تفسير قوله تعالى: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فسجد الملائكة كلّهم أجمعون (30) إلاّ إبليس أبى أن يكون مع السّاجدين (31) قال يا إبليس ما لك ألاّ تكون مع السّاجدين}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا خلق اللّه ذلك البشر ونفخ فيه الرّوح بعد أن سوّاه، سجد الملائكة كلّهم جميعًا إلاّ إبليس فإنّه أبى أن يكون مع السّاجدين في سجودهم لآدم حين سجدوا له، فلم يسجد له معهم تكبّرًا وحسدًا وبغيًا. فقال اللّه تعالى ذكره: {يا إبليس ما لك ألاّ تكون مع السّاجدين} يقول: ما منعك من أن تكون مع السّاجدين؟ ف " أن " في قول بعض نحويّي الكوفة خفضٌ، وفي قول بعض أهل البصرة نصبٌ بفقد الخافض). [جامع البيان: 14/66] (م)
تفسير قوله تعالى: (قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال لم أكن لأسجد لبشرٍ خلقته من صلصالٍ من حمإٍ مسنونٍ (33) قال فاخرج منها فإنّك رجيمٌ (34) وإنّ عليك اللّعنة إلى يوم الدّين}.
يقول تعالى ذكره: {قال} إبليس: {لم أكن لأسجد لبشرٍ خلقته من صلصالٍ من حمإٍ مسنونٍ} وهو من طينٍ وأنا من نارٍ، والنّار تأكل الطّين). [جامع البيان: 14/66-67]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فاخرج منها} يقول: قال اللّه تعالى ذكره لإبليس: {فاخرج منها فإنّك رجيمٌ}.
والرّجيم المرجوم، صرف من مفعولٍ إلى فعيلٍ وهو المشتوم، كذلك قال جماعةٌ من أهل التّأويل
ذكر بعض من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله:{فإنّك رجيمٌ} " والرّجيم: الملعون "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {فاخرج منها فإنّك رجيمٌ} قال: " ملعونٌ، والرّجم في القرآن: الشّتم "). [جامع البيان: 14/67]
تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّ عليك اللّعنة إلى يوم الدّين} يقول: وإنّ غضب اللّه عليك بإخراجه إيّاك من السّموات وطردك عنها إلى يوم المجازاة، وذلك يوم القيامة.
وقد بيّنّا معنى اللّعنة في غير موضعٍ بما أغنى عن إعادته ههنا). [جامع البيان: 14/67]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال ربّ فأنظرني إلى يوم يبعثون (36) قال فإنّك من المنظرين (37) إلى يوم الوقت المعلوم}.
يقول تعالى ذكره: قال إبليس: ربّ فإذ أخرجتني من السّموات ولعنتني، فأخّرني إلى يوم تبعث خلقك من قبورهم فتحشرهم لموقف القيامة. قال اللّه له: فإنّك ممّن أخّر هلاكه إلى يوم الوقت المعلوم لهلاك جميع خلقي، وذلك حين لا يبقى على الأرض من بني آدم ديّارٌ). [جامع البيان: 14/68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 36 – 48
أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون} قال: أراد إبليس أن لا يذوق الموت فقيل: {فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم} قال: النفخة الأولى يموت فيها إبليس وبين النفخة والنفخة أربعون سنة، قال: فيموت إبليس أربعين سنة). [الدر المنثور: 8/614]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال ربّ فأنظرني إلى يوم يبعثون (36) قال فإنّك من المنظرين (37) إلى يوم الوقت المعلوم}.
يقول تعالى ذكره: قال إبليس: ربّ فإذ أخرجتني من السّموات ولعنتني، فأخّرني إلى يوم تبعث خلقك من قبورهم فتحشرهم لموقف القيامة. قال اللّه له: فإنّك ممّن أخّر هلاكه إلى يوم الوقت المعلوم لهلاك جميع خلقي، وذلك حين لا يبقى على الأرض من بني آدم ديّارٌ). [جامع البيان: 14/68] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 36 – 48
أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون} قال: أراد إبليس أن لا يذوق الموت فقيل: {فإنك من المنظرين (37) إلى يوم الوقت المعلوم} قال: النفخة الأولى يموت فيها إبليس وبين النفخة والنفخة أربعون سنة، قال: فيموت إبليس أربعين سنة). [الدر المنثور: 8/614] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {قال فإنك من المنظرين} قال: فلم ينظره إلى يوم البعث ولكن أنظره إلى الوقت المعلوم). [الدر المنثور: 8/614]
تفسير قوله تعالى: (إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال ربّ فأنظرني إلى يوم يبعثون (36) قال فإنّك من المنظرين (37) إلى يوم الوقت المعلوم}.
يقول تعالى ذكره: قال إبليس: ربّ فإذ أخرجتني من السّموات ولعنتني، فأخّرني إلى يوم تبعث خلقك من قبورهم فتحشرهم لموقف القيامة. قال اللّه له: فإنّك ممّن أخّر هلاكه إلى يوم الوقت المعلوم لهلاك جميع خلقي، وذلك حين لا يبقى على الأرض من بني آدم ديّارٌ). [جامع البيان: 14/68] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 36 – 48
أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون} قال: أراد إبليس أن لا يذوق الموت فقيل: {فإنك من المنظرين (37) إلى يوم الوقت المعلوم} قال: النفخة الأولى يموت فيها إبليس وبين النفخة والنفخة أربعون سنة، قال: فيموت إبليس أربعين سنة). [الدر المنثور: 8/614] (م)
تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال ربّ بما أغويتني لأزيّننّ لهم في الأرض ولأغوينّهم أجمعين (39) إلاّ عبادك منهم المخلصين}.
يقول تعالى ذكره: قال إبليس: {ربّ بما أغويتني} بإغوائك {لأزيّننّ لهم في الأرض} وكأنّ قوله: {بما أغويتني} خرج مخرج القسم، كما يقال: باللّه، أو بعزّة اللّه لأغوينّهم.
وعنى بقوله: {لأزيّننّ لهم في الأرض} لأحسّننّ لهم معاصيك، ولأحبّبنها إليهم في الأرض {ولأغوينّهم أجمعين} يقول: ولأضلّنّهم عن سبيل الرّشاد). [جامع البيان: 14/68]
تفسير قوله تعالى: (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({إلاّ عبادك منهم المخلصين} يقول: إلاّ من أخلصته بتوفيقك فهديته، فإنّ ذلك ممّن لا سلطان لي عليه، ولا طاقة لي به.
وقد قرئ: ( إلاّ عبادك منهم المخلصين )، فمن قرأ ذلك كذلك، فإنّه يعني به: إلاّ من أخلص طاعتك، فإنّه لا سبيل لي عليه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا أبو زهيرٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: {إلاّ عبادك منهم المخلصين} " يعني المؤمنين "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا هشامٌ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن سعيدٍ، عن قتادة: {إلاّ عبادك منهم المخلصين} قال قتادة: " هذه ثنيّة اللّه تعالى ذكره "). [جامع البيان: 14/68-69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {إلا عبادك منهم المخلصين} يعني المؤمنين). [الدر المنثور: 8/615]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إلا عبادك منهم المخلصين} قال: هذه ثنية الله). [الدر المنثور: 8/615]