قوله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59) هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ (60) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ( {وجنى الجنتين دان (54)} حسن.
{وبين حميم آن (44)} تام. ومثله: {إلا الإحسان (60)}) .
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/917]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({ذواتا أفنان} كاف.
حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا ابن الأنباري قال: حدثنا الكديمي قال: حدثنا يحيى بن يعمر الليثي قال: حدثنا سلم بن قتيبة عن عبد الله بن النعمان عن عكرمة في قوله تعالى: {ذواتا أفنان} قال: ذواتا ظل، وأغصان.
{زوجان} تام.
{وجنى الجنتين دانٍ} كاف.
{والمرجان} تام ومثله {إلا الإحسان})[المكتفى:548 - 549]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({تكذبان(47)}لا لأن قوله: {ذواتا أفنان} صفة قوله: {جنتان} ...
{من إستبرق(54)}ط {الطرف(56)}لا لأن {لم يطمثهن} حالهن.
{تكذبان(57)}ج لأن {كأنهن} حال بعد حال، أو خبر محذوف، أي: هن كأنهن، وقد يوصل.) [علل الوقوف: 3/987 - 988]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (جنتان لا يوقف عليه ولا على تكذبان لأنَّ قوله ذواتا أفنان من صفة جنتان فلا يفصل بين الصفة والموصوف وكاف إن جعلتا خبر مبتدأ محذوف أي هما ذواتا ورسموا ذواتا بألف بعد التاء كما ترى لأنَّ المثنى المرفوع يكتب بالألف
{تكذبان} كاف ومثله تجريان وتكذبان وزوجان ولا يوقف على تكذبان إن جعل متكئين حالاً من قوله ولمن خاف مقام ربه جنتان فكأنَّه قال ولمن خاف مقام ربه جنتان ثم وصفهما في حال اتكائهما وإن نصب متكئين بفعل مقدر أي أعني أو أذكر كان كافيًا وقول من قال كل ما في هذه السورة من قوله فبأي آلاء ربكما تكذبان تام وكذا ما قبله فليس بشيء والتحقيق خلافه والحكمة في تكرارها في أحد آلاء ربكما تكذبان تام وكذا ما قبله فليس بشيء والتحقيق خلافه والحكمة في تكرارها في أحد وثلاثين موضعًا أنَّ الله عدد في هذه السورة نعماءه وذكر خلقه آلاءه ثم اتبع كل خلة وصفها ونعمة ذكرها بذكر آلائه وجعلها فاصلة بين كل نعمتين لينبههم على النهم ويقررهم بها فهي باعتبار بمعنى آخر غير الأوّل وهو أوجه وقال الحسن التكرار للتأكيد وطرد الغفلة اهـ نكزاوي
{من إستبرق} جائزعند بعضهم وجنى الجنتين دان مبتدأ وخبر وقرئ وجِنى بكسر الجيم
{دان} كاف ومثله تكذبان ولا وقف من قوله فيهن قاصرات إلى والمرجان فلا يوقف على قوله ولا جان ولا على تكذبان لأنَّ قوله كأنَّهن الياقوت من صفة قاصرات الطرف
{المرجان} كاف
{تكذبان} تام للاستفهام بعده
{إلاَّ الإحسان} كاف
{تكذبان}تام) [منار الهدى: 380-381]
- أقوال المفسرين