شرح علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ)
الباب الثالث: في الحروف الثلاثية
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الباب الثالث: في الحروف الثلاثية، ولما كان بعضها حرفًا محضًا وبعضها مشتركًا بين الأسماء والحروف كان هذا الباب ثلاثة أنواع:
النوع الأول: الحروف المحضة، وهي خمسة عشر حرفًا: "أيا"، و"هيا"، و"آأي"، و"ألا"، و"أما"، و"إذن"، و"إلى"، و"إن" المكسورة "الهمزة" المشددة "النون"، و"أن" المفتوحة "الهمزة" المشددة "النون"، و"ليت"، و"نعم"،و"بلى"، و"ثم"، و"رب"، و"سوف"). [جواهر الأدب: 165]
الفصل الثاني: "إيا" و"هيا"
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الفصل الثاني: من النوع الأول من الحروف الثلاثية المحضة هو:
"إيا" و"هيا": وهما حرفان هاملان موضوعان لنداء البعيد على الصحيح فيهما، فتقول للقاضي: "أيا" زيد و"هيا" عمرو، ومشاركان ليا في جملة الأحكام والتصرفات والمسائل: وقيل: "هيا" لغة في "أيا"، أبدلت "الهمزة" "هاء" للمقاربة، ومنه قوله:
فانصرفت وهي حصان مغضبة...... ورفعت بصوتها هيا ابه
قال ابن السكيت رحمه الله: تريد "أيا" أبه، ثم أبدلت "الهمزة" "هاء"، وإبدال "الهاء" من "الهمزة" على نحوين:
أحدهما: أن تبدل من "همزة" أصلية، كقولهم في "إياك": "هياك"، ومنه ما أنشده أبو الحسن:
فهياك والأمر الذي إن توسعت ..... موارده ضاقت عليه مصادره
وروى قطرب أن بعضهم يفتح "الهمزة" من "إياك"، كقول الراجز:
إياك أن تمنى بسفسفان ..... خب الفؤاد مائل اليدان
ثم يبدلها "هاء" كقوله:
يا خال هلا قلت إذ أعطيتني .... هياك هياك وحنواء العنق
قال: وطيء تقول: هن فعل فعلت، يريدون: أن فعل، وكذلك قولهم: لهنك قائم، الأصل: لأنك، قال الشاعر:
ألا يا سنا برق على قلل الحمى .... لهنك من برق عليّ كريم
ونقل ابن جني رحمه الله أن بعضهم قرأ: (طأ ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)، أراد: طأ الأرض بقدميك جميعًا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع احدى رجليه في صلاته، "فالهاء" على هذا بدل من "الهمزة".
وقال بعضهم: إن "الهاء" في قولهم: هات يا رجل، بدل من قولهم: وأتى قال، وقرأت على أبي علي رحمه الله فقال: قال الأصمعي، يقال للصبا هيروهير وأيرواير بالفتح والكسر.
وثانيهما: أن تبدل من "همزة" زائدة، كقولهم في أرقت: هرقت، وفي أنرت الثوب: هنرته، وفي أرحت الدابة هرحتها.
قال قطرب: يقولون: هزيد منطلق، في أزيد، وأنشد أبو الحسن.
وأتى صواحبها فقلن هذا الذي ..... منح المودة غيرنا وجفانا
قال: يريد: أذا الذي، وحكى اللحياني: هردت الشيء هريده، أي: أريده، والله أعلم). [جواهر الأدب: 165 - 166]