حكم أخذ الهدية على إقراء القرآن
*حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه:{... فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((جمرة بين كتفيك تقلدتها)}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا نعيم، عن بقية، عن بشر بن عبد الله بن يسار، قال: حدثني عبادة بن نسي، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم عليه مهاجر, دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن، فدفع إلي رجلا فكنت أقرئه القرآن، فأهدى إلي قوسا، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((جمرة بين كتفيك تقلدتها)).) [فضائل القرآن:](م)
*حديث أبى بن كعب: {...فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: (( إن كنت تريد أن تقلد قوسا من نار , فخذها)}.
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : (حدثنا هشام بن عمار، عن عمرو بن واقد مولى قريش قال: حدثني إسماعيل بن عبيد الله، قال: حدثتني أم الدرداء، عن أبي الدرداء، أن أبي بن كعب، أقرأ رجلا من أهل اليمن سورة، فرأى عنده قوسا. فقال: "بعنيها".
فقال: لا، بل هي لك.
فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: (( إن كنت تريد أن تقلد قوسا من نار , فخذها)) .
حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال ذلك لأبي بن كعب، إلا أنه قال: (( لو تقوستها , لتقوست قوسا من نار)).
حدثنا هشيم، عن أبي هاشم، بمثل ذلك أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب) [فضائل القرآن:](م)
أثر أبى بن كعب: {...(( إن كان ذلك الطعام طعامه وطعام أهله الذي يأكلون فكل، وإن كان طعاما يتحفك به فلا تأكل))...}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : (حدثنا عبد الله بن صالح، عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: ((ألم أنهك عن فلان؟، فاردد القوس عليه)).قال: "فرددتها عليه".
وزاد في الحديث قال: وقال أبي: "كنت أختلف إلى رجل مكفوف أقرئه القرآن، فكنت إذا أقرأته دعا لي بطعام، فأكلت منه، فحاك في نفسي منه شيء، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فقلت: يا رسول الله، إني آتي فلان بن فلان فأقرئه القرآن وو فيدعو لي بطعام لا آكل مثله بالمدينة".
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن كان ذلك الطعام طعامه وطعام أهله الذي يأكلون فكل، وإن كان طعاما يتحفك به فلا تأكل)).
قال: "فأتيته نحوا مما كنت آتيه، فلما فرغ قال: يا جارية، هلمي طعام أخي".
فقلت له: "أهذا طعامك وطعام أهلك الذي تأكل ويأكلون؟"
فقال: "لا، ولكني أتحفك به".
قال: "فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهاني عنه"). [فضائل القرآن:](م)
*حديث الطفيل بن عمرو:{...(( أما طعام صنع لغيرك فحضرته فلا بأس أن تأكله , وإما ما صنع لك فإنما تأكل بخلاقك))}
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا إسماعيل بن عياش , عن عبد ربه بن سليمان بن زيتون , عن الطفيل بن عمرو قال : أقرأني أبي القرآن, فأهديت إليه قوسا , فغدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهو متقلد بها فقال: ((من سلحك هذه؟))
قال: " الطفيل بن عمرو , أقرأته القرآن" .
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( تقلدها شلوة من نار جهنم))
قالوا: "يا رسول الله , إنا نأكل من طعامهم" .
فقال: (( أما طعام صنع لغيرك فحضرته فلا بأس أن تأكله , وإما ما صنع لك فإنما تأكل بخلاقك)) ). [سنن سعيد بن منصور: 359](م)
*أثر عوف بن مالك:{..." أتريد أن تعلق قوسا من نار"...}
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا إسماعيل بن عياش , عن صفوان بن عمرو, عن عمير بن هانئ : أن رجلا كان يقرئ رجلا القرآن , فحج ذلك الرجل , فأهدى للذي أقرأه قوسا , فأتى عوف بن مالك فأخبره , فقال له : " ألقها عنك" .
فقال: إني أريد أن أغزو. فقال: " ألقها عنك" .فقال: إني أريد أن أغزو بها . فقال له عوف : " أتريد أن تعلق قوسا من نار" .
قال: فردها الرجل إلى صاحبها). [سنن سعيد بن منصور: 357](م)
أثر بن سيرين: {... فيقول: الغلمان : دعنا نكفيك , فيأبى عليهم...}
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا مهدي بن ميمون , قال : سألت محمد بن سيرين عن كتاب المعلم , فقال: "كان معلم بالمدينة, وكان عنده أولاد أولئك الضخام , وكان مملوكا , وكان مواليه يكلفونه الشيء , فيقول: الغلمان : دعنا نكفيك , فيأبى عليهم "). [سنن سعيد بن منصور: 387](م)
كلام النووى: {...ولا يشوب المقرئ إقراءه بطمع في رفق يحصل له من بعض من يقرأ عليه سواء كان الرفق مالا أو خدمة وإن قل ولو كان على صورة الهدية التي لولا قراءته عليه لما أهداها إليه...}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل]
وينبغي أن لا يقصد به توصلا إلى غرض من أغراض الدنيا من مال أو رياسة أو وجاهة أو ارتفاع على أقرانه أو ثناء عند الناس أو صرف وجوه الناس إليه أو نحو ذلك *
ولا يشوب المقرئ إقراءه بطمع في رفق يحصل له من بعض من يقرأ عليه سواء كان الرفق مالا أو خدمة وإن قل ولو كان على صورة الهدية التي لولا قراءته عليه لما أهداها إليه، قال تعالى: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب}، وقال تعالى: {من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد..} الآية.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من تعلم علما يبتغي به وجه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب به غرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة)). رواه أبو داود بإسناد صحيح ومثله أحاديث كثيرة.
وعن أنس وحذيفة وكعب بن مالك رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من طلب العلم ليماري به السفهاء أو يكاثر به العلماء أو يصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار)). رواه الترمذي من رواية كعب بن مالك وقال: أدخله النار.).[التبيان في آداب حملة القرآن:30- 32](م)