العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم الاعتقاد > جمهرة شرح أسماء الله الحسنى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 29 شعبان 1434هـ/7-07-2013م, 08:43 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

أدلّة هذا الاسم


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 شعبان 1438هـ/18-05-2017م, 09:06 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح ابن القيم (ت:751هـ) [الشرح المطول]

الله:

قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: ( (اللهُ... هوَ المَأْلُوهُ المَعْبُودُ)([1]) [و](هذا الاسمُ هوَ الجامعُ؛ ولهذا تُضافُ الأسماءُ الحسنَى كلُّها إليهِ فَيُقَالُ: الرحمنُ الرحيمُ العزيزُ الغفَّارُ القَهَّارُ منْ أسماءِ اللهِ، ولا يُقَالُ: اللهُ مِنْ أسماءِ الرحمنِ. قالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} ([2]) ).
(واسمُ "اللهِ" دَالٌّ على كونِهِ مَأْلُوهاً مَعْبُوداً، تَأْلَهُهُ الخلائقُ مَحَبَّةً وتعظيماً وخُضُوعاً، وَفَزَعاً إليهِ في الحوائجِ والنوائبِ، وذلكَ مُسْتَلْزِمٌ لكمالِ رُبُوبِيَّتِهِ ورحمتِهِ، المُتَضَمِّنَيْنِ لكمالِ المُلْكِ والحمدِ، وَإِلَهِيَّتُهُ وربوبيَّتُهُ ورحمانيَّتُهُ ومُلْكُهُ مُسْتَلْزِمٌ لجميعِ صفاتِ كمالِهِ؛ إذْ يَسْتَحِيلُ ثُبُوتُ ذلكَ لمنْ لَيْسَ بِحَيٍّ، ولا سَمِيعٍ ولا بَصِيرٍ ولا قَادِرٍ ولا مُتَكَلِّمٍ ولا فَعَّالٍ لما يُرِيدُ ولا حَكِيمٍ في أفعالِهِ). ([3])
[و] (زَعَمَ السُّهَيْلِيُّ وَشَيْخُهُ أبو بَكْرِ بنُ العَرَبِيِّ أنَّ اسْمَ اللهِ غيرُ مُشْتَقٍّ؛ لأنَّ الاشْتِقَاقَ يَسْتَلْزِمُ مَادَّةً يُشْتَقُّ منها، واسْمُهُ تَعَالَى قَدِيمٌ، والقديمُ لا مَادَّةَ لهُ، فَيَسْتَحِيلُ الاشتقاقُ.
ولا رَيْبَ أنَّهُ إنْ أُرِيدَ بالاشتقاقِ هذا المعنَى، وأنَّهُ مُسْتَمَدٌّ منْ أصلٍ آخرَ فَهُوَ بَاطِلٌ، ولكنَّ الذينَ قَالُوا بالاشتقاقِ لم يُرِيدُوا هذا المعنَى، ولا أَلَمَّ بِقُلُوبِهِم، وَإِنَّمَا أَرَادُوا أَنَّهُ دَالٌّ على صِفَةٍ لهُ تَعَالَى، وهيَ الإِلهيَّةُ، كسائرِ أسمائِهِ الحُسْنَى، كالعَلِيمِ والقديرِ والغفورِ والرحيمِ والسميعِ والبصيرِ؛ فإنَّ هذه ِ الأسماءَ مُشْتَقَّةٌ منْ مصادرِهَا بِلا رَيْبٍ، وهي قديمةٌ، والقديمُ لا مادَّةَ لهُ، فما كانَ جَوَابَكُم عنْ هذهِ الأسماءِ فهوَ جوابُ القائِلِينَ باشْتِقَاقِ اسمِهِ "اللهِ".
ثُمَّ الجوابُ عن الجميعِ أنَّنا لا نَعْنِي بالاشتقاقِ إِلاَّ أنَّها مُلاقِيَةٌ لمصادرِهَا في اللفظِ والمعنَى، لا أنَّها مُتَوَلِّدَةٌ منها تَوَلُّدَ الفرعِ منْ أصلِهِ، وَتَسْمِيَةُ النحاةِ للمصدرِ والمُشْتَقِّ منهُ أَصْلاً وَفَرْعاً، ليسَ معناهُ أنَّ أَحَدَهُمَا تَوَلَّدَ من الآخرِ، وإنَّمَا هُوَ باعتبارِ أنَّ أحدَهُما يَتَضَمَّنُ الآخَرَ وزيادةً.
وقولُ سِيبَوَيْهِ: إنَّ الفعلَ أمثلةٌ أُخِذَتْ منْ لفظِ أحداثِ الأسماءِ هوَ بهذا الاعتبارِ, لا أَنَّ العربَ تَكَلَّمُوا بالأسماءِ أَوَّلاً ثُمَّ اشْتَقُّوا منها الأفعالَ؛ فإنَّ التخاطبَ بالأفعالِ ضَرُورِيٌّ كالتخاطبِ بالأسماءِ لا فَرْقَ بينَهُمَا، فالاشتقاقُ هنا ليسَ هوَ اشْتِقَاقَ ماديٍّ، وإنما هوَ اشتقاقُ تلازمٍ. سُمِّيَ المتَضَمِّنُ ( بالكَسْرِ ) مُشْتَقًّا والمُتَضَمَّنُ ( بالفتحِ ) مُشْتَقًّا منهُ، ولا مَحْذُورَ في اشتقاقِ أسماءِ اللهِ تَعَالَى بهذا المعنَى)([4]).
(ولهذا كانَ القولُ الصحيحُ أنَّ (( اللهَ )) أَصْلُهُ (( الإِلَهُ )) كما هوَ قولُ سِيبَوَيْهِ وَجُمْهُورِ أصحابِهِ إلاَّ مَنْ شَذَّ منْهُم وأنَّ اسمَ اللهِ تَعَالَى هوَ الجامعُ لجميعِ معانِي الأسماءِ الحُسْنَى والصِّفَاتِ العُلَى)([5]).

[فصلٌ: في بيانِ مَعْنَى كَلِمَةِ (( اللهُمَّ )) ]:
(لا خِلافَ أنَّ لفظةَ (( اللهُمَّ )) مَعْنَاهَا (( يَا اللهُ ))، وَلِهَذَا لا تُسْتَعْمَلُ إلاَّ في الطلبِ؛ فلا يُقَالُ: اللهُمَّ غَفُورٌ رحيمٌ، بلْ يُقَالُ: اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي.
واخْتَلَفَ النُّحَاةُ في المِيمِ المُشَدَّدَةِ مِنْ آخرِ الاسمِ. فَقَالَ سِيبَوَيْهِ: زِيدَتْ عِوَضاً مِنْ حرفِ النداءِ، ولذلكَ لا يَجُوزُ عِنْدَهُ الجَمْعُ بَيْنَهُمَا في اختيارِ الكلامِ، فلا يُقَالُ: (( يَا اللهُمَّ))، إلاَّ فيما نَدَرَ كقولِ الشاعرِ:

إِنِّي إِذَا مَا حَدَثٌ أَلَمَّا = أَقُولُ يَا اللهُمَّ يَا اللهُمَّا

وَيُسَمَّى ما كانَ منْ هذا الضَّرْبِ عِوَضاً؛ إذْ هوَ في غيرِ مَحَلِّ المحذوفِ، فإنْ كانَ في مَحَلِّهِ سُمِّيَ بَدَلاً كَالألفِ في ( قَامَ ) وَ ( بَاعَ )، فَإِنَّهَا بَدَلٌ عن الواوِ والياءِ،. ولا يَجُوزُ عندَهُ أنْ يُوصَفَ هذا الاسمُ أَيْضاً، فلا يُقَالُ: " اللهُمَّ الرَّحِيمُ ارْحَمْنِي "، وَلا يُبْدَلُ مِنْهُ، والضَّمَّةُ التي على الهاءِ ضَمَّةُ الاسمِ المُنَادَى المُفْرَدِ، وَفُتِحَت المِيمُ لِسُكُونِهَا وسكونِ الميمِ التي قَبْلَهَا. وهذا مِنْ خصائصِ هذا الاسمِ، كما اخْتَصَّ بالتاءِ في القَسَمِ، وبدخولِ حرفِ النداءِ عليهِ معَ لامِ التعريفِ، وبِقَطْعِ همزةِ وَصْلِهِ في النداءِ، وتَفْخِيمِ لامِهِ وُجُوباً غيرَ مَسْبُوقَةٍ بِحَرْفِ إطباقٍ.
هذا مُلَخَّصُ مَذْهَبِ الخَلِيلِ وَسِيبَوَيْهِ.
وَقِيلَ: المِيمُ عِوَضٌ عنْ جملةٍ محذوفةٍ، والتقديرُ ( يا اللهُ أُمَّنَا بِخَيْرٍ ) أي: اقْصِدْنَا، ثُمَّ حَذَفَ الجارَّ والمجرورَ، وحَذَفَ المفعولَ، فَتَبْقَى في التقديرِ ( يا الله أُمَّ )، ثمَّ حَذَفَ الهمزةَ لكثرةِ دورانِ هذا الاسمِ في الدعاءِ على أَلْسِنَتِهِم، فَبَقِي " يا اللهُمَّ " وهذا قولُ الفرَّاءِ. وصاحبُ هذا القولِ يُجَوِّزُ دُخُولَ ( يَا ) عَلَيْهِ، وَيَحْتَجُّ بقـولِ الشاعرِ:

* يَا اللهُمَّمَا .. ارْدُدْ عَلَيْنَا شَيْخَنَا مُسَلَّمَا *
وبالبيتِ المُتَقَدِّمِ وَغَيْرِهِمَا.
وَرَدَّ البَصْرِيُّونَ هذا بوجوهٍ:
أحدُهَا: أَنَّ هذهِ تَقَادِيرُ لا دَلِيلَ عليها، ولا يَقْتَضِيهَا القِيَاسُ، فلا يُصَارُ إليها بِغَيْرِ دليلٍ.
الثاني: أنَّ الأصلَ عَدَمُ الحذفِ، فتقديرُ هذهِ المحذوفاتِ الكثيرةِ خلافُ الأصلِ.
الثالثُ: أنَّ الداعيَ بهذا قدْ يَدْعُو بالشَّرِّ على نفسِهِ وعلى غيرِهِ، فلا يَصِحُّ هذا التقديرُ فيهِ.
الرابعُ: أنَّ الاستعمالَ الشائعَ الفصيحَ يَدُلُّ على أنَّ العربَ لم تَجْمَعْ بينَ " يا " و " اللهُمَّ " ولوْ كانَ أصلُهُ مَا ذَكَرَهُ الفرَّاءُ لم يَمْتَنِع الجمعُ، بلْ كانَ استعمالُهُ فَصِيحاً شائعاً، والأمرُ بخلافِهِ.
الخامسُ: أنَّهُ لا يَمْتَنِعُ أنْ يَقُولَ الداعِي: ( اللَّهُمَّ أُمَّنَا بِخَيْرٍ )، ولوْ كانَ التقديرُ كمَا ذَكَرَهُ لم يَجُز الجَمْعُ بَيْنَهُمَا؛ لِمَا فِيهِ من الجمعِ بينَ العِوَضِ والمُعَوَّضِ عنهُ.
السادسُ: أنَّ الداعيَ بهـذا الاسـمِ لا يَـخْـطِرُ ذلكَ ببالِهِ، وإنَّمَا تَكُونُ عنايتُهُ مُجَرَّدَةً إلى المطلوبِ بعدَ ذِكْرِ الاسمِ.
السابعُ: أنَّهُ لوْ كانَ التقديرُ ذلكَ لكانَ (( اللَّهُمَّ )) جُمْلَةً تَامَّةً يَحْسُنُ السُّكُوتُ عليها؛ لاشْتِمَالِهَا عَلَى الاسمِ المُنَادَى وفعلِ الطلبِ، وذلكَ باطلٌ.
الثامنُ: أنَّهُ لوْ كانَ التقديرُ ما ذَكَرَهُ لَكُتِبَ فعلُ الأمرِ وحدَهُ، ولم يُوصَلْ بالاسمِ المُنَادَى كَمَا يُقَالُ: ((يَا اللهُ قِهْ)) ([6]) ، وَ((يَا زَيْدُ عِهْ))، وَ((يَا عَمْرُو فِهْ))؛ لأنَّ الفعلَ لا يُوصَلُ بالاسمِ الذي قَبْلَهُ حتَّى يُجْعَلا في الخطِّ كلمةً واحدةً، هذا لا نَظِيرَ لهُ في الخطِّ، وفى الاتفاقِ على وَصْلِ الميمِ باسمِ ((اللهِ)) دَلِيلٌ على أنَّهَا لَيْسَتْ بِفِعْلٍ مُسْتَقِلٍّ.
التاسعُ: أنَّهُ لا يَسُوغُ ولا يَحْسُنُ في الدعاءِ أنْ يَقُولَ العبدُ: اللهُمَّ أُمَّنِي بكذا. بلْ هذا مُسْتَكْرَهُ اللَّفْظِ والمَعْنَى؛ فإنَّهُ لا يُقَالُ: اقْصِدْنِي بكذا إلاَّ لِمَنْ كَانَ يعرِضُ لهُ الغلطُ والنسيانُ، فيقولُ لهُ: اقْصِدْنِي، وَأَمَّا مَنْ كانَ لا يَفْعَلُ إلاَّ بِإِرَادَتِهِ وَلا يَضِلُّ ولا يَنْسَى فلا يُقَالُ لهُ: اقْصِدْ كذَا.
العاشرُ: أنَّهُ يَسُوغُ استعمالُ هذا اللفظِ في موضعٍ لا يكونُ بَعْدَهُ دعاءٌ كقولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّعَاءِ: ((اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَإِلَيْكَ الْمُشْتَكَى، وَأَنْتَ الْمُسْتَعَانُ. وَبِكَ الْمُسْتَغَاثُ، وَعَلَيْكَ التُّكْلانُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ)). ([7]) وَقَوْلِهِ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَمَلائِكَتَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ)). ([8]) وقولِهِ تعالَى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ} الآيَةَ [آل عمران : 26] . وقولِهِ: {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46)} [ الزمر : 46 ] وقولِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رُكُوعِهِ وسجودِهِ: ((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي)). ([9]) فهذا كُلُّهُ لا يَسُوغُ فيهِ التقديرُ الذي ذَكَرُوهُ، واللهُ أعلمُ.
وقيلَ: زِيدَت المِيمُ للتَّعْظِيمِ والتَّفْخِيمِ. كَزِيَادَتِهَا في ( زُرْقُم ) لشديدِ الزُّرْقَةِ ( وابْنُم ) في الابنِ؛ وهذا القولُ صحيحٌ مُمْكِنٌ يَحْتَاجُ إلى تَتِمَّةٍ، وقائلُهُ لَحَظَ معنًى صحيحاً لا بُدَّ منْ بيانِهِ؛ وهوَ أنَّ الميمَ تَدُلُّ على الجمعِ وَتَقْتَضِيهِ، وَمَخْرَجَهَا اقْتَضَى ذَلِكَ، وهذا مُطَّرِدٌ على أصلِ مَنْ أَثْبَتَ المُنَاسَبَةَ بينَ اللفظِ والمعنَى، كما هوَ مذهبُ أَسَاطِينِ العَرَبِيَّةِ، وَعَقَدَ لَهُ أَبُو الفَتْحِ بنُ جِنِّي بَاباً في الخصائصِ، وَذَكَرَهُ عنْ سِيبَوَيْهِ، وَاسْتَدَلَّ عليهِ بأنواعٍ منْ تَنَاسُبِ اللفظِ والمعنَى، ثُمَّ قَالَ: وَلَقَدْ مَكَثْتُ بُرْهَةً يَرِدُ عليَّ اللَّفْظُ لا أَعْلَمُ مَوْضُوعَهُ، وآخُذُ مَعْنَاهُ مِنْ قُوَّةِ لفظِهِ، ومناسبةِ تلكَ الحروفِ لذلكَ المعنَى، ثُمَّ أَكْشِفُ فَأَجِدُهُ كَمَا فَهِمْتُهُ أَوْ قَرِيباً مِنْهُ. فَحَكَيْتُ لِشَيْخِ الإسلامِ هذا عن ابنِ جِنِّي فقالَ: وَأَنَا كَثِيراً ما يَجْرِي لِي ذَلِكَ.
ثُمَّ ذَكَرَ لِي فَصْلاً عَظِيمَ النفعِ في التناسبِ بينَ اللفظِ والمعنَى، ومناسبةِ الحركاتِ لِمَعْنَى اللفظِ، وأنَّهُم في الغالبِ يَجْعَلُونَ الضمَّةَ التي هيَ أَقْوَى الحركاتِ لِلْمَعْنَى الأَقْوَى، والفتحةَ خفيفةً لِلْمَعْنَى الخَفِيفِ، والمتوسطةَ للمتوسطِ؛ فيقولونَ: ( عَزَّ يَعَــزُّ ) بِفَتْحِ العينِ , إذا صَلُبَ، ( وَأَرْضٌ عَزَازٌ ) صَلْبةٌ.
ويقولونَ: ( عَزَّ يَعِــزُّ ) بِكَسْرِهَا إذا امْتَنَعَ، والمُمْتَنِعُ فوقَ الصُّلبِ، فقدْ يَكُونُ الشيءُ صُلْباً ولا يَمْتَنِعُ على كاسرِهِ، ثُمَّ يَقُولُونَ: (عَزَّهُ يَعُـزُّهُ) إذا غَلَبَهُ: قالَ اللهُ تَعَالَى في قِصَّةِ دَاوُدَ:
{وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23)} [ص: 23] والغَلَبَةُ أَقْوَى من الامتناعِ؛ إذْ قدْ يَكُونُ الشيءُ مُمْتَنِعاً في نفسِهِ مُتَحَصِّناً عنْ عَدُوِّهِ، ولا يَغْلِبُ غَيْرَهُ.
فالغالبُ أَقْوَى من المُمْتَنِعِ؛ فَأَعْطَوْهُ أَقْوَى الحَرَكَاتِ، وَالصُّلْبُ أَضْعَفُ مِن المُمْتَنِعِ فَأَعْطَوْهُ أَضْعَفَ الحَرَكَاتِ، وَالمُمْتَنِعُ المُتَوَسِّطُ بَيْنَ المَرْتَبَتَيْنِ فَأَعْطَوْهُ حَرَكَةَ الوَسَطِ.
وَنَظِيرُ هذا قَوْلُهُم: ( ذِبْحٌ ) بكسرِ أَوَّلـِهِ لِلْمَحَلِّ المَذْبُوحِ، و ( ذَبْحٌ ) بفتحِهِ لنفسِ الفعلِ، ولا رَيْبَ أنَّ الجسمَ أَقْوَى من العَرَضِ، فَأَعْطَوا الحَرَكَةَ القَوِيَّةَ للقَوِيِّ، والضعيفةَ للضعيفِ، وهوَ مِثْلُ قَوْلِهِم: ( نِهْبٌ ) و ( نَهْبٌ ) بالكسرِ للمنهوبِ وبالفتحِ للفعلِ، وكقولِهِم: ( مِلْءٌ ) و ( مَلْءٌ ) بالكسرِ لِمَا يَمْلأُ الشَّيْءَ، وبالفَتْحِ للمَصْدَرِ الذي هوَ الفِعْلُ، وكقولِهِم: ( حِمْلٌ ) و ( حَمْلٌ ) فبالكسرِ لِمَا كَانَ قَوِيًّا مُثْقِلاً لحاملِهِ على ظهرِهِ أوْ رَأْسِهِ أَوْ غَيْرِهِمَا منْ أَعْضَائِهِ، والحَمْلُ بالفتحِ لِمَا كَانَ خَفِيفاً غَيْرَ مُثْقِلٍ لِحَامِلِهِ كَحَمْلِ الحيوانِ، وَحَمْلُ الشجرةِ بهِ أَشْبَهُ فَفَتَحُوهُ.
وتَأَمَّلْ هذا في ((الحِبِّ)) و((الحُبِّ))، فَجَعَلُوا المَكْسُورَ الأوَّلَ لِنَفْسِ المحبوبِ ومضمومَهُ للمصدرِ؛ إِيذَاناً بِخِفَّةِ المحبوبِ على قلوبِهِم، ولُطْفِ موقعِهِ منْ أنفسِهِم، وحلاوتِهِ عندَهُم، وثِقَلِ حَمْلِ الحُبِّ وَلُزُومِهِ كما يُلْزِمُ الغَرِيمُ غَرِيمَهُ. ولهذا يُسَمَّى غُرْماً، ولهذا كَثُرَ وَصْفُهُم لِتَحَمُّلِهِ بالشدَّةِ والصعوبةِ، وَإِخْبَارُهُم بِأَنَّ أعظمَ المخلوقاتِ وَأَشَدَّهَا من الصخرِ والحديدِ ونحوِهِمَا لوْ حَمَلَهُ لَذَابَ منْ حملِهِ، ولمْ يَسْتَقِلَّ بهِ كما هوَ كثيرٌ في أشعارِ المُتَقَدِّمِينَ والمُتَأَخِّرِينَ وَكَلامِهِم، فكانَ الأحسنُ أنْ يُعْطُوا المصدرَ هنا الحركةَ القويَّةَ، والمحبوبَ الحركةَ التي هيَ أَخَفُّ مِنْهَا.
ومِنْ هذا قولُهُم: (قَبْضٌ) بسكونِ وسطِهِ للفعلِ، و ( قَبَضٌ ) بِتَحْرِيكِهِ للمقبوضِ، والحركةُ أَقْوَى من السكونِ. والمقبوضُ أَقْوَى من المصدرِ، ونَظِيرُهُ ( سَبْقٌ ) بالسكونِ للفعلِ، و ( سَبَقٌ ) بالفتحِ للمالِ المأخوذِ في هذا العقدِ.
وتَأَمَّلْ قَوْلَهُم: ( دَارَ دَوَرَاناً، وَفَارَت القُدُرُ فَوَرَاناً، وَغَلَتْ غَلَيَاناً ) كَيْفَ تَابَعُوا بينَ الحركاتِ في هذهِ المصادرِ لِتَتَابُعِ حَرَكَةِ المُسَمَّى فَطَابَقَ اللَّفْظُ المَعْنَى.
وَتَأَمَّلْ قَوْلَهُم: ( حَجَرٌ، وَهَوَاءٌ ) كيفَ وَضَعُوا للمَعْنَى الثَّقِيلِ الشديدِ هذهِ الحروفَ الشديدةَ، وَوَضَعُوا للمعنَى الخَفِيفِ هذهِ الحروفَ الهوائيَّةَ التي هيَ منْ أَخَفِّ الحُرُوفِ.
وهذا أَكْثَرُ منْ أَنْ يُحَاطَ بهِ، وإنْ مَدَّ اللهُ فِي العُمُرِ وَضَعْتُ فيهِ كِتَاباً مُسْتَقِلاًّ إنْ شاءَ اللهُ تَعَالَى.
ومثلُ هذهِ المعانِي تَسْتَدْعِي لَطَافَةَ ذِهْنٍ، وَرِقَّةَ طَبْعٍ، ولا تَتَأَتَّى معَ غِلَظِ القلوبِ، والرِّضَى بأوائلِ مسائلِ النحوِ والتصريفِ دونَ تَأَمُّلِهَا وتَدَبُّرِهَا، والنظرِ إلى حكمةِ الواضعِ، ومطالعةِ ما في هذهِ اللغةِ الباهرةِ من الأسرارِ التي تَدِقُّ على أكثرِ العقولِ.
وهذا بابٌ يُنَبِّهُ الفاضلَ على ما وَرَاءَهُ {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور: 40]
وانْظُرْ إلى تَسْمِيَتِهِم الغَلِيظَ الجافِيَ بِـ ( العُتُلِّ ) وَ ( الجَعْظَرِيِّ ) وَ ( الجَوَّاظِ )!! كَيْفَ تَجِدُ هذهِ الألفاظَ تُنَادِي عَلَى ما تَحْتَهَا من المعانِي؟!!
وانْظُرْ إلى تَسْمِيَتِهِم الطويلَ ( بالعَشَنَّقِ )!!، وتَأَمَّل اقْتِضَاءَ هَذِهِ الحُرُوفِ وَمُنَاسَبَتَهَا لِمَعْنَى الطويلِ، وَتَسْمِيَتِهِم القصيرَ ( بالبُحْتُرِ ) وَمُوَالاتِهِم منْ بينِ ثلاثِ فَتَحاتٍ في اسمِ الطويلِ، وهوَ ( العَشَنَّقُ )، وإِتْيَانِهِم بِضَمَّتَيْنِ بَيْنَهُمَا سُكُونٌ في ( البُحْتُرِ )، كَيْفَ يَقْتَضِي اللفظُ الأوَّلُ انْفِتَاحَ الفمِ وَانْفِرَاجَ آلاتِ النطقِ وامْتِدَادَهَا، وعَدَمَ رُكُوبِ بَعْضِهَا بَعْضاً، وفي اسمِ ( البُحْتُرِ ) الأَمْرُ بالضِّدِّ.
