العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة القصص

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 11:58 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة القصص [ من الآية (47) إلى الآية (50) ]

{وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(50)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:14 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولولا أن تصيبهم مصيبةٌ بما قدّمت أيديهم فيقولوا ربّنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتّبع آياتك ونكون من المؤمنين}.
يقول تعالى ذكره: ولولا أن يقول هؤلاء الّذين أرسلتك يا محمّد إليهم، لو حلّ بهم بأسنا، أو أتاهم عذابنا من قبل أن نرسلك إليهم على كفرهم بربّهم، واكتسابهم الآثام، واجترامهم المعاصي: ربّنا هلاّ أرسلت إلينا رسولاً من قبل أن يحلّ بنا سخطك، وينزل بنا عذابك فنتّبع أدلّتك، وآي كتابك الّذي تنزّله على رسولك ونكون من المؤمنين بألوهيّتك، المصدّقين رسولك فيما أمرتنا ونهيتنا، لعاجلناهم العقوبة على شركهم من قبل ما أرسلناك إليهم، ولكنّا بعثناك إليهم نذيرًا بأسنا على كفرهم، لئلاّ يكون للنّاس على اللّه حجّةٌ بعد الرّسل.
والمصيبة في هذا الموضع: العذاب والنّقمة.
ويعني بقوله: {بما قدّمت أيديهم} بما اكتسبوا). [جامع البيان: 18/264]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولولا أن تصيبهم مصيبةٌ بما قدّمت أيديهم فيقولوا ربّنا لولا أرسلت إلينا رسولًا فنتّبع آياتك ونكون من المؤمنين (47)
قوله تعالى: ولولا أن تصيبهم مصيبةٌ بما قدّمت أيديهم فيقولوا ربّنا لولا أرسلت إلينا رسولا.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ أنبأ بشرٌ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: ربّنا يعني: يا ربّنا.
- حدّثنا أبي ثنا عبد اللّه بن صالح بن مسلمٍ، ثنا فضيل بن مرزوقٍ، عن عطيّة العوفيّ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
الهالك في الفترة يقول: ربّ لم يأتني كتابٌ ولا رسولٌ، ثمّ قرأ هذه الآية: ربّنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتّبع آياتك ونكون من المؤمنين.
- حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ الأوديّ، ثنا أحمد بن المفضّل، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ أمّا آيات اللّه: فمحمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم.
قوله تعالى: ونكون من المؤمنين
يعني: المصدّقين- تقدّم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 9/2984]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين * فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا ساحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون * قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين * فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين.
أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الهالك في الفترة يقول: رب لم يأتني كتاب ولا رسول، ثم قرأ هذه الآية {ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين} ). [الدر المنثور: 11/475]

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الكلبي في قوله سحران تظاهرا قال الكتابان قد ذكرهما فنسيت أحدهما وحفظت أن أحدهما القرآن). [تفسير عبد الرزاق: 2/92]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الكلبي في قوله سحران محمد وعيسى أو قال موسى). [تفسير عبد الرزاق: 2/92]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن حميد الأعرج عن مجاهد قال سألت ابن عباس وهو بين الركن والباب في الملتزم وهو متكئ على يد عكرمة مولاه فقلت أسحران أم ساحران قال فقلت ذاك مرارا فقال عكرمة ساحران اذهب أيها الرجل أكثرت عليه). [تفسير عبد الرزاق: 2/92]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا جاءهم الحقّ من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل، قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنّا بكلٍّ كافرون}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا جاء هؤلاء الّذين لم يأتهم من قبلك يا محمّد نذيرٌ فبعثناك إليهم نذيرًا {الحقّ من عندنا}، وهو محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم بالرّسالة من اللّه إليهم، قالوا تمرّدًا على اللّه، وتماديًا في الغيّ: هلاّ أوتي هذا الّذي أرسل إلينا، وهو محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم مثل ما أوتي موسى بن عمران من الكتاب؟ يقول اللّه تبارك وتعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لقومك من قريشٍ، القائلين لك {لولا أوتي مثل ما أوتي موسى}: أو لم يكفر الّذين علموا هذه الحجّة من اليهود بما أوتي موسى من قبلك؟.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {مثل ما أوتي موسى}، قال: يهود تأمر قريشًا أن تسأل محمّدًا مثل ما أوتي موسى، يقول اللّه لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لقريشٍ يقولوا لهم: {أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل}؟.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى} قال: اليهود تأمر قريشًا، ثمّ ذكر نحوه.
واختلف القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة: (قالوا ساحران تظاهرا) بمعنى: أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل، وقالوا له ولمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم في قول بعض المفسّرين، وفي قول بعضهم لموسى وهارون عليهما السّلام، وفي قول بعضهم: لعيسى ومحمّدٍ ساحران تعاونا. وقرأ عامّة قرّاء الكوفة: {قالوا سحران تظاهرا} بمعنى: وقالوا للتّوراة والفرقان في قول بعض أهل التّأويل، وفي قول بعضهم للإنجيل والفرقان.
واختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك على قدر اختلاف القرّاء في قراءته.
ذكر من قال: عني بالساحرين اللّذين تظاهرا محمّدٌ وموسى صلّى اللّه عليهما:
- حدّثنا سليمان بن محمّد بن معدي كرب الرّعينيّ، قال: حدّثنا بقيّة بن الوليد، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي حمزة، قال: سمعت مسلم بن يسارٍ، يحدّث عن ابن عبّاسٍ، في قول اللّه: (ساحران تظاهرا)، قال: موسى ومحمّدٌ.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي حمزة جارهم، قال: سمعت مسلم بن يسارٍ، قال: سألت ابن عبّاسٍ، عن هذه الآية: (ساحران تظاهرا)، قال: موسى ومحمّدٌ.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن شعبة، عن أبي حمزة، عن مسلم بن يسارٍ، أنّ ابن عبّاسٍ قرأ (ساحران) قال موسى ومحمّدٌ عليهما السّلام.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن شعبة، عن كيسان أبي حمزة، عن مسلم بن يسارٍ، عن ابن عبّاسٍ، مثله.
ومن قال: موسى وهارون عليهما السّلام:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه (ساحران تظاهرا). قال اليهود لموسى وهارون.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، (قالوا ساحران تظاهرا)، قول يهود لموسى وهارون عليهما السّلام.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، وأبي رزينٍ أنّ أحدهما، قرأ: (ساحران تظاهرا)، والآخر: {سحران}. قال: الّذي قرأ {سحران} قال: التّوراة والإنجيل. وقال: الّذي قرأ: (ساحران) قال: موسى وهارون.

وقال آخرون: عنوا بالسّاحرين عيسى ومحمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين،. قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، عن الحسن، قوله (ساحران تظاهرا) قال عيسى ومحمّدٌ، أو قال موسى صلّى اللّه عليه وسلّم.
ذكر من قال: عنوا بذلك التّوراة والفرقان، ووجه تأويله إلى قراءة من قرأ {سحران تظاهرا}:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال ثنى معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {سحران تظاهرا} يقول: التّوراة والقرآن.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّى، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {قالوا سحران تظاهرا} يعني: التّوراة والفرقان.
- حدّثني يونس، قال أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {قالوا سحران تظاهرا} قال: كتاب موسى، وكتاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
ذكر من قال: عنوا به التّوراة والإنجيل:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن عيينة، عن حميدٍ الأعرج، عن مجاهدٍ، قال: كنت إلى جنب ابن عبّاسٍ وهو يتعوّذ بين الرّكن والمقام، فقلت كيف تقرأ: {سحران}، أو (ساحران)، فلم يردّ عليّ شيئًا، فقال عكرمة: (ساحران)، وظننت أنّه لو كره ذلك أنكره عليّ. قال حميدٌ: فلقيت عكرمة بعد ذلك فذكرت ذلك له، وقلت: كيف كان يقرؤها؟ قال: كان يقرأ {سحران تظاهرا} أي التّوراة والإنجيل.
ذكر من قال: عنوا به الفرقان والإنجيل:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا عبيدٌ، عن الضّحّاك، أنّه قرأ {سحران تظاهرا} يعنون الإنجيل والفرقان.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {قالوا سحران تظاهرا} قالت ذلك أعداء اللّه اليهود للإنجيل والفرقان، فمن قال (ساحران) فيقول: محمّدٌ، وعيسى ابن مريم.
قال أبو جعفرٍ: وأولى القراءتين في ذلك عندنا بالصّواب، قراءة من قرأه {قالوا سحران تظاهرا} بمعنى: كتاب موسى وهو التّوراة، وكتاب عيسى وهو الإنجيل.
وإنّما قلنا: ذلك أولى القراءتين بالصّواب، لأنّ الكلام من قبله جرى بذكر الكتاب، وهو قوله: {وقالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى} والّذي يليه من بعده ذكر الكتاب، وهو قوله: {فأتوا بكتابٍ من عند اللّه هو أهدى منهما أتّبعه} فالّذي بينهما بأن يكون من ذكره أولى وأشبه بأن يكون من ذكر غيره.
وإذ كان ذلك هو الأولى بالقراءة، فمعلومٌ أنّ معنى الكلام: قل يا محمّد: أو لم يكفر هؤلاء اليهود بما أوتي موسى من قبل، وقالوا لما أوتي موسى من الكتاب وما أوتيته أنت، سحران تعاونا.
وقوله: {وقالوا إنّا بكلٍّ كافرون} يقول تعالى ذكره: وقالت اليهود: إنّا بكلّ كتابٍ في الأرض من توراةٍ وإنجيلٍ وزبورٍ وفرقانٍ كافرون.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال بعض أهل التّأويل، وخالفه فيه مخالفون.
ذكر من قال مثل الّذي قلنا في ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إنّا بكلٍّ كافرون} قالوا: نكفر أيضًا بما أوتي محمّدٌ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {وقالوا إنّا بكلٍّ كافرون} قال اليهود أيضًا: نكفر بما أوتي محمّدٌ أيضًا.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وقالوا إنّا بكلّ الكتابين التّوراة، الفرقان والإنجيل كافرون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا عبيدٌ، عن الضّحّاك، {وقالوا إنّا بكلٍّ كافرون} يقول: بالإنجيل والقرآن.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {وقالوا إنّا بكلٍّ كافرون}: يعنون الإنجيل والفرقان.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، وقالوا إنّا بكلٍّ كافرون قال: هم أهل الكتاب، يقول: بالكتابين: التّوراة والفرقان.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وقالوا إنّا بكلٍّ كافرون} الّذي جاء به موسى، والّذي جاء به محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم). [جامع البيان: 18/264-271]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: فلمّا جاءهم الحقّ من، عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: مثل ما أوتي موسى يهود تأمر قريشًا أن تسأل محمّدًا مثل ما أوتي موسى من قبل.
وفي قوله: أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل
- به، عن مجاهدٍ يقول اللّه لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لقريشٍ: يقولون: أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل.
- حدثنا عبيد بن محمد بن يحيي ابن حمزة فيما كتب إليّ ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل من قبل أن يبعث محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم- والإسلام.
قوله تعالى: قالوا سحران تظاهرا
[الوجه الأول]
- حدّثنا يونس بن حبيبٍ، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن أبي حمزة، عن مسلم بن يسارٍ قال: سألت ابن عبّاسٍ، عن قول اللّه تبارك وتعالى: سحران تظاهرا قال: موسى ومحمّدٌ صلّى اللّه عليهما وسلّم وروي، عن الحسن البصريّ نحو ذلك.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ قالوا: سحران تظاهرا موسى وهارون عليهما السّلام. وروي، عن أبي رزينٍ نحو ذلك.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قالوا سحران تظاهرا قول يهود لموسى وهارون.
والوجه الثّالث:
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: سحران تظاهرا قال ذلك أعداء اللّه اليهود للإنجيل والفرقان، ومن قال: ساحران فيقول: محمّدٌ وعيسى صلّى اللّه عليهما وسلّم.
[ومن قرأ ساحران]
حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ سحران تظاهرا يقول: التّوراة والفرقان. وروي عن عاصمٍ الجحدريّ، والسّدّيّ وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم نحوه.
الوجه الرّابع:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو سلمة قال: قال إسماعيل يعني ابن أبي خالدٍ سمعت أبا رزينٍ يقرأها سحران يقول: كتابانٍ، التّوراة والإنجيل.
- أخبرنا محمّد بن سعد بن عطيّة فيما كتب إليّ حدّثني أبي حدّثنا عمّي، عن أبيه، عن جدّه، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه، عنهما قوله: وقالوا إنّا بكلٍّ كافرون قال هم أهل الكتاب.
قوله تعالى: إنّا بكلٍّ كافرون
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو عبد الرّحمن يعني الحارثيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك وقالوا إنّا بكلٍّ كافرون يقول: بالتّوراة والقرآن كافرون.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج، ثنا عبد الرّحمن بن زيدٍ في قول اللّه: وقالوا إنّا بكلٍّ كافرون الّذي جاء به موسى، والّذي جاء به محمّدٌ صلّى اللّه عليهما وسلّم.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: إنّا بكلٍّ كافرون نكفر أيضًا بما أوتى محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم). [تفسير القرآن العظيم: 9/2984-2986]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله لولا أوتي مثل ما أوتي موسى قالت يهود تأمر قريشا أن تسأل محمدا مثل ما أوتي موسى فقال الله لمحمد قل لقريش فليقولوا لليهود أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل). [تفسير مجاهد: 487]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله سحران قال يعني موسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم هذا قول اليهود). [تفسير مجاهد: 487]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله إنا بكل كافرون فقالت اليهود نكفر أيضا بما أوتي محمد عليه السلام). [تفسير مجاهد: 487]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {قالوا سحران تظاهرا} [القصص: 48].
- عن سليم بن عامرٍ قال: سمعت ابن الزّبير يقرأ هذه الآية: قالوا ساحران تظاهرا.
رواه الطّبرانيّ، وفيه سويد بن عبد العزيز ضعّفه أحمد وجمهور الأئمّة ووثّقه دحيمٌ، وبقيّة رجاله ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/88]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون} قال: هم أهل الكتاب، يقول بالكتابين التوراة والفرقان فقال الله {قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين} ). [الدر المنثور: 11/475]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {لولا أوتي مثل ما أوتي موسى} قال: يهود تأمر قريشا ان تسأل محمدا {مثل ما أوتي موسى} من قبل يقول الله لمحمد: قل لقريش يقولون لهم {أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا} قال: قول يهود لموسى وهارون {وقالوا إنا بكل كافرون} قال: يهود تكفر أيضا بما أوتي محمد). [الدر المنثور: 11/476]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل} قال: من قبل ان يبعث محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 11/476]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن ابن الزبير رضي الله عنه انه كان يقرأ {قالوا سحران تظاهرا} ). [الدر المنثور: 11/476]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير انه كان يقرأ {قالوا سحران تظاهرا} قال: موسى وهارون). [الدر المنثور: 11/476]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والبخاري في تاريخه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قرأ {سحران تظاهرا} بالالف قال: يعني موسى ومحمدا عليهما السلام). [الدر المنثور: 11/476]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه انه كان يقرأ: {سحران تظاهرا} قال: هما كتابان). [الدر المنثور: 11/476-477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه {قالوا سحران تظاهرا} يقول: التوراة والفرقان). [الدر المنثور: 11/477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه {قالوا سحران تظاهرا} قال: التوراة والفرقان حين صدق كل واحد منهما صاحبه). [الدر المنثور: 11/477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عاصم الجحدري انه كان يقرأ {سحران تظاهرا} يقول: كتابان التوراة والفرقان: ألا تراه يقول {فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما} ). [الدر المنثور: 11/477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه قال: لو كان يريد النّبيّ صلى الله عليه وسلم لم يقل {فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه} انما أراد الكتابين). [الدر المنثور: 11/477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن أبي رزين رضي الله عنه انه كان يقرأها {سحران تظاهرا} يقول: كتابان التوراة والانجيل). [الدر المنثور: 11/477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {قالوا سحران تظاهرا} قال: ذلك أعداء الله اليهود للانجيل والقرآن قال: ومن قرأها (ساحران) يقول: محمد وعيسى). [الدر المنثور: 11/477-478]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عبد الكريم أبي أمية قال: سمعت عكرمة يقول {سحران} فذكرت ذلك لمجاهد فقال: كذب العبد قرأتها على ابن عباس (ساحران) فلم يعب علي). [الدر المنثور: 11/478]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن مجاهد قال: سألت ابن عباس رضي الله عنهما وهو بين الركن والباب والملتزم وهو متكئ على يدي عكرمة فقلت: أسحران تظاهرا أم ساحران فقلت ذلك مرارا فقال عكرمة (ساحران تظاهرا) اذهب أيها الرجل). [الدر المنثور: 11/478]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه {وقالوا إنا بكل كافرون} يقول: بالتوراة والقرآن). [الدر المنثور: 11/478]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد {وقالوا إنا بكل كافرون} قال: الذي جاء به موسى والذي جاء به عيسى). [الدر المنثور: 11/478]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل فأتوا بكتابٍ من عند اللّه هو أهدى منهما أتّبعه إن كنتم صادقين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد للقائلين للتّوراة والإنجيل: هما سحران تظاهرا: ائتوا بكتابٍ من عند اللّه، هو أهدى منهما لطريق الحقّ، ولسبيل الرّشاد {أتّبعه إن كنتم صادقين} في زعمكم أنّ هذين الكتابين سحران، وأنّ الحقّ في غيرهما.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قال: فقال اللّه تعالى {قل فأتوا بكتابٍ من عند اللّه هو أهدى منهما}.. الآية
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: فقال ائتوني بكتابٍ من عند اللّه هو أهدى منهما من هذين الكتابين؛ الّذي بعث به موسى، والّذي بعث به محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم). [جامع البيان: 18/271-272]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قل فأتوا بكتابٍ من عند اللّه هو أهدى منهما أتّبعه إن كنتم صادقين (49)
قوله تعالى: قل فأتوا بكتابٍ من عند اللّه هو أهدى منهما أتّبعه الآية
- حدّثنا أبي ثنا المعلّى بن أسدٍ العمّيّ، ثنا المعلّى بن عيسى، عن عاصمٍ الجحدريّ أنّه كان يقرأ: سحران يقول: كتابان: التّوراة والفرقان، ألا تراه يقول: بكتابٍ من، عند اللّه هو أهدى منهما.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: وقالوا إنّا بكلٍّ كافرون قال اللّه: فأتوا بكتابٍ من، عند اللّه هو أهدى منهما أتّبعه إن كنتم صادقين.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ، ثنا عبد الرّحمن بن زيدٍ قال اللّه وأجابهم: قل فأتوا بكتابٍ من عند الله هو أهدى منهما أتبعه أي هذين الكتابين: الّذي بعث به موسى، والّذي بعث به محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم، لم يقل: فأتوا بكتابٍ من عند اللّه هو أهدى منها أتّبعه
قوله تعالى: إن كنتم صادقين
- أخبرنا عصام بن روّادٍ ثنا آدم، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية إن كنتم صادقين بما تقولون إنّه كما تقولون. وروي، عن الرّبيع بن أنسٍ نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 9/2986-2987]

تفسير قوله تعالى: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنّما يتّبعون أهواءهم ومن أضلّ ممّن اتّبع هواه بغير هدًى من اللّه إنّ اللّه لا يهدي القوم الظّالمين}.
يقول تعالى ذكره: فإن لم يجبك هؤلاء القائلون للتّوراة والإنجيل: سحران تظاهرا، الزّاعمون أنّ الحقّ في غيرهما من اليهود يا محمّد، إلى أن يأتوك بكتابٍ من عند اللّه، هو أهدى منهما، فاعلم أنّما يتّبعون أهواءهم، وأنّ الّذي ينطقون به، ويقولون في الكتابين، قولٌ كذبٌ وباطلٌ، لا حقيقة له.
ولعلّ قائلاً أن يقول: أو لم يكن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يعلم أنّ ما قال القائلون من اليهود وغيرهم في التّوراة والإنجيل من الإفك والزّور المسمّوهما سحرين باطلٌ من القول إلاّ بأن لا يجيبوه إلى إتيانه بكتابٍ هو أهدى منهما؟ قيل: هذا كلامٌ خرج مخرج الخطاب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، والمراد به المقول لهم أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل من كفّار قريشٍ، وذلك أنّه قيل للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لمشركي قريشٍ: أو لم يكفر هؤلاء الّذين أمروكم أن تقولوا: هلاّ أوتي محمّدٌ مثل ما أوتي موسى، بالّذي أوتي موسى من قبل هذا القرآن، ويقولوا للّذي أنزل عليه وعلى عيسى {سحران تظاهرا} فقولوا لهم إن كنتم صادقين أنّ ما أوتي موسى وعيسى سحرٌ، فأتوني بكتابٍ من عند اللّه، هو أهدى من كتابيهما، فإن هم لم يجيبوكم إلى ذلك فاعلموا أنّهم كذبةٌ، وأنّهم إنّما يتّبعون في تكذيبهم محمّدًا، وما جاءهم به من عند اللّه أهواء أنفسهم، ويتركون الحقّ وهم يعلمون.
{ومن أضلّ ممّن اتّبع هواه بغير هدًى من اللّه} يقول تعالى ذكره: ومن أضلّ عن طريق الرّشاد، وسبيل السّداد ممّن اتّبع هوى نفسه بغير بيانٍ من عند اللّه، وعهدٍ من اللّه، ويترك عهد اللّه الّذي عهده إلى خلقه في وحيه وتنزيله.
{إنّ اللّه لا يهدي القوم الظّالمين} يقول تعالى ذكره: إنّ اللّه لا يوفّق لإصابة الحقّ وسبيل الرّشد القوم الّذين خالفوا أمر اللّه وتركوا طاعته، وكذّبوا رسوله، وبدّلوا عهده، واتّبعوا أهواء أنفسهم إيثارًا منهم لطاعة الشّيطان على طاعة ربّهم). [جامع البيان: 18/272-273]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنّما يتّبعون أهواءهم ومن أضلّ ممّن اتّبع هواه بغير هدًى من اللّه إنّ اللّه لا يهدي القوم الظّالمين (50)
قوله تعالى: فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنّما يتّبعون أهواءهم
- حدّثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه الهرويّ، ثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ قال: الاستجابة: الطّاعة.
قوله تعالى: ومن أضلّ ممّن اتّبع هواه بغير هدًى من اللّه
- قرأت على محمّد بن الفضل بن موسى، ثنا محمّد بن عليّ بن الحسن ابن شقيقٍ أنبأ محمّد بن مزاحمٍ، ثنا بكير بن معروفٍ، عن مقاتل بن حيّان، قوله: ومن أضلّ يقول: أخطأ.
قوله تعالى: إنّ اللّه لا يهدي القوم الظّالمين
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ أنبأ بشرٌ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ الظّالمين يقول: الكافرين). [تفسير القرآن العظيم: 9/2987]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 09:04 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولولا أن تصيبهم مصيبةٌ} [القصص: 47]، يعني: المشركين.
{بما قدّمت أيديهم} [القصص: 47] بالّذي هم عليه من الشّرك، والمصيبة في هذا
[تفسير القرآن العظيم: 2/596]
الموضع العذاب، يقول: ولو أنّا عذّبناهم لاحتجّوا فقالوا: {ربّنا لولا} [القصص: 47] هلا.
{أرسلت إلينا رسولا فنتّبع آياتك ونكون من المؤمنين} [القصص: 47] فقطع اللّه عذرهم بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فكذّبوه). [تفسير القرآن العظيم: 2/597]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ولولا أن تصيبهم مصيبةٌ }: وهي من كل نقمة وعذاب، نقمة بكسر القاف.

{بما قدّمت أيديهم }, مجازه: بما كانوا اكتسبوا , وليس هاهنا.
{ لولا أرسلت إلينا رسولاً }: مجازه هلاً، وفي آية أخرى: {لولا أوتي }, مجازه: هلا أوتتي). [مجاز القرآن: 2/107]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدّمت أيديهم فيقولوا ربّنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتّبع آياتك ونكون من المؤمنين}
أي : لولا ذلك لم يحتج إلى إرسال الرسل، ومواترة الاحتجاج.). [معاني القرآن: 4/147]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم}
أي : لولا هذا لم نحتج إلى إرسال الرسل، وتواتر الاحتجاج.). [معاني القرآن: 5/182]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فلمّا جاءهم الحقّ من عندنا} [القصص: 48]، يعني: القرآن، وهو تفسير السّدّيّ.
{قالوا لولا أوتي} [القصص: 48] يعنون النّبيّ عليه السّلام.
{مثل ما أوتي موسى} [القصص: 48] هلا أنزل عليه القرآن جملةً واحدةً كما أنزلت التّوراة على موسى جملةً واحدةً.
قال اللّه: {أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل} [القصص: 48] وقد كان كتاب موسى عليهم حجّةً في تفسير الحسن.
{قالوا سحران تظاهرا} [القصص: 48] موسى ومحمّدٌ في تفسير الحسن، وهذا قول مشركي العرب.
{وقالوا إنّا بكلٍّ كافرون} [القصص: 48] بالتّوراة والقرآن.
عاصم بن حكيمٍ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ.
قال: {قالوا سحران تظاهرا} [القصص: 48] موسى وهارون.
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: {قالوا لولا} [القصص: 48] هلا {أوتي مثل ما أوتي موسى} [القصص: 48] هم أهل الكتاب.
[تفسير القرآن العظيم: 2/597]
وتفسير مجاهدٍ قال: {قالوا لولا} [القصص: 48] هلا {أوتي مثل ما أوتي موسى} [القصص: 48] من قبل هذا، قول يهود تأمر قريشًا أن يسألوا محمّدًا مثل ما أوتي موسى.
يقول اللّه لمحمّدٍ: قل لقريشٍ يقولون لهم: {أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا} [القصص: 48] قول يهود لموسى وهارون.
وبعضهم يقرؤها: سحران تظاهرا، التّوراة والقرآن.
{وقالوا} يهود تقوله.
{إنّا بكلٍّ كافرون} [القصص: 48] كفرت أيضًا لمّا أوتي محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم). [تفسير القرآن العظيم: 2/598]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {قالوا سحران تظاهرا...}

يعنون التوراة والقرآن، ويقال {ساحران تظاهرا} : يعنون محمّداً , وموسى صلى الله عليهما وسلم, وقرأ عاصم , والأعمش {سحران}.
... وحدثني غير واحدٍ , عن إسماعيل ابن أبي خالد , عن أبي رزين : أنه قرأ :{سحران تظاهرا}
قال: وقال سفيان بن عيينة , عن حميد قال: قال مجاهد: سألت ابن عباس , عنده عكرمة فلم يجبني، فلمّا كانت في الثالثة , قال عكرمة: أكثرت عليه , {ساحران تظاهرا},
فلم ينكر ابن عباس، أو قال: فلو أنكرها لغيّرها, وكان عكرمة يقرأ : {سحران} بغير ألفٍ , ويحتجّ بقوله: {قل فأتوا بكتابٍ من عند الله هو أهدى منهما أتّبعه} ,
وقرأها أهل المدينة , والحسن :{ساحران تظاهرا}.). [معاني القرآن: 2/306-307]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ ساحران تظاهرا }: أي : تعاونا.). [مجاز القرآن: 2/107]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {سحران تظاهرا}: تعاونا). [غريب القرآن وتفسيره: 292]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {سحران تظاهرا}: أي: تعاونا.). [تفسير غريب القرآن: 333]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{فلمّا جاءهم الحقّ من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنّا بكلّ كافرون}
أي : فلما جاءتهم الحجة القاطعة التي كان يجوز أن يعتلّوا بتأخرها عنهم.
{قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى}:المعنى: هلّا أوتي محمد مثل ما أوتي موسى، صلى اللّه عليهما من أمر العصا , والحية , وانفلاق البحر، وسائر الآيات التي أتى بها موسى،
فقد كفروا بآيات موسى كما كفروا بآيات محمد عليهما السلام.
{قالواساحران تظاهرا} أي : تعاونا.
جاء في التفسير: أنهم عنوا موسى وهارون.
وقالوا : عنوا موسى وعيسى، وقيل : عنوا موسى ومحمدا عليهما السلام.
وقرئ : {سحران تظاهرا} يعنون : كتابين، فقالوا: الإنجيل والقرآن، ودليل من قرأ {سحران} قوله: {قل فأتوا بكتاب من عند اللّه هو أهدى منهما}.
وهذا لا يمنع {ساحران}، لأن المعنى يصير: قل فأتوا بكتاب من عند الله , هو أهدى من كتابيهما ). [معاني القرآن: 4/147-148]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فلما جاءهم الحق من عندنا}
أي : الحجج الظاهرة البينة التي كان يجوز أن يحتجوا بتأخرها .
{قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى }: يعني من العصا , وانفلاق البحر, وما أشبه ذلك.
وروى ابن أبي نجيح, عن مجاهد قال : أمرت يهود قريشً : ا أن يسألوا محمدا صلى الله عليه وسلم مثل ما أوتي موسى .
فقال الله جل وعز لمحمد صلى الله عليه وسلم : قل لهم يقولوا لهم : {أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل}.
ثم قال جل وعز: {قالوا ساحران تظاهرا}
روى سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد قال : سمعت سعيد بن جبير يقول : {قالوا ساحران تظاهرا }, قال : موسى وهارون صلى الله عليهما.
وروى ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال : يعنون موسى وهارون عليهما السلام.
وروى شعبة , عن أبي حمزة, عن ابن عباس :{قالوا ساحران تظاهرا قال موسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم
وكذا روى شعبة, عن أبي حمزة, عن ابن عباس, وكذلك قال الحسن .
وقرأ عكرمة , وعطاء الخراساني, وأبو رزين : {قالوا سحران تظاهرا}
قال عكرمة: يعني : كتابين .
وقال أبو رزين : يعني : التوراة والإنجيل .
وقال الفراء : يعني : التوراة والقرآن .
واحتج بعض من يقرأ هذه القراءة بقوله: {قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه}
والمعنى على القراءة الأولى : هو أهدى من كتابيهما ). [معاني القرآن: 5/183-185]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَظَاهَرَا}: أي: تعاونا ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 182]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ({تَظَاهَرَا}: تعاونا ). [العمدة في غريب القرآن: 235]

تفسير قوله تعالى:{قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {قل فأتوا بكتابٍ من عند اللّه هو أهدى منهما} [القصص: 49] من التّوراة والقرآن.
{أتّبعه إن كنتم صادقين} [القصص: 49] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/598]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {أتّبعه...}

رفع لأنها صلة للكتاب , لأنه نكرة , وإذا جزمت - وهو الوجه - جعلته شرطاً للأمر.). [معاني القرآن: 2/307]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فإن لم يستجيبوا لك} [القصص: 50] فيأتوا به، ولا يأتون به ولكنّها حجّةٌ عليهم.
{فاعلم أنّما يتّبعون أهواءهم ومن أضلّ ممّن اتّبع هواه بغير هدًى من اللّه} [القصص: 50] جاءه، أي: لا أحد أضلّ منه.
{إنّ اللّه لا يهدي القوم الظّالمين} [القصص: 50] المشركين الّذين يموتون على شركهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/598]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({فإن لّم يستجيبوا لك}: مجازه: فإن لم يجيبوك، وقال الغنوي:

وداعٍ دعايا من يجيب إلى النّدى= فلم يستجبه عند ذاك مجيب.).
[مجاز القرآن: 2/107]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنّما يتّبعون أهواءهم ومن أضلّ ممّن اتّبع هواه بغير هدى من اللّه إنّ اللّه لا يهدي القوم الظّالمين}
فاعلم أن ما ركبوه من الكفر لا حجّة لهم فيه، وإنما آثروا فيه الهوى , وقد علموا أنه هو الحق.). [معاني القرآن: 4/148]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 09:06 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47) }

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) }

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 09:32 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 09:33 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 04:17 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين}
"المصيبة": عذاب في الدنيا على كفرهم. وجواب "لولا" محذوف، تقديره: لما أرسلنا الرسل). [المحرر الوجيز: 6/ 596]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {فلما جاءهم الحق} يريد: القرآن ومحمدا صلى الله عليه وسلم، والمقالة التي قالتها قريش: لولا أوتي مثل ما أوتي موسى كانت من تعليم اليهود لهم، قالوا لهم، لم لا يأتي بآية باهرة كالعصا واليد ونتق الجبل وغير ذلك، فعكس الله تعالى عليهم قولهم، ووقفهم على أنهم قد وقع منهم في تلك الآيات ما وقع من هؤلاء في هذه، فالضمير في قوله: يكفروا لليهود.
وقرأ الجمهور: "ساحران"، والمراد بهما موسى وهارون، قاله مجاهد، وقال الحسن: موسى وعيسى وقال ابن عباس: موسى ومحمد صلى الله عليه وسلم، وقال الحسن أيضا: عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، والأول أظهر. وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي: "سحران"، والمراد بهما التوراة والإنجيل، قال عكرمة، وقال ابن عباس: التوراة والفرقان، وقرأ ابن مسعود: "سحران اظاهرا"، وهي قراءة طلحة والضحاك.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويحتمل أن يريد بـ ما أوتي موسى أمر محمد -عليهما الصلاة والسلام- الذي في التوراة، كأنه يقول: وما يطلبون بأن يأتي بمثل ما أوتي موسى وهم قد كفروا -في التكذيب بك- بما أوتيه موسى عليه السلام من الإخبار بك، وقالوا: إنا بكل كافرون. وقوله تعالى: {إنا بكل كافرون} يؤيد هذا التأويل. و"تظاهرا" معناه: تعاونا). [المحرر الوجيز: 6/ 596-597]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {قل فأتوا بكتاب} الآية، هذه حجة أمره الله تعالى أن يصدع بها، أي: أنتم أيها المكذبون بهذه الكتب التي قد تضمنت الأمر بالعبادات ومكارم الأخلاق، ونهت عن الكفر والنقائص، ووعد الله تعالى عليها الثواب الجزيل، إن كان تكذيبكم لمعنى فأتوا بكتاب من عند الله عز وجل يهدي أكثر من هدي هذه أتبعه معكم). [المحرر الوجيز: 6/ 597]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قال تعالى: {فإن لم يستجيبوا لك} -وهو قد علم أنهم لا يستجيبون- على معنى الإيضاح لفساد حالهم، وسياق القياس: "لأنهم متبعون لأهوائهم". ثم عجب تعالى من اتباع الهوى بغير هداية ولغير مقصد بين، وقرر ذلك على جهة البيان، أي: لا أحد أضل منه).[المحرر الوجيز: 6/ 597]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 06:35 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 06:37 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({ولولا أن تصيبهم مصيبةٌ بما قدّمت أيديهم فيقولوا ربّنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتّبع آياتك ونكون من المؤمنين} أي: وأرسلناك إليهم لتقيم عليهم الحجّة ولتقطع عذرهم إذا جاءهم عذابٌ من اللّه بكفرهم، فيحتجّوا بأنّهم لم يأتهم رسولٌ ولا نذيرٌ، كما قال تعالى بعد ذكره إنزال كتابه المبارك وهو القرآن: {أن تقولوا إنّما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنّا عن دراستهم لغافلين أو تقولوا لو أنّا أنزل علينا الكتاب لكنّا أهدى منهم فقد جاءكم بيّنةٌ من ربّكم وهدًى ورحمةٌ} [الأنعام: 156، 157]، وقال: {رسلا مبشّرين ومنذرين لئلا يكون للنّاس على اللّه حجّةٌ بعد الرّسل} [النّساء: 165]، وقال تعالى: {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبيّن لكم على فترةٍ من الرّسل أن تقولوا ما جاءنا من بشيرٍ ولا نذيرٍ فقد جاءكم بشيرٌ ونذيرٌ واللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} [المائدة: 19]، والآيات في هذا كثيرةٌ [واللّه أعلم] ). [تفسير ابن كثير: 6/ 241]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلمّا جاءهم الحقّ من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنّا بكلٍّ كافرون (48) قل فأتوا بكتابٍ من عند اللّه هو أهدى منهما أتّبعه إن كنتم صادقين (49) فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنّما يتّبعون أهواءهم ومن أضلّ ممّن اتّبع هواه بغير هدًى من اللّه إنّ اللّه لا يهدي القوم الظّالمين (50) ولقد وصّلنا لهم القول لعلّهم يتذكّرون (51)}.
يقول تعالى مخبرًا عن القوم الّذين لو عذّبهم قبل قيام الحجّة عليهم، لاحتجّوا بأنّهم لم يأتهم رسولٌ: أنّهم لـمّا جاءهم الحقّ من عنده على لسان محمّدٍ، صلوات اللّه وسلامه عليه قالوا على وجه التّعنّت والعناد والكفر والجهل والإلحاد: {لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل}، يعنون -واللّه أعلم -: من الآيات الكثيرة، مثل العصا واليد، والطّوفان والجراد والقمّل والضّفادع والدّم، وتنقّص الزّروع والثّمار، ممّا يضيق على أعداء اللّه، وكفلق البحر، وتظليل الغمام، وإنزال المنّ والسّلوى، إلى غير ذلك من الآيات الباهرة، والحجج القاهرة، الّتي أجراها اللّه على يدي موسى عليه السّلام، حجّةً وبراهين له على فرعون وملئه وبني إسرائيل، ومع هذا كلّه لم ينجع في فرعون وملئه، بل كفروا بموسى وأخيه هارون، كما قالوا لهما: {أجئتنا لتلفتنا عمّا وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين} [يونس: 78]، وقال تعالى: {فكذّبوهما فكانوا من المهلكين} [المؤمنون: 48].ولهذا قال هاهنا: {أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل} أي: أولم يكفر البشر بما أوتي موسى من تلك الآيات العظيمة. {قالوا سحران تظاهرا،}، أي تعاونا، {وقالوا إنّا بكلٍّ كافرون} أي: بكلٍّ منهما كافرون. ولشدّة التّلازم والتّصاحب والمقارنة بين موسى وهارون، دلّ ذكر أحدهما على الآخر، كما قال الشّاعر:
فما أدري إذا يمّمت أرضًا = أريد الخير أيهما يليني...
أي: فما أدري أيليني الخير أو الشّرّ. قال مجاهد بن جبرٍ: أمرت اليهود قريشا أن يقولوا لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ذلك، فقال اللّه: {أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا} قال: يعني موسى وهارون صلّى اللّه عليه وسلّم {تظاهرا} أي: تعاونا وتناصرا وصدّق كلٌّ منهما الآخر. وبهذا قال سعيد بن جبيرٍ وأبو رزين في قوله: {ساحران} يعنون: موسى وهارون. وهذا قولٌ جيّدٌ قويّ، واللّه أعلم.
وقال مسلم بن يسار، عن ابن عبّاسٍ {قالوا ساحران تظاهرا} يعني: موسى ومحمّدًا، صلوات اللّه وسلامه عليهما وهذا روايةٌ عن الحسن البصريّ.
وقال الحسن وقتادة: يعني: عيسى ومحمّدًا، صلّى اللّه عليهما وسلّم، وهذا فيه بعدٌ؛ لأنّ عيسى لم يجر له ذكرٌ هاهنا، واللّه أعلم.
وأمّا من قرأ {سحران تظاهرا}، فقال عليّ بن أبي طلحة والعوفيّ، عن ابن عبّاسٍ. يعنون: التّوراة والقرآن. وكذا قال عاصمٌ الجنديّ، والسّدّيّ، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، قال السّدّيّ: يعني صدّق كلّ واحدٍ منهما الآخر.
وقال عكرمة: يعنون: التّوراة والإنجيل. وهو روايةٌ عن أبي زرعة، واختاره ابن جريرٍ.
وقال الضّحّاك وقتادة: الإنجيل والقرآن. واللّه سبحانه، أعلم بالصّواب. والظّاهر على قراءة: {سحران} أنّهم يعنون: التّوراة والقرآن؛ لأنّه قال بعده: {قل فأتوا بكتابٍ من عند اللّه هو أهدى منهما أتّبعه}، وكثيرًا ما يقرن اللّه بين التّوراة والقرآن، كما في قوله تعالى {قل من أنزل الكتاب الّذي جاء به موسى نورًا وهدًى للنّاس} إلى أن قال: {وهذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ} [الأنعام: 91، 92]،وقال في آخر السّورة: {ثمّ آتينا موسى الكتاب تمامًا على الّذي أحسن}، إلى أن قال: {وهذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ فاتّبعوه واتّقوا لعلّكم ترحمون} [الأنعام: 155]، وقالت الجنّ: {إنّا سمعنا كتابًا أنزل من بعد موسى [مصدّقًا لما بين يديه]} [الأحقاف: 30] وقال ورقة بن نوفلٍ: هذا النّاموس الّذي أنزل [اللّه] على موسى. وقد علم بالضّرورة لذوي الألباب أنّ اللّه لم ينزل كتابًا من السّماء فيما أنزل من الكتب المتعدّدة على أنبيائه أكمل ولا أشمل ولا أفصح ولا أعظم ولا أشرف من الكتاب الذي أنزل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو القرآن، وبعده في الشّرف والعظمة الكتاب الّذي أنزله على موسى بن عمران، عليه السّلام، وهو التّوراة الّتي قال اللّه تعالى فيها: {إنّا أنزلنا التّوراة فيها هدًى ونورٌ يحكم بها النّبيّون الّذين أسلموا للّذين هادوا والرّبّانيّون والأحبار بما استحفظوا من كتاب اللّه وكانوا عليه شهداء} [المائدة: 44]. والإنجيل إنّما نزل متمّمًا للتّوراة ومحلا لبعض ما حرّم على بني إسرائيل. ولهذا قال تعالى: {قل فأتوا بكتابٍ من عند اللّه هو أهدى منهما أتّبعه إن كنتم صادقين} أي: فيما تدافعون به الحقّ وتعارضون به من الباطل). [تفسير ابن كثير: 6/ 241-243]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {فإن لم يستجيبوا لك} أي: فإن لم يجيبوك عمّا قلت لهم ولم يتّبعوا الحقّ {فاعلم أنّما يتّبعون أهواءهم} أي: بلا دليلٍ ولا حجّةٍ {ومن أضلّ ممّن اتّبع هواه بغير هدًى من اللّه} أي: بغير حجّةٍ مأخوذةٍ من كتاب اللّه، {إنّ اللّه لا يهدي القوم الظّالمين}). [تفسير ابن كثير: 6/ 243]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة