تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15)}
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والكناسُ: حيث تكنسُ البقرة والظبيةُ، وهو أن تتخذ في الشجرةِ العادية كالبيت تأوي إليه وتبعر فيه، فيقال إن رائحته أطيبُ رائحة، لطيب ما ترتعي، قال ذو الرمةِ:
إذا استهلت عليه غيبةٌ أرجت = مرابضُ العين حتى يأرجَ الخشبُ
كأنه بيتُ عطارٍ يضمنهُ = لطائم المسكِ يحويها وتنتهب
قوله: "غيبة" هي الدفعة من المطرِ، وعند ذلك تتحرك الرائحةُ.
والأرجُ: توهجُ الريحِ، وإنما يستعمل ذلك في الريح الطيبةِ.
والعين: جمعُ عيناءَ، يعني البقرةَ الوحشيةَ، وبها شبهت المرأة، فقيل: حورٌ عينٌ.
واللطيمة: الإبلُ التي تحملُ العطرَ والبزَّ، لا تكون لغير ذلك.
فيقولُ: ضمنَّ ظبيًا أحور العين أحكلَ، وجعلَ الحجالَ كالكناسِ. وقال ابن عباس في قول الله جلَّ وعزَّ: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} قال: أقسم ببقر الوحش لأنها خنسُ الأنوف: والكنسُ: التي تلزمُ الكناسَ. وقال غيره: أقسم بالنجوم التي تجري بالليل وتخنس بالنهار، وهو الأكثر). [الكامل: 2/865-866]
تفسير قوله تعالى: {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16)}
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ومما يفضل لتخلصه من التكلف، وسلامته من التزيد، وبعده من الاستعانة قول أبي حية النميري:
رمتني وستر الله بيني وبينها = عشية آرام الكناس رميم
ألا رب يوم لو رمتني رميتها = ولكن عهدي بالنضال قديم
يقول: رمتني بطرفها، وأصابتني بمحاسنها، ولو كنت شابًا لرميت كما رميت، وفتنت كما فتنت، ولكن قد تطاول عهدي بالشباب، فهذا كلام واضح.
قال أبو الحسن: أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب البيتين عن عبد الله بن شبيب وروى:
عشية أحجار الكناس رميم
وزاد فيه بيتا:
رميم التي قالت لجارات بيتها = ضمنت لكم ألا يزال يهيم
الكناس والمكنس: الموضع الذي تأوي إليه الظباء، وجمع الكناس كنس وجمع المكنس مكانس. ورميم: اسم جارية، مأخوذ من العظام الرميم، وهي البالية، وكذلك الرِّمة، والرُّمة: القطعة البالية من الحبل، وكل ما اشتق من هذا فإليه يرجع"). [الكامل: 1/44]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والكناسُ: حيث تكنسُ البقرة والظبيةُ، وهو أن تتخذ في الشجرةِ العادية كالبيت تأوي إليه وتبعر فيه، فيقال إن رائحته أطيبُ رائحة، لطيب ما ترتعي، قال ذو الرمةِ:
إذا استهلت عليه غيبةٌ أرجت = مرابضُ العين حتى يأرجَ الخشبُ
كأنه بيتُ عطارٍ يضمنهُ = لطائم المسكِ يحويها وتنتهب
قوله: "غيبة" هي الدفعة من المطرِ، وعند ذلك تتحرك الرائحةُ.
والأرجُ: توهجُ الريحِ، وإنما يستعمل ذلك في الريح الطيبةِ.
والعين: جمعُ عيناءَ، يعني البقرةَ الوحشيةَ، وبها شبهت المرأة، فقيل: حورٌ عينٌ.
واللطيمة: الإبلُ التي تحملُ العطرَ والبزَّ، لا تكون لغير ذلك.
فيقولُ: ضمنَّ ظبيًا أحور العين أحكلَ، وجعلَ الحجالَ كالكناسِ. وقال ابن عباس في قول الله جلَّ وعزَّ: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ، الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} قال: أقسم ببقر الوحش لأنها خنسُ الأنوف: والكنسُ: التي تلزمُ الكناسَ. وقال غيره: أقسم بالنجوم التي تجري بالليل وتخنس بالنهار، وهو الأكثر). [الكامل: 2/865-866] (م)
تفسير قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17)}
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (فأمّا العسعس ففي معناه العسعسة، وهما تنفّس الصّبح. والتنفس: انفضاء الشيء وانصداعه.
وقالوا: عسعس الليل عسعسةً. وقال الله تبارك وتعالى: {والليل إذا عسعس} أي أظلم.
وقال بعضهم: عسعس: ولّى، وهذا من الأضداد. وهو قول ابن عبّاسٍ، قال: عسعس أي أدبر. قال علقة بن قرط التيميّ:
حتى إذا الصبح لها تنفّسا
=
وانجاب عنها ليلها وعسعسا
فالمعنى ها هنا الظّلمة. ومثله في المعنى:
قوارباً من غير دجنٍ نسّسا
=
مدّرعات الليل لمّا عسعسا).
[الأزمنة: 51-52]
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (وقالوا: عسعس الليل عسعسة: أظلم. وعسعس أيضا عسعسة: ولى. وهو قول ابن عباس، عسعس: إذا أدبر. وقال علقمة بن قرط التيمي:
[الأضداد: 122]
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ): ( *عسعس* وقال أبو عبيدة يقال عسعس الليل إذا أقبل وعسعس أدبر، وأنشد لعلقة بن قرط التيمي (الرجز):
مدرعات الليل لما عسعسا
أي: أقبل، وقال بعضهم عسعس إذا ولى قال علقمة التميمي :
حتى إذا الصبح له تنفسا = وانجاب عنها ليلها وعسعسا).
[كتاب الأضداد: 7-8]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ (ت: 328هـ): ( وعسعس حرف من الأضداد. يقال: عسعس الليل، إذا أدبر، وعسعس إذا أقبل. قال الفراء في قول الله عز وجل: {والليل إذا عسعس}، أجمع المفسرون على أن معنى «عسعس» أدبر. وحكي عن بعضهم أنه قال: عسعس، دنا من أوله وأظلم.
قال: وكان أبو البلاد النحوي ينشد هذا البيت:
عسعس حتى لو يشاء أدنى = كان له من ضوئه مقبس
معناه: لو يشاء إذ دنا، فتركت همزة «إذ»، وأبدلوا
من الذال دالا، وأدغموها في الدال التي بعدها. قال الفراء: وكانوا يرون أن هذا البيت مصنوع.
وحدثنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عثمان بن عبد الرحمن الجزري، قال: حدثنا عبيد الله بن أبي العباس، عن جويبر، عن الضحاك، قال: قال نافع بن الأزرق لعبد الله بن العباس: أرأيت قيل الله جل وعز: {والليل إذا عسعس} ما معناه؟ فقال ابن عباس: عسعس: أقبلت ظلمته، فقال له ناقع: فهل كانت العرب تعرف هذا؟ قال: نعم، أما سمعت قول امرئ القيس:
عسعس حتى لو يشاء أدنى = كان له من ناره مقبس
وقال أبو عبيدة: عسعس أدبر وأقبل جميعا. وأنشد لعلقمة بن قرط:
حتى إذا أصبح لها تنفسا = وانجاب عنه ليلها وعسعسا
هذا حجة للإدبار. وقال الآخر في مثل هذا المعنى:
وردت بأفراس عتاق وفتية = فوارط في أعجاز ليل معسعس
وقال الآخر في ضد هذا المعنى:
حتى إذا الليل عليها عسعسا = وادرعت منه بهيما حندسا
الحندس: الشديد السواد، والبهيم: الذي لا يخالط لونه نون آخر، يقال: أسود بهيم، وأشقر بهيم، وكميت بهيم). [كتاب الأضداد:32- 34]
تفسير قوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18)}
تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19)}
تفسير قوله تعالى: {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20)}
تفسير قوله تعالى: {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21)}
تفسير قوله تعالى: {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22)}
تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23)}
تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وقد يجوز أن تقول: ظننت زيداً إذا قال: من تظنّ أي من تتهم؟ فتقول: ظننت زيداً كأنه قال: أتّهمت زيدا. وعلى هذا قيل: ظنينٌ أي: متّهمٌ). [الكتاب: 1/126]
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت: 209هـ): ( ألا أصبحت خنساء جاذبة الوصل = وضنت علينا والضنين من البخل
...
وقوله والضنين من البخل والضنين البخيل). [نقائض جرير والفرزدق: 135]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): ( ولووا متاعهم وقد سئلوا = بذل المتاع فضن بالبذل
...
والضن: البخل، يقال: ضننت أضن، وضننت أضن والكسر في الفعل الماضي أفصح). [شرح ديوان امرئ القيس: 600-601]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "أو ظنيناٌ في ولاءٍ أو نسب، "فهو المتهم، وأصله" مظنون" وهي ظننت التي تتعدى إلى مفعول واحد، تقول: ظننت بزيد، وظننت زيدًا، أي اتهمت، ومن ذلك قول الشاعر، أحسبه عبد الرحمن بن حسان:
فلا ويمين الله ما عن جناية = هجرت، ولكن الظنين ظنين
وفي بعض المصاحف: (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ) ). [الكامل: 1/22-23]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (والظن يكون بمعنى الشك والعلم، لأن المشكوك فيه قد يُعْلَم.
كما قيل راج للطمع في الشيء، وراج للخائف، لأن الرجاء يقتضي الخوف إذ لم يكن صاحبه منه على يقين.
...
فأول ذلك الظن. يقع على معان أربعة: معنيان متضادات: أحدهما الشك، والآخر اليقين الذي لا شك فيه.
فأما معنى الشك فأكثر من أن تحصى شواهده. وأما معنى اليقين فمنه قول الله عز وجل: {وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا}، معناه علمنا. وقال جل اسمه: {ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها}، معناه فعلموا بغير شك، قال دريد، وأنشدناه أبو العباس:
فقلت لهم ظنوا بألفى مقاتل = سراتهم في الفارسي المسرد
معناه تيقنوا ذلك، وقال الآخر:
بأن تغتزوا قومي وأقعد فيكم = وأجعل مني الظن غيبا مرجما
معناه: وأجعل مني اليقين غيبا. وقال عدي بن زيد:
أسمد ظني إلى المليك ومن = يلجأ إليه فلم ينله الضر
معناه أسند علمي ويقيني. وقال الآخر:
رب هم فرجته بعزيم = وغيوب كشفتها بظنون
معناه كشفتها بيقين وعلم ومعرفة؛ والبيت لأبي داود.
وقال أوس بن حجر:
فأرسلته مستيقن الظن أنه = مخالط ما بين الشراسيف جائف
معناه: مستيقن العلم.
والمعنيان اللذان ليسا متضادين: أحدهما: الكذب، والآخر: التهمة، فإذا كان الظن بمعنى الكذب قلت: ظن فلان، أي كذب، قال الله عز وجل: {إن هم إلا يظنون}، فمعناه: إن هم إلا يكذبون؛ ولو كان على معنى الشك لاستوفى منصوبيه، أو ما يقوم مقامهما.
وأما معنى التهمة فهو أن تقول: ظننت فلانا، فتستغني عن الخبر، لأنك اتهمته، ولو كان بمعنى الشك المحض لم يقتصر به على منصوب واحد.
ويقال: فلان عندي ظنين، أي متهم، وأصله «مظنون»، فصرف عن «مفعول» إلى «فعيل»، كما قالوا: مطبوخ وطبيخ، قال الشاعر:
وأعصي كل ذي قربى لحاني = بجنبك فهو عندي كالظنين
وقال الله عز وجل: (وما هو على الغيب بظنين)، فيجوز أن يكون معناه «بمتهم». ويجوز أن يكون معناه «بضعيف»، من قول العرب: وصل فلان ظنون، أي ضعيف، فيكون الأصل فيه: وما هو على الغيب بظنون، فقلبوا الواو ياء، كما قالوا: ناقة طعوم وطعيم، للتي بين الغثة والسمينة؛ في حروف كثيرة يطول تعديدها وإحصاؤها.
وقال أبو العباس: إنما جاز أن يقع الظن على الشك واليقين؛ لأنه قول بالقلب؛ فإذا صحت دلائل الحق، وقامت أماراته كان يقينا، وإذا قامت دلائل الشك وبطلت دلائل اليقين كان كذبا، وإذا اعتدلت دلائل اليقين والشك كان على بابه شكا لا يقينا ولا كذبا). [كتاب الأضداد:15- 16] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (والظنين: المتهم، والضنين: البخيل). [شرح المفضليات: 51]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): ( يضن بحقها ويذم فيها = ويتركها لقوم آخرينا
أي يذمه الناس فيها لبخله وقوله فيها أي من أجلها كما يقول الرجل لصاحبه لقيت فيك كذا وكذا أي: من أجلك أي يتركها ميراثًا، والضن: البخل ومنه قول الله عز وجل: {وما هو على الغيب بضنين}، أي: ببخيل). [شرح المفضليات: 124]
تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25)}
تفسير قوله تعالى: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26)}
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ (ت: 328هـ): (وقال بعض أهل اللغة: إذا دخلت (هل) للشيء المعلوم فمعناها الإيجاب، والتأويل: ألم يكن كذا وكذا! على جهة التقرير والتوبيخ، من ذلك قوله جل وعز: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا}، ومنه أيضا: {فأين تذهبون}، لم يرد بهذين الاستفهامين حدوث هلم لم يكن؛ وإنما أريد بهما التقرير والتوبيخ، ومن ذلك قول العجاج:
أطربا وأنت قنسري = والدهر بالإنسان دواري
أراد بالتقرير. وأنشدنا ثعلب أبو العباس:
أحافرة على صلع وشيب = معاذ الله ذلك أن يكونا).
[كتاب الأضداد: 192-193] (م)
تفسير قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27)}
تفسير قوله تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28)}
تفسير قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)}