وتَأَمَّلْ قَوْلَهُم: ((طَالَ الشيءُ فَهُوَ طَوِيلٌ، وكَبُرَ فَهُوَ كَبِيرٌ))، فإنْ زادَ طولُهُ قَالُوا: ((طُوَالاً وكُبَاراً))، فَأَتَوْا بالألفِ التي هيَ أكثرُ مَدًّا وأطولُ من الياءِ في المعنَى الأطولِ، فإنْ زادَ كِبَرُ الشيءِ وثِقَلُ موقعِهِ من النفوسِ ثَقَّلُوا اسْمَهُ فَقَالُوا " كُبَّاراً " بِشَدِّ الباءِ.
ولوْ أَطْلَقْنَا عِنَانَ القَلَمِ في ذلكَ لطالَ مداهُ، وَاسْتَعْصَى على الضبطِ، فَلْنَرْجِعْ إلى ما جَرَى الكلامُ بِسَبَبِهِ فنقولُ: المِيمُ حَرْفٌ شَفَهِيٌّ يَجْمَعُ الناطِقُ بهِ شَفَتَيْهِ، فَوَضَعَتْهُ العَرَبُ عَلَماً عَلَى الجَمْعِ، فقالُوا للوَاحِدِ: ((أَنْتَ)) فإذا جَاوَزَهُ إِلَى الجَمْعِ قالُوا: ((أَنْتُمْ))، وَقَالُوا للواحِدِ الغائبِ: ((هوَ)) . فإذا جَاوَزُوهُ إِلَى الجَمْعِ قالُوا: ((همْ))، وكذلكَ في المُتَّصِلِ يَقُولُونَ: ضَرَبْتَ، وَضَرَبْتُمْ، وَإِيَّاكَ، وَإِيَّاكُمْ، وَإِيَّاهُ، وَإِيَّاهُمْ، وَنَظَائِرُهُ نَحْوُ: بهِ وبِهِم، ويقولونَ للشيءِ الأزرقِ: أَزْرَقُ، فإذا اشْتَدَّتْ زُرْقَتُهُ وَاجْتَمَعَتْ وَاسْتَحْكَمَتْ قَالُوا: ( زُرْقُمٌ )، وَيَقُولُونَ للكبيرِ الاسْتِ ( سُتْهُمْ ).
وتَأَمَّل الألفاظَ التي فيها الميمُ كَيْفَ تَجدُ الجَمْعَ مَعْقُوداً بها:
- مثلَ: " لَمَّ الشَّيءَ يَلُمُّهُ " إِذَا جَمَعَهُ.
- ومنهُ: " لَمَّ اللهُ شَعَثَهُ " أيْ: جَمَعَ مَا تَفَرَّقَ مِنْ أُمُورِهِ.
- ومنهُ: قولُهُم: " دَارٌ لَمُومَةٌ " أيْ: تَلُمُّ الناسَ وَتَجْمَعُهُم
- ومنهُ: " الأكلُ اللَّمُّ " جَاءَ في تَفْسِيرِهَا يَأْكُلُ نَصِيبَهُ وَنَصِيبَ صَاحِبِهِ، وَأَصْلُهُ مِن "اللَّمِّ" وَهُوَ الجَمْعُ كما يُقَالُ: لَفَّهُ يَلُفُّهُ.
- ومنهُ: " أَلَمَّ بالشَّيْءِ " إذا قَارَبَ الاجْتِمَاعَ بِهِ والوصولَ بهِ.
- ومنهُ: " اللَّمَمُ " وهوَ مُقَارَبَةُ الاجْتِمَاعِ بالكبائرِ.
- ومنهُ: " اللَّمَّةُ " وهِيَ النازلةُ التي تُصِيبُ العبدَ.
- ومنهُ : " اللِّمَّةُ " وهي الشَّعْرُ الذي قَد اجْتَمَعَ وَتَقَلَّصَ حَتَّى جَاوَزَ شَحْمَةَ الأُذُنِ.
- وَمنهُ: " لَمَّ الشَّيْءَ " وَمَا تَصَرَّفْ مِنْهَا.
- ومنهُ: " بَدْرٌ الْتِّمِّ " إذا كَمُلَ وَاجْتَمَعَ نُورُهُ.
- ومنهُ: " التَّوْأَمُ " للوَلَدَيْنِ المُجْتَمِعَيْنِ فِي بَطْنٍ.
- ومنهُ: " الأمُّ "، وأمُّ الشَّيْءِ أَصْلُهُ الذي تَفَرَّعَ منهُ، فهوَ الجامعُ لهُ، وبهِ سُمِّيَتْ مَكَّةُ أُمَّ القُرَى، والفاتحةُ أمَّ القرآنِ، واللَّوْحُ المحفوظُ أمَّ الكِتَابِ؛ قالَ الجَوْهَرِيُّ: أمُّ الشيءِ أَصْلُهُ، وَمَكَّةُ أُمُّ القُرَى، وأمُّ مَثْوَاكَ: صَاحِبَةُ مَنْزِلِكَ، يَعْنِي: الَّتِي تَأْوِي إِلَيْهَا وَتَجْتَمِعُ مَعَهَا، وأمُّ الدِّماغِ الجلدةُ التي تَجْمَعُ الدماغَ، وَيُقَالُ لها: أمُّ الرأسِ، وقولُهُ تعالَى في الآياتِ المُحْكَمَاتِ: {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} [ آل عمران : 7 ].
- والأُمَّةُ الجماعةُ المُتَسَاوِيَةُ في الخِلْقةِ أو الزمانِ، قالَ تَعَالَى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} [الأنعام: 38]، وقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْلا أَنَّ الْكِلابَ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا)) ([10]) .
- ومنهُ: الإمامُ الذي يَجْتَمِعُ المُقْتَدُونَ بهِ على اتِّبَاعِهِ.
- ومنهُ: أَمَّ الشيءَ يَؤُمُّهُ إذا جَمَعَ قَصْدَهُ وَهَمَّهُ إِلَيْهِ.
- ومنهُ: " رَمَّ الشَّيْءَ يَرُمُّهُ " إِذَا أَصْلَحَهُ وَجَمَعَ مُتَفَرِّقَهُ.
- قِيلَ: وَمِنْهُ سُمِّيَ الرُّمَّانُ لاجْتِمَاعِ حَبِّهِ وَتَضَامِّهِ.
- وَمِنْهُ: " ضَمَّ الشَّيءَ يَضُمُّهُ " إذا جَمَعَهُ.
- ومنهُ: هَمُّ الإنسانِ وَهُمُومُهُ، وهِيَ إِرَادَتُهُ وَعَزَائِمُهُ التي تَجْتَمِعُ في قَلْبِهِ.
- ومِنْهُ": قَوْلُهُم للأَسْوَدِ: " أَحَمُّ " وَالفَحْمَةِ السَّوْدَاءِ " حُمَمَةٌ " و " حَمَّمَ رَأْسُهُ " إذا اسْوَدَّ بعدَ حَلْقِهِ كُلِّهِ؛ هذا لأنَّ السوادَ لَوْنٌ جامعٌ للبصرِ لا يَدَعُهُ يَتَفَرَّقُ. ولهذا يُجْعَلُ على عَيْنَي الضَّعِيفِ البصرِ لِوَجَعٍ أوْ غيرِهِ شيءٌ أَسْوَدُ منْ شعرٍ أوْ خِرْقَةٍ لِيَجْمَعَ عَلَيْهِ بَصَرَهُ فَتَقْوَى القُوَّةُ البَاصِرَةُ، وهذا بابٌ طويلٌ فَلْنَقْتَصِرْ مِنْهُ على هذا القدرِ.
وإذا عُلِمَ هذا منْ شأنِ الميمِ فَهُم أَلْحَقُوهَا في آخرِ هذا الاسمِ الذي يُسْأَلُ بهِ اللهُ سُبْحَانَهُ في كلِّ حاجةٍ وكلِّ حالٍ إِيذَاناً بِجَمِيعِ أسمائِهِ وصفاتِهِ.
فإذا قالَ السائلُ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ " كَأَنَّهُ قالَ: أَدْعُو اللهَ الذي لَهُ الأسماءُ الحسنَى والصِّفَاتُ العُلَى بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، فَأَتَى بالميمِ المُؤْذِنَةِ بالجمعِ في آخرِ هذا الاسمِ إِيذَاناً بسؤالِهِ تعالَى بِأَسْمَائِهِ كُلِّهَا، كما قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديثِ الصحيحِ: ((مَا أَصَابَ عَبْداً قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلاءَ حَزَنِي، وَذَهَابَ هَمِّي وَغَمِّي إِلاَّ أَذْهَبَ اللهُ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحاً)).
قالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلا نَتَعَلَّمُهُنَّ؟ قَالَ: ((بَلَى, يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ)) ([11]).
فَالدَّاعِي مندوبٌ إلى أنْ يسألَ اللهَ تعالَى بأسمائِهِ وصفاتِهِ كما في الاسمِ الأعظمِ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الحَمْدَ، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ)) ([12]).
وهذهِ الكلماتُ تَتَضَمَّنُ الأسماءَ الحُسْنَى كَمَا ذُكِرَ في غيرِ هذا الموضعِ.
والدعاءُ ثلاثةُ أقسامٍ:
أحدُهَا: أنْ تَسْأَلَ اللهَ تَعَالَى بأسمائِهِ وصفاتِهِ. وهذا أحدُ التَّأْوِيلَيْنِ فِي قولِهِ تَعَالَى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف: 180].
والثاني: أنْ تَسْأَلَهُ بِحَاجَتِكَ وَفَقْرِكَ، وَذُلِّكَ فتقولُ: أَنَا الْعَبْدُ الْفَقِيرُ الْمِسْكِينُ الْبَائِسُ الذَّلِيلُ الْمُسْتَجِيرُ، وَنَحْوَ ذَلِكَ.
والثالثُ: أنْ تَسْأَلَ حَاجَتَكَ وَلا تَذْكُرَ وَاحِداً من الأَمْرَيْنِ.
فالأوَّلُ أكملُ من الثاني، والثاني أَكْمَلُ من الثالثِ؛ فإذا جَمَعَ الدعاءُ الأمورَ الثلاثةَ كانَ أَكْمَلَ، وهذهِ عامَّةُ أَدْعِيَةِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفي الدعاءِ الذي عَلَّمَهُ صِدِّيقَ الأُمَّةِ([13]) ذَكَرَ الأقسامَ الثلاثةَ، فإنَّهُ قالَ في أوَّلِهِ: ((ظَلَمْتُ نَفْسِي كَثِيراً)) وهذا حالُ السائلِ، ثُمَّ قالَ: ((وَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ)) وهذا حالُ المسئولِ، ثُمَّ قالَ: ((فَاغْفِرْ لِي)) فَذَكَرَ حَاجَتَهُ، وَخَتَمَ الدُّعَاءَ بِاسْمَيْنِ مِن الأسماءِ الحُسْنَى تُنَاسِبُ المَطْلُوبَ وَتَقْتَضِيهِ.
وهذا القولُ الذي اخْتَرْنَاهُ قدْ جَاءَ عنْ غيرِ واحدٍ من السلفِ:
قال الحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: " اللَّهُمَّ: مَجْمَعُ الدعاءَ ".
وقالَ أبو رَجَاءٍ العُطَارِدِيُّ: إنَّ الميمَ في قولِهِ " اللَّهُمَّ " فيها تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسماً منْ أسماءِ اللهِ تَعَالَى.
وقالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: " مَنْ قالَ: " اللَّهُمَّ " فقدْ دَعَا اللهَ بِجَمِيعِ أسمائِهِ".
وقدْ وَجَّهَ طائفةٌ هذا القولَ بأنَّ الميمَ هنا بِمَنْـزِلَةِ الواوِ الدالَّةِ على الجمعِ؛ فإنَّهَا مِنْ مَخْرَجِهَا، فكأنَّ الداعيَ بِهَا يَقُولُ: يا اللهُ الذي اجْتَمَعَتْ لهُ الأسماءُ الحسنى والصِّفَاتُ العُلْيَا، ولذلكَ شُدِّدَتْ لِتَكُونَ عِوَضاً عنْ علامةِ الجمعِ، وهيَ الواوُ والنونُ في " مسلمونَ " ونحوِهِ.
وعلى الطريقةِ التي ذَكَرْنَاهَا أَنَّ نفسَ الميمِ دالَّةٌ على الجمعِ لا يَحْتَاجُ إلى هذا.
يَبْقَى أنْ يُقَالَ: فَهَلاَّ جَمَعُوا بَيْنَ " يَا " وَبَيْنَ هذهِ الميمِ على المذهبِ الصحيحِ؟.
فالجوابُ: أنَّ القياسَ يَقْتَضِي عَدَمَ دخولِ حرفِ النداءِ على هذا الاسمِ لمكانِ الألفِ واللامِ منهُ، وإنَّمَا احْتَمَلُوا ذلكَ فيهِ لكثرةِ استعمالِهِم دُعَاءَهُ واضطرارِهِم إليهِ، واستغاثَتِهِم بهِ؛ فإمَّا أنْ يَحْذِفُوا الألفَ واللامَ منهُ، وذلكَ لا يَسُوغُ لِلُزُومِهِمَا لَهُ.
وإمَا أنْ يَتَوَصَّلُوا إليهِ بـ " أيٍّ " وذلكَ لا يَسُوغُ؛ لأنَّها لا يُتَوَصَّلُ بها إلاَّ إلى نداءِ اسمِ الجنسِ المُحَلَّى بالألفِ واللامِ، كالرجلِ، والرسولِ، والنبيِّ، وأمَّا في الأعلامِ فَلا.
فَخَالَفُوا قِيَاسَهُم في هذا الاسمِ لمكانِ الحاجةِ، فلمَّا أَدْخَلُوا الميمَ المُشَدَّدَةَ في آخرِهِ عِوَضاً عنْ جميعِ الاسمِ جَعَلُوهَا عِوَضاً عنْ حرفِ النداءِ،فلم يَجْمَعُوا بَيْنَهُمَا،واللهُ أعلمُ)([14]) ). [المرتبع الأسنى: ؟؟]


([1]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/32).
([2]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (45).
([3]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/56).
([4]) بَدَائِعُ الفوائدِ (1/22، 23).
([5]) بَدَائِعُ الفوائدِ (2/249).
([6]) (قِهْ) فِعْلُ دُعاءٍ مِن (وَقَى)، وكذلكَ (عِهْ) و (فِهْ) فعلُ أمرٍ من الفعلِ الماضِي (وَعَى) و (وَفَى).
([7]) رواهُ الطَّبَرانِيُّ في الأوسطِ (4/233) الحديثُ (3418) من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنه، وليس فـيه قـولُه: "بِكَ المُستغاثُ وعَلَيْكَ التُّكْلانُ".
([8]) رواهُ التِّرْمِذِيُّ في كتابِ الدَّعَوَاتِ / بابُ (79) الحديثُ (3501) وأبو داودَ في كتـابِ الأدبِ / بابُ ما يقـولُ إذا أصبحَ (5068) والنَّسَائِيُّ في كتابِ عملِ اليومِ والليلةِ / بابُ ذكرِ ما كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ يقولُه إذا أصبحَ، من حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رضيَ اللهُ عنه، وفيه بَقِيَّةُ بنُ الوليدِ وقد عَنْعَنَ.
([9]) رَوَاهُ الإمامُ أَحْمَدُ (23703) والبُخَارِيُّ في كتابِ الأذانِ / بابُ الدعاءِ في الركوعِ (794) ومسلمٌ في كتابِ الصلاةِ / بابُ ما يُقالُ في الركوعِ والسجودِ (1085) والنَّسَائِيُّ في كتابِ التطبيقِ / بابُ نوعٍ آخَرَ مِن الذِّكرِ في الركوعِ (1046) وأبو داودَ في كتابِ الصلاةِ / بابُ الدعاءِ في الركوعِ والسجودِ (870) وابْنُ مَاجَهْ في كتابِ إقامةِ الصلاةِ / بابُ التسبيحِ في الركوعِ والسجودِ (889).
([10]) رَوَاهُ الإمامُ أَحْمَدُ (20039) وأبو داودَ في كتابِ الصيدِ / بابٌ في اتخاذِ الكَلْبِ للصَّيْدِ وغيرِهِ (2842) والتِّرْمِذِيُّ في كتابِ الصيدِ / بابُ ما جاءَ في قتلِ الكلابِ (1486) والنَّسَائِيُّ في كتابِ الصيدِ والذبائحِ / بابُ صِفةِ الكِلابِ التي أُمِرَ بقَتْلِهَا (4291) وابْنُ مَاجَهْ في كتابِ الصيدِ / بابُ النهيِ عن اقتناءِ الكَلْبِ إلا كَلْبَ صَيْدٍ أو حرثٍ أو ماشيةٍ (3205) كلُّهُم من حديثِ الحسنِ البَصْرِيِّ، عن عبدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ المُزَنِيِّ رضيَ اللهُ عنه مرفوعًا.
([11]) سَبَقَ تَخْرِيجُه صفحة 97.
([12]) سَبَقَ تَخْرِيجُه ص 110.
([13]) سَبَقَ تَخْرِيجُه ص 43.
([14]) جلاءُ الأفهامِ (68-76).


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 شعبان 1438هـ/18-05-2017م, 09:06 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح ابن القيم (ت:751هـ) [الشرح المختصر]

قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى:
(البَابُ التَّاسِعُ والعِشْرونَ: فِي ذِكْرِ شَرْحٍ مُخْتَصَرٍ لبَعْضِ أَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى([1])
اللهُ:
(اللهُ … هوَ المَأْلُوهُ المَعْبودُ)، (وَلِهَذا كَانَ القَوْلُ الصَّحِيحُ أَنَّ " اللهَ " أَصْلُهُ " الإِلَهُ " كَمَا هوَ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ وجُمْهُورِ أَصْحَابِهِ إِلاَّ مَنْ شَذَّ مِنْهم، وأَنَّ اسْمَ اللهَ تَعَالَى هوَ الجَامِعُ لجَمِيعِ مَعَانِي الأَسْمَاءِ الحُسْنَى والصِّفَاتِ العُلَى) ([2]) (وَلِهَذَا تُضَافُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى كُلُّها إِلَيْهِ فيُقَالُ: الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمُ، العَزِيزُ، الغَفَّارُ، القَهَّارُ، مِنْ أسْمَاءِ اللهِ، وَلا يُقَالُ: اللهُ مِنْ أَسْمَاءِ الرَّحْمَنِ. قَالَ اللهُ تَعَالَى:
{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الأعراف: 180]) ([3]).
(فاسْمُ " اللهِ " دَالٌّ عَلَى كَوْنِهِ مَأْلُوهاً مَعْبُوداً، تأْلَهُهُ الخَلائِقُ مَحَبَّةً وتَعْظِيماً وخُضُوعاً، وفَزَعاً إليهِ في الحَوَائجِ والنَّوائبِ، وذلكَ مُسْتَلْزِمٌ لكَمَالِ رُبُوبِيَّتِهِ ورَحْمَتِهِ، المُتَضَمِّنَيْنِ لكَمَالِ المُلْكِ والحَمْدِ. وإِلَهِيَّتُهُ ورُبُوبِيَّتُهُ ورَحْمَانِيَّتُهُ ومُلْكُهُ مُسْتَلزِمٌ لجَمِيعِ صِفَاتِ كَمَالِهِ؛ إِذْ يَسْتَحِيلُ ثُبُوتُ ذلكَ لِمَنْ لَيْسَ بِحَيٍّ، ولا سَمِيعٍ , ولا بَصِيرٍ , وَلا قَادِرٍ , ولا مُتَكَلِّمٍ , ولا فَعَّالٍ لِمَا يُرِيدُ , ولا حَكِيمٍ في أَفْعَالِه) ([4])
). [المرتبع الأسنى: ؟؟]


([1]) تنبيهٌ: يَتضمَّنُ هذا البابُ شَرحًا مُختصَرًا للأسماءِ الحُسنَى المَذكورَةِ في البابِ السابقِ بالإضافةِ إلى شروحٍ مُختصرَةٍ لبَعْضِ الأسماءِ الحُسنَى التي لم تُذْكَرْ فيه وهي: البارئُ، البَرُّ، الجليلُ، الحفيظُ، الحليمُ، الحييُّ السِّتِّيرُ، الخالقُ، الخبيرُ، الرزاقُ، الرشيدُ، الرفيقُ، الرقيبُ، العفوُّ، الغفورُ، الفتاحُ، القهارُ، الكفيلُ، المُجيبُ، المُحيطُ، المُستَعانُ، المُغِيثُ، الواسِعُ، الولِيُّ، الوهابُ، بديعُ السماواتِ والأرضِ؛ والتي لم يَجْتَمِعْ لنا مِن كلامِ ابنِ القيمِ –رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى- في شرحِها إلا كلماتٍ يسيرةً. وهي من الأهميةِ بحيثُ لا يُمكِنُ إِغفالُها.
ولمَّا كانَ في إدراجِها ضِمْنَ الشروحِ المُطوَّلَةِ تَفاوُتٌ ظاهرٌ رأينَا أن نُفرِدَ بابًا نَختَصِرُ فيه ما تقدمَ من الشروحِ حتى يتناسَقَ معَ بقيةِ الشروحِ المُختصَرةِ ولِيَنْتُجَ من المجموعِ شرحٌ مُختصَرٌ يَسْهُلُ حِفظُه واستذكارُه والرجوعُ إليه. واللهُ الموفقُ والمُعينُ.
([2]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/32).
([3]) بَدَائِعُ الفوائدِ (2/249).
([4]) طَرِيقُ الهِجرتَيَنِ (45).


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 شعبان 1438هـ/18-05-2017م, 09:06 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح أبي إسحاق الزجاج (ت: 311هـ)

قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ):
(
وفي الناس من لا يعد اسم الله من هذه الجملة ويقول إن هذه الأسماء كلها مضافة إلى الله فكيف يعد هو منها ومنهم من يفسد هذا الرأي ويهجنه ويزعم أن اسم الله الأعظم هو قولنا الله ويعدها من الجملة ولا يعد مالك الملك ذو الجلال والإكرام إلا اسما واحدا

واحتج من يقول إن اسم الله الأعظم إما الله وإما الرحمن بقوله عز وجل: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}

وأما الكلام في قولنا:
1(الله) فعلى وجهين لفظا ومعنى:
أما اللفظ فعلى قولين:
أحدهما: أن أصله إلاه فعال ويقال بل أصله لاه فعل.
ولا تلتفت إلى ما ذكره في كتاب القرآن فإن الصحيح ما ذكرها هنا.
واختلفوا في هل هو مشتق أم غير مشتق.
فذهبت طائفة إلى أنه مشتق وذهب جماعة ممن يوثق بعلمه إلى أنه غير مشتق وعلى هذا القول المعول ولا تعرج على قول من ذهب إلى أنه مشتق من وله يوله وذلك لأنه لو كان منه لقيل في تفعل منه توله لأن الواو فيه واو في توله وفي إجماعهم على أنه تأله بالهمز ما يبين أنه ليس من وله وأنشد أبو زيد لرؤبة
لله در الغانيات المده ... سبحن واسترجعن من تألهي
قال: ويقال تأله فلان إذا فعل فعلا يقربه من الإله.
فإن قال قائل ما أنكرت أنه من باب وله وإنما قلب على حد أحد وأناة ما وجد عنه مندوحة لقلة ذلك وشذوذه عن القياس.
ومعنى قولنا إلاه إنما هو الذي يستحق العبادة وهو تعالى المستحق لها دون من سواه). [تفسير أسماء الله الحسنى:؟؟]

قالَ أبو إسحاق إِبراهيمُ بنُ السَّرِيِّ الزجَّاجُ (ت:311هـ): (وأنا أذكر كل هذه الأسماء على ما جاءت به الرواية التي قدمنا ذكرها، وأفسرها على ما يبلغه علمنا، وتتسع له معرفتنا،
والله نسأل العصمة والتوفيق لما يقربنا منه قولا وفعلا إنه على ما يشاء قدير.
هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدي المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الأحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن الوالي المتعالي البر التواب المنتقم العفو الرؤوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور.
فقد عددنا الأسماء كلها على ما جاء به الخبر الذي قدمناه
ومر الكلام منها في قولنا الله
). [تفسير أسماء الله الحسنى: ؟؟]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 شعبان 1438هـ/18-05-2017م, 09:15 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ)

قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ):
(
القول في اشتقاقها، وتصاريفها، واللغات
فيها، ومصادرها على مذاهب أهل العربية


الله عز وجل

في اشتقاقه أربعة أقوال:
- قال يونس بن حبيب، والكسائي، والفراء وقطرب، والأخفش: أصله الإله ثم حذفت الهمزة تخفيفًا فاجتمعت لامان، فأدغمت الأولى في الثانية فقيل: «الله». فاله «فعال» بمعنى «مفعول» كأنه مألوه أي معبود مستحق للعبادة يعبده الخلق ويؤلهونه.
والتأله: التعبد. قال رؤبة:
لله در الغانيات المده = سبحن واسترجعن من تألهي
أي من تعبدي، والمصدر من ألهت: الألوهة.
ونظير قولهم: إله والله في الحذف قولهم «أناس» ثم قالوا: «الناس» وأصله «الأناس» فحذفت الهمزة فقيل «الناس» فكان الألف واللام في الله عوض عن الهمزة المحذوفة، فلزمتا ولم تفارقا الاسم كأنهما بعض حروفه، فلذلك دخل عليه حرف النداء فقيل: «يا الله اغفر لنا». وحرف النداء لا يدخل على ما فيه الألف واللام، لا يقال: «يا الرجل اقبل» ولا يقال: «يا الغلام هلم»، لأن النداء يعرف الاسم بالإشارة والخطاب، والألف واللام يعرفان الاسم، فلا يجتمع على اسم تعريفان مختلفان. فلما كانت الألف واللام في «الله» كأنهما من نفس الكلمة دخل عليه حرف النداء. وليست الألف واللام في «الله» كالألف واللام في «الذي» وإن كانت الألف واللام لا تفارقان «الذي» لأن «الذي» لم يحذف منه شيء فتكون الألف واللام عوضًا منه فلذلك لم يدخل حرف النداء على «الذي»، ولأن «الذي» نعت واقع على كل منعوت. تقول: «رأيت الرجل الذي في الدار، والثوب الذي عندك، والمال الذي عندك»، «ورأيت الحائط الذي بنيته»
وأما قول الشاعر:
من أجلك يا التي تيمت قلبي = وأنت بخيلة بالود عني
فذكر أبو العباس المبرد رحمه الله أنه غلط من قائله، ولا يقبل لغته الجماعة والقياس. وكذلك كان يقول في قوله:
فيا الغلامان اللذان فرا = إياكما أن تكسبانا شرا
وكان يقول: لو روي «فيا غلامان» لاستقام وزن البيت. وليست الألف واللام في «الله» كالألف واللام في النجم إذا أردت الثريا لأن الألف واللام تخرجان منه فيصير نجمًا من النجوم نكرة، وهذا اسم ليس كمثله اسم، ولا معرفة أعرف منه لا يشارك فيه. وليست الألف واللام في «الله» بمنزلتها في «الناس» لأنه قد يقال: «الأناسُ» على الأصل.
وأنشدني أبو جعفر أحمد بن محمد بن رستم الطبري قال: أنشدني أبو عثمان المازني:
إن المنايا يطلعن = على الأناس الآمنينا
وقد يجوز أن يكون «الناس» تعريف ناس لا تعريف أناس فيقال في تنكير «الناس» من هذا التقدير «ناس». كما قال:
وناس من سراة بني سليم = وناس من بني سعد بن بكر
- وقال الخليل بن أحمد: أصل إله ولاه من الوله والتحير وقد أبدلت الواو همزة لانكسارها فقيل: «اله» كما قيل في وعاء اعاء، وفي شاح اشاح ثم أدخلت عليه الألف واللام وحذفت الهمزة فقيل «الله» على الشرح الذي مضى، وكأن معناه على هذا المذهب أن يكون الوله من العباد إليه كما كان في المذهب الأول أيضًا مألوهًا كذلك يكون في هذا المذهب أيضًا: الوله والتحير من العباد إليه.
- والمذهب الثالث مذهب سيبويه بعد أن وافق الجماعة الأولين قال: وجائز أن يكون أصله «لاه» على وزن «فعل» ثم دخلت عليه الألف واللام للتعريف فقيل: «الله» واستدل على ذلك على ما رواه ابن رستم عن المازني يقول بعض العرب: «لهي أبوك» يريد: «لاه أبوك». قال: فتقديره على هذا القول «فعل» والوزن وزن باب ودار، وأنشد للأعشى.
كحلفة من أبي رباح = يسمعها لاهله الكبار
وأنشد لذي الأصبع العدواني:
لاه ابن عمك لا افضلت في حسبت = دوني ولا أنت دياني فتخزوني تخزوني: تسوسني وتقهرني. يريد: لله ابن عمك، فقال المخالفون له: إنما هذا محذوف من الأول، ألا ترى أن تأويل: لاه ابن عمك: لله ابن عمك؟. وقد اختلفوا في اللام المحذوفة من «لاه ابن عمك» فقال قوم: المحذوفة اللام الأصيلة، والباقية لام الخفض لأن الاسم مخفوض بها، وحروف الخفض لا تضمر. وقال الآخرون: الباقية الأصلية لئلا يحذف حرف من أصل الكلمة، فقال الأولون: الحذف غير مستنكر في الكلام فقد قالوا: «لم يك»، «ولا أدر»، «ولم أبل»، يريدون: لم يكن، ولم أبال، ولا أدري. فقال الآخرون: وحرف الجر أيضًا قد أضمر في قول رؤبة حين قال له: كيف أصبحت؟
فقال: خير عافاك الله. يريد: بخير.
وكما قالوا: بكم درهم اشتريت ثوبك؟ فأضمروا «من». وإذا عرف الشيء وكثر استعماله في موضع فربما أضمر. وكلا المذهبين محتمل.
- والمذهب الرابع مذهب أبي عثمان المازني: كان [يقول]: إن قولنا «الله» إنما هو اسم هكذا موضوع لله عز وجل وليس أصله «إله» ولا «ولاه» ولا «لاه» كما فسرنا قبل.
قال: والدليل على ذلك إني أرى لقولي «الله» فضل مزية على «إله» وأني اعقل به ما لا اعقل بقوله «إله».
قال أبو إسحاق الزجاج: حدثني المبرد عن أبي عثمان المازني قال: ساءلني الرياشي فقال لي: ما أنكرت أن يكون أصل قولنا الله «الإله» فحذفت الهمزة وأدغمت اللام الأولى في الثانية كما أجزت في الناس أن يكون تخفيف الأناس ثم أدغم؟.
قال: فقلت له: من قبل إن الناس على معنى الاناس، وكذلك كل شيء خفف من الهمزة فهو على معناه محققًا. وأنت إذا قلت الإله فلم تعلم الله جل جلاله على معنى إله. فلو كان الله مخففًا من إله لبقي على معناه.
وذكر قطرب وغيره من أصحاب العربية: إن هذا الاسم لكثرة دوره في الكلام واستعماله قد كثرت فيه اللغات. فمن العرب من يقول: «والله لا أفعل»، ومنهم من يقول: «لاه لا أفعل»، ومنهم من يقول: «والله» بإسكان الهاء وترك تفخيم اللام.
وأنشد:
أقبل سيل جاء من أمر الله = يحرد حرد الجنة المغلة
ومنهم من يقول: «واه لا أفعل ذلك».
فإن قال قائل: فإذا كان معنى إله معنى معبود أفيجوز على هذا أن يسمى كل معبود إلاها كما يسمى معبودًا؟
قيل: ذلك على الحقيقة غير جائز لأن معنى الإله في الحقيقة: هو ذو الألوهية أي: المستحق للألوهية والعبادة. والمعبود إنما هو اسم المفعول من عبد فهو معبود، وإنما قيل: تألهنا أي: تعبدنا، فآله ليس بمنزلة معبود فقط، فمن عبد شيئًا فقد لزم من طريق اللغة أن يقال: عبده فهو عابد له، وذكر معبوده ولم يقل إلهة فيقال: مألوهه كما قيل: عبده فهو معبوده. لوضعه العبادة في غير موضعها ولا استحقاقها.
وأصل العبادة: الخضوع والتذلل من قولهم: «طريق معبد» إذا كان موطوءًا مذللاً لكثرة السير فيه، ومنه اشتقاق العبد لخضوعه وذلته لمولاه، والعبدة: الصلاية التي يسحق عليها الطيب، وليس كل من خضع لآخر قيل له: قد عبده إلا أن يخضع له ويذل موجبًا له ذلك على نفسه، ومقرًا له بأن مخالفة ذلك لا تسعه ديانة. فأما إن خضع له وذل على غير هذه الطريقة فجائز أن يقال: «فلان يتعبد لفلان» أي ينزل نفسه له منزلة العبد. يقال: عبدت الرجل وأعبدته: إذا استعبدته وأنزلته منزلة العبيد. قال الشاعر:
علام يعبدني قومي وقد كثرت = فيهم اباعر ما شاءوا وعبدان
وقال موسى لفرعون: {إن عبدت بني إسرائيل}.
ولإخراج هذا المعنى من إله وفرق ما بينه وبين غيره قيل: «الله» فأدخلت الألف واللام عليه وحذفت الهمزة، وفخم اللفظ به، والزم هذا البناء ليدل على أنه الإله المستحق للألوهية دون ما سواه، ألا ترى أنه قد استعمل إله في غيره عز وجل حكاية ومجازًا، فلم يستعمل «الله» في غيره كقول السامري: {هذا إلهكم وإله موسى} ولم يقل لهم: «هذا الله». ومثل قولهم: {أآلهتنا خير أم هو} ومثل قوله: {قالوا: يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة} ومثل قوله: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} وقد ادعى فرعون أنه رب وإله فقال: {أنا ربكم الأعلى}، وقال: {ما علمت لكم من إله غيري}، ولم يدع مع هذا أنه الله جل الله عما يقول الظالمون [وتعالى] علوًا كبيرًا.
فهذا يدل على أن إدخال الألف واللام في «الله» وحذف الهمزة منه وإلزامه هذا البناء إنما هو ليدل على أنه لا يستحق الألوهية في الحقيقة غيره، وخص ببناء لا يشرك فيه سواه، ولا يدعيه أحد.
وقال بعض أهل العلم: إنما فخم اللفظ به فقيل «الله» ولم تظهر اللام على لفظها ليفرق بينه وبين اللات والعزى لأن من العرب من كان يقول: اللات والعزى ثم إذا وقف قال: «اللاه» فوقف بالهاء قياسًا لأنها تاء التأنيث، وكذلك أيضًا كتب «الله» بحذف الألف التي بعد اللام الثانية ليفرق في الخط أيضًا بينهما واختلف البصريون والكوفيون في قولهم: «اللهم اغفر لنا»، فقال سيبويه وأصحابه: زادوا الميم في آخره مثقلة عوضًا من حرف النداء في أوله فلا يجمع بينهما، لا يقال: «يا اللهم» لأن العوض والمعوض منه لا يجتمعان. قال: وجرى مجرى الأصوات فبني لذلك. ولذلك لا يوصف، فلا يقال: «اللهم العزيز». فأما قوله: {قل اللهم فاطر السموات والأرض} «هو عندهم على نداءين».
وقال الكسائي وأصحابه: أصله «يا الله أمنا بخير» فكثر به الكلام فحذفت الهمزة والمضمر، وخلطت الكلمتان فصارتا كلمة واحدة. وأجازوا إدخال حرف النداء عليه، وأنشدوا:
وما عليك أن تقولي كلما = سبحت أو هللت يا الهلم ما
أردد علينا شيخنا مسلمًا
وقال البصريون: هذا شاذ جدًا لا يعمل عليه ولا يعرف قائله). [اشتقاق أسماء الله: 23-32]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 شعبان 1438هـ/18-05-2017م, 09:21 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح أبي سليمان الخطابي (ت:388هـ)

قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (
تفسير هذه الأسماء:
1- الله: قد قلنا فيما تقدم: إنه أشهر أسماء الرب تعالى، وأعلاها محلا في الذكر، والدعاء؛ وكذلك جعل أمام سائر الأسماء، وخصت به كلمة الإخلاص، ووقعت به الشهادة؛
فصار شعار الإيمان وهو اسم ممنوع، لم يتسم به أحد، قد قبض الله عنه الألسن؛ فلم يدع به شيء سواه، وقد كاد يتعاطاه المشركون اسما لبعض أصنامهم التي كانوا يعبدونها، فصرفه الله تعالى إلى «اللات» صيانة لهذا الاسم، وذبًا عنه.
واختلف الناس. هل هو اسم علم موضوع؟ أو مشتق؟ فروي فيه الخليل روايتان:
أحدهما: أنه اسم علم ليس بمشتق، ولا يجوز حذف الألف واللام منه، كما يجوز من الرحمن، والرحيم. وروى عنه سيبويه أنه اسم مشتق. وكان في الأصل إله، مثال فعال. فأدخلت الألف واللام بدلاً من الهمزة. وقال غيره: أصله في الكلام «إله» وهو [مشتق من «أله الرجل إلى الرجل يأله إليه»: إذا فزع إليه من أمر نزل به فألهه إلهة. أي: أجاره، وآمنه، فسمي إلاها، كما يسمى الرجل إمامًا] إذا أم الناس فائتموا به، وكما يسمى الثوب رداءً، ولحافًا؛ إذا ارتدى به، والتحف به. ثم إنه لما كان اسما لعظيم {ليس كمثله شيء} [الشورى: 11] أرادوا تفخيمه بالتعريف الذي هو الألف واللام؛ لأنهم أفردوه لهذا الاسم دون غيره. فقالوا: الإلاه. واستثقلوا الهمزة في كلمة يكثر استعمالهم إياها، وللهمزة في وسط الكلام ضغطة شديدة، فحذفوها فصار الاسم كما نزل به القرآن.
وقال بعضهم: [أصله: ولاه، فانبدلت الواو همزة، فقيل: إلاه، كما قالوا: وساد، وإساد. ووشاح، وإشاح. واشتق من الوله؛ لأن قلوب العباد توله نحوه. كقوله سبحانه : {ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون} [النحل: 53].
وكان القياس أن يقال: مألوه، كما قيل: معبود، إلا أنهم خالفوا به البناء؛ ليكون اسمًا، علمًا فقالوا: إلاه. كما قيل: للمكتوب كتاب، وللمحسوب حساب. وقال بعضهم: أصله: من أله الرجل، يأله؛ إذا: تحير، وذلك؛ لأن القلوب تأله عند التفكر في عظمة الله سبحانه] أي: يتحير، ويعجز عن بلوغ كنه جلاله.
وحكى بعض أهل اللغة: [أله، يأله، إلاهة. بمعنى: عبد، يعبد، عبادة.وروي عن ابن عباس: أنه كان يقرأ: {ويذرك وإلاهتك} [الأعراف: 127] أي: عبادتك. قال: والتأله: التعبد. وأنشد لرؤبة.
لله در الغانيات المده.......سبحن واسترجعن من تألهي
قال فمعنى الإله: المعبود].
[وقول الموحدين: «لا إله إلا الله» معناه: لا معبود غير الله. و«إلا» في هذه الكلمة بمعنى: غير، لا بمعنى الاستثناء، لأن الاستثناء ينقسم إلى قسمين:
إلى جنس المستثنى منه، وإلى غير جنسه. ومن توهم في صفة الله سبحانه وتعالى واحدًا من الأمرين فقد أبطل.
وزعم بعضهم: أن الأصل فيه الهاء التي هي للكناية عن الغائب، وذلك؛ لأنهم أثبتوه موجودًا في فطر عقولهم، وأشاروا إليه بحرف الكناية، ثم زيدت فيه لام الملك. إذ قد علموا: أنه خالق الأشياء، ومالكها، فصار «له» ثم زيدت فيه الألف واللام تعظيمًا، وفخموه توكيدًا لهذا المعنى، ومنهم من أجراه على الأصل بلا تفخيم، كقول الشاعر:
قد جاء سيل كان من أمر الله.......يحرد حرد الجنة المغله

فهذه مقالات أصحاب العربية والنحو في هذا الاسم، وأعجب هذه الأقاويل إلى قول من ذهب إلى أنه اسم علم وليس بمشتق كسائر الأسماء المشتقة.
[والدليل على أن الألف واللام من بنية هذا الاسم، ولم تدخلا للتعريف، دخول حرف النداء عليه: كقولك: يا ألله. وحرف النداء لا يجتمع مع الألف واللام للتعريف. ألا ترى أنك لا تقول: يا الرحمن! ولا يا الرحيم! كما تقول: يا الله! فدل على أنهما من بنية الاسم. والله أعلم] ). [شأن الدعاء: 30-34]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 شعبان 1438هـ/25-05-2017م, 07:31 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح الحافظ ابن مَندَه (ت:395هـ)

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (
ذكر معرفة اسم الله الأكبر الّذي تسمّى به وشرّفه على الأذكار كلّها فقال عزّ وجلّ: ولذكر الله أكبر، وقال لنبيّه صلى الله عليه وسلم: فاعلم أنّه لا إله إلاّ الله، وقال: وللّه الأسماء الحسنى فادعوه بها، وقال: يا أيّها الّذين آمنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرًا، فاسمه الله معرفة ذاته، منع الله عزّ وجلّ خلقه أن يتسمّى به أحدٌ من خلقه، أو يدعى باسمه إلهٌ من دونه، جعله أوّل الإيمان، وعمود الإسلام، وكلمة الحقّ والإخلاص، ومخالفة الأضداد والإشراك فيه، يحتجز القاتل من القتل، وبه يفتتح الفرائض، وتنعقد الأيمان، ويستعاذ من الشّيطان، وباسمه يفتتح ويختم الأشياء، تبارك اسمه ولا إله غيره.

162 - أخبرنا محمّد بن عمر بن حفصٍ، قال: حدثنا شاذان، حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة بن الحجّاج، عن أبي إسحاق الهمدانيّ قال: سمعت الأغرّ أبا مسلمٍ، يقول: سمعت أبا هريرة، يقول، رفعه قال: إنّ الله عزّ وجلّ يصدّق العبد بخمسٍ يقولهنّ، إذا قال: لا إله إلاّ الله، له الملك وله الحمد قال: صدق عبدي، وإذا قال: لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له قال: صدق عبدي.
قال أبو إسحاق: وحدّثني أبو جعفرٍ الفرّاء مؤذّن أبي إسحاق، عن الأغرّ، عن أبي هريرة قال: من قال في مرضه لم تمسّه النّار، قال شعبة: فلقيت أبا جعفرٍ فسألته، فحدّثني عن الأغرّ، عن أبي هريرة.
رواه النّضر بن شميلٍ مرفوعًا، عن شعبة.
ورواه زهيرٌ وإسرائيل ومالك بن مغولٍ وحمزة الزّيّات وغيرهم عن أبي إسحاق مرفوعًا أتمّ من حديث شعبة.
163 - أخبرنا الحسن بن محمّد بن النّضر، قال: حدثنا أبو مسعودٍ أحمد بن الفرات، وأخبرنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، قال: حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثيّ، حدثنا الحسن بن عليٍّ الجعفيّ، حدثنا حمزة بن حبيبٍ الزّيّات، عن أبي إسحاق، عن الأغرّ أبي مسلمٍ، أنّه شهد على أبي هريرة وأبي سعيدٍ أنّهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: إذا قال العبد لا إله إلاّ الله وحده، قال الله عزّ وجلّ: صدق عبدي لا إله إلاّ أنا وحدي، وإذا قال: لا إله إلاّ الله والله أكبر، قال الله: صدق عبدي لا إله إلاّ أنا وأنا أكبر، وإذا قال: لا إله إلاّ الله لا شريك له قال الله: لا إله إلاّ أنا لا شريك لي، وإذا قال: لا إله إلاّ الله له الملك وله الحمد، يقول الله تعالى: صدق عبدي لا إله إلاّ أنا لي الملك ولي الحمد، وإذا قال: لا إله إلاّ الله ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله قال: يقول: صدق عبدي لا إله إلاّ أنا ولا قوّة إلاّ بي قال: ثمّ قال شيئًا لم أفهمه، فقلت لأبي جعفرٍ الفرّاء: أيّ شيءٍ قال؟ قال: من رزقهنّ عند موته لا تمسّه النّار.
قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم أمرت أن أدعو النّاس إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله:
164 - أخبرنا أحمد بن عمرٍو أبو الطاهرٍ، قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهبٍ، حدثنا يونس بن يزيد، عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وعن مالك بن أنسٍ، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا لا إله إلاّ الله، فإذا قالوا: لا إله إلاّ الله فقد عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها وحسابهم على الله عزّ وجلّ.
قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام على شهادة أن لا إله إلاّ الله:
165 - أخبرنا محمّد بن الحسين بن عليٍّ المستمليّ، وعبد الله بن أحمد قالا: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا إسحاق بن سليمان، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن طاووسٍ، عن ابن عمر، قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلاّ الله، وإقامة الصّلاة، وإيتاء الزّكاة وصوم رمضان وحجّ البيت.
قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليسكت:
166 - أخبرنا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل، قال: حدثنا سعدان بن نصرٍ، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينارٍ، عن نافع بن جبيرٍ، عن أبي شريحٍ الخزاعيّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليسكت، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه.
قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم لرجلٍ: قل ربّي الله ثمّ استقم:
167 - أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيّوب، قال: حدثنا أبو زرعة بن عمرو بن صفوان، قال: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافعٍ، حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزّهريّ، حدّثني عبد الله بن ماعزٍ، أنّ سفيان بن عبد الله الثّقفيّ قال: قلت: يا رسول الله، مرني بأمرٍ أعتصم به، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: قل ربّي الله ثمّ استقم.
رواه جماعةٌ عن الزّهريّ، وقال إبراهيم بن سعدٍ، عن الزّهريّ، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن ماعزٍ.
ورواه عروة، عن سفيان بن عبد الله، وقد تقدّم طرقه في كتاب الإيمان.
قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم لرجلٍ: الله يمنعني منك:
168 - أخبرنا الحسن بن منصورٍ، قال: حدثنا محمّد بن العبّاس بن معاوية، حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافعٍ، وأخبرنا أحمد بن القاسم بن معروفٍ، وأحمد بن سليمان بن أيّوب قالا: حدثنا أبو زرعة، قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزّهريّ، عن سنان بن أبي سنانٍ وأبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن جابر بن عبد الله، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم غزا غزوةً قبل نجدٍ، فأدركتهم القائلة فجئنا النّبيّ صلى الله عليه وسلم وبين يديه أعرابيٌّ جالسٌ، فقال: إنّ هذا اخترط سيفي فقال: من يمنعك منّي؟ فقلت: الله ثلاثًا فشامه ولم يعاقبه النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
رواه إبراهيم بن سعدٍ، عن الزّهريّ، عن أبي سلمة، عن جابرٍ.
ورواه يحيى بن أبي كثيرٍ، عن أبي سلمة، عن جابرٍ.
قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: من كان حالفًا فليحلف بالله عزّ وجلّ ومن حلف بغير الله فقد أشرك:
169 - أخبرنا الحسن بن منصورٍ، وأحمد بن عبيدٍ الصّفّار قالا: حدثنا موسى بن عيسى بن المنذر، حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن نافعٍ، عن عبد الله بن عمر: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: يعني لعمر رضي الله عنه: إنّ الله عزّ وجلّ ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، من كان حالفًا فليحلف بالله عزّ وجلّ أو ليسكت.
رواه أيّوب وعبيد الله ومالكٌ وغيرهم وجماعةٌ، عن ابن عمر ذكرناها في غير هذا الموضع.
170 - أخبرنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، قال: حدثنا محمّد بن إسحاق الصّغانيّ، حدثنا محمّد بن عبد الله بن نميرٍ، حدثنا وكيع بن الجرّاح، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة قال: كنت جالسًا مع ابن عمر في حلقةٍ فسمع رجلاً، في حلقةٍ أخرى يقول: وأبي، فرماه بالحصى وقال: هذه كانت يمين عمر فنهاه النّبيّ صلى الله عليه وسلم وقال: إنّها شركٌ.
رواه الحسن بن عبيد الله وغيره، عن سعيد بن عبيدة، فقال: كلّ يمينٍ يحلف بها دون الله عزّ وجلّ شركٌ.
قول النّبيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذكروا اسم الله على جميع الأمور، قال تعالى: {اذكروا الله ذكرًا كثيرًا}.
171 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: حدثنا أحمد بن مهديٍّ، قال: حدثنا أبو جعفرٍ النّعيليّ قال: قرأت على معقل بن عبيد الله، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أمر بالأبواب أن تغلق ويقول: باسم الله ويغطّى الإناء ونقول: بسم الله ولو لم نجد إلاّ عودًا نعرض عليه فأعرض عليه وقل: بسم الله وأطفئ المصباح وقل: بسم الله.
172 - أخبرنا خيثمة، ومحمّد بن عليٍّ العطّار قالا: حدثنا أحمد بن حازمٍ، قال: حدثنا أبو نعيمٍ، حدثنا نصير بن أبي الأشعث قال: سمعت أبا الزّبير، يذكر عن جابرٍ: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: أعرض عليه عودًا واذكر اسم الله عزّ وجلّ.
173 - أخبرنا محمّد بن أحمد بن منصورٍ الطّوسيّ، قال: حدثنا عثمان بن سعيدٍ الهرويّ، قال: حدثنا إسماعيل بن الخليل، حدثنا يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، عن أبيه، عن خالد بن سلمة الكوفيّ، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة، رضي الله عنها قالت: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يذكر الله عزّ وجلّ على جميع أحيانه.
174 - أخبرنا عليّ بن عيسى بن عبدويه النّيسابوريّ، وجماعةٌ قالوا: حدثنا محمّد بن إبراهيم بن سعيدٍ، قال: حدثنا أميّة بن بسطامٍ، حدثنا يزيد بن زريعٍ، حدثنا روح بن القاسم، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكّة فمرّ على جبلٍ يقال له جمدان، فقال: سيروا، هذا جمدان سبق المفرّدون قالوا: وما المفرّدون يا رسول الله؟ قال: الذّاكرين الله كثيرًا والذّاكرات.
ذكر اسم الله عزّ وجلّ على الذّبائح وعند الأكل والشّرب والوضوء، وقال ابن عبّاسٍ: المسلم يكفيه اسمه، فإذا نسي عند الذّبح فليسمّ الله إذا أكل.
175 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، حدثنا سعد بن أبي نصرٍ، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الأسود بن قيسٍ قال: سمعت جندب بن عبد الله، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في الأضحى بعد الصّلاة من لم يذبح فليذبح على اسم الله عزّ وجلّ.
رواه جماعةٌ عن الأسود بن قيسٍ.
176 - أخبرنا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل، حدثنا أحمد بن منصورٍ، حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمرٌ، عن ثابتٍ البنانيّ، وقتادة بن دعامة، عن أنس بن مالكٍ قال: نظر أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم وضوءًا فلم يجدوا، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: هاهنا ماءٌ، فرأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم وضع يده في الإناء الّذي فيه الماء فقال: توضّئوا بسم الله فرأيت الماء يفور بين أصابعه والقوم يتوضّئون حتّى توضّئوا من عند آخرهم.
177 - وأخبرنا عليّ بن محمّد بن نصرٍ، حدثنا هشام بن عليٍّ، حدثنا أبو عمر الحوضيّ قال: وحدثنا إبراهيم بن حاتمٍ، حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، وسليمان بن حربٍ، قالوا: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، وحصين بن عبد الرّحمن، عن سالم بن أبي الجعد قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: أصابنا عطشٌ فأتينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضع يده في تورٍ من ماءٍ، فجعل الماء يثور كأنّه عيونٌ من خللٍ، وقال سليمان بن حربٍ: ينبع من بين أصابعه كأنّه العيون، فقال: خذوا بسم الله، وقال أبو الوليد: فقال: اذكروا اسم الله قال: فشربنا حتّى وسعنا وكفانا، قال شعبة: وفي حديث عمرو بن مرّة، فقلت لجابرٍ: كم كنتم؟ فقال: كنّا ألفًا ولو كنّا خمسمائة ألفٍ لكفانا.
رواه محمّد بن كثيرٍ وعليّ بن الجعد وذكر التّسمية.
ورواه جماعةٌ عن شعبة منهم عمرو بن مرزوقٍ ولم يذكروا التّسمية.
ورواه جماعةٌ عن حصينٍ ولم يذكروا التّسمية، منهم خالد بن عبد الله وعبد الله بن إدريس وسويد بن عبد العزيز.
كذلك رواه جريرٌ وغيره، عن الأعمش، عن سالمٍ ولم يذكروا التّسمية.
178 - أخبرنا محمّد بن سعيدٍ، وحمزة بن محمّدٍ قالا: حدثنا أحمد بن شعيبٍ، أخبرنا عمران بن موسى، حدّثنا عبد الوارث بن سعيدٍ، عن عبد العزيز بن صهيبٍ، عن أنس بن مالكٍ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: أعوذ بالله من الخبث والخبائث.
179 - أخبرنا حمزة بن محمّد بن العبّاس، بمصر، قال: حدثنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب بن بحرٍ النّسائيّ، قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا النّضر بن شميلٍ، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنّ ناسًا من الأعراب كانوا يأتون رسول الله بلحومٍ، فقالوا: يا رسول الله، إنّ ناسًا من الأعراب كانوا يأتوننا بلحمٍ ولا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذكروا اسم الله وكلوا.
قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم لأمراء السّرايا: اغزوا بسم الله، قاتلوا من كفر بالله عزّ وجلّ:
180 - أخبرنا أبو الفضل العبّاس بن أحمد بن حمدان المدينيّ، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله الجمحيّ (ح) وأخبرنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصريّ، قال: حدثنا محمّد بن عبد الوهّاب بن حبيبٍ الفرّاء، قالا: حدثنا يعلى بن عبيدٍ، حدثنا إدريس بن يزيد الأوديّ، عن علقمة بن مرثدٍ، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرًا على قومٍ أمره بتقوى الله عزّ وجلّ في خاصّة نفسه ولأصحابه عامّةً، وقال: اغزوا بسم الله وفي سبيل الله قاتلوا من كفر بالله عزّ وجلّ.
رواه الثّوريّ وشعبة.
قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: إذا قال العبد لا قوّة إلاّ بالله فقال الله تعالى: أسلم عبدي واستسلم.
181 - أخبرنا عبدوس بن الحسين، قال: حدثنا أبو حاتمٍ الرّازيّ، حدثنا آدم بن أبي إياسٍ، حدثنا شعبة، حدثنا يحيى بن أبي سليمٍ، قال: سمعت عمرو بن ميمونٍ، يحدّث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أعلّمك، أو ألا أدلّك على كلمةٍ من تحت العرش من كنز الجنّة؟ لا قوّة إلاّ بالله، يقول الله: أسلم عبدي واستسلم.
هذا من رسم النّسائيّ.
رواه عن إبراهيم بن الحسن المقسميّ، عن حجّاج بن محمّدٍ، عن شعبة.
ورواه ابن عيينة، عن محمّد بن السّائب بن بركة، عن عمرو بن ميمونٍ، عن أبي ذرٍّ.
ورواه جماعةٌ، عن أبي عثمان النّهديّ، عن أبي موسى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أدلّك على كنز الجنّة؟ لا حول ولا قوّة إلاّ بالله.
رواه أيّوب والتّيميّ وعاصمٌ وخالدٌ الحذّاء وعثمان بن غياثٍ.
قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: بسم الله أرقيك.
182 - أخبرنا أبو القاسم حمزة بن محمّدٍ الكنانيّ بمصر، قال: حدثنا أبو عبد الرّحمن النّسائيّ قال: أخبرنا عمران بن موسى، حدّثنا عبد الوارث بن سعيدٍ، عن عبد العزيز بن صهيبٍ قال: حدّثني أبو نضرة العبديّ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، أنّ جبريل، عليه السّلام أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: ألا أرقيك يا محمّد؟ قال: نعم قال: بسم الله أرقيك من كلّ شيءٍ يؤذيك ومن شرّ كلّ نفسٍ وعينٍ، بسم الله أرقيك.
قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: لقّنوا أمواتكم لا إله إلاّ الله، ومن كان آخر كلامه لا إله إلاّ الله.
183 - أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن الصّبّاح، قال: حدثنا أبو مسعودٍ، وأخبرنا أبو عامرٍ عبد الملك بن عمرٍو، حدثنا سليمان بن بلالٍ، عن عمارة بن غزيّة، عن يحيى بن عمارة، عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقّنوا أمواتكم لا إله إلاّ الله.
184 - أخبرنا محمّد بن يعقوب الشّيبانيّ، حدثنا يحيى بن محمّد بن عليٍّ، أخبرنا مسدّدٌ، حدثنا بشر بن المفضّل، عن عمارة بن غزيّة، عن يحيى بن عمارة، عن أبي سعيدٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقّنوا موتاكم لا إله إلاّ الله.
رواه الدّراورديّ، عن عمارة.
185 - أخبرنا عبد الله بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو مسعودٍ، أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا مروان بن معاوية، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لقّنوا موتاكم لا إله إلاّ الله.
186 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن يحيى (ح) وأخبرنا عبد الله بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو مسعودٍ، قالا: حدثنا حجّاج بن منهالٍ، حدثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن أنس بن مالكٍ، رضي الله عنه، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم عاد رجلاً من بني النّجّار، فقال: قل لا إله إلاّ الله فقال: أو خيرٌ لي أن أقولها؟ قال: نعم.
187 - أخبرنا خيثمة، قال: حدثنا إسحاق بن سيّارٍ (ح) وأخبرنا عبد الله بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو مسعودٍ، قالا: حدثنا أبو عاصمٍ، عن عبد الحميد بن جعفرٍ، عن صالح بن أبي عريبٍ، عن كثير بن مرّة، عن معاذ بن جبلٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: من كان آخر كلامه لا إله إلاّ الله دخل الجنّة.
صالح بن عريبٍ مصريٌّ مشهورٌ تقدّم ذكره. وهذا من رسم النّسائيّ، وأبي عيسى.
188 - أخبرنا عبدوس بن الحسين، قال: حدثنا أبو حاتمٍ، محمّد بن إدريس، قال: حدثنا أبو سلمة، موسى بن إسماعيل، حدثنا حمّاد بن سلمة، حدثنا ثابتٌ، عن أنسٍ، رضي الله عنه: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يغير عند الصّبح، فكان يستمع فسمع رجلاً يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال: الفطرة فقال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، فقال: خرجت من النّار.
189 - أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق السّرّاج، قال: حدثنا موسى بن الحسن النّسائيّ، حدثنا عفّان بن مسلمٍ، حدثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن أنسٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم السّاعة وأحدٌ في الأرض يقول: الله الله.
رواه معمر بن راشدٍ، عن ثابتٍ.
ورواه جماعةٌ عن حميدٍ، عن أنسٍ). [التوحيد: 2/21-45]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 رمضان 1438هـ/8-06-2017م, 08:03 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح ابن سعدي (ت:1376هـ)

قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت:1376هـ):
("الله": هو المألوه المعبود، ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين، لما اتصف به من صفات الألوهية التي هي صفات الكمال). [تيسير الكريم المنان: 945]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة