سورة العاديات
[ من الآية (1) إلى آخر السورة ]
{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)}
قوله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قد ذكرت مذهب أبي عمرو في إدغام: {والعاديات ضبحا} (1)، ومذهبه ومذهب خلاد في إدغام: {فالمغيرات صبحا} (3)، فيما سلف في الصافات (1-3) ). [التيسير في القراءات السبع: 530] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قد ذكرت مذهب أبي عمرو في إدغام (والعاديات ضبحًا) في سورة الصافات ومذهبه ومذهب خلاد في إدغام: (فالمغيرات صبحا) فيما سلف). [تحبير التيسير: 617] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وتَقَدَّمَ (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً... فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً} لخَلاَّدٍ في الإدغامِ الكبيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/403] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم [والعاديات ضبحا] [1]، [فالمغيرات صبحا] [3] في الإدغام الكبير). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/623] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَأَدْغَمَ تَاءَ {الْعَادِيَاتِ} فِي الضَّادِ، وَتَاءَ {الْمُغِيرَاتِ} فِي اَلصَّادِ أَبُو عَمْرٍو بخُلْفِهِ، كَيَعْقُوبَ مِنَ الْمِصْبَاحِ، وَوَافَقَهُمَا فِي اَلثَّانِيَةِ مَعَ الْخَلَفِ خَلاَّدٌ. وَأُثْبِتَ فِي اَلأَصْلِ هُنَا الْخِلاَفُ فِي الأُولَى لِخَلاَّدٍ كَالثَّانِيَةِ، وَفِيهِ نَظَرٌ، فَإِنَّهَا انْفِرَادَةٌ لابْنِ خَيْرُونٍ عَنْ خَلاَّدٍ، لاَ يُقْرَأُ بِهَا، وَلِذَا أَسْقَطَهَا مِنَ اَلطَّيِّبَةِ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/624] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)}
- قرأ بإدغام التاء في الضاد أبو عمرو من رواية اليزيدي، وشجاع ويعقوب وابن مهران وخلاد من طريق ابن خيرون.
- وقرأ حمزة من رواية خلاد بالإدغام.
- والباقون بالإظهار). [معجم القراءات: 10/541]
قوله تعالى: {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2)}
قوله تعالى: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) }
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قد ذكرت مذهب أبي عمرو في إدغام: {والعاديات ضبحا} (1)، ومذهبه ومذهب خلاد في إدغام: {فالمغيرات صبحا} (3)، فيما سلف في الصافات (1-3) ). [التيسير في القراءات السبع: 530] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قد ذكرت مذهب أبي عمرو في إدغام (والعاديات ضبحًا) في سورة الصافات ومذهبه ومذهب خلاد في إدغام: (فالمغيرات صبحا) فيما سلف). [تحبير التيسير: 617] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وتَقَدَّمَ (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً... فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً} لخَلاَّدٍ في الإدغامِ الكبيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/403] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({فَالْمُغِيراتِ صُبْحًا} ذُكِرَ لخَلاَّدٍ في الإدْغامِ الكَبِيرِ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 743]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم [والعاديات ضبحا] [1]، [فالمغيرات صبحا] [3] في الإدغام الكبير). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/623] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَأَدْغَمَ تَاءَ {الْعَادِيَاتِ} فِي الضَّادِ، وَتَاءَ {الْمُغِيرَاتِ} فِي اَلصَّادِ أَبُو عَمْرٍو بخُلْفِهِ، كَيَعْقُوبَ مِنَ الْمِصْبَاحِ، وَوَافَقَهُمَا فِي اَلثَّانِيَةِ مَعَ الْخَلَفِ خَلاَّدٌ. وَأُثْبِتَ فِي اَلأَصْلِ هُنَا الْخِلاَفُ فِي الأُولَى لِخَلاَّدٍ كَالثَّانِيَةِ، وَفِيهِ نَظَرٌ، فَإِنَّهَا انْفِرَادَةٌ لابْنِ خَيْرُونٍ عَنْ خَلاَّدٍ، لاَ يُقْرَأُ بِهَا، وَلِذَا أَسْقَطَهَا مِنَ اَلطَّيِّبَةِ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/624] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فالمغيرات صبحا} قرأ خلاد بخلف عنه بإدغام التاء في الصاد مع المد الطويل، كما تقدم وجهه، والباقون إلا السوسي بالإظهار، وهو الطريق الثاني لخلاد). [غيث النفع: 1318]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3)}
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا}
- أدغم التاء في الصاد أبو عمرو وخلاد عن سليم وحمزة ويعقوب، واليزيدي وشجاع.
قال في الإتحاف: (اختلف عن خلاد، رواه بالإدغام عنه أبو بكر ابن مهران عن أصحابه عن الوزان عن خلاد...، وروى سائر الرواة عن خلاد بالإظهار).
- وقرأ حمزة من رواية خلاد بالإدغام.
- والباقون بالإظهار.
[معجم القراءات: 10/541]
{فَالْمُغِيرَاتِ}
- رقق الأزرق وورش الراء). [معجم القراءات: 10/542]
قوله تعالى: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((فَأَثَرْنَ) مشدد، وهكذا فوسطن أبو حيوة، وابن أبي عبلة، الباقون خفيف الاختيار؛ لأنه يقال أثرت به الغبار وخصوصًا إذا أدخل فيه حرف الجر فألحقته بهما أولى). [الكامل في القراءات العشر: 662]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4)}
{فَأَثَرْنَ}
- قرأ الجمهور (فأثرن) بتخفيف الثاء، من (أثار) إذا حرك.
- وقرأ أبو حيوة وابن أبي عبلة (فأثرن) بشد التاء، أي: أرت أثار ذلك). [معجم القراءات: 10/542]
قوله تعالى: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)}
{فَوَسَطْنَ}
- قرأ الجمهور (فوسطن) بتخفيف السين، أي: صرن في وسط الجمع.
- وقرأ أبو حيوة وابن أبي عبلة وعلي وزيد بن علي وقتادة وابن أبي ليلى وابن مسعود وعمرو بن ميمون وأبو رجاء وأبو البرهسم (فوسطن) بشد السين.
قال الزجاج: (ولو قال: فوسطن به جمعًا لجاز، إلا أني لا أعلم أحدًا قرأ بها)، كذا!! ولا أعلم كيف غاب عنه هذا العدد من القراء!
- وقرأ بعضهم (فوصطن) بالصاد). [معجم القراءات: 10/542]
قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)}
{لِرَبِّهِ}
- قرئ (لربه) بسكون الهاء، وهو من إجراء الوصل مجرى الوقف، وهي لغة قليلة قرئ بها، ونقلت عن بني كلاب وعقيل وسمعها منهم الكسائي.
- وقرأ آخر باختلاس حركة الهاء وهي الكسرة، وهي لغة عقيل وكلاب). [معجم القراءات: 10/543]
قوله تعالى: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7)}
قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)}
{الْخَيْرِ}
- قرئ (الخير)، بسكون الراء.
قال ابن خالويه: (بجزم الراء حكاه اللحياني).
{الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}
- أدغم في اللام أبو عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 10/543]
قوله تعالى: {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ)، (وَحَصَّلَ) على تسمية الفاعل فيهما ابْن مِقْسَمٍ، وهو الاختيار على أن الفعل للَّه، الباقون على ما لم يسم فاعله). [الكامل في القراءات العشر: 662] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)}
{بُعْثِرَ}
- قراءة الجمهور (بُعثر) بالعين، مبنيًا للمفعول، والموصول قائم مقام الفاعل.
[معجم القراءات: 10/543]
- ورقق الأزرق وورش الراء.
- وقرأ نصر عن عاصم (بَعثر) مبنيًا للفاعل، وهو الله، أو الملك.
- قرأ ابن مسعد (بُحثر) بالحاء مبنيًا للمفعول.
قال الفراء: (وسمعت بعض أعراب بني أسد، وقرأ فقال: (بحثر)، وهما لغتان بحثر وبعثر).
ونقل القرطبي نص الفراء، وزاد على ذلك: وحكاه الماوردي عن ابن مسعود وهما بمعنى واحد.
- وفي حرف أبي (بُحثرت القبور).
- وقرأ نصر بن عاصم (بحثر) بالحاء مبنيًا للفاعل.
- وقرأ ابن مسعود والأسود بن يزيد ومحمد بن أبي معدان (بُحث).
[معجم القراءات: 10/544]
وصرح الفراء بأنه رآها كذلك في مصحف ابن مسعود، وذكر مثل هذا ابن عطية). [معجم القراءات: 10/545]
قوله تعالى: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ)، (وَحَصَّلَ) على تسمية الفاعل فيهما ابْن مِقْسَمٍ، وهو الاختيار على أن الفعل للَّه، الباقون على ما لم يسم فاعله). [الكامل في القراءات العشر: 662] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10)}
{وَحُصِّلَ}
- قراءة الجمهور (وحُصل) مبنيًا للمفعول، أي: مُيز ما فيها من خير وشر.
- وقرا ابن يعمر ونصر بن عاصم ومحمد بن أبي معدان وحميد بن قيس (وحصل) مبنيًا للفاعل.
- وقرأ ابن يعمر ونصر بن عاصم وعبيد بن عمير وسعيد بن جبير (وحصل) مبنيًا للفاعل، خفيف الصاد.
- وقرئ (وحصل) بكسر الصاد، وسمعها أبو يزيد من أعرابي.
ولست أدري أهي قراءة أو لغة مسموعة، فإن ابن خالويه ذكرها وذكر سماع أبي زيد، ولم يصرح بأنها قراءة.
- وذكر العكبري أنه قرئ (حصل) مبنيًا للمفعول خفيف الصاد و(ما) هو القائم مقام الفاعل). [معجم القراءات: 10/545]
قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لخبير} [العاديات] تام، وفاصلة، بلا خلاف، ومنتهى الربع لجماعة، وعند بعضهم آخر {لم يكن} ولبعضهم آخر الزلزال، ولبعضهم آخر القارعة). [غيث النفع: 1319]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)}
- قراءة الجمهور (إن ربهم... لخبير) بكسر الهمزة.
- وقرأ أبو السمال والحجاج والضحاك بن مزاحم وابن أخي ذي الرمة (أن ربهم... خبير) بفتح الهمزة وحذف اللام، وهذا عند الأخفش غلط قبيح.
قال ابن خالويه: (وقرا الحجاج على المنبر –وكان صحيحًا- (أن ربهم) بالفتح فلما رأى أن اللام في خبرها أسقط اللام لئلا يكون لحنًا فقرًا (أن ربهم بهم يومئذ خبير)، ففر من اللحن عند الناس ولم يبل بتغيير كتاب الله لجرأته على الله وفجوره).
وقال السمين: (ولا يحفظ عن الحجاج إلا هذا الأثر السوء، والناس ينقلونه عنه كذلك، وهو أقل من أن ينقل عنه)، وقد نقل هذا عن أبي حيان شيخه.
قلت: لو أن الحجاج انفرد بهذه القراءة لغلب على الظن صدق ما ذهب إليه ابن خالويه، ولكن قرأها ثلاثة غيره كذلك، وبقراءتهم قرأ.
وتعقب الشهاب ابن خالويه فقال:
(فما قيل: إنه لجراءته على كلام الله لما فتح الهمزة أسقط اللام من غير علم له بالقراءة، تحامل لا حاجة لنا بمثله، ولا يلزم من عدم
[معجم القراءات: 10/546]
تكفير الحجاج أن تُعطل جهنم وتخرب)!!
وقال الرازي: (نُقل أن الحجاج سبق على لسانه (أن) بالنصب فأسقط اللام من قوله: لخبير، حتى لا يكون الكلام لحنًا) كذا! انظر قوله: سبق على لسانه!! وقارنه بما ذكره ابن خالويه فيما تقدم.
- وقرأ ابن مسعود (بأنه يومئذٍ بهم خبير).
قلت: هذه قراءة تشهد لقراءة الحجاج التي استنكرها ابن خالويه وغيره.
{لَخَبِيرٌ}
- رقق الأزرق وورش الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 10/547]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين