العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 جمادى الآخرة 1434هـ/22-04-2013م, 09:59 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة عبس [ من الآية (1) إلى الآية (10) ]

{عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}
روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 10:07 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني محمد بن مسلم عن أيوب بن موسى عن محمد بن كعب القرظي قال: إن ابن أم مكتوم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع رسول الله الأصغر الأبتر، فقال: [ ....... ] كذا قولا عنه وكره أن يعلم صاحبه أن ابن أم مكتوم من أصحاب ........ {عبس وتولى (1) أن جاءه الأعمى}). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 104]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {عبس وتولى}؛ قال جاء ابن أم مكتوم إلى النبي وهو يكلم أبي بن خلف فأعرض عنه فأنزل الله تعالى عليه: {عبس وتولى}؛ قال: فكان النبي بعد ذلك يكرمه). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 348]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({عبس وتولّى}«كلح وأعرض»). [صحيح البخاري: 6/ 166]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {عَبَسَ وَتَوَلَّى}: كَلَحَ وأَعرَضَ، أمَّا تَفسِيرُ عَبَسَ فَهُو لأَبِي عُبَيْدَةَ، وأمَّا تَفسِيرُ تَوَلَّى؛ فَهُو في حَدِيثِ عَائِشَةَ الذي سَأَذكُرُهُ بعدُ ولم يَختَلِفِ السَّلَفُ في أنَّ فَاعِلَ عَبَسَ هُو النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ، وأَغْرَبَ الدَّاوُدِيُّ فَقَالَ: هُو الكَافِرُ). [فتح الباري: 8/ 692]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({عَبَسَ}: كَلَحَ وَأعْرَضَ.
تَفْسِيرُ {عَبَسَ}؛ بِقَوْلِهِ: كَلَحَ هُوَ لأَبِي عُبَيْدَةَ، وَتَفْسِيرُهُ بِأَعْرَضَ لِغَيْرِهِ وَلَمْ يَخْتَلِفِ السَّلَفُ فِي أَنَّ فَاعِلَ عَبَسَ هُوَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- وَأَغَرَبَ الدَّاوُدِيُّ فَقَاَلَ: هُوَ الْكَافِرُ الَّذِي كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- انْتَهَى. قِيلَ: كَانَ هَذَا أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ، رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ، وَقِيلَ: أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَرَوَى ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ أَنَّهُ كَانَ يُخَاطِبُ عُتْبَةَ وَشَيْبَةَ ابْنَيْ رَبِيعَةَ، وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهُ كَانَ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ نَاسٌ مِنْ وُجُوهِ الْمُشْرِكِينَ، فِيهِمْ أَبُو جَهْلٍ وَعُتْبَةُ فَهَذَا يَجْمَعُ الأَقْوَالَ). [عمدة القاري: 19/ 278]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ({عَبَسَ} النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَزَادَ أَبُو ذَرٍّ: وَتَوَلَّى (كَلَحَ) بفَتْحَتَيْنِ قَالَ في الصِّحَاحِ: الْكُلُوحُ تَكَشُّرٌ في عُبُوسٍ وقد كَلَحَ الرَّجُلُ كُلُوحًا وكُلاَحًا، (وَأَعْرَضَ) هو، تَفْسِيرُ وَتَوَلَّى؛ أي: أَعْرَضَ بِوَجْهِهِ الكريمِ لأجْلِ أنْ جَاءَهُ الأَعْمَى عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وعنده صَنَادِيدُ قُرَيْشٍ يَدْعُوهُمْ إلى الإسلامِ فَقَالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي مما عَلَّمَكَ اللَّهُ وكَرَّرَ ذلك، ولم يَعْلَمْ أنه مَشْغُولٌ بذلك، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطْعَهُ لكلامِهِ، وَعَبَسَ وَأَعْرَضَ عنه، فَعُوتِبَ في ذلك بما نَزَلَ عَلَيْهِ في هذه السُّورَةِ، فَكَانَ بعد ذلك يَقُولُ إِذَا جَاءَ: ((مَرْحَبًا بِمَنْ عَاتَبَنِي اللَّهُ فِيهِ)) وَيَبْسُطُ لَهُ رِدَاءَهُ). [إرشاد الساري: 7/ 411]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يَعْنِي تَعالَى ذِكْرُهُ بقولِهِ: {عَبَسَ}: قَبَضَ وَجْهَهُ تَكَرُّهاً، {وَتَوَلَّى}، يَقُولُ: وَأَعْرَضَ). [جامع البيان: 24/ 102]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سَعِيدُ بنُ مَنْصُورٍ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن أبي مَالِكٍ في قَوْلِهِ: {عَبَسَ وتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى}؛ قَالَ: جَاءَهُ عَبْدُ اللَّهِ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فعَبَسَ فِي وَجْهِهِ وتَوَلَّى، وكانَ يَتَصَدَّى لأُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ؛ فقَالَ اللَّهُ: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى}). [الدر المنثور: 15/ 242]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ عن الحَكَمِ قَالَ: مَا رُئِيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ- بعدَ هذهِ الآيةِ مُتَصَدِّياً لغَنِيٍّ ولا مُعْرِضاً عَنْ فَقِيرٍ). [الدر المنثور: 15/ 242]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ عن ابنِ زَيْدٍ قَالَ: لو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ- كَتَمَ شَيْئاً مِن الوَحْيِ كَتَمَ هَذا عَنْ نَفْسِه). [الدر المنثور: 15/ 242]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ سَعْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن الضَّحَّاكِ في قَوْلِهِ: {عَبَسَ وتَوَلَّى}. قَالَ: هو رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ-, لَقِيَ رَجُلاً مِن أَشْرَافِ قُرَيْشٍ فدَعَاهُ إلى الإسلامِ، فأَتَى عَبْدُ اللَّهِ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فجَعَلَ يَسْأَلُه عن أَشْيَاءَ مِن أَمْرِ الإِسْلامِ، فعَبَس فِي وَجْهِهِ، فعَاتَبَهُ اللَّهُ في ذلك، فَلَمَّا نَزَلَتْ هذه الآيةُ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ- ابنَ أُمِّ مَكْتُومٍ فأَكْرَمَهُ، واسْتَخْلَفَهُ علَى المَدِينَةِ مَرَّتَيْنِ). [الدر المنثور: 15/ 243]

تفسير قوله تعالى: {أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني محمد بن مسلم عن أيوب بن موسى عن محمد بن كعب القرظي قال: إن ابن أم مكتوم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع رسول الله الأصغر الأبتر، فقال: [ ....... ] كذا قولا عنه وكره أن يعلم صاحبه أن ابن أم مكتوم من أصحاب [ ........ {عبس وتولى (1) أن جاءه الأعمى}). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 104] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، قال أخبرني أنس بن مالك قال رأيته يوم القادسية عليه درع ومعه راية سوداء يعني ابن أم مكتوم). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 348]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى}، يَقُولُ: لأَنَّ جَاءَهُ الأَعْمَى.
وقدْ ذُكِرَ عنْ بَعْضِ القَرَأَةِ أَنَّهُ كانَ يُطَوِّلُ الأَلِفَ وَيَمُدُّهَا مِنْ {أَنْ جَاءَهُ} فيَقُولُ: (أآنْ جَاءَهُ)، وكأنَّ معنَى الكلامِ كانَ عندَهُ: أَأَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى عَبَسَ وَتَوَلَّى؟ كما قَرَأَ مَنْ قَرَأَ: {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينٍ} بِمَدِّ الأَلِفِ مِنْ (أَنْ) وقَصْرِها.
وذُكِرَ أنَّ الأعمَى الذي ذَكَرَهُ اللَّهُ في هذهِ الآيَةِ هوَ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، عُوتِبَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبَبِهِ). [جامع البيان: 24 / 102]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {أن جاءه الأعمى}؛ قال الأعمى ابن أم مكتوم وهو رجل من بني فهر). [تفسير مجاهد: 730]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سَعِيدُ بنُ مَنْصُورٍ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن أبي مَالِكٍ في قَوْلِهِ: {عَبَسَ وتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى}؛ قَالَ: جَاءَهُ عَبْدُ اللَّهِ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فعَبَسَ فِي وَجْهِهِ وتَوَلَّى، وكانَ يَتَصَدَّى لأُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ؛ فقَالَ اللَّهُ: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى}). [الدر المنثور: 15/ 242] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى}؛ قَالَ: رجُلٌ مِن بَنِي فِهْرٍ اسْمُه عَبْدُ اللَّهِ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى}. عُتْبَةُ بنُ رَبِيعَةَ وأُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ). [الدر المنثور: 15/ 243]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}؛ يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا يُدْرِيكَ يا مُحَمَّدُ، لعَلَّ هذا الأعمَى الذي عَبَسْتَ في وَجْهِهِ يَزَّكَّى، يقولُ: يَتَطَهَّرُ مِنْ ذُنُوبِهِ.
وكانَ ابنُ زَيْدٍ يقولُ في ذلكَ ما حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: {لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}: يُسْلِمُ). [جامع البيان: 24/ 105-106]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى}، يقولُ: أَوْ يَتَذَكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى، يعنِي: يَعْتَبِرُ فيَنْفَعَهُ الاعتبارُ والاتِّعاظُ.
والقِراءَةُ على رَفْعِ: ((فَتَنْفَعُهُ)) عَطْفاً بهِ على قولِهِ: {يَذَّكَّرُ}. وقدْ رُوِيَ عنْ عاصِمٍ النَّصْبُ فيهِ والرفعُ، والنصبُ على أنْ تَجْعَلَهُ جواباً بالفاءِ لِـ(لَعَلَّ)، كما قالَ الشاعِرُ:
عَلَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ أَوْ دُولاتِهَا ....... يُدِلْنَنَا اللَّمَّةَ مِنْ لَمَّاتِهَا
فتَسْتَرِيحَ النفْسُ مِنْ زَفْرَاتِهَا ....... وتُنْقَعَ الغُلَّةُ مِنْ غُلاَّتِهَا

(وتُنْقَعَُ) يُرْوَى بالرفعِ والنصبِ). [جامع البيان: 24/ 106]

تفسير قوله تعالى: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لنبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أمَّا مَن اسْتَغْنَى بمالِهِ، فأنْتَ لهُ تَتَعَرَّضُ؛ رَجَاءَ أَنْ يُسْلِمَ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى}، قالَ: نَزَلَتْ فِي العَبَّاسِ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قالَ: ثَنَا عِيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ: قولُهُ: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى}، قالَ: عُتْبَةُ بنُ رَبِيعَةَ وشَيْبَةُ بنُ رَبِيعَةَ). [جامع البيان: 24/ 107]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {وأما من استغنى}؛ يعني رجلا من قريش وأمية بن خلف). [تفسير مجاهد: 730]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى}؛ قَالَ: رجُلٌ مِن بَنِي فِهْرٍ اسْمُه عَبْدُ اللَّهِ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى}؛ عُتْبَةُ بنُ رَبِيعَةَ وأُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ). [الدر المنثور: 15/ 243] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6)}
- قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال غيره: {تصدّى}: «تغافل عنه»). [صحيح البخاري: 6/ 166]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قَولُهُ: {تَصدَّى}: تَغَافَلُ عنهُ في رِوَايَةِ النَّسَفِيِّ: وقَالَ غَيرُهُ إلخ. وسَقَطَ منه شَيْءٌ، والذي قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ في قَولِهِ تَعَالَى:{فأَنتَ لَه تصَدَّى}؛ أي: تَتَعَرَّضُ لَه، تَلَهَّى: تَغَافَلُ عَنه. فالسَّاقِطُ لَفظُ: تَتَعَرَّضُ له، ولَفظُ تَلَهَّى. وسَيَأتِي تَفسيرُ تَلَهَّى على الصَّوَابِ، وهُو بحَذفِ إِحدَى التَّاءَينِ في اللَّفظَتَينِ، والأصْلُ تَتَصَدَّى وتَتَلَهَّى.
وقد تَعقَّبَ أَبُو ذَرٍّ مَا وَقَعَ في البُخَارِيِّ فَقَالَ: إنما يُقَالُ: تَصَدَّى للأمرِ إذا رَفَعَ رَأسَهُ إليه فأمَّا تَغَافَلُ فهُو تَفسيرُ تَلَهَّى، وقَالَ ابنُ التِّينِ: قِيلَ: تَصَدَّى تَعَرَّضُ وهو اللاَّئِقُ بتَفسيرِ الآيَةِ؛ لأنَّه لَم يَتَغَافَلْ عنِ المُشْرِكِينَ إنما تَغَافَلَ عنِ الأعْمَى). [فتح الباري: 8/ 692]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({تَصَدَّى}: تَغَافَلُ عَنْهُ
أَشَارَ به إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى} وفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ: تَغَافَلُ، وَأَصْلُهُ: تَتَغَافَلُ، وَكَذَلِكَ أَصْلُ تَصَدَّى: تَتَصَدَّى فَحُذِفَتْ إِحْدَى التَّاءَيْنِ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَيْ: تَتَعَرَّضُ لَهْ بِالإِقْبَالِ عَلَيْهِ، وَهَذَا هُوَ الْمُنَاسِبُ الْمَشْهُورُ، وَقَالَ صَاحِبُ التَّلْوِيحِ: فِي أَكْثَرِ النُّسَخِ: تَصَدَّى تَغَافَلُ عَنْهُ، وَالَّذِي فِي غَيْرِهَا: تَصَدَّى أَقْبَلَ عَلَيْهِ، وَكَأَنَّهُ الصَّوَابُ وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ النَّسَفِيِّ: وَقَالَ غَيْرُهُ: تَصَدَّى تَغَافَلُ، وَهَذَا يَقْتَضِي تَقَدُّمَ ذِكْرِ أَحَدٍ قَبْلَهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ أَنْ يُقَالَ: وَقَالَ غَيْرُهُ). [عمدة القاري: 19/ 279]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( وَقَالَ غَيْرُهُ: سَقَطَ لأَبِي ذَرٍّ كالسَّابِقِ {تَصَدَّى} أي: (تَغَافَلَ عنه). قَالَ الْحَافِظُ أَبُو ذَرٍّ: ليس هذا بصحيحٍ وإنما يُقَالُ: تَصَدَّى للأمْرِ إذا رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ، فأمَّا تَلَهَّى: فَتَغَافَلَ وَتَشَاغَلَ عنه. انْتَهَى. لأنَّهُ لم يَتَغَافَلْ عَنِ المشْرِكِ إِنَّمَا تَغَافَلَ عمَّنْ جَاءَهُ يَسْعَى). [إرشاد الساري: 7/ 412]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: {تصدّى}؛ أي: تغافل عنه وأصلهما تتصدى وتتغافل بحذف إحدى التاءين. وقال الزمخشري، أي: تتعرض له بالإقبال عليه، وهذا هو المناسب المشهور.
وقال الحافظ أبو ذرّ: إن تفسيره بتغافل عنه ليس بصحيح لأنه إنما يقال: تصدى للأمر إذا رفع رأسه إليه. اهـ شيخ الإسلام. قوله: (مثل الذي يقرأ القرآن) لفظ مثل زائد للتأكيد). [حاشية السندي على البخاري: 3/ 78]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7)}
- قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى}، يقولُ: وأيُّ شَيْءٍ عَلَيْكَ أَنْ لا يَتَطَهَّرَ مِنْ كُفْرِهِ فيُسْلِمَ؟ ). [جامع البيان: 24/ 107]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8)}
- قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وَأَمَّا مَنْ جَاءَ‌كَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى}، يقولُ: وَأَمَّا هذا الأعمَى الذي جاءَكَ سَعْياً، وهوَ يَخْشَى اللَّهَ ويَتَّقِيهِ). [جامع البيان: 24/ 107]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ يَخْشَى (9)}
- قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وَأَمَّا مَنْ جَاءَ‌كَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى}، يقولُ: وَأَمَّا هذا الأعمَى الذي جاءَكَ سَعْياً، وهوَ يَخْشَى اللَّهَ ويَتَّقِيهِ). [جامع البيان: 24/ 107] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}
- قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({تلهّى}: تشاغل). [صحيح البخاري: 6/ 166]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {تَلَهَّى}: تَشَاغَلُ) تَقَدَّمَ القَولُ فيه). [فتح الباري: 8/ 693]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {تَلَهَّى}: تَشَاغَلُ.
أَشَارَ به إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى} أَصْلُهُ: تَتَلَهَّى أَيْ: تَتَشَاغَلُ، حُذِفَتِ التَّاءُ مِنْهُمَا، وَقَالَ الثَّعْلَبِيُّ: أَيْ: تُعْرِضُ وَتَتَغَافَلُ عَنْهُ وَتَتَشَاغَلُ بِغَيْرِهِ). [عمدة القاري: 19/ 279]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ({تَلَهَّى}؛ أي: (تَشَاغَلُ) ). [إرشاد الساري: 7/ 412]
- قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى} يقولُ: فأَنْتَ عنهُ تُعْرِضُ، وتَشَاغَلُ عنهُ بغَيْرِهِ وتَغَافَلُ). [جامع البيان: 24/ 107]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 جمادى الآخرة 1434هـ/3-05-2013م, 09:56 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {عبس وتولّى * أن جاءه الأعمى...} ذلك عبد الله بن أم مكتوم، وكانت أم مكتوم أم أبيه، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نفر من أشراف قريش ليسألوا عن بعض ما ينتفع به، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقطع كلامه؛ فأنزل الله تبارك وتعالى، {عبس وتولّى}، يعني: محمداً صلى الله عليه وسلم، {أن جاءه الأعمى}؛ لأن جاءه الأعمى). [معاني القرآن: 3/235]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {عبس وتولّى (1) أن جاءه الأعمى (2)}(أن) في موضع نصب مفعول له، المعنى لأن جاءه الأعمى.
وهذه الآيات وما بعدها إلى قوله: {فأنت عنه تلهّى}نزلت في عبد اللّه ابن أمّ مكتوم. كان صار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - والنبي يدعو بعض أشراف قريش إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامه غيره، فتشاغل - عليه السلام - بدعائه عن الإقبال على عبد الله بن أم مكتوم، فأمره الله ألا يتشاغل عن الإقبال على أحد من المسلمين بغيره، فقال: {عبس وتولّى (1) أن جاءه الأعمى (2) وما يدريك لعلّه يزّكّى (3) أو يذّكّر فتنفعه الذّكرى (4)}). [معاني القرآن: 5/ 283]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وتَوَلَّى}: أعرض). [العمدة في غريب القرآن: 336]

تفسير قوله تعالى: {أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {عبس وتولّى... أن جاءه الأعمى...} ذلك عبد الله بن أم مكتوم، وكانت أم مكتوم أم أبيه، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نفر من أشراف قريش ليسألوا عن بعض ما ينتفع به، فكره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقطع كلامه؛ فأنزل الله تبارك وتعالى، {عبس وتولّى}، يعني: محمداً صلى الله عليه وسلم، {أن جاءه الأعمى}؛ لأن جاءه الأعمى). [معاني القرآن: 3/ 235](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {عبس وتولّى (1) أن جاءه الأعمى (2)}(أن) في موضع نصب مفعول له، المعنى لأن جاءه الأعمى.
وهذه الآيات وما بعدها إلى قوله {فأنت عنه تلهّى}نزلت في عبد اللّه ابن أمّ مكتوم. كان صار إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- والنبي يدعو بعض أشراف قريش إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامه غيره، فتشاغل - عليه السلام - بدعائه عن الإقبال على عبد الله بن أم مكتوم، فأمره الله ألا يتشاغل عن الإقبال على أحد من المسلمين بغيره، فقال: {عبس وتولّى (1) أن جاءه الأعمى (2) وما يدريك لعلّه يزّكّى (3) أو يذّكّر فتنفعه الذّكرى (4)}). [معاني القرآن: 5/ 283](م)

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (ثم قال جل وعز:{وما يدريك لعلّه يزّكّى...} بما أرد أن يتعلّمه من علمك، فعطف النبي صلى الله عليه وسلم على أن ابن أم مكتوم، وأكرمه بعد هذه الآية حتى استخلفه على الصلاة، وقد اجتمع القراء على: {فتنفعه الذّكرى...} بالرفع، ولو كان نصباً على جواب الفاء للعلّ ـ كان صوابا.
أنشدني بعضهم:
علّ صروف الدّهر أو دولاتها ....... يـدلـنـنــا الــلّــمّــة مــــــن لـمّـاتــهــا
فتستريـح النفـس مــن زفراتـهـا ....... وتـنــقــع الـغــلّــة مــــــن غــلاتــهــا

وقد قرأ بعضهم: "أأن جاءه الأعمى" بهمزتين مفتوحتين، أي: أن جاءه عبس، وهو مثل قوله: "أأن كان ذا مالٍ وبنين"). [معاني القرآن: 3/ 235-236]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فتنفعه الذّكرى}ويقرأ (فتنفعه الذّكرى). فمن نصب فعلى جواب (لعلّ) ومن رفع فعلى العطف على {يزّكّى}). [معاني القرآن: 5/ 283]

تفسير قوله تعالى: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5)}


تفسير قوله تعالى: {فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فأنت له تصدّى...}ولو قرأ قارئٌ: "تصدّى" كان صوابا). [معاني القرآن: 3/ 236]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): (قوله: {تصدّى} تعرض له). [مجاز القرآن: 2/ 286]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({تصدى}: تعرض له). [غريب القرآن وتفسيره: 413]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({تصدّى}: تعرّض. يقال: فلان يتصدّي لفلان، إذا تعرّض له ليراه).
[تفسير غريب القرآن: 514]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {أمّا من استغنى (5) فأنت له تصدّى (6)}؛ أي أنت تقبل عليه، ويقرأ (تصّدّى)، فمن قرأ (تصدّى) -بتخفيف الصاد- فالأصل تتصدّى، ولكن حذفت التاء الثانية لاجتماع تاءين، ومن قرأ (تصّدّى) بإدغام التاء، فالمعنى أيضا تتصدّى، إلا أن التاء أدغمت في الصاد لقرب المخرجين - مخرج التاء من الصاد). [معاني القرآن: 5/ 283-284]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تَصَدَّى}؛ أي تَعرّض). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 293]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تَصَدَّى}: تعرض له). [العمدة في غريب القرآن: 336]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله:{وما عليك ألّا يزّكّى (7)}؛أي أي شيء عليك أن لا يسلم من تدعوه إلى الإسلام). [معاني القرآن: 5/ 284]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8)}


تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ يَخْشَى (9)}

تفسير قوله تعالى: {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({تلهى}: تغافل بغيره). [مجاز القرآن: 2/ 286]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({تلهى}: تغافل عنه). [غريب القرآن وتفسيره: 413]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {فأنت عنه تلهّى (10)}؛
معناه تتشاغل، يقال: لهيت عن الشيء ألهى عنه إذا تشاغلت عنه). [معاني القرآن: 5/ 284]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تَلَهَّى}: تتغافل عنه). [العمدة في غريب القرآن: 336]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 09:52 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) }
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
والخيل عابسة على أكتافيها ....... دفع تبل صدورها وغبار
قال والخيل عابسة على أكتافها يعني أنها كريهة المنظر وهو من قوله عبس فلان في وجه
فلان وذلك إذا نظر إليه بتعبس وكراهة قال وهو من قوله تعالى: {عبس وتولى}؛ وهو من التعبيس). [نقائض جرير والفرزدق: 872-873]

تفسير قوله تعالى: {أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) }

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) }

تفسير قوله تعالى: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب أمّا وإمّا
أما المفتوحة فإن فيها معنى المجازاة. وذلك قولك: أما زيدٌ فله درهم، وأما زيد فأعطه درهماً. فالتقدير: مهما يكن من شيءٍ فأعط زيدا درهماً، فلزمت الفاء الجواب؛ لما فيه من معنى الجزاء. وهو كلام معناه التقديم والتأخير. ألا ترى أنك تقول: أما زيدا فاضرب؛ فإن قدمت الفعل لم يجز؛ لأن أما في معنى: مهما يكن من شيء؛ فهذا لا يتصل به فعلٌ، وإنما حد الفعل أن يكون بعد الفاء. ولكنك تقدم الاسم؛ ليسد مسد المحذوف الذي هذا معناه، ويعمل فيه ما بعده. وجملة هذا الباب: أن الكلام بعد أما على حالته قبل أن تدخل إلا أنه لا بد من الفاء؛ لأنها جواب الجزاء؛ ألا تراه قال - عز وجل - {وأما ثمود فهديناهم} كقولك: ثمود هديناهم. ومن رأى أن يقول: زيدا ضربته نصب بهذا فقال: أما زيدا فاضربه. وقال: {فأما اليتيم فلا تقهر} فعلى هذا فقس هذا الباب. وأما إما المكسورة فإنها تكون في موضع أو، وذلك قولك: ضربت إما زيدا، وإما عمرا؛ لأن المعنى: ضربت زيدا أو عمرا، وقال الله عز وجل: {إما العذاب وإما الساعة} وقال: {إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً}. فإذا ذكرت إما فلا بد من تكريرها، وإذا ذكرت المفتوحة فأنت مخير: إن شئت وقفت عليها إذا تم خبرها. تقول: أما زيد فقائم، وأما قوله: {أما من استغنى. فأنت له تصدى * وما عليك ألا يزكى * وأما من جاءك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى} فإن الكلام مستغنٍ من قبل التكرير، ولو قلت: ضربت إما زيداً، وسكت، لم يجز؛ لأن المعنى: هذا أو هذا؛ ألا ترى أن ما بعد إما لا يكون كلاماً مستغنياً). [المقتضب: 3/ 27-28]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وتقول: أما يوم الجمعة فإنك مرتحل؛ لأن معنى أما: مهما يكن من شيءٍ فإنك مرتحل يوم الجمعة. فما بعد الفاء يقع مبتدأ، ألا ترى أنك تقول: أما زيداً فضربت، فإنما هو على التقديم والتأخير. لا يكون إلا ذلك، لأن المعنى: مهما يكن من شيء فزيداً ضربت، أو فضربت زيداً.
ولو قال قائل: أما يوم الجمعة فإنك مرتحل لجاز، فيكون التقدير: مهما يكن من شيء ففي يوم الجمعة رحلتك. فهذا تقدير ما يقع في أما.
والدليل على أنها في معنى الجزاء لزوم الفاء لجوابها، نحو: أما زيد فمنطلق، {فأما اليتيم فلا تقهر}، {وأما ثمود فهديناهم} و{أما من استغنى * فأنت له تصدى} فالمعنى: مهما يكن من شيء فهذا الأمر فيه. فإنما تقديرها في الكلام كله التقديم والتأخير، لا يكون إلا على ذلك). [المقتضب: 2/ 352-353] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) }

قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وإن سميت رجلا كي قلت: هذا كي فاعلم.
وكذلك كل ما كان على حرفين ثانية ياءٌ أو واوا، أو ألف؛ ألا ترى أم حروف التهجي موضوعة على الوقف؛ نحو، با. تا. ثا. وكذلك رأوها، إنما هي موقوفات غير منونات، لأنهن علامات، فهن على الوقف.
ألا ترى أنك تقول: ولو. زاي. صاد، فتسكن أواخرها، لأنك تريد الوقف، ولولا الوقف لم يجمع بين سساكنين؛ كما تقول في الوقف: هذا زيد، وهذا عمرو.
فإذا جعلتهن أسماءً قلت: باءٌ، وتاءٌ فزدت على لك حرف مثله على ما وصفت لك. قال الرجل من الأعراب يذم النحويين إذ سمع خصومتهم فيه:
إذا اجتمعوا على ألفٍ، وباءٍ ....... وتاءٍ. هاج بينهم قـتـال
فأعربها على ما ذكرت لك حين جعلها اسما.
وحكاها أبو نجم إذ جدعلها في مواضعها فقال:
أقبلت من عند زيادٍ كالخرف ....... تخط رجلاي بخطً مختلـف
تكتبان في الطـريق لام الـف.
فإن كانت اسما فالإعراب كما قال:
كما بينت كافٌ تلوح وميمها
فأعرب وأضاف، وكما قال:
كأن أخا اليهود يجد خطا ....... بكاف في منازلها ولام
وفواتح السور كذلك على الوقف؛ لأنها حروف نهج، نحو الم، المر، حم، طس. ولولا أنها على الوقف لم يجتمع ساكنان.
فإذا جعلت شيئا منها اسما أعربت، كما قال الكميت:
وجدنا لكم في آل حاميم آيةً ....... تأولها منا تقي ومعـرب
فحرك، ولم يضرب للعجة. وقال:
أو كتبا بين من حاميمـا ....... قد علمت أبناء إبراهيما
قال:
يذكرني حاميم والرمح شاجرٌ ....... فهلا تلا حاميم قبل التقـدم
فأما قراءة الحسن صاد والقرآن فإنه لم يجعلها حرفا ولكنه فِعْل، إنما أراد: صاد بالقرآن عملك. وهذا تفسير الحسن، أي عارض بقالقرآن عملك، من قولك: صاديت الرجل: أي عارضته: ومنه {فأنت له تصدى} أي تعارض). [المقتضب: 1/ 371-374]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وتقول: أما يوم الجمعة فإنك مرتحل؛ لأن معنى أما: مهما يكن من شيءٍ فإنك مرتحل يوم الجمعة. فما بعد الفاء يقع مبتدأ، ألا ترى أنك تقول: أما زيداً فضربت، فإنما هو على التقديم والتأخير. لا يكون إلا ذلك، لأن المعنى: مهما يكن من شيء فزيداً ضربت، أو فضربت زيداً.
ولو قال قائل: أما يوم الجمعة فإنك مرتحل لجاز، فيكون التقدير: مهما يكن من شيء ففي يوم الجمعة رحلتك. فهذا تقدير ما يقع في أما.
والدليل على أنها في معنى الجزاء لزوم الفاء لجوابها، نحو: أما زيد فمنطلق، {فأما اليتيم فلا تقهر}، {وأما ثمود فهديناهم} و{أما من استغنى * فأنت له تصدى} فالمعنى: مهما يكن من شيء فهذا الأمر فيه. فإنما تقديرها في الكلام كله التقديم والتأخير، لا يكون إلا على ذلك). [المقتضب: 2/ 352-353] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) }

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) }

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ يَخْشَى (9) }

تفسير قوله تعالى: {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) }


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:53 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:54 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:54 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:54 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري


تفسير قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقصص هذه السّورة - التي لا تفهم الآية إلاّ به - أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- كان شديد الحرص على إسلام قريشٍ وأشرافهم، وكان يتحفّى بدعائهم إلى اللّه تعالى، فبينا هو يوماً مع رجلٍ من عظمائهم - قيل: هو الوليد بن المغيرة المخزوميّ. وقيل: عتبة بن ربيعة. وقيل: شيبة. وقيل: العبّاس. وقيل: أميّة بن خلفٍ: وقيل: أبيّ بن خلفٍ.
وقال ابن عبّاسٍ: كان في جمٍعٍ منهم، فيهم عتبة، والعبّاس، وأبو جهلٍ - إذ أقبل عبد اللّه ابن أمّ مكتومٍ القرشيّ الفهريّ من بني عامر بن لؤيٍّ، وهو رجلٌ أعمى يقوده رجلٌ آخر، فأومأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى قائده أن يؤخّره عنه، ففعل فدفعه عبد اللّه وأقبل نحو رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وقال: استدنني يا محمّد، علّمني مما علّمك اللّه.
فكان في ذلك كلّه قطعٌ لحديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مع الرجل المذكور من قريشٍ، وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد قرأ عليه القرآن وقال له: «أترى بما أقول بأساً؟» فكان ذلك الرجل يقول: لا والدّمى. يعني الأصنام.
ويروى: لا والدّما. يعني الذبائح التي للأصنام.
فلمّا شغب عليه أمر عبد اللّه ابن أمّ مكتومٍ عبس وأعرض عنه، وذهب ذلك الرجل، فيروى أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم انصرف إلى بيته، فلوي رأسه، وشخص بصره، وأنزلت عليه السّورة.
قال سفيان الثّوريّ: فكان بعد ذلك إذا رأى ابن أمّ مكتومٍ قال: «مرحباً بمن عاتبني فيه ربّي عزّ وجلّ»، وبسط له رداءه.
قال أنس بن مالكٍ: رأيته يوم القادسيّة وعليه درعٌ ومعه رايةٌ سوداء، واستخلفه النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على المدينة مرتين.
قوله عزّ وجلّ:{عبس وتولّى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعلّه يزّكّى * أو يذّكّر فتنفعه الذّكرى * أمّا من استغنى * فأنت له تصدّى * وما عليك ألّا يزّكّى * وأمّا من جاءك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهّى * كلّا إنّها تذكرةٌ * فمن شاء ذكره * في صحفٍ مّكرّمةٍ * مّرفوعةٍ مّطهّرةٍ * بأيدي سفرةٍ * كرامٍ بررةٍ * قتل الإنسان ما أكفره}.
العبوس: تقطيب الوجه واربداده عند كراهية أمرٍ، وفي مخاطبته صلّى اللّه عليه وسلّم بلفظ ذكر الغائب مبالغةٌ في العتب؛ لأنّ في ذلك بعض الإعراض، وقال كثيرٌ من العلماء، وابن زيدٍ، وعائشة، وغيرهما من الصحابة: لو كان رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- كاتماً شيئاً من الوحي لكتم هذه الآيات، وآيات قصّة زيدٍ وزينب بنت جحشٍ.
و(التّولّي) هنا الإعراض، و{أن} مفعولٌ من أجله، وقرأ الحسن: (آن جاءه) بمدّة تقريرٍ وتوقيفٍ، والوقف – على هذه القراءة – على {تولّى} وهي قراءة عيسى.
وذكر اللّه تعالى ابن أمّ مكتومٍ بصفة العمى، الذي شأن البشر احتقاره، وبيّن أمره بذكر ضدّه من عتوّ ذلك الكافر، وفي هذا دليلٌ على أنّ ذكر هذه العاهات متى كانت لمنفعةٍ، أو أنّ شهرتها تعرّف السامع صاحبها دون لبسٍ – جائزٌ، ومنه قول المحدّثين: سليمان الأعمش، وعبد الرحمن الأعرج، وسالم الأفطس، ونحو هذا. ومتى ذكرت هذه الأشياء على جهة التنقّص فتلك الغيبة.
وقد سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عائشة رضي اللّه عنها تذكر امرأةً، فقالت: إنّها لقصيرةٌ. فقال عليه الصلاة والسلام:«لقد قلت كلمةً لو مزجت بالبحر لمزجته» ). [المحرر الوجيز: 8/ 535-536]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم خاطب تعالى نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالعتب فقال: {وما يدريك لعلّه يزّكّى أو يذّكّر فتنفعه الذّكرى}؛ أي: وما يطلعك على أمره وعقبى حاله؟
ثمّ ابتدأ القول: {لعلّه يزّكّى} أي: تنمو بركته ويتطهّر لله تعالى، وينفع إيمانه. وأصل {يزّكّى} يتزكّى، فأدغم التاء في الزاي، وكذلك {يذّكّر}.
وقرأ الأعرج: (يذكر) بسكون الذال وضمّ الكاف، ورويت عن عاصمٍ، وقرأ جمهور السبعة: (فتنفعه) بضمّ العين، على العطف، وقرأ عاصمٌ وحده، والأعرج: {فتنفعه} بالنّصب في جواب التّمنّي؛ لأنّ قوله تعالى: {أو يذّكّر} في حكم قوله سبحانه: {لعلّه يزّكّى}). [المحرر الوجيز: 8/ 536-537]

تفسير قوله تعالى: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ أكّد تعالى عتب نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم بقوله: {أمّا من استغنى}؛ أي: بماله). [المحرر الوجيز: 8/ 537]

تفسير قوله تعالى: {فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{تصدّى} معناه: تتعرّض بنفسك، وقرأ ابن كثيرٍ، ونافعٌ: (تصّدّى) بشدّ الصاد، على إدغام التاء، وقرأ الباقون، والأعرج، والحسن، وأبو رجاءٍ، وقتادة، وعيسى، والأعمش: {تصدّى} بتخفيف الصاد، على حذف التاء.
وقرأ أبو جعفر بن القعقاع: (تصدّى) بضمّ التاء وتخفيف الصاد، على بناء الفعل للمفعول، أي: يصدّيك حرصك على هؤلاء الكفّار أن يسلموا؛ تقول: تصدّى الرجل وصدّيته، كما تقول: تكسّب وكسّبته). [المحرر الوجيز: 8/ 537]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ قال تعالى تحقيراً لشأن الكفار: {وما عليك ألاّ يزّكّى} أي: وما يضرّك ألا يفلح؟ فهذا حضٌّ على الإعراض عن أمرهم، وترك الاكتراث بهم). [المحرر الوجيز: 8/ 537]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم قال تعالى مبالغاً في العتب: {وأمّا من جاءك يسعى} أي: يمشي. وقيل: المعنى: يسعى في شؤونه، وأمر دينه، وتقرّبه منك).[المحرر الوجيز: 8/ 537]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ يَخْشَى (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : ({وهو يخشى}: اللّه تعالى). [المحرر الوجيز: 8/ 537]

تفسير قوله تعالى: {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : ({فأنت عنه تلهّى}؛ أي: تشتغل. تقول: لهيت عن الشيء ألهى. إذا اشتغلت، وليس من اللّهو الذي هو من ذوات الواو، أما إنّ المعنى يتداخل.
وقرأ الجمهور من القرّاء: {تلهّى} بفتح التاء، على حذف التاء الواحدة، وقرأ ابن كثيرٍ – فيما روي عنه -: (تّلهّى) بالإدغام، وقرأ طلحة بن مصرّفٍ: (تتلهّى) بتاءين، وروي عنه: (تلهى) بفتح التاء، وسكون اللام، وتخفيف الهاء المفتوحة.
وقرأ أبو جعفر بن القعقاع: (تلهّى) بضمّ التاء، أي: يلهيك حرصك على أولئك الكفّار. وفي حديث النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «وما استأثر اللّه بعلمه فاله عنه».
وقوله تعالى في هاتين: {أمّا من}، {وأمّا من} فالسبب ما ذكر من كفار قريشٍ وعبد اللّه ابن أمّ مكتومٍ. ثمّ هي بعد تتناول من شركهم في هذه الأوصاف، فحملة الشرع والعلم والحكّام مخاطبون في تقريب الضّعيف من أهل الخير وتقديمه على الشريف العاري من الخير، بمثل ما خوطب النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في هذه السّورة). [المحرر الوجيز: 8/ 537-538]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:54 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:54 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
{عبس وتولّى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعلّه يزّكّى * أو يذّكّر فتنفعه الذّكرى * أمّا من استغنى * فأنت له تصدّى * وما عليك ألّا يزّكّى * وأمّا من جاءك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهّى * كلّا إنّها تذكرةٌ * فمن شاء ذكره * في صحفٍ مّكرّمةٍ * مّرفوعةٍ مّطهّرةٍ * بأيدي سفرةٍ * كرامٍ بررةٍ}.
ذكر غير واحدٍ من المفسّرين أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- كان يوماً يخاطب بعض عظماء قريشٍ، وقد طمع في إسلامه، فبينما هو يخاطبه ويناجيه إذ أقبل ابن أمّ مكتومٍ، وكان ممّن أسلم قديماً، فجعل يسأل رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- عن شيءٍ ويلحّ عليه، وودّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- أن لو كفّ ساعته تلك؛ ليتمكّن من مخاطبة ذلك الرّجل طمعاً ورغبة ًفي هدايته، وعبس في وجه ابن أمّ مكتومٍ وأعرض عنه وأقبل على الآخر؛ فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {عبس وتولّى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعلّه يزّكّى} أي: يحصل له زكاةٌ وطهارةٌ في نفسه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 319]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أو يذّكّر فتنفعه الذّكرى}؛ أي: يحصل له اتّعاظٌ وانزجارٌ عن المحارم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 319]

تفسير قوله تعالى: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أمّا من استغنى * فأنت له تصدّى}؛ أي: أمّا الغنيّ فأنت تتعرّض له لعلّه يهتدي). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 319]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وما عليك ألاّ يزّكّى} أي: ما أنت بمطالبٍ به إذا لم يحصل له زكاةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 319]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأمّا من جاءك يسعى * وهو يخشى} أي: يقصدك ويؤمّك ليهتدي بما تقول له). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 319]

تفسير قوله تعالى: {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأنت عنه تلهّى} أي: تتشاغل، ومن ههنا أمر اللّه عزّ وجلّ رسوله -صلّى اللّه عليه وسلّم- أن لا يخصّ بالإنذار أحداً، بل يساوي فيه بين الشّريف والضّعيف، والفقير والغنيّ، والسّادة والعبيد، والرّجال والنّساء، والصّغار والكبار، ثمّ اللّه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ، وله الحكمة البالغة والحجّة الدّامغة.
قال الحافظ أبو يعلى في مسنده: حدّثنا محمّدٌ -هو ابن مهديٍّ- حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، عن أنسٍ في قوله: {عبس وتولّى}؛ جاء ابن أمّ مكتومٍ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يكلّم أبيّ بن خلفٍ، فأعرض عنه؛ فأنزل اللّه: {عبس وتولّى أن جاءه الأعمى}؛ فكان النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- بعد ذلك يكرمه.
قال قتادة: وأخبرني أنس بن مالكٍ قال: رأيته يوم القادسيّة وعليه درعٌ، ومعه رايةٌ سوداء. يعني ابن أمّ مكتومٍ.
وقال أبو يعلى وابن جريرٍ: حدّثنا سعيد بن يحيى الأمويّ، حدّثني أبي، عن هشام بن عروة ممّا عرضه عليه، عن عروة، عن عائشة قالت: أنزلت: {عبس وتولّى} في ابن أمّ مكتومٍ الأعمى، أتى إلى رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-، فجعل يقول: أرشدني. قالت: وعند رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- رجلٌ من عظماء المشركين. قالت: فجعل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يعرض عنه ويقبل على الآخر ويقول:«أترى بما أقول بأساً؟». فيقول: لا. ففي هذا أنزلت: {عبس وتولّى}.
وقد روى التّرمذيّ هذا الحديث عن سعيد بن يحيى الأمويّ بإسناده مثله، ثمّ قال: وقد رواه بعضهم عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: أنزلت {عبس وتولّى} في ابن أمّ مكتومٍ. ولم يذكر فيه عن عائشة.
قلت: كذلك هو في "الموطّأ".
ثمّ روى ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ أيضاً من طريق العوفيّ عن ابن عبّاسٍ قوله: {عبس وتولّى * أن جاءه الأعمى}؛ قال: بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يناجي عتبة بن ربيعة، وأبا جهل بن هشامٍ، والعبّاس بن عبد المطّلب، وكان يتصدّى لهم كثيراً ويحرص عليهم أن يؤمنوا، فأقبل إليه رجلٌ أعمى يقال له: عبد اللّه ابن أمّ مكتومٍ يمشي وهو يناجيهم، فجعل عبد اللّه يستقرئ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم آيةً من القرآن، وقال: يا رسول اللّه علّمني ممّا علّمك اللّه؛ فأعرض عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعبس في وجهه وتولّى وكره كلامه، وأقبل على الآخرين، فلمّا قضى رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- نجواه وأخذ ينقلب إلى أهله، فأمسك اللّه بعض بصره وخفق برأسه، ثمّ أنزل اللّه: {عبس وتولّى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعلّه يزّكّى * أو يذّكّر فتنفعه الذّكرى}.
فلمّا نزل فيه ما نزل أكرمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وكلّمه، وقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ((ما حاجتك؟ هل تريد من شيءٍ؟)). وإذا ذهب من عنده قال: «هل لك حاجةٌ في شيءٍ؟». وذلك لمّا أنزل اللّه تعالى: {أمّا من استغنى * فأنت له تصدّى * وما عليك ألاّ يزّكّى}. فيه غرابةٌ ونكارةٌ، وقد تكلّم في إسناده.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، حدّثنا اللّيث، حدّثني يونس، عن ابن شهابٍ قال: قال سالم بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عمر: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «إنّ بلالاً يؤذّن بليلٍ، فكلوا واشربوا حتّى تسمعوا أذان ابن أمّ مكتومٍ». وهو الأعمى الذي أنزل اللّه تعالى فيه: {عبس وتولّى * أن جاءه الأعمى}، وكان يؤذّن مع بلالٍ. قال سالمٌ: وكان رجلاً ضرير البصر، فلم يكن يؤذّن حتّى يقول له النّاس حين ينظرون إلى بزوغ الفجر: أذّن.
وهكذا ذكر عروة بن الزّبير ومجاهدٌ وأبو مالكٍ وقتادة والضّحّاك وابن زيدٍ وغير واحدٍ من السّلف والخلف أنّها نزلت في ابن أمّ مكتومٍ، والمشهور أنّ اسمه عبد اللّه، ويقال: عمرٌو. واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 319-321]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة