ما روي عن الإمام أحمد في شأن الواقفة
قال صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانيّ (ت: 265هـ) : (سمعت أبي يقول: افترقت الجهمية على ثلاثة فرق: فرقة قالوا القرآن مخلوق،وفرقة قالوا كلام الله وتسكت، وفرقة قالوا لفظنا بالقران مخلوق.
قال الله عز وجل في كتابه {فأجره حتّى يسمع كلام الله} فجبريل سمعه من الله، وسمعه النّبي صلى الله عليه وسلم من جبريل عليه السّلام، وسمعه أصحاب النّبي صلى الله عليه وسلم من النّبي؛ فالقرآن كلام الله غير مخلوق. قال صالح: قلت لأبي ولا يكلم من وقف؟
قال: لا يكلم
قلت: فإن كلمه رجل؟
قال: يأمره فإن ترك كلامه كلمه، وإن لم يترك كلامه فلا تكلمه). [سيرة الإمام أحمد: 72]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): (سمعت أبي رحمه الله يقول: من كان من أصحاب الحديث أو من أصحاب الكلام فأمسك عن أن يقول القرآن ليس بمخلوق فهو جهمي). [السنة: 1/151]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): (سئل أبي وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم جاهلا فليسأل وليتعلم.
- سئل أبي رحمه الله وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي، وقال مرة: هم شر من الجهمية، وقال مرة أخرى: هم جهمية). [السنة: 1/165]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): (قول أبي عبد الله في الواقفة
- سمعت أبي رحمه الله وسئل عن الواقفة فقال أبي: من كان يخاصم ويعرف بالكلام فهو جهمي ومن لم يعرف بالكلام يجانب حتى يرجع ومن لم يكن له علم يسأل.
- سئل أبي رحمه الله وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم جاهلا ليس بعالم فليسأل وليتعلم.
- سمعت أبي رحمه الله مرة أخرى وسئل عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي.
وقال مرة أخرى: هم شر من الجهمية). ). [السنة: 1/179]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): (حدثنا ابن مخلد قال: حدثنا أبو داود السجستاني قال: سمعت أحمد يسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟
فقال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟
قال محمد بن الحسين: معنى قول أحمد بن حنبل في هذا المعنى يقول: لم يختلف أهل الإيمان أن القرآن كلام الله تعالى؟ فلما جاء جهم بن صفوان فأحدث الكفر بقوله: القرآن مخلوق لم يسع العلماء إلا الرد عليه بأن القرآن كلام الله غير مخلوق بلا شك، ولا توقف فيه، فمن لم يقل غير مخلوق سمي واقفيا، شاكا في دينه.
- وحدثنا ابن مخلد قال: حدثنا أبو داود قال: سمعت أحمد -وذكر رجلين كانا وقفا في القرآن، ودعوا إليه فجعل يدعو عليهما- وقال لي: (هؤلاء فتنة عظيمة، وجعل يذكرهما بالمكروه).
قال أبو داود: ورأيت أحمد سلم عليه رجل من أهل بغداد، ممن وقف فيما بلغني، فقال له: (اغرب، لا أراك تجيء إلى بابي..) في كلام غليظ، ولم يرد عليه السلام وقال له: (ما أحوجك أن يصنع بك ما صنع عمر بن الخطاب بصبيغ) ودخل بيته ورد الباب). [الشريعة للآجري: ؟؟]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): (حدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال: حدثنا الفضل بن زياد قال حدثنا أبو طالب قال: سألت أبا عبد الله عمن أمسك فقال: لا أقول: ليس هو مخلوقا، إذا لقيني في الطريق وسلم علي، أسلم عليه؟
قال: (لا تسلم عليه؟ ولا تكلمه، كيف يعرفه الناس إذا سلمت عليه؟ وكيف يعرف هو أنك منكر عليه؟ فإذا لم تسلم عليه عرف الذل، وعرف أنك أنكرت عليه، وعرفه الناس) ). [الشريعة للآجري: ؟؟]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت:387هـ): (حدّثنا أبو عمر حمزة بن القاسم قال: حدّثنا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت أبا عبد اللّه، يقول: (الجهميّة على ثلاث ضروبٍ: فرقةٌ قالت: القرآن مخلوقٌ، وفرقةٌ قالوا: كلام اللّه ونقف، وفرقةٌ قالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ، فهم عندي في المقالة واحدٌ)
- حدّثني أبو جعفرٍ عمر بن أحمد القصبانيّ قال: حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن هارون قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: سمعت أبي رحمه اللّه، وسئل عن الواقفة، فقال: «من كان منهم يحسن الكلام فهو جهميٌّ» وقال مرّةً أخرى: «هم شرٌّ من الجهميّة».
- وأخبرني أبو القاسم القصبانيّ، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن هارون، قال: حدّثني محمّد بن أحمد بن جامعٍ الرّازيّ، قال: سمعت محمّد بن مسلمٍ، قال: قيل لأبي عبد اللّه: فالواقفة؟
فقال: «أمّا ما كان لا يعقل فإنّه يبصر، وإن كان يعقل ويبصر الكلام، فهو مثلهم»، قال: «القرآن، حيثما تصرّف، كلام اللّه غير مخلوقٍ»
- وأخبرني أبو القاسم القصبانيّ، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن هارون، قال: حدّثنا محمّد بن عليٍّ، قال: حدّثنا مهنّا بن يحيى، قال: قلت لأحمد بن حنبلٍ: أيّ شيءٍ تقول في القرآن؟
قال: «كلام اللّه وهو غير مخلوقٍ» .
قلت: إنّ بعض النّاس يحكي عنك أنّك تقول: القرآن كلام اللّه وتسكت؟،
قال: «من قال عليّ ذا فقد أبطل»
- وأخبرني أبو القاسم، قال: حدّثنا أحمد بن محمّدٍ، قال: حدّثني يحيى بن محمّدٍ أبو محمّد بن صاعدٍ، قال: حدّثنا يعقوب الدّروقيّ، قال: سألت أحمد بن محمّد بن حنبلٍ، قلت: فهؤلاء الّذين يقولون: نقف ونقول كما في القرآن، كلام اللّه ونسكت؟
قال: «هؤلاء شرٌّ من الجهميّة، إنّما يريدون رأي جهمٍ».
- وأخبرني أبو القاسم، قال: حدّثنا أحمد بن محمّدٍ، قال: حدّثنا محمّد بن عليٍّ، قال: حدّثنا يعقوب بن بختان، قال سألت أبا عبد اللّه عن الرّجل يقف، قال: «هو عندي شاكٌّ مرتابٌ»
- وأخبرني أبو القاسم، عن أحمد بن محمّد بن هارون، قال: حدّثنا محمّد بن سليمان الجوهريّ، بأنطاكية قال: سألت أحمد بن حنبلٍ عن القرآن.
فقال: «إيّاك ومن أحدث فيه» فقال: " أقول: كلام اللّه، ولا أدري مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ، من قال: مخلوقٌ، فهو ألحن بحجّته من هذا، وإن كانت ليست لهما حجّةٌ، وللّه الحمد "
- وأخبرني أبو القاسم، عن أحمد بن محمّدٍ، قال: حدّثنا الحسن بن ثوابٍ المخرّميّ، قال: قلت لأبي عبد اللّه أحمد بن حنبلٍ: الواقفة؟
قال: «صنفٌ من الجهميّة استتروا بالوقف».
- قال: وحدّثني صالح بن عليٍّ الحلبيّ، قال: قلت لأبي عبد اللّه: ما تقول فيمن وقف، قال: لا أقول: خالقٌ، ولا مخلوقٌ؟
قال: " هو مثل من قال: القرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ ".
- وحدّثني أبو زكريّا يحيى بن أحمد الخوّاص قال: حدّثنا الحسن بن أبي العلاء الكفّيّ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي حربٍ الجرجرائيّ، قال: سألت أبا عبد اللّه: عن رجلٍ له والدٌ واقفيٌّ؟
قال: «يأمره ويرفق به»
قلت: فإن أبى، يقطع لسانه عنه؟
قال: «نعم»
- قال: وسألت أبا عبد اللّه عن رجلٍ له أختٌ أو عمّةٌ، ولها زوجٌ واقفيٌّ؟
قال: «يأتيها ويسلّم عليها»
قلت: فإن كانت الدّار له؟
قال: «يقف على الباب ولا يدخل».
- حدّثنا أبو طالبٍ محمّد بن أحمد بن بهلولٍ قال: حدّثنا أحمد بن أصرم المزنيّ المغفّليّ، قال: سمعت أبا عبد اللّه، وقال له رجلٌ له أخٌ واقفيٌّ: فأقطع لساني عنه؟
قال: «نعم، مرّتين أو ثلاثًا».
- وأخبرني أبو القاسم القصبانيّ، عن أحمد بن محمّد بن هارون، قال: حدّثني الحسين بن حسّان، سمع أبا عبد اللّه، سأله الطّالقانيّ عن الواقفة، فقال أحمد: «لا يجالسوا ولا يكلّموا».
- وأخبرني أبو القاسم، عن أحمد بن محمّد بن هارون قال: وحدّثني يوسف بن موسى القطّان، قالا: قيل لأبي عبد اللّه: فمن وقف؟
قال: «يقال له في ذلك، فإن أبى هجر»
- وحدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمّدٍ القافلائيّ قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن هانئٍ، قال: وسئل أبو عبد اللّه عن الواقفيّ، قال: «إذا كان يخاصم لا يكلّم ولا يجالس»
- قال: وسمعته يقول: «على كلّ حالٍ من الأحوال، القرآن غير مخلوقٍ»
- قال: وسألته عن رجلٍ، من الشّاكّة يسلّم على الرّجل، أيردّ عليه الرّجل؟
قال: إذا كان ممّن يخاصم ويجادل فلا أرى أن يسلّم عليه "
- قال إسحاق: وشهدت أبا عبد اللّه، وسلّم عليه رجلٌ من الشّاكّة، فلم يردّ عليه السّلام، فأعاد عليه، فدفعه أبو عبد اللّه ولم يسلّم عليه). [الإبانة الكبرى: 5/307-313]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت:387هـ): (وحدّثنا أبو حفصٍ عمر بن أحمد بن عبد اللّه بن شهابٍ قال: أخبرني أبي قال: سمعت محمّد بن عبد الملك الدّقيقيّ الواسطيّ، يقول: سمعت سلمة بن شبيبٍ، بمكّة، أملّه علينا في المسجد الحرام، قال: دخلت على أحمد بن حنبلٍ فقلت: يا أبا عبد اللّه ما تقول فيمن يقول: القرآن كلام اللّه؟
فقال أحمد: " من لم يقل: القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ فهو كافرٌ "، ثمّ قال لي: " لا تشكّنّ في كفرهم، فإنّه من لم يقل: القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ، فهو يقول: مخلوقٌ، فهو كافرٌ ".
وقال لنا سلمة بن شبيبٍ: وقلت، يعني لابن حنبلٍ: الواقفة؟ فقال: «كفّارٌ» ). [الإبانة الكبرى: 5/305]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت:387هـ): (حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن عبد اللّه بن شهابٍ،
- وحدّثنا أبو حفصٍ عمر بن أحمد بن عبد اللّه بن الحسن بن شهابٍ قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن محمّد بن هانئٍ الطّائيّ قال: أتينا أبا عبد اللّه يعني أحمد بن حنبلٍ، أنا والعبّاس بن عبد العظيم العنبريّ، فسألناه عن أشياء، فذكر كلامًا، فقال العبّاس: وقومٌ هاهنا قد حدّثوا يقولون: لا نقول: مخلوقٌ، ولا: غير مخلوقٍ، وهؤلاء أضرّ من الجهميّة على النّاس، ويلكم، فإن لم تقولوا: ليس بمخلوقٍ، فقولوا: هو مخلوقٌ.
فقال أبو عبد اللّه: قوم سوءٍ هؤلاء، قوم سوءٍ.
فقال العبّاس: ما تقول يا أبا عبد اللّه؟
فقال: الّذي أعتقده وأذهب إليه، ولا أشكّ فيه، أنّ القرآن غير مخلوقٍ، ثمّ قال: سبحان اللّه ومن يشكّ في هذا؟ . ثمّ تكلّم أبو عبد اللّه مستعظمًا للشّكّ في ذلك، فقال: سبحان اللّه في هذا شكٌّ؟ قال اللّه تعالى: {ألا له الخلق والأمر} [الأعراف: 54]، ففرّق بين الخلق والأمر. وقال: {الرّحمن علّم القرآن خلق الإنسان} [الرحمن: 2] فجعل يعيدها: علّم، خلق، أي: فرّق بينهما "
قال أبو عبد اللّه: فالقرآن من علم اللّه، ألا تراه يقول: {علّم القرآن} [الرحمن: 2] والقرآن فيه أسماء اللّه، أيّ شيءٍ يقولون؟ لا يقولون: إنّ أسماء اللّه غير مخلوقةٍ؟ من زعم أنّ أسماء اللّه مخلوقةٌ فقد كفر، لم يزل اللّه قديرًا، عليمًا، حكيمًا، سميعًا، بصيرًا، فلسنا نشكّ أنّ أسماء اللّه عزّ وجلّ غير مخلوقةٍ، ولسنا نشكّ أنّ علم اللّه غير مخلوقٍ، فالقرآن من علم اللّه، وفيه أسماء اللّه، لا نشكّ أنّه غير مخلوقٍ، وهو كلام اللّه، ولم يزل اللّه متكلّمًا.
- حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ، وحدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد قالا: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثنا أبو الحارث الصّائغ، قال: سألت أبا عبد اللّه، قلت: إنّ بعض النّاس يقول: إنّ هؤلاء الواقفة هم شرٌّ من الجهميّة؟
قال: " هم أشدّ تربيثًا على النّاس من الجهميّة، وهم يشكّكون النّاس، وذاك أنّ الجهميّة قد بان أمرهم، وهؤلاء إذ قالوا: لا يتكلّم، استمالوا العامّة، إنّما هذا يصير إلى قول الجهميّة "
- قال أبو الحارث: وسمعت أبا عبد اللّه، سئل عن من قال: أقول: القرآن كلام اللّه وأسكت.
قال: " هذا شاكٌّ، لا حتّى يقول: غير مخلوقٍ "
- وحدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّدٍ قال: حدّثنا أبو نصرٍ عصمة بن أبي عصمة قال: حدّثنا الفضل بن زيادٍ، قال: حدّثنا أبو طالبٍ أحمد بن حميدٍ قال: قال لي أبو عبد اللّه: " صاروا ثلاث فرقٍ في القرآن".
قلت: نعم، هم ثلاثٌ: الجهميّة، والواقفة، واللّفظيّة، فأمّا الجهميّة فهم يكشفون أمرهم، يقولون: مخلوقٌ.
قال: كلّهم جهميّةٌ، هؤلاء يستترون، فإذا أحرجتهم، كشفوا الجهميّة، فكلّهم جهميّةٌ، قال اللّه عزّ وجلّ: {وكلّم اللّه موسى تكليمًا} [النساء: 164]، وقال: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، فيسمع مخلوقًا وجبريل جاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بمخلوقٍ؟
- قال أبو طالبٍ: وسمعته، يعني أحمد، يقول: «من شكّ فقد كفر».
- قال أبو طالبٍ: وجاء رجلٌ إلى أبي عبد اللّه وأنا عنده، فقال: إنّ لي قرابةً يقول بالشّكّ؟
قال: فقال وهو شديد الغضب: «من شكّ فهو كافرٌ».
- قال: وقال رجلٌ: القرآن كلام اللّه ليس بمخلوقٍ.
قال: فقال: هذا قولنا، من شكّ فهو كافرٌ.
قال: فقال: جزاك اللّه خيرًا.
- وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثنا إسحاق بن داود، قال: سمعت جعفر بن أحمد، يقول: سمعت أحمد بن حنبلٍ، يقول: «اللّفظيّة، والواقفة زنادقةٌ عتقٌ»
- وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: قال عبّاسٌ الدّوريّ: كان أحمد بن حنبلٍ يقول: «الواقفة، واللّفظيّة جهميّةٌ»
- وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثنا أبو بكرٍ المرّوذيّ، قال: سمعت أبا عبد اللّه، يقول: من لم يقل: إنّ القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ، فهو يحلّ محلّ الجهميّة "
- قال أبو بكرٍ المرّوذيّ: قال لي أبو عبد اللّه: " أوّل من سألني عن الوقف عليّ الأشقر، فقلت له: القرآن غير مخلوقٍ "
- قال: وسمعت أبا عبد اللّه، يقول: " افترقت الجهميّة على ثلاث فرقٍ: الّذين يقولون: مخلوقٌ، والّذين شكّوا، والّذين قالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقٌ "
- قال: وسمعت أبا عبد اللّه، يقول: " لا تقل: هؤلاء الواقفة، هؤلاء الشّاكّة "
- قال المرّوذيّ: وسألت أبا عبد اللّه عن من وقف، لا يقول: غير مخلوقٍ، وقال: أنا أقول: القرآن كلام اللّه.
قال: " يقال له: إنّ العلماء يقولون: غير مخلوقٍ، فإن أبى، فهو جهميٌّ "
- قال أبو بكرٍ المرّوذيّ: وقدم رجلٌ من ناحية الثّغر، فأدخلته عليه، فقال: ابن عمٍّ لي يقف وقد زوّجته ابنتي، وقد أخذتها وحوّلتها إليّ، على أن أفرّق بينهما؟
فقال: " لا ترضى منه حتّى يقول: غير مخلوقٍ، فإن أبى ففرّق بينهما "). [الإبانة الكبرى:5/291-298]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سلمان النّجاد قال: نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ قال: وسمعت أبي يقول: " إذا كان الرّجل من أصحاب الحديث وأصحاب الكلام فأمسك عن أن يقول: القرآن ليس بمخلوقٍ، فهو جهميٌّ ".). [الإبانة الكبرى: 6/140]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت:387هـ): (حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثنا أبو بكرٍ المرّوذيّ، قال: وسمعت أبا عبد اللّه، يقول: (ولا نرضى أن نقول: كلام اللّه، ونسكت، حتّى نقول: إنّه غير مخلوقٍ) ). [الإبانة الكبرى: 5/315]
قالَ أبو الفَرَجِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَلِيٍّ ابنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ) : (وقال الحسن بن ثواب: سألت أحمد بن حنبل: ما تقول في القرآن؟ فقال: كلام الله غير مخلوق.
قلت: فما تقول فيمن قال مخلوق؟
قال: كافر.
وسأله عباس العنبري فقال: قوم حدثوا، يقولون: لا نقول مخلوق؛ ولا غير مخلوق!؟
فقال: هؤلاء قوم سوء. ) [فنون الأفنان: 159] (م)
قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): (وقال صالحٌ: سمعت أبي يقول:
الجهميّة ثلاث فرقٍ: فرقةٌ قالت: القرآن مخلوقٌ، وفرقةٌ قالوا: كلام الله وسكتوا، وفرقةٌ قالوا: لفظنا به مخلوقٌ.
ثمّ قال أبي: لا يصلّى خلف واقفيٍّ، ولا لفظيٍّ.
وقال المرّوذيّ: أخبرت أبا عبد الله أنّ أبا شعيبٍ السّوسيّ الرّقّيّ، فرّق بين بنته وزوجها لمّا وقف في القرآن، فقال: أحسن - عافاه الله -، وجعل يدعو له.
- قال المرّوذيّ: ولمّا أظهر يعقوب بن شيبة الوقف، حذّر عنه أبو عبد الله، وأمر بهجرانه). [سير أعلام النبلاء: 11/289]