العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 04:21 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post تفسير سورة المعارج [ من الآية (8) إلى الآية (18) ]

{يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 04:22 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) )
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا رشدين بن سعدٍ، عن عمرو بن الحارث، عن درّاجٍ أبي السّمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله: {كالمهل} قال: كعكر الزّيت، فإذا قرّبه إلى وجهه سقطت فروة وجهه فيه.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلاّ من حديث رشدين). [سنن الترمذي: 5 / 283]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يوم تكون السّماء كالمهل}. يقول تعالى ذكره: يوم تكون السّماء كالشّيء المذاب، وقد بيّنت معنى المهل فيما مضى بشواهده، واختلاف المختلفين فيه، وذكرنا ما قال فيه السّلف، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يوم تكون السّماء كالمهل}. قال: كعكر الزّيت.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يوم تكون السّماء كالمهل}: تتحوّل يومئذٍ لونًا آخر إلى الحمرة). [جامع البيان: 23 / 256]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {يوم تكون السّماء كالمهل} [المعارج: 8]
- عن ابن عبّاسٍ {يوم تكون السّماء كالمهل} [المعارج: 8] كدرديّ الزّيت. وفي قوله: (آناء اللّيل) قال: جوف اللّيل.
رواه أحمد، وفيه قابوس بن أبي ظبيان، وثّقه ابن معينٍ وغيره، وضعّفه النّسائيّ وغيره، وبقيّة رجاله رجال الصّحيح). [مجمع الزوائد: 7 / 129]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد، وابن المنذر والخطيب في المتفق والمفترق والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يوم تكون السماء كالمهل} قال: إنها الآن خضراء وإنها تحول يوم القيامة لونا آخر إلى الحمرة.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {يوم تكون السماء كالمهل} قال: كدردي الزيت وسواد العرق من خوف يوم القيامة قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت قول الشاعر:
تنادى به القسم السموم كأنها = تبطنت الأقراب من عرق مهلا.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {يوم تكون السماء كالمهل} قال: عكر الزيت {وتكون الجبال كالعهن} قال: كالصوف وفي قوله: {يبصرونهم} قال: المؤمنون يبصرون الكافرين). [الدر المنثور: 14 / 690-691]

تفسير قوله تعالى: (وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله كالعهن قال كالصوف). [تفسير عبد الرزاق: 2/317]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وتكون الجبال كالعهن}. يقول: وتكون الجبال كالصّوف.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {كالعهن} قال: كالصّوف.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {كالعهن}. قال: كالصّوف). [جامع البيان: 23 / 256-257]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {يوم تكون السماء كالمهل} قال: عكر الزيت {وتكون الجبال كالعهن} قال: كالصوف وفي قوله: {يبصرونهم} قال: المؤمنون يبصرون الكافرين). [الدر المنثور: 14 / 690-691] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولا يسأل حميمٌ حميمًا (10) يبصّرونهم}. يقول تعالى ذكره: ولا يسأل قريبٌ قريبه عن شأنه لشغله بشأن نفسه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال؛ حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولا يسأل حميمٌ حميمًا}: يشغل كلّ إنسانٍ بنفسه عن النّاس). [جامع البيان: 23 / 257]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وأولى الأقوال في ذلك بالصّحّة، قول من قال: معنى ذلك: {ولا يسأل حميمٌ حميمًا} عن شأنه، ولكنّهم يبصّرونهم فيعرفونهم، ثمّ يفرّ بعضهم من بعضٍ، كما قال جلّ ثناؤه: {يوم يفرّ المرء من أخيه وأمّه وأبيه وصاحبته وبنيه لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه}.
وإنّما قلنا ذلك أولى التّأويلات بالصّواب، لأنّ ذلك أشبهها بما دلّ عليه ظاهر التّنزيل، وذلك أنّ قوله: {يبصّرونهم} تلا قوله: {ولا يسأل حميمٌ حميمًا} فلأن تكون الهاء والميم من ذكرهم أشبه منها بأن تكون من ذكر غيرهم). [جامع البيان: 23 / 259]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {ولا يسأل} فقرأ ذلك عامّة قرأة الأمصار سوى أبي جعفرٍ القارئ وشيبة بفتح الياء؛ وقرأه أبو جعفرٍ وشيبة: (ولا يسأل) بضمّ الياء، يعني: لا يقال لحميمٍ أين حميمك؟ ولا يطلب بعضهم من بعضٍ.
والصّواب من القراءة عندنا فتح الياء، بمعنى: لا يسأل النّاس بعضهم بعضًا عن شأنه، لصحّة معنى ذلك، ولإجماع الحجّة من القرأة عليه). [جامع البيان: 23 / 259]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ولا يسأل حميم حميما} قال: شغل كل إنسان بنفسه عن الناس {يبصرونهم} قال: تعلمن والله ليعرفن يوم القيامة قوم قوما والناس أناس {يود المجرم لو يفتدي} الآية قال: يتمنى يوم القيامة لو يفتدى بالأحب فالأحب والأقرب فالأقرب من أهله وعشيرته لتشديد ذلك اليوم). [الدر المنثور: 14 / 691-692]

تفسير قوله تعالى: (يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يبصّرونهم}. اختلف أهل التّأويل في الّذين عنوا بالهاء والميم في قوله: {يبصّرونهم}. فقال بعضهم: عني بذلك الأقرباء أنّهم يعرفون أقرباءهم، ويعرف كلّ إنسانٍ قريبه، فذلك تبصير اللّه إيّاهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يبصّرونهم}. قال: يعرف بعضهم بعضًا، ويتعارفون بينهم، ثمّ يفرّ بعضهم من بعضٍ، يقول: {لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه}.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {يبصّرونهم} يعرّفونهم يعلمون، واللّه ليعرفنّ قومٌ قومًا، وأناسٌ أناسًا.
وقال آخرون: بل عني بذلك المؤمنون أنّهم يبصّرون الكفّار.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يبصّرونهم} المؤمنون يبصّرون الكافرين.
وقال آخرون: بل عني بذلك الكفّار الّذين كانوا أتباعًا لآخرين في الدّنيا على الكفر، أنّهم يعرفون المتبوعين في النّار.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {يبصّرونهم}. قال: يبصّرون الّذين أضلّوهم في الدّنيا في النّار.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّحّة، قول من قال: معنى ذلك: {ولا يسأل حميمٌ حميمًا} عن شأنه، ولكنّهم يبصّرونهم فيعرفونهم، ثمّ يفرّ بعضهم من بعضٍ، كما قال جلّ ثناؤه: {يوم يفرّ المرء من أخيه وأمّه وأبيه وصاحبته وبنيه لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه}.
وإنّما قلنا ذلك أولى التّأويلات بالصّواب، لأنّ ذلك أشبهها بما دلّ عليه ظاهر التّنزيل، وذلك أنّ قوله: {يبصّرونهم} تلا قوله: {ولا يسأل حميمٌ حميمًا} فلأن تكون الهاء والميم من ذكرهم أشبه منها بأن تكون من ذكر غيرهم). [جامع البيان: 23 / 257-259]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه (11) وصاحبته وأخيه (12) وفصيلته الّتي تؤويه (13) ومن في الأرض جميعًا ثمّ ينجيه}.
يقول تعالى ذكره: يودّ الكافر يومئذٍ ويتمنّى أنّه يفتدي من عذاب اللّه إيّاه ذلك اليوم ببنيه وصاحبته، وهي زوجته، وأخيه وفصيلته، وهم عشيرته الّتي تؤويه، يعني الّتي تضمّه إلى رحله، وتنزل فيه امرأته، لقربةٍ ما بينها وبينه، وبمن في الأرض جميعًا من الخلق، ثمّ ينجيه ذلك من عذاب اللّه إيّاه ذلك اليوم. وبدأ جلّ ثناؤه بذكر البنين، ثمّ الصّاحبة، ثمّ الأخ، إعلامًا منه عباده أنّ الكافر من عظيم ما ينزل به يومئذٍ من البلاء يفتدي نفسه، لو وجد إلى ذلك سبيلاً بأحبّ النّاس إليه، كان في الدّنيا، وأقربهم إليه نسبًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه (11) وصاحبته وأخيه (12) وفصيلته الّتي تؤويه} الأحبّ فالأحبّ، والأقرب فالأقرب من أهله وعشيرته لشدائد ذلك اليوم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وفصيلته الّتي تؤويه}. قال: قبيلته.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وصاحبته} قال: الصّاحبة الزّوجة {وفصيلته الّتي تؤويه}. قال: فصيلته: عشيرته). [جامع البيان: 23 / 259-260]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {يوم تكون السماء كالمهل} قال: عكر الزيت {وتكون الجبال كالعهن} قال: كالصوف وفي قوله: {يبصرونهم} قال: المؤمنون يبصرون الكافرين). [الدر المنثور: 14 / 690-691] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ولا يسأل حميم حميما} قال: شغل كل إنسان بنفسه عن الناس {يبصرونهم} قال: تعلمن والله ليعرفن يوم القيامة قوم قوما والناس أناس {يود المجرم لو يفتدي} الآية قال: يتمنى يوم القيامة لو يفتدى بالأحب فالأحب والأقرب فالأقرب من أهله وعشيرته لتشديد ذلك اليوم). [الدر المنثور: 14 / 691-692] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يبصرونهم} قال: يعرف بعضهم بعضا وتعارفون ثم يفر بعضهم من بعض). [الدر المنثور: 14 / 692]

تفسير قوله تعالى: (وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه (11) وصاحبته وأخيه (12) وفصيلته الّتي تؤويه (13) ومن في الأرض جميعًا ثمّ ينجيه}.
يقول تعالى ذكره: يودّ الكافر يومئذٍ ويتمنّى أنّه يفتدي من عذاب اللّه إيّاه ذلك اليوم ببنيه وصاحبته، وهي زوجته، وأخيه وفصيلته، وهم عشيرته الّتي تؤويه، يعني الّتي تضمّه إلى رحله، وتنزل فيه امرأته، لقربةٍ ما بينها وبينه، وبمن في الأرض جميعًا من الخلق، ثمّ ينجيه ذلك من عذاب اللّه إيّاه ذلك اليوم. وبدأ جلّ ثناؤه بذكر البنين، ثمّ الصّاحبة، ثمّ الأخ، إعلامًا منه عباده أنّ الكافر من عظيم ما ينزل به يومئذٍ من البلاء يفتدي نفسه، لو وجد إلى ذلك سبيلاً بأحبّ النّاس إليه، كان في الدّنيا، وأقربهم إليه نسبًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه (11) وصاحبته وأخيه (12) وفصيلته الّتي تؤويه} الأحبّ فالأحبّ، والأقرب فالأقرب من أهله وعشيرته لشدائد ذلك اليوم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وفصيلته الّتي تؤويه}. قال: قبيلته.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وصاحبته} قال: الصّاحبة الزّوجة {وفصيلته الّتي تؤويه}. قال: فصيلته: عشيرته). [جامع البيان: 23 / 259-260] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وفصيلته التي تؤويه قال قبيلته قال معمر وبلغني أن فصيلته أمه التي أرضعته). [تفسير عبد الرزاق: 2/318]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (الفصيلة: أصغر آبائه القربى، إليه ينتمي من انتمى). [صحيح البخاري: 6 / 160]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الفصيلة أصغر آبائه القربى إليه ينتمي هو قول الفرّاء وقال أبو عبيدة الفصيلة دون القبيلة ثمّ الفصيلة فخذه الّتي تؤويه وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ بلغني أنّ فصيلته أمّه الّتي أرضعته وأغرب الدّاوديّ فحكى أنّ الفصيلة من أسماء النّار). [فتح الباري: 8 / 665]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الفصيلة: أصغر آبائه القربى إليه: ينتمي من انتمى
أشار به إلى قوله تعالى: {وفصيلته الّتي تؤويه} (المعارج: 31) وفسرها: بقوله: (أصغر آبائه القربى) يعني: عشيرته الأدنون الّذين فصل عنهم، ونقل كذا عن الفراء وعن أبي عبيدة فخذه، وقيل: أقرباؤه الأقربون عن مجاهد: قبيلته، وعن الدّاوديّ: إن الفصيلة ولظى من أبواب جهنّم، وهذا غريب. قوله: (يننمي) ، أي: ينتسب، ويروى: إليه ينتهي، من الانتهاء). [عمدة القاري: 19 / 260]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (الفصيلة) ولأبي ذر والفصيلة (أصغر آبائه القربى) الذي فصل عنه (إليه ينتمي من انتمى) قاله الفراء. وفي نسخة وهي لأبي ذر ينتهي بالهاء بدل ينتمي بالميم، وسقط لأبي ذر قوله من انتمى). [إرشاد الساري: 7 / 400]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه (11) وصاحبته وأخيه (12) وفصيلته الّتي تؤويه (13) ومن في الأرض جميعًا ثمّ ينجيه}.
يقول تعالى ذكره: يودّ الكافر يومئذٍ ويتمنّى أنّه يفتدي من عذاب اللّه إيّاه ذلك اليوم ببنيه وصاحبته، وهي زوجته، وأخيه وفصيلته، وهم عشيرته الّتي تؤويه، يعني الّتي تضمّه إلى رحله، وتنزل فيه امرأته، لقربةٍ ما بينها وبينه، وبمن في الأرض جميعًا من الخلق، ثمّ ينجيه ذلك من عذاب اللّه إيّاه ذلك اليوم. وبدأ جلّ ثناؤه بذكر البنين، ثمّ الصّاحبة، ثمّ الأخ، إعلامًا منه عباده أنّ الكافر من عظيم ما ينزل به يومئذٍ من البلاء يفتدي نفسه، لو وجد إلى ذلك سبيلاً بأحبّ النّاس إليه، كان في الدّنيا، وأقربهم إليه نسبًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه (11) وصاحبته وأخيه (12) وفصيلته الّتي تؤويه} الأحبّ فالأحبّ، والأقرب فالأقرب من أهله وعشيرته لشدائد ذلك اليوم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وفصيلته الّتي تؤويه}. قال: قبيلته.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وصاحبته} قال: الصّاحبة الزّوجة {وفصيلته الّتي تؤويه}. قال: فصيلته: عشيرته). [جامع البيان: 23 / 259-260] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه {وفصيلته} قال: عشيرته.
وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب رضي الله عنه {وفصيلته التي تؤويه} قال: قبيلته التي ينتسب إليها.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وفصيلته} قال: قبيلته وفي قوله: {نزاعة للشوى} قال: لجلود الرأس {تدعو من أدبر وتولى} قال: عن الحق {وجمع فأوعى} قال: جمع المال). [الدر المنثور: 14 / 692]

تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) )

