ) في بَلَدٍ، وكَانُوا سيَّارَةً يَنْتَجِعُونَ الْغَيْثَ وَيَنْتَقِلُونَ إلى الْكَلأِ حيث كَانَ وعنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّمَا قِيلَ لَهُمْ: ذَاتُ الْعِمَادِ لِطُولِهِمْ، واخْتَارَ الأَوَّلَ ابْنُ جَرِيرٍ وَرَدَّ الثَّانِيَ، قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: فَأَصَابَ، وَحِينَئِذٍ فَالضَّمِيرُ يَعُودُ على الْقَبِيلَةِ قَالَ: وَأَمَّا ما ذَكَرَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ عند هذه الآيَةِ مِنْ ذِكْرِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا: إِرَمُ ذَاتُ الْعِمَادِ مَبْنِيَّةٌ بِلَبِنِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وإِنَّ حَصْبَاءَهَا لآلِئُ وَجَوَاهِرُ، وَتُرَابَهَا بَنَادِقُ الْمِسْكِ، إلى غَيرِ ذلك من الأوْصَافِ، وأَنَّها تَنْتَقِلُ فتارَةً تَكُونُ بالشَّأمِ وتارَةً بالْيَمَنِ وأُخْرَى بِغَيْرِهِمَا من الأرْضِ -فمِن خُرَافَاتِ الإسرائيلِيِّينَ، وليس لذلك حَقِيقَةٌ، وأمَّا ما أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ من طريقِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قِلاَبَةَ في هذه الْقِصَّةِ أَيْضًا وَذِكْرِ عَجَائِبِهَا فَقَالَ في الْفَتْحِ: فيها ألفاظٌ مُنْكَرَةٌ، وَرَاوِيهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قِلاَبَةَ لا يُعْرَفُ، وفي إِسْنَادِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَمِثْلُهُ ما يُخْبِرُ به كَثِيرٌ من الْكَذَبَةِ الْمُتَحَيِّلِينَ مِن وُجُودِ مَطَالِبَ تحْتَ الأرضِ بها قناطِيرُ الذَّهَبِ والْفِضَّةِ وَالْجَوَاهِرِ واليواقيتِ واللآلِئِ والإكسِيرِ، لكن عليها مَوَانِعُ تَمْنَعُ من الوصولِ إليها، فَيَحْتَالُونَ على أموالِ ضَعَفَةِ العقولِ والسُّفَهَاءِ فَيَأْكُلُونَهَا بِحُجَّةِ صَرْفِهَا في بُخُوراتٍ ونحوِهَا مِنَ الهذَيَانَاتِ، وتَرَاهُمْ يُنْفِقُونَ على حَفْرِهَا الأموالَ الجزيلَةَ، وَيَبْلُغُونَ في الْعُمْقِ غايَةً، ولا يَظْهَرُ لهم إِلاَّ التُّرَابُ والْحَجَرُ الْكدانُ فَيَفْتَقِرُ الرَّجُلُ منهم، وهو مع ذلك لا يَزْدَادُ إِلاَّ طَلَبًا حَتَّى يَمُوتَ). [إرشاد الساري: 7/ 417-418]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (القديمة) ظاهره أنه تفسير لازم، وهو صحيح، وإن كان في الحقيقة تفسيراً لعاد لأن {إرم} بدل من عاد، أو عطف بيان له، وهو غير منصرف للعلمية، والتأنيث، وكانت {عاد} قبيلتين: عاد الأولى، وهي القديمة. وعاد الأخيرة، وقيل: لعقب عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح. عاد كما يقال: لبني هاشم هاشم وإرم تسمية لهم باسم جده، واختلف في {إرم ذات العماد} فقيل: دمشق، وقيل: الاسكندرية، وقيل: أمة قديمة). [حاشية السندي على البخاري: 3/ 79]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قال أَبو جَعفَرٍ رحمَه اللهُ: قولُه: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ لنبيِّهِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ: ألمْ تنظرْ يا محمَّدُ بعينِ قلبِكَ، فترَى كيفَ فعلَ ربُّكَ بعادٍ؟
واختلفَ أهلُ التأويلِ في تأويلِ معنى قولِهِ: {إِرَمَ} فقالَ بعضُهُم: هي اسمُ بَلدةٍ،
ثم اختلفَ الذين قالوا ذلك في البلدةِ التي عُنِيتْ بذلك، فقالَ بعضُهُم: عُنِيتْ به الإسكندريَةُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: ثني يعقوبُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ الزهريُّ، عن أبي صخرٍ، عن القرظيِّ، أنَّهُ سمِعَه يقولُ: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} الإسكندريَةُ.
قال أبو جعفرٍ، وقالَ آخرُونَ: هي دِمَشقُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الهلاليُّ من أهلِ البصرةِ، قالَ: ثنا عبيدُ اللَّهِ بنُ عبدِ المجيدِ، قالَ: ثنا ابنُ أبي ذئبٍ، عن المَقْبُريِّ: {بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} قالَ: هي دمشقُ.
وقالَ آخرُونَ: عُنِيَ بقولِهِ: {إِرَمَ} أُمَّةٌ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمارةَ، قالَ: ثنا عبيدُ اللَّهِ بنُ موسَى، قالَ: أخبرنا إسرائيلُ، عن أبي يحيَى، عن مجاهدٍ قولَهُ: {إِرَمَ} قالَ: أمَّةٌ.
وقالَ آخرُونَ: معنَى ذلك: القديمةُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى؛ وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قولَهُ: {إِرَمَ} قالَ: القديمةُ.
وقالَ آخرُونَ: تلكَ قبيلةٌ من عادٍ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قولَهُ: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} قالَ: كنَّا نحدَّثُ أنَّ إرمَ قبيلةٌ من عادٍ، بيتُ مملكةِ عادٍ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ، في قولِهِ: {بِعَادٍ إِرَمَ} قالَ: قُبَيلٌ من عادٍ، كانَ يُقالُ لهم: إرمُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا سلمةُ، عن ابنِ إسحاقَ: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} يقولُ اللَّهُ: {بعادٍ (6) إِرَمَ} أي: إنَّ عادَ, بنُ إرمَ بنِ عُوصِ بنِ سامِ بنِ نوحٍ.
وقالَ آخرُونَ: {إِرَمَ} الهالِكُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ} يعني بالإرمِ: الهالكَ؛ ألا ترَى أنَّكَ تقولُ: أرِمَ بنُو فلانٍ.
- حدَّثَني المروزيُّ عن الحسينِ، قالَ: سمعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: أخبَرنا عبيدٌ، قالَ: سمعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قولِهِ: {بِعَادٍ إِرَمَ} الإرَمُ: الهالكُ؛ ألا ترَى أنَّك تقولُ: أرِمَ بنُو فلانٍ. أي: هلكُوا.
والصوابُ من القولِ في ذلك عندنا: أنْ يُقالَ: إنَّ {إرمَ} إمَّا اسمُ بلدةٍ كانتْ عادٌ تَسْكُنُها، فلذلك رُدَّتْ علَى عادٍ للإتباعِ لها، ولم تُجْرَ من أجلِ ذلك، وإمَّا اسمُ قبيلةٍ فلم تُجْرَ أيضاً، كما لا تُجرَى أسماءُ القبائلِ، كتميمٍ وبكرٍ، وما أشبَهَ ذلك إذا أرادُوا به قبيلةً. وأمَّا اسمُ عادٍ فلم يُجرَ، إذْ كانَ اسماً أعجميًّا.
فأمَّا ما ذُكِرَ عن مجاهدٍ أنَّهُ قالَ: عُنِيَ بذلك القديمةُ، فقولٌ لا معنَى له؛ لأنَّ ذلك لو كانَ معناهُ لكانَ مخفوضاً بالتنوينِ، وفي ترْكِ الإجراءِ الدليلُ علَى أنَّهُ ليسَ بنعتٍ ولا صفةٍ.
وأشبهُ الأقوالِ فيهِ بالصوابِ عندي: أنَّها اسمُ قبيلةٍ من عادٍ، ولذلك جاءت القراءةُ بترْكِ إضافةِ عادٍ إليها، وترْكِ إجرائِها، كما يُقالُ: ألمْ ترَ ما فعلَ ربُّك بتميمٍ نهشلَ؟ فَتُرِكَ نهشلُ، وهي قبيلةٌ، فتُرِكَ إجراؤُها لذلكَ، وهي في موضعِ خفضٍ بالردِّ علَى تميمٍ، ولو كانتْ {إِرَمَ} اسمَ بلدةٍ أو اسمَ جدٍّ لعادٍ لجاءت القراءةُ بإضافةِ عادٍ إليها، كما يُقالُ: هذا عمرُو زبيدَ وحاتِمُ طيِّءَ وأعشَى هَمْدانَ، ولكنَّها اسمُ قبيلةٍ منها، فيما أرَى، كما قالَ قتادةُ، واللَّهُ أعلمُ، فلذلك أجمعت القرأة فيها علَى ترْكِ الإضافةِ، وترْكِ الإجراءِ.
وقولُهُ: {ذَاتِ الْعِمَادِ} اختلفَ أهلُ التأويلِ في معنَى قولِهِ: {ذَاتِ الْعِمَادِ} في هذا الموضعِ، فقالَ بعضُهُم: معناهُ: ذاتِ الطُّولِ، وذهبوا في ذلك إلَى قوْلِ العربِ للرجلِ الطويلِ: رجلٌ مُعَمَّدٌ، وقالوا: كانوا طِوالَ الأجسامِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {ذَاتِ الْعِمَادِ} يعني: طولُهم مثلُ العمادِ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عُمارةَ الأسديُّ، قالَ: ثنا عبيدُ اللَّهِ بنُ موسَى، قالَ: أخبرَنا إسرائيلُ، عن أبي يحيَى، عن مجاهدٍ قولُهُ: {ذَاتِ الْعِمَادِ} قالَ: كانَ لهم جسمٌ في السماءِ.
وقالَ بعضُهُم: بل قيلِ لهم: {ذَاتِ الْعِمَادِ}؛ لأنَّهم كانُوا أهلَ عُمُدٍ، ينتجعونَ الغيوثَ، وينتقلونَ إلَى الكلأِ حيثُ كانَ، ثم يرجعونَ إلَى منازلِهم.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى؛ وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قولُهُ: {الْعِمَادِ} قالَ: أهلُ عمودٍ لا يقيمونَ.
حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{ذَاتِ الْعِمَادِ} قالَ: ذُكِرَ لنا أنَّهم كانوا أهلَ عمودٍ لا يقيمونَ، سيَّارةً.
حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ:{ذَاتِ الْعِمَادِ} قالَ: كانوا أهلَ عمودٍ.
وقالَ آخرُونَ: بل قيلَ ذلك له لبناءٍ بناهُ بعضُهم، فشيَّدَ عُمُدَهُ، ورفعَ بناءَهُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، في قولِهِ: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} قالَ: عادٌ قومُ هودٍ، بنَوْهَا وعمِلُوها حينَ كانوا في الأحقافِ، قالَ: {لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا} مثلُ تلكَ الأعمالِ {في البلادِ}.قال: وذلكَ في الأحقافِ في حضرموتَ، ثم كانتْ عادٌ؛ قالَ: وثَمَّ أحقافُ الرَّملِ كما قالَ اللَّهُ جلَّ ثناؤه, الْأَحْقَافُ من الرملِ، رمالٌ أمثالُ الجبالِ، تكونُ مظلَّةً مجوَّفةً.
وقالَ آخرُونَ: قيلَ ذلك لهم لشدَّةِ أبدانِهم وقُوتِهم.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قالَ: سمعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قالَ: سمعْتُ الضحَّاكَ يقولُ، في قولِهِ: {ذَاتِ الْعِمَادِ} يعني: الشدَّةِ والقوَّةِ.
وأشبهُ الأقوالِ في ذلك بما دلَّ عليهِ ظاهرُ التنزيلِ: قوْلُ مَن قالَ: عُنِيَ بذلك أنَّهم كانوا أهلَ عمودٍ سيَّارةً؛ لأنَّ المعروفَ في كلامِ العربِ من العمادِ، ما عمِدَ به الخيامُ من الخشبِ، أو السَّوارِي التي يُحملُ عليها البناءُ، ولا يُعلمُ بناءٌ كانَ لهم بالعمادِ بخبرٍ صحيحٍ، بل وجَّهَ بعضُ أهلِ التأويلِ قولَهُ: {ذَاتِ الْعِمَادِ} إلَى أنَّهُ عُنِيَ به طولُ أجسامِهم، وبعضُهم إلَى أنَّهُ عُنِيَ به عمادُ خيامِهم، فأمَّا عمادُ البنيانِ، فلا نَعلمُ كبيرَ أحدٍ من أهلِ التأويلِ وجَّهَهُ إليهِ، وتأويلُ القرآنِ إنَّما يُوجَّهُ إلَى الأعرف الأغلبِ الأشهرِ من معانيهِ، ما وُجِدَ إلَى ذلك سبيلٌ، دونَ الأنكرِ). [جامع البيان: 24/ 361-367]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال :ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: {إرم} يعني القديمة). [تفسير مجاهد: 2/ 756]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال :نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: {ذات العماد} قال :كانوا أهل عمود لا يقيمون). [تفسير مجاهد: 2/ 756]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ}. قالَ: يعني بالإِرَمِ الهالِكَ، ألا تَرَى أنَّكَ تَقُولُ: إِرَمَ بنو فلانٍ، {ذَاتِ الْعِمَادِ}. يعني: طولُهم مِثْلُ العِمَادِ). [الدر المنثور: 15/ 410]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {بِعَادٍ (6) إِرَمَ}. قالَ: القَدِيمَةُ {ذَاتِ الْعِمَادِ}. قالَ: أهلُ عمودٍ لا يُقِيمُونَ). [الدر المنثور: 15/ 410]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {إِرَمَ}. قالَ: أُمَّةٌ، {ذَاتِ الْعِمَادِ}. قالَ: لَهُم جِسْمٌ في السماءِ). [الدر المنثور: 15/ 410]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: {بِعَادٍ إِرَمَ}. قالَ: عَادُ بنُ إِرَمَ، نَسَبَهم إلى أبيهم الأَكْبَرِ). [الدر المنثور: 15/ 410]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ، قالَ: كُنَّا نُحَدَّثُ أنَّ {إِرَمَ} قَبِيلَةٌ مِن عادٍ، كانَ يقالُ لهم: ذَاتُ الْعِمَادِ، كانُوا أهلَ عمودٍ، {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلاَدِ}. قالَ: ذُكِرَ لنا أنَّهم كانُوا اثْنَي عَشَرَ ذِرَاعاً طُولاً في السماءِ). [الدر المنثور: 15/ 410-411]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن المِقْدَامِ بنِ مَعْدِيكَرِبَ، عنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنَّه ذَكَرَ {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ}. فقالَ: «كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَأْتِي إِلَى الصَّخْرَةِ فَيَحْمِلُهَا عَلَى كَاهِلِهِ فَيُلْقِيهَا عَلَى أَيِّ حَيٍّ أَرَادَ فَيُهْلِكُهُمْ» ). [الدر المنثور: 15/ 411]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عِكْرِمَةَ، قالَ: إِرَمُ هي دِمَشْقُ.
وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ عَسَاكِرَ، عن سعيدٍ المَقْبُرِيِّ مِثْلَه.
وأَخْرَجَ ابنُ عَسَاكِرَ عن سَعِيدِ بنِ المُسَيِّبِ مِثْلَه.
وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ عن خالِدٍ الرِّبْعِيِّ مِثْلَه). [الدر المنثور: 15/ 411]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن محمدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، قالَ: إِرَمُ هي الإِسْكَنْدَرِيَّةُ). [الدر المنثور: 15/ 412]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الضَّحَّاكِ، قالَ: الإِرَمُ: الهلاكُ، ألا تَرَى أنَّه يقالُ: أَرِمَ بنو فلانٍ. أي: هَلَكُوا. قالَ ابنُ حَجَرٍ: هذا التفسيرُ على قراءةٍ شاذَّةٍ (أَرَّمَ) بفَتْحَتيْنِ وتشديدِ الراءِ على أنَّه فِعْلٌ ماضٍ، و: (ذَاتَ). بفتحِ التاءِ مفعولٌ، أي: أَهْلَكَ اللَّهُ ذاتَ العِمادِ). [الدر المنثور: 15/ 412]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ: {إِرَمَ}. قالَ: رَمَّهُمْ رَمًّا فجَعَلَهُم رِمَماً). [الدر المنثور: 15/ 412]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الضَّحَّاكِ: {ذَاتِ الْعِمَادِ}. ذَاتِ الشِّدَّةِ والقُوَّةِ). [الدر المنثور: 15/ 412]
تفسير قوله تعالى: {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} يقولُ جلَّ ثناؤُهُ: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ}، {إرمَ} التي لم يُخلقْ مثلُها في البلادِ، يعني: مثلُ عادٍ، والهاءُ عائدةٌ علَى عادٍ. وجائزٌ أنْ تكونَ عائدةً علَى إرمَ، لِمَا قد بيَّنَّا قبلُ أنَّها قبيلةٌ. وإنَّما عُنِيَ بقولِهِ: {لم يُخلقْ مثلُها} لم يُخلقْ مثلُها في العِظَمِ والبطشِ والأيدِ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قولَهُ: {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ}. ذُكِرَ لنا أنَّهم كانُوا اثنيْ عشَرَ ذراعاً طولاً في السماءِ.
وقالَ آخرُونَ: بلْ معنَى ذلك: ذاتِ العمادِ التي لم يُخلقْ مثلُ الأعمدة في البلادِ، وقالُوا: {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا} من صفةِ {ذاتِ العمادِ} والهاءُ التي في {مثلها} إنَّما هي من ذِكْرِ {ذاتِ العمادِ}.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، في قولِهِ، فذكَرَ نحوَهُ. وهذا قولٌ لا وجْهَ له؛ لأنَّ {الْعِمَادِ} واحدٌ مذكَّرٌ، و {الَّتِي} للأنثَى، ولا يُوصفُ المذكَّرُ بالتي، ولو كانَ ذلكَ من صفةِ {الْعِمَادِ} لقيلَ: الذي لم يُخلقْ مثلُهُ في البلادِ، وإنْ جعلتَ (التي) لإرمَ، وجعلْتَ الهاءَ عائدةً في قولِهِ: {مِثْلُهَا} عليها؛ وقيلَ: هي دمشقُ أو إسكندريَةُ، فإنَّ بلادَ عادٍ هي التي وصفَها اللَّهُ في كتابِهِ فقالَ: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ} والأحقافُ: هي جمعُ حِقْفٍ، وهو ما انعطفَ من الرَّملِ وانحنَى، وليست الإسكندريَةُ ولا دمشقُ من بلادِ الرمالِ، بلْ ذلك الشَّحرُ من بلادِ حضرموتَ، وما والاهَا). [جامع البيان: 24/ 367-368]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ، قالَ: كُنَّا نُحَدَّثُ أنَّ {إِرَمَ} قَبِيلَةٌ مِن عادٍ، كانَ يقالُ لهم: ذَاتُ الْعِمَادِ، كانُوا أهلَ عمودٍ، {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلاَدِ}. قالَ: ذُكِرَ لنا أنَّهم كانُوا اثْنَي عَشَرَ ذِرَاعاً طُولاً في السماءِ). [الدر المنثور: 15/ 410-411] (م)
تفسير قوله تعالى: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله: {جابوا الصخر بالواد} قال: نقبوا الصخر نحتوا الصخر). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 370]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال غيره: {جابوا} [الفجر: 9] : " نقبوا، من جيب القميص: قطع له جيبٌ، يجوب الفلاة يقطعها). [صحيح البخاري: 6/ 169]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (وقَالَ غَيرُهُ: جَابُوا نَقَبُوا مِن جِيبَ القَميصُ قُطِع له جَيبٌ، يَجُوبُ الفَلاةَ أي: يَقطعُها)، ثَبَتَ هَذَا لِغَيرِ أَبِي ذَرٍّ.
وقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ في قَولِهِ: جَابُوا البِلادَ نَقَبُوها ويَجُوبُ البِلادَ يدخُلُ فيها ويَقْطَعُها.
وقَالَ الفَرَّاءُ: {جَابُوا الصَّخرَ} فَرَّقُوهُ فاتَّخَذُوهُ بُيُوتًا. وقَالَ عَبدُ الرَّزَّاقِ عَن مَعْمَرٍ عن قَتَادَةَ: {جَابُوا الصَّخرَ} نَقَبُوا الصَّخرَ). [فتح الباري: 8/ 703]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَقَالَ غَيْرُهُ: جَابُوا نَقَبُوا مِنْ جِيبَ القَمِيصُ قُطِعَ لَهُ جَيْبٌ يَجُوبُ الْفَلاَةَ يَقْطَعُهَا).
أَيْ قَالَ غَيْرُ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} وَفَسَّرَ جَابُوا بِقَوْلِهِ: نَقَبُوا. قَوْلُهُ: (مِنْ جِيبَ الْقَمِيصُ أَشَارَ إِلَى أَنَّ أَصْلَ الْجَيْبِ الْقَطْعُ، وَمِنْهُ يُقَالُ: جِبْتُ الْقَمِيصَ إِذَا قَطَعْتَ لَهُ جَيْبًا، وَكَذَلِكَ يَجُوبُ الْفَلاَةَ أَيْ يَقْطَعُهَا، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: {جَابُوا الصَّخْرَ} خَرَقُوهُ فَاتَّخَذُوهُ بُيُوتًا). [عمدة القاري: 19/ 291]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وَقَالَ غَيْرُهُ) غَيْرُ الْحَسَنِ: {جَابُوا} أي: (نَقَبُوا) بالتَّخْفِيفِ أي: نَقَبُوا الصَّخْرَةَ، وأصْلُ الْجَيْبِ الْقَطْعُ مَأْخُوذٌ (من جَيْبِ الْقَمِيصُ) أي (قُطِعَ لَهُ جَيْبٌ) وكذلك قَوْلُهُمْ: فلانٌ (يَجُوبُ الْفَلاَةَ) أي: (يَقْطَعُهَا) وَجَيْبِ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَجَرِّ الْمُوَحَّدَةِ بمِنْ والْقَمِيصِ خَفْضٌ، وَبِكَسْرِ الْجِيمِ وَنَصْبِ الْمُوَحَّدَةِ وَالْقَمِيصُ رَفْعٌ. وَسَقَطَ لَفْظُ مِن لأَبِي ذَرٍّ). [إرشاد الساري: 7/ 418]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {جابوا الصخر بالواد} قال: نقبوا الصّخر بيوتًا). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 106]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} يقولُ: وثمودَ الذينَ خَرَقوا الصَّخرَ ودخلوهُ، فاتَّخذوهُ بيوتاً، كما قالَ جلَّ ثناؤُهُ: {وَكَانُوا يَنْحِتُونَ من الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ} والعربُ تقولُ: جابَ فلانٌ الفَلاةَ يجوبُها جوباً: إذا دخلَها وقطعَها؛ ومنه قولُ نابغةَ بني جعدةَ: أتاكَ أبو ليلَى يجوبُ به الدُّجَى دُجَى الليلِ جوَّابُ الفلاةِ عَثمْثَمُ
يعني بقولِهِ: يجوبُ: يدخلُ ويقطعُ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، في قولِهِ: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} يقولُ: فخرقُوها.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} يعني: ثمودَ قومَ صالحٍ، كانوا يَنْحِتونَ من الجبالِ بيوتاً.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمارةَ الأسديُّ، قالَ: ثنا عبيدُ اللَّهِ بنُ موسَى، قالَ: أخبرنا إسرائيلُ، عن أبي يحيَى، عن مجاهدٍ في قولِهِ: {الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} قالَ: جابوا الجبالَ فجعلُوها بيوتاً.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} جابوها ونحتُوها بيوتاً.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ، قالَ: {جَابُوا الصَّخْرَ} قالَ: نَقَبوا الصخرَ.
- حدثني المروزيُّ عن الحسينِ، قالَ: سمِعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ بن سليمانَ، قالَ: سمعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قولِهِ: {جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} يقولُ: قدُّوا الحجارةَ.
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، في قولِهِ: {الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} ضربُوا البيوتَ والمساكنَ في الصَّخرِ في الجبالِ، حتَّى جعلُوا فيها مساكنَ، {جَابُوا}: جوَّبوها، تجوَّبوا البيوتَ في الجبالِ؛ وقالَ قائلٌ:
ألاَ كلُّ شيءٍ ما خلاَ اللَّهَ بائدُ.......كما بادَ حيٌّ من شنيقٍ وماردِ
همُ ضربُوا في كلِّ صلاَّءِ صعدةً.......بأيدٍشدادٍ أيِّداتِ السواعدِ
). [جامع البيان: 24/ 368-370]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ}. قالَ: خَرَقُوهَا). [الدر المنثور: 15/ 412]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ}. قالَ: كانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً، {وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ}. قالَ: الأوتادُ: الجنودُ الذين يُشَيِّدُونَ له أَمْرَه). [الدر المنثور: 15/ 413]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطَّسْتِيُّ في مَسَائِلِه عن ابنِ عبَّاسٍ، أن نافِعَ بنَ الأَزْرَقِ قال له: أَخبِرْني عن قَوْلِه: {جَابُوا الصَّخْرَ}. قالَ: نَقَّبُوا الحِجَارَةَ في الجبالِ فاتَّخَذُوها بُيُوتاً. قالَ: وهل تَعْرِفُ العَرَبُ ذلك؟ قالَ: نَعَمْ، أما سَمِعْتَ قَوْلَ أُمَيَّةَ:
وَشَقَّ أَبْصَارَنَا كَيْمَا نَعِيشَ بِهَا.......وَجَابَ للسَّمْعِ أَصْمَاخاً وآذَانَا ). [الدر المنثور: 15/ 413]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {جَابُوا الصَّخْرَ}. قالَ: خَرَقُوا الجبالَ فجَعَلُوها بُيُوتاً، {وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ}. قالَ: كانَ يَتِدُ الناسَ بالأَوْتَادِ، {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ}. قالَ: مَا عُذِّبُوا به). [الدر المنثور: 15/ 413]
تفسير قوله تعالى: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {ذي الأوتاد} قال ذي البناء). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 371]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة قال: كانت مظال يلعب له تحتها وأوتاد كانت تضرب له). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 371]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن ثابت البناني، عن أبي رافع قال :وتد فرعون لامرأته أربعة أوتاد ثم جعل على ظهرها رحى عظيمة حتى ماتت). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 371]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ} يقولُ جلَّ ثناؤُهُ: ألمْ ترَ كيفَ فعلَ ربُّك أيضاً بفرعونَ صاحبِ الأوتادِ؟
واختلفَ أهلُ التأويلِ في معنَى قولِهِ: {ذِي الْأَوْتَادِ} ولِمَ قِيلَ لهُ كذلك؟ فقالَ بعضُهُم: معنَى ذلك: ذي الجنودِ الذين يُقَوُّونَ له أمْرَهُ، وقالوا: الأوتادُ في هذا الموضعِ: الجنودُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أبي، قالَ: ثني عمِّي، قالَ: ثني أبي، عن أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ:{وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ} قالَ: الأوتادُ: الجنودُ الذين يشدُّونَ لهُ أمْرَهُ، ويُقالُ: كانَ فرعونُ يُوتِدُ في أيديِهم وأرجلِهم أوتاداً من حديدٍ، يُعَلِّقُهم بها.
وقالَ آخرُونَ: بل قِيلَ لهُ ذلك؛ لأنَّهُ كانَ يُوتِدُ الناسَ بالأوتادِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى؛ وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قولَهُ: {ذِي الْأَوْتَادِ} قالَ: كانَ يُوتِدُ الناسَ بالأوتادِ.
وقالَ آخرُونَ: كانتْ مَظالَّ وملاعبَ يُلعبُ لهُ تحْتَها.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ} ذُكِرَ لنا أنَّها كانتْ مظالَّ وملاعبَ يُلعَبُ له تحْتَها، من أوتادٍ وحبالٍ.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ: {ذِي الْأَوْتَادِ} قالَ: ذي البناءِ؛ كانتْ مظالَّ يُلعبُ له تحْتَها، وأوتاداً تُضربُ له.
- حدَّثَنَا ابنُ عبْدِ الأعْلَى قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن ثابتٍ البُنانيِّ، عن أبي رافعٍ، قالَ: أوتدَ فرعونُ لامرأتِهِ أربعةَ أوتادٍ، ثمَّ جعلَ علَى ظهرِها رحاً عظيمةً حتَّى ماتتْ.
وقالَ آخرُونَ: بلْ قيل ذلك له؛ لأنَّه كانَ يُعذِّبُ الناسَ بالأوتادِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن إسماعيلَ، عن محمودٍ، عن سعيدِ بنِ جبيرٍ: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ} قالَ: كانَ يجعلُ رِجْلاً هاهُنا، ورجلاً هاهُنا، ويداً هاهُنا، ويداً هاهُنا بالأوتادِ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى؛ وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قولَهُ: {ذِي الْأَوْتَادِ} قالَ: كانَ يُوتِدُ الناسَ بالأوتادِ.
وقالَ آخرُونَ: إنَّما قيلَ ذلك؛ لأنَّه كانَ له بنيانٌ يُعذِّبُ الناسَ عليهِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن إسماعيلَ، عن رجلٍ، عن سعيدِ بنِ جبيرٍ: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ} قالَ: كانَ لهُ مناراتٌ يعذِّبُهم عليها.
وأوْلَى هذه الأقوالِ عندي بالصوابِ قوْلُ مَن قالَ: عُنِيَ بذلك: الأوتادُ التي تُوتَدُ، من خشبٍ كانتْ أو حديدٍ؛ لأنَّ ذلك هو المعروفُ من معاني الأوتادِ، ووُصِفَ بذلك؛ لأنَّه إمَّا أنْ يكونَ كانَ يُعذِّبُ الناسَ بها، كما قالَ أبو رافعٍ وسعيدُ بنُ جبيرٍ، وإمَّا أنْ يكونَ كانَ يُلعبُ له بها). [جامع البيان: 24/ 370-373]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عليّ بن بكرٍ العدل، ثنا الحسين بن الفضل، ثنا سعيد بن منصورٍ المكّيّ، ثنا عبد الرّزّاق، أنبأ معمرٌ، عن ثابتٍ البنانيّ، عن أبي رافعٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: {ذي الأوتاد (10) الّذين طغوا في البلاد} [الفجر: 11] قال: «وتد فرعون لامرأته أربعة أوتادٍ، ثمّ جعل على ظهرها رحًى عظيمًا حتّى ماتت» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/ 568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ}. قالَ: كانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً، {وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ}. قالَ: الأوتادُ: الجنودُ الذين يُشَيِّدُونَ له أَمْرَه). [الدر المنثور: 15/ 413] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {جَابُوا الصَّخْرَ}. قالَ: خَرَقُوا الجبالَ فجَعَلُوها بُيُوتاً، {وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ}. قالَ: كانَ يَتِدُ الناسَ بالأَوْتَادِ، {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ}. قالَ: مَا عُذِّبُوا به). [الدر المنثور: 15/ 413] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَه عن ابنِ مسعودٍ في قَوْلِهِ: {ذِي الأَوْتَادِ}. قالَ: وَتَّدَ فرعونُ لامرأتِه أربعةَ أوتادٍ، ثم جَعَلَ على ظَهْرِها رَحًى عَظيمةً حتى مَاتَتْ). [الدر المنثور: 15/ 413]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ}. قالَ: كانَ يَجْعَلُ رِجْلاً هنا ورِجْلاً هنا، ويَداً هنا ويداً هنا, بالأوتادِ). [الدر المنثور: 15/ 414]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ قالَ: إنما سُمِّيَ فِرْعونُ ذَا الأوتادِ؛ لأنَّه كانَ يُبْنَى له المنابِرُ يُذَبِّحُ عليها الناسَ). [الدر المنثور: 15/ 414]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ عن الحسَنِ، قالَ: كانَ يُعَذِّبُ بالأوتادِ). [الدر المنثور: 15/ 414]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عنِ السُّدِّيِّ قالَ: كانَ فرعونُ إذَا أرَادَ أنْ يَقْتُلَ أحداً رَبَطَه بأربعةِ أوتادٍ على صَخْرةٍ، ثم أرْسَلَ عليه صَخْرَةً مِن فوْقِه فشَدَخَه, وهو يَنْظُرُ إليها قدْ رُبِطَ بِكُلِّ وَتَدٍ مِنها قَائِمَةٌ). [الدر المنثور: 15/ 414]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ، عن قَتَادَةَ: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ}. قالَ: ذِي البِناءِ، قالَ: وحُدِّثْنَا عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ، أنَّه كانَتْ له مَظَالُّ يُلْعَبُ له تَحْتَها وأَوْتَادٌ كانَتْ تُضْرَبُ لَه). [الدر المنثور: 15/ 414]
تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ} يعني بقولِهِ جلَّ ثناؤُهُ: {الَّذِينَ} عاداً وثمودَ وفرعونَ وجندَهُ.
ويعني بقولِهِ: {طَغَوْا} تجاوزُوا ما أباحَهُ لهم ربُّهم، وعتَوْا علَى ربِّهم إلَى ما حظَرَهُ عليهم من الكفْرِ به، وقولُهُ: {فِي الْبِلَادِ} يعني: في الْبِلَادِ التي كانوا فيها). [جامع البيان: 24/ 373]
تفسير قوله تعالى: {فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) }
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: {فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ}. قالَ: بِالْمَعَاصِي، {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ}. قالَ: وَجعَ عَذَابٍ). [الدر المنثور: 15/ 414-415]
تفسير قوله تعالى: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) }
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({سوط عذابٍ} [الفجر: 13] : «الّذي عذّبوا به»). [صحيح البخاري: 6/ 169]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: ({سَوطَ عَذَابٍ}: الذي عُذِّبوا به) وصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بلفظِ: مَا عُذبِّوا به. ولابنِ أَبِي حَاتِمٍ من طَرِيقِ قَتَادَةَ: كُلُّ شَيْءٍ عَذَّبَ اللهُ به فهو سَوطُ عَذَابٍ. وسيأتي له تَفسيرٌ آخَرُ). [فتح الباري: 8/ 702]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد {الوتر} الله {إرم ذات العماد} القديمة والعماد أهل عمود لا يقيمون سوط عذاب الّذي عذبوا به أكلا لما السف وجما الكثير
وقال مجاهد كل شيء خلقه فهو شفع السّماء شفع والوتر الله
قال الفريابيّ ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: {إرم} قال: القديمة {ذات العماد} قال: أهل عمود لا يقيمون
وبه في قوله : {فصب عليهم ربك سوط عذاب} قال: بما عذبوا). [تغليق التعليق: 4/ 366] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (سَوْطَ عَذَابٍ الَّذِي عُذِّبُوا بِهِ).
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} وَفَسَّرَ {سَوْطَ عَذَابٍ} بِقَوْلِهِ: (الَّذِي عُذِّبُوا بِهِ) فَقِيلَ: هُوَ كَلِمَةٌ تقَوْلُهَا الْعَرَبُ لِكُلِّ نَوْعٍ مِنَ الْعَذَابِ يَدْخُلُ فِيهِ السَّوْطُ، وَرَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ: كُلُّ شَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ سَوْطُ عَذَابٍ). [عمدة القاري: 19/ 290]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (سَوْطَ عَذَابٍ الَّذِي) ولأَبِي ذَرٍّ الَّذِينَ (عُذَبِّوا بِهِ) وعن قَتَادَةَ مما رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كُلُّ شَيْءٍ عُذِّبَ به فهو سَوْطُ عَذَابٍ). [إرشاد الساري: 7/ 418]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال غيره: {سوط عذابٍ} [الفجر: 13] : «كلمةٌ تقولها العرب لكلّ نوعٍ من العذاب يدخل فيه السّوط»). [صحيح البخاري: 6/ 169]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (وقَالَ غَيرُهُ: سَوطَ عذابٍ كلمةٌ تَقولُها العربُ لكُلِّ نوعٍ منَ العذابِ يدخلُ فيه السَّوطُ)، هُو كلامُ الفَرَّاءِ وَزَادَ في آخرِهِ: جَرَى به الكلامُ لأن السَّوطَ أصلُ مَا كَانُوا يُعذِّبُونَ به، فَجَرى لكُلِّ عَذابٍ؛ إذ كانَ عندَهُم هُو الغايةَ). [فتح الباري: 8/ 702]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَقَالَ غَيْرُهُ: {سَوْطَ عَذَابٍ} كَلِمَةٌ تَقُولُهَا العَرَبُ لِكُلِّ نَوْعٍ مِنَ العَذَابِ يَدْخُلُ فِيهِ السَّوْطُ).
أَيْ قَالَ غَيْرُ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} وَقَدْ مَرَّ الْكَلاَمُ فِيهِ الآنَ، وَلَوْ ذَكَرَ هَذَا عِنْدَ قَوْلِهِ: سَوْطَ عَذَابٍ الَّذِي عُذِّبُوا بِهِ لَكَانَ أَوْلَى وَأَرْتَبَ). [عمدة القاري: 19/ 290]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وَقَالَ غَيْرُهُ) غَيْرُ مُجَاهِدٍ: ({سَوْطَ عَذَابٍ}؛ كَلِمَةٌ تَقُولُهَا العربُ لكلِّ نَوْعٍ من العذابِ يَدْخُلُ فيه السَّوْطُ) قَالَهُ الْفَرَّاءُ). [إرشاد الساري: 7/ 418]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: فأكْثَرُوا في البلادِ المعاصِيَ، وركوبَ ما حرَّمَ اللَّهُ عليهم: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: فأنزلَ بهم يا محمَّدُ ربُّكَ عذابَهُ، وأحلَّ بهم نقمتَهُ، بما أفسدوا في البلادِ، وطَغَوْا علَى اللَّهِ فيها. وقيلَ: {فصبَّ عليهم ربُّهم سوطَ عذابٍ} وإنَّما كانتْ نِقَماً تنزلُ بهم، إمَّا ريحاً تدمِّرُهم، وإمَّا رجفاً يُدَمْدِمُ عليهم، وإمَّا غرقاً يُهلكُهم، من غيرِ ضربٍ بسوطٍ ولا عصًا؛ لأنَّه كانَ من أليمِ عذابِ القومِ الذين خُوطِبُوا بهذا القرآنِ، الجَلْدُ بالسياطِ، فكثُرَ استعمالُ القومِ الخبرَ عن شدَّةِ العذابِ الذي يُعذَّبُ به الرجلُ منهم أنْ يقولُوا: ضُرِبَ فلانٌ حتَّى بالسياطِ، إلَى أنْ صارَ ذلك مثلاً، فاستعملوهُ في كلِّ مُعذَّبٍ بنوعٍ من العذابِ شديدٍ، وقالوا: صُبَّ عليهِ سوطُ عذابٍ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني محمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قالَ: ثنا عيسَى؛ وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قولَهُ: {سَوْطَ عَذَابٍ} قالَ: ما عُذِّبُوا بهِ.
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ، في قولِهِ: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} قالَ: العذابُ الذي عذَّبَهم بهِ سمَّاهُ: سوطَ عذابٍ). [جامع البيان: 24/ 373-374]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم ،قال: ثنا آدم، قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {فصب عليهم ربك سوط عذاب} قال: يعني الذي عذبوا به). [تفسير مجاهد: 2/ 757]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {جَابُوا الصَّخْرَ}. قالَ: خَرَقُوا الجبالَ فجَعَلُوها بُيُوتاً، {وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ}. قالَ: كانَ يَتِدُ الناسَ بالأَوْتَادِ، {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ}. قالَ: مَا عُذِّبُوا به). [الدر المنثور: 15/ 413] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: {فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ}. قالَ: بِالْمَعَاصِي، {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ}. قالَ: وَجعَ عَذَابٍ). [الدر المنثور: 15/ 414-415] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ، قالَ: كلُّ شيءٍ عَذَّبَ اللَّهُ به فهو سَوْطُ عذابٍ). [الدر المنثور: 15/ 415]
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) }
- قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن الحسن في قوله: {إن ربك لبالمرصاد} يقول: بمرصاد أعمال بني آدم). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 371]
- قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({لبالمرصاد} [الفجر: 14] : «إليه المصير»). [صحيح البخاري: 6/ 169]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (لَبِالمِرصَادِ إليه المصيرُ) هُو قولُ الفَرَّاءِ أيضًا والمِرصَادُ مِفعالٌ منَ المَرْصَدِ وهُو مَكَانُ الرَّصَدِ.
وقَرَأَ ابنُ عَطِيَّةَ بما يَقتضِيهِ ظَاهِرُ اللَّفظِ فجَوَّزَ أن يكونَ المرصادُ بمعنَى الفاعلِ أي: الرَّاصِدِ، لكنْ أتَى فيه بصيغةِ المُبالَغَةِ، وتُعُقِّبَ بأنه لو كانَ كذلك لمْ تدخُلْ عليه الباءُ في فَصيحِ الكلامِ، وإن سُمعَ ذلك نَادِرًا في الشِّعْرِ، وتأويلُه على مَا يليقُ بجَلالِ اللهِ واضِحٌ فلا حاجةَ للتكَلُّفِ.
وقد رَوَى عَبدُ الرَّزَّاقِ عَن مَعْمَرٍ عن قَتَادَةَ عن الحَسَنِ قَالَ: بمِرْصَادِ أعمالِ بَنِي آدَمَ). [فتح الباري: 8/ 702]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (لَبِالْمِرْصَادِ إلَيْهِ المَصِيرُ)
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} وفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ: إِلَيْهِ الْمَصِيرُ، وَكَذَا فَسَّرَهُ الْفَرَّاءُ، وَالْمِرْصَادُ عَلَى وَزْنِ مِفْعَالٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مِفْعَالٌ مِنْ مِرْصَدٍ وَهُوَ مَكَانُ الرَّصَدِ. قُلْتُ: هَذَا كلامُ مَنْ لَيْسَ لَهُ يَدٌ فِي عِلْمِ التَّصْرِيفِ، بَلِ الْمِرْصَادُ هُوَ الْمِرْصَدُ وَلَكِنْ فِيهِ مِنَ الُمَبَالَغَةِ مَا لَيْسَ فِي الْمِرْصَدِ، وَهُوَ مِفْعَالٌ مِنْ رَصَدَهُ؛ كَمِيقَاتٍ مِنْ وَقَتَهُ، وَهَذَا مَثَلٌ لإِرْصَادِهِ الْعُصَاةَ بِالْعَذَابِ، وَأَنَّهُمْ لاَ يَفُوتُونَهُ وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِحَيْثُ يُرَى وَيُسْمَعُ. وَعَنْ مُقَاتِلٍ: يَرْصُدُ النَّاسَ عَلَى الصِّرَاطِ، فَيَجْعَلُ رَصَدًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مَعَهُمُ الْكَلاَلِيبُ وَالْمَحَاجِنُ وَالْحَسَكُ). [عمدة القاري: 19/ 290-291]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (لَبِالْمِرْصَادِ: إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بحيث يَسْمَعُ وَيَرَى. وقِيلَ: يَرْصُدُ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ، لا يَفُوتُهُ شَيْءٌ منها). [إرشاد الساري: 7/ 418]
- قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ لنبيِّهِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ: إنَّ ربَّكَ يا محمَّدُ لهؤلاءِ الذين قصصْتُ عليكَ قَصَصَهم، ولضربائِهم من أهلِ الكفرِ بهِ، لبالمرصادِ يرصُدُهم بأعمالِهم في الدنيا وفي الآخرةِ، علَى قناطرِ جهنَّمَ، ليُكَرْدِسَهم فيها إذا ورَدُوهَا يومَ القيامةِ.
واختلفَ أهلُ التأويلِ في تأويلِهِ، فقالَ بعضُهُم: معنَى قولِهِ: {لَبِالْمِرْصَادِ} بحيثُ يَرَى ويَسْمَعُ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قولَهُ: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} يقولُ: يَسْمَعُ ويرَى .
وقالَ آخرُونَ: يعني بذلك أنَّهُ بِمَرْصَدٍ لأَهْلِ الظُّلْمِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن المباركِ بنِ مجاهدٍ، عن جُويبرٍ، عن الضحَّاكِ في هذه الآيَةِ، قالَ: إذا كانَ يومُ القيامةِ يأمرُ الربُّ بكرسيِّهِ، فيُوضعُ علَى النارِ، فيستوي عليهِ، ثم يقولُ: وعزَّتِي وجلالِي، لا يتجاوزُني اليومَ ذو مَظْلِمةٍ، فذلكَ قولُهُ: {لَبِالْمِرْصَادِ}.
قالَ: ثنا الحكمُ بنُ بشيرٍ، قالَ: ثنا عمرُو بنُ قيسٍ، قالَ: بَلَغنِي أنَّ علَى جهنَّمَ ثلاثَ قناطرَ: قنطرةٌ عليها الأمانةُ، إذا مرُّوا بها تقولُ: يا ربِّ هذا أمينٌ، يا ربِّ هذا خائنٌ؛ وقنطرةٌ عليها الرَّحِمُ، إذا مرُّوا بها تقولُ: يا ربِّ هذا واصلٌ، يا ربِّ هذا قاطعٌ؛ وقنطرةٌ عليها الربُّ {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}.
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} يعني: جهنَّمَ عليها ثلاثُ قناطرَ: قنطرةٌ فيها الرحمةُ، وقنطرةٌ فيها الأمانةُ، وقنطرةٌ فيها الربُّ تباركَ وتعالَى.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن الحسنِ: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} قالَ: مرصادُ عملِ بنِي آدمَ). [جامع البيان: 24/ 374-376]
- قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو العبّاس القاسم بن القاسم السّيّاريّ، ثنا إبراهيم بن هلالٍ، ثنا عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، أنبأ أبو حمزة، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد اللّه رضي اللّه عنه، {والفجر} [الفجر: 1] قال: " قسم {إنّ ربّك لبالمرصاد} [الفجر: 14] مرور الصّراط ثلاثة جسورٍ: جسرٌ عليه الأمانة، وجسرٌ عليه الرّحم، وجسرٌ عليه الرّبّ عزّ وجلّ «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/ 569] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ والبَيْهَقِيُّ في الأسماءِ والصفاتِ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}. قالَ: يَسْمَعُ ويَرَى). [الدر المنثور: 15/ 415]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الحَسَنِ: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}. قالَ: بِمِرْصَادِ أعمالِ بَنِي آدَمَ). [الدر المنثور: 15/ 415]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الحاكمُ وصَحَّحَهُ والبَيْهَقِيُّ في الأسماءِ والصفاتِ، عن ابنِ مسعودٍ في قَوْلِهِ: {وَالْفَجْرِ}. قالَ: قَسَمٌ، وفي قَوْلِهِ: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}. مِن وَرَاءِ الصِّراطِ جُسُورٌ؛ جِسْرٌ عليه الأمانةُ، وجِسْرٌ عليه الرَّحِمُ، وجِسْرٌ عليه الربُّ عزَّ وجلَّ). [الدر المنثور: 15/ 415]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وأبو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ في الإبانةِ، عن الضَّحَّاكِ، قالَ: إذا كانَ يومُ القيامةِ يَأْمُرُ الربُّ بكُرْسِيِّهِ فيُوضَعُ على النارِ، فيَسْتَوِي عليه ثم يقولُ: أنا المَلِكُ الديَّانُ، وعِزَّتِي وجَلاَلِي، لا يَتَجَاوَزُ اليومَ ذو مَظْلَمَةٍ بِظُلاَمَتِه، ولو ضَرْبَةً بِيَدٍ. فذلك قوْلُه: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} ). [الدر المنثور: 15/ 416]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن سالِمِ بنِ أبي الجَعْدِ في قَوْلِهِ: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}. قالَ: إنَّ لِجَهَنَّمَ ثلاثَ قَنَاطِرَ: قَنْطَرَةٌ فيها الأمانةُ، وقنطرةٌ فيها الرَّحِمُ، وقنطرةٌ فيها الربُّ تَبَارَكَ وتعالى، وهي المِرْصادُ، لا يَنْجُو مِنها إلا نَاجٍ، فمَن نَجَا مِن ذَيْنِكَ لم يَنْجُ مِن هذا). [الدر المنثور: 15/ 416]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن عَمْرِو بنِ قَيْسٍ، قالَ: بَلَغَنِي أنَّ على جَهَنَّمَ ثلاثَ قَنَاطِرَ: قنطرةٌ عليها الأمانةُ، إذا مَرُّوا بها تَقُولُ: يا رَبِّ هذا أمينٌ، يا ربِّ هذا خائِنٌ. وقنطرةٌ عليها الرَّحِمُ، إذا مَرُّوا بها تقولُ: يا رَبِّ هذا واصِلٌ، يا ربِّ هذا قاطِعٌ. وقنطرةٌ عليها الربُّ {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} ). [الدر المنثور: 15/ 416]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن أَيْفَعَ بنِ عبدٍ الكَلاَعِيِّ، قالَ: إنَّ لِجَهَنَّمَ سَبْعَ قَنَاطِرَ، والصراطُ عليهنَّ، فيُحْبَسُ الخلائِقُ عندَ القنطرةِ الأولى، فيقولُ: قِفُوهُم إنَّهم مَسْؤُولونَ. فيُحَاسَبُون على الصلاةِ، ويُسْأَلُونَ عنها، فيَهْلِكُ فيها مَن هَلَكَ ويَنْجُو مَن نَجَا، فإذَا بَلَغُوا القنطرةَ الثانيةَ حُوسِبُوا على الأمانةِ؛ كيف أَدَّوْهَا وكيفَ خَانُوها؟ فيَهْلِكُ مَن هَلَكَ ويَنْجُو مَن نَجَا، فإِذَا بَلَغُوا القَنْطَرَةَ الثالثةَ سُئِلُوا عن الرَّحِمِ؛ كيفَ وَصَلُوها وكيفَ قَطَعُوها؟ فيَهْلِكُ مَن هَلَكَ ويَنْجُو مَن نَجَا، والرحِمُ يَوْمَئِذٍ مُتَدَلِّيَةٌ إلى الهُوِيِّ في جهنَّمَ تقولُ: اللَّهمَّ مَن وَصَلَنِي فَصِلْه، ومَن قَطَعَنِي فَاقْطَعْه. وهي التي يقولُ اللَّهُ: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} ). [الدر المنثور: 15/ 417]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطبرانِيُّ عن أبي أُمَامَةَ رَفَعَه: ((إنَّ فِي جَهَنَّمَ جِسْراً لَهُ سَبْعُ قَنَاطِرَ عَلَى أَوْسَطِهِ القَضَاءُ، فَيُجَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى الْقَنْطَرَةِ الْوُسْطَى قِيلَ لَهُ: مَاذَا عَلَيْكَ مِنَ الدَّيْنِ؟)) وَتَلاَ هَذه الآيةَ: (({وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً}. فيقولُ: رَبِّ، عَلَيَّ كَذَا وَكَذَا، فيُقَالُ لَهُ: اقْضِ دَيْنَكَ. فَيَقُولُ: مَا لِي شَيْءٌ. فَيُقَالُ: خُذُوا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَما يَزَالُ يُؤْخَذُ مِنْ حَسَنَاتِهِ حَتَّى مَا يَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ، فَيُقَالُ: خُذُوا مِنْ سَيِّئَاتِ مَنْ يَطْلُبُهُ فَرَكِّبُوا عَلَيْهِ)) ). [الدر المنثور: 15/ 417]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في الأسماءِ والصفاتِ، عن مُقَاتِلِ بنِ سُلَيْمَانَ، قالَ: أقْسَمَ اللَّهُ {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}. يعني: الصراطَ، وذلك أن جِسْرَ جهنمَ عليه سبعُ قناطِرَ، على كلِّ قنطرةٍ ملائكةٌ قيامٌ، وُجُوهُهم مِثْلُ الجَمْرِ، وأَعْيُنُهم مثلُ البَرْقِ، يَسْأَلُون الناسَ في أولِ قنطرةٍ عن الإيمانِ، وفي الثانيةِ يَسْأَلُونَهم عن الصلَوَاتِ الخمسِ، وفي الثالثةِ يَسْأَلُونَهم عن الزكاةِ، وفي الرابعةِ يَسْأَلُونَهم عن شهرِ رمضانَ، وفي الخامسةِ يَسْأَلُونَهم عن الحَجِّ، وفي السادسةِ يَسْأَلُونَهم عن العُمْرَةِ، وفي السابعةِ يَسْألُونَهم عن المظالِمِ، فمَن أتَى بما سُئِلَ عنه كما أُمِرَ جازَ على الصراطِ، وإلاَّ حُبِسَ، فذلك قوْلُه: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} ). [الدر المنثور: 15/ 418]