التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {مَا يُجَادِلُ فِي آَيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فلا يغررك تقلّبهم في البلاد} :أي , تصرفهم في البلاد للتجارة، وما يكسبون, ومثله: {لا يغرّنّك تقلّب الّذين كفروا في البلاد متاعٌ قليلٌ}.). [تفسير غريب القرآن: 385]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جلّ وعزّ: {ما يجادل في آيات اللّه إلّا الّذين كفروا فلا يغررك تقلّبهم في البلاد (4)}
المعنى: في دفع آيات اللّه بالباطل ليدحض به الحق، إلا الذين كفروا.
ومعنى {فلا يغررك تقلبهم في البلاد} : أي: فلا تغررك سلامتهم بعد كفرهم حتى إنهم يتصرفون كيف شاءوا، فإن عاقبة كفرهم العذاب والهلاك.). [معاني القرآن: 4/366]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد}
قال قتادة: أي: فلا يغررك إقبالهم, وإدبارهم, وتصرفهم في أسفارهم.
قال أبو جعفر: مثله قوله جل وعز: {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل} , والمعنى : لا يغرنك سلامتهم , وأناة الله لهم ؛ فإن عاقبتهم مذمومة ومصيرهم إلى النار.). [معاني القرآن: 6/203-204]
تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وهمّت كلّ أمّةٍ برسولهم...}.: ذهب إلى الرجال، وفي حرف عبد الله : {برسولها}، وكلّ صواب). [معاني القرآن: 3/5]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({كذّبت قبلهم قوم نوحٍ والأحزاب من بعدهم وهمّت كلّ أمّةٍ برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحقّ فأخذتهم فكيف كان عقاب}
قال: {وهمّت كلّ أمّةٍ برسولهم} , فجمع على "الكلّ" ؛ لأن "الكلّ" : مذكر معناه معنى الجماعة.). [معاني القرآن: 4/1]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وهمّت كلّ أمّةٍ برسولهم ليأخذوه}: ليهلكوه, من قوله: {فأخذتهم فكيف كان عقاب}.
ويقال: ليحبسوه , ويعذبوه, ويقال للأسير: أخيذ.).[تفسير غريب القرآن: 385]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والأخذ: التعذيب، قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى} أي: تعذيبه. وقال: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ} أي عذبنا.
وقال: {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ} أي ليعذبوه أو ليقتلوه). [تأويل مشكل القرآن: 503] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ثم بين كيف ذلك، وأعلم أن الأمم التي كذبت قبلهم أنهم أهلكوا بقوله:
{كذّبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمّت كلّ أمّة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحقّ فأخذتهم فكيف كان عقاب (5)}
يعني: عادا, وثمود, وقوم لوط , والأمم التي أهلكت بين ذلك.
{وهمّت كلّ أمّة برسولهم ليأخذوه} : أي: ليتمكنوا منه , فيقتلوه.
{وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق} :أي: ليدفعوا به الحق.
{فأخذتهم}: أي: جعلت جزاءهم على إرادة أخذ الرسل أن أخذتهم, فعاقبتهم.
{فكيف كان عقاب} :أي: إنهم يجتازون بالأمكنة التي أهلك فيها القوم , فيرون آثار الهلاك.). [معاني القرآن: 4/366-367]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم بين أن ذلك كان سبيل من قبلهم , فقال: {كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم} : وهم ثمود , وعاد, وقوم لوط , ومن كان مثلهم.
, وقوله جل وعز: {وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه}
روى معمر, عن قتادة قال: ليأخذوه , فيقتلوه .
قال أبو جعفر, ويبين هذا قوله تعالى: {فأخذتهم}: أي: أهلكتهم , ويقال للأسير: أخيذ.). [معاني القرآن: 6/204]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لِيَأْخُذُوهُ}: أي: ليهلكوه , كما قال تبارك وتعالى: {فأخذتهم فكيف كان عقاب}: أي: فأهلكتهم, وقيل: معناه : ليحبسوه , ويعذبوه.).[تفسير المشكل من غريب القرآن: 215]
تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6) }
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وكذلك حقّت كلمة ربّك على الّذين كفروا أنّهم أصحاب النّار}
, وقال: {وكذلك حقّت كلمة ربّك على الّذين كفروا أنّهم أصحاب النّار}: أي: لأنهم , أو بأنّهم, وليس {أنّهم} في موضع مفعول, ليس مثل قولك : أأحقّت أنهم لو كان كذلك كان أحقّت أنّهم). [معاني القرآن: 4/1]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وكذلك حقّت كلمت ربّك على الّذين كفروا أنّهم أصحاب النّار (6)}
أي: ومثل ذلك حقت كلمة ربك , يعني به قوله {لأملأن جهنّم}
{أنّهم أصحاب النّار} : ويجوز " إنهم ".).[معاني القرآن: 4/367]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار}
أي: بقوله: {لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين}
قال قتادة : حق عليهم العذاب بكفرهم.). [معاني القرآن: 6/204-205]