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كلاّ إنّها لظى (15) نزّاعةً للشّوى (16) تدعو من أدبر وتولّى (17) وجمع فأوعى}.
يقول تعالى ذكره: كلاّ ليس ذلك كذلك، ليس ينجيه من عذاب اللّه شيءٌ. ثمّ ابتدأ الخبر عمّا أعدّه له هنالك جلّ ثناؤه، فقال: {إنّها لظى} ولظى: اسمٌ من أسماء جهنّم، ولذلك لم يجر.
واختلف أهل العربيّة في موضعها، فقال بعض نحويّي البصرة: موضعها نصبٌ على البدل من الهاء، وخبر إنّ: {نزّاعةٌ} قال: وإن شئت جعلت {لظى} رفعًا على خبر إنّ، ورفعت {نزّاعةً} على الابتداء.
وقال بعض من أنكر ذلك: لا ينبغي أن يتبع الظّاهر المكنّى إلاّ في الشّذوذ؛ قال: والاختيار إنّها لظى نزّاعةٌ للشّوى لظى: الخبر، ونزّاعةً: حالٌ؛ قال: ومن رفع استأنف، لأنّه مدحٌ أو ذمٌّ؛ قال: ولا تكون ابتداءً إلاّ كذلك.
والصّواب من القول في ذلك عندنا، أنّ لظى الخبر، ونزّاعةً ابتداءٌ، فذلك رفعٌ، ولا يجوز النّصب في القراءة لإجماع قرّاء الأمصار على رفعها، ولا قارئ قرأ كذلك بالنّصب؛ وإن كان للنّصب في العربيّة وجهٌ؛ وقد يجوز أن تكون الهاء من قوله: {إنّها} عمادًا، ولظى مرفوعةٌ بـ (نزّاعةً)، ونزّاعةٌ) ب(لظى)، كما يقال: إنّها هندٌ قائمةٌ، وإنّه هندٌ قائمةً، فالهاء عمادٌ في الوجهين). [جامع البيان: 23 / 260-261]

تفسير قوله تعالى: (نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن التيمي عن قرة عن الحسن قال نزاعة للشوى قال للهام قال تأكله النار حتى لا يبقى منه شيء غير فؤاده يصيح). [تفسير عبد الرزاق: 2/317]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({للشّوى} [المعارج: 16] : اليدان والرّجلان والأطراف، وجلدة الرّأس يقال لها شواةٌ، وما كان غير مقتلٍ فهو شوًى). [صحيح البخاري: 6 / 160]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله للشّوى اليدان والرّجلان والأطراف وجلدة الرّأس يقال لها شواة وما كان غير مقتل فهو شوى هو كلام الفرّاء بلفظه أيضًا وقال أبو عبيدة الشّوى واحدتها شواةٌ وهي اليدان والرّجلان والرّأس من الآدميّين قال وسمعت رجلًا من أهل المدينة يقول اقشعرّت شواتي قلت له ما معناه قال جلدة رأسي والشّوى قوائم الفرس يقال عبل الشّوى ولا يراد في هذا الرّأس لأنّهم وصفوا الخيل بأسالة الخدّين ورقّة الوجه). [فتح الباري: 8 / 665]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (للشّوى: اليدان والرّجلان والأطراف وجلدة الرّأس يقال لها شواةٌ وما كان غير مقتلٍ فهو شوّى
أشار به إلى قوله تعالى: {كلا إنّها لظى نزاعة للشّوى} (المعارج: 51، 61) وكلامه ظاهرة منقول عن مجاهد، وفي التّفسير: نزاعة للشوى أي: نزاعة لجلد الرّأس، وقيل: المحاسن الوجه، وقيل: للعصب والعقب. وقيل: لأطراف اليدين والرّجلين والرّأس، وقيل: اللّحم دون العظم، واحده شواة. أي: لا تترك النّار لهم لحمًا ولا جلدا إلاّ أحرقته. وعن الكلبيّ: تأكل لحم الرّأس والدماغ كله ثمّ يعود الدّماغ كما كان ثمّ تعود تأكله، فذلك دأبها، وهي رواية عن ابن عبّاس). [عمدة القاري: 19 / 260]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({للشوى}) أي (اليدان والرجلان والأطراف وجلدة الرأس يقال لها شواة) وقيل الشوى جلد الإنسان (وما كان غير مقتل فهو شوى) قاله الفراء). [إرشاد الساري: 7 / 400]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كلاّ إنّها لظى (15) نزّاعةً للشّوى (16) تدعو من أدبر وتولّى (17) وجمع فأوعى}.
يقول تعالى ذكره: كلاّ ليس ذلك كذلك، ليس ينجيه من عذاب اللّه شيءٌ. ثمّ ابتدأ الخبر عمّا أعدّه له هنالك جلّ ثناؤه، فقال: {إنّها لظى} ولظى: اسمٌ من أسماء جهنّم، ولذلك لم يجر.
واختلف أهل العربيّة في موضعها، فقال بعض نحويّي البصرة: موضعها نصبٌ على البدل من الهاء، وخبر إنّ: {نزّاعةٌ} قال: وإن شئت جعلت {لظى} رفعًا على خبر إنّ، ورفعت {نزّاعةً} على الابتداء.
وقال بعض من أنكر ذلك: لا ينبغي أن يتبع الظّاهر المكنّى إلاّ في الشّذوذ؛ قال: والاختيار إنّها لظى نزّاعةٌ للشّوى لظى: الخبر، ونزّاعةً: حالٌ؛ قال: ومن رفع استأنف، لأنّه مدحٌ أو ذمٌّ؛ قال: ولا تكون ابتداءً إلاّ كذلك.
والصّواب من القول في ذلك عندنا، أنّ لظى الخبر، ونزّاعةً ابتداءٌ، فذلك رفعٌ، ولا يجوز النّصب في القراءة لإجماع قرّاء الأمصار على رفعها، ولا قارئ قرأ كذلك بالنّصب؛ وإن كان للنّصب في العربيّة وجهٌ؛ وقد يجوز أن تكون الهاء من قوله: {إنّها} عمادًا، ولظى مرفوعةٌ بـ (نزّاعةً)، ونزّاعةٌ) ب(لظى)، كما يقال: إنّها هندٌ قائمةٌ، وإنّه هندٌ قائمةً، فالهاء عمادٌ في الوجهين). [جامع البيان: 23 / 260-261] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {نزّاعةً للشّوى}. يقول تعالى ذكره مخبرًا عن لظى إنّها تنزع جلدة الرّأس وأطراف البدن؛ والشّوى: جمع شواةٍ، وهي من جوارح الإنسان ما لم يكن مقتلاً، يقال: رمى فأشوى: إذا لم يصب مقتلاً، فربّما وصف الواصف بذلك جلدة الرّأس كما قال الأعشى:
قالت قتيلة ما له = قد جلّلت شيبًا شواته
وربّما وصف بذلك السّاق كقولهم في صفة الفرس: عبل الشّوى نهد الجزاره يعني بذلك: قوائمه، وأصل ذلك كلّه ما وصفت.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني سليمان بن عبد الجبّار، قال: حدّثنا محمّد بن الصّلت، قال: حدّثنا أبو كدينة، عن قابوس، عن أبيه، قال: سألت ابن عبّاسٍ عن {نزّاعةً للشّوى}. قال: تنزع أمّ الرّأس.
- حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الصّوّاف، قال: حدّثنا الحسين بن الحسن الأشقر، قال: حدّثنا يحيى بن مهلّبٍ أبو كدينة، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {نزّاعةً للشّوى}. قال: تنزع الرّأس.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {نزّاعةً للشّوى}. يعني: الجلود والهام.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {نزّاعةً للشّوى}. قال: لجلود الرّأس.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن إبراهيم بن المهاجر، قال: سألت سعيد بن جبيرٍ عن قوله: {نزّاعةً للشّوى}. فلم يخبر، فسألت عنها مجاهدًا، فقلت: اللّحم دون العظم؟ فقال: نعم.
- قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ، {نزّاعةً للشّوى}. قال: لحم السّاق.
- حدّثني محمّد بن عمارة الأسديّ، قال: حدّثنا قبيصة بن عقبة السّوائيّ، قال: حدّثنا سفيان، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ في قوله: {نزّاعةً للشّوى}. قال: نزّاعةً للّحم السّاقين.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن خارجة، عن قرّة بن خالدٍ، عن الحسن، {نزّاعةً للشّوى}. قال: للهام تحرق كلّ شيءٍ منه، ويبقى فؤاده يصيح.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ، قال: حدّثنا قرّة، عن الحسن، في قوله: {نزّاعةً للشّوى} ثمّ ذكر نحوه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {نزّاعةً للشّوى} أي: نزّاعةً لهامته ومكارم خلقه وأطرافه.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {نزّاعةً للشّوى}: تبري اللّحم والجلد عن العظم حتّى لا تترك منه شيئًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {نزّاعةً للشّوى}. قال: الشّوى: الآراب العظام، ذاك الشّوى.
وقوله: {نزّاعةً}. قال: تقطّع عظامهم كما ترى، ثمّ يجدّد خلقهم، وتبدّل جلودهم). [جامع البيان: 23 / 261-264]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال مسدّدٌ: ثنا يحيى، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ "في قول اللّه- عزّ وجلّ-: (نزاعة للشوى) قال: لحم السّاقين"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6 / 292]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال مسدّدٌ: حدثنا يحيى، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ في قوله تبارك وتعالى: {نزّاعةً للشّوى}، قال: لحم السّاقين). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15 / 385]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وفصيلته} قال: قبيلته وفي قوله: {نزاعة للشوى} قال: لجلود الرأس {تدعو من أدبر وتولى} قال: عن الحق {وجمع فأوعى} قال: جمع المال). [الدر المنثور: 14 / 692] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {نزاعة للشوى} قال: تنزع أم الراس.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {نزاعة للشوى} قال: لهامته ومكارم وجهه {تدعو من أدبر} قال: عن طاعة الله تعالى {وتولى} قال: عن كتاب الله وعن حقه {وجمع فأوعى} قال: كان جموعا للخبيث.
وأخرج عبد بن حميد عن قرة بن خالد رضي الله عنه {نزاعة للشوى} قال: نزاعة للهام تحرق كل شيء منه ويبقى فؤاده نضجا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه {نزاعة للشوى} الشوى الأطراف.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه {نزاعة للشوى} قال: فروة الرأس.
وأخرج ابن المنذر عن ثابت رضي الله عنه {نزاعة للشوى} قال: لمكارم وجه ابن آدم.
وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه {نزاعة للشوى} قال: للحم الساقين.
وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه {نزاعة للشوى} قال: الأطراف). [الدر المنثور: 14 / 692-693]

تفسير قوله تعالى: (تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {تدعو من أدبر وتولّى}. يقول: تدعو لظى إلى نفسها من أدبر في الدّنيا عن طاعة اللّه، وتولّى عن الإيمان بكتابه وبرسله.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {تدعو من أدبر وتولّى}. قال: عن طاعة اللّه {وتولّى}. قال: عن كتاب اللّه، وعن حقّه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {تدعو من أدبر وتولّى}. قال: عن الحقّ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {تدعو من أدبر وتولّى}. قال: ليس لها سلطانٌ إلاّ على من كفر وتولّى وأدبر عن اللّه، فأمّا من آمن باللّه ورسوله، فليس لها عليه سلطانٌ). [جامع البيان: 23 / 264]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وفصيلته} قال: قبيلته وفي قوله: {نزاعة للشوى} قال: لجلود الرأس {تدعو من أدبر وتولى} قال: عن الحق {وجمع فأوعى} قال: جمع المال). [الدر المنثور: 14 / 692] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {نزاعة للشوى} قال: لهامته ومكارم وجهه {تدعو من أدبر} قال: عن طاعة الله تعالى {وتولى} قال: عن كتاب الله وعن حقه {وجمع فأوعى} قال: كان جموعا للخبيث). [الدر المنثور: 14 / 692] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وجمع فأوعى} يقول: وجمع مالاً فجعله في وعاءٍ، ومنع حقّ اللّه منه، فلم يزكّ ولم ينفق فيما أوجب اللّه عليه إنفاقه فيه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وجمع فأوعى}. قال: جمع المال.
- حدّثنا محمّد بن منصورٍ الطّوسيّ، قال: حدّثنا أبو قطنٍ، قال: حدّثنا المسعوديّ، عن الحكم، قال: كان عبد اللّه بن عكيمٍ لا يربط كيسه، يقول: سمعت اللّه، يقول: {وجمع فأوعى}.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وجمع فأوعى}. كان جموعًا قمومًا للخبيث). [جامع البيان: 23 / 265]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وفصيلته} قال: قبيلته وفي قوله: {نزاعة للشوى} قال: لجلود الرأس {تدعو من أدبر وتولى} قال: عن الحق {وجمع فأوعى} قال: جمع المال). [الدر المنثور: 14 / 692] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {نزاعة للشوى} قال: لهامته ومكارم وجهه {تدعو من أدبر} قال: عن طاعة الله تعالى {وتولى} قال: عن كتاب الله وعن حقه {وجمع فأوعى} قال: كان جموعا للخبيث). [الدر المنثور: 14 / 692] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد عن الحكم رضي الله عنه قال: كان عبد الله بن حكيم لا يربط كيسه قال: سمعت الله يقول: {وجمع فأوعى}). [الدر المنثور: 14 / 693]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 04:24 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (المهل): ما أذيب من الفضة والنّحاس). [تفسير غريب القرآن: 485]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يوم تكون السّماء كالمهل (8) وتكون الجبال كالعهن (9)}
العهن الصوف، والمهل درديّ الزّيت). [معاني القرآن: 5/220]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((المُهْل) ما أذيب من الفضّة والنحاس). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 279]

تفسير قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وتكون الجبال كالعهن} أي كالصوف. وذلك: أنها تبسّ). [تفسير غريب القرآن: 485]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يوم تكون السّماء كالمهل (8) وتكون الجبال كالعهن (9)}
العهن الصوف، والمهل درديّ الزّيت). [معاني القرآن: 5/220] (م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كَالْعِهْنِ} كالصوف). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 279]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا يسأل حميمٌ حميماً...}.لا يسأل ذو قرابة عن قرابته، ولكنهم يعرّفونهم [بالبناء للمجهول] ساعة، ثم لا تعارف بعد تلك الساعة، وقد قرأ بعضهم: (ولا يُسْأَلُ حَميمٌ حَمِيماً) لا يقال لحميم: أين حميمك؟ ولست أشتهي ذلك؛ لأنه مخالف للتفسير، ولأن القراء مجتمعون على (يسأل) ). [معاني القرآن: 3/184]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ولا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً} قريب قريباً). [مجاز القرآن: 2/269]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({حميم حميما}: قريب قريبا، وحاملة الرجل خاصته). [غريب القرآن وتفسيره: 389]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({ولا يسأل حميمٌ حميماً} أي لا يسأل ذو قرابة عن قرابته، ولكنهم {يبصّرونهم} أي يعرفونهم).
[تفسير غريب القرآن: 485]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ولا يسأل حميم حميما (10)} وقرئت (ولا يُسْأَل حَمِيم). فمن قرأ (ولا يَسْأَلُ) فالمعنى أنهم يعرف بعضهم بعضا، ويدل عليه قوله: (يبصّرونهم).
ومن قرأ (ولا يُسْأَل حَمِيم حَمِيمًا). فالمعنى لا يسأل قريب عن قرابته، ويكون (يبصّرونهم) - واللّه أعلم - للملائكة). [معاني القرآن: 5/220]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({حَمِيمٌ}: قريب). [العمدة في غريب القرآن: 314]

تفسير قوله تعالى: {يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({من عذاب يومئذٍ} فمن جر الميم أضاف العذاب إلى اليوم إلى إذٍ ومن فتح الميم جعل الميم حرفاً من وسطه كلمة لا يستعنى بالإضافة إلى إذٍ فيجرها وينون فيها). [مجاز القرآن: 2/269]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ولا يسأل حميمٌ حميماً} أي لا يسأل ذو قرابة عن قرابته، ولكنهم {يبصّرونهم} أي يعرفونهم). [تفسير غريب القرآن: 485](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ومن قرأ (ولا يُسْأَل حَمِيم حَمِيمًا). فالمعنى لا يسأل قريب عن قرابته، ويكون (يبصّرونهم) - واللّه أعلم - للملائكة). [معاني القرآن: 5/220](م)

تفسير قوله تعالى: {وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12)}

تفسير قوله تعالى: {وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وفصيلته...} هي أصغر آبائه الذي إليه ينتمي). [معاني القرآن: 3/184]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وفصيلته الّتي تؤويه} دون القبيلة، الشعوب أكثر من القبائل ثم الفصيلة، فخذه التي تؤويه). [مجاز القرآن: 2/269]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وفصيلته التي تؤيه}: دون القبيلة. أدنى آبائه إليه). [غريب القرآن وتفسيره: 389]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({وفصيلته}: عشيرته الأدنون).
[تفسير غريب القرآن: 485]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وفصيلته الّتي تؤويه (13)} معناه أدنى قبيلته منه). [معاني القرآن: 5/220]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَفَصِيلَتِهِ} أي عشيرته الأَدْنَون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 279]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الفَصِيلَة): دون القبيلة). [العمدة في غريب القرآن: 314]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ثمّ ينجيه...} أي: ينجيه الافتداء من عذاب الله). [معاني القرآن: 3/184]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قال الله عز وجل: {كلاّ} أي: لا ينجيه ذلك، ثم ابتدأ، فقال: {إنّها لظى...} ولظى: اسم من أسماء جهنم؛ فلذلك لم يجره). [معاني القرآن: 3/184]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({كلاّ إنّها لظى * نزّاعةً لّلشّوى} [معاني القرآن: 4/34]
قال: {كلاّ إنّها لظى} {نزّاعةً لّلشّوى} نصب على البدل من الهاء وخبر "إنّ" {نزاعةٌ} وإن شئت جعلت {لظى} رفعا على خبر {إنّ} ورفعت "النزّاعة" على الابتداء). [معاني القرآن: 4/35]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {كلّا إنّها لظى (15)} (كلّا) ردع وتنبيه، أي لا يرجع أحد من هؤلاء فاعتبروا). [معاني القرآن: 5/221]

تفسير قوله تعالى: {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {نزّاعةٌ لّلشّوى...} مرفوع على قولك: إنها لظى، إنها نزاعة للشوى، وإن شئت جعلت الهاء عمادا، فرفعت لظى بنزاعة، ونزّاعة بلظى؛ كما تقول في الكلام: إنّه جاريتك فارهة، وإنها جاريتك فارهة. والهاء في الوجهين عماد. والشّوى: اليدان، والرجلان، وجلدة الرأس يقال لها: شواة، وما كان غير مقتل فهو شوًى). [معاني القرآن: 3/185]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({كلاّ إنّها لظى * نزّاعةً للشّوى * تدعو من أدبر وتولّى} واحدتها شواة وهي اليدان والرجلان والرأس من الآدميين قال الأعشى:
قالت قتيلة ما له = قد جلّلت شيباً شواته
أنشدها أبو الخطاب الأخفش أبا عمرو بن العلاء فقال له: صحفت إنما هي سراته ؛ قال أبو عبيدة: وسمعت رجلا من أهل المدينة يقول: اقشعرت شواتي، وشوى الفرس قوائمه، يقال عبل الشوى ولا يكون هذا للرأس لأنهم وصفوا الخيل بأسالة الخدين وعتق الوجه ورقته). [مجاز القرآن: 2/269-270]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({كلاّ إنّها لظى * نزّاعةً لّلشّوى}
قال: {كلاّ إنّها لظى} {نزّاعةً لّلشّوى} نصب على البدل من الهاء وخبر "إنّ" {نزاعةٌ} وإن شئت جعلت {لظى} رفعا على خبر {إنّ} ورفعت "النزّاعة" على الابتداء). [معاني القرآن: 4/34-35](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({نزاعة للشوى}: واحدها شواة وهي الأطراف، الأيدي والأرجل والرؤوس، وشوا الفرس قوائمه، وما لم يكن مقتلا فهو شوا، وجلدة الرأس يقال لها شواة، وشوا المال مهازيله). [غريب القرآن وتفسيره: 389]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({نزّاعةً للشّوى} يريد: جلود الرءوس. واحدها: «شواة»).
[تفسير غريب القرآن: 486]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({نزّاعة للشّوى (16)}
(نزّاعة) وقرئت (نَزَّاعَةً للشَّوَى). والقراءة (نزّاعة)، والقراء عليها وهي في النحو أقوى من النصب.
وذكر أبو عبيد إنها تجوز في العربيّة، وأنه لا يعرف أحدا قرأ بها.
وقد رويت عن الحسن، واختلف فيها عن عاصم، فأما ما رواه أبو عمرو عن عاصم فـ (نزّاعة) - بالنصب - وروى غيره (نزّاعة) بالرفع.
فأما الرفع فمن ثلاث جهات:
أحدها: أن تكون " لظى، و " نزّاعة " خبرا عن الهاء والألف، كما تقول: إنه حلو حامض، تريد أنه جمع الطعمين. فيكون الهاء والألف إضمارا للقصة، وهو الذي يسميه، الكوفيون المجهول. المعنى أن القصة والخبر لظى نزّاعة للشّوى، والشوى الأطراف، اليدان والرجلان والرأس، والشوى جمع شواه، وهي جلدة الرأس.
قال الشاعر:
قالت قتيلة ما له = قد جلّلت شيبا شواته؟
فأمّا نصب (نزّاعة) فعلى أنها حال مؤكدة كما قال: {وهو الحقّ مصدّقا} وكما تقول أنا زيد معروفا، فيكون (نزّاعة) منصوبا مؤكدا لأمر النار.
ويجوز أن ينصب على معنى أنها تتلظى (نزّاعة) كما قال جلّ ثناؤه: {فأنذرتكم نارا تلظّى (14)}.
والوجه الثالث في الرفع يرفع على الذّمّ بإضمار هي على معنى هي نزّاعة للشّوى.
ويكون نصبها أيضا على الذم فيكون نصبها على ثلاثة أوجه). [معاني القرآن: 5/221]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({للشوى} أي: جلدة الرأس، جمع: شواة، والشوى: اليدان والرجلان). [ياقوتة الصراط: 529]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): (و(نزاعة) أي: ناشطة). [ياقوتة الصراط: 530]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الشَوَى) جلود الرؤوس). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 279]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الشَّوَى): جلدة الرأس). [العمدة في غريب القرآن: 314]


تفسير قوله تعالى: {تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {تدعو من أدبر وتولّى...} تقول للكافر: يا كافر إليّ، يا منافق إليّ، فتدعو كل واحد باسمه). [معاني القرآن: 3/185]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {تدعو من أدبر وتولّى (17)} [معاني القرآن: 5/221]
تدعو الكافر باسمه والمنافق باسمه). [معاني القرآن: 5/222]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({تدعو من أدبر وتولى}: تعذب: قول المبرد. وتدعو: تنادي: قول ثعلب). [ياقوتة الصراط: 530]

تفسير قوله تعالى: {وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وجمع فأوعى...} يقول: جمع فأوعى، جعله في وعاء، فلم يؤد منه زكاة، ولم يصل رحما). [معاني القرآن: 3/185]
[/align]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 04:26 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) }

تفسير قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والعهن: الصوف الملون في قول أكثر أهل اللغة. وأما الأصمعي فقال: كل صوف عهن). [الكامل: 2/995] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وقال بعض الناس: الحميم من الأضداد. يقال: الحميم للحار، والحميم للبارد، ولم يذكر لذلك شاهدا، والأشهر في الحميم الحار، قال الله عز وجل: {حميما وغساقا}، فالحميم الحار، والغساق البارد، يحرق كما يحرق الحار. ويقال: الغساق: البارد المنتن بلسان الترك، ويقال: الغساق البارد الذي لا يقدرون على شربه من برده، كما لا يقدرون على شرب الحميم من حرارته.
ويقال: الغساق: ما يغسق من صديد أهل النار، أي ما يسيل، قال عمران بن حطان:
إذا ما تذكرت الحياة وطيبها = إلي جرى دمع من العين غاسق
أي سائل. وقال عمارة بن عقيل:
ترى الضيف بالصلعاء تغسق عينه = من الجوع حتى تحسب الضيف أرمدا
وقال الآخر في الحميم:
فحشت بها النار نار الحميم = وصب الحميم على هامها
والحميم: القريب في النسب، قال الله عز وجل: {ولا يسأل حميم حميما}، وقال الشاعر:
لعمرك ما سميته بمناصح = شفيق، ولا أسميته بحميم).
[كتاب الأضداد: 138-139] (م)

تفسير قوله تعالى: {يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "على حين ألهى الناس" إن شئت خفضت"حين" وإن شئت نصبت، أما الخفض فلأنه مخفوض فلأنه مخفوض، وهو اسم منصرف، وأما الفتح فلإضافتك إياه إلى شيء معرب، فبنيته على الفتح، لأن المضاف والمضاف إليه اسم واحد فبنيته من أجل ذلك، ولو كان الذي أضفته إليه معربًا لم يكن إلا مخفوضًا، وما كان سوى ذلك فهو لحن، تقول" جئتك على حين زيد" و" جئتك في حين إمرة عبد الملك"، وكذا قول النابغة:

على حين عاتبت المشيب على الصبا = وقلت: ألما أصح والشيب وازع!
إن شئت فتحت، وإن شئت خفضت، لأنه مضاف إلى فعل غير متمكن.
وكذلك قولهم: "يومئذ"، تقول: عجبت من يوم عبد الله، لا يكون غيره، فإذا أضفته إلى" إذ"، فإن شئت فتحت على ما ذكرت لك في "حين"، وإن شئت خفضت، لما كان يستحقه اليوم من التمكن قبل الإضافة. تقرأ إن شئت: {مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ}، وإن شئت: (مِنْ عَذَابِ يَوْمَئِذٍ) على ما وصفت لك، ومن خفض بالإضافة قال: سير بزيدٍ يومئذ، فأعربته في موضع الرفع، كما فعلت به في الخفض، ومن قال: {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ} فبناه قال: سير بزيدٍ يومئذٍ، يكون على حالة واحدة لأنه مبني، كما تقول: دفع إلى زيد خمسة عشر درهمًا، وكما قال عز وجل: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} ). [الكامل: 1/240-241]

تفسير قوله تعالى: {وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) }

تفسير قوله تعالى: {وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ} قال: أدنى الآباء إليه). [مجالس ثعلب: 133]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (قال يعقوب: الحوبة: الأم.
والفصيلة: رهط الرجل
الأدنون.
وقال ابن الكلبي: الشعب أكثر من القبيلة، ثم القبيلة، ثم العمارة، ثم البطن، ثم الفخذ.
وأسرة الرجل: رهطه الأدنون، وكذلك فصيلته). [الأمالي: 1/20-21]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) }

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب ما يجوز فيه الرفع مما ينتصب في المعرفة
وذلك قولك هذا عبد الله منطلق حدثنا بذلك يونس وأبو الخطاب عمن يوثق به من العرب.
وزعم الخليل رحمه الله أن رفعه يكون على وجهين:
فوجه أنك حين قلت هذا عبد الله أضمرت هذا أو هم كأنك قلت هذا منطلق أو هو منطلق. والوجه الآخر أن تجعلهما جميعا خبرا لهذا كقولك هذا حلو حامض لا تريد أن تنقض الحلاوة ولكنك تزعم أنه جمع الطعمين. وقال الله عز وجل: {كلا إنها لظى (15) نزاعة للشوى}. وزعموا أنها في قراءة أبي عبد الله. (هذا بعلي شيخٌ) ). [الكتاب: 2/83]
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ولظى يكتب بالياء مقصور. والحثى حشافة التمر ودقاق التبن أيضا وأشباهه يكتب بالياء وربما كتب بالألف). [المقصور والممدود: 67]
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (و«سَقَر» و«لَظى»: اسمان لجهنم، مؤنثان). [المذكور والمؤنث: 83] (م)

تفسير قوله تعالى: {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب ما يجوز فيه الرفع مما ينتصب في المعرفة
وذلك قولك هذا عبد الله منطلق حدثنا بذلك يونس وأبو الخطاب عمن يوثق به من العرب.
وزعم الخليل رحمه الله أن رفعه يكون على وجهين:
فوجه أنك حين قلت هذا عبد الله أضمرت هذا أو هم كأنك قلت هذا منطلق أو هو منطلق. والوجه الآخر أن تجعلهما جميعا خبرا لهذا كقولك هذا حلو حامض لا تريد أن تنقض الحلاوة ولكنك تزعم أنه جمع الطعمين. وقال الله عز وجل: {كلا إنها لظى (15) نزاعة للشوى}. وزعموا أنها في قراءة أبي عبد الله. (هذا بعلي شيخٌ) ). [الكتاب: 2/83] (م)
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (والشوى شوى الإنسان وجهه، وشوى الدابة والبعير قوائمه). [المقصور والممدود: 54]
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (والشوى القوائم). [نقائض جرير والفرزدق: 178]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث مجاهد: «ما أصاب الصائم شوى إلا الغيبة والكذب».
حدثنيه يحيى بن سعيد عن الأعمش عن مجاهد.
قال يحيى: الشوى هو الشيء الهين اليسير.
وهذا وجهه، وإياه أراد مجاهد، ولكن لهذا أصل، وأصل ذلك أن الشوى نفسه من الإنسان والبهيمة إنما هو الأطراف قال الله تبارك وتعالى: {كلا إنها لظى * نزاعة للشوى} إنما أراد بهذا أن
الشوى ليس بالمقتل لأنه الأطراف. فالذي أراد مجاهد أن كل شيء أصابه الصائم فهو شوى ليس يبطل صومه فيكون كالقتل له، إلا الغيبة والكذب فإنهما يبطلان الصوم مثل الذي أصاب المقتل فقتل). [غريب الحديث: 5/467-468]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

لقد سكنت بيني وبينك حقبة = بأطلائها العين الملمعة الشوى
...
والشوى: القوائم). [شرح ديوان كعب بن زهير: 128-129]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (قال الشاعر:
أسود شرى لاقت أسود خفية = تساقوا على حرد ماء الأساود
...
والشوى بالواو، يوافق معنى الشرى في الباب الذي يكون فيه ذما، يقال: هذا شرى من المال، أي رذال، قال الشاعر:

إنك ما سليت نفسا شحيحة = عن المال في الدنيا بمثل المجاوع
أكلنا الشوى حتى إذا لم ندع شوى = أشرنا إلى خيراتها بالأصابع
ويكون (شوى) بمعنى هين، فيقال: كل ذلك شوى ما سلم لك دينك، أي هين حقير، قال الشاعر:
وكنت إذا الأيام أحدثن نكبة = أقول شوى ما لم يصبن صميمي
والشوى جلدة الرأس، قال الشاعر:

إذا هي قامت تقشعر شواتها = ويشرق بين الليت منها إلى الصقل
وأنشدنا أبو العباس للأعشى:

قالت قتيلة ما له = قد جللت شيبا شواته
أم لا أراه كما عهد = ت صحا وأقصر عاذلاته
والشوى: الأطراف، نحو اليدين والرجلين، قال الله عز وجل: {نزاعة للشوى}، ويقال: هذا فرس غليظ الشوى، أي غليظ القوائم، قال امرؤ القيس:
سليم الشظا عبل الشوى شنج النسا = له حجبات مشرفات على الفال).
[كتاب الأضداد: 229-230]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (والشوى: الأطراف: اليدان والرجلان، ومنه قيل: رماه فأشواه إذا أخطأه، كأن السهم مرّ بين شواه، ويكون أشواه أيضًا: أصاب شواه وهو غير مقتل). [الأمالي: 2/247]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (والشوى: القوائم). [الأمالي: 2/248]

تفسير قوله تعالى: {تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) }

تفسير قوله تعالى: {وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: حتى إذا ما وعيتها يقول: جمعتها في سمعي، يقال: وعيت العلم، وأوعيت المتاع في الوعاء، قال الله عز وجل: {وَجَمَعَ فَأَوْعَى}، وقال الشاعر:
الخير يبقى وإن طال الزمان به = والشر أخبث ما أوعيت من زاد).
[الكامل: 1/143]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:03 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:03 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:03 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:04 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: يوم تكون نصب بإضمار فعل أو على البدل من الضمير المنصوب. و «المهل»: عكر الزيت قاله ابن عباس وغيره، فهي لسوادها وانكدار أنوارها تشبه ذلك. والمهل أيضا: ماء أذيب من فضة ونحوها قاله ابن مسعود وغيره: فيجيء له ألوان وتميع مختلط، والسماء أيضا- للأهوال التي تدركها- تصير مثل ذلك). [المحرر الوجيز: 8/ 403]

تفسير قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و«العهن»: الصوف دون تقييد. وقد قال بعض اللغويين: هو الصوف المصبوغ ألوانا، وقيل المصبوغ أي لون كان، وقال الحسن: هو الأحمر، واستدل من قال إنه المصبوغ ألوانا بقول زهير: [الطويل]
كأن فتات العهن في كل منزل = نزلن به حب الفنا لم يحطم
وحب الفنا هو عنب الثعلب، وكذلك هو عند طيبه، وقبل تحطمه ألوان بعضه أخضر، وبعضه أصفر، وبعضه أحمر، لاختلافه في النضج، وتشبه «الجبال» به على هذا القول لأنها جدد بيض وحمر وسود فيجيء التشبيه من وجهين في الألوان والثاني في الانتفاش. ومن قال إن العهن: الصوف دون تقييد، وجعل التشبيه في الانتفاش وتخلخل الأجزاء فقط. قال الحسن: والجبال يوم القيامة تسير بالرياح ثم يشتد الأمر فتنهد ثم يشتد الأمر بها فتصير هباء منبثا). [المحرر الوجيز: 8/ 403-404]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ السبعة والحسن والمدنيون وطلحة والناس: «ولا يسأل» على بناء الفعل للفاعل، والحميم في هذا الموضع: القريب والوالي، والمعنى لا يسأله نصرة ولا منفعة لعلمه أنه لا يجدها عنده، قال قتادة: المعنى لا يسأله عن حاله لأنها ظاهرة قد بصر كل أحد حالة الجميع، وشغل بنفسه. وقرأ ابن كثير من طريق البزي وأبو جعفر وشيبة بخلاف عنهما وأبو حيوة «لا يسأل» على بناء الفعل للمفعول. فالمعنى: ولا يسأل إحضاره لأن كل مجرم له سيما يعرف بها، وكذلك كل مؤمن له سيما خير.
وقيل المعنى: لا يسأل عن ذنبه وأعماله ليؤخذ بها وليزر وزره.
ويبصّرونهم على هذه القراءة قيل معناه في النار. وقال ابن عباس في المحشر يبصر بالحميم حميمه ثم يفر عنه لشغله بنفسه. وتقول: بصر فلان بالشيء، وبصرته به أريته إياه ومنه قول الشاعر: [الوافر]
إذا بصّرتك البيداء فاسري = وأما الآن فاقتصدي وقيلي
وقرأ قتادة بسكون الباء وكسر الصاد خفيفة، فقال مجاهد: يبصّرونهم معناه يبصر المؤمنون الكفار في النار، وقال ابن زيد: يبصر الكفار من أضلهم في النار عبرة وانتقاما عليهم وخزيا لهم). [المحرر الوجيز: 8/ 404]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه (11) وصاحبته وأخيه (12) وفصيلته الّتي تؤويه (13) ومن في الأرض جميعاً ثمّ ينجيه (14) كلاّ إنّها لظى (15) نزّاعةً للشّوى (16) تدعوا من أدبر وتولّى (17) وجمع فأوعى (18) إنّ الإنسان خلق هلوعاً (19) إذا مسّه الشّرّ جزوعاً (20) وإذا مسّه الخير منوعاً (21) إلاّ المصلّين (22) الّذين هم على صلاتهم دائمون (23)
المجرم في هذه الآية الكافر بدليل شدة الوعد وذكر لظى وقد يدخل مجرم المعاصي فيما ذكر من الافتداء، وقرأ جمهور الناس: «يومئذ» بكسر الميم، وقرأ الأعرج بفتحها، ومن حيث أضيف إلى غير متمكن جاز فيه الوجهان. وقرأ أبو حيوة «من عذاب» منونا «يومئذ» مفتوح الميم). [المحرر الوجيز: 8/ 405]

تفسير قوله تعالى: {وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والصاحبة: هنا الزوجة). [المحرر الوجيز: 8/ 405]

تفسير قوله تعالى: {وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والفصيلة في هذه الآية قرابة الرجل الأدنون، مثال ذلك بنو هاشم مع النبي صلى الله عليه وسلم، والفصيلة في كلام العرب: أيضا الزوجة، ولكن ذكر الصاحبة في هذه الآية لم يبق في معنى الفصيلة إلا الوجه الذي ذكرناه). [المحرر الوجيز: 8/ 405]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله ثمّ ينجيه الفاعل هو الفداء الذي تضمنه قوله لو يفتدي فهو المتقدم الذكر. وقرأ الزهري «تؤويه» و «تنجيه» برفع الهاءين). [المحرر الوجيز: 8/ 405]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: كلّا إنّها لظى رد لقولهم وما ودوه أي ليس الأمر كذلك، ثم ابتدأ الإخبار عن لظى وهي طبقة من طبقات جهنم، وفي هذا اللفظ تعظيم لأمرها وهولها). [المحرر الوجيز: 8/ 405]

تفسير قوله تعالى: {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ السبعة والحسن وأبو جعفر والناس: «نزاعة» بالرفع، وقرأ حفص عن عاصم: «نزاعة» بالنصب، فالرفع على أن تكون لظى بدلا من الضمير المنصوب، «ونزاعة» خبر «إن» أو على إضمار مبتدأ، أي هي نزاعة أو على أن يكون الضمير في إنّها للقصة، ولظى ابتداء و «نزاعة» خبره، أو على أن تكون لظى خبر و «نزاعة» بدل من لظى، أو على أن تكون لظى خبرا و «نزاعة» خبرا بعد خبر. وقال الزجاج: «نزاعة»، رفع بمعنى المدح.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا هو القول بأنها خبر ابتداء تقديره هي نزاعة، لأنه إذا تضمن الكلام معنى المدح أو الذم جاز لك القطع رفعا بإضمار مبتدأ أو نصبا بإضمار فعل. ومن قرأ بالنصب فذلك إما على مدح لظى كما قلنا، وإما على الحال من لظى لما فيها من معنى التلظي، كأنه قال: كلا إنها النار التي تتلظى نزاعة، قال الزجاج: فهي حال مؤكدة و: «الشوى» جلد الإنسان، وقيل جلد الرأس والهامة، قاله الحسن. ومنه قول الأعشى: [مجزوء الكامل]
قالت قتيلة ماله = قد جللت شيبا شواته
ورواه أبو عمرو بن العلاء سراته فلا شاهد في البيت على هذه الرواية. قال أبو عبيدة: سمعت أعرابيا يقول اقشعرت شواتي، و «الشوى» أيضا: قوائم الحيوان، ومنه عبل الشوى، و «الشوى» أيضا: كل عضو ليس بمقتل، ومنه رمى فأشوى إذا لم يصب المقتل، وقال ابن جرير: «الشوى» العصب والعقب، فنار لظى تذهب هذا من ابن آدم وتنزعه). [المحرر الوجيز: 8/ 405-406]

تفسير قوله تعالى: {تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: تدعوا من أدبر وتولّى يريد الكفار، واختلف الناس في دعائها، فقال ابن عباس وغيره: هو حقيقة تدعوهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، وقال الخليل بن أحمد هي عبارة عن حرصها عليهم واستدنائها لهم، وما توقعه من عذابها، وقال ثعلب: تدعوا، معناه: تهلك، تقول العرب: دعاك الله أي أهلكك، وحكاه الخليل عن العرب). [المحرر الوجيز: 8/ 406]

تفسير قوله تعالى: {وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و «أوعى» معناه: جعلها في الأوعية تقول: وعيت العلم وأوعيت المال والمتاع، ومنه قول الشاعر [عبيد بن الأبرص]: [البسيط]
الخير يبقى وإن طال الزمان به = والشر أخبث ما أوعيت من زاد
وهذه إشارة إلى كفار أغنياء جعلوا جمع المال أوكد أمرهم، ومعنى حياتهم فجمعوه من غير حل ومنعوه من حقوق الله، وكان عبد الله بن عليكم لا يربط كيسه، ويقول: سمعت الله تعالى يقول: وجمع فأوعى). [المحرر الوجيز: 8/ 406-407]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:04 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:04 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يوم تكون السّماء كالمهل (8) وتكون الجبال كالعهن (9) ولا يسأل حميمٌ حميمًا (10) يبصّرونهم يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه (11) وصاحبته وأخيه (12) وفصيلته الّتي تؤويه (13) ومن في الأرض جميعًا ثمّ ينجيه (14) كلّا إنّها لظى (15) نزّاعةً للشّوى (16) تدعوا من أدبر وتولّى (17) وجمع فأوعى (18)}
يقول تعالى: العذاب واقعٌ بالكافرين {يوم تكون السّماء كالمهل} قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعطاءٌ، وسعيد بن جبيرٍ، وعكرمة، والسّدّيّ، وغير واحدٍ: كدرديّ الزّيت). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 224]

تفسير قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وتكون الجبال كالعهن} أي: كالصّوف المنفوش، قاله مجاهدٌ، وقتادة، والسّدّيّ. وهذه الآية كقوله تعالى: {وتكون الجبال كالعهن المنفوش} [القارعة: 5]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 224]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولا يسأل حميمٌ حميمًا * يبصّرونهم} أي: لا يسأل القريب عن حاله، وهو يراه في أسوأ الأحوال، فتشغله نفسه عن غيره.
قال العوفيّ عن ابن عبّاسٍ: يعرف بعضهم بعضًا، ويتعارفون بينهم، ثمّ يفرّ بعضهم من بعضٍبعد ذلك، يقول: {لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه}
وهذه الآية الكريمة كقوله: {يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم واخشوا يومًا لا يجزي والدٌ عن ولده ولا مولودٌ هو جازٍ عن والده شيئًا إنّ وعد اللّه حقٌّ} [لقمان: 33]. وكقوله: {وإن تدع مثقلةٌ إلى حملها لا يحمل منه شيءٌ ولو كان ذا قربى} [فاطر: 18]. وكقوله: {فإذا نفخ في الصّور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون} [المؤمنون: 101]. وكقوله: {يوم يفرّ المرء من أخيه وأمّه وأبيه وصاحبته وبنيه لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه} [عبس: 34 -37].
وقوله: {يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه * وصاحبته وأخيه * وفصيلته الّتي تؤويه * ومن في الأرض جميعًا ثمّ ينجيه * كلا} أي: لا يقبل منه فداءً ولو جاء بأهل الأرض، وبأعزّ ما يجده من المال، ولو بملء الأرض ذهبًا، أو من ولده الّذي كان في الدّنيا حشاشة كبده، يودّ يوم القيامة إذا رأى الأهوال أن يفتدي من عذاب اللّه به، ولا يقبل منه. قال مجاهدٌ والسّدّيّ: {فصيلته} قبيلته وعشيرته. وقال عكرمة: فخذه الّذي هو منهم. وقال أشهب، عن مالكٍ: {فصيلته} أمّه.
وقوله: {إنّها لظى} يصف النّار وشدّة حرّها). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 224-225]

تفسير قوله تعالى: {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({نزاعةً للشّوى} قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ: جلدة الرّأس. وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {نزاعةً للشّوى} الجلود والهام. وقال مجاهدٌ: ما دون العظم من اللّحم. وقال سعيد بن جبيرٍ: العصب. والعقب. وقال أبو صالحٍ: {نزاعةً للشّوى} يعني: أطراف اليدين والرّجلين. وقال أيضًا: نزّاعةً لحم السّاقين. وقال الحسن البصريّ، وثابتٌ البنانيّ: {نزاعةً للشّوى} أي: مكارم وجهه. وقال الحسن أيضًا: تحرق كلّ شيءٍ فيه، ويبقى فؤاده يصيح. وقال قتادة: {نزاعةً للشّوى} أي: نزّاعةً لهامته ومكارم وجهه وخلقه وأطرافه. وقال الضّحّاك: تبري اللّحم والجلد عن العظم، حتّى لا تترك منه شيئًا. وقال ابن زيدٍ: الشّوى: الآراب العظام. فقوله: نزّاعةً، قال: تقطع عظامهم، ثمّ يجدد خلقهم وتبدّل جلودهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 225]

تفسير قوله تعالى: {تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {تدعوا من أدبر وتولّى * وجمع فأوعى} أي: تدعو النّار إليها أبناءها الّذين خلقهم اللّه لها، وقدّر لهم أنّهم في الدّار الدّنيا يعملون عملها، فتدعوهم يوم القيامة بلسانٍ طلق ذلق، ثمّ تلتقطهم من بين أهل المحشر كما يلتقط الطّير الحبّ. وذلك أنّهم -كما قال اللّه، عزّ وجلّ- كانوا ممّن {أدبر وتولّى} أي: كذّب بقلبه، وترك العمل بجوارحه {وجمع فأوعى}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 225]

تفسير قوله تعالى: {وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وجمع فأوعى} أي: جمع المال بعضه على بعضٍ فأوعاه، أي: أوكاه ومنع حقّ اللّه منه من الواجب عليه في النّفقات ومن إخراج الزّكاة. وقد ورد في الحديث: "ولا توعي فيوعي اللّه عليك" وكان عبد اللّه بن عكيم لا يربط له كيسًا ويقول: سمعت اللّه يقول: {وجمع فأوعى}
وقال الحسن البصريّ: يا ابن آدم، سمعت وعيد اللّه ثمّ أوعيت الدّنيا.
وقال قتادة في قوله: {وجمع فأوعى} قال: كان جموعًا قمومًا للخبيث). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 225]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة