جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وأنّ إلى ربّك المنتهى} يقول تعالى ذكره لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: وأنّ إلى ربّك يا محمّد انتهاء جميع خلقه ومرجعهم، وهو المجازي جميعهم بأعمالهم، صالحهم وطالحهم، ومحسنهم ومسيئهم). [جامع البيان: 22/81]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 42 - 47.
أخرج الدارقطني في الأفراد والبغوي في تفسيره عن أبي بن كعب عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {وأن إلى ربك المنتهى} قال: لا فكرة في الرب). [الدر المنثور: 14/49]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن سفيان الثوري في قوله {وأن إلى ربك المنتهى} قال: لا فكرة في الرب). [الدر المنثور: 14/49]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: مر النّبيّ صلى الله عليه وسلم على قوم يتفكرون في الله فقال: تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق فإنكم لن تقدرونه). [الدر المنثور: 14/50]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فتهلكوا). [الدر المنثور: 14/50]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن يونس بن مسيرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يذكرون عظمة الله تعالى فقال: ما كنتم تذكرون قالوا: كنا نتفكر في عظمة الله تعالى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا في الله فلا تفكروا ثلاثا ألا فتفكروا في عظم ما خلق ثلاثا). [الدر المنثور: 14/50]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن أبي أمية مولى شبرمة واسمه الحكم عن بعض أئمة الكوفة قال: قال ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصد نحوهم فسكتوا فقال: ما كنتم تقولون قالوا: نظرنا إلى الشمس فتفكرنا فيها من أين تجيء ومن أين تذهب وتفكرنا في خلق الله فقال: كذلك فافعلوا تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فإن لله تعالى وراء المغرب أرضا بيضاء بياضها ونورها مسيرة الشمس أربعين يوما فيها خلق من خلق الله لم يعصوا الله طرفة عين قيل: يا رسول الله من ولد آدم هم قال: ما يدرون خلق آدم أم لم يخلق قيل: يا نبي الله فأين إبليس عنهم قال: لا يدرون خلق إبليس أم لم يخلق). [الدر المنثور: 14/50-51]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد حلق حلق فقال لنا: فيم أنتم قلنا: نتفكر في الشمس كيف طلعت وكيف غربت قال: أحسنتم كونوا هكذا تفكروا في المخلوق ولا تفكروا في الخالق فإن الله خلق ما شاء لما شاء وتعجبون من ذلك إن من وراء (ق) سبع بحار كل بحر خمسمائة عام ومن وراء ذلك سبع أرضين يضيء نورها لأهلها ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة خلقوا على أمثال الطير هو وفرخه في الهواء لا يفترون عن تسبيحة واحدة ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة خلقوا من ريح فطعامهم ريح وشرابهم ريح وثيابهم من ريح وآنيتهم من ريح ودوابهم من ريح لا تستقرحوا فردوا بهم إلى الأرض إلى قيام الساعة أعينهم في صدروهم ينام أحدهم نومة واحدة ينتبه وعند رأسه رزقه ومن وراء ذلك ظل العرش وفي ظل العرش سبعون ألف أمة ما يعلمون أن الله خلق آدم ولا ولد آدم ولا إبليس ولا ولد إبليس وهو قوله تعالى (ويخلق ما لا تعلمون) (سورة النحل 8) ). [الدر المنثور: 14/51-52]
تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وأنّه هو أضحك وأبكى} يقول تعالى ذكره: وأنّ ربّك هو أضحك أهل الجنّة في الجنّة بدخولهم إيّاها، وأبكى أهل النّار في النّار بدخولهموها، وأضحك من شاء من أهل الدّنيا، وأبكى من أراد أن يبكيه منهم). [جامع البيان: 22/81]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردوية عن عائشة قالت: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم يضحكون فقال: لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا فنزل عليه جبريل فقال: إن الله {وأنه هو أضحك وأبكى} فرجع إليهم فقال: ما خطوت أربعين خطوة حتى أتاني جبريل فقال: ائت هؤلاء فقل لهم: إن الله أضحك وأبكى). [الدر المنثور: 14/52]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة، وابن مردوية عن ابن عباس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: هبط آدم من الجنة بياقوتة بيضاء تمسح بها دموعه قال: وبكى آدم على الجنة أربعين عاما فقال له جبريل: يا آدم ما يبكيك إن الله بعثني إليك معزيا فضحك آدم فذلك قول الله {هو أضحك وأبكى} فضحك آدم وضحكت ذريته وبكى آدم وبكت ذريته). [الدر المنثور: 14/52]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن جبار الطائي قال: شهدت جنازة أم مصعب بن الزبير وفيها ابن عباس فسمعنا أصوات نوائح فقلت: عباس يصنع هذا وأنت ههنا فقال: دعنا عنك يا جبار فإن الله أضحك وأبكى). [الدر المنثور: 14/53]
تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأنّه هو أمات وأحيا (44) وأنّه خلق الزّوجين الذّكر والأنثى (45) من نطفةٍ إذا تمنى (46) وأنّ عليه النّشأة الأخرى}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله:يقول تعالى ذكره: وأنّه هو أمات من مات من خلقه، وهو أحيا من حيي منهم.
وعنى بقوله: {أحيا} نفخ الرّوح في النّطفة الميتة، فجعلها حيّةً بتصييره الرّوح فيها). [جامع البيان: 22/81]
تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وأنّه خلق الزّوجين الذّكر والأنثى (45) من نطفةٍ إذا تمنى} يقول تعالى ذكره: وأنّه ابتدع إنشاء الزّوجين الذّكر والأنثى، وجعلهما زوجين، لأنّ الذّكر زوج الأنثى، والأنثى له زوجٌ فهما زوجان، يكون كلّ واحدٍ منهما زوجًا للآخر). [جامع البيان: 22/82]
تفسير قوله تعالى: (مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {من نطفةٍ إذا تمنى} ومن من صلة خلق يقول تعالى ذكره: خلق ذلك من نطفةٍ إذا أمناه الرّجل والمرأة). [جامع البيان: 22/82]
تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى (47) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وأنّ عليه النّشأة الأخرى} يقول تعالى ذكره: وأنّ على ربّك يا محمّد أن يخلق هذين الزّوجين بعد مماتهم، وبلاهم في قبورهم الخلق الآخر، وذلك إعادتهم أحياءً خلقًا جديدًا، كما كانوا قبل مماتهم). [جامع البيان: 22/82]
تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (48) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله أغنى وأقنى أغنى وأخدم). [تفسير عبد الرزاق: 2/254]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {أغنى وأقنى} [النجم: 48] : «أعطى فأرض»). [صحيح البخاري: 6/140]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاس أغنى وأقنى أعطى فأرضى وصله بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عنه وأخرج الفريابيّ من طريق عكرمة عن بن عبّاسٍ قال أقنى قنع ومن طريق أبي رجاءٍ عن الحسن قال أخدم وقال أبو عبيدة أقنى جعل له قنيةً أي أصول مالٍ قال وقالوا أقنى أرضى يشير إلى تفسير بن عبّاسٍ وتحقيقه أنّه حصل له قنيةٌ من الرّضا). [فتح الباري: 8/606]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال الحسن إذا هوى غاب وقال ابن عبّاس أغنى وأقنى أعطى فأرضى
أما قول الحسن فقال عبد أنا عبد الرّزّاق ثنا معمر عن قتادة عن الحسن به
- وأما قول ابن عبّاس فقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله 48 النّجم {أغنى وأقنى} قال أعطى وأرضى
وقال الفريابيّ ثنا إسرائيل ثنا سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عبّاس في قوله 48 النّجم {أغنى وأقنى} قال أقنى قنع). [تغليق التعليق: 4/324]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ أغنى وأقنى: أعطى فأرضى
أي: قال ابن عبّاس في قوله عز وجل: {وإنّه أغنى وأقنى} (النّجم: 84) وكذا رواه ابن أبي حاتم من طريق عليّ بن أبي طلحة عنه، وعن أبي صالح: غنى النّاس بالمال، وأفنى أعطى القنية وأصول الأموال، وقال الضّحّاك: أعني بالذّهب والفضّة وصنوف الأموال، وأقنى بالإبل والبقر والغنم. وعن ابن زيد: أغنى أكثر وأفنى أقل، وعن الأخفش: أفنى أفقر، وعن ابن كيسان أولد). [عمدة القاري: 19/197]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس) فيما وصله الفريابي في قوله تعالى: ({أغنى وأقنى}) أي (أعطى فأرضى) وقال مجاهد أقنى أرضى بما أعطى وقنع قال الراغب وتحقيقه أنه جعل له قنية من الرضا). [إرشاد الساري: 7/359]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأنّه هو أغنى وأقنى (48) وأنّه هو ربّ الشّعرى (49) وأنّه أهلك عادًا الأولى (50) وثمود فما أبقى}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: وأنّ ربّك هو أغنى من أغنى من خلقه بالمال وأقناه، فجعل له قنية أصول أموالٍ.
واختلف أهل التّأويل في تأويله، فقال بعضهم بالّذي قلنا في ذلك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمارة الأسديّ قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن السّدّيّ، عن أبي صالحٍ، قوله: {أغنى وأقنى} قال: أغنى المال وأقنى القنية.
وقال آخرون: عنى بقوله: {أغنى}: أخدم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا سفيان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وأنّه هو أغنى وأقنى} قال: أغنى: موّل، و{أقنى}: أخدم.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، قوله: {أغنى وأقنى} قال: أخدم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {أغنى وأقنى} قال: أغنى وأخدم.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله {أغنى وأقنى} قال: أعطى وأرضى وأخدم.
وقال آخرون: بل عنى بذلك أنّه أغنى من المال وأقنى: رضّى.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأنّه هو أغنى وأقنى} قال: فإنّه أغنى وأرضى.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، {وأنّه هو أغنى وأقنى} قال: {أغنى} موّل، و{أقنى}: رضّى.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {أغنى} قال: موّل {وأقنى} قال: رضّى.
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأنّه هو أغنى وأقنى} يقول: أعطاه وأرضاه.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، مثل حديث ابن بشّارٍ، عن عبد الرّحمن، عن سفيان.
وقال آخرون: بل عنى بذلك أنّه أغنى نفسه، وأفقر خلقه إليه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، {وأنّه هو أغنى وأقنى} قال: زعم حضرميّ أنّه ذكر له أنّه أغنى نفسه، وأفقر الخلائق إليه.
وقال آخرون: بل عنى بذلك أنّه أغنى من شاء من خلقه، وأفقر من شاء.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأنّه هو أغنى وأقنى} قال: أغنى فأكثر، وأقنى أقلّ، وقرأ {يبسط الرّزق لمن يشاء من عباده ويقدر له}). [جامع البيان: 22/82-85]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (حدثنا إبراهيم قال حدثنا آدم قال حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أغنى يقول مول وأقنى يعني رضي). [تفسير مجاهد: 2/632]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 48 - 58.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وأنه هو أغنى وأقنى} قال: أعطى وأرضى). [الدر المنثور: 14/53]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {أغنى} قال: أكثر {وأقنى} قال: قنع). [الدر المنثور: 14/53]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله {أغنى وأقنى} قال: أغنى من الفقر وأقنى من الغنى فقنع به قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت قول عنترة العبسي:
فأقنى حياءك لا أبا لك واعلمي * أني امرؤ سأموت إن لم أقتل). [الدر المنثور: 14/53]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد قال: أغنى أرضى وأقنى مون). [الدر المنثور: 14/53-54]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح في قوله {أغنى وأقنى} قال: غنى بالمال وأقنى من القنية.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة والضحاك مثله). [الدر المنثور: 14/54]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحضرمي في قوله {وأنه هو أغنى وأقنى} قال: أغنى نفسه وأفقر الخلائق إليه). [الدر المنثور: 14/54]
تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (49) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله رب الشعرى قال كان ناس في الجاهلية يعبدون هذا النجم الذي يقال له الشعرى). [تفسير عبد الرزاق: 2/254]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({ربّ الشّعرى} [النجم: 49] : «هو مرزم الجوزاء»). [صحيح البخاري: 6/140]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ربّ الشعرى هو مرزم الجوزاء وصله الفريابيّ بلفظه وأخرج الطّبريّ من طريق خصيفٍ عن مجاهدٍ قال الشّعرى الكوكب الّذي خلف الجوزاء كانوا يعبدونه وأخرج الفاكهيّ من طريق الكلبيّ عن أبي صالحٍ عن بن عبّاسٍ قال نزلت في خزاعة وكانوا يعبدون الشّعرى وهو الكوكب الّذي يتبع الجوزاء وروى عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة قال كان ناسٌ في الجاهليّة يعبدون هذا النّجم الّذي يقال له الشّعرى وأخرجه الطّبريّ من وجهٍ آخر عن مجاهدٍ قال النّجم الّذي يتبع الجوزاء وقال أبو حنيفة الدّينوريّ في كتاب الأنواء الغدرة والشّعرى العبور والجوزاء في نسقٍ واحدٍ وهنّ نجومٌ مشهورةٌ قال وللشّعرى ثلاثة أزمان إذا رؤيت غدوةً طالعةً فذاك صميم الحرّ وإذا رؤيت عشاءً طالعةً فذاك صميم البرد ولها زمانٌ ثالثٌ وهو وقت نوئها وأحد كوكبي الذّراع المقبوضة هي الشّعرى الغميصاء وهي تقابل الشّعرى العبور والمجرّة بينهما ويقال لكوكبها الآخر الشّماليّ المرزم مرزم الذّراع وهما مرزمان هذا وآخر في الجوزاء وكانت العرب تقول انحدر سهيلٌ فصار يمانيًّا فتبعته الشّعرى فعبرت إليه المجرّة وأقامت الغميصاء فبكت عليه حتّى غمصت عينها والشعريان الغميصاء والعبور يطلعان معًا وقال بن التّين المرزم بكسر الميم وسكون الرّاء وفتح الزّاي نجمٌ يقابل الشّعرى من جهة القبلة لا يفارقها وهو الهنعة). [فتح الباري: 8/604-605]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد ذو مرّة ذو قوّة قاب قوسين حيث الوتر من القوس ضيزى عوجاء وأكدى قطع عطاءه ورب الشعرى هو مرزم الجوزاء الّذي وفى وفي ما فرض عليه أزفت الآزفة اقتربت السّاعة سامدون البرطمة وقال عكرمة يتغنون بالحميرية
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 5 النّجم {علمه شديد القوى} قال قوّة {ذو مرّة} فال جبريل {فكان قاب قوسين أو أدنى} 9 النّجم حيث الوتر من القوس
وبه في قوله 22 النّجم {تلك إذا قسمة ضيزى} قال عوجاء
وفي قوله 34 النّجم {وأعطى قليلا وأكدى} قال اقتطع عطاءه
وبه في قوله 49 النّجم {وأنه هو رب الشعرى} قال مرزم الجوزاء). [تغليق التعليق: 4/321-322] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ربّ الشّعرى: هو مرزم الجوزاء
أشار به إلى قوله تعالى: {وإنّه هو رب الشعرى} (النّجم: 94) وقال الشعرى مرزم الجوزاء، بكسر الميم وسكون الرّاء وفتح الزّاي وهو الكوكب الّذي يطلع وراء الجوزاء، وهما شعريان: الغميصاء، مصغر الغمصاء بالغين المعجمة والصّاد المهملة وبالمد، والعبور. فالأولى في الأسد والثّاني في الجوزاء، وكانت خزاعة تعبد الشعرى العبور. وقال أبو حنيفة الدينوري في (كتاب الأنواء) العذرة والشعرى العبور والجوزاء في نسق واحد، وهن نجوم مشهورة، قال: وللشعرى ثلاثة أزمان إذا رؤيت غدوة طالعة فذاك صميم الحر، وإذا رؤيت عشيا طالعة فذاك صميم البرد، ولها زمان ثالث وهو وقت نوئها وأحد كوكبي الذّراع المقبوضة هي الشعرى الغميصاء، وهي تقابل الشعرى العبور والمجرة بينهما، ويقال لكوكبها الآخر الشمالي المرزم، مرزم الذّراع، وهما مرزمان هذا والآخر في الجوزاء، وكانت العرب تقول: انحدر سهيل فصار يمانيا فتبعته الشعرى فعبرت إليه المجرة. وأقامت الغميصاء بكت عليه حتّى غمصت عينها. قال: والشعريان الغميصاء والعبور يطلعان معًا). [عمدة القاري: 19/196]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({رب الشعرى}) [النجم: 49] قال مجاهد فيما وصله الفريابي (هو) أي الشعرى (مرزم الجوزاء) بكسر الميم الأولى وهي العبور وقال السفاقسي وهي الهنعة عبدها أبو كبشة وخالف قريشًا في عبادة الأوثان). [إرشاد الساري: 7/358]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وأنّه هو ربّ الشّعرى} يقول تعالى ذكره: وأنّ ربّك يا محمّد هو ربّ الشّعرى، يعني بالشّعرى: النّجم الّذي يسمّى هذا الاسم، وهو نجمٌ كان بعض أهل الجاهليّة يعبده من دون اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأنّه هو ربّ الشّعرى} قال: هو الكوكب الّذي يدعى الشّعرى.
- حدّثني عليّ بن سهلٍ قال: حدّثنا مؤمّلٌ قال: حدّثنا سفيان، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وأنّه هو ربّ الشّعرى} قال: الكوكب الّذي خلف الجوزاء، كانوا يعبدونه.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {وأنّه هو ربّ الشّعرى} قال: نجمٌ كان يعبد في الجاهليّة.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ربّ الشّعرى} قال: مرزم الجوزاء.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وأنّه هو ربّ الشّعرى} كان حيّ من العرب يعبدون الشّعرى هذا النّجم الّذي رأيتم.
قال بشرٌ: قال يزيد: النّجم الّذي يتبع الجوزاء.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {ربّ الشّعرى} قال: كان ناسٌ في الجاهليّة يعبدون هذا النّجم الّذي يقال له: الشّعرى.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأنّه هو ربّ الشّعرى} كانت تعبد في الجاهليّة، فقال: تعبدون هذه وتتركون ربّها؟ اعبدوا ربّها قال: والشّعرى: النّجم الوقّاد الّذي يتبع الجوزاء، يقال له المرزم). [جامع البيان: 22/85-86]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال حدثنا آدم قال حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وأنه هو رب الشعرى يعني مرزم الجوزاء). [تفسير مجاهد: 2/633]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {وأنه هو رب الشعرى} قال: هو الكوكب الذي يدعى الشعرى). [الدر المنثور: 14/54-55]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفاكهي عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في خزاعة وكانوا يعبدون الشعرى وهو الكوكب الذي يتبع الجوزاء). [الدر المنثور: 14/55]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد قال: الشعرى الكوكب الذي خلف الجوزاء كانوا يعبدونه). [الدر المنثور: 14/55]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة قال: كان ناس في الجاهلية يعبدون هذا النجم الذي يقال له: الشعرى فنزلت). [الدر المنثور: 14/55]