قوله تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28) مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((ومقصرين لا تخافون) [27] حسن.
(ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل) [29] قال الفراء: فيه وجهان: إن شئت قلت: المعنى «ذلك مثلهم في التوراة وفي الإنجيل أيضا كمثلهم في القرآن» فيكون الوقف على (الإنجيل)، وإن شئت قلت: تمام الكلام على قوله: (ذلك مثلهم في التوراة) ثم ابتدأ فقال: (ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه) وقوله تعالى: (أشداء على الكفار)، (أشداء) ارتفعوا بـ(محمد) صلى الله عليه وسلم و(الذين معه).
وروي عن بعضهم (أشداء) بالنصب على الحال، فالخبر ما عاد من الهاء والميم في قوله تعالى: (تراهم ركعا سجدا) [إيضاح الوقف والابتداء: 2/901- 902]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({بها وأهلها} تام. ومثله {بكل شيء عليمًا}. ومثله {فتحًا قريبًا} ومثله {شهيدًا}.
{لا تخافون} كاف. ومثله {محمد رسول الله}
[المكتفى: ]
لأن ما بعده مبتدأ وخبر.
حدثنا أحمد بن عمر الجيزي قال: حدثنا محمد بن المظفر قال: حدثنا أحمد بن فارس قال: حدثنا الحسين بن حميد العكي قال: حدثنا جعفر بن عمرو عن زياد الباهلي قال: حدثنا موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه رضي الله عنهم في قوله: {محمد رسول الله والذين معه} أبو بكر الصديق رضي الله عنه {أشداء على الكفار}
عمر بن الخطاب رضي الله عنه {رحماء بينهم} عثمان بن عفان رضي الله عنه، {تراهم ركعًا سجدًا} علي بن أبي طالب، {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص، {ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل} إلى آخر السورة.
{ذلك مثلهم في التوراة} تام لأن ما بعده مبتدأ وخبر، وهو قول الضحاك وقتادة. والتمام على قول مجاهد: {ومثلهم في الإنجيل} لأنه عطف على (ذلك) ثم يبتدئ (كزرع) أي هم كزرع.
{ليغيظ بهم الكفار} كاف). [المكتفى: 529- 531]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({بالحق- 27- ج} لحق الحذف، أي: والله لتدخلن، مع أن القسم لتحقيق صدق الرؤيا.
{آمنين- 27- لا} {مقصرين- 27- لا} كذلك لأن {محلقين} و {لا تخافون} حالان بعد حال.
{لا تخافون- 27- ط} لأن قوله: {فعلم} بيان حكمة الصدق كالاعتذار، فلا ينعطف على قوله: {صدق الله}.
{كله- 28- ط} {شهيدًا- 28- ط} {محمد رسول الله- 29- ط} على المبتدأ وخبره، وقيل: {رسول الله} صفة، و {الذين} معطوف، والخبر: {أشداء}، [والأوجه أن {والذين}: مبتدأ، و {أشداء}] خبره، فيكون إلى قوله: {من أثر السجود} أوصاف أصحابه، كل وصف بما غلب على حاله، وإلا فهو [صلى الله عليه وسلم] كان مجمع كل وصف بحياله على الكمال، لولا أن الضمير في مثلهم} راجع إليه وإليهم،
لأن الزرع مثله، على أن الاجتماع في الضمير لعطف الجمل بعضها على بعض أيضًا سائغ.
{ورضوانا- 29- ز} لأن {سيماهم} مبتدأ، غير أن الجملة من جمل الأولى، في كون الكل خبر {والذين}.
{السجود- 29- ط} {في التوراة- 29- ج} لأن قوله: {ومثلهم} يصلح معطوفًا على الأول، والوقف على {الإنجيل- 29} جائز، ثم يبتدأ بمحذوف تقديره: هم كزرع، ويصلح أن يكون {ومثلهم} مبتدأ آخر، خبره {كزرع}. والأول أولى، لتكون الأوصاف [مذكورة كلها] في الكتابين.
{بهم الكفار- 29- ط}. ) [علل الوقوف:3/958 - 960]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (وبالحق وآمنين ومقصرين وقوف جائزة وآمنين حال من فاعل لتدخلن وكذا محلقين ومقصرين ويجوز أن يكون محلقين حالاً من آمنين فتكون متداخلة.
لا تخافون (حسن)
ما لم تعلموا ليس بوقف لمكان الفاء.
فتحًا قريبًا (تام) وهذا الفتح فتح خبير لا فتح مكة.
كله (حسن)
شهيدًا (تام)
محمد رسول الله (حسن) إن جعل محمد مبتدأ ورسول الله خبره وليس بوقف إن جعل رسول الله نعتًا لمحمد أو بدلاً ومثله في عدم الوقف إن جعل والذين معه معطوفًا على محمد والخبر أشداء والوقف حينئذ على الكفار يوقف على الكفار أيضًا إن جعل والذين معه مبتدأ خبره أشداء ومثله في حسن الوقف إن جعل رحماء خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ خبره تراهم وليس الكفار بوقف إن جعل رحماء من نعت أشداء وكان وقفه بينهم.
سجدًا (حسن) على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل يبتغون في موضع الحال.
ورضوانًا (حسن) ومثله من أثر السجود
ذلك مثلهم في التوارة (تام) أي مثلهم في التوارة أنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم الخ وقيل الوقف على الإنجيل وإن المثلين لشيء واحد قال محمد بن جرير لو كانا لشيء واحد لكان وكزرع بالواو والقول الأول أوضح وأيضًا لو كانا لشيء واحد لبقي قوله كزرع منفردًا محتاجًا إلى إضمار أي هم كزرع وما لا يحتاج إلى إضمار أولى.
شطأه ليس بوقف لمكان الفاء
فآزره (حسن) ومثله على سوقه على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل حالاً.
الزراع ليس بوقف لأنَّ ما بعده لام كي
الكفار (حسن) ومثله الصالحات
آخر السورة (تام))[منار الهدى: 365 - 366]