شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ)
قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (المصور
المصور اسم الفاعل من صور يصور فهو مصور: إذا فعل الصورة، والمصدر التصوير، والصورة: شخص الشيء وهيئته من طول وعرض، وكبر وصغر، وما اتصل بذلك وتعلق به مما يكمله فيرى مصورًا. فالله عز وجل مصور الصور وخالقها. وجمع الصورة صور على «فعل، وصول على «فعل» بإسكان العين».
ويذهب أهل اللغة إلى أن قوله: {يوم ينفخ في الصور} إنما هو جمع صورة فقالوا: صورة وصور مثل درة ودر، وبرة وبر كأنه ينفخ في الصور الأرواح فتحيا، قالوا: فجمعت الصورة على وجهين: قيل: صورة وصور بإسكان الواو، كما قالوا: درة ودر وما أشبه ذلك فخرج مخرج الجمع الذي بينه وبين واحده الهاء نحو حصاة وحصى وقطاة وقطا.
وقيل: صورة وصور، أخرج مخرج التكسير فغير لفظ واحده كما قيل: غرفة وغرف، وظلمة وظلم.
وقيل إنه شيء ينفخ فيه الملك فيحيى الخلق بإذن الله، وقد جاءت في ذلك آثار. والله أعلم كيف ذلك. إلا أن مذهب أهل العربية أيضًا على هذا التقدير غير فاسد لأنه جائز أن ينفخ الملك في ذلك القرن ثم يمتد النفخ بإرجاع تلك الأرواح إلى الصور فتحيا بإذن الله، والله أعلم كيف ذلك). [اشتقاق أسماء الله: 243-244]