العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الصافات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 06:24 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة الصافات [ من الآية (11) إلى الآية (26) ]

تفسير سورة الصافات
[ من الآية (11) إلى الآية (26) ]


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ (11) بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (15) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ (18) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ (19) وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 11:58 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله لازب قال لاصق). [تفسير عبد الرزاق: 2/148]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {لازبٌ} [الصافات: 11] : «لازمٌ»). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ ويقذفون بالغيب من مكانٍ بعيدٍ من كلّ مكانٍ ويقذفون من كل جانب دحورًا يرمون واصبٌ دائمٌ لازبٌ لازمٌ سقط هذا كلّه لأبي ذرٍّ وقد تقدّم بعضه في بدء الخلق وروى الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله ويقذفون بالغيب من مكانٍ يقولون هو ساحرٌ هو كاهنٌ هو شاعرٌ وفي قوله إنّا خلقناهم من طين لازب قال لازمٍ وقال أبو عبيدة في قوله ولهم عذابٌ واصبٌ أي دائمٌ وفي قوله من طين لازب هي بمعنى اللّازم قال النّابغة ولا يحسبون الشّرّ ضربة لازبٍ أي لازمٍ). [فتح الباري: 8/542] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد {ويقذفون بالغيب من مكان بعيد} من كل مكان {ويقذفون من كل جانب} يرمون {واصب} دائم {لازب} لازم {تأتوننا عن اليمين} يعني الجنّ الكفّار تقول للشّيطان {غول} وجع بطن {ينزفون} لا تذهب عقولهم {قرين} شيطان {يهرعون} كهيئة الهرولة {يزفون} النسلان في المشي {وبين الجنّة نسبا} قال كفار قريش الملائكة بنات الله وأمهاتهم بنات سروات الجنّ قال الله 158 الصافات ولقد {علمت الجنّة إنّهم لمحضرون} ستحضر للحساب وقال ابن عبّاس {لنحن الصافون} الملائكة {صراط الجحيم} سواء الجحيم وسط الجحيم {لشوبا} يخلط طعامهم ويساط بالحميم {مدحورًا} مطرودا {بيض مكنون} اللّؤلؤ المكنون {وتركنا عليه في الآخرين} يذكر بخير {يستسخرون} يسخرون {بعلا} ربًّا {الأسباب} السّماء
أما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 53 سبأ {ويقذفون بالغيب من مكان بعيد} قولهم هو ساحر هو كاهن بل هو ساحر
وبه في قوله 11 الصافات {إنّا خلقناهم من طين لازب} قال لازم). [تغليق التعليق: 4/292-293] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (لازبٌ لازمٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {أنا خلقناهم من طين لازب} (الصافات: 11) وفسره بقوله: (لازم) في التّفسير: طين لازب أي: جيد حر يلصق ويعلق باليد، واللازب بالموحّدة واللّازم بالميم بمعنى واحد، والباء بدل من الميم كأنّه يلزم اليد، وعن السّديّ: خالص، وعن مجاهد والضّحّاك: منين). [عمدة القاري: 19/135]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({لازب}) في قوله: {إنّا خلقناهم من طين لازب} [الصافات: 11] معناه (لازم) بالميم بدل الموحدة ومنه قول النابغة:
ولا تحسبون الشر ضربة لازب
بالموحدة أي لازم بالميم فهما بمعنى لأنه يلزم اليد أي يلصق بها وقيل بالموحدة اللزج وأكثر أهل اللغة على أن الباء في لازب بدل من الميم وهذا كله ساقط في رواية أبي ذر). [إرشاد الساري: 7/313]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فاستفتهم أهم أشدّ خلقًا أم من خلقنا إنّا خلقناهم من طينٍ لازبٍ (11) بل عجبت ويسخرون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فاستفت يا محمّد هؤلاء المشركين الّذي ينكرون البعث بعد الممات والنّشور بعد البلى: يقول: فسلهم: أهم أشدّ خلقًا؟ يقول: أخلقهم أشدّ؟ أم خلق من عددنا خلقه من الملائكة والشّياطين والسّموات والأرض؟
وذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه بن مسعودٍ: (أهم أشدد خلقًا أم من عددنا).
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {أهم أشدّ خلقًا أم من خلقنا}؟ قال: السّموات والأرض والجبال.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك، أنّه قرأ: أهم أشدّ خلقًا أم من عددنا؟ وفي قراءة عبد اللّه بن مسعود: (عددنا) يقول: {ربّ السّموات والأرض وما بينهما وربّ المشارق} يقول: أهم أشدّ خلقًا، أم السّموات والأرض؟ يقول: السّموات والأرض أشدّ خلقًا منهم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {فاستفتهم أهم أشدّ خلقًا أم من خلقنا}: أم من عددنا من خلق السّموات والأرض، قال اللّه: {لخلق السّموات والأرض أكبر من خلق النّاس} الآية.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {فاستفتهم أهم أشدّ خلقًا} قال يعني المشركين، سلهم {أهم أشدّ خلقًا أم من خلقنا}.
وقوله: {إنّا خلقناهم من طينٍ لازبٍ} يقول: إنّا خلقناهم من طينٍ لاصقٍ وإنّما وصفه جلّ ثناؤه باللّزوب، لأنّه ترابٌ مخلوطٌ بماءٍ، وكذلك خلق ابن آدم من ترابٍ وماءٍ ونارٍ وهواءٍ؛ والتّراب إذا خلط بماءٍ صار طينًا لازبًا، والعرب تبدّل أحيانًا هذه الباء ميمًا، فتقول: طينٌ لازمٌ؛ ومنه قول النّجاشيّ الحارثيّ:
بنى اللّؤم بيتًا فاستقرّ عماده = عليكم بني النّجّار ضربة لازم
ومن اللاّزب قول نابغة بني ذبيان:
ولا يحسبون الخير لا شرّ بعده = ولا يحسبون الشّرّ ضربة لازب
وربّما أبدلوا الزّاي الّتي في اللاّزب تاءً، فيقولون: طينٌ لاتبٌ، وذكر أنّ ذلك في قيسٍ؛ زعم الفرّاء أنّ أبا الجرّاح أنشده:
صداعٌ وتوصيم العظام وفترةٌ = وغثيٌ مع الإشراق في الجوف لاتب
بمعنى: لازبٌ، والفعل من لازبٍ: لزب يلزب، لزبًا ولزوبًا، وكذلك من لاتبٍ: لتب يلتب لتوبًا.
وبنحو الّذي قلنا في معنى ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عبيد اللّه بن يوسف الجبيريّ، قال: حدّثنا محمّد بن كثيرٍ، قال: حدّثنا مسلمٌ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {من طينٍ لازبٍ} قال: هو الطّين الحرّ الجيّد اللّزج.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ وعبد الرّحمن، قالا: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلمٍ البطين، عن سعيدٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: اللاّزب: الجيّد.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عثمان بن سعيدٍ، قال: حدّثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قال: اللاّزب: اللّزج الطّيّب.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {من طينٍ لازبٍ} يقول: ملتصقٍ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّا خلقناهم من طينٍ لازبٍ} قال: من التّراب والماء فيصير طينًا يلزق.
- حدّثنا هنّادٌ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن عكرمة، في قوله: {إنّا خلقناهم من طينٍ لازبٍ} قال: اللاّزب: اللّزج.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك، {إنّا خلقناهم من طينٍ لازبٍ} واللاّزب: الطّين الجيّد.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال اللّه: {إنّا خلقناهم من طينٍ لازبٍ} واللاّزب: الّذي يلزق باليد.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {من طينٍ لازبٍ} قال: لازمٍ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّا خلقناهم من طينٍ لازبٍ} قال: اللاّزب: الّذي يلتصق كأنّه غراءٌ؛ ذلك اللاّزب.
- حدّثنا عمرو بن عبد الحميد الآمليّ، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن جويبرٌ، عن الضّحّاك، في قوله: {من طينٍ لازبٍ} قال: هو اللاّزق). [جامع البيان: 19/509-513]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أهم أشد خلقا أم من خلقنا يعني السماوات والأرض والجبال). [تفسير مجاهد: 539-540]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله لازب قال يعني لازم). [تفسير مجاهد: 540]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 11 - 21.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {أهم أشد خلقا أم من خلقنا} قال: السموات والأرض والجبال). [الدر المنثور: 12/390-391]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {أم من خلقنا} قال: أم من عددنا عليك من خلق السموات والأرض قال الله تعالى (لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس) (غافر 57) ). [الدر المنثور: 12/391]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه أنه قرأ أهم أشد خلقا أم من عددنا). [الدر المنثور: 12/391]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {أم من خلقنا} قال: من الأموات والملائكة). [الدر المنثور: 12/391]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {من طين لازب} قال: ملتصق). [الدر المنثور: 12/391]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن نافع بن الأزرق سأله قال له: أخبرني عن قوله {من طين لازب} قال: الملتزق قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت النابغة وهو يقول:
فلا تحسبون الخير لا شر بعده * ولا تحسبون الشر ضربة لازب). [الدر المنثور: 12/391-392]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {من طين لازب} قال: اللزب الجيد). [الدر المنثور: 12/392]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن عكرمة رضي الله عنه {من طين لازب} قال: لازج). [الدر المنثور: 12/392]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {من طين لازب} قال: اللازب والحمأ والطين واحد، كان أوله ترابا ثم صار حمأ منتنا ثم صار طينا لازبا فخلق الله منه آدم). [الدر المنثور: 12/392]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال اللازب الذي يلزق بعضه إلى بعض). [الدر المنثور: 12/392]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: اللازب الذي يلزق باليد). [الدر المنثور: 12/392]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {طين لازب} قال: لازم منتن). [الدر المنثور: 12/392-393]

تفسير قوله تعالى: (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى بل عجبت ويسخرون قال عجبت من وحي الله وكتابه ويسخرون مما جئت به). [تفسير عبد الرزاق: 2/148]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن الأعمش عن أبي وائل قال قرأها شريح (بل عجبتُ ويسخرون) قال شريح إن الله لا يعجب من شيء إنما يعجب من لا يعلم قال فذكرت ذلك لإبراهيم فقال كان عبد الله بن مسعود يقرأ (بل عجبتُ وتسخرون)). [تفسير عبد الرزاق: 2/148]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قوله: {بل عجبت ويسخرون} اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الكوفة: (بل عجبت ويسخرون) بضمّ التّاء من عجبت، بمعنى: بل عظم عندي وكبر اتّخاذهم لي شريكًا، وتكذيبهم تنزيلي وهم يسخرون وقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة {بل عجبت} بفتح التّاء بمعنى: بل عجبت أنت يا محمّد ويسخرون من هذا القرآن.
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: إنّهما قراءتان مشهورتان في قرّاء الأمصار، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
فإن قال قائلٌ: وكيف يكون مصيبًا القارئ بهما مع اختلاف معنييهما؟
قيل: إنّهما وإن اختلف معنياهما فكلّ واحدٍ من معنييه صحيحٌ، قد عجب محمّدٌ ممّا أعطاه اللّه من الفضل، وسخر منه أهل الشّرك باللّه، وقد عجب ربّنا من عظيم ما قاله المشركون في اللّه، وسخر المشركون بما قالوه.
فإن قال: أكان التّنزيل بإحداهما أو بكلتيهما؟
قيل: التّنزيل بكلتيهما، فإن قال: وكيف يكون تنزيل حرفٍ مرّتين؟ قيل: إنّه لم ينزل مرّتين، إنّما أنزل مرّةً، ولكنّه أمر صلّى اللّه عليه وسلّم أن يقرأ بالقراءتين كلتيهما، ولهذا موضعٌ سنستقصي إن شاء اللّه فيه البيان عنه بما فيه الكفاية.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {بل عجبت ويسخرون} قال: عجب محمّدٌ عليه الصّلاة والسّلام من هذا القرآن حين أعطيه، وسخر منه أهل الضّلالة). [جامع البيان: 19/513-514]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ جريرٌ، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ شقيق بن سلمة قال: قرأ عبد اللّه رضي اللّه عنه: {بل عجبت ويسخرون} [الصافات: 12] قال شريحٌ: «إنّ اللّه لا يعجب من شيء إنّما يعجب من لا يعلم» قال الأعمش: فذكرت لإبراهيم فقال: إنّ شريحًا كان يعجبه رأيه إنّ عبد اللّه كان أعلم من شريحٍ، وكان عبد اللّه يقرؤها: {بل عجبت} [الصافات: 12] «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/466]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقرأ (بل عجبت ويسخرون) بالرفع). [الدر المنثور: 12/393]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق الأعمش عن شقيق بن سلمة عن شريح رضي الله عنه أنه كان يقرأ هذه الآية بل عجبت ويسخرون بالنصب ويقول إن الله لا يعجب من الشيء إنما يعجب من لا يعلم قال الأعمش: فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي رضي الله عنه فقال: إن شريحا كان معجبا برأيه وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان أعلم منه كان يقرأها {بل عجبت} ). [الدر المنثور: 12/393]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ {بل عجبت} ). [الدر المنثور: 12/393]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {بل عجبت ويسخرون} قال: عجبت من كتاب الله ووحيه {ويسخرون} بما جئت به). [الدر المنثور: 12/393-394]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {بل عجبت} قال النبي صلى الله عليه وسلم: عجبت بالقرآن حين أنزل ويسخر منه ضلال بني آدم). [الدر المنثور: 12/394]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {بل عجبت} قال: عجب محمد صلى الله عليه وسلم من هذا القرآن حين أعطيه وسخر منه أهل الضلالة {ويسخرون} يعني أهل مكة {وإذا ذكروا لا يذكرون} أي لا ينتفعون ولا يبصرون {وإذا رأوا آية يستسخرون} أي يسخرون منه ويستهزؤن). [الدر المنثور: 12/394]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {يستسخرون} قال: يستهزؤن، وفي قوله {فإنما هي زجرة} قال: صيحة). [الدر المنثور: 12/394]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا ذكّروا لا يذكرون (13) وإذا رأوا آيةً يستسخرون}.
يقول تعالى ذكره: وإذا ذكّر هؤلاء المشركون حجج اللّه عليهم ليعتبروا ويتفكّروا، فينيبوا إلى طاعة اللّه {لا يذكرون}: يقول: لا ينتفعون بالتّذكير فيتذكّروا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وإذا ذكّروا لا يذكرون}: أي لا ينتفعون ولا يبصرون). [جامع البيان: 19/514-515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {بل عجبت} قال: عجب محمد صلى الله عليه وسلم من هذا القرآن حين أعطيه وسخر منه أهل الضلالة {ويسخرون} يعني أهل مكة {وإذا ذكروا لا يذكرون} أي لا ينتفعون ولا يبصرون {وإذا رأوا آية يستسخرون} أي يسخرون منه ويستهزؤن). [الدر المنثور: 12/394] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَوْا آَيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله يستسخرون قال أي يسخرون). [تفسير عبد الرزاق: 2/148]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (ويقال: {يستسخرون} [الصافات: 14] : «يسخرون» ). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ويقال يستسخرون يسخرون ثبت هذا أيضًا للنّسفيّ وأبي ذرٍّ فقط وقال أبو عبيدة يستسخرون ويسخرون سواءٌ). [فتح الباري: 8/543]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يستسخرون يسخرون
أشار به إلى قوله تعالى: {وإذا رأوا آية يستسخرون} (الصافات: 14) وفسره بقوله: (يسخرون) ). [عمدة القاري: 19/136]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ويقال يستسخرون}) أي (يسخرون) ومراده قوله تعالى: {وإذا رأوا آية يستسخرون} [الصافات: 14] قال ابن عباس: آية يعني انشقاق القمر، وقيل: يستدعي بعضهم من السخرية وسقط ويقال لغير أبي ذر). [إرشاد الساري: 7/314]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإذا رأوا آيةً يستسخرون} يقول: وإذا رأوا حجّةً من حجج اللّه عليهم، ودلالةً على نبوّة نبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم يستسخرون: يقول: يسخرون ويستهزئون.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وإذا رأوا آيةً يستسخرون}: يسخرون منها ويستهزئون.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وإذا رأوا آيةً يستسخرون} قال: يستهزئون ويسخرون). [جامع البيان: 19/515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {بل عجبت} قال: عجب محمد صلى الله عليه وسلم من هذا القرآن حين أعطيه وسخر منه أهل الضلالة {ويسخرون} يعني أهل مكة {وإذا ذكروا لا يذكرون} أي لا ينتفعون ولا يبصرون {وإذا رأوا آية يستسخرون} أي يسخرون منه ويستهزؤن). [الدر المنثور: 12/394] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (15) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقالوا إن هذا إلاّ سحرٌ مبينٌ (15) أءذا متنا وكنّا ترابًا وعظامًا أئنّا لمبعوثون (16) أوآباؤنا الأوّلون (17) قل نعم وأنتم داخرون (17) فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ فإذا هم ينظرون}.
يقول تعالى ذكره: وقال هؤلاء المشركون من قريشٍ باللّه لـ محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: ما هذا الّذي جئتنا به إلاّ سحرٌ مبينٌ يقول: يبين لمن تأمّله ورآه أنّه سحرٌ). [جامع البيان: 19/516]

تفسير قوله تعالى: (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {أئذا متنا وكنّا ترابًا وعظامًا أئنّا لمبعوثون} يقولون منكرين بعث اللّه إيّاهم بعد بلائهم: أئنّا لمبعوثون أحياءً من قبورنا بعد مماتنا ومصيرنا ترابًا وعظامًا، قد ذهب عنها اللّحوم). [جامع البيان: 19/516]

تفسير قوله تعالى: (أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {أوآباؤنا الأوّلون} الّذين مضوا من قبلنا، فبادوا وهلكوا؟ يقول اللّه لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهم: نعم أنتم مبعوثون بعد مصيركم ترابًا وعظامًا أحياءً كما كنتم قبل مماتكم، وأنتم داخرون.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {أئذا متنا وكنّا ترابًا وعظامًا أئنّا لمبعوثون (16) أو آباؤنا الأوّلون} تكذيبًا بالبعث {قل نعم وأنتم داخرون} ). [جامع البيان: 19/516]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (18) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وأنتم داخرون} يقول تعالى ذكره: وأنتم صاغرون أشدّ الصّغار؛ من قولهم: داخرٌ صاغرٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وأنتم داخرون} أي صاغرون.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {وأنتم داخرون} قال: صاغرون). [جامع البيان: 19/517]

تفسير قوله تعالى: (فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ (19) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ فإذا هم ينظرون} يقول تعالى ذكره: فإنّما هي صيحةٌ واحدةٌ، وذلك هو النّفخ في الصّور، {فإذا هم ينظرون} يقول: فإذا هم شاخصةٌ أبصارهم ينظرون إلى ما كانوا يوعدونه من قيام السّاعة ويعاينونه.
- كما حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {زجرةٌ واحدةٌ} قال: هي النّفخة). [جامع البيان: 19/517]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {يستسخرون} قال: يستهزؤن، وفي قوله {فإنما هي زجرة} قال: صيحة). [الدر المنثور: 12/394] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {فإنما هي زجرة واحدة} قال: نفخة واحدة وهي النفخة الآخرة). [الدر المنثور: 12/394-395]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدّين (20) هذا يوم الفصل الّذي كنتم به تكذّبون}.
يقول تعالى ذكره: وقال هؤلاء المشركون المكذّبون إذا زجرت زجرةً واحدةً، ونفخ في الصّور نفخةً واحدةً: {يا ويلنا هذا يوم الدّين} يقول: يقولون: هذا يوم المجازاة والمحاسبة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {هذا يوم الدّين} قال: يدين اللّه فيه العباد بأعمالهم.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {هذا يوم الدّين} قال: يوم الحساب). [جامع البيان: 19/517-518]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {هذا يوم الدين} قال: يدين الله فيه العباد بأعمالهم {هذا يوم الفصل} يعني يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/395]

تفسير قوله تعالى: (هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {هذا يوم الفصل الّذي كنتم به تكذّبون} يقول تعالى ذكره: هذا يوم فصل اللّه بين خلقه بالعدل من قضائه الّذي كنتم به تكذّبون في الدّنيا فتنكرونه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {هذا يوم الفصل الّذي كنتم به تكذّبون} يعني: يوم القيامة.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {هذا يوم الفصل} قال: يومٌ يقضي بين أهل الجنّة وأهل النّار). [جامع البيان: 19/518-519]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {هذا يوم الدين} قال: يدين الله فيه العباد بأعمالهم {هذا يوم الفصل} يعني يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/395] (م)

تفسير قوله تعالى: (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى وأزواجهم قال هم وأشكالهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/148]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن إسرائيل عن سماك بن حرب أنه سمع النعمان بن بشير في قوله احشروا الذين ظلموا وأزواجهم قال أمثالهم الذين مثلهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/148]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن أبيه عن المسيّب بن رافع عن ابن عبّاسٍ في قوله: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} قال: أشباههم [الآية: 22]). [تفسير الثوري: 252]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون (22) من دون اللّه فاهدوهم إلى صراط الجحيم}.
وفي هذا الكلام متروكٌ استغني بدلالة ما ذكر عمّا ترك، وهو: فيقال: احشروا الّذين ظلموا، ومعنى ذلك: اجمعوا الّذين كفروا باللّه في الدّنيا وعصوه وأزواجهم وأشياعهم على ما كانوا عليه من الكفر باللّه وما كانوا يعبدون من دون اللّه من الآلهة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن سماك بن حربٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، عن عمر بن الخطّاب {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} قال: ضرباءهم.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} يقول: نظراءهم.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} يعني: أتباعهم، ومن أشبههم من الظّلمة.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن داود، قال: سألت أبا العالية عن قول اللّه: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون اللّه} قال: الّذين ظلموا وأشياعهم.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثني عبد الأعلى، قال: حدّثنا داود، عن أبي العالية، أنّه قال في هذه الآية {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} قال: وأشياعهم.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا داود، عن أبي العالية مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} أي وأشياعهم الكفّار مع الكفّار.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} قال: وأشباههم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} قال: أزواجهم في الأعمال، وقرأ: {وكنتم أزواجًا ثلاثةً فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسّابقون السّابقون}، فالسّابقون زوجٌ، وأصحاب الميمنة زوجٌ، وأصحاب الشّمال زوجٌ، قال: كلّ من كان من هذا حشره اللّه معه وقرأ: {وإذا النّفوس زوّجت}، قال: زوّجت على الأعمال، لكلّ واحدٍ من هؤلاء زوجٌ، زوّج اللّه بعض هؤلاء بعضًا؛ زوّج أصحاب اليمين أصحاب اليمين، وأصحاب المشأمة أصحاب المشأمة، والسّابقين السّابقين، قال: فهذا قوله: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} قال: أزواج الأعمال الّتي زوّجهنّ اللّه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وأزواجهم} قال: أمثالهم). [جامع البيان: 19/519-521]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما كانوا يعبدون (22) من دون اللّه فاهدوهم إلى صراط الجحيم} يقول تعالى ذكره: احشروا هؤلاء المشركين وآلهتهم الّتي كانوا يعبدونها من دون اللّه، فوجّهوهم إلى طريق الجحيم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وما كانوا يعبدون (22) من دون اللّه} الأصنام.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم} يقول: وجّهوهم، وقيل: إنّ الجحيم الباب الرّابع من أبواب النّار). [جامع البيان: 19/521-522]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا قيس بن الربيع قال نا سماك بن حرب عن النعمان بن بشير قال سمعت عمر بن الخطاب يقول في قوله احشروا الذين ظلموا وأزواجهم قال الصالح مع الصالح والطالح مع الطالح). [تفسير مجاهد: 540]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وأزواجهم قال يعني أشباههم). [تفسير مجاهد: 540]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصّفّار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبيد اللّه بن موسى، أنبأ إسرائيل، ثنا سماك بن حربٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، عن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه، في قوله تعالى: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} [الصافات: 22] قال: «أمثالهم الّذين هم مثلهم» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/467]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أحمّد بن منيعٍ: ثنا أبو أحمد، ثنا سفيان، عن سماك بن حربٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، عن عمر- رضي الله عنه-: "في قوله تعالى: (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم) قال: وأشباههم"
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/260]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال أحمد بن منيعٍ: حدثنا أبو أحمد، ثنا سفيان، عن سماك بن حربٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، عن عمر رضي الله عنه، في قوله عز وجل {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم}، قال: وأشباههم.
هذا إسنادٌ صحيحٌ). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/147]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 22 - 23.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: تقول الملائكة للزبانية {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} ). [الدر المنثور: 12/395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي، وابن أبي شيبة، وابن منيع في مسنده، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في البعث من طريق النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: أمثالهم الذين هم مثلهم يجيء أصحاب الربا مع أصحاب الربا وأصحاب الزنا مع أصحاب الزنا وأصحاب الخمر مع أصحاب الخمر، أزواج في الجنة وأزواج في النار). [الدر المنثور: 12/395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: أشباههم، وفي لفظ نظراءهم.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وعكرمة رضي الله عنهما، مثله). [الدر المنثور: 12/395-396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: أزواجهم في الأعمال وقرأ (وكنتم أزواجا ثلاثة) (الواقعة 7) الآية (فأصحاب الميمنة) (الواقعة 8) زوج (وأصحاب المشئمة) (الواقعة 9) زوج (والسابقون) (الواقعة 10) زوج). [الدر المنثور: 12/396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: أمثالهم، القتلة مع القتلة والزناة مع الزناة وأكلة الربا مع أكلة الربا). [الدر المنثور: 12/396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن مردويه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: أشباههم من الكفار مع الكفار {وما كانوا يعبدون (22) من دون الله} قال: الأصنام). [الدر المنثور: 12/396]

تفسير قوله تعالى: (مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {صراط الجحيم} [الصافات: 23] ، {سواء الجحيم} [الصافات: 55] : «ووسط الجحيم» ). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله صراط الجحيم سواء الجحيم ووسط الجحيم لشوبًا يخلط طعامهم ويساط بالحميم مدحورًا مطرودًا سقط هذا كلّه لأبي ذرٍّ وقد تقدّم في بدء الخلق). [فتح الباري: 8/543] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (صراط الجحيم سواء الجحيم ووسط الجحيم
أشار به إلى قوله تعالى: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم} (الصافات: 23) قوله: فاطلع فرآه في سواء الجحيم. وأشار بهذا إلى أن هذه الألفاظ الثّلاثة بمعنى واحد. وفي التّفسير: صراط الجحيم طريق النّار، والصراط الطّريق، ولم يثبت هذا لأبي ذر والّذي قبله أيضا). [عمدة القاري: 19/136]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({صراط الجحيم}) في قوله تعالى: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم} [الصافات: 23] أي (سواء الجحيم ووسط الجحيم) بسكون السين وفي اليونينية بفتحها). [إرشاد الساري: 7/314]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما كانوا يعبدون (22) من دون اللّه فاهدوهم إلى صراط الجحيم} يقول تعالى ذكره: احشروا هؤلاء المشركين وآلهتهم الّتي كانوا يعبدونها من دون اللّه، فوجّهوهم إلى طريق الجحيم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وما كانوا يعبدون (22) من دون اللّه} الأصنام.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم} يقول: وجّهوهم، وقيل: إنّ الجحيم الباب الرّابع من أبواب النّار). [جامع البيان: 19/521-522] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن مردويه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: أشباههم من الكفار مع الكفار {وما كانوا يعبدون (22) من دون الله} قال: الأصنام). [الدر المنثور: 12/396] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم} قال: سوقوهم). [الدر المنثور: 12/396-397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فاهدوهم} قال: دلوهم {إلى صراط الجحيم} قال: طريق النار). [الدر المنثور: 12/397]

تفسير قوله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24) )
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا أحمد بن عبدة الضّبّيّ، قال: حدّثنا معتمر بن سليمان، قال: حدّثنا ليث بن أبي سليمٍ، عن بشرٍ، عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: ما من داعٍ دعا إلى شيءٍ إلاّ كان موقوفًا يوم القيامة لازمًا له لا يفارقه، وإن دعا رجلٌ رجلاً ثمّ قرأ قول الله عزّ وجلّ: {وقفوهم إنّهم مسئولون (24) ما لكم لا تناصرون}.
هذا حديثٌ غريبٌ). [سنن الترمذي: 5/217]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن النّعمان بن سالمٍ، قال: سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعودٍ، وقال عبد الله بن عمرٍو: قال رسول الله: «يخرج الدّجّال، فيبعث الله عزّ وجلّ عيسى ابن مريم عليه السّلام كأنّه عروة بن مسعودٍ الثّقفيّ، فيطلبه فيهلكه، ثمّ يلبث النّاس بعده تسع سنين ليس بين اثنين عداوةٌ، ثمّ يرسل الله عزّ وجلّ ريحًا باردةً من قبل الشّام، فلا تبقي أحدًا في قلبه مثقال ذرّةٍ من إيمانٍ إلّا قبضته، حتّى لو أنّ أحدكم كان في كبد جبلٍ دخلت عليهم»، قال: سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " ويبقى شرار النّاس في خفّة الطّير، وأحلام السّباع، لا يعرفون معروفًا، ولا ينكرون منكرًا، فيتمثّل لهم الشّيطان فيأمرهم بالأوثان فيعبدونها، وهم في ذلك دارّةٌ أرزاقهم، حسنةٌ عيشتهم، ثمّ ينفخ في الصّور فلا يبقى أحدٌ إلّا صعق، ثمّ يرسل الله - أو ينزل الله - مطرًا، فتنبت منه أجساد النّاس، ثمّ ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون، ثمّ يقال: يا أيّها النّاس، هلمّوا إلى ربّكم {وقفوهم إنّهم مسئولون} [الصافات: 24]، ثمّ قال: أخرجوا بعث أهل النّار، فيقال: كم؟، فيقال: من كلّ ألفٍ تسعمائةٍ وتسعةٌ وتسعون، فيومئذٍ يبعث {الولدان شيبًا} [المزمل: 17] ويومئذٍ {يكشف عن ساقٍ} [القلم: 42] قال محمّد بن جعفرٍ: حدّثني شعبة بهذا الحديث، عن النّعمان بن سالمٍ وعرضته عليه). [السنن الكبرى للنسائي: 10/316] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقفوهم إنّهم مسئولون (24) ما لكم لا تناصرون (25) بل هم اليوم مستسلمون (26) وأقبل بعضهم على بعضٍ يتساءلون}.
قال أبو جعفرٍ: يقول تعالى ذكره: {وقفوهم} احبسوهم: أي احبسوا أيّها الملائكة هؤلاء المشركين الّذين ظلموا أنفسهم وأزواجهم، وما كانوا يعبدون من دون اللّه من الآلهة {إنّهم مسئولون}.
واختلف أهل التّأويل في المعنى الّذي يأمر اللّه تعالى ذكره بوقفهم لمسألتهم عنه، فقال بعضهم: يسألهم: هل يعجبهم ورود النّار.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، قال: حدّثنا أبو الزّعراء، قال: كنّا عند عبد اللّه، فذكر قصّةً، ثمّ قال: يتمثّل اللّه للخلق فيلقاهم، فليس أحدٌ من الخلق كان يعبد من دون اللّه شيئًا إلاّ وهو مرفوعٌ له يتبعه، قال: فيلقى اليهود فيقول: من تعبدون؟ فيقولون: نعبد عزيرًا، قال: فيقول: هل يسرّكم الماء؟ فيقولون: نعم، فيريهم جهنّم وهي كهيئة السّراب، ثمّ قرأ: {وعرضنا جهنّم يومئذٍ للكافرين عرضًا}، قال: ثمّ يلقى النّصارى فيقول: من تعبدون؟ فيقولون: المسيح، فيقول: هل يسرّكم الماء؟ فيقولون: نعم، فيريهم جهنّم، وهي كهيئة السّراب، ثمّ كذلك لمن كان يعبد من دون اللّه شيئًا، ثمّ قرأ عبد اللّه {وقفوهم إنّهم مسئولون}.
وقال آخرون: بل ذلك للسّؤال عن أعمالهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا معتمرٌ، عن ليثٍ، عن رجلٍ، عن أنس بن مالكٍ، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: أيّما رجلٍ دعا رجلاً إلى شيءٍ كان موقوفًا لازمًا به، لا يغادره، ولا يفارقه، ثمّ قرأ هذه الآية: {وقفوهم إنّهم مسئولون}.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وقفوا هؤلاء الّذين ظلموا أنفسهم وأزواجهم إنّهم مسئولون عمّا كانوا يعبدون من دون اللّه). [جامع البيان: 19/522-523]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا عمر بن جعفرٍ البصريّ، ثنا الحسن بن أحمد التّستريّ، ثنا عبيد اللّه بن معاذٍ العنبريّ، ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس بن مالكٍ رضي اللّه عنه، قال: سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقول: " ما من داعٍ دعا رجلًا إلى شيءٍ إلّا كان موقوفًا معه يوم القيامة لازمًا له يقاد معه، ثمّ قرأ هذه الآية {وقفوهم إنّهم مسئولون} [الصافات: 24] «هكذا حدّث به الحسن بن أحمد التّستريّ عن عبيد اللّه بن معاذٍ عنه ولو جاز لنا قبوله منه لكنّا نصحّحه على شرط الشّيخين ولكنّا نقول أنّ صوابه»
- ما أخبرناه أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ المعتمر بن سليمان، قال: سمعت ليث بن أبي سليمٍ، يحدّث عن بشرٍ، عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه، قال: سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، يقول: " من دعا أخاه المسلم إلى شيءٍ، وإن دعا رجلٌ رجلًا كان موقوفًا معه يوم القيامة لازمًا له يقاد معه، ثمّ تلا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم {وقفوهم إنّهم مسئولون} [الصافات: 24] " قال الحاكم: فقد بان برواية إمام عصره أبي يعقوب الحنظليّ أنّ للحديث أصلًا بإسناد ما). [المستدرك: 2/467-468]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 24.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وقفوهم إنهم مسؤولون} قال: احبسوهم إنهم محاسبون). [الدر المنثور: 12/397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه والترمذي والدارمي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم، وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من داع دعا إلى شيء إلا كان موقوفا يوم القيامة لازما به لا يفارقه وإن دعا رجل رجلا، ثم قرأ {وقفوهم إنهم مسؤولون} ). [الدر المنثور: 12/397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن عطية رضي الله عنه في قوله {وقفوهم إنهم مسؤولون} قال: يقفون يوم القيامة حتى يسألوا عن أعمالهم). [الدر المنثور: 12/397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عثمان بن زائدة رضي الله عنه قال: كان يقال إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة عن جلسائه). [الدر المنثور: 12/398]

تفسير قوله تعالى: (مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ما لكم لا تناصرون} يقول: ما لكم أيّها المشركون باللّه لا ينصر بعضكم بعضًا {بل هم اليوم مستسلمون} يقول: بل هم اليوم مستسلمون لأمر اللّه فيهم وقضائه، موقنون بعذابه.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ما لكم لا تناصرون} لا واللّه لا يتناصرون، ولا يدفع بعضهم عن بعضٍ {بل هم اليوم مستسلمون} في عذاب اللّه). [جامع البيان: 19/523-524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 25 - 44.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا تمانعون منا {بل هم اليوم مستسلمون} مسخرون {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} أقبل بعضهم يلوم بعضا قال: الضعفاء للذين استكبروا {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} تقهروننا بالقدرة عليكم {قالوا بل لم تكونوا مؤمنين} في علم الله {وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين} مشركين في علم الله {فحق علينا قول ربنا} فوجب علينا قضاء ربنا لأنا كنا أذلاء وكنتم أعزة {فإنهم يومئذ} قال: كلهم {في العذاب مشتركون} ). [الدر المنثور: 12/398]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا يدفع بعضكم بعضا {بل هم اليوم مستسلمون} في عذاب الله {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} قال: الأنس على الجن قالت الأنس للجن {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال: من قبل الخير أفتهنونا عنه، قالت الجن للأنس {بل كنتم قوما طاغين فحق علينا قول ربنا} قال: هذا قول الجن {فأغويناكم إنا كنا غاوين} هذا قول الشياطين لضلال بني آدم {ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم {بل جاء بالحق وصدق المرسلين} أي صدق من كان قبله من المرسلين {إنكم لذائقوا العذاب الأليم وما تجزون إلا ما كنتم تعملون إلا عباد الله المخلصين} قال: هذه ثنية الله {أولئك لهم رزق معلوم} قال: الجنة). [الدر المنثور: 12/398-399]

تفسير قوله تعالى: (بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ما لكم لا تناصرون} يقول: ما لكم أيّها المشركون باللّه لا ينصر بعضكم بعضًا {بل هم اليوم مستسلمون} يقول: بل هم اليوم مستسلمون لأمر اللّه فيهم وقضائه، موقنون بعذابه.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ما لكم لا تناصرون} لا واللّه لا يتناصرون، ولا يدفع بعضهم عن بعضٍ {بل هم اليوم مستسلمون} في عذاب اللّه). [جامع البيان: 19/523-524] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 25 - 44.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا تمانعون منا {بل هم اليوم مستسلمون} مسخرون {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} أقبل بعضهم يلوم بعضا قال: الضعفاء للذين استكبروا {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} تقهروننا بالقدرة عليكم {قالوا بل لم تكونوا مؤمنين} في علم الله {وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين} مشركين في علم الله {فحق علينا قول ربنا} فوجب علينا قضاء ربنا لأنا كنا أذلاء وكنتم أعزة {فإنهم يومئذ} قال: كلهم {في العذاب مشتركون} ). [الدر المنثور: 12/398] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا يدفع بعضكم بعضا {بل هم اليوم مستسلمون} في عذاب الله {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} قال: الأنس على الجن قالت الأنس للجن {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال: من قبل الخير أفتهنونا عنه، قالت الجن للأنس {بل كنتم قوما طاغين فحق علينا قول ربنا} قال: هذا قول الجن {فأغويناكم إنا كنا غاوين} هذا قول الشياطين لضلال بني آدم {ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم {بل جاء بالحق وصدق المرسلين} أي صدق من كان قبله من المرسلين {إنكم لذائقوا العذاب الأليم وما تجزون إلا ما كنتم تعملون إلا عباد الله المخلصين} قال: هذه ثنية الله {أولئك لهم رزق معلوم} قال: الجنة). [الدر المنثور: 12/398-399] (م)


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 06:49 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى:{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ):
(قوله عزّ وجلّ: {فاستفتهم} [الصافات: 11]، يعني: المشركين، أي: فاسألهم في ما حدّثني سعيدٌ، عن قتادة.

وقال الحسن: فحاجّهم.
{أهم أشدّ خلقًا أم من خلقنا} [الصافات: 11]، يعني: السّماء في قول سفيان ومجاهدٍ.
وقال الحسن: أم السّماء والأرض، وقال في آيةٍ أخرى: {أأنتم أشدّ خلقًا أم السّماء بناها {27} رفع سمكها فسوّاها {28}} [النازعات: 27-28] إلى قوله: {والأرض بعد ذلك دحاها} [النازعات: 30].
وقال {لخلق السّموات والأرض أكبر من خلق النّاس} [غافر: 57] يقول: فاسألهم على الاستفهام، يحاجّهم بذلك: أهم {أشدّ خلقًا أم السّماء} [النازعات: 27] في قول مجاهدٍ، وفي قول الحسن أم السّماء والأرض؟، أي: أنّهما أشدّ خلقًا منهم.
وقال السّدّيّ: {أهم أشدّ خلقًا} [الصافات: 11]، يعني: بعثًا في الآخرة {أم من خلقنا} [الصافات: 11].
قال: {إنّا خلقناهم من طينٍ لازبٍ} [الصافات: 11] واللّازب الّذي يلصق باليد في تفسير قتادة.
قال يحيى: يلصق ويلزق واحدٌ، هي لغةٌ، وهي تقال بالسّين يلسق أيضًا.
وقال مجاهدٌ: {لازبٍ} [الصافات: 11] لازمٌ، وهو واحدٌ، وهو الطّين الحرّ في تفسير الحسن.
، يعني: خلق آدم، كان أوّل خلقه ترابًا، ثمّ كان طينًا، قال: من ترابٍ.
وقال: {من صلصالٍ كالفخّار} [الرحمن: 14] وهو التّراب اليابس الّذي يسمع له صلصلةٌ
[تفسير القرآن العظيم: 2/825]
في ما حدّثني عثمان عن قتادة، وقال: {من طينٍ لازبٍ} [الصافات: 11] وقال: {من حمإٍ مسنونٍ} [الحجر: 26]، يعني: الطّين المنتن). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (قوله: {مّن طينٍ لاّزبٍ...}
اللازب: اللاصق, وقيس تقول: طين لاتب, أنشدني بعضهم:
صداعٌ وتوصيم العظام وفترة = وغثيٌ مع الإشراق في الجوف لاتب
والعرب تقول: ليس هذا بضربة لازب ولازم، يبدلون الباء ميماً؛ لتقارب المخرج). [معاني القرآن: 2/384]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فاستفتهم }: أي: فسلهم.
{من طينٍ لازب} : مجازها مجاز " لازم " , قال نابغة بني ذبيان:
ولا يحسبون الخير لا شرّ بعده= ولا يحسبون الشرّ ضربة لازب
وقال النجاشي:
بنى اللوم بيتاً فاستقرت عماده= عليكم بني النّجّار ضربة لازب). [مجاز القرآن: 2/167]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({لازب}: بمعنى لازم، لزب يلزب لزوبا). [غريب القرآن وتفسيره: 315]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فاستفتهم} : أي : سلهم.
{من طينٍ لازبٍ} :أي :لاصق لازم, والباء تبدل من الميم لقرب مخرجيهما). [تفسير غريب القرآن: 369]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فاستفتهم أهم أشدّ خلقا أم من خلقنا إنّا خلقناهم من طين لازب (11)}

أي : سلهم سؤال تقرير.
{أهم أشدّ خلقا أم من خلقنا}: من الأمم السالفة قبلهم , وغيرهم من السماوات والأرضين.
{من طين لازب}: ولازم ومعناهما واحد، أي: لازق.). [معاني القرآن: 4/299]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا}
قال مجاهد , والضحاك : (يعني : السموات , والأرض , والبحار) .
قال أبو جعفر : يجب أن يكون داخلا في هذا الملائكة , وغيرها مع السموات , والأرض , والبحار ؛ لأن من لا يقع لما لا يعقل مفردا .
ثم قال جل وعز: {إنا خلقناهم من طين لازب}
قال مجاهد : (أي: لازم) .
وقال قتادة : (أي: لازق).
والفراء : يذهب إلى أن الباء بدل من الميم , وحكي : أنه يقال: لاتب بمعناه, وقال النابغة:
فلا تحسبون الخير لا شر بعده = ولا تحسبون الشر ضربة لازب). [معاني القرآن: 6/13-14-15]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {من طين لازب}: ولا زق واحد). [ياقوتة الصراط: 426]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَّازِبٍ}: لاصق لازم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 205]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَّازِبٍ}: لازم.). [العمدة في غريب القرآن: 254]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {بل عجبت} [الصافات: 12] لقد عجبت، تفسير السّدّيّ.
قال: {ويسخرون} [الصافات: 12] سعيدٌ، عن قتادة، قال: بل عجبت يا محمّد أن أعطيت هذا القرآن.
{ويسخرون} [الصافات: 12] هم، يعني: المشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {بل عجبت ويسخرون}
قرأها الناس بنصب التاء , ورفعها , والرفع أحبّ إليّ لأنها قراءة عليّ , وابن مسعودٍ , وعبد الله بن عبّاسٍ...
- حدثني مندل بن عليّ العنزيّ , عن الأعمش قال: قال شقيق: قرأت عند شريحٍ :{بل عجبت ويسخرون}, فقال: (إن الله لا يعجب من شيء، إنها يعجب من لا يعلم).
قال: فذكرت ذلك لإبراهيم النخعيّ فقال: (إن شريحاً شاعر يعجبه علمه، وعبد الله أعلم بذلك منه, قرأها: {بل عجبت ويسخرون}).
قال أبو زكريّا: والعجب , وإن أسند إلى الله , فليس معناه من الله ؛ كمعناه من العباد، ألا ترى أنه قال: {فيسخرون منهم سخر الله منهم}, وليس السخري من الله كمعناه :{من العباد} , وكذلك قوله: {الله يستهزئ بهم}: ليس ذلك من الله , كمعناه من العباد, ففي ذابيان لكسر قول شريح، وإن كان جائزاً لأنّ المفسرين قالوا: بل عجبت يا محمد , ويسخرون هم, فهذا وجه النصب.). [معاني القرآن: 2/384]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({بل عجبت ويسخرون} , قال قتادة: بل عجبت من وحي اللّه وكتابه، وهم يسخرون بما جئت به.). [تفسير غريب القرآن: 369]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {بل عجبت ويسخرون (12)}
وتقرأ (عجبت) بضم التاء , ومعناه في الفتح : بل عجبت يا محمد من نزول الوحي عليك , ويسخرون.
ويجوز أن يكون معناه بل عجبت من إنكارهم البعث.
ومن قرأ (عجبت) : فهو إخبار عن اللّه., وقد أنكر قوم هذه القراءة.
وقالوا: اللّه عزّ وجلّ لا يعجب، وإنكارهم هذا غلط؛ لأن القراءة , والرواية كثيرة .
والعجب من اللّه عزّ وجلّ خلافه من الآدميين , كما قال: {ويمكر اللّه}, و{سخر اللّه منهم}, {وهو خادعهم}: والمكر من اللّه , والخداع خلافه من الآدميين.
وأصل العجب في اللغة : أن الإنسان إذا رأى ما ينكره , ويقل مثله قال: عجبت من كذا وكذا، وكذا إذا فعل الآدميون ما ينكره اللّه , جاز أن يقول فيه عجبت .
واللّه قد علم الشيء قبل كونه، ولكن الإنكار إنما يقع , والعجب الذي يلزم به الحجة عند وقوع الشيء.). [معاني القرآن: 4/300]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز:{بل عجبت ويسخرون}
قال قتادة : (بل عجبت من الكتاب والوحي , ويسخرون مما جئت به) .
و قيل المعنى : بل عجبت من إنكارهم البعث .
وأنكر شريح أن تقرأ بل عجبت بضم التاء , وقال: إن الله لا يعجب, إنما يعجب من لا يعلم .
قال أبو جعفر : وهذا الذي قاله لا يلزم , وبضم التاء قرأ علي بن أبي طالب , وابن مسعود , وابن عباس .
ومعنى التعجب في اللغة: أن ينكر الشيء , ويقل في , فيتعجب منه , فالله جل وعز العالم بالأشياء , وبما يكون , ولكنا لا يقع التعجب إلا بعد الكون .
فهو منه جل وعلا خلافة من الآدميين ؛ لأنه قد علمه قبل وبعد , وهو يشبه علم الشهادة , كما قال سبحانه: {لنعلم أي الحزبين}.
ويجوز أن يكون المعنى : قل بل عجبت.). [معاني القرآن: 6/16]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وإذا ذكّروا} [الصافات: 13] بالقرآن.
{لا يذكرون {13} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا آَيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وإذا رأوا آيةً} [الصافات: 14] إذا تليت عليهم آيةٌ.
{يستسخرون} [الصافات: 14] من السّخرية). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ يستسخرون }, ويسخرون سواء.).[مجاز القرآن: 2/167]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({يستسخرون}: ويسخرون واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 315]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإذا رأوا آيةً يستسخرون} : أي: يسخرون.
يقال: سخر , واستسخر، كما يقال: قر , واستقر. ومثله: عجب , واستعجب.
قال أوس بن حجر:
ومستعجب مما يرى من أناتنا = ولو زبنته الحرب لم يترمرم
ويجوز أن يكون: يسألون غيرهم - من المشركين - أن يسخروا من النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلّم, كما تقول: استعتبته: سألته العتبى.
واستوهبته: سألته الهبة, واستعفيته: سألته العفو.). [تفسير غريب القرآن: 370]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإذا رأوا آية يستسخرون (14)}
أي : إذا رأوا آية معجزة , استسخروا , واستهزأوا.). [معاني القرآن: 4/300]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإذا رأوا آية يستسخرون}
قال قتادة : (أي : يسخرون) .
وقال مجاهد : (أي: يسخرون , ويستهزئون).
وقيل : (يستسخرون: يستدعون السخري من غيرهم) , وهو قول مجاهد , وقتادة.
ونظيره من كلام العرب : قد وأستقر , وعجب , واستعجب بمعنى واحد.
وقرأ الكوفة : {كأنهم حمر مستنفرة } : أي: نافرة.). [معاني القرآن: 6/17-18]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَسْتَسْخِرُونَ}: يهزؤون). [العمدة في غريب القرآن: 254]


تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (15) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وقالوا إن هذا} [الصافات: 15] يعنون القرآن.
{إلا سحرٌ مبينٌ} [الصافات: 15] بيّنٌ أنّه سحرٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ({وقالوا إن هذا إلّا سحر مبين (15)}
فجعلوا : ما يدل على التوحيد مما يعجزون عنه سحرا, نحو: انشقاق القمر , وما أشبهه.). [معاني القرآن: 4/300]

تفسير قوله تعالى: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أوآباؤنا الأوّلون {17}} [الصافات: 17] قالوا هذا الاستفهام، وهذا الاستفهام على إنكارٍ، أي: لا نبعث ولا آباؤنا الأوّلون). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ( {أإنّا لمبعوثون أو آباؤنا الأوّلون}: الواو متحركة ؛ لأن مجازها: وآباؤنا، فأدخل فيها ألف الاستفهام , وليست بواو التي تنتقل بها من شيء إلى شيء , أو تجري مجرى " أم ").[مجاز القرآن: 2/168]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أإذا متنا وكنّا ترابا وعظاما أإنّا لمبعوثون (16)}
ويجوز (إنّا)، فمن قرأ (إنّا) : اجتزأ - بألف الاستفهام.
والمعنى في الوجهين : أنبعث إذا كنا ترابا وعظاما، وتفسيره :لمبعوثون,). [معاني القرآن: 4/300]

تفسير قوله تعالى:{أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أوآباؤنا الأوّلون {17}} [الصافات: 17] قالوا هذا الاستفهام، وهذا الاستفهام على إنكارٍ، أي: لا نبعث ولا آباؤنا الأوّلون). [تفسير القرآن العظيم: 2/826] (م)
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({أإنّا لمبعوثون أو آباؤنا الأوّلون }: الواو متحركة ؛ لأن مجازها: وآباؤنا، فأدخل فيها ألف الاستفهام , وليست بواو التي تنتقل بها من شيء إلى شيء , أو تجري مجرى " أم "). [مجاز القرآن: 2/168] (م)

تفسير قوله تعالى: {قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (18) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {قل نعم} [الصافات: 18] تبعثون جميعًا.
{وأنتم داخرون} [الصافات: 18] سعيدٌ، عن قتادة، قال: أي: صاغرون). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({وأنتم داخرون}: صاغرون أشد الصغر، صاغر: داخر.).[مجاز القرآن: 2/168]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({داخرون}: صاغرون). [غريب القرآن وتفسيره: 315]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({قل نعم وأنتم داخرون (18)}
المعنى : قل : نعم تبعثون , وأنتم صاغرون.). [معاني القرآن: 4/300-301]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قل نعم وأنتم داخرون}
المعنى : قل نعم تبعثون , وأنتم داخرون .
قال قتادة : (أي: صاغرون).). [معاني القرآن: 6/18]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {دَاخِرُونَ}: صاغرون). [العمدة في غريب القرآن: 254]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ (19) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ} [الصافات: 19] النّفخة الآخرة.
{فإذا هم ينظرون} [الصافات: 19] قد خرجوا من قبورهم ينظرون). [تفسير القرآن العظيم: 2/826]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم فسر أن بعثهم يقع بزجرة واحدة بقوله: {فإنّما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون (19)}

أي: يحيون , ويبعثون بصراء ينظرون). [معاني القرآن: 4/301]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم أخبر أن ذلك يكون زجرة واحدة فقال جل وعز: {فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون}
أي: قد حيوا ينظرون.). [معاني القرآن: 6/18]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدّين} [الصافات: 20] يوم الا...
تفسير السّدّيّ.
[تفسير القرآن العظيم: 2/826]
سعيدٌ، عن قتادة، قال: يومٌ يدين اللّه النّاس فيه بأعمالهم.
وتفسير السّدّيّ: يوم الحساب). [تفسير القرآن العظيم: 2/827]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {هذا يوم الدّين }: الثواب والحساب، تقول العرب: كما تدين تدان.).
[مجاز القرآن: 2/168]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدّين (20)}
والويل: كلمة يقولها القائل : وقت الهلكة.
ومعنى: {هذا يوم الدّين}: يوم الجزاء، أي : يوم نجازى فيه بأعمالنا.). [معاني القرآن: 4/301]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين}
قال قتادة : (أي : يوم يدين الله جل وعز العباد بأعمالهم).). [معاني القرآن: 6/19]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {هذا يوم الفصل الّذي كنتم به تكذّبون} [الصافات: 21] يوم القضاء، يقضى فيه بين المؤمنين والمشركين، فيدخل المؤمنون الجنّة، ويدخل المشركون النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/827]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({هذا يوم الفصل الّذي كنتم به تكذّبون }:الفصل قطع القضاء , ثم خرجت { احشروا الّذين }: مخرج المختصر.).
[مجاز القرآن: 2/168]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (فلما قالوا : هذا يوم الدين , قيل لهم : نعم, {هذا يوم الفصل الّذي كنتم به تكذّبون (21)}
أي : هذا يوم يفصل فيه بين المحسن والمسيء، ويجازى كل بعمله، وبما يتفضل اللّه به على المسلم.). [معاني القرآن: 4/301]
أي : يقال لهم : نعم , هذا يوم الفصل , أي: يوم الفصل بين المحسن والمسيء .
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون}
وقال أبو عبيدة : يوم الفصل : يوم القضاء.). [معاني القرآن: 6/19]

تفسير قوله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {احشروا} [الصافات: 22] سوقوا.
{الّذين ظلموا} أشركوا.
وقال السّدّيّ: سوقوا الّذين كفروا وشركاءهم من الشّياطين إلى الحساب.
قال: {وأزواجهم} [الصافات: 22]، أي: وأشكالهم.
وقال السّدّيّ: {وأزواجهم} [الصافات: 22]، يعني: وقرناءهم من الشّياطين.
{وما كانوا يعبدون {22} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/827]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (حمّادٌ، عن سماك بن حربٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، أنّ عمر بن الخطّاب قال في قوله: {وإذا النّفوس زوّجت} [التكوير: 7] قال: يزوّج الرّجل نظيره من أهل الجنّة، ويزوّج الرّجل نظيره من أهل النّار، ثمّ قال: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون {22} من دون اللّه فاهدوهم إلى صراط الجحيم {23}} [الصافات: 22-23].
تفسير الحسن: أنّ كلّ قومٍ يلحقون بصنفهم، وما كانوا يعبدون من دون اللّه.
في تفسير الحسن: يعني: الشّياطين الّتي دعتهم إلى عبادة الأوثان، فإنّما عبدوا الشّياطين). [تفسير القرآن العظيم: 2/827] (م)
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال الكلبيّ: {احشروا الّذين ظلموا} [الصافات: 22] الشّياطين {وأزواجهم} [الصافات: 22] من عمل بأعمالهم من بني آدم). [تفسير القرآن العظيم: 2/827]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم}: أي : أشكالهم.

تقول العرب: زوجت إبلي، إذا قرنت واحدا بآخر.
ويقال: قرناؤهم من الشياطين.). [تفسير غريب القرآن: 370]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قوله سبحانه: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} يعني: قرناءهم. والعرب تقول: زوّجت البعير بالبعير، إذا قرنت أحدهما بالآخر). [تأويل مشكل القرآن: 423]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}.
السائق هاهنا: قرينها من الشياطين، سمّي سائقا؛ لأنه يتبعها وإن لم يحثّها ويدفعها. وكان رسول الله، صلّى الله عليه وسلم، يسوق أصحابه، أي يكون وراءهم.
والشّهيد: الملك الشاهد عليها بما عملت.
يقول الله تعالى: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا} في الدنيا. {فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ}
أي: أريناك ما كان مستورا عنك في الدنيا.
{فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} أي: فأنت ثاقب البصر لمّا كشف عنك الغطاء.
{وَقَالَ قَرِينُهُ} يعني: الملك.
{هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} يعني: ما كتبه من عمله، حاضر عندي.
{أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} يقال: هو قول الملك، ويقال: قول الله جل ذكره.
{قَالَ قَرِينُهُ} من الشياطين: {رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ}.
وهذا مثل قوله سبحانه: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} يعني: قرناءهم. والعرب تقول: زوّجت البعير بالبعير، إذا قرنت أحدهما بالآخر.
ومنه قوله: {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} أي: قرنّاهم بهن.
ثم قال: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ} يعني: نحن وأنتم ذائقون العذاب، وقد تقدم تفسير هذا). [تأويل مشكل القرآن: 422-423] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والزّوج: القرين، قال الله تعالى: {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} ، وقال: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} أي قرناءهم). [تأويل مشكل القرآن: 498] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون (22)}
معناه : ونظراءهم , وضرباءهم، تقول: عندي من هذا أزواج، أي: أمثال، وكذلك زوجان من الخفاف، أي : كل واحد نظير صاحبه.
وكذلك الزوج : المرأة , والزوج: الرجل، وقد تناسبا بعقد النكاح.
وكذلك قوله: {وآخر من شكله أزواج (58) }.). [معاني القرآن: 4/301]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وَأَزْوَاجَهُم}: أي: وأشكالهم.). [ياقوتة الصراط: 426]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَزْوَاجَهُمْ}: أشكالهم.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 205]


تفسير قوله تعالى: {مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({من دون اللّه فاهدوهم} [الصافات: 23] فادعوهم.
{إلى صراط} إلى طريق.
{الجحيم}
- حمّادٌ، عن سماك بن حربٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، أنّ عمر بن الخطّاب قال في قوله: {وإذا النّفوس زوّجت} [التكوير: 7] قال: يزوّج الرّجل نظيره من أهل الجنّة، ويزوّج الرّجل نظيره من أهل النّار، ثمّ قال: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون {22} من دون اللّه فاهدوهم إلى صراط الجحيم {23}} [الصافات: 22-23].
تفسير الحسن: أنّ كلّ قومٍ يلحقون بصنفهم، وما كانوا يعبدون من دون اللّه.
في تفسير الحسن: يعني: الشّياطين الّتي دعتهم إلى عبادة الأوثان، فإنّما عبدوا الشّياطين). [تفسير القرآن العظيم: 2/827]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فاهدوهم} [الصافات: 23] تفسير السّدّيّ: فادعوهم.
{إلى صراط الجحيم} [الصافات: 23] إلى طريق الجحيم.
[تفسير القرآن العظيم: 2/827]
والجحيم اسمٌ من أسماء جهنّم، وهو الباب الخامس، وأسماء أبوابها السّبعة: جهنّم هو الباب الأعلى، ثمّ لظًى، ثمّ الحطمة، ثمّ السّعير، ثمّ الجحيم، ثمّ سقرٌ، ثمّ الهاوية وهي الدّرك الأسفل من النّار، وهي جميعًا النّار وجهنّم اسمٌ جامعٌ لتلك الأبواب.
قال: {فادخلوا أبواب جهنّم} [النحل: 29] وكلّ بابٍ منها هو النّار: الأعلى جهنّم، ثمّ لظى، والنّار كلّها لظى، قال: {فأنذرتكم نارًا تلظّى} [الليل: 14] تأجّج، ثمّ الحطمة، والنّار كلّها حطمةٌ، تحطم عظامهم وتأكل كلّ شيءٍ إلا الفؤاد قال: {كلّا لينبذنّ في الحطمة} [الهمزة: 4] ثمّ السّعير، والنّار كلّها سعيرٌ سعر بهم قال: {وسيصلون سعيرًا} [النساء: 10] ثمّ الجحيم، والنّار كلّها جحيمٌ، قال: {قالوا ابنوا له بنيانًا فألقوه في الجحيم} [الصافات: 97] في النّار، ثمّ سقرٌ، والنّار كلّها سقرٌ قال: {لا تبقي ولا تذر} [المدثر: 28] فكذلك تفعل تلك الأبواب كلّها بهم، لا تبقي أجسادهم حين يدخلونها، ولا تذر حين يجدّد خلقهم حتّى تأكل أجسادهم، وهو قوله: {كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها} [النساء: 56] ثمّ الهاوية والنّار كلّها هاويةٌ، يهوون فيها: قال: {فأمّه هاويةٌ} [القارعة: 9] غير أنّ هذه الأنواع الّتي وصف بها النّار لكلّ بابٍ من أبوابها اسمٌ من تلك الأنواع سمّيت به ولكلّ قومٍ من أهل النّار منزلٌ من تلك الأبواب الّتي سمّيت بهذه الأسماء). [تفسير القرآن العظيم: 2/828]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({فاهدوهم إلى صراط الجحيم }, تقول العرب: هديت المرأة إلى زوجها, أي: دللتها , ومنهم من يقول: أهديتها، جعلها من الهدية إله.).[مجاز القرآن: 2/168]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فاهدوهم}: يقال هديت المرأة إلى زوجها أي دللتها). [غريب القرآن وتفسيره: 315]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فاهدوهم إلى صراط الجحيم (23)}
يقال: هديت الرجل إذا دللته، وهديت العروس إلى زوجها.
وأهديت الهديّة، وكذلك تقول في العروس: أهديتها إذا جعلتها كالهديّة). [معاني القرآن: 4/301]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم}
أي :يقال هذا .
قال عبد الله بن عباس , والنعمان بن بشير , عن عمر : (وأزواجهم, أي : وأشباههم) .
قال أبو جعفر :يقال :زوجت الناقة بالناقة , أي: قرنتهما , ومنه قيل : للرجل زوج , وللمرأة زوج .
ويقال هديته الطريق أي: دللته عليه.). [معاني القرآن: 6/19-20]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فاهْدُوهُمْ}: دلوهم). [العمدة في غريب القرآن: 254]


تفسير قوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وقفوهم} [الصافات: 24]، أي: احبسوهم، وهذا قبل أن يدخلوا النّار.
{إنّهم مسئولون} [الصافات: 24] عن لا إله إلا اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/828]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {وقفوهم إنّهم مسئولون (24)}: أي: احبسوهم.).[معاني القرآن: 4/302]

تفسير قوله تعالى:{مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ):
({ما لكم لا تناصرون} [الصافات: 25] يقال لهم: {ما لكم لا تناصرون} [الصافات: 25] لا ينصر بعضكم بعضًا.

وقال السّدّيّ: لا يمنع بعضكم بعضًا من دخول النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/828]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ( {ما لكم لا تناصرون (25)}
قوله: {لا تناصرون}:في موضع نصب على الحال، المعنى : ما لكم غير متناصرين.). [معاني القرآن: 4/302]

تفسير قوله تعالى:{بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {بل هم اليوم مستسلمون} [الصافات: 26] استسلموا). [تفسير القرآن العظيم: 2/828]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({مستسلمون}: المستسلم الذي يعطى بيديه.).[مجاز القرآن: 2/168]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({مستسلمون}: ملقون بأيديهم).[غريب القرآن وتفسيره: 315]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ما لكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون}
روى سعيد , عن قتادة : {ما لكم لا تناصرون }: (أي: لا يدفع بعضكم عن بعض) ,{بل هم اليوم مستسلمون }, قال: (أي: مستسلمون في العذاب).). [معاني القرآن: 6/20]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُسْتَسْلِمُونَ}: ألقوا بأيديهم). [العمدة في غريب القرآن: 254]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 07:12 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وتقول صار كذا وكذا ضربة لازب فهذه اللغة الفصيحة واللازب واللاتب الثابت ولازم لغة وقال النابغة:
(ولا يحسبون الخير لا شر بعده = ولا يحسبون الشر ضربة لازب)
وقال كثير:
(فما ورق الدنيا بباق لأهله = ولا شدة البلوى بضربة لازب) ).
[إصلاح المنطق: 288-289]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ}: من نصب أراد بل عجبت يا محمد وهم يسخرون، ومن ضم قال ليس العجب من الله كمثله منا؛ لأنه قد علم قبل أن يكون، فهو بضد عجبنا. أي أريكم الآيات طول الزمان، فالعجب منكم ألا تفهموا. ثم قال بعد: هو منه رحمة، لو أنك خاطبت من لا يعلم ولا يفهم وأنت تعلمه، لقلت شبيهًا بالمتعجب: ليس بذاك، لا يفهم ولا يفهم، تعلمه ذلك رحمة منك له ورقة، ولا تزال توقفه. وقال أبو العباس: وقال الفراء: أرحم رجلين، فرجل يفهم ولا يطلب، ورجل يطلب ولا يفهم). [مجالس ثعلب: 158-159]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا آَيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) }

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (15) }

تفسير قوله تعالى: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وإذا أرادوا معنى أنك لست واحداً منهما قالوا لست عمرا ولا بشرا أو قالوا أو بشرا كما قال عز وجل: {ولا تطع منهم آثما أو كفورا} لو قلت أو لا تطع كفورا انقلب المعنى فينبغي لهذا أن يجئ في الاستفهام بأم منقطعا من الأول لأن أو هذه نظيرتها في الاستفهام أم وذلك قولك أما أنت بعمرو أم ما أنت ببشر كأنه قال لا بل ما أنت ببشر وذلك أنه أدركه الظن في أنه بشر بعد ما مضى كلامه الأول فاستفهم عنه.
وهذه الواو التي دخلت عليها ألف الاستفهام كثيرةٌ في القرآن قال الله
تعالى جده: {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون * أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون} فهذه الواو بمنزلة الفاء في قوله تعالى: {أفأمنوا مكر الله} وقال عز وجل: {أئنا لمبعوثون أو آباؤنا الأولون} وقال: {أو كلما عاهدوا عهدا} ). [الكتاب: 3/188-189] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب الواو التي تدخل عليها ألف الاستفهام
وذلك قولك إذا قال القائل: رأيت زيد عند عمرو: أو هو ممن يجالسه؟ استفهمت على حد ما كنت تعطف. كأن قائلا قال: وهو ممن يجالسه، فقال: أو هذا كذا؟
وهذه الألف لتمكنها تدخل على الواو، وليس كذا سائر حروف الاستفهام، إنما الواو تدخل عليهن في قولك: وهل هو عندك؟ فتكون الواو قبل (هل).
وتقول: وكيف صنعت؟ ومتى تخرج؟ وأين عبد الله؟ وكذلك جميعها إلا الألف.
ولا تدخل الواو على (أم)، ولا (أم) عليها؛ لأن (أم) للعطف والواو للعطف.
ونظير هذه الواو، والفاء، وسائر حروف العطف قول الله عز وجل: {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون} {أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون}.
فالواو هنا بمنزلة الفاء في قولك: {أفأمنوا مكر الله}.
وإنما مجاز هذه الآيات والله أعلم إيجاب الشيء. والتقدير كما شرحت لك أولا.
وهذه الواو، وواو العطف مجازهما واحد في الإعراب.
وتكون في الاستفهام والتقرير كما ذكرنا في الألف، وللتعجب، وللإنكار.
فأما الاستفهام المحض فنحو قولك إذا قال الرجل: رأيت زيدا فتقول: أو يوصل إليه، فأنت مسترشد أو منكر ما قال؟ فيقول: أو أدركته؟ تستبعد ذلك.
فأما التعجب والإنكار فقول المشركين {أئنا لمبعوثون * أو آباؤنا الأولون}.
والتقرير ما ذكرت لك في الآيات في الفاء والواو في قوله عز وجل: {أو أمن أهل القرى} ). [المقتضب: 3/307-308] (م)

تفسير قوله تعالى: {قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (18) }

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ (19) }

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) }

تفسير قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) }

تفسير قوله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وتقول هي زوجه وهو زوجها قال الله جل وعز: {أمسك عليك زوجك} وقال أيضا: {وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج} أي امرأة مكان امرأة والجميع أزواج وقال: {يا أيها النبي قل لأزواجك} وقد يقال زوجته قال الفرزدق:
(وإن الذي يسعى ليفسد زوجتي = كساع إلى أسد الشرى يستبيلها)
وقال الآخر:
(يا صاح بلغ ذوي الزوجات كلهم = أن ليس وصل إذا انحلت عرى الذنب)
وقال يونس: تقول العرب زوجته امرأة وتزوجت امرأة وليس من كلام العرب تزوجت بامرأة قال وقول الله جل ثناؤه: {وزوجناهم بحور عين} أي قرناهم وقال: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} أي وقرناءهم وقال
الفراء: هي لغة في أزد شنوءة وتقول عندي زوجا نعال وزوجا حمام وزوجا خفاف وإنما تعني ذكرا وأنثى قال الله جل ثناؤه: {فاسلك فيها من كل زوجين اثنين} ويقال للنمط زوج قال لبيد:
(من كل محفوف يظل عصيه = زوج عليه كلة وقرامها)
وتقول سوء الاستمساك خير من حسن الصرعة). [إصلاح المنطق: 331-332] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} قال: المعنى وقرناءهم). [مجالس ثعلب: 471]

تفسير قوله تعالى: {مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) }

تفسير قوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24) }

تفسير قوله تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) }

تفسير قوله تعالى: {بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) }


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 03:17 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 03:19 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 03:24 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب * بل عجبت ويسخرون * وإذا ذكروا لا يذكرون * وإذا رأوا آية يستسخرون * وقالوا إن هذا إلا سحر مبين * أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون * أوآباؤنا الأولون * قل نعم وأنتم داخرون}
الاستفتاء نوع من أنواع السؤال، وكأنه سؤال من يهتبل بقوله ويجعل حجة، وكذلك هي أقوالهم في هذا الفاصل، لا يمكنهم أن يقولوا إلا أن خلق من سواهم من الأمم والملائكة والإنس والجن والسموات والأرض والمشارق وغير ذلك، هو أشد من هؤلاء المخاطبين، وبأن الضمير في "[خلقنا]" يراد به ما تقدم ذكره، قال مجاهد وقتادة وغيرهما: وفي مصحف ابن مسعود: [أم من عددنا] يريد من الصافات وغيرها، والسماوات والأرض وما بينهما، وكذلك قرأ الأعمش، "أمن" مخففة الميم دون "أم".
ثم أخبر تعالى إخبارا جزما عن خلقه لآدم الذي هو أبو البشر، وأضاف الخلق من الطين إلى جميع الناس من حيث الأب مخلوق منه، وقال الطبري: خلق آدم من تراب وماء ونار وهواء، وهذا كله إذا خلط صار طينا لازبا، وهو اللازم، أي: يلازم ما جاوره ويلصق به، وهو الصلصال كالفخار، وعبر ابن عباس، وعكرمة عن اللازب بالحر، أي الكريم الجيد، وحقيقة المعنى ما ذكرناه، يقال: ضربة لازب ولازم" بمعنى واحد).[المحرر الوجيز: 7/ 274]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: "عجبت" بفتح التاء، أي يا محمد من إعراضهم عن الحق وعماهم عن الهدى، وأن يكونوا كافرين مع ما جئتهم به من عند الله. وقرأ حمزة والكسائي بضم التاء، ورويت عن علي، وابن مسعود، وابن عباس، وابن وثاب، والنخعي، وطلحة، وسفيان، والأعمش، وذلك على أن يكون تعالى هو المتعجب، ومعنى ذلك من الله سبحانه أنه صفة فعل، كقوله عليه الصلاة والسلام: "تعجب الله تعالى إلى قوم يساقون إلى الجنة في السلاسل"،وقوله: " تعجب الله من الشاب ليست له صبوة"، فإنما هي عبارة عما يظهره في جانب منه، فمعنى هذه الآية: بل عجبت من ضلالهم وسوء نحلتهم، وجعلتها للناظرين فيها وفيما اقترن معها من شرعي وهداي متعجبا، وروي عن شريح إنكار هذه القراءة، وقال: إن الله تعالى لا يعجب، وقال الأعمش: فذكرت ذلك لإبراهيم فقال: إن شريحا كان معجبا بعلمه، وإن عبد الله أعلم منه. وقال مكي، وعلي بن سليمان في كتاب الزهراوي: هو إخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه، كأنه قال: "قل لهم: عجبت"، وقوله: "ويسخرون" أي: وهم يسخرون من نبوتك والحق الذي عندك).[المحرر الوجيز: 7/ 274-275]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا آَيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "يستسخرون" يريد: بالآية، وهي العلامة والدلالة، وروي أنها نزلت في ركانة، وهو رجل مكي مشرك، لقي النبي صلى الله عليه وسلم في جبل خال وهو يرعى غنما له، وهو أقوى أهل زمانه، فقال له: يا ركانة، إن أنا صرعتك أتؤمن بي؟ قال: نعم، فصرعه ثلاثا، ثم عرض عليه آيات من دعاء شجرة وإقبالها، ونحو ذلك مما اختلف فيه ألفاظ الحديث، فلما فرغ من ذلك كله لم يؤمن، وجاء إلى مكة فقال: يا بني هاشم، ساحروا بصاحبكم هذا أهل الأرض، فنزلت الآية فيه وفي نظرائه. و"يستسخرون" معناه: يطلبون أن يكونوا ممن يسخر، ويجوز أن يكون بمعنى: يسخر، كقوله: "واستغنى الله"، فيكون فعل واستفعل بمعنى، وبهذا فسره مجاهد وقتادة، وفي بعض القراءات القديمة: "يستسحرون" بالحاء غير منقوطة، وهذه عبارة عما قال ركانة; لأنه استسحر عليه الصلاة والسلام). [المحرر الوجيز: 7/ 275-276]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (15) }

تفسير قوله تعالى: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (18) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {أإذا متنا}. وقرأ بضم الميم أبو جعفر، وابن أبي إسحق، وعاصم، وأبو عمرو، والعامة، وكسرها الحسن، والأعرج، وشيبة، ونافع.
وقرأ أبو جعفر، وشيبة ونافع: "أو آباؤنا" بسكون الواو، وهي التي للقسمة أو التخيير، وقرأ الجمهور بفتحها، وهي واو العطف دخلت عليها ألف الاستفهام.
ثم أمره تعالى أن يجيب تقريرهم بـ"نعم" ويزيدهم في الجواب أنهم في البعث - في صغار وذلة، و"الداخر": الصاغر الذليل، وقد تقدم غير مرة ذكر القراءات في الاستفهامين). [المحرر الوجيز: 7/ 276]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ (19) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون * وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين * هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون * احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون * من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم * وقفوهم إنهم مسؤولون * ما لكم لا تناصرون * بل هم اليوم مستسلمون}
هذا استئناف إخبار جره ما قبله، فأخبر تعالى أن بعثهم من قبورهم إنما هي زجرة واحدة، وهي نفخة البعث في الصور، وقوله: "ينظرون" يحتمل أن يريد: بالأبصار، أي: ينظرون ما هم فيه، وصدق ما كانوا يكذبون به، ويحتمل أن يكون بمعنى: ينتظرون ما يفعل بهم ويؤمرون به).[المحرر الوجيز: 7/ 276]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر عنهم أنهم في تلك الحال يقولون: "يا ويلنا"، ينادون الويل، بمعنى: هذا وقت حضورك وأوان حلولك. وروى أبو حاتم الوقف هاهنا، وجعل قوله: {هذا يوم الدين} من قول الله أو الملائكة لهم، ورأى غيره أن باقي الآية من قول الكفرة. و"الدين" الجزاء والمقارضة، كقولهم: "كما تدين تدان"، وأجمعوا أن قوله: {هذا يوم الفصل} ليس من قول الكفرة، وإنما المعنى: يقال لهم: هذا يوم الفصل). [المحرر الوجيز: 7/ 276]

تفسير قوله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "وأزواجهم" يعني: وأنواعهم وضرباءهم، قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وابن عباس، وقتادة ومنه قوله: {وكنتم أزواجا ثلاثة}، وقوله: {وإذا النفوس زوجت} أي: نوعت، وروي أنه يضم عند هذا الأمر كل شكل إلى شكله، وكل صاحب من الكفرة إلى صاحبه، ومعهم ما كانوا يعبدون من دون الله، من آدمي رضي بذلك ومن صنم أو وثن توبيخا لهم وإظهارا لسوء حالهم. وقال الحسن: المعنى: وأزواجهم المشركات من النساء، وروي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما، ورجحه الرماني). [المحرر الوجيز: 7/ 276-277]

تفسير قوله تعالى: {مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "فاهدوهم" معناه: قوموهم واحملوهم على طريق الجحيم، و"الجحيم" طبقة من طبقات جهنم يقال إنها الرابعة). [المحرر الوجيز: 7/ 277]

تفسير قوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم يأمر تعالى بوقفهم، ووقف يتعدى بنفسه، تقول: "وقفت زيدا"، وأمره بذلك على جهة التوبيخ لهم والسؤال، واختلف الناس في الشيء الذي يسألون عنه، فروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: يسألون: هل يحبون شرب الماء البارد؟ وهذا على طريق الهزء بهم، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: يسألون عن لا إله إلا الله، وقال الجمهور من المفسرين: عن أعمالهم، ويوقفون على قبحها، وهذا قول متجه عام في الهزء وغيره، وروى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أيما رجل دعا رجلا إلى شيء كان لازما له"، وقرأ: وقفوهم إنهم مسؤولون، وروى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تزول قدما عبد من بين يدي الله تعالى حتى يسأله عن خمس: عن شبابه فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه، وعن ماله كيف اكتسبه وفيم أنفقه، وعما عمل فيما علم"، ويحتمل عندي أن يكون المعنى على ما فسره بقوله: {ما لكم لا تناصرون}، أي: تسألون عن امتناع التناصر. وقرأ بتاء واحدة شيبة، ونافع، وقرأ خالد بتاءين، وكذلك في حرف عبد الله، وقرأ أبو جعفر بن القعقاع بإدغام التاء في التاء من قراءة ابن مسعود، وقال الثعلبي: هذا جوابأبي جهل حين قال في بدر: نحن جميع منتصر). [المحرر الوجيز: 7/ 277-278]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى بجوابهم في ذلك اليوم في حالة الاستسلام والإلقاء باليد). [المحرر الوجيز: 7/ 278]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 06:55 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 06:59 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فاستفتهم أهم أشدّ خلقًا أم من خلقنا إنّا خلقناهم من طينٍ لازبٍ (11) بل عجبت ويسخرون (12) وإذا ذكّروا لا يذكرون (13) وإذا رأوا آيةً يستسخرون (14) وقالوا إن هذا إلّا سحرٌ مبينٌ (15) أئذا متنا وكنّا ترابًا وعظامًا أئنّا لمبعوثون (16) أوآباؤنا الأوّلون (17) قل نعم وأنتم داخرون (18) فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ فإذا هم ينظرون (19) }
يقول تعالى: فسل هؤلاء المنكرين للبعث: أيّما أشدّ خلقًا هم أم السّماوات والأرض، وما بينهما من الملائكة والشّياطين والمخلوقات العظيمة؟ -وقرأ ابن مسعودٍ: "أم من عددنا"- فإنّهم يقرّون أنّ هذه المخلوقات أشدّ خلقًا منهم، وإذا كان الأمر كذلك فلم ينكرون البعث؟ وهم يشاهدون ما هو أعظم ممّا أنكروا. كما قال تعالى: {لخلق السّموات والأرض أكبر من خلق النّاس ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون} [غافرٍ:57] ثمّ بيّن أنّهم خلقوا من شيءٍ ضعيفٍ، فقال {إنّا خلقناهم من طينٍ لازبٍ}
قال مجاهدٌ، وسعيد بن جبيرٍ، والضّحّاك: هو الجيّد الّذي يلتزق بعضه ببعض. وقال ابن عبّاسٍ، وعكرمة: هو اللّزج. وقال قتادة: هو الّذي يلزق باليد). [تفسير ابن كثير: 7/ 7-8]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {بل عجبت ويسخرون} أي: بل عجبت -يا محمّد- من تكذيب هؤلاء المنكرين للبعث، وأنت موقنٌ مصدّقٌ بما أخبر اللّه به من الأمر العجيب، وهو إعادة الأجسام بعد فنائها. وهم بخلاف أمرك، من شدّة تكذيبهم يسخرون ممّا تقول لهم من ذلك.
قال قتادة: عجب محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم، وسخر ضلال بني آدم). [تفسير ابن كثير: 7/ 8]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا آَيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا رأوا آيةً} أي: دلالةً واضحةً على ذلك {يستسخرون} قال مجاهدٌ وقتادة: يستهزئون).[تفسير ابن كثير: 7/ 8]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (15) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقالوا إن هذا إلا سحرٌ مبينٌ} أي: إن هذا الّذي جئت به إلّا سحرٌ مبينٌ). [تفسير ابن كثير: 7/ 8]

تفسير قوله تعالى: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أئذا متنا وكنّا ترابًا وعظامًا أئنّا لمبعوثون، أوآباؤنا الأوّلون} يستبعدون ذلك ويكذّبون به). [تفسير ابن كثير: 7/ 8]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (18) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل نعم وأنتم داخرون} أي: قل لهم يا محمّد: نعم تبعثون يوم القيامة بعد ما تصيرون ترابًا وعظامًا، {وأنتم داخرون} أي: حقيرون تحت القدرة العظيمة، كما قال تعالى {وكلٌّ أتوه داخرين} [النّمل:87]، وقال: {إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين} [غافرٍ:60]). [تفسير ابن كثير: 7/ 8]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ (19) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ فإذا هم ينظرون} أي: إنما هو أمرٌ واحدٌ من اللّه عزّ وجلّ، يدعوهم دعوةً واحدةً أن يخرجوا من الأرض، فإذا هم [قيامٌ] بين يديه، ينظرون إلى أهوال يوم القيامة). [تفسير ابن كثير: 7/ 8]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدّين (20) هذا يوم الفصل الّذي كنتم به تكذّبون (21) احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون (22) من دون اللّه فاهدوهم إلى صراط الجحيم (23) وقفوهم إنّهم مسئولون (24) ما لكم لا تناصرون (25) بل هم اليوم مستسلمون (26) }
يخبر تعالى عن قيل الكفّار يوم القيامة أنّهم يرجعون على أنفسهم بالملامة، ويعترفون بأنّهم كانوا ظالمين لأنفسهم في الدّار الدّنيا، فإذا عاينوا أهوال القيامة ندموا كلّ النّدم حيث لا ينفعهم النّدم، {وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدّين}).[تفسير ابن كثير: 7/ 8]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فتقول لهم الملائكة والمؤمنون: {هذا يوم الفصل الّذي كنتم به تكذّبون}. وهذا يقال لهم على وجه التّقريع والتّوبيخ، ويأمر اللّه الملائكة أن تميز الكفّار من المؤمنين في الموقف في محشرهم ومنشرهم، ولهذا قال تعالى: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} قال النّعمان بن بشيرٍ رضي اللّه عنه، يعني بأزواجهم أشباههم وأمثالهم. وكذا قال ابن عبّاسٍ، وسعيد بن جبير، وعكرمة ومجاهدٌ، والسّدّي، وأبو صالحٍ، وأبو العالية، وزيد بن أسلم [وغيرهم].
وقال سفيان الثّوريّ، عن سماك، عن النّعمان بن بشيرٍ، عن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} قال: إخوانهم.
وقال شريكٌ، عن سماكٍ، عن النّعمان قال: سمعت عمر يقول {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} قال: أشباههم قال: يجيء صاحب الرّبا مع أصحاب الرّبا، وصاحب الزّنا مع أصحاب الزّنا، وصاحب الخمر مع أصحاب الخمر، وقال خصيف، عن مقسم، عن ابن عبّاسٍ: {أزواجهم}: نساءهم. وهذا غريبٌ، والمعروف عنه الأوّل، كما رواه مجاهدٌ وسعيد بن جبيرٍ، عنه: {أزواجهم}: قرناءهم.
"وما كانوا يعبدون من دون اللّه" أي: من الأصنام والأنداد، تحشر معهم في أماكنهم. وقوله: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم} أي: أرشدوهم إلى طريق جهنّم، وهذا كقوله تعالى: {ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميًا وبكمًا وصمًّا مأواهم جهنّم كلّما خبت زدناهم سعيرًا} [الإسراء:97]). [تفسير ابن كثير: 7/ 8-9]

تفسير قوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وقفوهم إنّهم مسئولون} أي: قفوهم حتّى يسألوا عن أعمالهم وأقوالهم الّتي صدرت عنهم في الدّار الدّنيا كما قال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: يعني احبسوهم إنّهم محاسبون. وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا النّفيلي، حدّثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت ليثًا يحدّث عن بشرٍ، عن أنس بن مالكٍ [رضي اللّه عنه] قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أيّما داعٍ دعا إلى شيءٍ كان موقوفًا معه إلى يوم القيامة، لا يغادره ولا يفارقه، وإن دعا رجلٌ رجلًا"، ثمّ قرأ: {وقفوهم إنّهم مسئولون}. ورواه التّرمذيّ، من حديث ليث بن أبي سليمٍ. ورواه ابن جريرٍ، عن يعقوب بن إبراهيم، عن معتمرٍ، عن ليثٍ، عن رجلٍ، عن أنسٍ مرفوعًا.
وقال عبد اللّه بن المبارك: سمعت عثمان بن زائدة يقول: إنّ أوّل ما يسأل عنه الرّجل جلساؤه). [تفسير ابن كثير: 7/ 9]

تفسير قوله تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ يقال لهم على سبيل التّقريع والتّوبيخ: {ما لكم لا تناصرون} أي: كما زعمتم أنّكم جميعٌ منتصرٌ). [تفسير ابن كثير: 7/ 9]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({بل هم اليوم مستسلمون} أي: منقادون لأمر اللّه، لا يخالفونه ولا يحيدون عنه). [تفسير ابن كثير: 7/ 9]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة