تفسير قوله تعالى: (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وعنت الوجوه للحى القيوم قال ذلت الوجوه). [تفسير عبد الرزاق: 2/19]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وقد خاب من حمل ظلما قال من حمل شركا). [تفسير عبد الرزاق: 2/19]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {وعنت الوجوه} قال: خشعت وذلت [الآية: 111]). [تفسير الثوري: 196]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {وقد خاب من حمل ظلما} قال: الظلم: الشرك [الآية: 111]). [تفسير الثوري: 196-197]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم وقد خاب من حمل ظلمًا}.
يقول تعالى ذكره: استأسرّت وجوه الخلق، واستسلمت للحيّ القيّوم الّذي لا يموت، القيّوم على خلقه بتدبيره إيّاهم، وتصريفهم لما شاءوا.
وأصل العنوّ الذّلّ، يقال منه: عنا وجهه لربّه يعنو عنوًّا، يعني به خضع له وذلّ، ولذلك قيل للأسير: عان لذلّة الأسر. فأمّا قولهم: أخذت الشّيء عنوةً، فإنّه يكون وإن كان معناه يئول إلى هذا أن يكون أخذه غلبةً، ويكون أخذه عن تسليمٍ وطاعةٍ، كما قال الشّاعر:
هل انت مطيعي أيّها القلب عنوةً = ولم تلح نفسٌ لم تلم في اختيالها
وقال آخر:
فما أخذوها عنوةً عن مودّةٍ = ولكن بضرب المشرفيّ استقالها
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم} يقول: ذلّت.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم} يعني بعنت: استسلمت إلي.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وعنت الوجوه} قال: خشعت.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم} أي ذلّت الوجوه للحيّ القيّوم.
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم} قال: ذلّت الوجوه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: قال طلقٌ: إذا سجد الرّجل فقد عنا وجهه، أو قال: عنى.
- حدّثني أبو حصينٍ عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثنا عبثرٌ، قال: حدّثنا حصينٌ، عن عمرو بن مرّة عن طلق بن حبيبٍ، في هذه الآية: {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم} قال: هو وضع الرّجل رأسه ويديه وأطراف قدميه.
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا ابن فضيلٍ، عن ليثٍ، عن عمرو بن مرّة، عن طلق بن حبيبٍ في قوله: {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم} قال: وهو وضعك جبهتك وكفّيك وركبتيك وأطراف قدميك في السّجود.
- حدّثنا خلاّد بن أسلم، قال حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، عن حصينٍ، عن عمرو بن مرّة، عن طلق بن حبيبٍ في قوله: {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم} قال: وضع الجبهة والأنف على الأرض.
- حدّثني يعقوب: قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا حصينٌ، عن عمرو بن مرّة، عن طلق بن حبيبٍ، في قوله: {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم} قال: هو السّجود على الجبهة والرّاحتين والرّكبتين والقدمين.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم} قال: استأسرت الوجوه للحيّ القيّوم، صاروا أسارى كلّهم له. قال: والعاني: الأسير.
وقد بيّنّا معنى الحيّ القيّوم فيما مضى، بما أغنى عن إعادته هاهنا.
وقوله: {وقد خاب من حمل ظلمًا} يقول تعالى ذكره: ولم يظفر بحاجته وطلبته من حمل إلى موقف القيامة شركًا باللّه، وكفرًا به، وعملاً بمعصيته.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {وقد خاب من حمل ظلمًا} قال: من حمل شركًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وقد خاب من حمل ظلمًا} قال: من حمل شركًا، الظّلم هاهنا: الشّرك). [جامع البيان: 16/171-175]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وعنت الوجوه يقول خشعت الوجوه). [تفسير مجاهد: 403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 111 - 114.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وعنت الوجوه} قال: ذلت.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه مثله). [الدر المنثور: 10/243]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وعنت الوجوه} قال: خشعت). [الدر المنثور: 10/243]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {وعنت الوجوه} قال: استأسرت صاروا أسارى كلهم). [الدر المنثور: 10/243]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية {وعنت الوجوه} قال: خضعت). [الدر المنثور: 10/243]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل: {وعنت الوجوه للحي القيوم} قال: استسلمت وخضعت يوم القيامة، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول:
ليبك عليك كل عان بكربه * وآل قصي من مقل وذي وفر). [الدر المنثور: 10/243-244]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اله عنهما في قوله: {وعنت الوجوه} قال: الركوع والسجود). [الدر المنثور: 10/244]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن طلق بن حبيب رضي الله عنه في قوله: {وعنت الوجوه للحي القيوم} قال: هو وضعك جبهتك وكفيك وركبتيك وأطراف قدميك في السجود). [الدر المنثور: 10/244]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {وقد خاب من حمل ظلما} قال: شركا). [الدر المنثور: 10/244]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قول: {وقد خاب من حمل ظلما} قال: شركا، وفي قوله: {فلا يخاف ظلما ولا هضما} قال: {ظلما} أن يزاد في سيئاته، {ولا هضما} قال: لا ينقص من حسناته). [الدر المنثور: 10/244]
تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى فلا يخاف ظلما ولا هضما قال ظلما أن يزاد في سيئاته ولا يهضم من حسناته). [تفسير عبد الرزاق: 2/19]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {فلا يخاف ظلما ولا هضما} قال: الظّلم أن يظلم حقّه والهضم: أن يهضم بعض حقّه [الآية: 112]). [تفسير الثوري: 197]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {هضمًا} [طه: 112] : «لا يظلم فيهضم من حسناته»). [صحيح البخاري: 6/95]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاسٍ هضمًا لا يظلم فيهضم من حسناته وصله بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاس في قوله فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا قال لا يخاف بن آدم يوم القيامة أن يظلم فيزاد في سيّئاته ولا يهضم فينقص من حسناته وعن قتادة عند عبد بن حميدٍ مثله). [فتح الباري: 8/433]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس {هضما} لا يظلم فيهضم من حسناته {عوجا} واديا {أمتا} رابية {سيرتها} حالتها الأولى {النهى} التقى {ضنكا} الشّقاء {هوى} شقي {المقدّس} المبارك {طوى} اسم الوادي {بملكنا} بأمرنا وقال مجاهد {مكانا سوى} منتصف بينهم {يبسا} يابسا {على قدر} على موعد {ولا تنيا} تضعفا {يفرط} عقوبة
قال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي ابن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 112 طه {فلا يخاف ظلما} قال لا يخاف ابن آدم يوم القيامة أن يظلم فيزاد في سيئاته). [تغليق التعليق: 4/255] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ هضماً لا يظلم فيهضم من حسناته
أي قال عبد الله بن عبّاس في معنى قوله تعالى: {فلا يخاف ظلما ولا هضماً} (طه: 112) يظلم فيهضم أي: فينقص من حسناته ورواه ابن أبي حاتم من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس، وأصل الهضم النّقص والكسر، يقال: هضمت لك من حقك أي حططت، وهضم الطّعام). [عمدة القاري: 19/58]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس) فيما وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة في قوله تعالى: {فلا يخاف ظلمًا ولا} ({هضمًا}) أي (لا يظلم فيهضم من حسناته) ولفظ ابن أبي حاتم لا يخاف ابن آدم يوم القيامة أن يظلم فيزداد في سيئاته ولا يهضم فينقص من حسناته). [إرشاد الساري: 7/237]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله: {ومن يعمل من الصّالحات وهو مؤمنٌ فلا يخاف ظلماً ولا هضماً} لا يخاف أن يزاد عليه أكثر من ذنوبه، ولا هضمًا: أن ينتقص من حسناته شيئاً). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 54]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن يعمل من الصّالحات وهو مؤمنٌ فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا}.
يعنى تعالى ذكره بقوله: ومن يعمل من صالحات الأعمال، وذلك فيما قيل أداء فرائض اللّه الّتي فرضها على عباده {وهو مؤمنٌ} يقول: وهو مصدّقٌ باللّه، وأنّه مجازٍ أهل طاعته على طاعته وأهل معاصيه على معاصيهم {فلا يخاف ظلمًا} يقول: فلا يخاف من اللّه أن يظلمه، فيحمل عليه سيّئات غيره، فيعاقبه عليها {ولا هضمًا} يقول: لا يخاف أن يهضمه حسناته، فينقصه ثوابها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {ومن يعمل من الصّالحات وهو مؤمنٌ} وإنّما يقبل اللّه من العمل ما كان في إيمانٍ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {ومن يعمل من الصّالحات وهو مؤمنٌ} قال: زعموا أنّها الفرائض.
ذكر من قال ما قلنا في معنى قوله: {فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا}.
- حدّثنا أبو كريبٍ، وسليمان بن عبد الجبّار، قالا: حدّثنا ابن عطيّة، عن إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، {لا يخاف ظلمًا ولا هضمًا} قال: هضمًا. غصبًا.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية عن عليٍّ عن ابن عبّاسٍ قال: {لا يخاف ظلمًا ولا هضمًا} قال: لا يخاف ابن آدم يوم القيامة أن يظلم فيزاد عليه في سيّئاته، ولا يظلم فيهضم من حسناته.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ومن يعمل من الصّالحات وهو مؤمنٌ فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا} يقول: أنا قاهرٌ لكم اليوم، آخذكم بقوّتي وشدّتي، وأنا قادرٌ على قهركم وهضمكم، فإنّما بيني وبينكم العدل، وذلك يوم القيامة.
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا} أمّا هضمًا فهو لا يقهر الرّجل الرّجل بقوّته، يقول اللّه يوم القيامة: لا آخذكم بقوّتي وشدّتي، ولكن العدل بيني وبينكم، ولا ظلم عليكم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {هضمًا} قال: انتقاص شيءٍ من حقّ عمله.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني موسى بن عبد الرّحمن المسروقيّ، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن مسعرٍ، قال: سمعت حبيب بن أبي ثابتٍ، يقول في قوله: {ولا هضمًا} قال: الهضم: الانتقاص.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا} قال: ظلمًا أن يزاد في سيّئاته، ولا يهضم من حسناته.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا} أى: لا يخاف أن يحمل عليه ذنب غيره، ولا يهضم من حسناته.
- حدّثني يونس: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فى قوله: {فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا} قال: لا يخاف أن يظلم، فلا يجزى بعمله، ولا يخاف أن ينتقص من حقّه، فلا يوفّى عمله.
- حدّثنا الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا سلاّم بن مسكينٍ، عن ميمون بن سياهٍ، عن الحسن، في قول اللّه تعالى: {فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا} قال: لا ينتقص اللّه من حسناته شيئًا، ولا يحمل عليه ذنب مسيءٍ.
وأصل الهضم: النّقص، يقال: هضمني فلانٌ حقّي، ومنه امرأةٌ هضيمٌ: الكشح أي ضامرة البطن، ومنه قولهم: قد هضم الطّعام: إذا ذهب، وهضمت لك من حقّك: أي حططتك). [جامع البيان: 16/175-178]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ولا هضما قال لا يخاف انتقاص شيء من عمله). [تفسير مجاهد: 403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قول: {وقد خاب من حمل ظلما} قال: شركا، وفي قوله: {فلا يخاف ظلما ولا هضما} قال: {ظلما} أن يزاد في سيئاته، {ولا هضما} قال: لا ينقص من حسناته). [الدر المنثور: 10/244] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله: {فلا يخاف ظلما ولا هضما} قال: لا يخاف أن يظلم فيزاد في سيئاته ولا يهضم من حسناته). [الدر المنثور: 10/244]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا يخاف ظلما} قال: أن يزاد عليه أكثر من ذنوبه {ولا هضما} قال: أن ينتقص من حسناته شيئا). [الدر المنثور: 10/245]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولا هضما} قال: غصبا). [الدر المنثور: 10/245]
تفسير قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى أو يحدث لهم ذكرا قال جدا وورعا). [تفسير عبد الرزاق: 2/19]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وكذلك أنزلناه قرءانًا عربيًّا وصرّفنا فيه من الوعيد لعلّهم يتّقون أو يحدث لهم ذكرًا}.
يقول تعالى ذكره: كما رغّبنا أهل الإيمان في صالحات الأعمال، بوعدناهم ما وعدناهم، كذلك حذّرنا بالوعيد أهل الكفر المقام على معاصينا، وكفرهم بآياتنا، فأنزلنا هذا القرآن عربيًّا، إذ كانوا عربًا {وصرّفنا فيه من الوعيد} فبيّنّاه: يقول: وخوّفناهم فيه بضروبٍ من الوعيد. {لعلّهم يتّقون}. يقول: كي يتّقونا، بتصريفنا ما صرّفنا فيه من الوعيد. {أو يحدث لهم ذكرًا}. يقول: أو يحدث لهم هذا القرآن تذكرةً، فيعتبروا ويتّعظوا بفعلنا بالأمم الّتي كذّبت الرّسل قبلها، وينزجروا عمّا هم عليه مقيمون من الكفر باللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وكذلك أنزلناه قرآنًا عربيًّا وصرّفنا فيه من الوعيد لعلّهم يتّقون} ما حذّروا به من أمر اللّه وعذابه، ووقائعه بالأمم قبلهم {أو يحدث لهم} القرآن {ذكرًا} أي جدًّا وورعًا.
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله {أو يحدث لهم ذكرًا} قال: جدًّا وورعًا.
وقد قال بعضهم في: {أو يحدث لهم ذكرًا} أنّ معناه: أو يحدث لهم شرفًا، بإيمانهم به). [جامع البيان: 16/178-179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {أو يحدث لهم ذكرا} قال: القرآن {ذكرا} قال: جدا وورعا). [الدر المنثور: 10/245]
تفسير قوله تعالى: (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني جرير بن حازمٍ قال: سمعت الحسن البصريّ قال: أتت امرأةٌ إلى رسول اللّه فقالت: إنّ زوجي لطم وجهي، قال: بينكم القصاص، فأنزل اللّه: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علماً}؛ قال: فأمسك رسول اللّه حتّى أنزلت الآية الّتي في سورة النّساء: {الرّجال قوّامون على النّساء بما فضّل اللّه بعضهم على بعضٍ}). [الجامع في علوم القرآن: 2/41-42]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى من قبل أن يقضى إليك وحيه قال تبيانه). [تفسير عبد الرزاق: 2/20]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فتعالى اللّه الملك الحقّ ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل ربّ زدني علمًا}.
يقول تعالى ذكره: فارتفع الّذي له العبادة من جميع خلقه، الملك الّذي قهر سلطانه كلّ ملكٍ وجبّارٍ، الحقّ عمّا يصفه به المشركون من خلقه. {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه}. يقول جلّ ثناؤه لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: ولا تعجل يا محمّد بالقرآن، فتقرئه أصحابك، أو تقرأه عليهم، من قبل أن يوحى إليك بيان معانيه، فعوتب على إكتابه وإملائه ما كان اللّه ينزله عليه من كتابه من كان يكتبه ذلك، من قبل أن يبيّن له معانيه، وقيل: لا تتله على أحدٍ، ولا تمله عليه، حتّى نبيّنه لك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} قال: لا تتله على أحدٍ حتّى نبيّنه لك.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهد، قال: يقول: لا تمله على أحدٍ حتّى نتمّه لك هكذا قال القاسم: حتّى نتمّه.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} يعني: لا تعجل حتّى نبيّنه لك.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} أي بيانه.
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة فى قوله: {من قبل أن يقضى إليك وحيه} قال: تبيانه.
- حدّثنا ابن المثنّى وابن بشّارٍ، قالا: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن قتادة {من قبل أن يقضى إليك وحيه} من قبل أن يبيّن لك بيانه.
وقوله: {وقل ربّ زدني علمًا} يقول تعالى ذكره: وقل يا محمّد: ربّ زدني علمًا إلى ما علّمتني، أمره بمسألته من فوائده العلم ما لا يعلم). [جامع البيان: 16/179-181]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه يقول لا تتله على أحد حتى نبينه لك). [تفسير مجاهد: 403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه جبريل بالقرآن أتعب نفسه في حفظه حتى يشق على نفسه يتخوف أن يصعد جبريل ولم يحفظه فينسى ما علمه، فقال الله: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} وقال: (لا تحرك به لسانك لتعجل به) (القيامة آية 16) ). [الدر المنثور: 10/245]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} يقول: لا تعجل حتى نبينه لك). [الدر المنثور: 10/245]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن الحسن قال: لطم رجل امرأته فجاءت إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم تطلب قصاصا فجعل النّبيّ صلى الله عليه وسلم بينهما القصاص فأنزل الله {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما} فوقف النّبيّ صلى الله عليه وسلم حتى نزلت (الرجال قوامون على النساء) (النساء آية 34) الآية). [الدر المنثور: 10/245-246]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد عن الحسن أنه قرأ {من قبل أن يقضى إليك وحيه} ). [الدر المنثور: 10/246]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ولا تعجل بالقرآن} قال: لا تمله على أحد حتى نتمه لك). [الدر المنثور: 10/246]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {من قبل أن يقضى إليك وحيه} قال: تبيانه). [الدر المنثور: 10/246]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي، وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علما والحمد لله على كل حال). [الدر المنثور: 10/246]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد عن ابن مسعود: أنه كان يدعو: اللهم زدني إيمانا وفقها ويقينا وعلما). [الدر المنثور: 10/247]