الآيات:
1- {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} [78:21]
في [معاني القرآن: 2/208]: «في بعض القراءة:{وكنا لحكمهما شاهدين}, وهو مثل قوله: {فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ} [11:4]:يريد أخوين فما زاد, فهذا كقوله: {وكنا لحكمهم شاهدين}: إذا جمع اثنين.».
وفي [الكشاف: 2/579]:«وجمع الضمير لأنه أرادهما, والمتحاكمين إليهما، وقرء لحكمهما.».
في [البحر: 6/331]: «{لحكمهم}: ليس المصدر هنا مضافًا لا إلى فاعل, ولا إلى مفعول، ولا هو عامل في التقدير، فلا ينحل بحرف مصدري والفعل، بل هو مثل له ذكاء الحكماء، وذهن ذهن الأذكياء؛ وكأن المعنى: وكنا للحكم الذي صدر في هذه القضية شاهدين، فالمصدر لا يراد به هنا العلاج، بل يراد به وجود الحقيقة. وقرأ: {لحكمهما}: ابن عباس, فالضمير لداود, وسليمان.».
2- {قَالَ كَلا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} [15:26]
في [سيبويه: 2/201]: «وقد قالت العرب في الشيئين اللذين كل واحد منهما اسم على حده، وليس واحد منهما بعض شيء كما قالوا في ذا، لأن التثنية جمع، فقالوا كما قالوا: فعلناه وزعم يونس أنهم يقولون: ضع رحالهما غلمانهما، وإنما هما اثنان.
قال الله عز وجل: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ} [21:38، 22].
وقال: {كَلا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} [11:4], وزعم يونس أنهم يقولون: ضربت رأسيهما.».
وفي [البحر: 7/8]:«(معكم) :قيل: من وضع الجمع موضع المثنى، أي: معكما.
وقيل: هو على ظاهره من الجمع، والمراد موسى ,وهارون, ومن أرسلا إليه، وكان شيخنا أبو جعفر بن الزبير يرجح أن يكون أريد بصورة الجمع المثنى، والخطاب لموسى, وهارون فقط لأن لفظة (مع) تباين من يكون كافرًا، فإنه لا يقال: الله معه، وعلى أنه أريج بالجمع التثنية جملة سيبويه – رحمه الله- ، وكأنهما لشرفهما عند الله عاملهما في الخطاب معاملة الجمع، إذا كان ذلك جائزًا أن يعامل به الواحد لشرفه وعظمته.».
وفي [القرطبي: 6/4809]: «فأجراهما مجرى الجمع؛ لأن الاثنين جماعة، ويجوز أن يكون لهما,ولمن أرسلا إليه، ويجوز أن يكون لجميع بني إسرائيل.».
3- {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} [114:11]
(ب) {ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار} [130:20]
في [معاني القرآن: 2/195]:«وإنما للنهار طرفان، فقال المفسرون: وأطراف النهار: صلاة الفجر والظهر والعصر. ويكون لصلاتين، فيجوز ذلك أن يكونا طرفين، فيخرجا مخرج الجماع، كما قال: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [4:66], وهو أحب الوجهين إلى، لأنه قال: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} [114:11].».
وفي [الكشاف: 2/559]: «فإن قلت ما وجه قوله: {وأطراف النهار} [13:21] على الجمع، وإنما هما طرفان؛ كما قال: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ}
قلت: الوجه أمن اللبس، وفي التثنية زيادة بيان، ونظير مجيء الأمرين في الآيتين مجيئهما في قوله:
ظهراهما مثل ظهور الترسين
وفي [القطربي: 5/4301]:« {وأطراف النهار}:المغرب والظهر.. والطرف الثالث: غروب الشمس.».
وفي [البحر: 6/290]: «جاء هنا: {وأطراف النهار}, وفي هود: {وأقم الصلاة طرفي النهار}
فقيل جاء على حد قوله: ظهراهما مثل ظهور الترسين.
جاءت التثنية على الأصل, والجمع لأمن البس، إذ النهار ليس له إلا طرفان.
وقيل: هو على حقيقة الجمع، الفجر الطرف الأول، والظهر والعصر، من الطرف الثاني. والطرف الثالث المغرب والعشار، وقيل: النهار له أربعة أطراف.».
1- {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [4:66].
(ب) {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [38:5]
في [سيبويه: 2/201]: «هذا باب ما لفظ به مثنى كما لفظ بالجمع، وهو أن يكون الشيئان كل واحد منهما بعض شيء مفرد من صاحبه، وذلك قولك: ما أحسن رءوسهما، وما أحسن عواليهما: وقال عز وجل:{ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [4:66].
{والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما}: فرقوا بين المثنى الذي هو شيء على حدة, وبين ذا, وقال الخليل. نظيره قولك: فعلنا وأنتم اثنان، فتلكم به كما تلكم به, وأنتم ثلاثة.».
وقال في [241:1]:«وسألت الخليل عن :{ما أحسن وجوههما}, فقال: لأن الاثنين جميع، وهذا بمنزلة قول الاثنين: نحن فعلنا، ولكنهم أرادوا أن يفرقوا بين ما يكون منفردًا , وبين ما يكون شيئًا من شيء.».
في [معاني القرآن: 1/306- 307]:«وإنما قال أيديهما؛ لأن كل شيء موحد من خلق الإنسان إذا ذكر مضافًا إلى اثنين فصاعدًا جمع، فقيل: قد هشمت رءوسهما, وملأت ظهورهما, وبطونهما ضربًا, ومثله: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [4:66].
وإنما اختير الجمع على التثنية؛ لأن أكثر ما تكون عليه الجوارح اثنين في الإنسان: اليدين، والرجلين والعينين، فلما جرى أكثره على هذا ذهب الواحد منه إذا أضيف إلى اثنين مذهب التثنية: وقد يجوز تثنيتهما, وقد يجوز هذا فيما ليس من خلق الإنسان، وذلك أن نقول للرجلين خليتما نساءكما, وأنت تريد امرأتين، وخرقتما قمصكما.
وإنما ذكرت ذلك من النحويين من كان لا يجيزه إلا في خلق الإنسان, وكل سواء.».
وفي [الكشاف: 1/612]: « {أيديهما}: يديهما، ونحوه: {فقد صغت قلوبكما}: اكتفى بتثنية المضاف إليه عن تثنية المضاف، وأريد باليدين اليمينان.».
وفي [البحر: 3/483]: قال الزمخشري: سوى بين أيديهما وقلوبكما، وليسا بسين لأن باب صغت قلوبكما بطرد فيه وضع الجمع موضع التثنية، وهو ما كان اثنين من شيئين كالقلب, والأنف,والوجه, والظهر,وأما إن كان في كل منهما اثنان كاليدين, والأذنين, والفخذين, فإن وضع الجمع موضع التثنية لا يطرد، وإنما يحفظ, ولا يقاس عليه، لن الذهن إنما يتبادر إذا أطلق الجمع لما يدل عليه لفظه، فلو قيل: قطعت آذان الزيدين , فظاهره قطع أربع آذان، وهو استعمال اللفظ في مدلوله.
وفي [البحر: 8/290- 291]:وأتى بالجمع في قوله: {قلوبكما}, وحسن ذلك إضافته إلى مثنى, وهو ضميرهما, والجمع في مثل هذا أكثر استعمالاً من المثنى، والتثنية دون الجمع كما قال أبو ذؤيب..
وهذا كان القياس وذلك أن يعبر بالمثنى عن المثنى، لكن كرهوا اجتماع تثنيتين، فعدلوا إلى الجمع، لأن التثنية جمع في المعنى، والإفراد لا يجوز عند أصحابنا إلا في الشعر، كقوله:
حمامة بطن الواديين ترنمي
يريد بطني، وغلط ابن مالك في التسهيل إذ قال: «ونختار لفظ الإفراد على لفظ التثنية.». [النهر: 288],[العكبري: 2/139]
وفي [ابن يعيش: 4/155- 157]:«وكان الفراء يقول: إنما خص هذا النوع بالجمع نظرًا إلى المعنى لأن كل ما في الجسد منه شيء واحد، فإنه يقوم مقام شيئين، فإذا ضم إلى ذلك مثله فقد صار في الحكم أربعة، والأربعة جمع وهذا من أصول الكوفيين الحسنة، ويؤيد ذلك أن ما في الجسد منه شيء واحد ففيه الدية كاملة كاللسان والرأس, وأما ما فيه شيئان ففيه نصف الدية.
فإن كان مما في الجسد منه أكثر من واحد، نحو اليد والرجل فإنك إذا ضممته إلى مثله لم يكن فيه إلا التثنية نحو: ما أبسط أيديهما، وأخف رجليهما، لا يجوز فيه غير ذلك.
فأما قوله تعالى: {السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [38:5]: فإنما جمع لأن المراد الأيمان، وقد جاء في قراءة عبد الله بن مسعود :{فاقطعوا أيمانهما}, وكذلك في المنفصل نحو غلام, وثوب إذا ضممت منه واحدًا لم يكن فيه إلا التثنية، نحو: غلاميهما وثوبيهما، إذا كان لكل واحد غلام وثوب، ولا يجوز الجمع في مثل هذا، لأنه مما يشكل ويلبس.
وقح دكى بعضهم: وضعا رحالهما، شبهوا المنفصل بالمتصل.».
[شرح الكافية للرضي: 2/164- 165],[ الخزانة: 3/369- 372]
عرض ابن الشجري لهذا الموضوع في مواضع مختلفة من أماليه تلخص كلامه في الآتي:
1- العضو المفرد في الجسد إذا ضم إلى مثله جاز جمعه، جروا على هذا السنن في المنفصل نحو: مد الله في أعماركما.
2- ربما استغنوا بواحد، ولا يستعمل إلا في الشعر كما يراه سيبويه.
3- ما في الجسد منه اثنان تثنيته واجبة نحو: فقأ عينيهما، وقطعت أذنيهما، دفعًا للبس.
وقوله تعالى: {فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا}, لما علم بالدليل الشرعي أن القطع محله اليمين، وليس في الجسد إلا يمين واحدة جرى مجرى آحاد الجسد.
[الأمالي: 1/11- 13، 2/203]
وعيناي في روض من الحسن ترتع: أخبر عن الاثنين بفعل الواحد، لأن العضوين المشتركين في فعل واحد يجري عليهما ما يجري على أحدهما, لك في مثل هذا أربعة أوجه:
1- عيناي رأتاه.
2- عيني رأته.
3- عياني رأته.
4- عيني رأتاه.
[الأمالي: 1/120- 121]
5- {رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ} [2:106]
في [الكشاف: 4/802]:«أراد رحلتي الشتاء والصيف, فأفرد لمن الإلباس كقوله:
كلوا في بعض بطنكم تعفوا
وفي [البحر: 8/515]: «وهذا عند سيبويه لا يجوز إلا في الضرورة، مثله:
حمامة بطن الواديين ترنمي.
6- {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} [37:11]
في [البحر: 5/22]:«الضمير هنا كالمفرد في قوله: {ولتصنع على عيني} [39:20], وجمعت هنا لتكثير الكلاءة الحفظ, وديمومتها.».
وقيل: ويحتمل قوله: {بأعيننا}, أي: بملائكتنا الذين جعلناهم عيونًا على مواضع حفظك, ومعونتك، فيكون اللفظ هنا للجمع حقيقة.