قوله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (22) وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ (25)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((بعد موتها) [19] حسن. (وكذلك تخرجون) تام.
(وجعل بينكم مودة ورحمة) [21] تام.
(ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض) [25] غير تام لأن (إذا أنتم تخرجون) جواب (إذا) الأول كأنه قال: إذا دعاكم خرجتم. وقال المفسرون: الكلام يتم على (ثم إذا دعاكم دعوة) ثم قال: (من الأرض إذا أنتم تخرجون) أي: إذا أنتم تخرجون من الأرض. وهذا خطأ في العربية لأن
(إذا) لا يعمل ما بعدها فيما قبلها.)[إيضاح الوقف والابتداء: 2/832-833]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({بعد موتها} كاف. {تخرجون} تام. {مودةً ورحمةً} تام، وقيل: كاف لأن (المودة والرحمة) هي الآية. {يتفكرون} تام. وكذا رؤوس الآي إلى قوله: {من ناصرين}.
وقال يعقوب ومحمد ونافع: {ثم إذا دعاكم دعوةً} تام، والمعنى عندهم: إذا أنتم تخرجون من الأرض، على التقديم والتأخير. وذلك خطأ، لأنه لم يأت جواب (إذا)، ولأن المعنى: إذا دعاكم خرجتم.
{تخرجون} تام.)[المكتفى: 448-449]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (بعد موتها- 19- ط}. {ورحمة- 21- ط}. {وألوانكم- 22- ط}. {من فضله- 23- ط}. {موتها- 24- ط}. {بأمره- 25- ط} لأن {ثم} لترتيب الأخبار.
{دعوة- 25- ق} قد قيل، على معنى: إذا أنتم تخرجون من الأرض. وقيل الوقف على: {من الأرض- 25- } وكلاهما تعسف لأن قوله {تخرجون} جواب: {إذا دعاكم}، و {إذا}
الثانية التي للمفاجأة عائدة إلى الأولى، أي: تخرجون حالة الدعوة مفاجأة بلا مهلة. وإنما أوهمهم أن تعلق {من} لا يمكن إلا بالخروج، فهم يخرجون من الأرض. وإنما تعلق {من} بالدعوة، أي: دعاكم من الأرض، كما يقال: دعوت زيدا من بيته.)[علل الوقوف: 2/798-799]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (...ووقف بعضهم على فسبحان الله ووسمه بالكافي لمن قرأ في الشاذ حينا تمسون وحينا تصبحون واستبعده أبو حاتم السجستاني وأجازه غيره كأنه ينبه على الاعتبار بصنع الله في جميع هذه الأوقات.
تصبحون (حسن) لمن جعل التسبيح دعاء كما فسر ذلك ابن عباس وفي الحديث من قال حين يصبح فسبحان الله إلى تخرجون أدرك ما فاته في يومه ومن قالها حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته وليس بوقف لمن جعله الصلاة أي فصلوا لله حين تمسون صلاة المغرب وصلاة العشاء وحين تصبحون صلاة الفجر ثم قال في التقديم وعشيا يعني صلاة العصر وحين تظهرون يعني صلاة الظهر
حين تظهرون (أحسن) مما قبله.
من الحي (جائز)
بعد موتها (حسن)
تخرجون (تام) وكذلك نعت مصدر محذوف أي فعلنا مثل ذلك الإخراج.
تنتشرون (كاف)
لتسكنوا إليها (جائز)
مودة ورحمة (كاف)
يتفكرون (تام) إن جعل كل آية قائمة بنفسها مستقلة من بدء خلق الأنَّسان إلى حين بعثه من القبر.
وألوانكم (كاف)
للعالمين (تام)
من فضله (كاف)
يسمعون (تام)
وطمعًا (حسن)
بعد موتها (كاف)
يعقلون (تام)
بأمره (حسن)
ثم إذا دعاكم دعوة (جائز) قال نافع وغيره هذا وقف يحق على العالم علمه ثم قال تعالى من الأرض إذا أنتم تخرجون وعند أهل العربية هذا الوقف قبيح لأنَّ ما بعد إذا لا يعمل فيما قبلها وجواب إذا الأولى عند الخليل وسيبويه إذا أنتم والوقف على ما دون جواب إذا قبيح لأنَّ إذا الأولى للشرط والثانية للجزاء وهي تنوب مناب الفاء في جواب الشرط قال قتادة دعاكم من السماء فأجبتم من الأرض أي بنفخة إسرافيل في الصور للبعث إلا أيتها الأجساد البالية
والعظام النخرة والعروق المتمزقة واللحوم المنتنة قوموا إلى محاسبة رب العزة.
تخرجون (تام))[منار الهدى: 299-300]
- أقوال المفسرين