العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 شعبان 1431هـ/18-07-2010م, 03:16 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة الشعراء

التفسير اللغوي لسورة الشعراء

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 09:47 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 9]

طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (6) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9)}

تفسير قوله تعالى: {طسم (1)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {طسم} [الشعراء: 1]
حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا يحيى، عن عثمان، عن قتادة، قال: هو اسمٌ من أسماء الكتاب، يعني: القرآن.
وقال الحسن: لا أدري ما تفسيرها غير أنّ قومًا من السّلف كانوا يقولون فيها وأشباهها: أسماء السّور ومفاتحها.
وتفسير سعيدٍ، عن قتادة، قال: اسمٌ من أسماء القرآن أقسم به ربّك). [تفسير القرآن العظيم: 2/495]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(قوله تعالى: {طسم}

قرئت بإدغام - النون في الميم ووصل بعض الحروف ببعض، وقرئت طسين ميم بتبيين النون، والوقف على النون.
ويجوز - ولا أعلم أحدا، قرأه - طسميما - على أن يجعل طسم اسما للسورة بمنزلة قوله: خمسة عشر، ولا تجوز القراءة به). [معاني القرآن: 4/81]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (من ذلك قوله جل وعز: {طسم} روى معمر عن قتادة قال طسم اسم). [معاني القرآن: 5/61]

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {تلك آيات الكتاب} [الشعراء: 2] هذه آيات الكتاب، القرآن.
{المبين} [الشعراء: 2] البين). [تفسير القرآن العظيم: 2/495]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {تلك آيات الكتاب المبين}

فيه وجهان أحدهما على معنى أنهم وعدوا بالقرآن على لسان موسى فكان المعنى هذه آيات الكتاب الذي وعدتم به على لسان موسى، وعلى معنى هذه آيات الكتاب المبين.
وقد فسّرنا ذلك في أول سورة البقرة في قوله: {الم ذلك الكتاب} ). [معاني القرآن: 4/81]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {تلك آيات الكتاب المبين}
لأن القرآن مذكور في التوراة والإنجيل
فالمعنى هذه تلك آيات الكتاب
وقيل تلك بمعنى هذه). [معاني القرآن: 5/61]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَاخِعٌ}: قاتل). [العمدة في غريب القرآن: 225]

تفسير قوله تعالى: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {لعلّك باخعٌ نفسك ألّا يكونوا مؤمنين} [الشعراء: 3] المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: لعلّك قاتلٌ نفسك إن لم يؤمنوا بهذا القرآن، أي: فلا تفعل). [تفسير القرآن العظيم: 2/495]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(قوله: {باخعٌ نّفسك...}

قاتل نفسك {ألاّ يكونوا مؤمنين} موضع (أن) نصب لأنها جزاء، كأنك قلت: إن لم يؤمنوا فأنت قاتل نفسك. فلمّا كان ماضياً نصبت (أن) كما تقول أتيتك أن أتيتني.
ولو لم يكن ماضياً لقلت: آتيك إلى تأتني. ولو كانت مجزومةً وكسرت (إن)
فيها كان صواباً. ومثله قول الله {ولا يجرمنّكم شنآن قوم أن صدّوكم} و{إن صدّوكم}. وقوله: {من الشهداء أن تضلّ} و{إن تضلّ} وكذلك {أفنضرب عنكم الذكر صفحاً إن كنتم} و{أن كنتم} وجهان جيّدان). [معاني القرآن: 2/276-275]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لعلك باخع نّفسك} أمي مهلك وقاتل قال ذو الرمة:

ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه=لشيء نحته من يديه المقادر).
[مجاز القرآن: 2/83]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لعلّك باخع نفسك ألّا يكونوا مؤمنين}
قال أبو عبيدة: معناه مهلك نفسك، وقيل قاتل نفسك، وهذا كقوله:
{فلعلّك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا}
وموضع أن النصب مفعول له، المعنى فلعلك قاتل نفسك لتركهم الإيمان، فأعلمه اللّه سبحانه أنه لو أراد أن ينزل ما يضطرهم إلى الطاعة لقدر على ذلك ألا أنه - عزّ وجلّ - تعبّدهم بما يستوجبون به الثواب مع الإيمان.
وأنزل لهم من الآيات ما يتبين به لمن قصده إلى الحق فأمّا لو أنزل على كل من عند عن الحق عذاب في وقت عنوده لخضع مضطرّا، وآمن إيمان من لا يجد مذهبا عن الإيمان).
[معاني القرآن: 4/82-81]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {لعلك باخع نفسك}
قال مجاهد وقتادة أي قاتل
وقال الضحاك أي قاتل نفسك عليهم حرصا
قال أبو عبيدة باخع أي مهلك
قال أبو جعفر وأصل هذا من بخعه أي أذله
والمعنى لعلك قاتل نفسك لتركهم الإيمان). [معاني القرآن: 5/62-61]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إن نشأ ننزّل عليهم من السّماء آيةً فظلّت أعناقهم} [الشعراء: 4]، يعني: فصارت أعناقهم.
{لها} للآية.
[تفسير القرآن العظيم: 2/495]
{خاضعين} [الشعراء: 4]، أي: فظلّوا خاضعين لها أعناقهم، وهذا تفسير مجاهدٍ.
وذلك أنّهم كانوا يسألون النّبيّ أن يأتيهم بآيةٍ، فهذا جوابٌ لقولهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/496]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إن نّشأ ننزّل عليهم مّن السّماء آيةً...}

ثم قال {فظلّت} ولم يقل (فتظللّ) كما قال {ننزل} وذلك صواب: أن تعطف على مجزوم المجزاء بفعل؛ لأنّ الجزاء يصلح في موضع فعل يفعل، وفي موضع يفعل فعل، ألا ترى أنك تقول: إن زرتني زرتك وإن تزرني أزرك والمعنى واحدٌ. فلذلك صلح قوله: {فظلّت} مردودةً على يفعل، وكذلك قوله: {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنّات} ثم قال {ويجعل لك قصوراً} فردّ يفعل على وهو بمنزلة ردّه (فظلّت) على (ننزّل) وكذلك جواب الجزاء يلقى يفعل بفعل، وفعل بيفعل كقولك: (إن قمت أقم، وإن تقم قمت). وأحسن الكلام أن تجعل جواب يفعل بمثلها، وفعل بمثلها؛ كقولك: إن تتجر تربح، أحسن من أن تقول: إن تتجر ربحت. وكذلك إن تجرت ربحت أحسن من أن تقول: إن تجرت تربح. وهما جائزان. قال الله {من كان يريد الحياة الدّنيا وزينتها نوفّ إليهم} فقال {نوفّ} وهي جواب لكان.
وقال الشاعر:
إن يسمعوا سبّة طاروا بها فرحاً=مني وما يسمعوا من صالحٍ دفنوا
فردّ الجواب بفعل وقبله يفعل ... (إن يسمعوا سبّة على مثال غيّة).
وقوله: {فظلّت أعناقهم لها خاضعين} والفعل للأعناق
فيقول القائل: كيف لم يقل: خاضعةً: وفي ذلك وجوه كلّها صواب. أوّلها أن مجاهداً جعل الأعناق: الرجال الكبراء. فكانت الأعناق ها هنا بمنزلة قولك: ظلّت رءوسهم رءوس القوم وكبراؤهم لها خاضعين للآية. والوجه الآخر أن تجعل الأعناق الطوائف، كما تقول: رأيت الناس إلى فلانٍ عنقاً واحدةً فتجعل الأعناق الطّوائف العصب وأحبّ إليّ من هذين الوجهين في العربيّة أن الأعناق إذا خضعت فأربابها خاضعون فجعلت الفعل أوّلا للأعناق ثم جعلت (خاضعين) للرجال كما قال الشاعر:
على قبضة موجوءة ظهر كفّه=فلا المرء مستحىٍ ولا هو طاعم
فأنّث فعل الظهر لأن الكف تجمع الظهر وتكفي منه: كما أنك تكتفي بأن تقول: خضعت لك رقبتي؛ ألا ترى أن العرب تقول: كلّ ذي عينٍ ناظرٌ وناظرةٌ إليك؛ لأن قولك: نظرت إليك عيني ونظرت إليك بمعنى واحدٍ فترك (كلّ) وله الفعل وردّ إلى العين. فلو قلت: فظلّت أعناقهم لها خاضعة كان صواباً. وقد قال الكسائيّ: هذا بمنزلة قول الشاعر:
ترى أرباقهم متقلّديها=إذا صدئ الحديد على الكماة
ولا يشبه هذا ذلك لأن الفعل في المتقلّدين قد عاد بذكر الأرباق فصلح ذلك لعودة الذكر. ومثل هذا قولك: ما زالت يدك باسطها لأن الفعل منك على اليد واقعٌ فلا بدّ من عودة ذكر الذي في أول الكلام. ولو كانت فظلت أعناقهم لها خاضعيها كان هذا البيت حجّة له. فإذا أوقعت الفعل على الاسم ثم أضفته فلا تكتف بفعل المضاف إلا أن يوافق فعل الأول؛ كقولك ما زالت يد عبد الله منفقاً ومنفقةً فهذا من الموافق لأنك تقول يده منفقةٌ وهو منفقٌ ولا يجوز كانت يده باسطاً لأنه باسطٌ لليد واليد مبسوطة، فالفعل مختلف، لا يكفي فعل ذا من ذا، فإن أعدت ذكر اليد صلح فقلت: ما زالت يده باسطها). [معاني القرآن: 2/277-276]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فظلّت أعناقهم لها خاضعين} فخرج هذا مخرج فعل الآدميين وفي آية أخرى: " أحد عشر كوكباً والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين " وفي آية أخرى " قالتا أتينا طائعين " فخرج على تقدير فعل الآدميين والعرب قد تفعل ذلك وقال:
شربت إذا ما الدّيك يدعو صباحه=إذا ما بنو نعشٍ دنوا فتصوّبوا
وزعم يونس عن أبي عمرو أن خاضعين ليس من صفة الأعناق وإنما هي من صفة الكناية عن القوم التي في آخر الأعناق فكأنه في التمثيل فظلت أعناق القوم في موضع " هم " والعرب قد تترك الخبر عن الأول وتجعل الخبر للآخر منهما وقال:
طول الليالي أسرعت في نقضي=طوين طولي وطوين عرضي
فترك طول الليالي وحول الخبر إلى الليالي فقال أسرعت ثم قال طوين وقال جرير:
رأت مرّ السنين أخذن مني=كما أخذ السّرار من الهلال
رجع إلى السنين وترك " مرّ " وقال الفرزدق:
ترى أرباقهم متقلديها=إذا صدى الحديد على الكماة
فلم يجعل الخبر للأرباق ولكن جعله للذين في آخرها من كنايتهم ولو كان للأرباق لقال متقلدات ولكن مجازه: تراهم متقلدين أرباقهم). [مجاز القرآن: 2/84-82]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({إن نّشأ ننزّل عليهم مّن السّماء آيةً فظلّت أعناقهم لها خاضعين}
قال: {فظلّت أعناقهم لها خاضعين} يزعمون أنها على الجماعات نحو "هذا عنقٌ من الناس" يعنون "الكثير" أو ذكّركما يذكر بعض المؤنث لما أضافه إلى مذكّر. وقال الشاعر:
باكرتها والدّيك يدعو صباحه = إذا ما بنو نعشٍ دنوا فتصوّبوا
فجماعات هذا "أعناقٌ" أو يكون ذكّره لإضافته إلى المذكّر كما يؤنّث لإضافته إلى المؤنث نحو قوله:
وتشرق بالقول الذي قد أذعته = كما شرقت صدر القناة من الدّم
وقال آخر:
* لما رأى متن السّماء انقدّت *
وقال:
إذا القنبضات طوّفن بالضّحى = رقدن عليهنّ الحجال المسجّف
و"القنبض": القصير.
وقال آخر:

وإنّ امرءاً أهدى إليك ودونه = من الأرض موماةٌ وبيداء خيفق
لمحقوقةٌ أن تستجيبي لصوته = وأن تعلمي أنّ المعان موفّق

فأنّث. والمحقوق هو المرء. وإنما أنث لقوله "أن تستجيبي لصوته" ويقولون: "بنات عرسٍ" و"بنات نعشٍ" و"بنو نعشٍ" وقالت امرأة من العرب "أنا امرؤ لا أحب الشرّ". وذكر لرؤبة رجل فقال "كان أحد بنات مساجد الله" كأنه جعله حصاة). [معاني القرآن: 3/17-16]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {إن نشأ ننزّل عليهم من السّماء آية فظلّت أعناقهم لها خاضعين}
معناه فتظل أعناقهم، لأن الجزاء يقع فيه لفظ الماضي في معنى المستقبل تقول: إن تأتني أكرمتك، معناه أكرمك، وإن أتيتني وأحسنت معناه وتحسن وتجمل.
وقال (خاضعين) وذكر الأعناق لأن معنى خضوع الأعناق هو خضوع أصحاب الأعناق.
لما لم يكن الخضوع إلا لخضوع الأعناق جاز أن يعبّر عن المضاف إليه كما قال الشاعر:
رأت مرّ السّنين أخذن منّي كما أخذ السّرار من الهلال
لمّا كانت السنون لا تكون إلا بمرّ أخبر عن السنين وإن كان أضاف إليها المرور،
ومثل ذلك أيضا قول الشاعر:
مشين كما اهتزّت رماح تسفّهت =أعاليها مرّ الرّياح النّواسم
كأنّه قال تسفهتها الرياح، لما كانت - الرياح لا تكون إلا بالمرور.
وجاء في التفسير " أعناقهم " يعنى به كبراؤهم ورؤساؤهم، وجاء في اللّغة أعناقهم جماعاتهم، يقال: جاء لي عنق من الناس أي جماعة وذكر بعضهم وجها آخر، قالوا: فظلت أعناقهم لها خاضعين هم، وأضمرهم.
وأنشد:
ترى أرباقهم متقلّديها كما=صدئ الحديد عن الكماة
وهذا لا يجوز في القرآن، وهو على بدل الغلط يجوز في الشعر، كأنه قال: يرى أرباقهم يرى متقلّديها، كأنّه قال: يرى قوما متقلدين أرباقهم فلو كان على حذف هم لكان مما يجوز في الشعر أيضا). [معاني القرآن: 4/83-82]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية}
أي لو شئنا لاضطررناهم إلى الطاعة بأن نهلك كل من عصى
ثم قال جل وعز: {فظلت أعناقهم لها خاضعين}
في هذا أقوال:
قال مجاهد أعناقهم كبراؤهم
وقال أبو زيد والأخفش أعناقهم جماعاتهم يقال جاءني عنق من الناس أي جماعة
وقال عيسى بن عمر خاضعين وخاضعة ههنا واحد
والكسائي يذهب إلى أن المعنى خاضعيها
قال أبو جعفر قول مجاهد أعناقهم كبراؤهم معروف في اللغة يقال جاءني عنق من الناس أي رؤساؤهم وكذل يقال جاءني عنق من الناس أي جماعة ولهذا يقال على فلان عتق رقبة ولا يقال عتق عنق لما يقع فيه من الاشتراك
وقول عيسى بن عمر أحسن هذه الأقوال وهو اختيار أبي العباس
والمعنى على قوله: {فظلوا لها خاضعين} فأخبر عن المضاف إليه وجاء بالمضاف مقحما توكيدا كما قال الشاعر:
رأت مر السنين أخذن مني = كما أخذ السرار من الهلال
وكما قال الشاعر:
وتشرق بالقول الذي قد أذعته = كما شرقت صدر القناة من الدم
قال أبو العباس ومثله سقطت بعض أصابعه
قال ومثله:
يا تيم تيم عدي لا أبا لكم = لا يلقينكم في سوءة عمر
فجاء بتيم الأول مقحما توكيدا
وأما قول الكسائي فخطأ عند البصريين والفراء ومثل هذا الحذف لا يقع في شيء من الكلام). [معاني القرآن: 5/65-62]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وما يأتيهم من ذكرٍ} [الشعراء: 5]، يعني: القرآن.
{من الرّحمن محدثٍ إلا كانوا عنه معرضين} [الشعراء: 5] قال قتادة: أي: كلّما نزل من القرآن شيءٌ جحدوا به). [تفسير القرآن العظيم: 2/496]

تفسير قوله تعالى: {فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (6)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فقد كذّبوا فسيأتيهم} [الشعراء: 6] في الآخرة.
{أنباء ما كانوا به يستهزءون} [الشعراء: 6] في الدّنيا، وهو عذاب النّار، فسيأتيهم تحقيق ذلك الخبر بدخولهم النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/496]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {فقد كذّبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزءون}

أنباء: أخبار.
المعنى: فسيعلمون نبأ ذلك في القيامة.
وجائز أن يعجل لهم بعض ذلك في الدنيا نحو ما نالهم يوم بدر). [معاني القرآن: 4/83]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كلّ زوجٍ كريمٍ} [الشعراء: 7] قال مجاهدٌ: نبات ما يأكل النّاس والأنعام، وكلّ ما ينبت في الأرض فالواحد منه زوجٌ، وهذا على الاستفهام، أي: قد رأوا كم أنبتنا في الأرض من كلّ زوجٍ كريمٍ ممّا رأوا). [تفسير القرآن العظيم: 2/496]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أنبتنا فيها من كلّ زوجٍ كريمٍ...}

يقول: حسنٍ، يقال: هو كما تقول للنخلة: كريمة إذا طاب حملها، أو أكثر كما يقال للشاة وللناقة كريمة إذا غزرتا. ... من كلّ زوجٍ من كل لونٍ.
وقوله: في كلّ هذه السّورة {وما كان أكثرهم مؤمنين} في علم الله. يقول: لهم في القرآن وتنزيله آية ولكنّ أكثرهم في علم الله لن يؤمنوا). [معاني القرآن: 2/278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {من كلّ زوجٍ كريمٍ} أي من كل جنس حسن). [تفسير غريب القرآن: 316]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} أي من كل صنف حسن). [تأويل مشكل القرآن: 498]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الكريم: الشريف الفاضل...، والكريم: الحسن، وذلك من الفضل. قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} أي: حسن. وكذلك قوله: {مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} أي: حسن يبتهج به. وقال تعالى: {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}، أي حسنا.
وهذا وإن اختلف، فأصله الشرف). [تأويل مشكل القرآن: 495]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كلّ زوج كريم}
معنى زوج نوع، ومعنى كريم محمود فيما يحتاج إليه، كمعنى من كل زوج نافع لا يقدر على إنباته وإنشائه إلا ربّ العالمين). [معاني القرآن: 4/83]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم}
قال مجاهد من نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام
وروي عن الشعبي أنه قال الناس من نبات الأرض فمن صار منهم إلى الجنة فهو كريم ومن صار إلى النار فهو لئيم
والمعنى على قول مجاهد من كل جنس نافع حسن). [معاني القرآن: 5/65]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {زَوْجٍ كَرِيمٍ}: أي جنس حسن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 175]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إنّ في ذلك لآيةً} [الشعراء: 8] لمعرفةً بأنّ الّذي أنبت هذه الأزواج في الأرض قادرٌ على أن يحيي الموتى.
قال: {وما كان أكثرهم مؤمنين} [الشعراء: 8]، يعني: من مضى من الأمم). [تفسير القرآن العظيم: 2/496]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(ثم قال: {إنّ في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين}

دليلا على أن اللّه - عزّ وجلّ - واحد وأن المخلوقات آيات تدل على أن الخالق واحد ليس كمثله شيء.
وقوله: {وما كان أكثرهم مؤمنين}.
معناه وما كان أكثرهم يؤمن، أي علم اللّه أن أكثرهم لا يؤمنون أبدا كما قال: {ولا أنتم عابدون ما أعبد} أي لستم تعبدون ما أعبد الآن {ولا أنتم عابدون ما أعبد}
فيما يستقبل، وكقوله في قصة نوح عليه السلام: {أنّه لن يؤمن من قومك إلّا من قد آمن}، فأعلمه أن أكثرهم لا يؤمنون). [معاني القرآن: 4/84-83]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {إن في ذلك لآية}
أي لدلالة على الله جل وعز وأنه ليس كمثله شيء
ثم قال وما كان أكثرهم مؤمنين أي قد علم الله أنهم لا يؤمنون كما قال سبحانه: {لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد} ). [معاني القرآن: 5/65]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإنّ ربّك لهو العزيز} [الشعراء: 9] في نقمته.
{الرّحيم} بخلقه، فأمّا المؤمن فتتمّ عليه الرّحمة في الآخرة، وأمّا الكافر فهو ما أعطاه في الدّنيا، فليس له إلا رحمة الدّنيا وهي زائلةٌ عنه، وليس له في الآخرة نصيبٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/496]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 09:49 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 10 إلى 51]

{وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33) قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35) قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37) فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48) قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذ نادى ربّك موسى أن ائت القوم الظّالمين}
موضع (إذ) نصب، على معنى.. واتل هذه القصة فيما تتلو.
ودليل ذلك قوله عطفا على هذه القصة: {واتل عليهم نبأ إبراهيم} ). [معاني القرآن: 4/84]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين}
أي واتل عليهم هذا وبعده واتل عليهم نبأ إبراهيم). [معاني القرآن: 5/66]

تفسير قوله تعالى: {قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإذ نادى ربّك موسى أن ائت القوم الظّالمين {10} قوم فرعون ألا يتّقون {11}} [الشعراء: 10-11]، أي: فليتقّوا اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/496]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قوم فرعون ألا يتّقون...}

فقوله: {ألا يتّقون} لو كان مكانها: ألا تتّقون كان صواباً؛ لأن موسى أمر أن يقول لهم ألا تتّقون. فكانت التّاء تجوز لخطاب موسى إيّاهم. وجازت الياء لأنّ التّنزيل قبل الخطاب، وهو بمنزلة قول الله {قل للّذين كفروا ستغلبون} و{سيغلبون} ). [معاني القرآن: 2/278]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12)}

تفسير قوله تعالى: {وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال موسى.
{ربّ إنّي أخاف أن يكذّبون {12} ويضيق صدري} [الشعراء: 12-13] فلا ينشرح بتبليغ الرّسالة، فشجّعني حتّى أبلّغ الرّسالة.
{ولا ينطلق لساني} [الشعراء: 13]، للعقدة الّتي كانت في لسانه.
{فأرسل إلى هارون} [الشعراء: 13]، كقوله: {ربّ اشرح لي صدري {25} ويسّر لي أمري {26} واحلل عقدةً من لساني {27} يفقهوا قولي {28} واجعل لي وزيرًا من أهلي {29} هارون أخي {30} اشدد به أزري {31} وأشركه في أمري {32}} [طه: 25-32]، ففعل اللّه ذلك به، وأشركه معه في الرّسالة.
وقال السّدّيّ: {فأرسل إلى هارون} [الشعراء: 13]، يعني: مع هارون، وهي تقرأ على وجهين: {ويضيق صدري} [الشعراء: 13] بالرّفع، {ولا ينطلق لساني} [الشعراء: 13]، والحرف الآخر بالنّصب: ويضيق صدري ولا ينطلق لساني، أي: أنّي أخاف أن يكذّبون، وأخاف أن ويضيق صدري ولا ينطلق لساني). [تفسير القرآن العظيم: 2/497]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ويضيق صدري...}

مرفوعة لأنّها مردودة على (أخاف) ولو نصبت بالرد على {يكذبون} كانت نصباً صواباً. والوجه الرفع؛ لأنّه أخبر أنّ صدره يضيق وذكر العلّة التي كانت بلسانه، فتلك ممّا لا تخاف؛ لأنها قد كانت.
وقوله: {فأرسل إلى هارون} ولم يذكر معونة ولا مؤازرة. وذلك أن المعنى معلوم كما تقول: لو أتاني مكروهٌ لأرسلت إليك، ومعناه: لتعينني وتغيثني. وإذا كان المعنى معلوماً طرح منه ما يرد الكلام إلى الإيجاز). [معاني القرآن: 2/278]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون}
بالنصب والرفع، فمن رفع فعطف على أخاف، على معنى إني أخاف. ويضيق صدري.
ومن نصب فعطف على أن يكذبون، وأن يضيق صدري وأن لا ينطلق لساني.
والرفع أكثر في القراءة.
وقوله تعالى: {فأرسل إلى هارون}.
أي ليعينني ويؤازرني على أمري، وحذف لأن في الكلام دليلا عليه). [معاني القرآن: 4/84]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال رب إني أخاف أن يكذبون ويضيق صدري ولا ينطلق لساني}
قرأ الأعرج وطلحة وعيسى ويضيق صدري ولا ينطلق لساني
والقراءة الأولى أحسن لأن انطلاق اللسان ليس مما يدخل في الخوف لأنه قد كان). [معاني القرآن: 5/66]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {فأرسل إلى هارون}
في الكلام حذف والمعنى فأرسل إلى هارون ليعينني ويؤازرني كما تقول فأرسل إلي إني لأعينك). [معاني القرآن: 5/66]

تفسير قوله تعالى: {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولهم عليّ ذنبٌ} [الشعراء: 14] عاصم بن حكيمٍ، أنّ مجاهدًا، قال: قتل موسى النّفس.
وقال قتادة: يعني: النّفس الّتي قتل، يعني: القبطيّ الّذي قتله خطأً، حيث وكزه فمات.
{فأخاف أن يقتلون} [الشعراء: 14].
[تفسير القرآن العظيم: 2/497]
{قال} اللّه.
{كلا} : ليسوا بالّذين يصلون إلى قتلك حتّى تبلّغ عنّي الرّسالة). [تفسير القرآن العظيم: 2/498]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {ولهم علىّ ذنبٌ} مجازه ولهم عندي ذنب

قال القحيف العقيلي:


إذا رضيت عليّ بنو قشيرٍ= لعمر أبيك أعجبني رضاها
فلا تنبو سيوف بني قشير= ولا تمضي الأسنّة في صفاها
أي إذا رضيت عني، قال أبو النجم:
قد أصبحت أم الخيار تدّعى= علىّ ذنباً كله لم أصنع).
[مجاز القرآن: 2/84]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولهم عليّ ذنبٌ} أي عندي ذنب). [تفسير غريب القرآن: 316]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): («على» بمعنى «عند»
قال الله تعالى: {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ}، أي عندي). [تأويل مشكل القرآن: 578]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله تعالى: {ولهم عليّ ذنب فأخاف أن يقتلون}
يعني بالذنب الرجل الذي وكزه فقضى عليه، إني أخاف أن يقتلوني بقتلي إياه). [معاني القرآن: 4/85-84]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون}
قال مجاهد وقتادة يعني قتل النفس فأخاف أن يقتلون أي بقتلي رجلا منهم). [معاني القرآن: 5/67]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ استأنف الكلام فقال: {فاذهبا بآياتنا إنّا معكم مستمعون} [الشعراء: 15] كقوله: {إنّني معكما أسمع وأرى} [طه: 46] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/498]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {قال كلّا فاذهبا بآياتنا إنّا معكم مستمعون}

كلّا: ردع وزجر عن الإقامة على هذا الظنّ، كأنّه قال: ارتدع عن هذا الظنّ وثق باللّه). [معاني القرآن: 4/85]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون}
كلا ردع وزجر أي انزجر عن هذا الخوف وثق بالله
ثم قال جل وعز: {فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون}
يحتمل أن يكون معكم لموسى وهارون عليهما السلام لأن الاثنين جمع كما قال تعالى: {فإن كان له إخوة}
ويحتمل أن يكون لموسى وهارون والآيات
ويحتمل أن يكون لموسى وهارون ومن أرسل إليهم
قال أبو جعفر الأول أولاها ليكون المعنى إنا معكم ناصرين ومقوين). [معاني القرآن: 5/68-67]

تفسير قوله تعالى: {فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فأتيا فرعون فقولا} [الشعراء: 16] يقول لموسى وهارون.
{إنّا رسول ربّ العالمين} [الشعراء: 16] وهي كلمةٌ من كلام العرب، يقول الرّجل للرّجل: من كان رسولك إلى فلانٍ؟ فيقول: فلانٌ وفلانٌ وفلانٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/498]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فقولا إنّا رسول ربّ العالمين} مجازه إنا رسالة رب العالمين

قال عباس بن مرداس:
ألا من مبلغٌ عّني جفافاً=رسولا بيت أهلك منّهاها
ألا ترى أنه أنثها وقال كثير عزة:
لقد كذّب الواشون ما بحت عندهم=بسّر ولا أرسلتهم برسول
أي برسالة). [مجاز القرآن: 2/85-84]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فأتيا فرعون فقولا إنّا رسول ربّ العالمين}
وقال: {إنّا رسول ربّ العالمين} وهذا يشبه أن يكون مثل "العدوّ" وتقول "هما عدوٌّ لي"). [معاني القرآن: 3/17]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {إنا رسول رب العالمين}: قالوا معنى الرسول رسالة وقال آخرون واحد في معنى الجميع كما قالوا هؤلاء ضيفي وهؤلاء صديقي. وقال الشاعر:
ألكني إليها وخير الرسول = أعلمهم بنواحي الخبر).
[غريب القرآن وتفسيره: 281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّا رسول ربّ العالمين} الرسول يكون بمعنى الجميع، كما يكون الضيف. قال: {هؤلاء ضيفي}.
وكذلك الطفل، قال: {ثمّ نخرجكم طفلًا}.
وقال أبو عبيدة: «رسول بمعنى: رسالة». وأنشد:
لقد كذب الواشون، ما بحت عندهم بسر، ولا أرسلتهم برسول
أي برسالة). [تفسير غريب القرآن: 316]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه واحد يراد به جميع:
كقوله: {هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ}، وقوله: {إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. وقوله: {نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا}.
وقوله: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} والتفريق لا يكون إلا بين اثنين فصاعدا.
وقوله: {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}.
والعرب تقول: فلان كثير الدرهم والدينار، يريدون الدراهم والدنانير.
وقال الشاعر:
هم المولى وإن جنفوا علينا = وإنّا من لقائهم لزور
وقال الله عز وجل: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ}، أي الأعداء، {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}، أي رفقاء.
وقال الشاعر:
فقلنا: أسلموا إنّا أخوكم = وقد برئت من الإحن الصّدور).
[تأويل مشكل القرآن: 285-284] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فأتيا فرعون فقولا إنّا رسول ربّ العالمين}
معناه إنا رسالة ربّ العالمين، أي ذوو رسالة رب العالمين.
قال الشاعر:
لقد كذب الواشون ما بحت عندهم=بسرّ ولا أرسلتهم برسول).
[معاني القرآن: 4/85]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين}
قال أبو عبيدة رسول بمعنى رسالة وأنشد:
لقد كذب الواشون ما فهت عندهم = بسر ولا أرسلتهم رسول
والتقدير على قوله إنا ذوا رسالة
والأخفش يذهب إلى أنه واحد يدل على اثنين وجمع). [معاني القرآن: 5/68]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إِنَّا رَسُول}: بمعنى الرسالة). [العمدة في غريب القرآن: 225]

تفسير قوله تعالى: {أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {أن أرسل معنا بني إسرائيل} [الشعراء: 17] ولا تمنعهم من الإيمان، ولا تأخذ منهم الجزية، وكان بنو إسرائيل في القبط بمنزلة أهل الجزية فينا، وهو كقوله: {أن أدّوا إليّ عباد اللّه} [الدخان: 18]، يعني: بني إسرائيل). [تفسير القرآن العظيم: 2/498]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله سبحانه: {أن أرسل معنا بني إسرائيل}

موضع (أن) نصب، المعنى أرسلنا لترسل - أي - لأن ترسل معنا بني إسرائيل). [معاني القرآن: 4/85]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {أن أرسل معنا بني إسرائيل}
المعنى أرسلنا لأن ترسل معنا بني إسرائيل). [معاني القرآن: 5/68]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قال ألم نربّك فينا وليدًا} [الشعراء: 18]، يعني: عبدًا وهو تفسير السّدّيّ، {وليدًا} [الشعراء: 18] يقول: صغيرًا.
قال يحيى: بلغني عن ابن عبّاسٍ: أنّ موسى لمّا دخل على فرعون عرفه عدوّ اللّه، فقال: {ألم نربّك فينا وليدًا ولبثت فينا من عمرك سنين} [الشعراء: 18] لم تدّع هذه النّبوّة الّتي تدّعيها اليوم.
قال يحيى: بلغني عن ابن عبّاسٍ أنّ موسى لمّا دخل على فرعون قال له فرعون: من أنت؟ قال: أنا رسول اللّه، قال: ليس عن هذا أسألك، ولكن
[تفسير القرآن العظيم: 2/498]
من أنت، وابن من أنت؟ قال: أنا موسى بن عمران، فقال: {ألم نربّك فينا وليدًا} [الشعراء: 18] إلى آخر الآية). [تفسير القرآن العظيم: 2/499]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {قال ألم نربّك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين}

أي مولودا حين ولدت.
{ولبثت فينا من عمرك سنين} ويجوز من عمرك بإسكان الميم، ويجوز من عمرك بفتح العين،
يقال: هو العمر والعمر والعمر في عمر الإنسان، فأمّا في القسم فلا يجوز إلا " لعمر اللّه " لا غير - بفتح العين.
ذكر سيبويه والخليل وجميع البصريين أن القسم مفتوح لا غير.
فاعتدّ فرعون على موسى بأنه ربّاه وليدا منذ ولد إلى أن كبر). [معاني القرآن: 4/86-85]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {قال ألم نربك فينا وليدا}
أي مولودا فامتن عليه بتربيته إياه صغيرا إلى أن كبر
ثم قال تعالى: {ولبثت فينا من عمرك سنين}
ومن عمرك وعمرك). [معاني القرآن: 5/69]

تفسير قوله تعالى: {وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وفعلت فعلتك الّتي فعلت} [الشعراء: 19]، يعني: النّفس الّتي قتل.
قال: {وأنت من الكافرين} [الشعراء: 19] لنعمتنا، أي: إنّا ربّيناك.
وقال السّدّيّ: {من الكافرين} [الشعراء: 19]، يعني: الكافرين لنعمتي إذ ربّيتك صغيرًا وأحسنت إليك.
وقال الحسن: {وأنت من الكافرين} [الشعراء: 19] بأنّي إلهٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/499]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وفعلت فعلتك الّتي فعلت...}

قتله النفس فالفعلة منصوبة الفاء لأنها مرّةٌ واحدةٌ. ولا تكون وهي مرّة فعلةً. ولو أريد بها مثل الجلسة والمشية جاز كسرها. ... حدثني موسى الأنصاريّ عن السّري بن إسماعيل عن الشّعبيّ أنه قرأ {وفعلت فعلتك} بكسر الفاء ولم يقرأ بها غيره.
وقوله: {وأنت من الكافرين} وأنت الآن من الكافرين لنعمتي أي لتربيتي إياك وهي في قراءة عبد الله (قال فعلتها إذاً وأنا من الجاهلين) والضالّين والجاهلين يكونان بمعنى واحدٍ؛ لأنك تقول: جهلت الطريق وضللته. ... إذا ضاع منك الشيء فقد أضللته). [معاني القرآن: 2/279-278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأنت من الكافرين} للنّعمة). [تفسير غريب القرآن: 316]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : {وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين}
وقرأ الشعبي (فعلتك) - بكسر الفاء - والفتح أجود وأكثره لأنه يريد قتلت النفس قتلتك على مذهب المرة الواحدة، وقرأ الشعبي على معنى وقتلت القتلة التي عرفتها، لأنه قتله بوكزة، يقال: جلست جلسة تريد مرة واحدة، وجلست جلسة - بالكسر تريد هيئة الجلوس.
{وأنت من الكافرين} فيه وجهان:
أحدهما من الكافرين لنعمتي،
والآخر وأنت من الكافرين بقتلك الذي قتلت فنفى موسى-صلى الله عليه وسلم-الكفر واعترف بأن فعله ذلك جهل فقال: {قال فعلتها إذا وأنا من الضّالّين}.[معاني القرآن: 4/86]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وفعلت فعلتك التي فعلت}
قال مجاهد يعني قتل النفس
وقرأ الشعبي وفعلت فعلتك بكسر الفاء والفتح للأول لأنها للمرة الواحدة
والكسر بمعنى الهيئة والحال أي فعلتك التي تعرف كما قال:
كأن مشيتها من دار جارتها = مر السحابة لا ريث ولا عجل
ويقال كان ذلك أيام الردة والردة
قال أبو جعفر قال علي بن سليمان واختار ذلك لأن الارتداد لم يكن مرة واحدة والفتح أجود
ثم قال جل وعز: {وأنت من الكافرين}
في معناه أقوال
أ- منها أن المعنى من الكافرين لنعمتي كما قال: والكفر مخبثة لنفس المنعم
ب- والضحاك يذهب إلى أن المعنى وأنت من الكافرين لقتلك القبطي
قال فنفى عن نفسه الكفر وأخبر أنه فعل ذلك على الجهل
ج- وقال الفراء المعنى وأنت من الكافرين الساعة
د- قال السدي أي وأنت من الكافرين لأنك كنت تتبعنا على الدين الذي تعيبه الساعة فقد كنت من الكافرين على قولك
قال أبو جعفر ومن أحسن ما قال في معناه ما قاله ابن زيد قال من الكافرين لنعمتنا أي لنعمة تربيتي لك). [معاني القرآن: 5/71-69]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ}: أي للنعمة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 175]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال موسى.
{فعلتها إذًا وأنا من الضّالّين} [الشعراء: 20] قال قتادة، وهو تفسير السّدّيّ: أي: من الجاهلين.
قال قتادة: وهي كذلك في بعض القراءة، وإنّما كان جهلا به ولم يتعمّده، أي: لم يتعمّد قتله). [تفسير القرآن العظيم: 2/499]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( قال: {فعلتها إذاً وأنا من الضّالّين}. قال أبو عبيدة: «يعني من الناسين». واستشهد بقوله عز وجل في موضع آخر:

{أن تضلّ إحداهما أي تنسي، فتذكّر إحداهما الأخرى}). [تفسير غريب القرآن: 316]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والضلال: النسيان. والنّاسي للشيء عادل عنه وعن ذكره، قال الله تعالى: {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ}.
أي: النّاسين. وقال: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} أي: إن نسيت واحدة ذكّرت الأخرى). [تأويل مشكل القرآن: 457] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال فعلتها إذا وأنا من الضّالّين} أي: من الجاهلين، وقد قرئت: وأنا من الجاهلين). [معاني القرآن: 4/86]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {قال فعلتها إذا وأنا من الضالين} أي: من الجاهلين
وقال أبو عبيدة من الضالين أي من الناسين كما قال سبحانه: {أن تضل إحداهما} ). [معاني القرآن: 5/71]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ}: أي من الناسين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 175]

تفسير قوله تعالى: {فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ففررت منكم} [الشعراء: 21] تفسير السّدّيّ، يعني: فهربت منكم.
{لمّا خفتكم} [الشعراء: 21]، يعني: حيث توجّه تلقاء مدين.
{فوهب لي ربّي حكمًا} [الشعراء: 21] النّبوّة.
{وجعلني من المرسلين} [الشعراء: 21] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/499]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فوهب لي ربّي حكماً...}
التوراة). [معاني القرآن: 2/279]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ففررت منكم لمّا خفتكم فوهب لي ربّي حكما وجعلني من المرسلين}
{فوهب لي ربّي حكما} يعنى : التوراة التي فيها حكم اللّه). [معاني القرآن: 4/86]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فوهب لي ربي حكما} قال السدي يعني : النبوة). [معاني القرآن: 5/71]

تفسير قوله تعالى: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ} [الشعراء: 22] لقول فرعون له: {وأنت من الكافرين} [الشعراء: 19] لنعمتنا.
{أن عبّدت بني إسرائيل} [الشعراء: 22] موسى بقوله لفرعون، أراد إلا يسوّغ عدوّ اللّه ما
[تفسير القرآن العظيم: 2/499]
امتنّ به عليه، فقال: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل} [الشعراء: 22] فاتّخذت قومي عبيدًا وكانوا أحرارًا، وأخذت أموالهم، فأنفقت عليّ من أموالهم وربّيتني بها، فأنا أحقّ بأموال قومي منك.
وتفسير مجاهدٍ: {أن عبّدت بني إسرائيل} [الشعراء: 22] قهرت، وعذّبت، واستعملت بني إسرائيل.
وقال قتادة: قال موسى لفرعون: أتمنّ عليّ يا فرعون بأن اتّخذت قومي عبيدًا وكانوا أحرارًا فقهرتهم؟ وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: قهرتهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ أن عبّدتّ...}

يقول: هي - لعمري - نعمة إذ ربّيتني ولم تستعبدني كاستعبادك بني إسرائيل. فأن تدلّ على ذلك. ومثله في الكلام أن تترك أحد عبديك أن تضربه وتضرب الآخر، فيقول المتروك هذه نعمة عليّ أن ضربت فلانا وتركتني. ثم يحذف (وتركتني) والمعنى قائم معروف. والعرب تقول: عبّدت العبيد وأعبدتهم.
أنشدني بعض العرب:
علام يعبدني قومي وقد كثرت= فيهم أبا عرما شاءوا وعبدان
وقد تكون (أن) رفعاً ونصباً. أمّا الرفع فعلى قولك وتلك نعمة تمنّها عليّ: تعبيدك بني إسرائيل والنصب: تمنّها عليّ لتعبيدك بني إسرائيل). [معاني القرآن: 2/279]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أن عبّدت بني إسرائيل} أي اتخذتم عبيداً). [مجاز القرآن: 2/85]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ أن عبّدتّ بني إسرائيل} [معاني القرآن: 3/17]
وقال: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ} فيقال هذا استفهام كأنّه قال " أو تلك نعمةٌ تمنّها " ثم فسر فقال: {أن عبّدتّ بني إسرائيل} وجعله بدلاً من النعمة). [معاني القرآن: 3/18]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {عبدت بني إسرائيل}: اتخذتهم عبيدا). [غريب القرآن وتفسيره: 281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {عبّدت بني إسرائيل}: اتّخذتهم عبيدا). [تفسير غريب القرآن: 316]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {وتلك نعمة تمنّها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل}
أخرجه المفسرون على جهة الإنكار أن تكون تلك نعمة، كأنّه قال فأيّة نعمة لك عليّ في أن عبّدت بني إسرائيل.
واللفظ لفظ خبر، والمعنى يخرج على ما قالوا على أن لفظه لفظ الخبر وفيه تبكيت للمخاطب كأنّه قال له: هذه نعمة أن اتخذت بني إسرائيل عبيدا على جهة التبكيت لفرعون،
واللفظ يوجب أن موسى - صلى الله عليه وسلم - قال: هذه نعمة لأنك اتخذت بني إسرائيل عبيدا ولم تتخذني عبدا.
ويقال: عبّدت الرجل، وأعبدته، اتخذته عبدا.
وموضع (أن) رفع على البدل من نعمة، كأنّه قال: وتلك نعمة تعبّدك بني إسرائيل وتركك إياي غير عبد.
ويجوز أن يكون " أن " في موضع نصب، المعنى إنما صارت نعمة على لأن عبّدت بني إسرائيل. أي لو لم تفعل ما فعلت لكفلني أهلي ولم يلقوني في اليمّ،
فإنما صارت نعمة بما فعلت من البلاء.
وقال الشاعر في أعبدت اتخذت عبدا:
علام يعبدني قومي وقد كثرت=فيهم أباعر ما شاؤوا وعبدان؟).
[معاني القرآن: 4/86-87]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل}
في هذه الآية أقوال:
قيل ألف الاستفهام محذوفة والمعنى أو تلك نعمة كما قال:
تروح من الحي أم تبتكر = وماذا يضرك لو تنتظر
وهذا لا يجوز لأن الاستفهام إذا حذفت منه الألف زال المعنى إلا أن يكون في الكلام أم أو ما أشبهها
وقيل المعنى وتلك نعمة تمنها علي أن عبدتني وأنا من بني إسرائيل
لأنه يروى أنه كان رباه على أن يستعبده
وقيل وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل وتركتني
وهذا أحسن الأقوال لأن اللفظ يدل عليه أي إنما صارت هذه نعمة لأنك اتخذت بني إسرائيل عبيدا ولو لم تتخذهم عبيدا لم تكن نعمة ف أن بدل من نعمة
ويجوز أن يكون المعنى لأن عبدت بني إسرائيل). [معاني القرآن: 5/73-71]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عَبَّدتَّ}: جعلتهم عبيداً). [العمدة في غريب القرآن: 225]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قال فرعون وما ربّ العالمين}
فأجابه موسى - صلى الله عليه وسلم - بما هو دليل على اللّه - جلّ وعزّ - بما خلق مما يعجز المخلوقون عن أن يأتوا بمثله فقال:
{ربّ السّماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين } ). [معاني القرآن: 4/87]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال فرعون وما رب العالمين}
فأجابه موسى صلى الله عليه وسلم بأن أخبره بصفات الله جل وعز التي يعجز عنها المخلوقون: {قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين}).
[معاني القرآن: 5/73] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال فرعون وما ربّ العالمين {23} قال} [الشعراء: 23-24] موسى.
{ربّ السّموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين {24}). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {ربّ السّماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين}

فتحيّر فرعون ولم يردد جوابا ينقض به هذا القول، فقال لمن حوله: {ألا تستمعون}.
فزاده موسى في البيان فقال: (ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين ). [معاني القرآن: 4/87]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال فرعون وما رب العالمين}
فأجابه موسى صلى الله عليه وسلم بأن أخبره بصفات الله جل وعز التي يعجز عنها المخلوقون: {قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين}). [معاني القرآن: 5/73] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال} [الشعراء: 25] فرعون.
{لمن حوله ألا تستمعون} [الشعراء: 25]، أي: إلى ما يقول). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(ويقول القائل: أين جواب قوله: {قال لمن حوله ألا تستمعون...}

فيقال: إنه إنما أراد بقوله: {ألا تستمعون} إلى قول موسى. فردّ موسى لأنه المراد بالجواب فقال: الذي أدعوكم إلى عبادته). [معاني القرآن: 2/279]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال موسى.
{ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين} [الشعراء: 26] جوابًا لقوله في أوّل الكلام: {وما ربّ العالمين} [الشعراء: 23] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين...}

وكذلك قوله: {قال ربّ المشرق والمغرب...}
يقول: أدعوكم إلى عبادة ربّ المشرق والمغرب وما بينهما). [معاني القرآن: 2/279]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين}
فلم يجبه أيضا، فقال: {إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنون} ). [معاني القرآن: 4/88-87]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال فرعون.
{إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم} [الشعراء: 27] في ما يدّعي.
{لمجنونٌ {27}). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [الشعراء: 28] موسى.
{ربّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون} [الشعراء: 28]، وهذا تبعٌ للكلام الأوّل: {وما ربّ العالمين} [الشعراء: 23] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال فرعون: {لئن اتّخذت إلهًا غيري لأجعلنّك من المسجونين} [الشعراء: 29]، لأخلّدنّك في السّجن). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال له موسى:
{أولو جئتك بشيءٍ مبينٍ} [الشعراء: 30] بيّنٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/501]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
( {إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنون (27)}

فقال موسى زيادة في الإبانة:
{قال ربّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون}). [معاني القرآن: 4/88]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({قال ربّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون}
فلم يجبه في هذه الأشياء بنقض لحجته.
{قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين}
فزاده في البيان واحتجّ بما شاهده هو والملأ من حوله:
{قال أولو جئتك بشيء مبين * قال فأت به إن كنت من الصّادقين * فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين}). [معاني القرآن: 4/88]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {قال فرعون وما رب العالمين}
فأجابه موسى صلى الله عليه وسلم بأن أخبره بصفات الله جل وعز التي يعجز عنها المخلوقون: {قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين}
فلم يرد فرعون هذه الحجة بأكثر من أن قال لمن حوله ألا تستمعون أي ألا تستمعون إلى قوله فأجابه موسى لأنه المراد وزاده في البيان
{قال ربكم ورب آبائكم الأولين} فلم يحتج فرعون عليه بأكثر من أن نسبه إلى الجنون قال {إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون}
أي لمغلوب على عقله لأنه يقول قولا لا يعرفه لأنه كان عند قوم فرعون أن الذي يعرفونه ربا لهم في ذلك الوقت هو فرعون وأن الذي يعرفونهم أربابا لآبائهم الأولين ملوك أخر كانوا قبل فرعون فزاده موسى في البيان فقال: {رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون}
فتهدده فرعون قال: {لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين}
فاحتج موسى عليه وعليهم بما يشاهدونه: {قال أولو جئتك بشيء مبين}
أي ببرهان قاطع واضح يدل على صدقي). [معاني القرآن: 5/73-74](م)


تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31)}

تفسير قوله تعالى: {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فألقى عصاه فإذا هي ثعبانٌ مبينٌ} [الشعراء: 32]، حيّةٌ، أشعر، ذكرٌ، يكاد يسرط فرعون، غرزت ذنبها في الأرض ورفعت صدرها ورأسها، وأهوت إلى عدوّ اللّه لتأخذه، فجعل يميل ويقول: يا موسى خذها، يا موسى خذها، فأخذها موسى). [تفسير القرآن العظيم: 2/501]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فألقى عصاه فإذا هي ثعبانٌ مّبينٌ} فإذا هي حية تسعى ثعباناً ومجاز " مبين " أي بين في الظاهر).
[مجاز القرآن: 2/85]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال أولو جئتك بشيء مبين * قال فأت به إن كنت من الصّادقين * فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين}
والثعبان الكبير من الحيّات.
فإن قال قائل: فكيف جاء، فإذا هي ثعبان مبين.
وفي موضع آخر {تهتزّ كأنّها جانّ}، والجانّ الصغير من الحيّات؟
فالجواب في هذا مما يدل على عظم الآية، وذلك أن خلقها خلق الثعبان واهتزازها وحركتها وخفتها كاهتزاز الجانّ وخفته). [معاني القرآن: 4/88]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين}
يقال الثعبان الكبير من الحيات وقد قال في موضع آخر تهتز كأنها جان والجان الصغير من الحيات
ففي هذا دليل على أن الآية كانت عظيمة لأنه وصف عظمها وأنها تهتز اهتزاز الصغير لخفتها ولا يمنعها عظمها من ذلك فهذا أعظم في الآية). [معاني القرآن: 5/75-74]

تفسير قوله تعالى: {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ونزع يده} [الشعراء: 33] أدخل يده في جيب قميصه ثمّ أخرجها، فهو قوله: {ونزع يده} [الشعراء: 33]، أي: أخرج يده.
{فإذا هي بيضاء للنّاظرين} [الشعراء: 33] يغشى البصر من بياضها.
حدّثني قرّة بن خالدٍ، عن الحسن، قال: أخرجها واللّه كأنّها مصباحٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/501]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {ونزع يده} أي فأخرج يده.

وقوله: {أرجه وأخاه} أي أخره). [مجاز القرآن: 2/85]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ونزع يده فإذا هي بيضاء للنّاظرين}
نزع يده من جيبه فأخرجها بيضاء بياضا نوريّا، من غير سوء من غير برص، فلم يكن عنده دفع لما شاهده إلا أن قال: إن هذا سحر،
فقال:{للملإ حوله إنّ هذا لساحر عليم } ). [معاني القرآن: 4/88]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين}
أي ونزع يده من جيبه فإذا هي بيضاء للناظرين بياضا نوريا من غير برص). [معاني القرآن: 5/76] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال للملإ حوله} [الشعراء: 34] فرعون يقوله.
{إنّ هذا لساحرٌ عليمٌ} [الشعراء: 34] بالسّحر). [تفسير القرآن العظيم: 2/501]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {للملإ حوله إنّ هذا لساحر عليم}
فجعل الآية المعجزة سحرا، ثم استكان وخضع للذين هم من أتباعه
فقال: {يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون * قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين} ). [معاني القرآن: 4/89-88]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين}
أي ونزع يده من جيبه فإذا هي بيضاء للناظرين بياضا نوريا من غير برص
فرد فرعون الآية العظيمة بنسبه إياه إلى السحر: {قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم}). [معاني القرآن: 5/76] (م)

تفسير قوله تعالى: {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون} [الشعراء: 35] فأراد قتله، فقال له صاحبه: لا تقتله، فإنّما هو ساحرٌ، ومتى ما تقتله أدخلت على النّاس في أمره شبهةً، ولكن {أرجه وأخاه} [الشعراء: 36] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/501]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) :
( {فماذا تأمرون} أي: تشيرون). [ياقوتة الصراط: 385]


تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {أرجه وأخاه} [الشعراء: 36] أخّره وأخاه، فإنّما هو ساحرٌ، ومتى ما تقتله، في تفسير الحسن.
وقال قتادة: احبسه وأخاه.
{وابعث في المدائن حاشرين} [الشعراء: 36] يحشرون عليك السّحرة). [تفسير القرآن العظيم: 2/501]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {أرجه وأخاه} أي أخّره وأخاه).
[تفسير غريب القرآن: 317]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون * قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين}
(أرجه) بكسر الهاء وضمها، وبالياء والواو أرجهي وأرجهو وأخاه.
{وابعث في المدائن حاشرين} فمعنى: {أرجه } أخّره، وجاء في التفسير احبسه وأخاه، والمعنى - واحد، وتأويله أخره عن وقتك هذا وأخر استتمام مناظرته إلى أن يجتمع لك السّحرة). [معاني القرآن: 4/89]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين}
أي ونزع يده من جيبه فإذا هي بيضاء للناظرين بياضا نوريا من غير برص
فرد فرعون الآية العظيمة بنسبه إياه إلى السحر: {قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم}
ثم تواضع لهم فقال يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون: {قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين}
روى مجاهد عن ابن عباس قال يعني الشرط
ويروى أن السحرة كانوا اثني عشر ألفا
وأن موسى بعث والسحر كثير وأعطي الآيات العظام
كما بعث النبي صلى الله عليه وسلم والبلاغة أكثر ما كانت فأعطي القرآن ودعوا إلى أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا عن ذلك
قال قتادة إنه لكبيركم يعني موسى صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 5/76-75]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَرْجِهِ}: أي أخره وقيل: أخفه. يقال: أرجأت الرجل: إذا أخرته). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 175]

تفسير قوله تعالى: {يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({يأتوك بكلّ سحّارٍ عليمٍ} [الشعراء: 37] بالسّحر). [تفسير القرآن العظيم: 2/501]

تفسير قوله تعالى: {فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فجمع السّحرة لميقات يومٍ معلومٍ} [الشعراء: 38]، وهو قوله: {موعدكم يوم
[تفسير القرآن العظيم: 2/501]
الزّينة} [طه: 59]، {يوم الزّينة} [طه: 59] يوم عيدٍ لهم كان يجتمع فيه أهل القرى والنّاس، فأراد موسى أن يفضحه على رءوس النّاس). [تفسير القرآن العظيم: 2/502]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {فجمع السّحرة لميقات يوم معلوم * وقيل للنّاس هل أنتم مجتمعون }

فغنيّ عن أن يقول فبعث فجمع السّحرة). [معاني القرآن: 4/89]

تفسير قوله تعالى: {وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وقيل للنّاس} [الشعراء: 39] قاله بعضهم لبعضٍ.
{هل أنتم مجتمعون {39} لعلّنا نتّبع السّحرة إن كانوا هم الغالبين {40}). [تفسير القرآن العظيم: 2/502]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {فجمع السّحرة لميقات يوم معلوم *وقيل للنّاس هل أنتم مجتمعون}

فغنيّ عن أن يقول فبعث فجمع السّحرة). [معاني القرآن: 4/89] (م)

تفسير قوله تعالى: {لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40)}

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فلمّا جاء السّحرة قالوا لفرعون أئنّ لنا لأجرًا} [الشعراء: 41] على الاستفهام.
{إن كنّا نحن الغالبين {41}). [تفسير القرآن العظيم: 2/502]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {أئنّ لنا لأجرأً} أي ثواباً وجزاءً
). [مجاز القرآن: 2/85]


تفسير قوله تعالى: {قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [الشعراء: 42] فرعون.
{نعم وإنّكم إذًا لمن المقرّبين} [الشعراء: 42] في العطيّة والقربة في المنزلة في تفسير الحسن.
وقال قتادة: في العطيّة والفضيلة). [تفسير القرآن العظيم: 2/502]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {قال نعم وإنّكم إذا لمن المقرّبين}

أي لكم مع أجرتكم وجزائكم على غلبتكم موسى إن غلبتموه مع الفائدة، القربى والزلفى عندي.
ويقرأ {أئن لنا لأجرا} على جهة الاستفهام.
ويجوز إن لنا لأجرا - على غير الاستفهام.
وعلى جهة الثقة منهم به، قالوا إن لنا لأجرا).
أي إنك ممن يحبونا ويجازينا). [معاني القرآن: 4/89]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43)}

تفسير قوله تعالى: {فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فألقوا حبالهم وعصيّهم وقالوا بعزّة فرعون} [الشعراء: 44] بعظمة فرعون في تفسير السّدّيّ.
{إنّا لنحن الغالبون {44}). [تفسير القرآن العظيم: 2/502]

تفسير قوله تعالى: {فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون {45}} [الشعراء: 45] تسرط حبالهم وعصيّهم، لمّا ألقوا حبالهم وعصيّهم خيّل إلى موسى أنّ حبالهم وعصيّهم حيّاتٌ كما كانت عصا موسى، فألقى موسى عصاه فإذا هي أعظم من حيّاتهم، ثمّ رقوا فازدادت حيّاتهم وعصيّهم عظمًا في أعين النّاس، وجعلت عصا موسى تعظمهم وهم يرقون حتّى أنفذوا سحرهم، فلم يبق منه
شيءٌ، وعظمت عصا موسى حتّى سدّت الأفق، ثمّ فتحت فاها فابتلعت ما ألقوا، ثمّ أخذ موسى عصاه بيده، فإذا حبالهم وعصيّهم قد ذهبت، فهو قوله: {فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون} [الشعراء: 45]). [تفسير القرآن العظيم: 2/502]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {تلقف ما يأفكون} أي ما يفترون ويسحرون).
[مجاز القرآن: 2/85]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فألقوا حبالهم وعصيّهم وقالوا بعزّة فرعون إنّا لنحن الغالبون * فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون}
أي مما جمعوا من كيدهم وعصيّهم.
وروي عنهم أنهم كانوا اثني عشر ألف ساحر، فنصر موسى عليه السلام أكثر ما كان السحر وأغلبه على أهل ذلك الدهر، وكانت آيته آية باهرة من جهتين:
إحداهما أنه أتى بما يعجز عنه المخلوقون.
والثانية أن السحرة، وعددهم هذا العدد ألقوا ساجدين). [معاني القرآن: 4/90-89]

تفسير قوله تعالى: {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا آمنّا بربّ العالمين}
فسلّموا الأمر لله وتبين لهم ما لا يدفع.
وكذلك بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أشعر ما كانت العرب وأخطب ما كنت وأبلغ ما كانت، فدعاهم إلى الإيمان باللّه مع الآيات التي أتى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - وبالقرآن الذي دعاهم إلى أن يأتوا بسورة مثله فعجزوا عن الإتيان بسورة مثله.
ويروى أيضا أن السّحرة كانوا تسعة عشر ألفا). [معاني القرآن: 4/90]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال آمنتم له} [الشعراء: 49] أصدّقتموه.
{قبل أن آذن لكم إنّه لكبيركم} [الشعراء: 49]، أي: لعالمكم في علم السّحر، ولم يكن أكبرهم في السّنّ، وهذا تفسير السّدّيّ.
قال: {الّذي علّمكم السّحر فلسوف تعلمون لأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلافٍ} [الشعراء: 49] اليد اليمنى والرّجل اليسرى). [تفسير القرآن العظيم: 2/503]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنّه لكبيركم الّذي علّمكم السّحر فلسوف تعلمون لأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلّبنّكم أجمعين}

{فلسوف تعلمون} اللام دخلت على سوف بمعنى التوكيد، ولم يجز الكوفيون: إن زيد لسوف يقوم، وقد جاء دخول اللام على سوف، وذلك أن اللام مؤكدة.
وقوله عزّ وجلّ: {لأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلاف} وروي في التفسير أن أول من قطع وصلّب فرعون). [معاني القرآن: 4/90]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف}
يروى أنه أول من قطع وصلب
قالوا لا ضير فيما يلحقنا من عذاب الدنيا مع أملنا للمغفرة
يقال ضرر وضر وضير وضور بمعنى واحد وأنشد أبو عبيده:
فإنك لا يضورك بعد حول = أظبي كان أمك أم حمار
أن كنا أول المؤمنين أي لأن كنا
قال الفراء أي أول مؤمني أهل زماننا
قال أبو إسحاق هذا كلام من لم يعرف الرواية لأنه يروى أنه معه ستمائة ألف وسبعون ألفا
وإنما المعنى أول من آمن عند ظهور هذه الآية). [معاني القرآن: 5/77-76]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {قالوا لا ضير} مصدر ضار يضير، ويقال: لا يضيرك عليه رجل أي لا يزيدك عليه). [مجاز القرآن: 2/85]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قالوا لا ضير} هي من «ضاره يضوره ويضيره» بمعنى: ضرّه. وقد قرئ بها: {وإن تصبروا وتتّقوا لا يضرّكم كيدهم شيئاً} يعني: لا يضركم شيئا). [تفسير غريب القرآن: 317]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا لا ضير إنّا إلى ربّنا منقلبون}
أي لا ضرر علينا فيما ينالنا في الدنيا مع أملنا للمغفرة). [معاني القرآن: 4/90]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّا نطمع أن يغفر لنا ربّنا خطايانا أن كنّا} [الشعراء: 51]، يعني: بأن كنّا {أوّل المؤمنين} [الشعراء: 51] من السّحرة.
وقال السّدّيّ: {أن كنّا} [الشعراء: 51] بأن كنّا {أوّل المؤمنين} [الشعراء: 51] أوّل المصدّقين من بني إسرائيل لما جاء به موسى.
سعيدٌ عن قتادة، قال: كانوا أوّل النّهار سحرةً وآخره شهداء). [تفسير القرآن العظيم: 2/503]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أن كنّا أوّل المؤمنين...}

وجه الكلام أن تفتح (أن) لأنها ماضية وهي في مذهب جزاءٍ. ولو كسرت ونوى بما بعدها الجزم كان صوابا. وقوله: {كنّا أوّل المؤمنين} يقولون: أول مؤمني أهل زماننا).
[معاني القرآن: 2/280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {إنّا نطمع أن يغفر لنا ربّنا خطايانا أن كنّا أوّل المؤمنين}
بفتح " أن " أي لأن كنا أول المؤمنين، وزعم الفراء أنهم كانوا أوّل مؤمني أهل دهرهم، ولا أحسبه عرف الرواية في التفسير لأنه جاء في التفسير أن الذين كانوا مع موسى عليه السلام ستمائة ألف.
وقيل ستمائة ألف وسبعون ألفا.
وإنما معنى {أن كنّا أوّل المؤمنين} أي: أول من آمن في هذه الحال عند ظهور آية موسى حين ألقوا حبالهم وعصيهم واجتهدوا في سحرهم.
ويقال: لا ضير ولا ضور، في معنى لا ضرّ ولا ضرر). [معاني القرآن: 4/91-90]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 09:52 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 52 إلى 104]

{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56) فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60) فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99) فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (104)}

تفسير قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي} [الشعراء: 52]، أي: ليلا.
وقد قال في آيةٍ أخرى: {فأسر بعبادي ليلا} [الدخان: 23] تفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه أنّ موسى وبني إسرائيل لمّا خرجوا تلك اللّيلة كسف (بالقمر) وأظلمت الأرض.
قال: {إنّكم متّبعون} [الشعراء: 52]، أي: يتّبعكم فرعون وقومه). [تفسير القرآن العظيم: 2/503]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنّكم متّبعون}

يقال: أسرى يسري إذا سار ليلا، وسرى يسرى، قيل هو في معنى أسرى يسري أيضا). [معاني القرآن: 4/91]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي}
يقال سرى وأسرى إذا سار بالليل
قال مجاهد خرج موسى صلى الله عليه وسلم ليلا
قال عمرو بن ميمون قالوا لفرعون إن موسى قد خرج ببني إسرائيل فقال لا تكلموهم حتى يصيح الديك فلم يصيح ديك تلك الليلة فلما أصبح أحضر شاة فذبحت وقال لا يتم سلخها حتى يحضر خمس مائة ألف فارس من القبط فحضروا
وروى يونس بن أبي إسحاق عن أبي بردة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بأعرابي فأكرمه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم تعهدنا فأتنا فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ما حاجتك فقال ناقة أرتحلها وأعنز يحتلبها أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعجز هذا أن يكون مثل عجوز بني إسرائيل قالوا وما عجوز بني إسرائيل قال إن موسى صلى الله عليه وسلم لما أراد الخروج ببني إسرائيل ضل عن الطريق فقال ما هذا فقال له علماء بني إسرائيل إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا ألا نخرج إلا بعظامه فقال أين قبره فقالوا ما يعرفه إلا عجوز بني إسرائيل فسألوها فقالت حتى تعطيني حكمي قال وما حكمك قالت أن أكون معك في الجنة فكره ذلك فأوحى الله جل وعز إليه أن أعطها ففعل فأتت بهم إلى بحيرة فقالت أنضبوا هذا الماء فأنضبوه واستخرجوا عظام يوسف صلى الله عليه وسلم فتبينت له الطريق كضوء النهار
ثم قال جل وعز: {إنكم متبعون}
روى عكرمة عن ابن عباس قال اتبعه فرعون في ألف ألف حصان سوى الإناث وكان موسى صلى الله عليه في ستمائة ألف من بني إسرائيل فقال فرعون إن هؤلاء لشرذمة قليلون
وروى سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله إن هؤلاء لشرذمة قليلون قال ستمائة ألف وسبعون ألفا
وروى سفيان عن أبي إسحاق عن الأسود وإنا لجميع حاذرون قال مؤدون
قال أبو جعفر المؤدون الذين معهم أداة وهي السلاح والسلاح أداة الحرب
وأبو عبيدة يذهب إلى أن حاذرين وحذرين وحذرين بضم الذال بمعنى واحد
قال أبو جعفر وحقيقة هذا أن الحاذر هو المستعد والحذر المتيقظ كأن ذلك فيه خلقة ولهذا قال أكثر النحويين لا يتعدى حذر
وروى حميد الأعرج عن أبي عمار أنه قرأ وإنا لجميع حادرون الدال غير معجمة يقال جمل حادر إذا كان غليظا ممتليا ومنه قول الشاعر:

وعين لها حدرة بدرة = شقت مآقيهما من أخر).
[معاني القرآن: 5/81-77]

تفسير قوله تعالى: {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فأرسل فرعون في المدائن حاشرين}
أي أرسل من جمع له الجيش، معناه فجمع جمعه، فقال:{إنّ هؤلاء لشرذمة قليلون} ). [معاني القرآن: 4/91]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّ هؤلاء لشرذمةٌ قليلون {54}} [الشعراء: 54]
[تفسير القرآن العظيم: 2/503]
يعني هم قليلٌ في كثيرٍ، وكان أصحاب موسى ستّ مائة ألفٍ، وفرعون وأصحابه ستّة آلاف ألفٍ، هذا تفسير السّدّيّ.
وعن سعيدٍ، عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّ بني إسرائيل الّذين قطع بهم موسى البحر كانوا ستّ مائة ألف مقاتلٍ، بني عشرين سنةً فصاعدًا.
وقال الحسن: سوى الحشم.
قال قتادة: كان مقدّمة فرعون ألف ألف حصانٍ ومائتي ألف ألف حصانٍ.
قال يحيى: وبلغني أنّ جميع جنوده كانوا أربعين ألف ألفٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/504]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّ هؤلاء لشرذمةٌ قليلون...}

يقول عصبةٌ قليلة وقليلون وكثيرون وأكثر كلام العرب أن يقولوا: قومك قليل وقومنا كثير. وقليلون وكثيرون جائز عربيّ وإنما جاز لأن القلّة إنما تدخلهم جميعاً.
فقيل: قليلٌ، وأوثر قليل على قليلين. وجاز الجمع إذ كانت القلّة تلزم جميعهم في المعنى فظهرت أسماؤهم على ذلك. ومثله أنتم حيّ واحد وحيّ واحدون.
ومعنى واحدون واحدٌ كما قال الكميت:
فردّ قواصي الأحياء منهم =قد رجعوا كحيّ واحدينا).
[معاني القرآن: 2/280]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إنّ هؤلاء لشرذمةٌ قليلون} أي طائفة وكل بقية قليلة فهي شرذمة قال:
يحذين في شراذم النّعال
أي قطع النعال وبقاياها، وهي ها هنا في موضع الجماعات ألا ترى أنه قال شرذمة قليلون). [مجاز القرآن: 2/86]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {شرذمة}: طائفة). [غريب القرآن وتفسيره: 281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّ هؤلاء لشرذمةٌ} أي طائفة). [تفسير غريب القرآن: 317]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إنّ هؤلاء لشرذمة قليلون}
والشرذمة في كلام العرب القليل.
يروى أن هؤلاء الذين سمّاهم شرذمة كانوا ستمائة ألف وسبعين ألفا، وكانت مقدمة فرعون سبعمائة ألف كل رجل منهم على حصان، وعلى رأسه بيضة،
فاستقل من مع موسى عليه السلام عند كثرة جمعه.
وقال {قليلون} فجمع " قليلا " كما يقال: هؤلاء واحدون فيجمع الواحد،
كما قال الكميت:
فقد رجعوا كحيّ واحدينا). [معاني القرآن: 4/91]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (شِرْذِمَةٌ): طريقة). [العمدة في غريب القرآن: 225]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإنّهم لنا لغائظون}
يقال قد غاظني فلان، ومن قال أغاظني فقد لحن). [معاني القرآن: 4/92-91]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وإنّا لجميعٌ حاذرون {56}} [الشعراء: 56] متسلّحون.
عن أبيه قال: وحدّثني يونس بن إسحاق عن أبيه، قال: سمعت الأسود بن يزيد يقرأ هذا الحرف: {وإنّا لجميعٌ حاذرون} [الشعراء: 56].
وفي حديث نعيم بن يحيى، عن ذكريّاء، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد {حاذرون} [الشعراء: 56] يقول: مقوّون.
قال يحيى: وسمعت بعضهم يقول: {حاذرون} [الشعراء: 56] في القوّة والسّلاح). [تفسير القرآن العظيم: 2/504]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {حاذرون...}

وحذرون ... حدثني أبو ليلى السجستانيّ عن أبي جرير قاضي سجستان أن ابن مسعود قرأ {وإنّا لجميعٌ حاذرون}
يقولون: مؤدون في السّلاح. يقول: ذوو أداةٍ من السّلاح. و{حذرون} وكأن الحاذر: الذي يحذرك الآن، وكأنّ الحذر: المخلوق حذراً لا تلقاه إلاّ حذراً). [معاني القرآن: 2/280]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإنّا لجميع حذرون}
قال ابن أحمر:
هل أنسأن يوماً إلى غيره=أنّى حوالي وأنّى حذر
حذر وحذر وحاذر، قوم حذرون وحاذرون، حوالي ذو حيلة،
قال عباس بن مرداس:
وإني حاذر أنمى سلاحي=إلى أوصال ذيّالٍ منيع
الذيال الفرس الطويل الذنب). [مجاز القرآن: 2/86]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( (وإنا لجميع حذرون): فرقون، ومن قال حاذرون، المعنى: مؤدون في السلاح). [غريب القرآن وتفسيره: 282-281]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإنّا لجميع حاذرون} ويقرأ: حاذرون، وجاء في التفسير أن معنى حاذرون، مؤدون.
أي ذوو أداة، أي ذوو سلاح والسلاح أداة الحرب، فالحاذر المستعذ، والحذر المتيقظ). [معاني القرآن: 4/92]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (حَذِرُونَ): فرقون
{حَاذِرُونَ}: في السلاح). [العمدة في غريب القرآن: 226-225]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فأخرجناهم من جنّاتٍ وعيونٍ {57} وكنوزٍ} [الشعراء: 57-58]، أي: وأموالٍ.
{ومقامٍ كريمٍ} [الشعراء: 58]، أي: منزلٍ حسنٍ.
وقال قتادة: {ومقامٍ كريمٍ} [الشعراء: 58]، أي: في الدّنيا.
وقال السّدّيّ: {ومقامٍ كريمٍ} [الشعراء: 58]، يعني: مسكنًا حسنًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/505]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
(ثم قال جل وعز: {فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم}

حدثنا محمد بن سلمة الأسواني قال حدثنا محمد بن سنجر قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني ابن لهيعة عن واهب بن عبد الله المعافري عن عبد الله بن عمرو أنه نيل مصر سيد الأنهار سخر الله له كل نهر بين المشرق والمغرب وذللـه له فإذا أراد الله أن يجري نيل مصر أمر كل نهر أن يمده فمدته الأنهار بمائها وفجر الله له من الأرض عيونا فإذا انتهى جريه إلى ما أراد الله أوحى الله إلى كل ماء أن يرجع إلى عنصره
وقال في وقوله الله جل وعز: {فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم}
قال كانت الجنات بحافتي هذا النيل من أوله إلى آخره في الشقين جميعا من أسوان إلى رشيد وكان له سبعة خلج خليج الإسكندرية وخليج دمياط وخليج سردوس وخليج منف وخليج الفيوم وخليج المنهى متصلة لا ينقطع منها شيء من شيء وزروع ما بين الجبلين كله من أول مصر إلى آخرها ما يبلغه الماء فكانت جميع أرض مصر كلها تروى من ست عشرة ذراعا بما قدروا ودبروا من قناطرها وجسورها وخلجها
قال ومقام كريم المنابر كان بها ألف منبر
قال أبو جعفر المقام في اللغة الموضع من قولك قام يقوم وكذلك المقامات واحدها مقامة كما قال الشاعر:
وفيهم مقامات حسان وجوهها=وأندية ينتابها القول والفعل
والمقام أيضا المصدر والمقام بالضم الموضع من أقام يقيم والمصدر أيضا من أقام يقيم إلا أن ابن لهيعة قال سمعت أن المقام الكريم الفيوم). [معاني القرآن: 5/83-81]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {كذلك} [الشعراء: 59]، أي: كذلك كان الخبر، في تفسير الحسن.
وقال بعضهم: كذلك، أي: هكذا، ثمّ انقطع الكلام ثمّ قال: {وأورثناها بني إسرائيل} [الشعراء: 59] رجعوا إلى مصر بعدما أهلك اللّه فرعون وقومه في تفسير الحسن). [تفسير القرآن العظيم: 2/505]

تفسير قوله تعالى: {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فأتبعوهم مشرقين} [الشعراء: 60] قال قتادة: اتّبع فرعون وجنوده موسى حين أشرقت الشّمس.
رجع إلى أوّل القصّة {فأخرجناهم من جنّاتٍ وعيونٍ} [الشعراء: 57] حيث اتّبعوا بني إسرائيل صبيحة اللّيلة الّتي سروا فيها حين أشرقت الشّمس). [تفسير القرآن العظيم: 2/505]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فأتبعوهم مشرقين} مجاز المشرق مجاز الصبح).
[مجاز القرآن: 2/86]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فأتبعوهم مشرقين}: أي قبل المشرق، والمشرق الصبح). [غريب القرآن وتفسيره: 282]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فأتبعوهم}: لحقوهم {مشرقين}: مصبحين حين شرقت الشمس، أي طلعت. يقال: أشرقنا، أي دخلنا في الشّروق. كما يقال: أمسينا وأصبحنا، إذا دخلنا في المساء والصّباح. ومنه قول العرب الجاهلية: «أشرق ثبير، كيما نغير».. أي أدخل في شروق الشمس). [تفسير غريب القرآن: 317]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {فأتبعوهم مشرقين} أي : في وقت شروق الشمس، يقال أشرقنا أي دخلنا في وقت طلوع الشمس،
ويقال شرقت الشمس إذا طلعت، وأشرقت إذا أضاءت وصفت، وأشرقنا نحن دخلنا في الشروق). [معاني القرآن: 4/92]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فأتبعوهم مشرقين}
أكثر أهل التفسير على أن المعنى وقت الشروق
وأبو عبيدة يذهب إلى أن المعنى ناحية الشرق
والأول أولى يقال أشرقنا أي دخلنا في الشروق كما يقال أصبحنا أي دخلنا في الصباح وإنما يقال في ذلك شرقنا وغربنا). [معاني القرآن: 5/83]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُّشْرِقِينَ}: أي حين شرقت الشمس). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 175]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُّشْرِقِينَ}: مصبحين). [العمدة في غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فلمّا تراءى الجمعان} [الشعراء: 61] جمع موسى وجمع فرعون.
{قال أصحاب موسى إنّا لمدركون {61}). [تفسير القرآن العظيم: 2/505]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّا لمدركون...}

و {لمدّركون} مفتعلون من الإدراك كما تقول: حفرت واحتفرت بمعنىً واحدٍ، فكذلك {لمدركون} و{لمدّركون} معناهما واحد والله أعلم). [معاني القرآن: 2/280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فلمّا تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنّا لمدركون}
أي لمّا وافق جمع موسى جمع فرعون وكان أصحاب موسى قد خرجوا ليلا، فقال أصحاب موسى:{إنا لمدركون} أي سيدركنا جمع فرعون هذا الكثير، ولا طاقة لنا بهم).[معاني القرآن: 4/92]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فلما تراءى الجمعان}
أي رأى بعضهم بعضا
{قال أصحاب موسى إنا لمدركون}
وقرئ {لمدركون} والمعنى واحد أي سيدركنا هذا الجمع الكثير ولا طاقة لنا به). [معاني القرآن: 5/84-83]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [الشعراء: 62] موسى.
{كلّا إنّ معي ربّي سيهدين} [الشعراء: 62] الطّريق.
عن أبيه عن سعيدٍ عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّ مؤمن آل فرعون كان بين يدي نبيّ اللّه موسى يومئذٍ يسير ويقول: أين أمرت يا نبيّ اللّه؟ فيقول له موسى: أمامك، فيقول له المؤمن: وهل أمامي إلا البحر؟ واللّه ما
[تفسير القرآن العظيم: 2/505]
كذبت ولا كذبت، ثمّ يسير ساعةً ثمّ يلتفت فيقول: أين أمرت يا نبيّ اللّه؟ فيقول: أمامك، فيقول: وهل أمامي إلا البحر؟ فقال: واللّه ما كذبت ولا كذبت، ثمّ يسير
ساعةً ثمّ يلتفت فيقول: أين أمرت يا نبيّ اللّه؟ فيقول: أمامك، يقول وهل أمامي إلا البحر؟ واللّه ما كذبت ولا كذبت، حتّى دخلوا البحر). [تفسير القرآن العظيم: 2/506]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {قال كلّا إنّ معي ربّي سيهدين}

أي قال موسى كلا أي ارتدعوا وازدجروا فليس يدركوننا). [معاني القرآن: 4/92]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال كلا إن معي ربي سيهدين}
كلا أي ارتدعوا وانزجروا عن هذا القول {إن معي ربي سيهدين} ). [معاني القرآن: 5/84]

تفسير قوله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر} [الشعراء: 63] جاءه جبريل على فرسٍ فأمره أن يضرب البحر بعصاه، فضربه موسى بعصاه.
{فانفلق} [الشعراء: 63] البحر.
{فكان كلّ فرقٍ كالطّود العظيم} [الشعراء: 63] قال قتادة: والطّود الجبل، أي: كالجبل العظيم، صار اثني عشر طريقًا لكلّ سبطٍ طريقٌ، وصار ما بين كلّ طريقين منه مثل القناطر ينظر بعضهم إلى بعضٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/506]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {كالطّود العظيم} أي كالجبل قال الشاعر:

حلّوا بأنقرة بجيش عليهم=ماء الفرات يجيء من أطواد).
[مجاز القرآن: 2/86]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( (الطود): الجبل). [غريب القرآن وتفسيره: 282]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و (الطّود): الجبل). [تفسير غريب القرآن: 317]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كلّ فرق كالطّود العظيم}
أي كل جزء تفرق منه.
{كالطود العظيم} أي :كالجبل العظيم). [معاني القرآن: 4/92]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم}
قال الضحاك كالطود العظيم أي كالجبل ،
كما قال الأسود بن يعفر:
نزلوا بأنقرة يسيل عليهم = ماء الفرات يجيء من أطواد
جمع طود أي جبل). [معاني القرآن: 5/84]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الطَّوْدِ}: الجبل). [العمدة في غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وأزلفنا ثمّ الآخرين} [الشعراء: 64] قال قتادة: يقول: أدنينا فرعون وجنوده إلى البحر). [تفسير القرآن العظيم: 2/506]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {وأزلفنا ثمّ الآخرين} أي وجمعنا، ومنه ليلة المزدلفة، والحجة فيها أنها ليلة جمع وقال بعضهم وأهلكنا).
[مجاز القرآن: 2/87]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وأزلفنا ثم الآخرين}: قدمنا، والمزدلفة من ذلك لأنهم تقدموا من منزل إلى منزل وقال بعضهم أزلفنا أهلكنا
{وأزلفت الجنة للمتقين} أدنيت). [غريب القرآن وتفسيره: 282]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأزلفنا ثمّ الآخرين} قال الحسن: أهلكنا.
وقال غيره: جمعنا. أراد: جمعناهم في البحر حتى غرقوا. قال: ومنه قيل: «ليلة المزدلفة» أي ليلة الازدلاف، وهو: الاجتماع. ولذلك قيل للموضع: «جمع».
ويقال: {أزلفنا}: قدّمنا وقرّبنا. ومنه «أزلفك اللّه» أي قربك.
ويقال : أزلفني كذا عند فلان، أي قرّبني منه منظرا. و«الزّلف»: المنازل والمراقي. لأنها تدنوا بالمسافر والراقي والنازل.
وإلى هذا ذهب قتادة، فقال قرّبهم اللّه من البحر حتى أغرقهم فيه،
ومنه: {وأزلفت الجنّة للمتّقين} أي : أدنيت.
وكلّ هذه التأويلات متقاربة: يرجع بعضها إلى بعض). [تفسير غريب القرآن: 317-318]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأزلفنا ثمّ الآخرين}
أي قربنا ثمّ الآخرين من الغرق، وهم أصحاب فرعون - وقال أبو عبيدة: أزلفنا جمعنا ثمّ الآخرين.
قال ومن ذلك سميت مزدلفة جمعا.
وكلا القولين حسن جميل، لأن جمعهم تقريب بعضهم من بعض وأصل الزلفى في كلام العرب القربى). [معاني القرآن: 4/93-92]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وأزلفنا ثم الآخرين}
قال الحسن أزلفنا أهلكنا
وقال أبو عبيدة أزلفنا جمعنا ومنه ليلة المزدلفة
وقال قتادة أزلفنا قربناهم من البحر فأغرقناهم
قال أبو جعفر وهذه الأقوال متقاربة لأنه إنما جمعهم للهلاك وقول قتادة أصحها ومنه وأزلفت الجنة للمتقين أي قربت ومنه:
مر الليالي زلفا فزلفا
وروي عن أبي بن كعب أنه قرأ وأزلقنا بالقاف). [معاني القرآن: 5/85]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَأَزْلَفْنَا}: أي أهلكنا، وقيل: جمعناهم حتى غرقوا.
والازدلاف: الاجتماع، ومنه ليلة المزدلفة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 176-175]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَأَزْلَفْنَا}: قدمنا). [العمدة في غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65)}

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وأنجينا موسى ومن معه أجمعين {65} ثمّ أغرقنا الآخرين {66}} [الشعراء: 65-66] عن أبيه، عن سعيد بن قتادة قال: ذكر لنا أنّه لمّا خرج آخر أصحاب موسى، ودخل آخر أصحاب فرعون تغطمط البحر عليهم، فأغرقهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/506]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إنّ في ذلك لآيةً} [الشعراء: 67] لعبرةً لمن اعتبر، وحذر أن ينزل به ما نزل بهم.
قال: {وما كان أكثرهم مؤمنين {67}). [تفسير القرآن العظيم: 2/507]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم {68}} [الشعراء: 68] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/507]

تفسير قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {واتل عليهم} [الشعراء: 69] واقرأ عليهم.
{نبأ إبراهيم} [الشعراء: 69] خبر إبراهيم). [تفسير القرآن العظيم: 2/507]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(قوله تعالى {واتل عليهم نبأ إبراهيم}

معناه خبر إبراهيم). [معاني القرآن: 4/93]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {واتل عليهم نبأ إبراهيم} أي: خبر إبراهيم). [معاني القرآن: 5/85]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون {70} قالوا نعبد أصنامًا فنظلّ لها} [الشعراء: 70-71] فنصير لها.
وقال السّدّيّ: {فنظلّ لها عاكفين} [الشعراء: 71]، أي: فنقيم لها عابدين.
وقال قتادة: {عاكفين} [الشعراء: 71]، أي: عابدين). [تفسير القرآن العظيم: 2/507]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {قالوا نعبد أصناما فنظلّ لها عاكفين}
معناه مقيمين على عبادتها). [معاني القرآن: 4/93]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين} أي: مقيمين على عبادتها
قال هل يسمعونكم إذ تدعون
قال أبو عبيدة أي : هل يسمعون لكم
قال أبو حاتم أي : هل يسمعون أصواتكم
وقرأ قتادة هل يسمعونكم بضم الياء أي هل يسمعونكم أصواتهم وكلامهم). [معاني القرآن: 5/86]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال هل يسمعونكم إذ تدعون} [الشعراء: 72] قال قتادة: أي: هل تجيبكم آلهتكم إذا دعوتموهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/507]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {هل يسمعونكم إذ تدعون} أي: يسمعون دعاءكم، وفي آية أخرى {إذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون} وفي الكلام أنصتك حتى فرغت واشتقتك أي اشتقت إليك).
[مجاز القرآن: 2/87]

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قال هل يسمعونكم إذ تدعون}
وقال: {هل يسمعونكم} أي: "هل يسمعون منكم: أو "هل يسمعون دعاءكم". فحذف "الدعاء".
كما قال الشاعر:
القائد الخيل منكوباً دوابرها = قد أحكمت حكمات القدّ والأبقا
تريد: أحكمت حكمات الأبق. فحذف "حكمات" وأقام "الأبق" مقامها. و"الأبق": الكتّان). [معاني القرآن: 3/18]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال هل يسمعونكم إذ تدعون}
إن شئت بيّنت الذال، وإن شئت أدغمتها في التاء فجعلتها تاء فقلت (إتدعون)، وهو أجود في العربية لقرب الذال من التاء.
ويجوز إذدعون، ولم يقرأ بها كما قال مذكر، وأصله مذتكر). [معاني القرآن: 4/93]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أو ينفعونكم أو يضرّون} [الشعراء: 73]، أي: هل يسمعون دعاءكم إذا دعوتموهم لرغبةٍ يعطونكموها، أو لضرّاء يكشفونها عنكم، أي: أنّها لا تسمع ولا تنفع ولا تضرّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/507]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(الضَرّ: بفتح الضاد-ضد النفع، قال الله عز وجل:{هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ* أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ}

وقال: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا} أي: لا أملك جرّ نفع ولا دفع ضرّ؟.
والضُّرّ: الشدة والبلاء، كقوله: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ}، {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ}). [تأويل مشكل القرآن: 483] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون} [الشعراء: 74] فلم تكن لهم حجّةٌ فقالوا هذا القول وليس لهم حجّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/507]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} إبراهيم: {أفرأيتم ما كنتم تعبدون {75} أنتم وآباؤكم الأقدمون {76} فإنّهم عدوٌّ لي إلا ربّ العالمين {77}} [الشعراء: 75-77]
[تفسير القرآن العظيم: 2/507]
يقول: أنتم وآباؤكم عدوٌّ لي إلا من عبد ربّ العالمين من آبائكم الأوّلين، فإنّه ليس لي بعدوٍّ وهذا تفسير الحسن.
وقال الكلبيّ: يعني: ما خلطوا بعبادتهم ربّ العالمين، فإنّهم عدوٌّ لي). [تفسير القرآن العظيم: 2/508]

تفسير قوله تعالى: {أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} إبراهيم: {أفرأيتم ما كنتم تعبدون {75} أنتم وآباؤكم الأقدمون {76} فإنّهم عدوٌّ لي إلا ربّ العالمين {77}} [الشعراء: 75-77]
[تفسير القرآن العظيم: 2/507]
يقول: أنتم وآباؤكم عدوٌّ لي إلا من عبد ربّ العالمين من آبائكم الأوّلين، فإنّه ليس لي بعدوٍّ وهذا تفسير الحسن.
وقال الكلبيّ: يعني: ما خلطوا بعبادتهم ربّ العالمين، فإنّهم عدوٌّ لي). [تفسير القرآن العظيم: 2/508] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} إبراهيم: {أفرأيتم ما كنتم تعبدون {75} أنتم وآباؤكم الأقدمون {76} فإنّهم عدوٌّ لي إلا ربّ العالمين {77}} [الشعراء: 75-77]
[تفسير القرآن العظيم: 2/507]
يقول: أنتم وآباؤكم عدوٌّ لي إلا من عبد ربّ العالمين من آبائكم الأوّلين، فإنّه ليس لي بعدوٍّ وهذا تفسير الحسن.
وقال الكلبيّ: يعني: ما خلطوا بعبادتهم ربّ العالمين، فإنّهم عدوٌّ لي). [تفسير القرآن العظيم: 2/508] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فإنّهم عدوٌّ لي إلاّ ربّ العالمين...}

أي كلّ آلهةٍ لكم فلا أعبدها إلا ربّ العالمين فإني أعبده. ونصبه بالاستثناء، كأنه قال هم عدوّ غير معبود إلاّ رب العالمين فإني أعبده.
وإنما قالوا {فإنّهم عدوٌّ لي} أي: لو عبدتهم كانوا لي يوم القيامة ضدّاً وعدوّاً). [معاني القرآن: 2/281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن المقلوب: أن يُقدَّمَ ما يُوضِّحه التأخير، ويؤخَّرَ ما يوضِّحُه التقديم.
كقول الله تعالى: {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ}، أي مخلف رسله وعده، لأنّ الإخلاف قد يقع بالوعد كما يقع بالرّسل، فتقول: أخلفت الوعد، وأخلفت الرّسل، وكذلك قوله سبحانه: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ} أي: فإنّي عدوّ لهم، لأنّ كل من عاديته عاداك). [تأويل مشكل القرآن: 193] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فإنّهم عدوّ لي إلّا ربّ العالمين}
قال النحويون: إنه استثناء ليس من الأول، أي لكن رب العالمين، ويجوز أن يكونوا عبدوا مع اللّه الأصنام وغيرها، فقال لهم: أن جميع من عبدتم عدوّ لي إلّا ربّ العالمين؛
لأنهم سوّوا آلهتهم باللّه فأعلمهم أنه قد تبرأ مما يعبدون إلا اللّه فإنه لم يتبرأ من عبادته). [معاني القرآن: 4/93]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فإنهم عدو لي إلا رب العالمين}
يجوز أن يكون استثناء ليس من الأول
ويجوز أن يكون المعنى كل ما تعبدونه عدو لي يوم القيامة إلا الله جل وعز
ومن أصح ما قيل فيه أن المعنى فإنهم عدو لي لو عبدتهم يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/87-86]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {الّذي خلقني فهو يهدين} [الشعراء: 78] الّذي خلقني وهداني). [تفسير القرآن العظيم: 2/508]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
(وقوله جل وعز: {الذي خلقني فهو يهدين}

وقرأ بن أبي إسحاق فهو يهديني بإثبات الياء فيها كلها وقرأ والذي أطمع أن يغفر لي خطاياي يوم الدين
وقال ليست خطيئة واحدة
قال أبو جعفر والتوحيد جيد على أن تكون خطيئة بمعنى خطايا كما قرئ (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة)
قال مجاهد في قوله: {والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي}
قال هو قوله: {بل فعله كبيرهم هذا} وقوله: {إني سقيم}
وقوله حين أراد فرعون من الفراعنة أن يأخذ سارة قال هي أختي). [معاني القرآن: 5/88-87]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)}

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({والّذي هو يطعمني ويسقين {79} وإذا مرضت فهو يشفين {80} والّذي يميتني ثمّ يحيين {81}} [الشعراء: 79-81]، يعني: البعث). [تفسير القرآن العظيم: 2/508]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({والّذي أطمع} [الشعراء: 82] وهو طمع اليقين.
{أن يغفر لي خطيئتي يوم الدّين} [الشعراء: 82] يومٌ يدين اللّه النّاس فيه بأعمالهم في تفسير قتادة.
وقال مجاهدٌ: يوم الحساب وهو واحدٌ.
وقوله: {خطيئتي} تفسير مجاهدٍ، يعني: قوله إنّه {سقيمٌ} وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا} وقوله لسارة: إن سألوك فقولي إنّك أختي.
قال يحيى: وحدّثنيه همّامٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم). [تفسير القرآن العظيم: 2/508]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {والّذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدّين}

جاء في التفسير أن خطيئته قوله: إن سارّة أختي، وقوله بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم.
وقوله: {فقال إني سقيم}.
وقد بينّا معنى قوله: {بل فعله كبيرهم هذا}.
ومعنى خطيئتي أن الأنبياء بشر، وقد يجوز أن يقع عليهم الخطيئة إلا أنهم صلوات الله عليهم لا تكون منهم الكبيرة لأنهم معصومون مختارون على العالمين كل نبي هو أفضل من عالم أهل دهره كلّهم). [معاني القرآن: 4/94-93]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ربّ هب لي حكمًا} [الشعراء: 83] ثبّتني على النّبوّة.
{وألحقني بالصّالحين} [الشعراء: 83] أهل الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/508]

تفسير قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ (84)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({واجعل لي لسان صدقٍ في الآخرين} [الشعراء: 84] في الآخرة، فليس من أهل دينٍ
[تفسير القرآن العظيم: 2/508]
إلا وهم يتولّونه ويحبّونه، وهي مثل قوله: {وتركنا عليه في الآخرين} [الصافات: 78]، أي: أبقينا عليه في الآخرين الثّناء الحسن). [تفسير القرآن العظيم: 2/509]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {واجعل لّي لسان صدقٍ في الآخرين...}

حدثني عمرو بن أبي المقدام عن الحكم عن مجاهد قال: ثناء حسناً). [معاني القرآن: 2/281]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {واجعل لي لسان صدقٍ في الآخرين} أي ثناءً حسناً في الآخرين). [مجاز القرآن: 2/87]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لسان صدق في الآخرين}: قالوا الثناء الحسن). [غريب القرآن وتفسيره: 282]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن الاستعارة: اللسان يوضع موضع القول، لأنّ القول يكون بها. قال الله، عز وجل، حكاية عن إبراهيم عليه السلام: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ}. أي ذكرا حسنا.
وقال الشاعر:
إنّي أتتني لِسَانٌ لا أُسَرُّ بها = من عَلْوَ لا عَجَبٌ مِنها ولا سَخَرُ
أي أتاني خبر لا أسرّ به). [تأويل مشكل القرآن: 146]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {واجعل لي لسان صدق في الآخرين}
معناه اجعل لي ثناء حسنا باقيا إلى آخر الدهر). [معاني القرآن: 4/94]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قال مجاهد في قوله جل وعز: {واجعل لي لسان صدق في الآخرين}
قال الثناء الحسن
وروي عن ابن عباس قال اجتماع الأمم عليه). [معاني القرآن: 5/88]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لِسَانَ صِدْقٍ}: الثناء الحسن). [العمدة في غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: {وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {واجعلني من ورثة جنّة النّعيم} [الشعراء: 85] وهو اسمٌ من أسماء الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/509]

تفسير قوله تعالى: {وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({واغفر لأبي إنّه كان من الضّالّين} [الشعراء: 86] قال إبراهيم هذا في حياة أبيه، وكان في طمعٍ في أن يؤمن، فلمّا مات تبيّن له أنّه من أهل النّار، فلم يدع له). [تفسير القرآن العظيم: 2/509]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولا تخزني يوم يبعثون} [الشعراء: 87]، يعني: ولا تعذّبني، تفسير السّدّيّ، {يوم يبعثون} [الشعراء: 87].
عن أبيه، قال: حدّثني أبو الأشهب، عن الحسن، قال: إنّ أبا إبراهيم يأخذ بحجزة إبراهيم يوم القيامة، فيقول إبراهيم: يا ربّ وعدتني ألا تخزيني، فبينما هو كذلك أفلتت يده منه فلم يره إلا وهو يهوي في النّار كأنّه ضبعانٌ أمدر، فأعرض بوجهه وأمسك بأنفه وقال: يا ربّ ليس بأبي، ليس بأبي.
وعن الحسن بن دينارٍ، عن حميد بن هلالٍ، عن قيس بن عبادٍ قال: بينما النّاس على ذبابة الجسر، يعني: جسر جهنّم، إذ جاء رجلٌ هو أحد عباد اللّه الصّالحين، قال الحسن بن دينارٍ: وحدّثنا الحسن أنّ رسول اللّه عليه السّلام، قال: هو إبراهيم، وقال قيس بن عبادٍ: وهو آخذٌ بيد أبيه فقال: ربّ، أبي، وقضيت ألا تخزيني، فما يزال متعلّقًا به حتّى
[تفسير القرآن العظيم: 2/509]
يحوّله اللّه في صورة ضبعانٍ أمدر،
فيرسله ويقول: لست بأبي). [تفسير القرآن العظيم: 2/510]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88)}

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون {88} إلا من أتى اللّه بقلبٍ سليمٍ {89}} [الشعراء: 88-89] قال قتادة: أي: من الشّرك، في تفسير سعيدٍ، عن قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 2/510]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {إلّا من أتى اللّه بقلبٍ سليمٍ} أي خالص من الشّرك).
[تفسير غريب القرآن: 318]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إلا من أتى الله بقلب سليم}
قال قتادة أي سليم من الشرك
وقال عروة لم يلعن شيئا قط). [معاني القرآن: 5/88]

تفسير قوله تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وأزلفت الجنّة للمتّقين} [الشعراء: 90]، أي: وأدنيت الجنّة للمتّقين، في تفسير سعيدٍ، عن قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 2/510]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {وأزلفت الجنّة للمتّقين} قربت وأدنيت، ومنه قوله:

طيّ الليالي زلفاً فزلفا=سماوة الهلال حتى احقوقفا
ويقال: له عندي زلفة أي قربى). [مجاز القرآن: 2/87]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأزلفنا ثمّ الآخرين} قال الحسن: أهلكنا.
وقال غيره: جمعنا. أراد: جمعناهم في البحر حتى غرقوا. قال: ومنه قيل: «ليلة المزدلفة» أي ليلة الازدلاف، وهو: الاجتماع. ولذلك قيل للموضع: «جمع».
ويقال: {أزلفنا}: قدّمنا وقرّبنا. ومنه «أزلفك اللّه» أي قربك.
ويقال أزلفني كذا عند فلان، أي قرّبني منه منظرا. و«الزّلف»: المنازل والمراقي. لأنها تدنوا بالمسافر والراقي والنازل.
وإلى هذا ذهب قتادة، فقال قرّبهم اللّه من البحر حتى أغرقهم فيه،
ومنه: {وأزلفت الجنّة للمتّقين} أي أدنيت.
وكلّ هذه التأويلات متقاربة: يرجع بعضها إلى بعض). [تفسير غريب القرآن: 318-317] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأزلفت الجنّة للمتّقين}
معناه قربت، وتأويله أنه قرب دخولهم إياها، ونظرهم إليها). [معاني القرآن: 4/94]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وأزلفنا ثم الآخرين}
قال الحسن أزلفنا أهلكنا
وقال أبو عبيدة أزلفنا جمعنا ومنه ليلة المزدلفة
وقال قتادة أزلفنا قربناهم من البحر فأغرقناهم
قال أبو جعفر وهذه الأقوال متقاربة لأنه إنما جمعهم للهلاك وقول قتادة أصحها ومنه وأزلفت الجنة للمتقين أي قربت ومنه:
مر الليالي زلفا فزلفا
وروي عن أبي بن كعب أنه قرأ وأزلقنا بالقاف). [معاني القرآن: 5/85] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {وأزلفت الجنة للمتقين}
أي قربت بمعنى قرب دخولهم إياها). [معاني القرآن: 5/89]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وأزلفت الجنة} أي: قربت). [ياقوتة الصراط: 385]

تفسير قوله تعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وبرّزت الجحيم للغاوين} [الشعراء: 91]، أي: ونحّيت، أظهرت الجحيم، النّار.
{للغاوين} [الشعراء: 91]، أي: للضّالّين، المشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/510]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(قوله: {وبرّزت الجحيم للغاوين}
أي أظهرت للضّالين، والغاوي الضال). [معاني القرآن: 4/94]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وبرزت الجحيم} أي: ظهرت، وكشف غطائها). [ياقوتة الصراط: 385]

تفسير قوله تعالى: {وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وقيل لهم} [الشعراء: 92]، أي: للضّالّين.
{أين ما كنتم تعبدون {92}). [تفسير القرآن العظيم: 2/510]

تفسير قوله تعالى: {مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({من دون اللّه} [الشعراء: 93]، يعني: الشّياطين الّذين دعوهم إلى عبادة من عبدوا من دون اللّه.
{هل ينصرونكم} [الشعراء: 93]، يعني: هل يمنعونكم من عذاب اللّه.
{أو ينتصرون} [الشعراء: 93] أو يمتنعون من عذاب اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/510]

تفسير قوله تعالى: {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فكبكبوا فيها} [الشعراء: 94] فقذفوا فيها، يعني: المشركين.
{هم والغاوون} [الشعراء: 94].
قال قتادة: {والغاوون} [الشعراء: 94] الشّياطين). [تفسير القرآن العظيم: 2/510]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فكبكبوا فيها} أي طرح بعضهم على بعض جماعةً جماعةً).
[مجاز القرآن: 2/87]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فكبكبوا فيها}: قلب بعضهم على بعض). [غريب القرآن وتفسيره: 282]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فكبكبوا فيها} أي ألقوا على رؤوسهم. وأصل الحرف: «كبّبوا» من قولك: كببت الإناء. فأبدل من الباء الوسطى كافا: استثقالا
لأجتماع ثلاث باءات. كما قالوا: «كمكموا» من «الكمّة» - وهي: القلنسوة - والأصل: «كمّموا»). [تفسير غريب القرآن: 318]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فكبكبوا فيها هم والغاوون}
أي في الجحيم، ومعنى كبكبوا طرح بعضهم على بعض.
وقال أهل اللّغة معناه دهوروا، وحقيقة ذلك في اللغة تكرير الانكباب كأنّه إذا ألقي ينكبّ مرة بعد مرة حتى يستقر فيها يستجير باللّه منها). [معاني القرآن: 4/94]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فكبكبوا فيها هم والغاوون}
كبكبوا أي قلبوا على رءوسهم
وقيل طرح بعضهم على بعض هذا قول أبي عبيدة
والأصل كببوا فأبدل من الباء كاف استثقالا للتضعيف
وقيل معنى فكبكبوا فجمعوا مشتق من كوكب الشيء أي معظمه والجماعة من الخيل كوكب وكبكبه
قال قتادة والغاوون الشياطين
وقال السدي فكبكبوا أي مشركو العرب والغاوون الآلهة وجنود إبليس من كان من ذريته
قال أبو جعفر ومعنى إذ نسويكم برب العالمين نعبدكم كما نعبده). [معاني القرآن: 5/90-89]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فكبكبوا فيها} أي: جمعوا فيها). [ياقوتة الصراط: 385]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَكُبْكِبُوا}: قلب بعضهم على بعض). [العمدة في غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: {وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وجنود إبليس أجمعون {95} قالوا} [الشعراء: 95-96]، قال المشركون للشّياطين.
[تفسير القرآن العظيم: 2/510]
{وهم فيها يختصمون} [الشعراء: 96] وهو تبرّؤ بعضهم من بعضٍ، ولعن بعضهم بعضًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/511]

تفسير قوله تعالى: {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({تاللّه} [الشعراء: 97] قسمٌ يقسمون باللّه.
{إن كنّا} [الشعراء: 41] في الدّنيا.
{في ضلالٍ مبينٍ} [القصص: 85] بيّنٍ.
وقال السّدّيّ: {تاللّه إن كنّا لفي ضلالٍ مبينٍ} [الشعراء: 97] يقول: واللّه لقد كنّا {لفي ضلالٍ مبينٍ} [الشعراء: 97] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/511]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(إن الخفيفة: تكون بمعنى (ما)...، وقال المفسرون: وتكون بمعنى لقد، كقوله: {إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}و{تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} و{فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ}).

[تأويل مشكل القرآن: 552](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {تاللّه إن كنّا لفي ضلال مبين* إذ نسوّيكم بربّ العالمين}
معناه واللّه ما كنا إلّا في ضلال مبين حيث سويناكم باللّه – عز وجل - فأعظمناكم وعبدناكم كما يعبد اللّه). [معاني القرآن: 4/94]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ نسوّيكم بربّ العالمين} [الشعراء: 98]، أي: نتّخذكم آلهةً). [تفسير القرآن العظيم: 2/511]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {تاللّه إن كنّا لفي ضلال مبين * إذ نسوّيكم بربّ العالمين}

معناه واللّه ما كنا إلّا في ضلال مبين حيث سويناكم باللّه – عز وجل - فأعظمناكم وعبدناكم كما يعبد اللّه). [معاني القرآن: 4/94] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وما أضلّنا إلا المجرمون} [الشعراء: 99]، أي: الشّياطين هم أضلّونا لما دعوهم إليه من عبادة الأوثان). [تفسير القرآن العظيم: 2/511]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فما لنا من شافعين} [الشعراء: 100] يشفعون لنا اليوم عند اللّه حتّى لا يعذبنا). [تفسير القرآن العظيم: 2/511]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولا صديقٍ حميمٍ} [الشعراء: 101]، أي: شفيقٍ في تفسير مجاهدٍ، يحمل عنّا من ذنوبنا كما كان يحمل الحميم عن حميمه في الدّنيا.
وهي في تفسير الحسن: القرابة، كما يحمل ذو القرابة عن قرابته، والصّديق عن صديقه.
وقال السّدّيّ: {ولا صديقٍ حميمٍ} [الشعراء: 101]، يعني: قريب القرابة، قالوا هنا حين شفع للمذنبين من المؤمنين، فأخرجوا منها كقوله: {فما تنفعهم شفاعة الشّافعين} [المدثر: 48] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/511]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
(وقوله جل وعز: {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم}

حميم أي خاص ومنه حامة الرجل وأصل هذا من الحميم وهو الماء الحار ومنه الحمام والحمى
فحامة الرجل الذين يحرقهم ما أحرقه كما يقال هم حزانتهم أي يحزنهم ما يحزنه). [معاني القرآن: 5/90]

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فلو أنّ لنا كرّةً} [الشعراء: 102] : رجعةً إلى الدّنيا.
[تفسير القرآن العظيم: 2/511]
{فنكون من المؤمنين} [الشعراء: 102] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (104)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين {103} وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم {104}} [الشعراء: 103-104] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 09:54 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 105 إلى 175]

{كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110) قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111) قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112) إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113) وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114) إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (115) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116) قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118) فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122) كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135) قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ (136) إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138) فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140) كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145) أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآَيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154) قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167) قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169) فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ (172) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (174) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (175)}

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كذّبت قوم نوحٍ المرسلين} [الشعراء: 105]، يعني: نوحًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {كذّبت قوم نوحٍ} قوم يذكر ويؤنث).
[مجاز القرآن: 2/87]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {كذّبت قوم نوح المرسلين}
دخلت التاء وقوم نوح مذكرون، لأن المعنى كذبت جماعة قوم نوح، وقال المرسلين، ويجوز أن يكونوا كذبوا نوحا وحده، ومن كذب رسولا واحدا من رسل اللّه فقد كذّب الجماعة وخالفها، لأن كل رسول يأمر بتصديق جميع الرسل، وجائز أن يكون كذبت جميع الرسل). [معاني القرآن: 4/95]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ قال لهم أخوهم نوحٌ} [الشعراء: 106] أخوهم في النّسب وليس بأخيهم في الدّين.
{ألا تتّقون} [الشعراء: 106] يقول: ألا تخشون اللّه، وهو تفسير السّدّيّ، يأمرهم أن يتّقوا اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتّقون}

وقيل (أخوهم) لأنه منهم، وكل رسول يأتي بلسان قومه ليوضع لهم الحجة ويكون أبين لهم). [معاني القرآن: 4/95]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إذ قال لهم أخوهم نوح} سمعت الإمامين يقولان: أخوهم في النسب، ليس في الدين). [ياقوتة الصراط: 386]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّي لكم رسولٌ أمينٌ} [الشعراء: 107] على ما جئتكم به). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وما أسألكم عليه} [الشعراء: 109] على ما جئتكم به من الهدى.
{من أجرٍ إن أجري} [الشعراء: 109] إن ثوابي.
{إلا على ربّ العالمين {109} فاتّقوا اللّه وأطيعون {110}). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا أنؤمن لك} [الشعراء: 111] أنصدّقك.
{واتّبعك الأرذلون} [الشعراء: 111] قال قتادة: سفلة النّاس وأراذلهم، أي: وسقطهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {واتّبعك الأرذلون...}

وذكر أن بعض القراء قرأ: وأتباعك الأرذلون ولكنّي لم أجده عن القراء المعروفين وهو وجه حسنٌ). [معاني القرآن: 2/281]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا أنؤمن لك واتّبعك الأرذلون}
ويقرأ (وأتباعك الأرذلون*، وهي في العربية جيّدة قويّة لأن واو الحال تصحب الأسماء أكثر في العربية، لأنك تقول: جئتك وأصحابك الزيدون، ويجوز: وصحبك الزيدون،
والأكثر جئتك وقد صحبك الزيدون، وقيل في قوله: الأرذلون: نسبوهم إلى الحياكة والحجامة، والصناعات لا تضرّ في باب الدّيانات). [معاني القرآن: 4/95]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقرأ يعقوب وغيره (قالوا أنؤمن لك وأتباعك الأرذلون)
وهي قراءة حسنة وهذه الواو أكثر ما يتبعها الأسماء والأفعال بعد وأتباع جمع تبع وتبع يكون للواحد والجميع قال الشاعر:

له تبع قد يعلم الناس أنه = على من تدانى صيف وربيع
وقيل إنما أرادوا أن أتباعك الحجامون والحاكة والصناعات ليست بضارة في الدين
وروى عيسى بن ميمون عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وسعيد عن قتادة واتبعك الأرذلون قال الحاكة). [معاني القرآن: 5/91-90]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وما علمي بما كانوا يعملون} [الشعراء: 112]، أي: بما يعملون، إنّما أقبل منهم الظّاهر وليس لي بباطن أمرهم علمٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إن حسابهم} [الشعراء: 113]، يعني: ما جزاؤهم، وهو تفسير السّدّيّ. ). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(والحساب: الجزاء، قال الله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}، أي جزاءهم.

وقال تعالى: {إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ} ، لأن الجزاء يكون بالحساب). [تأويل مشكل القرآن: 513]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إلا على ربّي لو تشعرون {113} وما أنا بطارد المؤمنين {114}} [الشعراء: 113-114] يعنيهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (115)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا لئن لم تنته يا نوح} [الشعراء: 116] عمّا تدعونا إليه، وعن ذمّ آلهتنا وشتمها.
{لتكوننّ من المرجومين} [الشعراء: 116] قال قتادة: بالحجارة، فلنقتلنّك بها). [تفسير القرآن العظيم: 2/512]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكوننّ من المرجومين}
أي: بالحجارة). [معاني القرآن: 4/95]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [الشعراء: 117] نوحٌ.
{ربّ إنّ قومي كذّبون {117}). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]

تفسير قوله تعالى: {فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فافتح بيني وبينهم فتحًا} [الشعراء: 118] قال قتادة: اقض بيني وبينهم قضاءً.
{ونجّني ومن معي من المؤمنين} [الشعراء: 118] والفتح القضاء، وإذا قضى اللّه بين النّبيّ وقومه هلكوا، وهذا حيث أمر بالدّعاء عليهم، فاستجيب له، فأهلكهم اللّه، ونجّاه ومن معه من المؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فافتح بيني وبنيهم فتحاً} أي أحكم بيني وبينهم حكماً،

قال الشاعر:
ألا أبلغ بني عصم رسولاً=فإني عن فتاحتكم غنّي).
[مجاز القرآن: 2/87]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فافتح بيني وبينهم} أي احكم بيني وبينهم واقض. ومنه قيل للقاضي: الفتّاح). [تفسير غريب القرآن: 318]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فافتح بيني وبينهم فتحا ونجّني ومن معي من المؤمنين}
معناه احكم بيني وبينهم حكما، والقاضي يسمى الفتّاح من هذا). [معاني القرآن: 4/97]

تفسير قوله تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون} [الشعراء: 119] والمشحون الموقّر بحمله ممّا حمل نوحٌ في السّفينة من كلٍّ زوجين اثنين، ومن معه من المؤمنين، كان معه امرأته وثلاثة بنينٍ له: سامٌ، وحامٌ، ويافثٌ، ونساؤهم، فجميعهم ثمانيةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فيٌ الفلك المشحون} أي المملوء، ومنه قولهم شحنها عليهم خيلا ورجالاً أي ملأها، والفلك يقع لفظه على الواحد والجميع من السفن سواء، بمنزلة قوله السلام رطابٌ وكذلك الحجر الواحد).
[مجاز القرآن: 2/88]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {المشحون}: المملوء. يقال شحنها عليهم خيلا ورجالا أي ملأها). [غريب القرآن وتفسيره: 283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {والفلك المشحون}: المملوء. يقال: شحنت الإناء، إذا ملأته). [تفسير غريب القرآن: 318]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون}
واحدها فلك وجمعها فلك، وزعم سيبويه أنه بمنزلة – أسد وأسد، وقياس فعل قياس فعل، ألا ترى أنك تقول قفل وإقفال وجمل وأجمال، وكذلك أسد وأسد وآساد،
وفلك وفلك وأفلاك في الجمع - والمشحون المملوء، يقال شحنته أي ملأته). [معاني القرآن: 4/95]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله تعالى: {فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون} المشحون : المملوء). [معاني القرآن: 5/91]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْمَشْحُونِ}: المملوء). [العمدة في غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ثمّ أغرقنا بعد} [الشعراء: 120] من أنجينا في السّفينة.
{الباقين} [الشعراء: 120] وهم قوم نوحٍ، وفيها تقديمٌ ثمّ أغرقنا الباقين بعد). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين {121} وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم {122}} [الشعراء: 121-122] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كذّبت عادٌ المرسلين} [الشعراء: 123]، يعني: هودًا أخاهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إذ قال لهم أخوهم هودٌ} [الشعراء: 124] أخوهم في النّسب وليس بأخيهم في الدّين.
{ألا تتّقون} [الشعراء: 124] اللّه، يقول: ألا تخشون اللّه، تفسير السّدّيّ، يأمرهم أن يتّقوا اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّي لكم رسولٌ أمينٌ} [الشعراء: 125] على ما جئتكم به). [تفسير القرآن العظيم: 2/513]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وما أسألكم عليه} [الشعراء: 127]، أي: على ما جئتكم به.
[تفسير القرآن العظيم: 2/513]
{من أجرٍ إن أجري} [الشعراء: 127] وثوابي.
{إلا على ربّ العالمين {127}). [تفسير القرآن العظيم: 2/514]

تفسير قوله تعالى: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {أتبنون} [الشعراء: 128] على الاستفهام، أي: قد فعلتم.
{بكلّ ريعٍ} [الشعراء: 128]، أي: بكلّ طريقٍ في تفسير قتادة.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: بكلّ فجٍّ بين جبلين.
{آيةً} [الشعراء: 128]، أي: علمًا.
{تعبثون} [الشعراء: 128] تلعبون.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: إنّه بنيانٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/514]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أتبنون بكلّ ريعٍ...}
و(ريع) لغتان مثل الرّير والرار وهو المخّ الردئ. وتقول راع الطّعام إذا كان له ريعٌ). [معاني القرآن: 2/281]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {بكلّ ربعٍ} وهو الارتفاع من الأرض والطريق والجميع أرباع وربعة قال ذو الرمة:
وقال الشماخ:
تعنّ له بمذنب كل وادٍ= إذا ما الغيث أخضل كل ربع).
[مجاز القرآن: 2/88]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {بكل ريع}: ويقال ريع وهو الارتفاع من الأرض والجماعة الريعة مثل ديك وديكة). [غريب القرآن وتفسيره: 283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( (الريع): الارتفاع من الأرض. جمع «ريعة».
قال ذو الرّمّة يصف بازيا:
طراق الخوافي مشرقا فوق ريعة =ندى ليله في ريشه يترقرق
والرّيع أيضا: الطريق. قال المسيب بن علس - وذكر ظعنا -:
في الآل يخفضها ويرفعها ريع يلوح كأنه سحل
و«السّحل»: الثوب الأبيض. شبّه الطريق به.
و{الآية}: العلم). [تفسير غريب القرآن: 319-318]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {أتبنون بكلّ ريع آية تعبثون}
يقرأ ريع وريع - بكسر الراء وفتحها - وهو في اللغة الموضع المرتفع من الأرض ومن ذلك كم ريع أرضك، أي كم ارتفاع أرضك.
جاء في التفسير: {بكلّ ريع} كل فجّ والفجّ الطريق المنفرج في الجبل، وجاء أيضا بكل طريق.
وقوله {آية} علامة). [معاني القرآن: 4/96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أتبنون بكل ريع آية تعبثون}
قال قتادة والضحاك الريع الطريق
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد بكل ريع بكل فج
قال أبو جعفر والفج الطريق في الجبل
وقال جماعة من أهل اللغة الريع ما ارتفع من الأرض جمع ريعة وكم ريع أرضك أي كم ارتفاعها
ومعروف في اللغة أن يقال لما ارتفع من الأرض ريع وللطريق ريع والله أعلم بما أراد
وروى عبد الله بن كثير عن مجاهد: {أتبنون بكل ريع آية تعبثون}
قال بروج الحمامات). [معاني القرآن: 5/92-91]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ(ت:345هـ):({بكل ريع} الريع: الصومعة، والريع: البرج للحمام - أيضا - يكون في الصحراء، والريع: التل العالي).[ياقوتة الصراط: 386]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الريع): الارتفاع من الأرض، جمع ريعة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 176]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الرِيعٍ): ما ارتفع من الأرض). [العمدة في غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وتتّخذون مصانع} [الشعراء: 129] قال الحسن: البناء.
وقال الكلبيّ: القصور.
قال يحيى: ويقال مصانع للماء.
{لعلّكم تخلدون} [الشعراء: 129] في الدّنيا، أي: لا تخلدون فيها.
عن أبيه قال: حدّثني إسرائيل بن يونس، والخليل بن مرّة، عن قتادة، قال: كانت في الحرف الأوّل: وتتّخذون مصانع كأنّكم تخلدون فيها.
وتفسير سعيدٍ عن قتادة، قال: في بعض القراءة: كأنّكم خالدون في الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 2/514]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله:{وتتّخذون مصانع لعلّكم تخلدون...}

معناه: كيا تخلدوا). [معاني القرآن: 2/281]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وتتّخذون مصانع} وكل بناء مصنعة). [مجاز القرآن: 2/88]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {مصانع}: كل بناء مصنعة). [غريب القرآن وتفسيره: 283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و(المصانع): البناء. واحدها: «مصنعة».
{لعلّكم تخلدون} أي كيما تخلدوا. وكأن المعنى: أنهم كانوا يستوثقون في البناء والحصون، ويذهبون إلى أنها تحصّنهم من أقدار اللّه عز وجل). [تفسير غريب القرآن: 319]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وتتّخذون مصانع لعلّكم تخلدون}
واحد المصانع مصنعة ومصنع، وهي التي تتخذ للماء، وقيل مبان ومعنى (لعلّكم تخلدون) أي لأن تخلدوا، أي وتتخذون مباني للخلود لا تتفكرون في الموت). [معاني القرآن: 4/96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون}
روى ابن أبي نجيح عن مجاهد مصانع قال قصورا وحصونا
وقال سفيان هي مصانع الماء
قال أبو إسحاق واحدها مصنع ومصنعة
قال أبو جعفر والذي قاله مجاهد من أن المصانع القصور والحصون معروف في اللغة
قال أبو عبيدة يقال لكل بناء مصنع ومصنعة
وروى عبد الله بن كثير عن مجاهد وتتخذون مصانع قال بالآجر والطين
وفي بعض القراءات كأنكم تخلدون والمعنيان
متقاربان لأن معنى لعلكم تخلدون أنكم على رجاء من الخلود). [معاني القرآن: 5/94-92]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَصَانِعَ}: أبنية). [العمدة في غريب القرآن: 227]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإذا بطشتم} [الشعراء: 130] بالمؤمنين.
[تفسير القرآن العظيم: 2/514]
{بطشتم جبّارين} [الشعراء: 130]، يعني: قتّالين تعدون عليهم، هودٌ يقوله لهم، أي: أسرفتم في العقوبة.
وقال السّدّيّ: {بطشتم جبّارين} [الشعراء: 130]، يعني: قتّالين، يقول: إذا عاقبتم أسرفتم في العقوبة جعلتم مكان الضّرب قتلا، يقول: إذا أخذتم أخذتم، فقتلتم في غير حقٍّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/515]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وإذا بطشتم بطشتم جبّارين...}:

تقتلون على الغضب. هذا قول الكلبيّ. وقال غيره {بطشتم جبّارين} بالسوط). [معاني القرآن: 2/281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وإذا بطشتم بطشتم جبّارين}يقول إذا ضربتم: ضربتم بالسياط ضرب الجبّارين، وإذا عاقبتم قتلتم).[تفسير غريب القرآن: 319]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذا بطشتم بطشتم جبّارين}
جاء في التفسير أن بطشهم كان بالسّوط والسّيف، وإنما أنكر ذلك عليهم لأنه ظلم، فأمّا في الحق فالبطش بالسوط والسيف جائز). [معاني القرآن: 4/96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإذا بطشتم بطشتم جبارين} قال مجاهد بالسيف والسوط). [معاني القرآن: 5/94]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131)}

تفسير قوله تعالى: {وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132)}

تفسير قوله تعالى: {أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133)}

تفسير قوله تعالى: {وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134)}

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ (136)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فاتّقوا اللّه وأطيعون {131} واتّقوا الّذي أمدّكم بما تعلمون {132}} [الشعراء: 131-132] ثمّ أخبر بالّذي أمدّهم به، فقال: {أمدّكم بأنعامٍ وبنين {133} وجنّاتٍ وعيونٍ {134} إنّي أخاف عليكم عذاب يومٍ عظيمٍ {135} قالوا سواءٌ علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين {136}} [الشعراء: 133-136]، أي: أو لم تعظنا). [تفسير القرآن العظيم: 2/515]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إن هذا} [الشعراء: 137]، أي: الّذي جئتنا به.
{إلا خلق الأوّلين} [الشعراء: 137] في تفسير الحسن.
عن أبيه، قال: وحدّثني إسماعيل بن مسلمٍ، قال: اختلفت أنا ومالك بن دينارٍ في هذا الحرف، فقلت أنا: إن هذا إلا خلق الأوّلين وقال مالك بن دينارٍ: {خلق الأوّلين} [الشعراء: 137] فأتيت الحسن فسألته فقال: {إن هذا إلا خلق الأوّلين} [الشعراء: 137] قال: خلقهم الكذب.
وقال السّدّيّ: إلا خلق إني الأولين، يعني: تخلّق الأوّلين وتخرّصهم للكذب.
وعن سعيد بن قتادة قال: {إن هذا إلا خلق الأوّلين} [الشعراء: 137]، أي: هكذا
[تفسير القرآن العظيم: 2/515]
كان النّاس قبلنا يعيشون ما عاشوا ثمّ يموتون، ولا بعث عليهم ولا حساب.
قال يحيى: يعنون أنّ هكذا كان الخلق قبلنا، ونحن مثلهم.
وبعضهم يقول: {خلق الأوّلين} [الشعراء: 137] دين الأوّلين، يعنون ما هم عليه من شركٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {خلق الأوّلين...}

وقراءة الكسائي (خلق الأوّلين) ... وقراءتي (خلق الأولين) فمن قرأ (خلق) يقول: اختلاقهم وكذبهم ومن قرأ {خلق الأولين} يقول: عادة الأولين أي وراثة أبيك عن أول. والعرب تقول: حدّثنا بأحاديث الخلق وهي الخرافات المفتعلة وأشباهها فلذلك اخترت الخلق). [معاني القرآن: 2/281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إن هذا إلّا خلق الأوّلين} أراد: اختلاقهم وكذبهم. يقال: خلقت الحديث واختلقته، إذا افتعلته.
قال الفراء: «والعرب تقول للخرافات. أحاديث الخلق».
ومن قرأ: {إلّا خلق الأوّلين}، أراد: عادتهم وشأنهم). [تفسير غريب القرآن: 319]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الخلق: التّخرّص، قال الله تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} أي: خرصهم للكذب.
وقال تعالى: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا}، أي تخرصون كذبا.
وقال تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} أي: افتعال للكذب.
والعرب تقول للخرافات: أحاديث الخلق). [تأويل مشكل القرآن: 506]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إن هذا إلّا [خلق] الأوّلين}
ويقرأ (خلق الأولين)، فمن قرأ خلق الأولين بضم الخاء فمعناه عادة الأولين، ومن قرأ خلق بفتح الخاء، فمعناه اختلاقهم وكذبهم.
وفي (خلق الأولين) وجه آخر، أي خلقنا كما خلق من كان قبلنا، نحيا كما حيوا، ونموت كما ماتوا ولا نبعث، لأنّهم أنكروا البعث). [معاني القرآن: 4/97]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن هذا إلا خلق الأولين}
قال قتادة خلق الأولين بالضم يعيشون كما عاشوا أي نحيا ونموت كما حيوا وماتوا
قال عبد الله بن مسعود خلق الأولين أي اختلاقهم
قال أبو جعفر خلق الشيء واختلقه بمعنى). [معاني القرآن: 5/94-95]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {خُلُقُ الْأَوَّلِينَ}: أي اختلاقهم وكذبهم. يقال: خلقت الحديث إذا افتعلته. ومن قرأ (خلق): بالضم أراد عادتهم وشأنهم).
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 176]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وما نحن بمعذّبين} [الشعراء: 138]، أي: لا نبعث ولا نعذّب). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]

تفسير قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139)}

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فكذّبوه فأهلكناهم إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين {139} وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم {140}} [الشعراء: 139-140] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كذّبت ثمود المرسلين} [الشعراء: 141]، يعني: صالحًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ قال لهم أخوهم صالحٌ} [الشعراء: 142] أخوهم في النّسب وليس بأخيهم في الدّين.
{ألا تتّقون} [الشعراء: 142] اللّه، وهي مثل الأولى، يأمرهم أن يتّقوا اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّي لكم رسولٌ أمينٌ} [الشعراء: 143] على ما جئتكم به.
{فاتّقوا اللّه وأطيعون {144}). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وما أسألكم عليه من أجرٍ إن أجري} [الشعراء: 145] إن ثوابي.
{إلا على ربّ العالمين {145}). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]

تفسير قوله تعالى: {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ (146)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {أتتركون في ما ههنا آمنين {146}} [الشعراء: 146] على الاستفهام، أي: لا تتركون فيه). [تفسير القرآن العظيم: 2/516]

تفسير قوله تعالى: {فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147)}

تفسير قوله تعالى: {وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وزروعٍ ونخلٍ طلعها هضيمٌ {148}} [الشعراء: 148] عن أبيه، عن المعلّى، عن أبي يحيى، وابن مجاهدٍ، عن أبيه قال: هشيمٌ، أي: يتهشّم إذا مسّ، في تفسير مجاهدٍ.
[تفسير القرآن العظيم: 2/516]
وقال الحسن: رخوٌ.
وقال قتادة: ليّنٌ.
وقال الكلبيّ: لطيفٌ وهو الطّلع ما لم ينشقّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/517]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {هضيمٌ...}

يقول: ما دام في كوافيره وهو الطّلع. والعرب تسمّى الطلع الكفرّى والكوافير واحدته كافورة، وكفرّاةٌ واحدة الكفرّى). [معاني القرآن: 2/282]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ونخلٌ طلعها هضيمٌ} أي قد ضمّ بعضه بعضاً وهي النخل وهو النخل يذكر ويؤنث، وفي آية أخرى {أعجاز نخلٍ منقعرٍ}). [مجاز القرآن: 2/88]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {طلعها هضيمٌ} والهضيم: الطّلع قبل أن تنشقّ عنه القشور وتنفتح.
يريد: أنه منضم مكتنز. ومنه قيل: اهضم الكشحين، إذا كان منضمّهما). [تفسير غريب القرآن: 319]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وزروع ونخل طلعها هضيم}
الهضيم: الداخل بعضه في بعض، وهو فيما قيل أن رطبه بغير نوى، وقيل الهضيم الذي يتهشم تهشما.
والهضيم في اللغة الضامر الداخل بعضه في بعض ولا شيء في الطلع أبلغ من هذا). [معاني القرآن: 4/96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وزروع ونخل طلعها هضيم}
قال الضحاك أي يركب بعضه بعضا
قال أبو جعفر وقيل هضيم أي هاضم مريء لطيف أول ما طلع
وقال مجاهد حين يطلع يقبض عليه فيهضمه
قال أبو جعفر أصل الهضم انضمام الشيء ومنه هضيم الكشح ريا المخلخل
ومنه فلان أهضم الكشح أي ضامره فيقال للطلع هضيم قبل أن يتفتح
وروى إسحاق عن بريد {ونخل طلعها هضيم} قال منه ما قد أرطب ومنه مذنب). [معاني القرآن: 5/96-95]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {هضيم} أي: مريء، وهضيم - أيضا - ناعم). [ياقوتة الصراط: 387]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {طَلْعُهَا هَضِيمٌ}: أي منضم مكتنز. وذلك قبل أن تنشق عنه القشور). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 176]

تفسير قوله تعالى: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وتنحتون من الجبال بيوتًا فارهين} [الشعراء: 149] شرهين في تفسير مجاهدٍ، من قبل شره النّفس.
وتفسير الحسن: آمنين.
وتفسير الكلبيّ: حذقين بصنعتها.
وقال قتادة: معجبين). [تفسير القرآن العظيم: 2/517]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {بيوتاً فارهين...}

حاذقين و{فارهين} أشرين). [معاني القرآن: 2/282]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين} أي حاذقين، وقال آخرون: فارهين أي مرحين، وقال عدي بن وداع المقوى من العقاة بن عمرو بن مالك ابن فهم من الأزد:
لا أستكين إذا ما أزمة أزمت=ولن تراني بخير فاره اللبب
أي مرح اللبب ويجوز فرهين في معني فارهين). [مجاز القرآن: 2/89-88]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( (فرهين): أشرين بطرين، ومن قرأها {فارهين} فيجوز أن يكون في معنى فرهين ويكون بمعنى حاذقين). [غريب القرآن وتفسيره: 284]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فارهين}: أشرين بطرين. ويقال: الهاء فيه مبدلة من حاء، أي فرحين. و«الفرح» قد يكون: السرور، ويكون: الأشر. ومنه قول اللّه عز وجل: {إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} أي الأشرين.
ومن قرأ: {فارهين}، فهي لغة أخرى. يقال: فره وفاره، كما يقال: فرح وفارح.
ويقال: {فارهين}: حاذقين). [تفسير غريب القرآن: 320-319]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والفرح: البطر والأشر، لأن ذلك عن إفراط السرور، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}
وقال: {إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} وقال: {ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ}.
وقد تبدل (الحاء) في هذا المعنى (هاء) فيقال: فره أي بطر، قال الله تعالى: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ} أي: أشرين بطرين. و(الهاء) تبدل من (الحاء) لقرب مخرجيهما، تقول: (مدحته) و(مدهته)، بمعنى واحد). [تأويل مشكل القرآن: 491] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين}
(فرهين) جاء في التفسير أشرين وجاء في التفسير فرحين، وقرئت (فارهين)
ومعنى فارهين: حاذقين.
و " فرهين " منصوب على الحال). [معاني القرآن: 4/96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين}
قال أبو صالح أي: حاذقين بنحتها
وقال منصور بن المعتمر فارهين أي: حاذقين
وقال الحسن فرهين أي: آمنين
وقال عبدا لله بن شداد فارهين بألف أي: متجبرين
وقال قتادة فرهين أي: معجبين
وقال مجاهد فرهين أي: أشرين بطرين
قال أبو جعفر وهذا أعرفها في اللغة وهو قول أبي عمرو وأبي عبيدة فكأن الهاء مبدلة من حاء لأنهما من حروف الحلق
وأبو عبيدة يذهب إلى أن فارهين وفرهين بمعنى واحد). [معاني القرآن: 5/97-96]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فارهين}: حاذقين). [ياقوتة الصراط: 387]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَارِهِينَ}: أي أشرين بطرين، وقيل: الهاء أصلها الحاء، والأصل "فرحين" فرحاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 176]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (فَرِهِينَ): بطرين
{فَارِهِينَ}: حاذقين). [العمدة في غريب القرآن: 227]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151)}

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (الّذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون {152}} [الشعراء: 152] قال قتادة: المشركين، إلى آخر الآية). [تفسير القرآن العظيم: 2/517]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا إنّما أنت من المسحّرين} [الشعراء: 153] تفسير الحسن، وابن مجاهدٍ، عن أبيه: من المسحورين.
وتفسير الكلبيّ: المسحّر، الّذي ليس له شيءٌ ولا ملكٌ.
وبعضهم يقول: من المسحورين، من المخلوقين). [تفسير القرآن العظيم: 2/517]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّما أنت من المسحّرين...}

قالوا له: لست بملك إنما أنت بشر مثلها. والمسحّر: المجوّف، كأنه - والله أعلم - من قولك: انتفخ سحرك أي أنك تأكل الطعام والشراب وتسحرّ به وتعلّل.
وقال الشاعر:
فإن تسألينا فيمن نحن فإنّنا =عصافير من هذا الأنام المسحّر
يريد: المعلّل والمخدوع. ونرى أنّ السّاحر من ذلك أخذ). [معاني القرآن: 2/282]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {قالوا إنمّا أنت من المسحّرين} وكل من أكل من إنس أو دابة فهو مسحر وذلك أن له سحراً يقرى يجمع ما أكل فيه،
قال لبيد بن ربيعة:
[مجاز القرآن: 2/89]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {المسحرين}: من له سحر والسحر الرئة والمعنى أنك مخلوق). [غريب القرآن وتفسيره: 284]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّما أنت من المسحّرين} أي: من المعلّلين بالطعام والشراب.
يريدون: إنما أنت بشر. وقد تقدم ذكر هذا). [تفسير غريب القرآن: 320]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا إنّما أنت من المسحّرين}
أي ممن له سحر، والسحر الرّئة، أي إنما أنت بشر مثلنا.
وجائز أن يكون (من المسحّرين) من المفعّلين من السحر أي ممن قد سحر مرة بعد مرة). [معاني القرآن: 4/97-96]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا إنما أنت من المسحرين} أي من المسحورين قاله مجاهد
وأبو عبيدة يذهب إلى أن المعنى إنما أنت بشر لك سحر والسحر الرئة
وقيل من المسحرين أي من المعللين بالطعام والشراب كما قال الشاعر:
أرانا موضعين لحتم غيب = ونسحر بالطعام وبالشراب).
[معاني القرآن: 5/97]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إنما أنت من المسحرين} أي: من المعللين بالطعام
والشراب، ومن المسحرين: أي: المسحورين، ومن المسحرين: أي من المخدوعين). [ياقوتة الصراط: 388-387]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إنما أنت الْمُسَحَّرِينَ}: المعللين بالطعام. يريدون: أنت بشر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 176]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْمُسَحَّرِينَ}: من المعللين). [العمدة في غريب القرآن: 227]

تفسير قوله تعالى: {مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآَيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {ما أنت إلا بشرٌ مثلنا فأت بآيةٍ إن كنت من الصّادقين} [الشعراء: 154] بما جئتنا به.
قالوا له: إن كنت صادقًا، فأخرج لنا من هذه الصّخرة ناقةً، وكانت صخرةٌ يصبّون عليها اللّبن في سنّتهم، فدعا اللّه، فتصدّعت الصّخرة، فخرجت منها ناقةٌ عشراء فنتجت فصيلا). [تفسير القرآن العظيم: 2/517]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال هذه ناقةٌ لها شربٌ ولكم شرب يومٍ معلومٍ} [الشعراء: 155] كانت تشرب الماء يومًا، ويشربونه يومًا.
[تفسير القرآن العظيم: 2/517]
وعن سعيدٍ، عن قتادة، قال: كان إذا كان يوم شربها أضرّت بمواشيهم وزروعهم ولم تضرّ شفاههم، في قول الحسن، وإذا كان يوم شربهم كان لأنفسهم، ولمواشيهم وأرضهم.
وبعضهم يقول: كانوا يحلبونها يوم شربها، فإذا كان يوم شربهم كان اللّبن للفصيل.
وكان قتادة يقول: ما ذكروا لها لبنًا.
قال يحيى: وبلغنا أنّها كانت تأتي الماء من فجٍّ، وترجع من فجٍّ آخر، يضيق عليها الفجّ الأوّل إذا شربت). [تفسير القرآن العظيم: 2/518]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لّها شربٌ...}

لها حظّ من الماء. والشّرب والشّرب مصدران. وقد قالت العرب: آخرها أقلّها شرباً وشرباً وشرباً). [معاني القرآن: 2/282]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لها شربٌ} يكسر أوله ويضم ويفتح). [مجاز القرآن: 2/89]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لها شربٌ} أي حظّ من الماء). [تفسير غريب القرآن: 320]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {لها شرب ولكم شرب يوم معلوم} والشرب: الحظ من الماء). [معاني القرآن: 5/98-97]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولا تمسّوها بسوءٍ} [الشعراء: 156]، يعني: بعقرٍ، وهو تفسير السّدّيّ لا تعقروها.
{فيأخذكم عذاب يومٍ عظيمٍ {156}). [تفسير القرآن العظيم: 2/518]

تفسير قوله تعالى: {فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (فعقروها فأصبحوا نادمين {157} فأخذهم العذاب} [الشعراء: 157-158] كان أوّل سبب عقرهم إيّاها أنّها كانت تضرّ بمواشيهم وأرضهم، كانت مواشيهم لا تقرّ مع النّاقة، كانت المواشي إذا رأتها هربت منها، فإذا كان الصّيف صافت النّاقة بظهر الوادي، في برده وخصبه وطيبه، وهبطت مواشيهم إلى بطن الوادي في جدبه وحرّه، وإذا كان الشّتاء شتّت النّاقة في بطن الوادي، في دفئه وخصبه وصعدت مواشيهم إلى ظهر الوادي في جدبه وبرده، حتّى إذ أضرّ ذلك بمواشيهم الأمر الّذي أراد اللّه بهم، فبينما قومٌ منهم يومًا جلوسٌ يشربون الخمر، ففني الماء الّذي يمزجون به، فبعثوا رجلا ليأتيهم بالماء، وكان يوم شرب النّاقة، فرجع إليهم بغير ماءٍ، وقال: حالت النّاقة بيني وبين الماء، ثمّ بعثوا آخر، فقال مثل ذلك، فقال بعضهم
[تفسير القرآن العظيم: 2/518]
لبعضٍ: ما تنظرون، قد منعتنا الماء، ومنعت مواشينا الرّعي، وأضرّت بأرضنا، فانبعث أشقاها، فعقرها، فقتلها، فتذامروا بينهم، في تفسير سعيدٍ عن قتادة، وقالوا: عليكم الفصيل، وصعد الفصيل إلى القارة، والقارة: الجبل.
وقال الحسن: وكان ذلك عن رضًى منهم كلّهم، فقال لهم صالحٌ: {تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّامٍ} [هود: 65].
قال قتادة: وذكر لنا أنّ صالحًا حين أخبرهم أنّ العذاب آتيهم، لبسوا الأنطاع، والأكسية، واطّلوا، وقال لهم: آية ذلك أن تصفرّ وجوهكم في اليوم الأوّل، وتحمرّ في الثّاني، وتسودّ في اليوم الثّالث، فلمّا كان في اليوم الثّالث استقلّ الفصيل القبلة، فقال: يا ربّ أمّي، يا ربّ أمّي، يا ربّ أمّي، فأرسل اللّه عليهم العذاب عند ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 2/519]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (فعقروها فأصبحوا نادمين {157} فأخذهم العذاب} [الشعراء: 157-158] كان أوّل سبب عقرهم إيّاها أنّها كانت تضرّ بمواشيهم وأرضهم، كانت مواشيهم لا تقرّ مع النّاقة، كانت المواشي إذا رأتها هربت منها، فإذا كان الصّيف صافت النّاقة بظهر الوادي، في برده وخصبه وطيبه، وهبطت مواشيهم إلى بطن الوادي في جدبه وحرّه، وإذا كان الشّتاء شتّت النّاقة في بطن الوادي، في دفئه وخصبه وصعدت مواشيهم إلى ظهر الوادي في جدبه وبرده، حتّى إذ أضرّ ذلك بمواشيهم الأمر الّذي أراد اللّه بهم، فبينما قومٌ منهم يومًا جلوسٌ يشربون الخمر، ففني الماء الّذي يمزجون به، فبعثوا رجلا ليأتيهم بالماء، وكان يوم شرب النّاقة، فرجع إليهم بغير ماءٍ، وقال: حالت النّاقة بيني وبين الماء، ثمّ بعثوا آخر، فقال مثل ذلك، فقال بعضهم
[تفسير القرآن العظيم: 2/518]
لبعضٍ: ما تنظرون، قد منعتنا الماء، ومنعت مواشينا الرّعي، وأضرّت بأرضنا، فانبعث أشقاها، فعقرها، فقتلها، فتذامروا بينهم، في تفسير سعيدٍ عن قتادة، وقالوا: عليكم الفصيل، وصعد الفصيل إلى القارة، والقارة: الجبل.
وقال الحسن: وكان ذلك عن رضًى منهم كلّهم، فقال لهم صالحٌ: {تمتّعوا في داركم ثلاثة أيّامٍ} [هود: 65].
قال قتادة: وذكر لنا أنّ صالحًا حين أخبرهم أنّ العذاب آتيهم، لبسوا الأنطاع، والأكسية، واطّلوا، وقال لهم: آية ذلك أن تصفرّ وجوهكم في اليوم الأوّل، وتحمرّ في الثّاني، وتسودّ في اليوم الثّالث، فلمّا كان في اليوم الثّالث استقلّ الفصيل القبلة، فقال: يا ربّ أمّي، يا ربّ أمّي، يا ربّ أمّي، فأرسل اللّه عليهم العذاب عند ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 2/519] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين {158} وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم {159}} [الشعراء: 158-159] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/519]

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كذّبت قوم لوطٍ المرسلين} [الشعراء: 160]، يعني: لوطًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/519]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ قال لهم أخوهم لوطٌ} [الشعراء: 161] أخوهم في النّسب، وليس بأخيهم في الدّين.
[تفسير القرآن العظيم: 2/519]
{ألا تتّقون} [الشعراء: 161]، يعني: ألا تخشون اللّه، يأمرهم أن يتّقوا اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّي لكم رسولٌ أمينٌ} [الشعراء: 162] على ما جئتكم به.
{فاتّقوا اللّه وأطيعون {163}). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وما أسألكم عليه من أجرٍ إن أجري} [الشعراء: 164] إن ثوابي.
{إلا على ربّ العالمين {164} أتأتون الذّكران من العالمين {165}). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]

تفسير قوله تعالى: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأن يأتي على مذهب الاستفهام وهو توبيخ
كقوله: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ}). [تأويل مشكل القرآن: 280-279]

تفسير قوله تعالى: {وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وتذرون ما خلق لكم ربّكم من أزواجكم} [الشعراء: 166] أقبال النّساء، في تفسير مجاهدٍ، ذكره عاصم بن حكيمٍ.
وفي تفسير ابن مجاهدٍ، عن أبيه: {وتذرون ما خلق لكم ربّكم من أزواجكم} [الشعراء: 166] ترككم أقبال النّساء، وإتيانكم أدبار الرّجال.
وقال السّدّيّ: {ما خلق لكم ربّكم من أزواجكم} [الشعراء: 166] ما جعل لكم ربّكم من فروج نسائكم، وهذا على الاستفهام، أي: قد فعلتم.
{بل أنتم قومٌ عادون} [الشعراء: 166] مجاوزون لأمر اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وتذرون ما خلق لكم ربّكم مّن أزواجكم...}

ما جعل لكم من الفروج. وفي قراءة عبد الله (ما أصلح لكم ربّكم) ). [معاني القرآن: 2/282]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم}
قال إبراهيم بن المهاجر قال لي مجاهد كيف يقرأ عبد الله بن مسعود وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم قلت وتذرون ما أصلح لكم ربكم من أزواجكم
قال الفرج كما قال تعالى: {فأتوهن من حيث أمركم الله}
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم
قال القبل الفرج إلى أدبار النساء والرجال
ثم قال جل وعز: {بل أنتم قوم عادون} يقال عدا إذا تجاوز في الظلم). [معاني القرآن: 5/99-98]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكوننّ من المخرجين} [الشعراء: 167] من قريتنا، أي: نقتلك، فنخرجك منها قتيلا). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال إنّي لعملكم من القالين} [الشعراء: 168] من المبغضين). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {من القالين} أي من المبغضين. يقال: قليت الرجل، أي أبغضته).
[تفسير غريب القرآن: 320]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال إنّي لعملكم من القالين}
والقالي: التارك للشيء الكاره له غاية الكراهة). [معاني القرآن: 4/99]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال إني لعملكم من القالين} أي: المبغضين الكارهين.
وقد قلاه يقليه قلى وقلاء كما قال:
عليك السلام لا ملك قريبة = ومالك عندي إن نأيت قلاء).
[معاني القرآن: 5/99]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {من القالين} أي: من المبغضين). [ياقوتة الصراط: 388]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {من الْقَالِينَ}: أي: من المبغضين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 176]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {ربّ نجّني وأهلي ممّا يعملون} [الشعراء: 169] وأهله أمّته المؤمنون قال اللّه: {فنجّيناه وأهله أجمعين {170}). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]

تفسير قوله تعالى: {فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170)}

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إلا عجوزًا في الغابرين {171}} [الشعراء: 171] غبرت بقيت في عذاب اللّه، لم ينجّها). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إلاّ عجوزاً في الغابرين...}
والغابرون الباقون.
ومن ذلك قول الشاعر: وهو الحارث بن حلّزة:
لا تكسع الشّول بأغبارها =إنّك لا تدري من الناتج
الأغبار ها هنا بقايا اللبن في ضروع الإبل وغيرها، واحدها غبر. قال وأنشدني بعض بني أسدٍ وهو أبو القمقام:
تذبّ منها كلّ حيزبون=مانعةٍ لغبرها زبون).
[معاني القرآن: 2/283-282]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إلاّ عجوزاً في الغابرين} والغابر الباقي قال العجاج:
فما ونى محمد مذ أن غفر= له الإله ما مضى وما غبر
أي بقى وكذلك غبر اللبن والحيض وغير الليل، ويقال: غبرٌ تخفف من ذا إلا عجوزراً وقد هلكت في الهالكين الذي هلكوا من قومها ومجازها إلا عجوزاً هرمة في العابرين الذين بقوا حتى هرموا وقد أهلكت مع الذين أهلكوا،
وقال الأعشى:
عضّ بما أبقى المواسي له=من أمه في الزمن الغابر
معناه عض بالذي أبقى المواسي له من أمه، الغابر منه أي الباقي ألا ترى أنه قال:
وكنّ قد أبقين منها أذىً=عند الملاقي وافر الشافر).
[مجاز القرآن: 2/89-90]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إلّا عجوزا في الغابرين}
جاء في التفسير في الباقين في العذاب، والغابر في اللغة الباقي
وأنشدوا للعجاج:
فما ونى محمد مذ أن غفر=له الإله ما مضى وما غبر
وأنشدوا للعجاج:
لا تكسع الشّول بأغبارها= إنّك لا تدري من الناتج
أغبارها ما بقي من اللبن في أخلاف الناقة). [معاني القرآن: 4/100-99]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إلا عجوزا في الغابرين}
قال أبو عبيدة والفراء أي الباقين
قال أبو جعفر يقال للذاهب غابر وللباقي غابر كما قال:
لا تكسع الشول بأغبارها = إنك لا تدري من الناتج
وكما قال:
فما ونى محمد مذ أن غفر = له الإله ما مضى وما غبر
أي: وما بقي
والأغبار بقيات الألبان والشول الإبل التي قد شالت بأذنابها). [معاني القرآن: 5/100-99]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {في الغابرين} أي: في الباقين من المعذبين). [ياقوتة الصراط: 389]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ (172)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ثمّ دمّرنا الآخرين} [الشعراء: 172] قوم لوطٍ وامرأته معهم، وكانت منافقة، تظهر للوطٍ الإيمان وهي على الشّرك). [تفسير القرآن العظيم: 2/520]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وأمطرنا عليهم مطرًا} [الشعراء: 173]
[تفسير القرآن العظيم: 2/520]
قال قتادة: أمطر اللّه على قرية قوم لوطٍ حجارةً.
{فساء مطر المنذرين} [الشعراء: 173]، أي: فبئس مطر المنذرين أنذرهم لوطٌ فلم يقبلوا.
أصاب قريتهم الخسف، وأصابت الحجارة من كان خارجًا من القرية وأهل السّفر منهم، وأصاب العجوز حجرٌ فقتلها). [تفسير القرآن العظيم: 2/521]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (174)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (175)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين {174} وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم {175}} [الشعراء: 174-175] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/521]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 09:57 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 176 إلى آخر السورة]

{كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185) وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187) قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (188) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191) وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204) أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209) وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220) هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)}

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كذّب أصحاب الأيكة المرسلين} [الشعراء: 176] بعث شعيبٌ إلى أمّتين، والأيكة: الغيضة). [تفسير القرآن العظيم: 2/521]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {أصحاب الأيكة} وجمعها أيكٌ وهي جماع من الشجر). [مجاز القرآن: 2/90]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الأيكة}: الشجرة والجماع الأيك). [غريب القرآن وتفسيره: 284]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الأيكة}: الغيضة. وجمعها: «أيك»). [تفسير غريب القرآن: 320]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: (كذّب أصحاب الأيكة المرسلين }
الأيكة الشجر الملتف، ويقال أيكة وأيك، مثل أجمة، وأجم والفصل بين واحده وجمعه الهاء. ويقال في التفسير إن أصحاب الأيكة هؤلاء كانوا أصحاب شجر ملتف،
ويقال إن شجرهم هو الدّوم.
والدّوم هو شجر المقل.
وأكثر القراء - على إثبات الألف واللام في الأيكة، وكذلك يقرأ أبو عمرو وأكثر القرّاء، وقرأ أهل المدينة أصحاب ليكة مفتوحة اللام، فإذا وقف - على أصحاب، قال ليكة المرسلين.
وكذلك هي في هذه السورة بغير ألف في المصحف، وكذلك أيضا في سورة (ص) بغير ألف وفي سائر القرآن بألف.
ويجوز وهو حسن جدّا:
" كذب أصحاب آلأيكة المرسلين " بغير ألف في الخط - على الكسر – على أن الأصل الأيكة فألقيت الهمزة فقيل ليكة، والعرب تقول الأحمر جاءني، وتقول إذا ألقت الهمزة لحمر جاء في بفتح اللام وإثبات ألف الوصل، ويقولون أيضا: لاحمر جاءني يريدون الأحمر؛ وإثبات الألف واللام فيهما في سائر القرآن يدل على أنّ حذف الهمزة منها التي هي ألف الوصل بمنزلة قولهم لاحمر.
قال أبو إسحاق: - أعني إن القراءة بجر ليكة، وأنت تريد الأيكة واللام، أجود من أن تجعلها ليكة، وأنت لا تقدّر الألف واللام وتفتحها لأنها لا تنصرف، لأن ليكة لا تعرف و إنما هي أيكة للواحد وأيك للجمع، فأجود القراءة فيها الكسر، وإسقاط الهمزة لموافقة المصحف، وأهل المدينة يفتحون على ما جاء في التفسير أن اسم المدينة التي كانت للذين أرسل إليهم شعيب عليه السلام (ليكة).
وكان أبو عبيد القاسم بن سلام يختار قراءة أهل المدينة والفتح، لأن ليكة لا تنصرف، وذكر أنه اختار ذلك لموافقتها الكتاب مع ما جاء في التفسير، كأنّها تسمى المدينة الأيكة، وتسمّى الغيضة التي تضمّ هذا الشجر الأيكة.
والكسر جيّد على ما وصفنا، ولا أعلمه إلّا قد قرئ). [معاني القرآن: 4/97-98]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {كذب أصحاب الأيكة المرسلين}
الأيكة عند أهل اللغة الشجر الملتف والجمع أيك
ويروى أنهم كانوا أصحاب شجر ملتف
وقد قيل إن الأيكة اسم موضع ولا يصح ذلك ولا يعرف). [معاني القرآن: 5/100]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْأَيْكَةِ}: من الشجرة). [العمدة في غريب القرآن: 227]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إذ قال لهم شعيبٌ ألا تتّقون} [الشعراء: 177] اللّه ألا تخشون اللّه، وهي مثل الأولى، يأمرهم أن يتّقوا اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/521]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
(وقوله جل وعز: {إذ قال لهم شعيب ألا تتقون}

قرئ على أحمد بن شعيب عن عبد الحميد بن محمد قال حدثنا مخلد قال حدثنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال كل الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة نوح وصالح وهود وشعيب وإبراهيم ولوط وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ومحمد صلى الله عليهم
وزعم الشرقي بن قطامي أن شعيبا هو ابن عيفا بن نويب بن مدين بن إبراهيم
وزعم ابن سمعان أن شعيبا بن جزي بن يشجر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم صلى الله عليهم). [معاني القرآن: 5/101]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إنّي لكم رسولٌ أمينٌ} [الشعراء: 178] على ما جئتكم به.
{فاتّقوا اللّه وأطيعون {179}). [تفسير القرآن العظيم: 2/521]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وما أسألكم عليه من أجرٍ} [الشعراء: 180] على ما جئتكم به.
{إن أجري} [الشعراء: 180] إن جزائي، أي: إن ثوابي.
{إلا على ربّ العالمين {180}). [تفسير القرآن العظيم: 2/521]

تفسير قوله تعالى: {أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين {181}} [الشعراء: 181]، يعني: من المتنقّصين الّذين ينتقصون النّاس حقوقهم.
وقال السّدّيّ: من {المخسرين} [الشعراء: 181]، يعني: من النّاقصين في الكيل والميزان). [تفسير القرآن العظيم: 2/521]

تفسير قوله تعالى: {وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وزنوا بالقسطاس المستقيم} [الشعراء: 182] قال قتادة: العدل.
وقال سفيان الثّوريّ، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ: العدل بالرّوميّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/522]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {وزنوا بالقسطاس المستقيم} أي: بالسواء والعدل). [مجاز القرآن: 2/90]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {القسطاس}: العدل). [غريب القرآن وتفسيره: 284]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وزنوا بالقسطاس المستقيم}قال عبد الله بن عباس ومجاهد القسطاس العدل). [معاني القرآن: 5/101]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الْقِسْطَاسِ): العدل). [العمدة في غريب القرآن: 227]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ولا تبخسوا النّاس أشياءهم} [الشعراء: 183]، أي: ولا تنقصوا النّاس أشياءهم، يعني: الّذي لهم، وكانوا أصحاب تطفيفٍ ونقصٍ في الميزان.
قال: {ولا تعثوا في الأرض مفسدين} [الشعراء: 183] لا تسيروا في الأرض مفسدين في تفسير قتادة.
وفي تفسير الحسن: ولا تكونوا في الأرض مفسدين). [تفسير القرآن العظيم: 2/522]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {ولا تبخسوا النّاس أشياءهم} أي لا تنقصوهم يقال في المثل:

تحسبها حمقاء وهي باخسة). [مجاز القرآن: 2/90]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولا تعثوا في الأرض} يقال عثيت تعثى عثواً وهي أشد الفساد والخراب ). [مجاز القرآن: 2/90]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ولا تبخسوا الناس أشياءهم}
أي ولا تظلموا ومنه قول العرب تحسبها حمقاء وهي باخس). [معاني القرآن: 5/102]

تفسير قوله تعالى: {وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({واتّقوا الّذي خلقكم والجبلّة الأوّلين} [الشعراء: 184] والخليقة الأوّلين، هذا تفسير مجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/522]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {والجبلّة الأوّلين...}

قرأها عاصم والأعمش بكسر الجيم وتشديد اللام، ورفعها آخرون. واللام مشدّدة في القولين: {والجبلّة} ). [معاني القرآن: 2/283]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {والجبلّة الأوّلين} أي: الخلق وجاء خبرها على المعنى الجماع وإذا نزعت الهاء من آخرها ضممت أوله،
كما هو في آية أخرى {ولقد أضلّ منكم جبلّاً} قال أبو ذؤيب:

منايا يقرّبن الحتوف لأهلها= جهاراً ويستمتعن بالأنس الجبل).
[مجاز القرآن: 2/91-90]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الجبلة الأولين}: الخلق وهو من جبل على كذا وكذا). [غريب القرآن وتفسيره: 284]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الجبلّة}: الخلق. يقال: جبل فلان على كذا وكذا، أي خلق. قال الشاعر:
والموت أعظم حادث مما يمر على الجبلّة).
[تفسير غريب القرآن: 320]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (واتّقوا الّذي خلقكم والجبلّة الأوّلين}
{والجبلّة الأوّلين}عطف على الكاف والميم المعنى اتقوا الّذي خلقكم وخلق الجبلّة الأوّلين.
ويقرأ والجبلّة بضم الجيم والباء، ويجوز: والجبلة الأولين والجبلة الأولين.
فأمّا الأوليان فالقراءة بهما، وهاتان جائزتان.
قوله: (فأسقط علينا كسفا من السّماء)- وكسفا - يقرأ بهما جميعا.
فمن قرأ كسفا - بإسكان السين - فمعناه جانبا، ومن قرأ كسفا فتأويله قطعا من السماء جمع كسفة وكسف، مثل كسرة وكسر). [معاني القرآن: 4/101-101]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين}
روى ابن أبي نجيح عن مجاهد الجبلة الخليقة
قال أبو جعفر يقال جبل فلان على كذا أي خلق
وقوله جبلة وجبلة وجبلة). [معاني القرآن: 5/102]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {والجبلة الأولين)}أي: خلق الأولين). [ياقوتة الصراط: 389]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْجِبِلَّةَ}: الخلق). [العمدة في غريب القرآن: 227]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا إنّما أنت من المسحّرين} [الشعراء: 185] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/522]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وما أنت إلا بشرٌ مثلنا وإن نظنّك لمن الكاذبين} [الشعراء: 186] فيما تدّعي من الرّسالة). [تفسير القرآن العظيم: 2/522]

تفسير قوله تعالى: {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فأسقط علينا كسفًا من السّماء} [الشعراء: 187] قال قتادة: قطعًا.
{إن كنت من الصّادقين} [الشعراء: 187] بما جئت به.
{قال ربّي أعلم بما تعملون} [الشعراء: 188] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/522]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فأسقط علينا كسفاً من السّماء} جمع كسفة بمنزلة سدرة والجميع سدر ومعناها قطعاً). [مجاز القرآن: 2/91]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فأسقط علينا كسفاً}، أي قطعة من السّماء.
يقال: كسف وكسفة،كما يقال: قطع وقطعة. و«كسف» جمع «كسفة»، كما يقال: قطع [جمع قطعة] ). [تفسير غريب القرآن: 320]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فأسقط علينا كسفا من السماء}
روى علي بن الحكم عن الضحاك {فأسقط علينا كسفا} قال جانبا
قال أبو جعفر ويقرأ كسفا وهو جمع كسفة وهي القطعة). [معاني القرآن: 5/103-102]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء}: أي قطعة من السماء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 177]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (188)}

تفسير قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فكذّبوه فأخذهم عذاب يوم الظّلّة إنّه كان عذاب يومٍ عظيمٍ} [الشعراء: 189] عن أبيه، عن سعيدٍ، عن قتادة، قال: كان أصحاب الأيكة أهل غيضةٍ
[تفسير القرآن العظيم: 2/522]
وشجرٍ متكارسٍ، وكان أكثر شجرهم الدّوم، هذا المقلّ، فسلّط اللّه عليهم الحرّ سبعة أيّامٍ، فكان لا يكنّهم ظلٌّ، ولا ينفعهم منه شيءٌ، فبعث اللّه عليهم سحابةً، فلجئوا تحتها يلتمسون
الرّوح، فجعلها اللّه عليهم عذابًا، فجعل تلك السّحابة نارًا، فاضطرمت عليهم، فهلكوا فذلك قوله: {فأخذهم عذاب يوم الظّلّة} [الشعراء: 189]، يعني: تلك السّحابة). [تفسير القرآن العظيم: 2/523]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: (فكذّبوه فأخذهم عذاب يوم الظّلّة إنّه كان عذاب يوم عظيم }

الظّلّة: سحابة أظلّتهم، فاجتمعوا تحتها مستجيرين بها مما نالهم من حرّ ذلك اليوم ثمّ أطبقت عليهم فكان من أعظم يوم في الدنيا عذابا.
{إنّه كان عذاب يوم عظيم} ولو كان في غير القرآن لجاز عظيما، والجر أجود كما جاء به القرآن.
وقوله: (وتذرون ما خلق لكم ربّكم من أزواجكم).
وقرأ ابن مسعود " ما أصلح لكم ربكم من أزواجكم "
يعنى به الفروج، وعلى ذلك التفسير.
وذلك أنّ قوم لوط كانوا يعدلون في النساء عن الفروج إلى الأدبار، فأعلم اللّه عزّ وجلّ أنّهم بفعلهم هذا عادون.
وعادون ظالمون غاية الظلم.
ويروى أن ابن عمر سئل عن التحميض، فقال: أو يفعل ذلك المسلمون والتحميض فعل قوم لوط بالنّساء والرجال.
ومن أجاز هذا في النساء فمخطئ خطأ عظيما). [معاني القرآن: 4/99-98]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة}
قال عبد الله بن عباس أصابهم حر شديد فدخلوا البيوت فأخذ بأنفاسهم فخرجوا إلى البرية لا يسترهم شيء فأرسل الله إليهم سحابة فهربوا إليها ليستظلوا بها،
ونادى بعضهم بعضا فلما اجتمعوا تحتها أهلكهم الله جل وعز
وقال مجاهد فلما اجتمعوا تحتها صيح بهم فهلكوا). [معاني القرآن: 5/103]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين {190} وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم {191}} [الشعراء: 190-191] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/523]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين} [الشعراء: 192]، يعني: القرآن). [تفسير القرآن العظيم: 2/523]

تفسير قوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {نزل به} [الشعراء: 193]، يعني: القرآن.
{الرّوح الأمين} [الشعراء: 193] قال قتادة: وهو في تفسير السّدّيّ جبريل، وهي تقرأ على وجهين بالرّفع والنّصب فمن قرأها بالرّفع قال: {نزل به} [الشعراء: 193] خفيفةً {الرّوح الأمين} [الشعراء: 193] جبريل نزل به، ومن قرأها بالنّصب قال: {نزّل به} [الشعراء: 193] مثقّلةً، اللّه نزّل به الرّوح الأمين، اللّه نزّل جبريل بالقرآن). [تفسير القرآن العظيم: 2/523]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {نزل به الرّوح الأمين...}

كذا قرأها القراء. وقرأها الأعمش وعاصم والحسن (نزّل به) بالتشديد. ونصبوا (الروح الأمين) وهو جبريل {على قلبك} يتلوه عليك. ورفع أهل المدينة {الرّوح الأمين} وخفّفوا {نزل} وهما سواء في المعنى). [معاني القرآن: 2/283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما الرُّوح: فرُوحُ الأجسامِ الذي يقبضُه الله عند الممات.[تأويل مشكل القرآن: 485]
والرُّوح: جبريل عليه السلام. قال الله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ}، يعني جبريل). [تأويل مشكل القرآن: 486]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (نزل به الرّوح الأمين *على قلبك لتكون من المنذرين }
ويقرأ (نزّل به الرّوح الأمين)، المعنى نزل اللّه به الروح الأمين.
والروح الأمين. جبريل عليه السلام). [معاني القرآن: 4/100] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {نزل به الروح الأمين}
يعني جبريل صلى الله عليه
على قلبك أي يتلوه فيعيه قلبك). [معاني القرآن: 5/103]

تفسير قوله تعالى: {عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {على قلبك} [الشعراء: 194] يا محمّد.
{لتكون من المنذرين {194} بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ {195}). [تفسير القرآن العظيم: 2/524]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: (نزل به الرّوح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين }

ويقرأ (نزّل به الرّوح الأمين)، المعنى نزل اللّه به الروح الأمين.
والروح الأمين. جبريل عليه السلام.
وقوله: {على قلبك} معناه: نزل عليك فوعاه قلبك وثبت فلا تنساه أبدا ولا شيئا منه.
كما قال عزّ وجلّ: (سنقرئك فلا تنسى) ). [معاني القرآن: 4/100]

تفسير قوله تعالى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وإنّه لفي زبر الأوّلين {196}} [الشعراء: 196] قال قتادة: أي: وإنّ القرآن لفي كتب الأوّلين، التّوراة والإنجيل.
وقال السّدّيّ: {وإنّه لفي زبر الأوّلين} [الشعراء: 196] يقول: نعت محمّدٍ وأمّته في زبر الأوّلين، يعني: في كتاب الأوّلين). [تفسير القرآن العظيم: 2/524]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وإنّه لفي زبر الأوّلين...}

وإنّ هذا القرآن لفي بعض زبر الأولين وكتبهم. فقال: {في زبر} وإنما هو في بعضها، وذلك واسع؛ لأنك تقول: ذهب الناس وإنما ذهب بعضهم). [معاني القرآن: 2/283]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {في زبر الأوّلين} أي كتب الأولين واحدها زبور). [مجاز القرآن: 2/91]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإنّه لفي زبر الأوّلين}
تأويله واللّه أعلم أن ذكر محمد عليه السلام وذكر القرآن في زبر الأولين، والزّبر الكتب، زبور وزبر مثل قولك رسول ورسل كما قال الله عزّ وجلّ:
{يجدونه مكتوبا عندهم في التّوراة والإنجيل} ). [معاني القرآن: 4/100]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإنه لفي زبر الأولين} أي: إن إنزاله وذكره). [معاني القرآن: 5/104]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أولم يكن لهم آيةً} [الشعراء: 197] وهي تقرأ على وجهين، بالتّاء والياء، فمن قرأها بالتّاء يقول: قد كانت لهم آيةً، ومن قرأها بالياء، فيجعلها عملا في باب كان يقول: قد كان لهم آيةٌ.
{أن يعلمه علماء بني إسرائيل} [الشعراء: 197]، يعني: من آمن منهم، أي: فقد كان لهم في إيمانهم به آيةً، هذا تفسير الحسن.
وقال قتادة: يعني: اليهود والنّصارى أنّهم يجدون محمّدًا في التّوراة والإنجيل أنّه رسول اللّه.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: منهم عبد اللّه بن سلامٍ، وغيره من علمائهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/524]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أو لم يكن لّهم آيةً أن يعلمه علماء بني إسرائيل...}

يقول: يعلمون علم محمد صلى الله عليه وسلم أنه نبيّ في كتابهم. (الآية) منصوبة و(أن) في موضع رفع. ولو قلت: {أو لم يكن لّهم آيةٌ} بالرّفع (أن يعلمه) تجعل (أن) في موضع نصب لجاز ذلك). [معاني القرآن: 2/283]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {أو لم يكن لّهم آيةً أن يعلمه علماء بني إسرائيل}
وقال: {أو لم يكن لّهم آيةً أن يعلمه} اسم في موضع رفع مثل {مّا كان حجّتهم إلاّ أن قالوا} ولكن هذا لا يكون فيه إلا النصب في الأول {أن يعلمه} هو الذي يكون آية
وقد يجوز الرفع وهو ضعيف). [معاني القرآن: 3/18]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أولم يكن لهم آيةً أن يعلمه علماء بني إسرائيل}؟! أي علامة). [تفسير غريب القرآن: 321]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل }
إذا قلت (يكن) فالاختيار نصب (آية).
ويكون (أن يعلمه) اسم كان ويكون (آية) خبر كان، المعنى أو لم يكن علم علماء بني إسرائيل أن النبي عليه السلام حق وأنّ نبوته حق آية؛ أي علامة موضّحة، لأن العلماء الذين آمنوا من بني إسرائيل وجدوا ذكر النبي عليه السلام مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل، كما قال اللّه عزّ وجلّ.
ومن قرأ (أولم تكن لهم آية) - بالتاء - جعل " آية " هي الاسم.
و " أن يعلمه " خبر (يكن).
ويجوز أيضا " أولم تكن لهم آية " بالتاء ونصب آية كما قال عزّ وجلّ: (ثمّ لم تكن فتنتهم إلّا أن قالوا).
ومثله قول لبيد:
فمضى وقدّمها وكانت عادة=منه إذا هي عرّدت إقدامها
فنصب (عادة) وقد أنث (كانت) وهي للإقدام، لأن الاسم والخبر في كان لشيء واحد وقد جاور الفعل لفظ التأنيث). [معاني القرآن: 4/102-101]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل}
وفي قراءة عبد الله أو ليس لكم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل
قال مجاهد هو عبد الله بن سلام
وقال غيره هو عبد الله وغيره ممن أسلم). [معاني القرآن: 5/104]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ولو نزّلناه} [الشعراء: 198]، يعني: القرآن.
{على بعض الأعجمين {198}). [تفسير القرآن العظيم: 2/524]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولو نزّلناه على بعض الأعجمين...}

الأعجم في لسانه. والأعجميّ المنسوب إلى أصله إلى العجم وإن كان فصيحاً. ومن قال: أعجم قال للمرأة عجماء إذا لم تحسن العربيّة ويجوز أن تقول عجميّ تريد أعجميّ تنسبه إلى أصله). [معاني القرآن: 2/283]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولو نزّلناه على بعض الأعجمين} يقال رجل أعجم إذا كانت في لسانه عجمة، ورجل عجمى أي من العجم وليس من اللسان، قال ذو الرمة:
أحبّ المكان القفر من أجل أنني= به أتغنّى بأسمها غير معجم
والدواب عجم لأنها لا تتكلم وجاء في الحديث العجماء جبارٌ لا تودي أي لا دية فيه). [مجاز القرآن: 2/91]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولو نزّلناه على بعض الأعجمين}
وقال: {على بعض الأعجمين} واحدهم "الأعجم" وهو إضافة كالأشعرين). [معاني القرآن: 3/18]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الأعجمين}: واحدهم أعجم والأنثى عجماء والجمع عجم إذا كان في لسان عجمة، والكلام الأعجمي ذو العجمة منسوب إلى نفسه كما قيل للأحمر أحمري فإذا نسبت الرجل إلى العجم قلت عجمي والجمع عجم، كما تقول عربي وعرب. وقوله {ولو جعلناه قرآنا أعجميا} فإنه منسوب إلى نفسه كما تقول للأحمر أحمري فنسبته إلى حمرته، فكذلك نسبته إلى عجميته. أعجمي وعربي ويتكلم بالأعجمي). [غريب القرآن وتفسيره: 285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {على بعض الأعجمين} يقال: رجل أعجم، إذا كانت في لسانه عجمة، ولو كان عربيّ النّسب،
ورجل أعجمي: إذا كان من العجم، وإن كان فصيح اللسان). [تفسير غريب القرآن: 321]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: (ولو نزّلناه على بعض الأعجمين }
(الأعجمين) جمع أعجم، والأنثى عجماء، والأعجم الذي لا يفصح، وكذلك الأعجمي، فأمّا العجميّ فالذي من جنس العجم.
أفصح أو لم يفصح). [معاني القرآن: 4/102]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ولو نزلناه على بعض الأعجمين}
الأعجم الذي لا يفصح وإن كان عربيا
والعجمي الذي أصله من العجم وإن كان فصيحا
وقد ذكرنا قوله: {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين} في سورة الحج). [معاني القرآن: 5/105-104]

تفسير قوله تعالى: {فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فقرأه عليهم} [الشعراء: 199] محمّدٌ في تفسير ابن مجاهدٍ، عن أبيه.
{ما كانوا به مؤمنين} [الشعراء: 199] يقول: لو أنزلناه بلسانٍ عجميٍّ لم تؤمن
[تفسير القرآن العظيم: 2/524]
به العرب كقوله: {وما أرسلنا من رسولٍ إلا بلسان قومه} [إبراهيم: 4].
وقال قتادة: إذًا لكانوا شرّ النّاس فيه، لما فقهوه، ولا دروا ما هو). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كذلك سلكناه} [الشعراء: 200] جعلناه.
{في قلوب المجرمين} [الشعراء: 200] المشركين، التّكذيب). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {كذلك سلكناه...}

يقول: سلكنا التكذيب في قلوب المجرمين كي لا يؤمنوا به {حتى يروا العذاب الأليم} وإن كان موقع كي في مثل هذا (لا) وأن جميعاً صلح الجزم في (لا) والرفع.
والعرب تقول: ربطت الفرس لا يتفلّت جزماً ورفعاً. وأوثقت العبد لا يفرر جزماً ورفعاً. وإنما جزم لأن تأويله إن لم أربطه فرّ فجزم على التأويل.
أنشدني بعض بني عقيل:
وحتى رأينا أحسن الفعل بيننا=مساكتة لا يقرف الشرّ قارف
ينشد رفعاً وجزماً. وقال آخر:
لو كنت إذ جئتنا حاولت رؤيتنا=أو جئتنا ماشياً لا يعرف الفرس
رفعاً وجزماً وقوله:
لطالما حلأنماها لا ترد=فخلّياها والسّجال تبترد
من ذلك). [معاني القرآن: 2/284-283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {كذلك سلكناه} يعني: التكذيب، أدخلناه {في قلوب المجرمين} ). [تفسير غريب القرآن: 321]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (كذلك سلكناه في قلوب المجرمين }
أي سلكنا تكذيبهم به في قلوبهم، جعل اللّه - عزّ وجل - مجازاتهم أن طبع على قلوبهم وسلك فيها الشرك). [معاني القرآن: 4/102]

تفسير قوله تعالى: {لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {لا يؤمنون به} [الشعراء: 201] بالقرآن.
{حتّى يروا العذاب الأليم} [الشعراء: 201] الموجع، يعني: قيام السّاعة). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
( {لا يؤمنون به حتّى يروا العذاب الأليم * فيأتيهم بغتةً وهم لا يشعرون * فيقولوا هل نحن منظرون}

وقال: {لا يؤمنون به حتّى يروا العذاب الأليم} {فيأتيهم} ليس بمعطوف على {حتّى} إنّما هو جوابٌ لقوله: {لا يؤمنون به} فلما كان جوابا للنفي انتصب،
وكذلك {فيقولوا} إنما هو جواب للنفي.
وقال: {إنّي آمنت بربّكم فاسمعون} أي: فاسمعوا مني). [معاني القرآن: 3/18]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( (لا يؤمنون به حتّى يروا العذاب الأليم }
أخبر عزّ وجلّ أنه لما سلك في قلوبهم الشرك منعهم من الإيمان). [معاني القرآن: 4/102]

تفسير قوله تعالى: {فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فيأتيهم بغتةً} [الشعراء: 202] فجأةً.
{وهم لا يشعرون {202}). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
( {لا يؤمنون به حتّى يروا العذاب الأليم * فيأتيهم بغتةً وهم لا يشعرون * فيقولوا هل نحن منظرون}

وقال: {لا يؤمنون به حتّى يروا العذاب الأليم} {فيأتيهم} ليس بمعطوف على {حتّى} إنّما هو جوابٌ لقوله: {لا يؤمنون به} فلما كان جوابا للنفي انتصب،
وكذلك {فيقولوا} إنما هو جواب للنفي.
وقال: {إنّي آمنت بربّكم فاسمعون} أي: فاسمعوا مني). [معاني القرآن: 3/18] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون }
معنى (بغتة) فجاءة). [معاني القرآن: 4/102]

تفسير قوله تعالى: {فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فيقولوا} [الشعراء: 203] يومئذٍ عند ذلك.
{هل نحن منظرون} [الشعراء: 203] مؤخّرون، مردودون إلى الدّنيا فنؤمن). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]

تفسير قوله تعالى: {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {أفبعذابنا يستعجلون} [الشعراء: 204] على الاستفهام، أي: قد استعجلوا به لقولهم: {ائتنا بعذاب اللّه} [العنكبوت: 29] وذلك منهم استهزاءٌ وتكذيبٌ بأنّه لا يأتيهم العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]

تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ما أغنى عنهم ما كانوا يمتّعون} [الشعراء: 207].
حدّثنا أبو بكرٍ أحـ....
الحسن الصّبّاحيّ، قال: حد...
العبّاس بن الزّبير البحرانيّ، قال: حدّثنا عمر بن أبي عمر، عن سفيان بن حبيبٍ، عن سفيان...
حربٍ، عن عكرمة: {أفرأيت إن متّعناهم سنين} [الشعراء: 205] قال: مثل عمر الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 2/525] (م)

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {أفرأيت إن متّعناهم سنين {205} ثمّ جاءهم ما كانوا يوعدون {206}} [الشعراء: 205-206] العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]

تفسير قوله تعالى: {مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ما أغنى عنهم ما كانوا يمتّعون} [الشعراء: 207].
حدّثنا أبو بكرٍ أحـ....
الحسن الصّبّاحيّ، قال: حد...
العبّاس بن الزّبير البحرانيّ، قال: حدّثنا عمر بن أبي عمر، عن سفيان بن حبيبٍ، عن سفيان...
حربٍ، عن عكرمة: {أفرأيت إن متّعناهم سنين} [الشعراء: 205] قال: مثل عمر الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 2/525]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما أهلكنا} [الشعراء: 208]، يعني: وما عذّبنا، تفسير السّدّيّ.
[تفسير القرآن العظيم: 2/525]
{من قريةٍ إلا لها منذرون} [الشعراء: 208] رسلٌ.
وقال قتادة: وما أهلك قريةً إلا من بعد الحجّة، والرّسل، والبيّنة، والعذر). [تفسير القرآن العظيم: 2/526]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ لها منذرون...}
وفي موضع آخر: {إلا ولها كتابٌ معلوم} وقد فسّر هذا). [معاني القرآن: 2/284]

تفسير قوله تعالى: {ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ذكرى وما كنّا ظالمين} [الشعراء: 209].
قال قتادة: أي: ما كنّا لنعذّبهم إلا من بعد البيّنة والحجّة، كقوله: {وما كنّا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون} [القصص: 59] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/526]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ذكرى وما كنّا ظالمين...}

ذكرى في موضع نصب أي ينذرونهم تذكرة وذكرى. ولو قلت: (ذكرى) في موضع رفعٍ أصبت، أي: ذلك ذكرى، وتلك ذكرى). [معاني القرآن: 2/284]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وما أهلكنا من قرية إلّا لها منذرون * ذكرى وما كنّا ظالمين}
(ذكرى) يكون نصبا ويكون رفعا إلا أن الإعراب لا يظهر فيها لأن آخرها ألف مقصورة، فمن نصب فعلى المصدر ودلّ عليه الإنذار؛ لأن قوله: {إلّا لها منذرون} معناه ألا لها مذكرون ذكرى.
ويجوز أن تكون في موضع رفع على معنى إنذارنا ذكرى، على خبر الابتداء، ويجوز ذكرا وما كنا ظالمين، منوّن ولا أعلم أحدا قرأ بها، فلا تقرأنّ بها إلا أن تثبت بها رواية صحيحة،
يقال: ذكرته ذكرى بألف التأنيث وذكرته ذكرا وتذكيرا وتذكرة وذكرا، وهو منّي على ذكر لا غير). [معاني القرآن: 4/102-103]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما تنزّلت به الشّياطين} [الشعراء: 210] قال قتادة: وما تنزّلت بكتاب اللّه، يعني: القرآن الشّياطين). [تفسير القرآن العظيم: 2/526]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وما تنزّلت به الشّياطين...}
ترفع النون).
... وجاء عن الحسن (الشياطون) وكأنه من غلط الشيخ ظنّ أنه بمنزلة المسلمين والمسلمون). [معاني القرآن: 2/285-285]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (وما تنزّلت به الشّياطين}
وقرأ الحسن الشياطون، وهو غلط عند النحويين، ومخالفة عند القراء للمصحف.
فليس يجوز في قراءة ولا عند النحويين، ولو كان يجوز في النحو، والمصحف على خلافه لم تجز عندي القراءة به). [معاني القرآن: 4/103]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وما ينبغي لهم} [الشعراء: 211] أن يتنزّلوا به.
{وما يستطيعون} [الشعراء: 211] ذلك، تفسير قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 2/526]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) :
( {
وما ينبغي لهم} أي: ما يصلح لهم، وهذا مثل قوله: {وما علمناه الشعر وما ينبغي له} أي: وما يصلح له). [ياقوتة الصراط: 389]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إنّهم عن السّمع} [الشعراء: 212] قال قتادة: عن سمع السّماء.
{لمعزولون} [الشعراء: 212] وكانوا قبل أن يبعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يستمعون أخبارًا من أخبار السّماء، فأمّا الوحي فلم يكونوا يقدرون على أن يسمعوه، فلمّا بعث اللّه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم منعوا من تلك المقاعد الّتي كانوا يستمعون فيها إلا ما يسترق أحدهم فيرمى بشهابٍ.
عن أبيه، قال: حدّثني عبيدٌ الصّيّد، قال: سمعت أبا رجاءٍ العطارديّ، يقول: كنّا قبل أن يبعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ما نرى نجمًا
[تفسير القرآن العظيم: 2/526]
يرمى به، فلمّا كان ذات ليلةٍ إذا النّجوم قد رمي بها، فقلنا: ما هذا؟ إن هذا إلا أمرٌ حدثٌ، فجاءنا أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بعث، وأنزل اللّه هذه الآية في سورة الجنّ: {وأنّا كنّا نقعد منها مقاعد للسّمع فمن يستمع الآن يجد له
شهابًا رصدًا} [الجن: 9] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/527]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّهم عن السّمع لمعزولون...}

يعني الشياطين برجم الكواكب). [معاني القرآن: 2/285]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إنّهم عن السّمع} مفتوح الأول لأنه مصدر " سمعت " " والمعنى الاستماع " يقال: سمعته سمعاً حسناً.
وأخفض جناحك " أي ألن جانبك وكلامك). [مجاز القرآن: 2/91]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّهم عن السّمع لمعزولون} أي عن الاستماع بالرّجم). [تفسير غريب القرآن: 321]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (إنّهم عن السّمع لمعزولون}
لمّا رموا بالنجوم منعوا من السّمع). [معاني القرآن: 4/103]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إنهم عن السمع لمعزولون}
أي عن استماع الوحي لممنوعون بالرجم
وروى عروة عن عائشة قالت قلت يا رسول الله إن الكهان كانوا يحدثوننا بالشيء فنجده كما يقولون فقال تلك الكلمة يخطفها أحدهم فيكذب معها مائة كذبة وذكر الحديث).
[معاني القرآن: 5/105]
تفسير قوله تعالى: {فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فلا تدع مع اللّه إلهًا آخر} [الشعراء: 213]، يعني: ولا تعبد مع اللّه إلهًا آخر، تفسير السّدّيّ.
قال: {فتكون من المعذّبين} [الشعراء: 213] وقد عصمه اللّه من ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 2/527]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214] تفسير الكلبيّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خرج حتّى قام على الصّفا، وقريشٌ في المسجد، ثمّ نادى: يا صباحاه، ففزع النّاس، فخرجوا، فقالوا: ما لك يابن عبد المطّلب؟ فقال: يا آل غالبٍ، قالوا: هذه غالبٌ عندك، ثمّ نادى: يا أهل لؤيٍّ، ثمّ نادى: يا آل كعبٍ، ثمّ نادى: يا آل مرّة، ثمّ نادى: يا آل كلابٍ، ثمّ نادى: يا آل قصيٍّ،
فقالت قريشٌ: أنذر الرّجل عشيرته الأقربين، انظروا ماذا يريد، فقال له أبو لهبٍ: هؤلاء عشيرتك قد حضروا، فما تريد؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أرأيتم لو أنذرتكم أنّ جيشًا يصبّحونكم أصدّقتموني؟ قالوا: نعم، قال فإنّي أنذركم النّار، وإنّي لا أملك لكم من الدّنيا منفعةً ولا من الآخرة نصيبًا إلا أن تقولوا: لا إله إلا اللّه، فقال أبو لهبٍ: تبًّا لك، فأنزل
اللّه: {تبّت يدا أبي لهبٍ} [المسد: 1]، فتفرّقت عنه قريشٌ، وقالوا:
[تفسير القرآن العظيم: 2/527]
مجنونٌ يهذي من أمّ رأسه.
- قال اللّه: {فإن عصوك فقل إنّي بريءٌ ممّا تعملون} [الشعراء: 216] عن أبيه قال: وحدّثني أبو الأشهب، عن الحسن أنّ هذه الآية لمّا نزلت دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عشيرته بطنًا بطنًا حتّى انتهى إلى بني عبد المطّلب، فقال: يا بني عبد المطّلب، إنّي رسول اللّه إليكم، لي عملي ولكم أعمالكم، إنّي لا أملك لكم من اللّه شيئًا، إنّما أوليائي منكم المتّقون، ألا
لا أعرفنّكم تأتونني تحملون الدّنيا على رقابكم، ويأتيني النّاس يحملون الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 2/528]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ جل: (وأنذر عشيرتك الأقربين }

يروى في التفسير أنّه لما نزلت هذه الآية نادى النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا بني عبد المطلب، يا بني هاشم، يا بني عبد مناف يا عباس عمّ النبي يا صفيّة عمّة رسول اللّه،
إني لا أملك لكم من اللّه شيئا، سلوني من مالي ما شئتم.
ويروى أيضا أنه لما نزلت هذه الآية صعد الصفا، ونادى الأقرب فالأقرب فخذا فخذا). [معاني القرآن: 4/103]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وأنذر عشيرتك الأقربين}
قال عبد الله بن عباس، لما نزلت صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا فصاح يا صباحاه فاجتمعوا إليه من بين رجل يجيء وبين رجل يبعث برسول فقال أرأيتم لو أخبرتكم أن رجلا جاء من هذا الفج ليغير عليكم أصدقتموني قالوا نعم ما جربنا عليك إلا صدقا قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد
فقال أبو لهب ألهذا دعوتنا تبا لك فأنزل الله جل وعز: {تبت يدا أبي لهب وتب}
وروى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية قال يا صفية عمة رسول الله يا فاطمة ابنة محمد يا بني عبد المطلب إني لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم). [معاني القرآن: 5/106-105]

تفسير قوله تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {واخفض جناحك لمن اتّبعك من المؤمنين} [الشعراء: 215] كقوله: {بالمؤمنين رءوفٌ رحيمٌ} [التوبة: 128] وكقوله: {فبما رحمةٍ من اللّه لنت لهم ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك} [آل عمران: 159] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/528]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {واخفض جناحك لمن اتّبعك من المؤمنين}

تأويله: ألن جناحك، أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بإلانة الجانب مع ما وصفه اللّه به من لين الخلق وتعظيم خلقه في اللّين وجميل الأخلاق.
فقال: {وإنّك لعلى خلق عظيم }صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 4/103]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فإن عصوك} [الشعراء: 216] فإن عصاك المشركون.
{فقل إنّي بريءٌ ممّا تعملون} [الشعراء: 216] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/528]

تفسير قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217)}

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وتوكّل على العزيز الرّحيم {217} الّذي يراك حين تقوم {218} وتقلّبك} [الشعراء: 217-219] قال قتادة: الّذي يراك قائمًا، وجالسًا، وفي حالاتك.
قال: {وتقلّبك في السّاجدين} [الشعراء: 219] قال قتادة: في الصّلاة.
وقال بعضهم: {الّذي يراك حين تقوم} [الشعراء: 218] في الصّلاة وحدك {وتقلّبك في السّاجدين} [الشعراء: 219]
[تفسير القرآن العظيم: 2/528]
في صلاة الجميع.
وقال بعضهم: {الّذي يراك حين تقوم} [الشعراء: 218] في الصّلاة قائمًا {وتقلّبك في السّاجدين} [الشعراء: 219] في الرّكوع والسّجود.
قال يحيى: أحد هذين الوجهين تفسير الحسن وقتادة.
وقال بعضهم: {وتقلّبك في السّاجدين} [الشعراء: 219] كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يرى في الصّلاة من خلفه كما يرى من بين يديه.
- قال يحيى: وسمعت سعيدًا يذكر عن قتادة عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أحسنوا الرّكوع والسّجود إذا ما ركعتم وإذا ما سجدتم، والّذي نفسي بيده إنّي لأراكم من بعد ظهري كما أراكم من بين يديّ».
- حمّادٌ عن ثابتٍ البنانيّ عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «استووا، والّذي نفسي بيده إنّي لأراكم من ورائي كما أراكم من بين يديّ».
وتفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه: {الّذي يراك حين تقوم} [الشعراء: 218] أينما كنت). [تفسير القرآن العظيم: 2/529]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يراك حين تقوم...}

{وتقلّبك في السّاجدين...} يقول: يرى تقلبك في المصلّين. وتقلّبه قيامه وركوعه وسجوده). [معاني القرآن: 2/285]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {الّذي يراك حين تقوم * وتقلّبك في السّاجدين} أي : المصلين). [معاني القرآن: 4/104]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين} [آية: 218-219]
قال مجاهد وقتادة في الساجدين في المصلين
قال مجاهد وكان يرى من خلفه كما يرى من أمامه
قال عكرمة أي قائما وراكعا وساجدا
وروي عن ابن عباس أنه قال تقلبه في الظهور حتى أخرجه نبيا). [معاني القرآن: 5/107]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّه هو السّميع العليم} [الشعراء: 220] لا أسمع منه ولا أعلم منه). [تفسير القرآن العظيم: 2/529]

تفسير قوله تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هل أنبّئكم على من تنزّل الشّياطين...}
كانت الشياطين قبل أن ترجم تأتي الكهنة مثل مسيلمة الكذّاب وطليحة وسجاح فيلقون إليهم بعض ما يسمعون ويكذبون. فذلك {يلقون} إلى كهنتهم {السّمع} الذي سمعوا {وأكثرهم كاذبون} ). [معاني القرآن: 2/285]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (هل أنبّئكم على من تنزّل الشّياطين}
ثم أنبأ فقال: {تنزّل على كلّ أفّاك أثيم}
لأنه عزّ وجلّ قال: {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين}.
ثم قال {نزل به الرّوح الأمين}.. و{ما تنزلت به الشياطين} كالمتصل بهذا، ثم أعلم أن الشياطين تنزّل على كل أفاك أثيم، أي على كل كذاب، لأنها كانت تأتي مسيلمة الكذاب وغيره من الكهنة فيلقون إليهم ويزيدون أولئك كذبا). [معاني القرآن: 4/104]

تفسير قوله تعالى: {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {هل أنبّئكم على من تنزّل الشّياطين {221} تنزّل على كلّ أفّاكٍ أثيمٍ {222} يلقون السّمع وأكثرهم كاذبون {223}} [الشعراء: 221-223].
سعيد بن قتادة قال: {تنزّل على كلّ أفّاكٍ أثيمٍ} [الشعراء: 222] قال قتادة: والأفّاك الكذّاب.
[تفسير القرآن العظيم: 2/529]
قال يحيى: وهم الكهنة {يلقون السّمع وأكثرهم كاذبون} [الشعراء: 223] كانت الشّياطين تصعد إلى السّماء تستمع ثمّ تنزل إلى الكهنة، فتخبرهم، فتحدّث الكهنة بما نزلت به الشّياطين من السّمع وتخلط به الكهنة كذبًا كثيرًا فيحدّثون به النّاس، فأمّا ما كان من سمع السّماء فيكون حقًّا، وما خلطوا به من الكذب يكون كذبًا.
قال يحيى: وتفسير الحسن في قوله: {وأكثرهم كاذبون} [الشعراء: 223]، أي: وجماعتهم كاذبون). [تفسير القرآن العظيم: 2/530]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {كلّ أفّاكٍ أثيمٍ} أي كذاب بهات أثيم أي آثم بمنزلة عليم في موضع عالم).
[مجاز القرآن: 2/91]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (هل أنبّئكم على من تنزّل الشّياطين}
ثم أنبأ فقال: (تنزّل على كلّ أفّاك أثيم }
لأنه عزّ وجلّ قال: {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين}.
ثم قال (نزل به الرّوح الأمين).. و (ما تنزلت به الشياطين) كالمتصل بهذا، ثم أعلم أن الشياطين تنزّل على كل أفاك أثيم، أي على كل كذاب، لأنها كانت تأتي مسيلمة الكذاب وغيره من الكهنة فيلقون إليهم ويزيدون أولئك كذبا). [معاني القرآن: 4/104] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {تنزل على كل أفاك أثيم}
قال مجاهد على كل أفاك على كل كذاب). [معاني القرآن: 5/107]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (أفاك) أي: كذاب). [ياقوتة الصراط: 389]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (أثيم) أي: عاص). [ياقوتة الصراط: 390]

تفسير قوله تعالى: {يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {هل أنبّئكم على من تنزّل الشّياطين {221} تنزّل على كلّ أفّاكٍ أثيمٍ {222} يلقون السّمع وأكثرهم كاذبون {223}} [الشعراء: 221-223].
سعيد بن قتادة قال: {تنزّل على كلّ أفّاكٍ أثيمٍ} [الشعراء: 222] قال قتادة: والأفّاك الكذّاب.
[تفسير القرآن العظيم: 2/529]
قال يحيى: وهم الكهنة {يلقون السّمع وأكثرهم كاذبون} [الشعراء: 223] كانت الشّياطين تصعد إلى السّماء تستمع ثمّ تنزل إلى الكهنة، فتخبرهم، فتحدّث الكهنة بما نزلت به الشّياطين من السّمع وتخلط به الكهنة كذبًا كثيرًا فيحدّثون به النّاس، فأمّا ما كان من سمع السّماء فيكون حقًّا، وما خلطوا به من الكذب يكون كذبًا.
قال يحيى: وتفسير الحسن في قوله: {وأكثرهم كاذبون} [الشعراء: 223]، أي: وجماعتهم كاذبون). [تفسير القرآن العظيم: 2/530] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( وقوله: {يلقون السّمع} أي يسترقونه).
[تفسير غريب القرآن: 321]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أنّى
أنّي: يكون بمعنيين. يكون بمعنى: كيف، نحو قول الله تعالى: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ} أي كيف يحييها؟
وقوله: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} أي كيف شئتم) [تأويل مشكل القرآن: 525] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {والشّعراء يتّبعهم الغاوون} [الشعراء: 224] تفسير مجاهدٍ وقتادة: الغاوون، الشّياطين الّذين يلقون الشّعر على الشّعراء الّذي لا يجوز في الدّين). [تفسير القرآن العظيم: 2/530]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {والشّعراء يتّبعهم الغاوون...}

نزلت في ابن الزبعرى وأشباهه لأنهم كانوا يهجون النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين.
وقوله: {يتّبعهم الغاوون} غواتهم الذين يرون سبّ النبي عليه السلام.
ثم استثنى شعراء المسلمين. فقال:{إلا الذين آمنوا} ). [معاني القرآن: 2/285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يتّبعهم الغاوون}: قوم يتّبعونهم يتحفّظون سبّ النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلّم ويروونه). [تفسير غريب القرآن: 321]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه عام يراد به خاص:
كقوله سبحانه حكاية عن النبي، صلّى الله عليه وسلم: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، وحكاية عن موسى: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} ولم يرد كل المسلمين والمؤمنين،
لأن الأنبياء قبلهما كانوا مؤمنين ومسلمين، وإنما أراد مؤمني زمانه ومسلميه.
وكقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}، ولم يصطفهم على محمد صلّى الله عليه وسلم ولا أممهم على أمّته،
ألا تراه يقول: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}، وإنما أراد عالمي أزمنتهم.
وكقوله سبحانه: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا}، وإنما قاله فريق من الأعراب.
وقوله: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} ولم يرد كل الشعراء.
ومنه قوله سبحانه: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ}، وإنما قاله نعيم بن مسعود لأصحاب محمد، صلّى الله عليه وسلم إنّ النّاس قد جمعوا لكم، يعني: أبا سفيان، وعيينة بن حصن، ومالك بن عوف). [تأويل مشكل القرآن: 282-281] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {والشّعراء يتّبعهم الغاوون}
ويجوز يتبعهم - بالتشديد والتخفيف -.
والغاوون الشياطين في التفسير، وقيل أيضا الغاوون من الناس، فإذا هجا الشاعر بما لا يجوز، هوي ذلك قوم وأحبّوه، وهم الغاوون، وكذلك إن مدح ممدوحا بما ليس فيه أحبّ ذلك قوم وتابعوه فهم الغاوون). [معاني القرآن: 4/104]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {والشعراء يتبعهم الغاوون}
قال ابن عباس الرواة
وقال الضحاك هما اثنان تهاجيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما من الأنصار وكان مع كل واحد منهما جماعة وهم الغواة أي السفهاء
وقال عكرمة هم الذين يتبعون الشاعر
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد يتبعهم الغاوون قال الشياطين
وروى خصيف عن مجاهد قال هم الذين يتبعونهم ويروون شعرهم). [معاني القرآن: 5/107-108]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه تعالى: {ألم تر أنّهم في كلّ وادٍ يهيمون} [الشعراء: 225] يذهبون في كلّ وادٍ من أودية الكلام). [تفسير القرآن العظيم: 2/530]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {في كلّ وادٍ يهيمون} الهائم هو المخالف للقصد الجائر عن كل حق وخير).
[مجاز القرآن: 2/91]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يهيمون}: الهائم الذاهب المخالف للقصد). [غريب القرآن وتفسيره: 285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ألم تر أنّهم في كلّ وادٍ يهيمون} ؟! أي في كل واد من القول، وفي كل مذهب يهيمون: يذهبون كما يذهب الهائم على وجهه). [تفسير غريب القرآن: 321]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (ألم تر أنّهم في كلّ واد يهيمون}
ليس يعنى به أودية الأرض، إنما هو مثل لقولهم وشعرهم، كما تقول في الكلام: أنا لك في واد وأنت لي في واد، وليس يريد أنك في واد من الأرض، إنما يريد أنا لك في واد من النفع كبير وأنت لي في صنف. والمعنى أنهم يغلون في الذم والمدح، ويكذبون. ويمدح الشاعر الرجل بما ليس فيه، وكذلك الذمّ فيسبّون، فذلك قوله:
{في كلّ واد يهيمون * وأنّهم يقولون ما لا يفعلون } وهذا دليل على تكذيبهم في قولهم). [معاني القرآن: 4/105-104]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ألم تر أنهم في كل واد يهيمون}
قال مجاهد أي في كل فن يفتنون قال أبو جعفر والتقدير في اللغة في كل واد من القول يهيمون قال أبو عبيدة الهائم المخالف للقصد في كل شيء). [معاني القرآن: 5/108]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ}: أي في كل واد من القول يذهبون على وجوههم مثل البهائم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 177]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَهِيمُونَ}: يذهبون على غير قصد). [العمدة في غريب القرآن: 228]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وأنّهم يقولون ما لا يفعلون} [الشعراء: 226] قال قتادة: يمدح قومٌ بباطلٍ ويذمّ قومٌ بباطلٍ، ثمّ استثنى اللّه، فقال: {إلا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات} [الشعراء: 227]). [تفسير القرآن العظيم: 2/530] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {ألم تر أنّهم في كلّ واد يهيمون }

ليس يعنى به أودية الأرض، إنما هو مثل لقولهم وشعرهم، كما تقول في الكلام: أنا لك في واد وأنت لي في واد، وليس يريد أنك في واد من الأرض، إنما يريد أنا لك في واد من النفع كبير وأنت لي في صنف. والمعنى أنهم يغلون في الذم والمدح، ويكذبون. ويمدح الشاعر الرجل بما ليس فيه، وكذلك الذمّ فيسبّون، فذلك قوله:
{في كلّ واد يهيمون * وأنّهم يقولون ما لا يفعلون}
وهذا دليل على تكذيبهم في قولهم). [معاني القرآن: 4/105-104] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وأنّهم يقولون ما لا يفعلون} [الشعراء: 226] قال قتادة: يمدح قومٌ بباطلٍ ويذمّ قومٌ بباطلٍ، ثمّ استثنى اللّه، فقال: {إلا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات} [الشعراء: 227] قال قتادة: هذه ثنيا اللّه في الشّعراء وغيرهم، والشّعراء من المؤمنين الّذين استثنى اللّه: حسّان بن ثابتٍ، وعبد اللّه بن رواحة، وكعب بن مالكٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/530]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وذكروا اللّه كثيرًا} [الشعراء: 227] في غير وقتٍ، في تفسير الحسن.
[تفسير القرآن العظيم: 2/530]
{وانتصروا من بعد ما ظلموا} [الشعراء: 227] سعيدٌ، عن قتادة، قال: وانتصروا بمثل ما ظلموا، نزلت في رهطٍ من الأنصار هاجوا، يعني: عن نبيّ اللّه عليه السّلام، منهم كعب بن مالكٍ، وعبد اللّه بن رواحة.
{من بعد ما ظلموا} [الشعراء: 227] من بعد ما ظلمهم المشركون، أي: انتصروا بالكلام، وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم.
قال: {وسيعلم الّذين ظلموا} [الشعراء: 227] قال قتادة: الّذين أشركوا من الشّعراء وغيرهم.
{أيّ منقلبٍ ينقلبون} [الشعراء: 227] من بين يدي اللّه إذا وقفوا بين يديه يوم القيامة، أي: أنّهم سيعلمون حينئذٍ أنّهم سينقلبون من بين يدي اللّه إلى النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/531]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إلاّ الّذين آمنوا...}

لأنهم ردّوا عليهم: فذلك قوله: {وانتصروا من بعد ما ظلموا} وقد قرئت {يتّبعهم الغاوون} و{يتبعهم} وكل صواب). [معاني القرآن: 2/285]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم استثنى - عزّ وجلّ - الشعراء الذين مدحوا رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - وردّوا هجاء من هجاه وهجا المسلمين
فقال: {إلّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وذكروا اللّه كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون}
أي لم يشغلهم الشّعر عن ذكر اللّه عز وجل ولم يجعلوه همّتهم.
إنّما ناضلوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بأيديهم وألسنتهم، فهجوا من يستحق الهجاء وأحق الخلق بالهجاء من كذّب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهجاه،
فقال: {إلّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وذكروا اللّه كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون}.
وجاء في التفسير أن الذين عنوا بـ (الذين آمنوا وعملوا الصالحات)
عبد اللّه بن رواحة الأنصاري وكعب بن مالك وحسّان بن ثابت الأنصاري.
وقوله: {وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون}.
يعني أنهم ينقلبون إلى نار جهنم يخلّدون فيها.
و " أيّ " منصوبة بقوله (ينقلبون) لا بقوله (وسيعلم) لأن " أيّا " وسائر الاستفهام لا يعمل فيها ما قبلها). [معاني القرآن: 4/105]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات}
قال عبد الله بن عباس يعني عبد الله بن رواحة وحسانا
وفي غير هذا الحديث لما نزلت هذه الآية قال عبد الله قد علم الله جل وعز أنا نقول الشعر وأنزل هذا، فأنزل الله عز وجل: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا} أي ناضلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن المؤمنين من هجاهم
ثم قال جل وعز: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}
روي في الحديث أنه يراد به من بين يدي الله جل وعز إلى النار). [معاني القرآن: 5/110-109]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة