العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الزخرف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 05:12 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة الزخرف [من الآية(46)إلى الآية(50)]

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (46) فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآَيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ (47) وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48) وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ (49) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (50)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 05:12 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (46) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إنّي رسول ربّ العالمين (46) فلمّا جاءهم بآياتنا إذا هم مّنها يضحكون}.
يقول تعالى ذكره: ولقد أرسلنا يا محمّد موسى بحججنا إلى فرعون وأشراف قومه، كما أرسلناك إلى هؤلاء المشركين من قومك، فقال لهم موسى: إنّي رسول ربّ العالمين، كما قلت أنت لقومك من قريشٍ إنّي رسول اللّه إليكم). [جامع البيان: 20/607]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآَيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ (47) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فلمّا جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون} يقول: فلمّا جاء موسى فرعون وملأه بحججنا وأدلّتنا على حقيقة ما دعاهم إليه كما جئت أنت قومك بحججنا على صدق قولك فيما تدعوهم إليه من توحيد اللّه والبراءة من عبادة الآلهة، إذا فرعون وقومه ممّا جاءهم به موسى من الآيات والعبر يضحكون؛ كما أنّ قومك ممّا جئتهم به من الآيات والعبر يسخرون، وهذا تسليةٌ من اللّه عزّ وجلّ نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم عمّا كان يلقى من مشركي قومه، وإعلامٌ منه له أنّ قومه من أهل الشّرك لن يعدو أن يكونوا كسائر الأمم الّذين كانوا على منهاجهم في الكفر باللّه وتكذيب رسله، وندبٌ منه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى الاستنان في الصّبر عليهم بسنن ذوي العزم من الرّسل، وإخبارٌ منه له أنّ عقبى مردتهم إلى البوار والهلاك كسنّته في المتمرّدين عليه قبلهم، وإظفاره بهم، وإعلائه أمره، كالّذي فعل بموسى عليه السّلام، وقومه الّذين آمنوا به من إظهارهم على فرعون وملئه). [جامع البيان: 20/607]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو أسامة، عن زائدة، عن منصورٍ، عن إبراهيم {لعلّهم يرجعون} قال: يتوبون). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 420-421]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما نريهم من آيةٍ إلاّ هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلّهم يرجعون}.
يقول تعالى ذكره: وما نري فرعون وملأه آيةً، يعني: حجّته لنا عليه بحقيقة ما يدعوه إليه رسولنا موسى {إلاّ هي أكبر من أختها} يقول: إلاّ الّتي نريه من ذلك أعظم في الحجّة عليهم وأوكد من الّتي مضت قبلها من الآيات، وأدلّ على صحّة ما يأمره به موسى من توحيد اللّه.
وقوله: {وأخذناهم بالعذاب} يقول: وأنزلنا بهم العذاب، وذلك كأخذه تعالى ذكره إيّاهم بالسّنين، ونقصٍ من الثّمرات، وبالجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم؛ {آياتٍ مّفصّلاتٍ}.
وقوله: {لعلّهم يرجعون} يقول: ليرجعوا عن كفرهم باللّه إلى توحيده وطاعته، والتّوبة ممّا هم عليه مقيمون من معاصيهم
- كما حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وأخذناهم بالعذاب لعلّهم يرجعون} أي يتوبون، أو يذكرون). [جامع البيان: 20/608]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 46 - 56.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها} قال: الطوفان وما معه من الآيات). [الدر المنثور: 13/214]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {وأخذناهم بالعذاب} قال: هو عام السنة). [الدر المنثور: 13/214]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون} قال: يتوبون أو يذكرون). [الدر المنثور: 13/214]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ (49) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقالوا يا أيّها السّاحر ادع لنا ربّك بما عهد عندك إنّنا لمهتدون (49) فلمّا كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون}.
يقول تعالى ذكره: وقال فرعون وملؤه لموسى: {يا أيّها السّاحر ادع لنا ربّك بما عهد عندك} وعنوا بقولهم {بما عهد عندك}: بعهده الّذي عهد إليك أنّا إن آمنّا بك واتّبعناك، كشف عنّا الرّجز.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ {بما عهد عندك} قال لئن آمنّا ليكشفنّ عنّا العذاب.
إن قال لنا قائلٌ: وما وجه قولهم يا أيّها السّاحر ادع لنا ربّك بما عهد عندك، وكيف سمّوه ساحرًا وهم يسألونه أن يدعو لهم ربّه ليكشف عنهم العذاب؟
قيل: إنّ السّاحر كان عندهم معناه: العالم، ولم يكن السّحر عندهم ذمًّا، وإنّما دعوه بهذا الاسم، لأنّ معناه عندهم كان: يا أيّها العالم.
وقوله: {إنّنا لمهتدون} يقول: قالوا: إنّا لمتّبعوك فمصدّقوك فيما جئتنا به، وموحّدو اللّه فمبصرو سبيل الرّشاد.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يا أيّها السّاحر ادع لنا ربّك بما عهد عندك إنّنا لمهتدون} قال: قالوا يا موسى: ادع لنا ربّك لئن كشفت عنّا الرّجز لنؤمننّ لك). [جامع البيان: 20/608-609]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك أي لئن آمنا ليكشفن عنا العذاب). [تفسير مجاهد: 581-582]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد {ادع لنا ربك بما عهد عندك} لئن آمنا ليكشفن عنا العذاب). [الدر المنثور: 13/214]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (50) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلمّا كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون} يقول تعالى ذكره: فلمّا رفعنا عنهم العذاب الّذي أنزلنا بهم، الّذي وعدوا أنّهم إن كشف عنهم اهتدوا لسبيل الحقّ، إذا هم بعد كشفنا ذلك عنهم ينكثون العهد الّذي عاهدونا: يقول: يغدرون ويصرّون على ضلالهم، ويتمادون في غيّهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إذا هم ينكثون} أي يغدرون). [جامع البيان: 20/610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة في قوله {إذا هم ينكثون} قال: يغدرون). [الدر المنثور: 13/214]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 05:14 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (46)}

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآَيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ (47)
}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وما نريهم مّن آيةٍ إلاّ هي أكبر من أختها...} يريد: من الآية التي مضت قبلها). [معاني القرآن: 3/35]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ (49)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وقالوا يا أيّه السّاحر ادع لنا ربّك بما عهد عندك إنّنا لمهتدون}
إن قال قائل: كيف يقولون لموسى عليه السلام: يا أيّها الساحر, وهم يزعمون أنهم مهتدون؟.
فالجواب: أنهم خاطبوه بما تقدم له عندهم من التسمية بالسحر، ومعنى بما عهد عندك , أي: بما عهد عندك فيمن آمن به من كشف العذاب عنه.
الدليل على ذلك قوله: {فلمّا كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون} أي: إذا هم ينقضون عهدهم). [معاني القرآن: 4/414]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون}
يقال كيف قالوا له أيها الساحر وقد قالوا: {إننا لمهتدون} فيما يستقبل.
قيل: إنهم لما قالوا له هذا قبل أن يدعوه, عرفوه , فنادوه به
وقيل: كانوا يسمون العلماء: سحرة, فالمعنى: يا أيها العالم .
قال مجاهد: في قوله تعالى: {بما عهد عندك} من أنا: إن آمنا, كشف عنا العذاب.
قال أبو جعفر: ويدل على صحة هذا الجواب قوله تعالى: {فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون} أي: ينقضون العهد .
وروى سعيد عن قتادة: {إذا هم ينكثون}, قال: يغدرون). [معاني القرآن: 6/368-369]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (50)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وقالوا يا أيّه السّاحر ادع لنا ربّك بما عهد عندك إنّنا لمهتدون}
إن قال قائل: كيف يقولون لموسى عليه السلام: يا أيّها الساحر, وهم يزعمون أنهم مهتدون؟
فالجواب: أنهم خاطبوه بما تقدم له عندهم من التسمية بالسحر، ومعنى بما عهد عندك, أي: بما عهد عندك فيمن آمن به من كشف العذاب عنه.
الدليل على ذلك قوله: {فلمّا كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون} أي: إذا هم ينقضون عهدهم). [معاني القرآن: 4/414](م)

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 05:17 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (46) }

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآَيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ (47) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48) }

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ (49) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ} يقولون: إن فعلت بنا هذا اهتدينا لك). [مجالس ثعلب: 120]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( والساحر من الأضداد؛ يقال: ساحر للمذموم المفسد، ويقال: ساحر للممدوح العالم؛ قال الله جل وعز: {وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك}، أرادوا: يا أيها العالم الفاضل؛ لأنهم لا يخاطبونه بالذم والعيب في حالة حاجتهم إلى دعائه لهم، واستنقاذه إياهم من العذاب والهلكة.
حدثنا أحمد بن الهيثم، قال: خبرنا محمد بن عمر العقبي، قال: خبرنا سلام أبو المنذر، عن مطر الوراق، عن ابن بريدة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من الشعر حكما وإن من البيان سحرا)).
حدثنا أحمد، قال: حدثنا محمد بن عمر، قال: حدثنا المفضل بن محمد النحوي، قال: حدثنا سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي عليه السلام بمثل ذلك.
فقول النبي صلى الله عليه: ((وإن من البيان سحرا)) يفسر تفسيرين مختلفين:
أحدهما: وإن من البيان ما يصرف قلوب السامعين إلى قبول ما يسمعون، ويضطرهم إلى التصديق به، وإن كان فيه غير حق، يدل على هذا الحديث الذي يروى عن قيس بن
عاصم وعمرو بن الأهتم والزبرقان بن بدر أنهم قدموا على النبي صلى الله عليه، فسأل النبي عمرا عن الزبرقان فأثنى عليه خيرا فلم يرض بذلك، وقال: والله يا رسول الله، إنه ليعلم أني أفضل مما وصف؛ ولكنه حسدني على موضعي منك. فأثنى عليه عمرو شرا، وقال: والله يا رسول الله ما كذبت عليه في الأولى ولا في الآخرة؛ ولكنه أرضاني فقلت بالرضا، وأسخطني فقلت بالسخط، فقال النبي عليه السلام: ((إن من البيان سحرا)). وقال مالك بن دينار: ما رأيت أحدا أبين من الحجاج بن يوسف، إن كان ليرقى في المنبر فيذكر إحسانه إلى أهل العراق وصفحه عنهم وإساءتهم إليه؛ حتى أقول في نفسي: إني لأحسبه صادقا، وإني لأظنهم ظالمين له.
وسمع مسلمة بن عبد الملك رجلا يتكلم فيحسن ويبين معانيه التي يقصد لها تبيينا شافيا، فقال مسلمة: هذا والله السحر الحلال.
والتأويل الآخر في الحديث: وإن من البيان ما يكسب من المأثم مثل ما يكسب السحر صاحبه؛ ويدل على هذا حديث النبي صلى الله عليه: ((إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته، فمن قضيت له
بشيء من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار)) فقال كل واحد من الرجلين: يا رسول الله، حقي لأخي، فقال: ((لا، ولكن اذهبا فتوخيا، ثم استهما، ثم ليحلل كل واحد منكما صاحبه))، فدل صلى الله عليه بهذا على أن الرجل ببيانه وحسن عباراته يجعل الحق باطلا، والباطل حقا، فهذا الذي يكسب من الأوزار ببيانه ما يكسبه الساحر بسحره). [كتاب الأضداد: 343-345]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (50) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 06:26 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 06:26 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 06:29 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (46) فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآَيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ (47) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين * فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون * وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون * وقالوا يا أيه الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون * فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون}
هذه آية ضرب مثل وأسوة لمحمد بموسى صلى الله عليهما، ولكفار قريش بقوم فرعون وملائه، والآيات التي أرسل بها موسى عليه السلام هي التسع وغير ذلك مما جاءت به الروايات، وخص الله تعالى الملأ بالذكر لأنهم يسدون مسد جميع الناس،
ثم وصفهم تعالى بالضحك من آيات موسى عليه السلام، كما كانت قريش تضحك وتسخر من أخبار محمد صلى الله عليه وسلم).[المحرر الوجيز: 7/ 552]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وصف تعالى صورة عرض الآيات عليهم وأنها كانت شيئا بعد شيء، وقوله تعالى: {إلا هي أكبر من أختها} عبارة عن شدة موقعها في نفوسهم بجدة أمرها وحدوثه، وذلك أن أول آية عرضها موسى عليه السلام هي: العصا واليد، وكانت أكبر آياته، ثم كل آية بعد ذلك تقع فتعظم عندهم لحينها وتكبر، لأنهم قد كانوا أنسوا التي قبلها، كما قال الشاعر:
على أنها تعفو الكلوم وإنما ... توكل بالأدنى وإن جل ما يقضى
وذهب الطبري إلى أن الآيات هنا هي الحجج والبينات، ثم ذكر تعالى أخذهم بالعذاب في القمل والضفادع والدم وغير ذلك، وهذا كما أخذ قريشا بالسنين والدخان، وقوله تعالى: "لعلهم" ترج بحسب معتقد البشر وظنهم، و"يرجعون": معناه: يتوبون ويقلعون). [المحرر الوجيز: 7/ 553]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ (49) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (50) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وقالوا يا أيه الساحر} جائز أن يكون قائل ذلك من أعلمهم بكفر السحر فيكون قوله استهزاء وهو يعلم قدر السحر وانحطاط منزلته، ويكون قوله: "عندك" بمعنى: في زعمك وعلى قولك، ويحتمل أن يكون القائل ليس من المتمردين الحذاق منهم، ويطلق لفظة الساحر لأحد وجهين، إما لأن السحر كان عند عامتهم علم الوقت، فكأنه قال: يا أيها العالم، وإما لأن هذه الاسمية قد كانت انطلقت عندهم على موسى عليه السلام لأول ظهوره فاستصحبها هذا القائل في مخاطبته قلة تحرير وغباوة، ويكون القول -على هذا التأويل- جدا من القائل، ويكون قوله: {إننا لمهتدون} بمعنى: إن نفعتنا دعوتك، وهذا التأويل أرجح، أعني أن كلام هذا القائل مقترن بالجد، وقرأ ابن عامر وحده: "يأيه" بهاء مضمومة فقط.
ثم أخبر تعالى عنهم أنه سبحانه لما كشف عنهم العذاب نكثوا، ولو كان الكلام هزلا من أوله لما وقع نكث).[المحرر الوجيز: 7/ 553-554]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 08:34 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 08:35 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (46) فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآَيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ (47) وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48) وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ (49) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (50) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إنّي رسول ربّ العالمين (46) فلمّا جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون (47) وما نريهم من آيةٍ إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلّهم يرجعون (48) وقالوا يا أيّها السّاحر ادع لنا ربّك بما عهد عندك إنّنا لمهتدون (49) فلمّا كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون (50)}
يقول تعالى مخبرًا عن عبده ورسوله موسى، عليه السّلام، أنّه ابتعثه إلى فرعون وملئه من الأمراء والوزراء والقادة، والأتباع والرّعايا، من القبط وبني إسرائيل، يدعوهم إلى عبادة اللّه وحده لا شريك له، وينهاهم عن عبادة ما سواه، وأنّه بعث معه آياتٍ عظامًا، كيده وعصاه، وما أرسل معه من الطّوفان والجراد والقمّل والضّفادع والدّم، ومن نقص الزّروع والأنفس والثّمرات، ومع هذا كلّه استكبروا عن اتّباعها والانقياد لها، وكذّبوها وسخروا منها، وضحكوا ممّن جاءهم بها. {وما نريهم من آيةٍ إلا هي أكبر من أختها} ومع هذا ما رجعوا عن غيّهم وضلالهم، وجهلهم وخبالهم. وكلّما جاءتهم آيةٌ من هذه الآيات يضّرّعون إلى موسى، عليه السّلام، ويتلطّفون له في العبارة بقولهم: {يا أيّها السّاحر} أي: العالم، قاله ابن جريرٍ. وكان علماء زمانهم هم السّحرة. ولم يكن السّحر عندهم في زمانهم مذمومًا، فليس هذا منهم على سبيل الانتقاص منهم؛ لأنّ الحال حال ضرورةٍ منهم إليه لا تناسب ذلك، وإنّما هو تعظيمٌ في زعمهم، ففي كلّ مرّةٍ يعدون موسى [عليه السّلام] إن كشف عنهم هذا أن يؤمنوا ويرسلوا معه بني إسرائيل. وفي كلّ مرّةٍ ينكثون ما عاهدوا عليه، وهذا كقوله [تعالى] {فأرسلنا عليهم الطّوفان والجراد والقمّل والضّفادع والدّم آياتٍ مفصّلاتٍ فاستكبروا وكانوا قومًا مجرمين. ولمّا وقع عليهم الرّجز قالوا يا موسى ادع لنا ربّك بما عهد عندك لئن كشفت عنّا الرّجز لنؤمننّ لك ولنرسلنّ معك بني إسرائيل. فلمّا كشفنا عنهم الرّجز إلى أجلٍ هم بالغوه إذا هم ينكثون} [الأعراف: 133 -135]). [تفسير ابن كثير: 7/ 230]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة