قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جَاءهُم مِّنَ الأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ (6) خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ (7) مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((وكذبوا واتبعوا أهواءهم) [3] وقف حسن.
(وكل أمر مستقر) تام.
(ما فيه مزدجر) [4] وقف حسن إذا رفعت «الحكمة» بإضمار «هي حكمة بالغة» فإن رفعت «الحكمة» على الإتباع لـ «ما» لم يحسن الوقف على (مزدجر) على أنك تنوي التمام.
والوقف على (بالغة) [5] حسن.
(فتول عنهم) [6] وقف غير تام. (إلى شيء نكر) تام.
ومثله: (هذا يوم عسر) [8].)[إيضاح الوقف والابتداء: 2/913]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({واتبعوا أهواءهم} كاف، وقيل: تام. {وكل أمر مستقر} تام.
{مزدجر} كاف، ثم تبتدئ {حكمةٌ بالغة} أي: هي حكمة.
فإن جعلت (الحكمة) بدلاً من (ما) بتقدير: ولقد جاءهم حكمة، لم يكف الوقف قبلها ولم يحسن الابتداء بها.
{بالغةٌ} كاف على الوجهين.
{النذر} تام. {فتول عنهم} تام. وقال ابن الأنباري: غير تام. وليس كما قال، لأن جميع أهل التفسير يجعلون العامل في الظرف (يخرجون). والمعنى عندهم على التأخير، والتقدير: يخرجون من الأجداث يوم يدع الداع، فإذا كان كذلك فالتمام: {فتول عنهم}.
لأن الظرف لا يتعلق بشيء مما قبله.
{إلى شيء نكر} كاف، وقيل: تام. {يومٌ عسر} تام)[المكتفى: 545- 546]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
{مزدجر- 4- لا} لأن قوله: {حكمة} بدل عن {مزدجر}.
{النذر- 5- لا} للعطف، مع اتصال المعنى.
{فتول عنهم- 6- م} لأنه لو وصل صار {يوم يدع} ظرفًا لتولي عنهم، وليس كذلك، بل هو ظرف {يخرجون}، و {خشعًا} حال للضمير في {يخرجون} [تقديره: يخرجون] خاشعًا أبصارهم يوم يدع الداع.
[{نكر- 6- لا}] {منتشر- 7- لا} لن {مهطعين} حال بعد حالين، أي: خاشعًا، وكأنهم.. {إلى الداع- 8- ط})[علل الوقوف: 3/980- 981]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (القمر (كاف) للابتداء بالشرط ومثله مستمر وكذا أهواءهم
مستقر (تام)
مزدجر (كاف) إن رفعت حكمه بتقدير هي وليس بوقف إن رفعتها بدلاً من قوله ما فيه أو نصبتها حالاً من ما وهي موصولة أو موصولة أو موصوفة وتخصصت بالصفة فنصب عنها الحال وقرئ مدَّجر بالإدغام
بالغة (كاف) عند أبي حاتم وقال نافع تام
فما تغني النذر (أكفى) مما قبله
فتول عنهم (تام) عند أبي حاتم ولا يجوز وصله لأنَّه لو وصل بما بعده صار يوم يدع ظرفا للتولي عنهم وليس كذلك بل هو ظرف يخرجون والمعنى عندهم على التقديم والتأخير أي يخرجون من الأجداث يوم يدع الدَّاع فإذا كان كذلك فالتام فتول عنهم لأنَّ الظرف إذا تعلق بشيء قبله لم يوقف على ما قبله فلا يوقف على شيء نكر وكذا لا يوقف على أبصارهم لأنَّ خاشعًا أو خشعًا منصوب على الحال من الضمير في يخرجون أي يخرجون خشعًا أبصارهم يوم يدع الداع وكذا منتشر لأنَّ قوله مهطعين منصوب على الحال من فاعل يخرجون فهي حال متداخلة
إلى الداع (تام) عند نافع
يوم عسر (تام))[منار الهدى: 376-377]
- أقوال المفسرين