العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة طه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 06:50 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة طه [ من الآية (60) إلى الآية (64) ]

{فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60) قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61) فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62) قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 06:51 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فتولّى فرعون} يقول تعالى ذكره: فأدبر فرعون معرضًا عمّا أتاه به من الحقّ {فجمع كيده} يقول: فجمع مكره، وذلك جمعه سحرته بعد أخذه إيّاهم بتعلّمه {ثمّ أتى} يقول: ثمّ جاء للموعد الّذي وعده موسى، وجاء بسحرته). [جامع البيان: 16/93]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أحمد بن منيع: وثنا يزيد، أبنا قيس بن الرّبيع، عن إبراهيم بن المهاجر "في قوله عزّ وجلّ: (وأرسل في المدائن حاشرين) قال: الشرط".
- وقال: وثنا يزيد، أبنا حمّاد بن سلمة، عن فرقدٍ السّبخيّ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: "كان إذا خار سجدوا وإذا سكت رفعوا رؤوسهم"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/244-245]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى فيسحتكم بعذاب قال فيستأصلكم فيهلككم). [تفسير عبد الرزاق: 2/18]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( (فيسحتكم) : «يهلككم»). [صحيح البخاري: 6/95]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ ألقى صنع أزري ظهري فيسحتكم يهلككم تقدّم ذلك كلّه في قصّة موسى من أحاديث الأنبياء). [فتح الباري: 8/432] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (فيسحتكم: يهلككم
أشار به إلى قوله تعالى: {لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب} (طه: 61)
الآية. وفسّر: (يسحتكم) بقوله: (يهلككم) ، وفي التّفسير: أي يستأصلكم، يقال: سحته الله وأسحته أي: استأصله وأهلكه، وقرأ حمزة والكسائيّ وحفص عن عاصم بضم الياء والباقون بالفتح لأن فيه لغتين بمعنى واحد). [عمدة القاري: 19/56]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({فيسحتكم}) أي [طه: 63]. (يهلككم) بعذاب ويستأصلكم به). [إرشاد الساري: 7/236]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على اللّه كذبًا فيسحتكم بعذابٍ وقد خاب من افترى}.
يقول تعالى ذكره: قال موسى للسّحرة لمّا جاء بهم فرعون: {ويلكم لا تفتروا على اللّه كذبًا} يقول: لا تختلفوا على اللّه كذبًا، ولا تتقوّلوه. {فيسحتكم بعذابٍ} فيستأصلكم بهلاكٍ فيبيدكم.
وللعرب فيه لغتان: سحت، وأسحت، وسحت أكثر من أسحت، يقال منه: سحت الدّهر، والحدث مال فلانٍ: إذا أهلكه فهو يسحته سحتًا، وأسحته يسحته إسحاتًا. ومن الإسحات قول الفرزدق:
وعضّ زمانٍ يا ابن مرون لم يدع = من المال إلاّ مسحتًا أو مجلّف
ويروى: إلاّ مسحتٌ أو مجلّف.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فيسحتكم بعذابٍ} يقول: فيهلككم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فيسحتكم بعذابٍ} يقول: يستأصلكم بعذابٍ.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {فيسحتكم بعذابٍ} قال: فيستأصلكم بعذابٍ فيهلككم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فيسحتكم بعذابٍ} قال: يهلككم هلاكًا ليس فيه بقيّةٌ، قال: والّذي يسحت ليس فيه بقيّةٌ.
- حدّثنا موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {فيسحتكم بعذابٍ} يقول يهلككم بعذابٍ.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء أهل المدينة وبعض أهل البصره البصرة وبعض أهل الكوفة: ( فيسحتكم ) بفتح الياء من سحت يسحت.
وقرأته عامّة قرّاء الكوفة: {فيسحتكم} بضمّ الياء من أسحت يسحت.
قال أبو جعفرٍ: والقول في ذلك عندنا أنّهما قراءتان مشهورتان، ولغتان معروفتان بمعنًى واحدٍ، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ، غير أنّ الفتح فيها أعجب إليّ لأنّها لغة أهل العالية، وهي أفصح، والأخرى وهي الضّمّ في نجدٍ.
وقوله: {وقد خاب من افترى} يقول: ولم يظفر من يخلق كذبًا ويقوله، بكذبه ذلك، بحاجته الّتي طلبها به، ورجا إدراكها به). [جامع البيان: 16/93-95]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 61 – 71
قوله تعالى: {قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله} الآيات.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {فيسحتكم}. قال: يهلككم). [الدر المنثور: 10/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {فيسحتكم}. قال: فيهلككم هلاكا ليس به بقية، والذي يسحت ليس فيه بقية). [الدر المنثور: 10/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، عن قتادة في قوله: {فيسحتكم}. قال: يستأصلكم). [الدر المنثور: 10/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، عن أبي صالح في قوله: {فيسحتكم}. قال: يذبحكم). [الدر المنثور: 10/217]

تفسير قوله تعالى: (فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فتنازعوا أمرهم بينهم وأسرّوا النّجوى (62) قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى}.
يقول تعالى ذكره: فتنازع السّحرة أمرهم بينهم.
وكان تنازعهم أمرهم بينهم فيما ذكر أن قال بعضهم لبعضٍ ما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فتنازعوا أمرهم بينهم وأسرّوا النّجوى} قال السّحرة بينهم: إن كان هذا ساحرًا فإنّا سنغلبه، وإن كان من السّماء فله أمرٌ.
وقال آخرون: بل هو أنّ بعضهم قال لبعضٍ: ما هذا القول بقول ساحرٍ
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: حدّثت عن وهب بن منبّهٍ، قال: جمع كلّ ساحرٍ حباله وعصيّه، وخرج موسى معه أخوه يتّكئ على عصاه، حتّى أتى الجمع، وفرعون في مجلسه، معه أشراف أهل مملكته، قد استكفّ له النّاس، فقال موسى للسّحرة حين جاءهم: {ويلكم لا تفتروا على اللّه كذبًا فيسحتكم بعذابٍ وقد خاب من افترى} فترادّ السّحرة بينهم، وقال بعضهم لبعضٍ: ما هذا بقول ساحرٍ.
وقوله: {وأسرّوا النّجوى} يقول تعالى ذكره: وأسرّوا السّحرة المناجاة بينهم.
ثمّ اختلف أهل العلم في السّرار الّذي أسرّوه، فقال بعضهم: هو قول بعضهم لبعضٍ: إن كان هذا ساحرًا فإنّا سنغلبه، وإن كان من أمر السّماء فإنّه سيغلبنا.
وقال آخرون في ذلك ما؛
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: حدّثت عن وهب بن منبّهٍ، قال: أشار بعضهم إلى بعضٍ بتناجٍ: {إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما}.
- حدّثني موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {فتنازعوا أمرهم بينهم وأسرّوا النّجوى} من دون موسى وهارون، قالوا في نجواهم: {إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى} ). [جامع البيان: 16/95-97]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى}. قال: من دون موسى وهارون). [الدر المنثور: 10/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن محمد بن كعب القرظي في قوله: {فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى}. قال: قالوا فيما بينهم: لو كان هذا بسحر لعلمناه كما يعرف الكاتب الذي يكتب بين يديه، ولكنه ليس بسحر. وجادلوا فرعون مجادلة الأنبياء). [الدر المنثور: 10/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وأسروا النجوى}. قال: قالت السحرة بينهم: إن كان هذا سحر فإنا سنغلبه، وإن كان من السماء فله أمر). [الدر المنثور: 10/218]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى بطريقتكم المثلى قال ببني إسرائيل). [تفسير عبد الرزاق: 2/18]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} قال: سراة الناس [الآية: 63]). [تفسير الثوري: 194]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({المثلى} [طه: 63] : " تأنيث الأمثل يقول بدينكم، يقال: خذ المثلى خذ الأمثل "). [صحيح البخاري: 6/95]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله المثلى تأنيث الأمثل إلخ هو قول أبي عبيدة وقد تقدّم شرحه في قصّة موسى أيضًا وكذلك قوله فأوجس في نفسه خيفةً). [فتح الباري: 8/432]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {أوزارا} أثقالا {من زينة القوم} الحليّ الّذي استعاروا من آل فرعون فنبذتها فألقتها {ألقى} صنع {فنسي} موسى هم يقولونه أخطأ الرب {ألا يرجع إليهم قولا} العجل همسا حس الأقدام {حشرتني أعمى} عن حجتي وقد كنت بصيرًا في الدّنيا {أزري} ظهري {المثلى} الأمثل
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 87 طه {ولكنّا حملنا أوزارا من زينة القوم} قال الحليّ الّذي استعاروا من آل فرعون وهي الأنقال
وبه في قوله 96 طه {فقبضت قبضة من أثر الرّسول فنبذتها} قال ألقيتها
وفي قوله 87 طه {فكذلك ألقى السامري} قال صنع
وفي قوله 88 طه {هذا إلهكم وإله موسى فنسي} هم يقولونه قومه أخطأ الرب
وفي قوله 89 طه {أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا} قال العجل
وقال ابن جرير ثنا محمّد بن عمرو ثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد بمعناه في الهمس
وقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 125 طه {لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرًا} قال لا حجّة لي
وبه في قوله 31 طه {اشدد به أزري} قال ظهري
وفي قوله {ويذهبا بطريقتكم المثلى} قال الأمثل). [تغليق التعليق: 4/253-254]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (المثلى تأنيث الأمثل يقول بدينكم يقال خذ المثلى خذ الأمثل
أشار به إلى قوله تعالى: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} (طه: 63) وقال: (المثلى تأنيث الأمثل) يعني: يذهب بدينكم. وقد أخبر الله تعالى عن فرعون أنه قال: إن موسى وهارون عليهما السّلام، يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما وفسّر قوله (ويذهب بطريقتكم المثلى) ذهبا بطريقتكم المثلى يعني: بدينكم، وهكذا فسره الكسائي أيضا قوله: يقال: خذ المثلى، أي: خذ الطّريقة المثلى، أي: الفضلى، وخذ الأمثل، أي: الأفضل، يقال: فلان أمثل قومه أي: أفضلهم). [عمدة القاري: 19/56-57]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({المثلى}) في قوله تعالى: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} [طه: 63]- (تأنيث الأمثل) وهذا ساقط لأبي ذر (يقول) إن غلب هذان يخرجاكم من أرضكم ويذهبا (بدينكم) أي الذي أنتم عليه وهو السحر وقد كانوا معظمين بسبب ذلك ولهم أموال وأرزاق عليه (يقال: خذ المثلى) أي (خذ الأمثل) وهو الأفضل). [إرشاد الساري: 7/236]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى} قالوا: إن هذان لساحران يعنون بقولهم: إن هذان موسى وهارون، لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما} يعنون موسى وهارون صلّى اللّه عليهما.
وقد اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {إن هذان لساحران} فقرأته عامّة قرّاء الأمصار: ( إنّ هذان ) بتشديد إنّ وبالألف في هذان، وقالوا: قرأنا ذلك كذلك اتباعا لخط المصحف.
واختلف أهل العربية في وجه ذلك إذا قرئ كذلك فكان بعض أهل العربيّة من أهل البصرة يقول: " إن " خفيفةٌ في معنى ثقيلةٍ، وهي لغة لقومٍ يرفعون بها، ويدخلون اللاّم ليفرّقوا بينها وبين الّتي تكون في معنى ما.
وقال بعض نحويّي الكوفة: ذلك على وجهين: أحدهما على لغة بني الحارث بن كعبٍ ومن جاورهم، يجعلون الاثنين في رفعهما ونصبهما وخفضهما بالألف. وقال: أنشدني رجلٌ من الأسد عن بعض بني الحارث بن كعبٍ:
فأطرق إطراق الشّجاع ولو يرى = مساغًا لناباه الشّجاع لصّمما
قال: وحكي عنه أيضًا: هذا خطّ يدا أخي أعرفه، قال: وذلك وإن كان قليلاً أقيس، لأنّ العرب قالوا: مسلمون، فجعلوا الواو تابعةً للضّمّة، لأنّها لا تعرب، ثمّ قالوا رأيت المسلمين، فجعلوا الياء تابعةً لكسرة الميم، قالوا: فلمّا رأوا الياء من الاثنين لا يمكنهم كسر ما قبلها، وثبت مفتوحًا، تركوا الألف تتبعه، فقالوا: رجلان في كلّ حالٍ. قال: وقد اجتمعت العرب على إثبات الألف في كلا الرّجلين، في الرّفع والنّصب والخفض، وهما اثنان، إلاّ بني كنانة، فإنّهم يقولون: رأيت كلي الرّجلين، ومررت بكلي الرّجلين، وهي قبيحة قليلة مضوا على القياس.
قال: والوجه الآخر أن تقول: وجدت الألف من هذا دعامةً، وليست بلام " فعلى " فلمّا بنيت زدت عليها نونًا، ثمّ تركت الألف ثابتةً على حالها لا تزول فى كلّ حالٍ، كما قالت العرب الّذي، ثمّ زادوا نونًا تدلّ على الجمع، فقالوا: الّذين في رفعهم ونصبهم وخفضهم، كما تركوا هذان في رفعه ونصبه وخفضه. قال: وكنانه يقولوا: الذّون.
وقال آخر منهم: ذلك من الجزم المرسل، ولو نصب لخرج إلى الانبساط.
- وحدّثت عن أبي عبيدة معمر بن المثنّى، قال: قال أبو عمرٍو وعيسى بن عمر ويونس، إن هذين لساحران في اللّفظ، وكتب " هذان " كما يزيدون وينقصون فى الكتاب، واللّفظ صوابٌ
قال: وزعم أبو الخطّاب أنّه سمع قومًا من بني كنانة وغيرهم، يرفعون الاثنين في موضع الجرّ والنّصب قال: وقال بشر بن هلالٍ: إن بمعنى الابتداء والإيجاب. ألا ترى أنّها تعمل فيما يليها، ولا تعمل فيما بعد الّذي بعدها، فترفع الخبر ولا تنصبه، كما تنصب الاسم، فكان مجاز " إن هذان لساحران " مجاز كلامين، مخرجه: إنّه: إي نعم، ثمّ قلت: هذان ساحران، ألا ترى أنّهم يرفعون المشترك كقول ضابئٍ:
فمن يك أمسى بالمدينة رحله = فإنّي وقيّارٌ بها لغريب
وقوله:
إنّ السّيوف غدوّها ورواحها = تركت هوازن مثل قرن الأعضب
قال: ويقول بعضهم: إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ، فيرفعون على شركة الابتداء، ولا يعملون فيه إنّ. قال: وقد سمعت الفصحاء من المحرمين يقولون: إنّ الحمد والنّعمة لك والملك، لا شريك لك. قال: وقرأها قومٌ على تخفيف نون إنّ وإسكانها. قال: ويجوز، لأنّهم قد أدخلوا اللاّم في الابتداء وهي فصلٌ، قال:
أمّ الحليس لعجوزٌ شهربه
قال: وزعم قومٌ أنّه لا يجوز، لأنّه إذا خفّف نون " إنّ " فلا بدّ له من أن يدخل " إلاّ " فيقول: إن هذا إلاّ ساحران.
قال أبو جعفرٍ: والصّواب من القراءة في ذلك عندنا: " إنّ " بتشديد نونها، وهذان بالألف لإجماع الحجّة من القرّاء عليه، وأنّه كذلك هو في خطّ المصحف. ووجهه إذا قرئ كذلك مشابهته الّذين إذ زادوا على الّذي النّون، وأقرّ في جميع أحوال الإعراب على حالةٍ واحدةٍ، فكذلك {إن هذان} زيدت على هذا نونٌ وأقرّ في جميع أحوال الإعراب على حالٍ واحدةٍ، وهي لغة الحارث بن كعبٍ، وخثعمٍ، وزبيدٍ، ومن وليهم من قبائل اليمن.
وقوله: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} يقول: ويغلبا على ساداتكم وأشرافكم.
يقال: هو طريقة قومه ونظورة قومه، ونظيرتهم إذا كان سيّدهم وشريفهم والمنظور إليه، يقال ذلك للواحد والجميع، وربّما جمعوا، فقالوا: هؤلاء طرائق قومهم، ومنه قول اللّه تبارك وتعالى: {كنّا طرائق قددًا} وهؤلاء نظائر قومهم.
وأمّا قوله: {المثلى} فإنّها تأنيث الأمثل، يقال للمؤنّث، خذ المثلى منهما. وفي المذكّر: خذ الأمثل منهما، ووحّدت المثلى، وهي صفةٌ ونعتٌ للجماعة، كما قيل: {له الأسماء الحسنى} وقد يحتمل أن يكون المثلى أنّثت لتأنيث الطّريقة.
وبنحو ما قلنا في معنى قوله: {بطريقتكم المثلى} قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} يقول: أمثلكم وهم بنو إسرائيل.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} قال: أولي العقل والشّرف والأنساب.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، في قوله {ويذهبا بطريقتكم المثلى} قال: أولي العقول والأشراف والأنسان.
- حدّثنا أبو كريبٍ، وأبو السّائب، قالا: ابن إدريس، قال سمعت إسماعيل ابن أبى خالد، عن أبى صالح فى: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} قال: بسراة الناس.
- حدّثني موسى بن عبد الرحمن، قال: حدّثنا محمد بن بشر، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبى خالد، عن أبى صالح مثله.
- حدّثنا بشر قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} وطريقتهم المثلى يومئذٍ كانت بنو إسرائيل، وكانوا أكثر القوم عددًا وأموالاً وأولادًا. قال عدوّ اللّه: إنّما يريدان أن يذهبا بهم لأنفسهما.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة في قوله {بطريقتكم المثلى} قال: ببني إسرائيل.
- حدّثني موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {ويذهبا بطريقتكم المثلى} يقول: يذهبا بأشراف قومكم.
وقال آخرون: معنى ذلك: ويغيّرا سنّتكم ودينكم الّذي أنتم عليه، من قولهم: فلانٌ حسن الطّريقة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} قال: يذهبا بالّذي أنتم عليه، يغيّر ما أنتم عليه. وقرأ: {ذروني أقتل موسى وليدع ربّه إنّي أخاف أن يبدّل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد} قال: هذا قوله: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} وقال: يقول طريقتكم اليوم طريقةٌ حسنةٌ، فإذا غيّر ذهبت هذه الطّريقة.
وروي عن عليٍّ في معنى قوله: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} ما؛
- حدّثنا به القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا عبد الرّحمن بن إسحاق، عن القاسم، عن عليّ بن أبي طالبٍ، قال: يصرفان وجوه النّاس إليهما.
قال أبو جعفرٍ: وهذا القول الّذي قاله ابن زيدٍ في قوله: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} وإن كان قولاً له وجهٌ يحتمله الكلام، فإنّ تأويل أهل التّأويل خلافه، فلا أستجيز لذلك القول به). [جامع البيان: 16/97-104]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا هشيم قال ثنا عبد الرحمن بن إسحاق قال سمعت الشعبي يحدث عن علي في قوله ويذهبا بطريقتكم المثلى قال يقول يصرفا الناس إليهما). [تفسير مجاهد: 398]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يقول يذهبا بأولي العقل والشرف والأسنان). [تفسير مجاهد: 398]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أحمد بن منيعٍ: ثنا يزيد بن هارون، أبنا أصبغ بن زيد الجهني، ثنا القاسم ابن أبي أيّوب، ثنا سعيد بن جبيرٍ قال: "سألت عبد اللّه بن عبّاسٍ- رضي اللّه عنهما- عن قول اللّه- عزّ وجلّ- لموسى صلى الله عليه وسلم: (وفتناك فتوناً) فسألته عن الفتون فقال: استأنف النّهار يا ابن جبيرٍ؟ فإنّ لها حديثًا طويلًا قال: فغدوت على ابن عباس لأنجز ما وعدني من حديث الفتون، فقال: تذاكر فرعون وجلساؤه ما كان اللّه- عزّ وجلّ- وعد إبراهيم قيل من أن يجعل في ذرّيّته أنبياءً وملوكًا، فقال بعضهم: إنّ بني إسرائيل لينتظرون ذلك ما يشكّون فيه، وقد كانوا يظنّون أنّه يوسف بن يعقوب- عليهما الصّلاة والسّلام- فلمّا هلك قالوا: ليس هكذا كان، إنّ اللّه- عزّ وجلّ- وعد إبراهيم صلى الله عليه وسلم. قال فرعون: فكيف ترون؟ فأتمروا وأجمعوا أمرهم على أن يبعث رجالاً الشفار يطوفون في بني إسرائيل فلا يجدون مولودًا ذكرًا إلّا ذبحوه ففعلوا ذلك، فلمّا أن رأوا أن الكبار من بني إسرائيل يموتون بآجالهم والصّغار يذبحون قالوا: توشكوا أن تفنوا بني إسرائيل فتصيروا إلى-، أن تباشروا من الأعمال والخدمة التي، كانوا يكفونكم، فاقتلوا عامًا كلّ مولودٍ ذكرٍ فيقلّ نباتهم، ودعوا عامًا فلا تقتلوا منهم أحداً فيشب الصغار مكان من يموت من الكبار فإنهم لن يكثروا بمن تستحيون فتخافوا، مكاثرتهم إياكم ولن يفنوا بمن تقتلون فتحتاجون إليهم، فأجمعوا أمرهم على ذلك، فحملت أمّ موسى بهارون- عليهما السلام- في العام الذي لايذبح فيه الغلمان فولدته علانيةً، فلمّا كان من قابلٍ حملت بموسى- عليه السّلام- فوقع في قلبها-، من الهم والحزن، فذلك من الفتون يا ابن جبير ما دخل عليه في دهو بطن أمّه ممّا يراد به فأوحى اللّه- تعالى- إليها أن لا تخافي ولا تحزني إنّا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين، وأمرها أن إذا ولدت أن تجعله في تابوتٍ، ثمّ تلقيه في اليمّ، فلمّا ولدت فعلت ذلك به فألقته في اليمّ، فلمّا توارى عنها ابنها أتاها الشّيطان فقالت في نفسها: ما فعلت بابني لو ذبح عندي فواريته وكفّنته كان أحبّ إليّ من أن ألقيه بيدي إلى دوابّ البحر وحيتانه. وانتهى الماء به حتّى أرفأ به عند فرضة مستقى جواري امرأة فرعون، فلمّا رأينه أخذنه، فهممن أن يفتحن التابوت، فقال بعضهنّ: إنّ في هذا مالًا وإنّا إن فتحناه لم تصدّقنا امرأة الملك بما وجدنا فيه. فحملنه بهيئته لم يحركن منه شيئاً حتى دفعنه إليها، فلمّا فتحته رأت فيه غلامًا فألقي عليه منها محبة لم يلق مثلها على البشر قطّ، وأصبح فؤاد أمّ موسى فارغًا من ذكر كلّ شيءٍ إلّا من ذكر موسى- عليه السّلام- فلمّا سمع الذباحون بأمره أقبلوا بشفارهم إلى امرأة فرعون ليذبحوه- وذلك من الفتون يا ابن جبير- فقالت للذباحين: أقروه، فإنّ هذا الواحد لا يزيد في بني إسرائيل حتّى آتي فرعون فأستوهبه منه، فإن وهبه لي كنتم قد أحسنتم وأجملتم وإن أمر بذبحه لم ألمكم. فأتت به فرعون فقالت: قرّة عينٍ لي ولك. قال فرعون: يكون لك فأمّا لي فلا حاجة لي في ذلك. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: والّذي أحلف به لو أقرّ فرعون بأن يكون له قرّة عينٍ كما أقرّت امرأته لهداه اللّه به كما هدى به امرأته، ولكنّ اللّه حرمه ذلك. فأرسلت إلى من حولها من كلّ امرأةٍ لها لبنٌ تختار لها ظئرًا، فجعل كلّما أخذته امرأة منهن لترضعه لم يقبل ثديها حتّى أشفقت عليه امرأة فرعون أن يمتنع من اللّبن فيموت، فأحزنها ذلك فأمرت به فأخرج إلى السوق ومجمع النّاس ترجو أن تجد له ظئرًا يأخذ منها فلم يقبل، وأصبحت أمّ موسى والهةً فقالت لأخته: قصيه- تعني أثره- واطلبيه، هل تسمعين له ذكرًا؟ أحيٌّ، ابني أم قد أكلته الدّوابّ؟ ونسيت ما كان الله- عز وجل- وعدها فيه فبصرت به أخته عن جنبٍ وهم لا يشعرون- والجنب أن يسمو بصر الإنسان إلى الشّيء البعيد وهو إلى جنبه لايشعر به- فقالت من الفرح حين أعياهم الظؤارت،: أنا أدلّكم على أهل بيتٍ يكفلونه لكم وهم له ناصحون فأخذوها. فقالوا: ما يدريك مانصحهم له، هل تعرفونه حتّى شكّوا في ذلك- فذلك من الفتون يا ابن جبير- فقالت: نصحتهم له وشفقتهم عليه رغبة في صهر الملك ورجاء منفعته، فأرسلوها فانطلقت إلى أمها فأخبرتها الخبر، فجاءت أمّه فلمّا وضعته في حجرها نزا إلى ثديها فمصّه حتّى امتلأ جنباه ريًّا، وانطلق البشير، إلى امرأة فرعون: إنا قد وجدنا لابنك ظئراً، فأرسلت إليها فأتت بها وبه، فلمّا رأت ما يصنع قالت لها: امكثي عندي ترضعي ابني هذا، فإنّي لم أحب حبه شيئًا قطّ. فقالت أمّ موسى: لا أستطيع أن أدع بيتي وولدي فيضيع فإن طابت نفسك أن تعطينيه فأذهب به إلى منزلي فيكون معي لا آلوه خيرًا فعلت، وإلّا فإنّي غير تاركةٍ بيتي وولدي. وذكرت أمّ موسى- عليه السّلام- ما كان اللّه- عزّ وجلّ- وعدها، فتعاسرت على امرأة فرعون وأيقنت بأنّ اللّه- عزّ وجل- منجز موعوده، فرجعت إلى بيتها بابنها من يومها فأنبته اللّه نباتًا حسنا وحفظه لما قد قضى فيه، فلم تزل بنو إسرائيل وهم في ناحية القرية ممتنعين، يمتنعون به من السّخرة ما كان فيهم، فلمّا ترعرع قالت امرأة فرعون لأمّ موسى: أريد أن تريني ابني، فوعدتها يومًا تريها فيه إيّاه، فقالت امرأة فرعون لخزّانها وظئورتها وقهارمتها: لا يبقينّ أحدٌ منكم إلّا استقبل ابني اليوم بهديّةٍ وكرامةٍ لأرى ذلك فيه وأنا باعثة أميناً يحصي ما يصنع كلّ إنسانٍ منكم. فلم تزل الهدايا والكرامة والنحل تستقبله من حين خرج من بيت أمّه إلى أن دخل على امرأة فرعون، فلمّا دخل عليها بجلته، وأكرمته وفرحت به وأعجبها ونحلت أمّه لحسن أثره ثمّ قالت: لآتينّ به فرعون فلينحلنّه وليكرمنّه فلمّا دخلت به عليه جعله في حجره فتناول موسى لحية فرعون فمدّها إلى الأرض فقال الغواة من أعداء اللّه لفرعون: ألا ترى إلى ما وعد اللّه- عزّ وجلّ- إبراهيم نبيّه- عليه السّلام- أنّه يرثك ويعلوك ويصرعك، فأرسل إلى الذّبّاحين- وذلك من الفتون يا ابن جبيرٍ بعد كلّ بلاءٍ ابتلي به أو أريد به فتونًا- فجاءت امرأة فرعون تسعى إلى فرعون فقالت: ما بدا لك في هذا الغلام الّذي وهبته لي؟ قال: ألا ترينه يزعم أنّه يصرعني ويعلوني؟ قالت: أجعل بيني وبينك أمرًا تعرف فيه الحقّ ائت بجمرتين ولؤلؤتين فقرّبهما إليه فإن بطش باللّؤلؤتين واجتنب الجمرتين عرفت أنّه يعقل، وإن تناول الجمرتين ولم يرد اللّؤلؤتين علمت أنّ أحدًا لا يؤثر الجمرتين على اللّؤلؤتين وهو يعقل. فقرّب ذلك إليه فتناول الجمرتين فانتزعوهما من يده مخافة أن تحرقا يديه، فقالت المرأة: ألا ترى. فصرفه اللّه عنه بعد ما كان قد همّ به، وكان اللّه- عزّ وجلّ- بالغًا فيه أمره، فلمّا بلغ أشدّه وصار من الرّجال لم يكن أحدٌ من آل فرعون يخلص إلى أحدٍ من بني إسرائيل معه بظلم ولا سخرة حتى امتنعوا كل الامتناع، فبينا موسى- عليه السّلام- يمشي في ناحية المدينة إذ هو برجلين يقتتلان أحدهما فرعونيٌّ والآخر إسرائيليٌّ، فاستغاثه الإسرائيليّ على الفرعونيّ فغضب موسى- عليه السلام- غضباً شديداً؟ لأنه تناوله وهو يعلم منزلة موسى- عليه السّلام- من بني إسرائيل وحفظه لهم لا يعلم النّاس إلّا أنّما ذلك من الرّضاع إلّا أمّ موسى إلّا أن يكون اللّه- عزّ وجلّ- أطلع موسى- عليه السّلام- من ذلك على ما لم يطلعه عليه غيره، فوكز موسى- عليه السّلام- الفرعونيّ فقتله وليس يراهما أحدٌ إلّا اللّه- عزّ وجل- والإسرائيلي. فقال موسى- عليه السّلام- حين قتل الرّجل (هذا من عمل الشّيطان إنّه عدوٌّ مضلٌّ مبين) ثم قال (رب إني ظلمت) إلى قوله (إنه هو الغفور الرحيم) فأصبح في المدينة خائفًا يترقّب الأخبار فأتي فرعون فقيل: إن بني إسرائيل قد قتلوا رجلًا من آل فرعون فخذ لنا بحقّنا ولا ترخّص لهم. فقال: ابغوني قاتله ومن شهد عليه "فإنّ الملك وإن كان صفوه مع قومه لا يستقيم له أن يقيد بغير بينة ولا ثبت فانظروا في علم ذلك آخذ لكم بحقّكم. فبينا هم يطوفون، لا يجدون ثبتاً، إذا موسى- عليه السلام- قد رأى من الغد ذلك الإسرائيلي يقاتل رجلًا من آل فرعون آخر فاستغاثه الإسرائيليّ على الفرعونيّ فصادف موسى- عليه السّلام- قد ندم على ما كان منه فكره الّذي رأى فغضب الإسرائيليّ وهو يريد أن يبطش بالفرعوني فقال للإسرائيلي لما فعل أمس واليوم: (إنّك لغويٌّ مبينٌ) . فنظر الإسرائيليّ إلى موسى- عليه السّلام- بعدما قال له ما قال، فإذا هو غضبان كغضبه بالأمس الّذي قتل به الفرعونيّ؟ فخاف أن يكون بعد ما قال له: (إنك لغوي مبين) إيّاه أراد، ولم يكن أراده إنّما أراد الفرعونيّ فخاف الإسرائيليّ فحاجز الفرعونيّ فقال: يا موسى، أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسًا بالأمس. وإنّما قال ذلك مخافة أن يكون إيّاه أراد موسى- عليه السّلام- أن يقتله فتنازعا فانطلق الفرعونيّ إلى قومه فأخبرهم بما سمع من الإسرائيليّ من الخبر حين يقول: أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسًا بالأمس. فأرسل فرعون الذّبّاحين ليقتلوا موسى- عليه السّلام- فأخذ رسل فرعون الطّريق الأعظم يمشون على هيئتهم يطلبون موسى- عليه السّلام- وهم لا يخافون أن يفوتهم، فجاء رجلٌ من شيعة موسى- عليه السّلام- من أقصى المدينة فاختصر، طريقًا قريبًا حتّى سبقهم إلى موسى- عليه السّلام- فأخبره الخبر- فذلك من الفتون يا ابن جبيرٍ - فخرج موسى- عليه السّلام- متوجّهًا نحو مدين لم يلق بلاءً قبل ذلك، وليس له علمٌ بالطّريق إلّا حسن الظّنّ بربّه- عزّ وجلّ- فإنّه قال: (عسى ربّي أن يهديني سواء السبيل ولمّا ورد ماء مدين وجد عليه أمّةً من الناس يسقون) إلى تذودان - يعني بذلك حابستين غنمهما- فقال لهما: ما خطبكما معتزلتين لا تسقيان مع النّاس؟ قالتا: ليس لنا قوّةٌ نزاحم القوم وإنّما ننتظر فضول حياضهم. فسقى لهما فجعل يغرف بالدّلو ماءً كثيرًا حتّى كانتا أول الرعاء فراغاً، فانصرفا بغنمهما إلى أبيهما، وانصرف موسى- عليه السّلام- فاستظلّ بشجرةٍ وقال: (ربّ إنّي لما أنزلت إلي من خير فقير) . فاستنكر أبوهما سرعة صدورهما بغنمهما حفلا بطاناً. فقال: إن لكما اليوم لشأن فأخبرتاه، بما صنع موسى- عليه السّلام- فأمر إحداهما أن تدعوه له، فأتت موسى- عليه السّلام- فدعته فلمّا كلّمه قال: لا تخف نجوت من القوم الظالمين، ليس لفرعون ولا لقومه علينا سلطانٌ ولسنا في مملكته. قال: فقالت إحداهما: يا أبت استأجره إنّ خير من استأجرت القويّ الأمين. فاحتملته الغيرة على أن قال: وما يدريك ما قوّته وما أمانته؟ قالت: أمّا قوّته: فما رأيت في الدلو وحين سقى لنا لم أر رجلًا قطّ في ذلك المسقى منه، وأمّا أمانته فإنّه نظر إليّ حين أقبلت إليه وشخصت له، فلمّا علم أنّي امرأة صوب رأسه، فلم يرفعه ولم ينظر إليّ حتّى بلّغته رسالتك، ثمّ قال لي: امشي خلفي وانعتي لي الطريق، فلم يفعل هذا إلّا وهو أمينٌ. فسرّي عن أبيها وصدقها وظن به الذي قالت، فقال له: هل لك أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين) إلى قوله (من الصالحين) ففعل فكانت على نبيّ اللّه موسى- عليه السلام- ثماني سنين واجبةٌ، وكانت سنتان عدّةٌ منه فقضى اللّه- عزّ وجلّ- عنه عدّته، فأتمّها عشرًا- قال سعيدٌ: فلقيني رجلٌ من أهل النّصرانيّة من علمائهم فقال: هل تدري أيّ الأجلين قضى موسى- عليه السلام قلت: لا، وأنا يومئذٍ لا أدري، فلقيت ابن عبّاسٍ فذكرت ذلك له فقال: أما علمت أنّ ثمانيًا كانت على نبيّ اللّه- عليه السّلام- واجبةً، لم يكن نبيّ اللّه لينقص منها شيئاً وتعلم أن الله- عز وجل- كان قاضيًا عن موسى - عليه السّلام- عدّته الّتي وعد؟ فإنّه قضى عشر سنين. فلقيت النّصرانيّ فأخبرته بذلك. فقال: الّذي سألته فأخبرك أعلم منك بذلك. قلت: أجل وأولى. فلمّا سار موسى- عليه السّلام- بأهله كان من أمر الناس ما قصّ اللّه عليك في القرآن وأمر العصا ويده فشكا إلى ربّه- عزّ وجلّ- ما يتخوّف من آل فرعون في القتيل وعقدة لسانه فأتاه اللّه- عزّ وجلّ- سؤله وحلّ عقدةً من لسانه وأوحى اللّه- عزّ وجلّ - إلى هارون- عليه السّلام- وأمره أن يلقاه، واندفع موسى- عليه السّلام- بعصاه حتّى لقي هارون- عليه السلام- فانطلقا جميعًا إلى فرعون فأقاما حينًا على بابه لا يؤذن لهما، ثم أذن لهما، فقالا: إنا رسولا ربك. قال: فمن ربكما يا موسى؟ فأخبراه بالّذي قصّ اللّه - عزّ وجلّ- عليك في القرآن. قال: فما تريدان؟ وذكّره القتيل واعتذر بما قد سمعت. وقال: أريد أن تؤمن باللّه وأن ترسل معي بني إسرائيل. فأبى عليه، وقال: ائت بآيةٍ إن كنت من الصّادقين. فألقى عصاه، فإذا هي حيّةٌ عظيمة فارعة فاغرةٌ فاها مسرعةٌ إلى فرعون، فلمّا رآها فرعون قاصدةً إليه خافها، فاقتحم عن سريره، واستغاث بموسى- عليه السّلام- أن يكفّها عنه، ففعل، ثمّ أخرج يده من جيبه فرآها بيضاء من غير سوءٍ- يعني من غير برصٍ- فردّها فعادت إلى لونها الأوّل، فاستشار الملأ حوله فيما رأى، فقالوا له: (هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم ... ) الآية، والمثلى ملكهم الذي هم فيه والعيش، فأبوا على موسى- عليه السّلام- أن يعطوه شيئًا ممّا طلب، وقالوا له: اجمع لهما السّحرة فإنّهم بأرضك كثيرٌ حتّى تغلب بسحرهما وأرسل في المدائن فحشر له كلّ ساحرٍ متعالم، فلما أتوا على فرعون قالوا: بم يعمل هذا السّاحر؟ قالوا: يعمل الحيّات. قالوا: واللّه ما أحدٌ في الأرض يعمل السّحر والحيّات والحبال والعصيّ الّذي نعمل، فما أجرنا إن نحن غلبنا؟ قال لهم: أنتم أقاربي وخاصتي وأنا صانع إليكم كل شيء أحببتم فتواعدوا يوم الزّينة وأن يحشر النّاس ضحًى- قال سعيدٌ: فحدّثني ابن عبّاسٍ أنّ يوم الزّينة اليوم الّذي أظهر اللّه- عزّ وجلّ- فيه موسى- عليه السّلام- على فرعون والسّحرة هو يوم عاشوراء- فلمّا اجتمعوا في صعيدٍ، قال الناس بعضهم لبعض: انطلقوا فلنحضر هذا الأمر لعلّنا نتّبع السّحرة إن كانوا هم الغالبين- يعنون موسى وهارون عليهما السّلام- استهزاءً بهما. فقالوا: يا موسى- لقدرتهم في أنفسهم بسحرهم- إما أن تلقي وإما نكون نحن الملقين قال: بل ألقوا. فألقوا حبالهم وعصيّهم وقالوا: بعزّة فرعون إنّا لنحن الغالبون. فرأى موسى- عليه السّلام- من سحرهم ما أوجس في نفسه خيفةً، فأوحى اللّه - عزّ وجلّ- إليه أن ألق عصاك. فلمّا ألقاها صارت ثعبانًا عظيمًا فاغرةً فاها فجعلت العصيّ بدعوة موسي- عليه السّلام- تلتبس بالحبال حتى صارت جرزاً إلى الثعبان تدخل فيه، حتّى ما أبقت عصا ولا حبلًا إلّا ابتلعته، فلمّا عرف السّحرة ذلك قالوا: لو كان هذا سحراً لم يبلغ من سحرنا كلّ هذا، ولكنّه أمر من الله، آمنا بالله وبما جاء به موسى- عليه السّلام- ونتوب إلى اللّه- عزّ وجلّ- ممّا كنّا عليه، وكسر اللّه ظهر فرعون في ذلك الموطن وأشياعه، وأظهر الحقّ وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين، وامرأة فرعون بارزةٌ متبذّلةٌ تدعو بالنّصر لموسى- عليه السّلام- على فرعون، فمن رآها من آل فرعون ظنّ أنّها إنّما تبذّلت لشفقةٍ على فرعون وأشياعه، وإنّما كان حزنها وهمّها لموسى- عليه السّلام- فلمّا طال مكث موسى- عليه السّلام- لمواعيد فرعون الكاذبة كلّما جاءه بآيةٍ وعده عندها أن يرسل معه بني إسرائيل فإذا مضت أخلف موعده وقال: أهل، يستطيع ربك أن يصنع غير هذا؟ فأرسل اللّه عليه وعلى قومه الطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع آياتٍ مفصّلاتٍ، كلّ ذلك يشكو إلى موسى- عليه السّلام- ويطلب إليه أن يكفّها عنه، ويواثقه على أن يرسل معه بني إسرائيل، فإذا كفّ ذلك عنه أخلف موعده ونكث عهده فأمر موسى- عليه السّلام- بالخروج بقومه، فخرج بهم ليلًا، فلمّا أصبح فرعون ورأى أنّهم قد مضوا، أرسل في المدائن حاشرين فتبعهم بجنودٍ عظيمةٍ كثيرةٍ، وأوحى اللّه- عزّ وجلّ- إلى البحر أن إذا ضربك موسى بعصاه فانفرق له اثنتي عشرة فرقةً حتّى يجوز موسى - عليه السلام- ومن معه، ثم التق على من بقي بعد من فرعون وأشياعه، فنسي موسى- عليه السّلام- أن يضرب البحر بالعصا، فانتهى إلى البحر وله قصيفٌ، مخافة أن يضربه موسى- عليه السّلام- وهو غافلٌ، فيصير عاصيًا لله- عزّ وجلّ- فلمّا تراءى الجمعان وتقاربا قال أصحاب موسى: إنّا لمدركون افعل ما أمرك به ربّك- عزّ وجلّ- فإنّك لم تكذب ولم تكذب. فقال: وعدني ربّي- عزّ وجلّ- إذا أتيت البحر انفرق لي اثنتي عشرة فرقةً حتّى أجاوزه، ثمّ ذكر بعد ذلك العصا، فضرب البحر بعصاه حين دنا أوائل جند فرعون من أواخر جند موسى- عليه السّلام- فانفرق البحر كما أمره اللّه- عزّ وجلّ- وكما وعد موسى- عليه السّلام- فلمّا أن جاوز موسى- عليه السّلام- وأصحابه البحر، ودخل فرعون وأصحابه، التقى عليهم البحر كما أمر، فلمّا جاوز موسى- عليه السّلام- البحر، قال أصحابه: إنّا نخاف أن لا يكون فرعون غرق، ولا نؤمن بهلاكه، فدعا ربه- عز وجل- فأخرجه له ببدنه، حتّى استيقنوا بهلاكه، ثمّ مرّوا بعد ذلك على قومٍ يعكفون على أصنامٍ لهم قالوا: (يا موسى اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهةً) إلى (وباطلٌ ما كانوا يعملون) . قد رأيتم من العبر وسمعتم ما يكفيكم ومضى فأنزلهم موسى- عليه السّلام- منزلًا، ثمّ قال لهم: أطيعوا هارون- عليه السّلام- فإنّي قد استخلفته عليكم، وإنّي ذاهبٌ إلى ربّي- عزّ وجلّ- وأجّلهم ثلاثين يوماً أن يرجع إليهم فيها فلما أتى ربه وأراد أن يكلمه ثلاثين يوماً وقد صامهن ليلهن ونهارهن، كره أن يكلمّ ربّه- عزّ وجلّ - وريح فمه ريح فم الصّائم، فتناول موسى- عليه السّلام- من نبات الأرض شيئًا فمضغه. فقال له ربّه- عزّ وجلّ- حين لقاه: لم أفطرت- وهو أعلم بالّذي كان؟ قال: يا ربّ، إنّي كرهت أن أكلّمك إلّا وفمي طيّب الرّيح. قال: أو ما علمت يا موسى أنّ ريح فم الصّائم أطيب عندي من ريح المسك ارجع حتى تصوم عشراً، ثمّ ائتني. ففعل موسى- عليه السّلام- ما أمر به، فلمّا رأى قوم موسى- عليه السّلام- أنّه لم يرجع إليهم للأجل ساءهم ذلك، وكان هارون- عليه السّلام- قد خطبهم فقال: إنكم خرجتم من مصر ولقوم فرعون عندي عواري وودائع، ولكم فيهم مثل ذلك، وأنا أرى أن تحتسبوا ما لكم عندهم، ولا أحل لكم وديعةً استودعتموها ولا عاريةً، ولسنا برادّي إليهم شيئًا من ذلك، ولا ممسكيه لأنفسنا- فحفر حفيراً، وأمر كل قوم عندهم شيء من ذلك من متاعٍ أو حليةٍ أن يقذفوه في ذلك الحفير، ثمّ أوقد عليه النّار فأحرقه فقال: لا يكون لنا ولا لهم. وكان السّامريّ رجلٌ من قومٍ يعبدون البقر جيرانٍ لهم، ولم يكن من بني إسرائيل، فاحتمل مع موسى- عليه السّلام- وبني إسرائيل حين احتملوا، فقضى له أن رأى أثرًا، فأخذ منه بقبضته، فمرّ بهارون، فقال له هارون- عليه السّلام- يا سامريّ ألا تلقي ما في يديك؟ وهو قابضٌ عليه لا يراه أحدٌ طوال ذلك. فقال: هذه قبضةٌ من أثر الرّسول الّذي جاوز بكم البحر ولا ألقيها، لشيء إلّا أن تدعو اللّه إذا ألقيتها أن يكون ما أريد، فألقاه ودعا له هارون- عليه السلام-. فقال: أريد أن تكون عجلًا، واجتمع ما كان في الحفرة من متاع أو حليةٍ أو نحاسٍ أو حديدٍ فصار عجلا أجوف ليس فيه روحٌ له خوارٌ- قال ابن عبّاسٍ: لا واللّه ما كان له صوتٌ قطّ، إنّما كانت الرّيح تدخل من دبره وتخرج من فيه، فكان ذلك الصّوت من ذلك- فتفرّق بنو إسرائيل فرقًا. فقالت فرقةٌ: يا سامريّ، ما هذا فأنت أعلم به؟ قال: هذا ربّكم- عزّ وجلّ- ولكنّ موسى- عليه السّلام- أضلّ الطريق. وقالت فرقة: لا نكذب بهذا، حتّى يرجع إلينا موسى، فإن كان ربّنا الم نكن ضيعناه، وعجزنا فيه حتّى رأيناه، وإن لم يكن ربّنا فإنّا نتّبع قول موسى عليه السّلام. وقالت فرقة: هذا عمل الشّيطان، وليس بربّنا، ولا نؤمن ولا نصدّق، وأشرب فرقةٌ في قلوبهم التّصديق بما قال السّامريّ في العجل، وأعلنوا التّكذيب، فقال لهم هارون- عليه السّلام- يا قوم إنّما فتنتم به وإنّ ربّكم ليس هكذا. قالوا: فما بال موسى- عليه السّلام- وعدنا ثلاثين يومًا ثمّ أخلفنا، فهذه أربعون قد مضت. فقال سفهاؤهم: أخطأ ربّه فهو يطلبه ويتّبعه. فلمّا كلّم اللّه- عزّ وجلّ- موسى- عليه السّلام- وقال له ما قال، أخبره بما لقي قومه بعده فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفًا وقال لهم ما سمعتم في القرآن وأخذ برأس أخيه وألقي الألواح من الغضب، ثمّ عذر أخاه بعذره، واستغفر له، وانصرف إلى السّامريّ، فقال له: ما حملك على ما صنعت؟ قال: قبضت قبضةً من أثر الرّسول، وفطنت لها وعمّت عليكم فقذفتها وكذلك سوّلت لي نفسي (قال فاذهب فإنّ لك في الحياة أن تقول لا مساس وإنّ لك موعدًا لن تخلفه وانظر إلى إلهك) إلى قوله: (نسفاً) ولو كان إلهاً لم تخلص إلى ذلك منه، فاستيقن بنو إسرائيل بالفتنة، واغتبط الّذين كان رأيهم فيه مثل رأي هارون- عليه السّلام- فقالوا بجماعتهم لموسى- عليه السّلام-: سل لنا ربّك- عزّ وجلّ- أن يفتح لنا باب توبةٍ نصنعها فيكفّر عنّا ما عملنا فاختار موسى- عليه السّلام- قومه سبعين رجلًا لذلك لا يألوا الخير خيار بني إسرائيل ومن لم يشرك في العجل. فانطلق بهم ليسأل لهم التّوبة، فرجفت بهم الأرض فاستحيا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من قومه ووفده حين فعل بهم ما فعل، فقال: (ربّ لو شئت أهلكتهم من قبل وإيّاي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا) وفيهم من قد كان اللّه- عزّ وجلّ- اطّلع على ما أشرب قلبه من حبّ العجل وإيمانه به، لذلك رجفت بهم الأرض. فقال: (ورحمتي وسعت كلّ شيء فسأكتبها للذين يتقون) إلى (في التوراة والإنجيل) فقال: ربّ سألتك التّوبة لقومي فقلت: إنّ رحمتي كتبتها لقوم غير قومي فليتك أخرتني، حتى تخرجني حيّاً في أمّة ذلك الرّجل المرحومة. فقال اللّه له: إنّ توبتهم أن يقتل كلّ رجلٍ منهم من لقي من والدٍ أو ولدٍ فيقتله بالسّيف لا يبالي من قتل في ذلك الموطن وتاب أولئك الّذين كان خفي على موسى وهارون- عليهما السّلام - ما اطّلع اللّه عليهم من ذنوبهم، فاعترفوا بها، وفعلوا ما أمروا وغفر اللّه للقاتل والمقتول. ثمّ سار بهم موسى- عليه السّلام- متوجّهًا نحو الأرض المقدّسة وأخذ الألواح بعد ما سكت عنه الغضب وأمرهم بالذي أمر به أن يبلغهم من الوظائف، فثقل ذلك عليهم، وأبوا أن يقرّوا بها فنتق اللّه عليهم الجبل كأنّه ظلّةٌ ودنا منهم حتّى خافوا أن يقع عليهم، فأخذوا الكتاب بأيمانهم، وهم يصغون، ينظرون إلى الجبل والأرض والكتاب بأيديهم وهم ينظرون إلى الجبل مخافة أن يقع عليهم. ثمّ مضوا إلى الأرض المقدّسة فوجدوا مدينة قوم جبارين خلقهم خلق منكرٌ، وذكر من ثمارهم أمرًا عجبًا من عظمها، فقالوا: يا موسى إنّ فيها قومًا جبارين لا طاقة لنا بهم ولا ندخلها ما داموا فيها فإن يخرجوا منها فإنّا داخلون، قال رجلان من الذين يخافون من الجبّارين: آمنّا بموسى- عليه السّلام- فخرجا إليه، فقالا: نحن أعلم بقومنا، إن كنتم إنّما تخافون ما رأيتم من أجسامهم وعددهم، فإنّهم لا قلوب لهم، ولا منعة عندهم، فادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنّكم غالبون. ويقول أناس: إنها من قوم موسى- عليه السّلام- وزعم سعيد بن جبيرٍ: أنّهما من الجبّارين آمنا بموسى فقوله: (من الّذين يخافون) إنّما عنى بذلك من الذين يخافون بني إسرائيل (قالوا ياموسى إنا لن ندخلها أبداً ماداموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون) فأغضبوا موسى- عليه السّلام- فدعا عليهم وسمّاهم: فاسقين. ولم يدع عليهم قبل ذلك لمّا رأى، منهم من المعصية وإساءتهم حتّى كان يومئذٍ، فاستجاب اللّه - عزّ وجلّ- له فسمّاهم كما سماهم موسى- عليه السلام-: فاسقين وحرمها عليهم أربعين سنةً يتيهون في الأرض يصبحون كلّ يومٍ فيسيرون ليس لهم قرارٌ، ثمّ ظلّل عليهم الغمام في التّيه، وأنزل عليهم المنّ والسّلوى، وجعل لهم ثيابًا لا تبلى ولا تتّسخ، وجعل بين ظهرهم حجرًا مربّعًا، وأمر موسى- عليه السلام- فضربه بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا في كلّ ناحيةٍ ثلاثة أعينٍ، وأعلم كلّ سبطٍ عينهم الّتي يشربون منها، فلا يرتحلون من منزلة إلّا وجدوا ذلك الحجر منهم بالمكان الّذي كان منه أمس. رفع ابن عبّاسٍ هذا الحديث إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وصدق ذلك عندي أنّ معاوية سمع من ابن عبّاسٍ هذا الحديث فأنكره عليه أن يكون الفرعونيّ هو الّذي أفشى على موسى- عليه السّلام- أمر القتيل الّذي قتل. قال: كيف يفشي عليه ولم يكن علم به، ولا ظهر عليه إلّا الإسرائيليّ الّذي حضر ذلك وشهده. فغضب ابن عبّاسٍ فأخذ بيد معاوية فانطلق به إلى سعد بن مالكٍ الزّهريّ، فقال له: يا أبا إسحاق، هل تذكر يوم حدّثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن قتيل موسى- عليه السّلام- الذي قتل من آل فرعون الإسرائيلي أفشى عليه أم الفرعونيّ؟ قال: إنّما علم الفرعونيّ لما سمع من الإسرائيليّ الّذي شهد ذلك وحضره".
- رواه أبو يعلى الموصليّ: ثنا أبو خيثمة، ثنا يزيد بن هارون، ثنا أصبغ بن زيدٍ ... فذكره بتمامه.
هذا إسنادٌ صحيحٌ، القاسم بن أبي أيّوب وثّقه ابن سعدٍ وأبو داود، وذكره ابن حبّان في الثّقات، وأصبغ بن زيدٍ وثّقه أحمد وابن معينٍ والنّسائيّ، وباقي رجال الإسناد على شرط الشّيخين). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/234-244] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن الأعمش قال: في قراءة عبد الله: (إن هذان إلا ساحران) ). [الدر المنثور: 10/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن علي في قوله: {ويذهبا بطريقتكم المثلى}. قال: يصرفا وجوه الناس إليهما، وهي بالسريانية). [الدر المنثور: 10/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة: {ويذهبا بطريقتكم المثلى}: يعني يذهبا بخياركم). [الدر المنثور: 10/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {ويذهبا بطريقتكم المثلى}. يقول: أمثلكم. وهم بنو إسرائيل). [الدر المنثور: 10/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {ويذهبا بطريقتكم المثلى}. قال: أولو العقل والشرف والأسنان). [الدر المنثور: 10/218-219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم ووكيع في الغرور عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} قال بأشرافكم). [الدر المنثور: 10/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} قال: يذهبا بالذي أنتم عليه). [الدر المنثور: 10/219]

تفسير قوله تعالى: (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({ثمّ ائتوا صفًّا} [طه: 64] : " يقال: هل أتيت الصّفّ اليوم، يعني المصلّى الّذي يصلّى فيه "). [صحيح البخاري: 6/95]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ثمّ ائتوا صفاً يقال: هل أتيت الصّفّ اليوم يعني المصلّى الّذي يصلّى فيه
أشار به إلى قوله عز وجل: {فأجمعوا كيدكم ثمّ ائتوا صفا} (طه: 64) وأشار بقوله يقال إلى آخره، أن معنى صفا مصلى ومجتمعاً. وكذا قال أبو عبيدة، وعن مقاتل الكلبيّ: معناه جمعا، حاصل المعنى أن فرعون يقول لقومه: أجمعوا كيدكم أي: مكركم وسحركم، ثمّ ائتوا صفا يعني مصلى وهو مجمع النّاس، وحكي عن بعض العرب الفصحاء: ما استطعت أن آتي الصّفّ أمس، أي: المصلى). [عمدة القاري: 19/57]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ثم ائتوا صفًّا} يقال هل أتيت الصف اليوم؟ يعني المصلى الذي يصلى فيه) بفتح لام المصلى ويصلى قاله أبو عبيدة والزجاج، والمعنى أنهم تواعدوا على الحضور إلى الموضع الذي كانوا يجتمعون فيه لعبادتهم في عيدهم وقيل ائتوا مصطفين لأنه أهيب في صدور الرائين فهو حال من فاعل ائتوا أي ذوي صف فهو مصدر في الأصل قيل وكانوا سبعين ألفًا مع كل منهم حبل وعصا وأقبلوا عليه إقبالة واحدة وقوله: ثم ائتوا صفًّا إلى آخره ساقط لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/236]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فأجمعوا كيدكم ثمّ ائتوا صفًّا وقد أفلح اليوم من استعلى}.
اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {فأجمعوا كيدكم} فقرأته عامّة قرّاء المدينة والكوفة {فأجمعوا كيدكم} بهمز الألف من {فأجمعوا}، ووجّهوا معنى ذلك إلى: فأحكموا كيدكم، واعزموا عليه، من قولهم: أجمع فلانٌ الخروج، وأجمع على الخروج، كما يقال: أزمع عليه، ومنه قول الشّاعر:
يا ليت شعري والمنى لا تنفع = هل أغدون يومًا وأمري مجمع
يعني بقوله: " مجمع " قد أحكم وعزم عليه، ومنه قول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: " من لم يجمع على الصّوم من اللّيل فلا صوم له ".
وقرأ ذلك بعض قرّاء أهل البصرة: " فاجمعوا كيدكم " بوصل الألف، وترك همزها، من جمعت الشّيء، كأنّه وجّهه إلى معنى: فلا تدعوا من كيدكم شيئًا إلاّ جئتم به.
وكان بعض قارئي هذه القراءة يعتلّ فيما ذكر لي لقراءته ذلك كذلك بقوله: {فتولّى فرعون فجمع كيده}.
والصّواب في قراءة ذلك عندنا همز الألف من أجمع، لإجماع الحجّة من القرّاء عليه، وأنّ السّحرة هم الّذين قيل لهم ذلك، ولم يحضروا ذلك المشهد إلا لما كان عندهم من السحر كانوا به معروفين، فلا وجه لأن يقال لهم: اجمعوا ما دعيتم له ممّا أنتم به عالمون؛ لأنّ المرء إنّما يجمع ما لم يكن عنده إلى ما عنده، ولم يكن ذلك يوم يزيّدٍ في علمهم بما كانوا يعملونه من السّحر، بل كان يوم إظهاره، أو ما كان متفرّقًا ممّا هو عنده بعضه إلى بعضٍ، ولم يكن السّحر متفرّقًا عندهم فيجمعوه.
وأمّا قوله: {فجمع كيده} فغير شبيه المعنى بقوله {فأجمعوا كيدكم} وذلك أنّ فرعون كان هو الّذي يجمع ويحتفل بما يغلب به موسى ممّا لم يكن عنده مجتمعًا حاضرًا، فقيل: فتولّى فرعون فجمع كيده.
وقوله: {ثمّ ائتوا صفًّا} يقول: احضروا وجيئوا صفًّا، والصّفّ هاهنا مصدرٌ، ولذلك وحّد، ومعناه: ثمّ ائتوا صفوفًا.
وللصّفّ في كلام العرب موضعٌ آخر، وهو قول العرب: أتيت الصّفّ اليوم، يعني به المصلّى الّذي يصلّى فيه.
وقوله: {وقد أفلح اليوم من استعلى} يقول: قد ظفر بحاجته اليوم من علا على صاحبه فقهره.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: حدّثت عن وهب بن منبّهٍ، قال: جمع فرعون النّاس لذلك الجمع، ثمّ أمر السّحرة فقال: {ائتوا صفًّا وقد أفلح اليوم من استعلى} أي قد أفلح من فلج اليوم على صاحبه). [جامع البيان: 16/104-106]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وقد أفلح اليوم من استعلى} قال: من غلب). [الدر المنثور: 10/219]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 06:54 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فتولّى فرعون فجمع كيده} [طه: 60] يعني: ما جمع من سحرةٍ.
{ثمّ أتى} [طه: 60] قال: ثمّ جاء). [تفسير القرآن العظيم: 1/265]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {فجمع كيده} أي حيله). [تفسير غريب القرآن: 280]


تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على اللّه كذبًا فيسحتكم بعذابٍ} [طه: 61] حدّثني الحسن بن دينارٍ، عن الحسن قال: فيستأصلكم بعذابٍ.
{وقد خاب من افترى} [طه: 61] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/265]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فيسحتكم...}

وسحت أكثر وهو الاستئصال: يستأصلكم بعذاب. وقال الفرزدق:
والعرب تقول سحت وأسحت بمعنى واحد. قال: قيل للفراء: إن بعض الرواة يقول: ما به من المال إلا مسحت أو مجلّف:
قال ليس هذا بشيء ... حدثني. أبو جعفر الرؤاسيّ عن أبي عمرو بن العلاء قال: مرّ الفرزدق بعبد الله بن أبي إسحاق الحضرميّ النحويّ فأنشده هذه القصيدة.
عزفت بأعشاش وما كدت تعزف =حتى انتهى على هذا البيت
وعضّ زمان يابن مروان لم يدع =من المال إلاّ مسحت أو مجلّف
فقال عبد الله للفرزدق: علام رفعت؟ فقال له الفرزدق: على ما يسوءك). [معاني القرآن: 2/183،182]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فيسحتكم بعذابٍ} مجازه: فيهلككم، وفيه لغتان سحت الدهر، والجدب بني فلانٍ، وقوم يقولون: أسحته بالألف
وقال الفرزدق:
وعضّ زمانٍ يا بن مروان لم يدع=من المال إلاّ مسحتٌ أو مجلّف
والمسحت المهلك، والمجلف: الذي قد بقي منه بقيةٌ، ولم يدع، أي لم يبق وقال سويد بن أبي كاهل:
أرّق العين خيالٌ لم يدع=من سليمى ففوادي منتذع
لم يدع أي لم يستقر). [مجاز القرآن: 2/21,20]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فيسحتكم بعذاب}: يهلككم وبعضهم يقول فيسحتكم بعذاب بضم التاء والمعنى واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 247]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فيسحتكم بعذابٍ} أي يهلككم ويستأصلكم. يقال: سحته اللّه وأسحته.
{وقد خاب من افترى} أي كذب). [تفسير غريب القرآن: 280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على اللّه كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى}
{ويلكم} منصوب على أن ألزمهم اللّه ويلا، ويجوز أن يكون منصوبا على النداء كما قال تعالى: {يا ويلتى أألد وأنا عجوز}
و{يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا}.
وقوله: {فيسحتكم بعذاب}.
ويقرأ {فيسحتكم} - بضم الياء وكسر الحاء، يقال سحته، وأسحته إذا استأصله وأهلكه،
قال الفرزدق:
وعضّ زمان يا ابن مروان لم يدع=من المال إلاّ مسحتا أو مجلّف
معنى لم يدع لم يستقر - من الدعة من المال، وأكثر الرواية إلاّ مسحتا.
فهذا على أسحت فهو مسحت). [معاني القرآن: 3/361،360]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فيسحتكم} أي: يستأصلكم). [ياقوتة الصراط: 347]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَيُسْحِتَكُمْ بعذاب}: أي يهلككم).[تفسير المشكل من غريب القرآن: 153]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَيُسْحِتَكم}: يستأصلـكم). [العمدة في غريب القرآن: 202]

تفسير قوله تعالى: {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فتنازعوا أمرهم بينهم وأسرّوا النّجوى} [طه: 62] سعيدٌ، عن قتادة قال: قالت السّحرة عند ذلك: إن كان هذا الرّجل ساحرًا فإنّا سنغلبه، وإن يكن من السّماء كما زعم فله أمره). [تفسير القرآن العظيم: 1/265]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فتنازعوا أمرهم بينهم...}

يعني السحرة قال بعضهم لبعض: إن غلبنا موسى اتّبعناه وأسرّوها من فرعون وأصحابه). [معاني القرآن: 2/183]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فتنازعوا أمرهم بينهم} أي تناظروا.
{وأسرّوا النّجوى} أي تراجعوا الكلام). [تفسير غريب القرآن: 280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فتنازعوا أمرهم بينهم وأسرّوا النّجوى}
يعنى به السحرة، قالوا بينهم: إن غلبنا موسى آمنا به، وكان الأمر له). [معاني القرآن: 3/361]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قالوا إن هذان لساحران} [طه: 63] سعيدٌ، عن قتادة قال: يعنون موسى وهارون.
{يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى} [طه: 63] سعيدٌ، عن قتادة قال: كانت طريقتهم المثلى يومئذٍ بنو إسرائيل.
كانوا أكثر
[تفسير القرآن العظيم: 1/265]
القوم عددًا وأموالًا، فقال فرعون: إنّما يريدان أن يذهبا بهم لأنفسهما.
وقال الحسن: ويذهبا بعيشكم الأمثل يعني بني إسرائيل.
وكان بنو إسرائيل في القبط بمنزلة أهل الجزية فينا، يأخذون منهم الخراج ويستعبدونهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/266]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إن هذان لساحران...}

قد اختلف فيه القراء فقال بعضهم: هو لحن ولكنا نمضي عليه لئلاّ نخالف الكتاب. ... حدثني أبو معاوية الضرير،
عن هاشم بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة أنها سئلت عن قوله في النساء {لكن الراسخون في العلم منهم .... والمقيمين الصلاة} وعن قوله في المائدة {إن الذين آمنوا والّذين هادوا والصّابئون} وعن قوله: {إنّ هذان لساحران} فقالت: يا بن أخي هذا كان خطأ من الكاتب. وقرأ أبو عمرو {إنّ هذين لساحران} واحتجّ أنه بلغه عن بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن في المصحف لحناً وستقيمه العرب.
... ولست أشتهي على (أن أخالف الكتاب وقرأ بعضهم {إن هذان لساحران}
خفيفة وفي قراءة عبد الله: (وأسروا النجوى أن هذان ساحران) وفي قراءة أبيّ (إن ذان إلاّ ساحران) فقراءتنا بتشديد (إنّ) وبالألف على جهتين.
إحداهما على لغة بني الحارث بن كعب: يجعلون الاثنين في رفعهما ونصبهما وخفضهما بالألف وأنشدني رجل من الأسد عنهم. يريد بني الحارث:
فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى =مساغاً لناباه الشجاع لصمّما
قال: وما رأيت أفصح من هذا الأسديّ وحكى هذا الرجل عنهم: هذا خطّ يدا أخي بعينه. وذلك - وإن كان قليلاً - أقيس؛ لأنّ العرب قالوا: مسلمون فجعلوا الواو تابعة للضمّة (لأن الواو لا تعرب) ثم قالوا: رأيت المسلمين فجعلوا الياء تابعة لكسرة الميم. فلمّا رأوا أن الياء من الاثنين لا يمكنهم كسر ما قبلها، وثبت مفتوحاً: تركوا الألف تتبعه،
فقالوا: رجلان في كل حال. وقد اجتمعت العرب على إثبات الألف في كلا الرجلين في الرفع والنصب والخفض وهما اثنان، إلاّ بني كنانة فإنهم يقولون: رأيت كلى الرجلين ومررت بكلى الرجلين. وهي قبيحة قليلة، مضوا على القياس.
والوجه الآخر أن تقول: وجدت الألف (من هذا دعامة وليست بلام فعل، فلمّا ثنيت زدت عليها نوناً ثم تركت الألف) ثابتة على حالها لا تزول على كلّ حال؛ كما قالت العرب (الذي) ثم زادوا نوناً تدلّ على الجماع، فقالوا: الذين في رفعهم ونصبهم وخفضهم كما تركوا (هذان) في رفعه ونصبه وخفضه. وكنانة يقولون (اللّذون) ). [معاني القرآن: 2/184،183]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ويذهبا بطريقتكم المثلى...}
الطريقة: الرجال الأشراف وقوله (المثلى) يريد الأمثل يذهبون بأشرافكم فقال المثلى ولم يقل المثل مثل (الأسماء الحسنى) وإن شئت جعلت (المثلى) مؤنّثة لتأنيث الطريقة. والعرب تقول للقوم: هؤلاء طريقة قومهم وطرائق قومهم: أشرافهم، وقوله: {كنّا طرائق قدداً} من ذلك. ويقولون للواحد أيضاً: هذا طريقة قومه ونظورة قومه وبعضهم: ونظيرة قومه، ويقولون للجمع بالتوحيد والجمع: هؤلاء نظورة قومهم ونظائر قومهم). [معاني القرآن: 2/185]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إنّ هذان لساحران} قال أبو عمرو وعيسى ويونس " إنّ هذين لساحران " في اللفظ وكتب " هذان " كما يزيدون وينقصون في الكتاب واللفظ صواب، وزعم أبو الخطاب أنه سمع قوماً من بني كنانة وغيرهم يرفعون الاثنين في موضع الجر والنصب، قال بشر بن هلال " إنّ " بمعنى الابتداء والإيجاب، ألا ترى أنها تعمل فيما يليها ولا تعمل فيما بعد الذي بعدها فترفع الخبر ولا تنصبه كما تنصب الاسم فكان مجازه " إنّ [مجاز القرآن: 2/21]
{هذان لساحران} مجاز كلامين، مخرجه: إنه أي نعم، ثم قلت: هذان ساحران، ألا ترى أنهم يرفعون المشرك كقوله:
فمن يك أمسى بالمدينة رحله=فإنيّ وقيّارٌ بها لغريب
وقوله:
إنّ شرخ الشّباب والشّعر الأسود=ما لم يعاص كان جنونا
وقوله:
إنّ السيوف غدوّها ورواحها=تركت هوزان مثل قرن الأعضب
ويقول بعضهم " إنّ الله وملائكته يصلون على النّبي " فيرفعون ملائكته على شركة الابتداء ولا يعملون فيها " إن "، وقال سمعت الفصحاء من المحرمين يقولون: إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك له.
وقرأها قومٌ على تخفيف نون " إن " وإسكانها وهو يجوز لأنهم قد أدخلوا اللام في الابتداء وهي فضل، قال:
أم الحليس لعجوزٌ شهربه وزعم قومٌ أنه لا يجوز لأنه إذا خفف نون " إن " فلا بد له من أن يدخل إلا فيقول: إن هذان إلا ساحران). [مجاز القرآن: 2/23،22]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {بطريقتكم} مجازه بسنتكم ودينكم وما أنتم عليه، ويقال فلان حسن الطريقة). [مجاز القرآن: 2/23]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {المثلى} تأنيث الأمثل، يقال: خذ المثلى منهما، للأنثى، وخذ الأمثل منهما، إذا كان ذكراً). [مجاز القرآن: 2/23]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم مّن أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى}
وقال: {إن هذان لساحران} خفيفة في معنى ثقيلة. وهي لغة لقوم يرفعون ويدخلون اللام ليفرقوا بينها وبين التي تكون في معنى "ما" ونقرؤها ثقيلة وهي لغة لبني الحارث بن كعب.
وقال: {المثلى} تأنيث "الأمثل" مثل: "القصوى" و"ألأقصى"). [معاني القرآن: 3/5،4]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {المثلى}: تأنيث الأمثل. يقال: خذ الأمثل والمثلى، ويقال قد مثل الرجل إذا صار فاضلا). [غريب القرآن وتفسيره: 247]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {بطريقتكم المثلى} يعني الأشراف. يقال: هؤلاء طريقة قومهم، أي أشرافهم. ويقال: أراد سنتكم ودينكم. والمثلي مؤنث أمثل، مثل كبرى وأكبر). [تفسير غريب القرآن: 280]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (باب ما ادّعي على القرآن من اللحن، وأما ما تعلَّقوا به من حديث عائشة رضي الله عنها في غَلَطِ الكاتب، وحديث عثمان رضي الله عنه: أرى فيه لَحْناً- فقد تكلم النحويون في هذه الحروف، واعتلُّوا لكلِّ حرف منها، واستشهدوا الشعرَ: فقالوا: في قوله سبحانه: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} وهي لغة بلحرث بن كعب يقولون: مررت برجلان، وقبضت منه درهمان، وجلست بين يداه، وركبت علاه. وأنشدوا:
تزوّد منَّا بين أذناه ضربة = دعته إلى هابي التراب عقيم
أي موضع كثير التراب لا ينبت.
وأنشدوا:
أيَّ قلوصِ راكبِ تراها = طارُوا علاهنَّ فَطِرْ عَلاها
على أنَّ القراءَ قد اختلفوا في قراءة هذا الحرف: فقرأه أبو عمرو بن العلاء، وعيسى بن عمر: «إنّ هذين لساحران» وذهبا إلى أنه غلط من الكاتب كما قالت عائشة.
وكان عاصم الجحدريّ يكتب هذه الأحرف الثلاثة في مصحفه على مثالها في الإمام، فإذا قرأها، قرأ: «إنَّ هذين لساحران»، وقرأ {المقيمون الصلاة}،
وقرأ {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ}.
وكان يقرأ أيضا في سورة البقرة: {والصابرون فى البأساء والضراء} ويكتبها: الصابرين.
وإنما فرق بين القراءة والكتاب لقول عثمان رحمة الله: أرى فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها فأقامه بلسانه، وترك الرسم على حاله.
وكان الحجَّاجُ وكَّلَ عاصماً وناجِيَةَ بنَ رُمْحٍ وعليَّ بنَ أصمعَ بتَتَبُّعِ المصاحفِ، وأمرهم أن يقطعوا كل مصحف وجدوه مخالفاً لمصحف عثمان، ويعطوا صاحبه ستين درهماً.
خبّرني بذلك أبو حاتم عن الأصمعيِّ قال: وفي ذلك يقول الشاعر:
وإلا رسومُ الدّار قفراً كأنّها = كتابٌ مَحَاهُ البَاهليُّ بنُ أَصْمَعَا
وقرأ بعضهم: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} اعتباراً بقراءة أُبيّ لأنها في مصحفه: «إن ذان إلا ساحران» وفي مصحف عبد الله: (وأسرّوا النّجوى أن هذان ساحران) منصوبة بالألف يجعل (أن هذان) تبيينا للنجوى). [تأويل مشكل القرآن: 50-52]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى}
{إن هذان لساحران}.
يعنون موسى وهارون. وهذا الحرف من كتاب اللّه عزّ وجلّ مشكل على أهل اللغة، وقد كثر اختلافهم في تفسيره، ونحن نذكر جميع ما قاله النحويون ونخبر بما نظن أنه الصواب واللّه أعلم، وقبل شرح إعرابه نخبر بقراءة القراء أما قراءة أهل المدينة والأكمه في القراءة فبتشديد (إنّ) والرفع في (هذان) وكذلك قرأ أهل العراق حمزة وعاصم - في رواية أبي بكر بن عياش والمدنيون.
وروي عن عاصم: إن هذان بتخفيف (إن)، ويصدّق ما قرأه عاصم في هذه القراءة ما يروى عن أبيّ فإنه قرأ: ما هذان إلّا ساحران، وروي أيضا عنه أنه قرأ: إن هذان إلا ساحران، ورويت عن الخليل أيضا: إن هذان لساحران - بالتخفيف -.
والإجماع أنه لم يكن أحد بالنحو أعلم من الخليل.
وقرأ أبو عمرو وعيسى بن عمر: إنّ هذين لساحران، بتشديد " إنّ " ونصب هذين.
فهذه الرواية فيه.
فأما احتجاج النحويين فاحتجاج أبي عمرو في مخالفته المصحف في هذا أنه روي أنه من غلط الكاتب، وأن في الكتاب غلطا ستقيمه العرب بألسنتها، يروى ذلك عن عثمان بن عفان وعن عائشة - رحمهما اللّه -.
وأما الاحتجاج في أنّ هذان بتشديد أن ورفع هذان فحكى أبو عبيدة عن أبي الخطاب وهو رأس من رؤساء الرواة، أنها لغة لكنانة، يجعلون ألف الاثنين في الرفع والنصب والخفض على لفظ واحد، يقولون أتاني الزيدان.
ورأيت الزيدان، ومررت بالزيدان، وهؤلاء ينشدون:
فأطرق إطراق الشّجاع ولو رأى=مساغا لناباه الشّجاع لصمّما
وهؤلاء أيضا يقولون: ضربته بين أذناه، ومن يشتري مني الخفّان وكذلك روى أهل الكوفة أنها لغة لبني الحرث بن كعب.
قال النحويون القدماء: ههنا هاء مضمرة، المعنى إنه هذان لساحران،
وقالوا أيضا أن معنى (إن) معنى (نعم)، المعنى نعم هذان لساحران.
وينشدون:
ويقلن شيب قد علّا=ك وقد كبرت فقلت إنّه
ويحتجون بأن هذه اللام - أصلها - أن تقع في الابتداء، وأن وقوعها في الخبر جائز، وينشدون في ذلك:
خالي لأنت ومن جرير خاله=ينل العلاء ويكرم الأخوالا
وأنشدوا أيضا:
أمّ الحليس لعجوز شهربه=ترضى من الشاة بعظم الرّقبه
قالوا: المعنى لأنت خالي، والمعنى لأم الحليس عجوز.
وقال الفراء في هذا: إنهم زادوا فيها النون في التثنية وتركوا الألف على حالها في الرفع والنصب والجر كما فعلوا في الذي، فقالوا الّذين في الرفع والنصب والجر.
فهذا جميع ما احتج به النحويون.
والذي عندي - واللّه أعلم - وكنت عرضته على عالمينا - محمد بن يزيد وعلى إسماعيل بن إسحاق بن حماد بن زيد القاضي فقبلاه وذكرا أنّه أجود ما سمعاه في هذا، وهو " أنّ) قد وقعت موقع " نعم "، وأن اللام وقعت موقعها، وأن المعنى هذان لهما ساحران.
والذي يلي هذه في الجودة مذهب بني كنانة في ترك ألف التثنية على هيئة واحدة، لأن حق الألف أن تدل على الاثنين، وكان حقها ألا تتغيّر كما لم تتغير ألف رحى وعضى، ولكن كان نقلها إلى الياء في النصب والخفض أبين وأفضل للتمييز بين المرفوع والمنصوب والمجرور.
فأمّا قراءة عيسى بن عمر وأبي عمرو بن العلاء فلا أجيزها لأنها خلاف المصحف، وكل ما وجدته إلى موافقة المصحف أقرب لم أجز مخالفته، لأن اتباعه سنة.
وما عليه أكثر القراء، ولكني أستحسن {إن هذان لساحران} بتخفيف (إن) وفيه إمامان: عاصم والخليل، وموافقة أبيّ في المعنى وأن خالفه اللفظ، ويستحسن أيضا (إنّ هذان) بالتشديد، لأنه مذهب أكثر القراء، وبه يقرأ وهو قوي في العربية.
قوله تعالى: {ويذهبا بطريقتكم المثلى}.
معناه في قول النحويين بجماعتكم الأشراف. والمثلى تأنيث الأمثل.
ومعنى الأمثل والمثلى معنى " ذو الفضل " الذي يستحق أن يقال فيه هذا أمثل قومه.
وفي التفسير: {بطريقتكم المثلى} بأشرافكم، والعرب تقول للرجل الفاضل هذا طريقة قومه، ونظيرة قومه، ونظورة قومه.
كل هذا للرجل الفاضل.
وإنما تأويله هذا الذي ينبغي أن يجعله قومه قدوة ويسلكوا طريقته.
والذي قال أيضا: هذا نظورة قومه ونظيرة قومه، معناه هذا الذي ينبغي أن ينظر إليه قومه وأن يتبعوه.
والذي عندي - واللّه أعلم - أن في الكلام محذوفا يدل عليه ما بقي.
إنما المعنى يذهبا بأهل طريقتكم المثلى، كما قال اللّه عزّ وجلّ:
{واسأل القرية الّتي كنّا فيها}، معناه واسأل أهل القرية، وكذلك قول العرب: هذا طريقة قومه معناه هذا صاحب طريقة قومه.
وقوله عزّ وجلّ: {واصطنعتك لنفسي} تأويله اخترتك لإقامة حجتي، وجعلتك بيني وبين خلقي حتى صرت في الخطاب عني والتبليغ عني بالمنزلة التي أكون بها لو خاطبتهم واحتججت عليهم). [معاني القرآن: 3/365-361]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {المثلى} أي: الفضلى). [ياقوتة الصراط: 347]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {المُثْلى}: تأنيث الأمثل). [العمدة في غريب القرآن: 202]

تفسير قوله تعالى: {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فأجمعوا كيدكم} [طه: 64] يعني: سحركم، يقوله بعضهم لبعضٍ.
{ثمّ ائتوا صفًّا} [طه: 64] أي: تعالوا جميعًا.
{وقد أفلح اليوم من استعلى} [طه: 64] من ظهر في تفسير قتادة.
وقال الكلبيّ: من غلب). [تفسير القرآن العظيم: 1/266]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فأجمعوا كيدكم...}

الإجماع: الإحكام والعزيمة على الشيء. تقول أجمعت الخروج وعلى الخروج مثل أزمعت قال الشاعر:
يا ليت شعري والمنى لا تنفع =هل أغدون يوماً وأمري مجمع
يريد قد أحكم وعزم عليه. ومن قرأ {فأجمعوا} يقول: لا تتركوا من كيدكم شيئاً إلاّ جئتم به.
وقوله: {من استعلى} من غلب). [معاني القرآن: 2/185]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ثمّ ائتوا صفّاً} أي صفوفاً وله موضع آخر من قولهم: هل أتيت الصفّ اليوم يعني المصلى الذي يصلي فيه.
قال أبو عبيدة، قال أبو العرب الكليبي، ما استطعت أن آتي الصف أمس يعني المصلى). [مجاز القرآن: 2/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فأجمعوا كيدكم} أي حيلكم.
{ثمّ ائتوا صفًّا} أي جميعا. وقال أبو عبيدة: الصفّ: المصلي.
وحكي عن بعضهم أنه قال: ما استطعت أن آتي الصفّ اليوم، أي المصلّي). [تفسير غريب القرآن: 280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فأجمعوا كيدكم ثمّ ائتوا صفّا وقد أفلح اليوم من استعلى}
وقرئت {فاجمعوا كيدكم}، فمن قرأ فأجمعوا بقطع الألف، فمعناه ليكن عزمكم - كلكم على الكيد مجمعا عليه أي لا تختلفوا فتختلوا.
ومن قرأ (فاجمعوا) فمعناه جيئوا بكل كيد تقدرون عليه، ولا تبقوا منه شيئا.
وقوله: {ثمّ ائتوا صفّا}.
معناه ائتوا الموضع الذي تجتمعون فيه لعيدكم وصلاتكم، يقال: أتيت صفّا بمعنى أتيت المصلّى، ويجوز أن يكون {ثمّ ائتوا صفّا} ثم ائتوا مصطفين مجتمعين ليكون أنظم لأموركم،
وأشد لهيئتكم.
{وقد أفلح اليوم من استعلى}.
ومعنى {من استعلى} من علا بالغلبة). [معاني القرآن: 3/365]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وقد أفلح} أي: قد ظفر). [ياقوتة الصراط: 348]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {من استعلى} أي: من غلب). [ياقوتة الصراط: 348]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ثم ائتوا صَفًّا}: أي جميعاً، قيل: الصف: المصلى). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 153]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 06:56 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب الفاء وما ينتصب بعدها
وما يكون معطوفاً بها على ما قبله
اعلم أن الفاء عاطفةٌ في الفعل؛ كما تعطف في الأسماء. تقول: أنت تأتيني فتكرمني، وأنا أزورك فأحسن إليك؛ كما تقول: أنا آتيك ثم أكرمك، وأنا أزورك وأحسن إليك. هذا إذا كان الثاني داخلاً فيما يدخل فيه الأول. كما تكون الأسماء في قولك: رأيت زيداً فعمراً، وأتيت الكوفة فالبصرة. فإن خالف الأول الثاني لم يجز أن يحمل عليه فحمل الأول على معناه فانتصب الثاني بإضمار أن، وذلك قولك: ما تأتيني فتكرمني، وما أزورك فتحدثني.
إن أراد: ما أزورك، وما تحدثني كان الرفع لا غير؛ لأن الثاني معطوف على الأول.
و إن أراد: ما أزورك فكيف تحدثني? وما أزورك إلا لم تحدثني، على معنى: كلما زرتك لم تحدثني كان النصب؛ لأن الثاني على خلاف الأول. وتمثيل نصبه أن يكون المعنى: ما تكون مني زيارة فيكون حديثٌ منك. فلما ذهبت بالأول إلى الاسم أضمرت أن إذا كنت قد عطفت اسماً على اسم، لأن أن وما عملت فيه اسم، فالمعنى: لم تكن زيارة فإكرام، وكذلك كل ما كان غير واجب. وهو الأمر، والنهي، والاستفهام.
فالأمر: ائتني فأكرمك، وزرني فأعطيك، كما قال الشاعر:
يا ناق سيري عنقاً فسيحا = إلى سليمان فنستريحـا
و النهي مثل لا تأتني فأكرمك، كقوله عز وجل: {لا تفتروا على الله كذباً فيسحتكم بعذاب} وكقوله عز وجل: {ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي}.
و الاستفهام: أتأتيني فأعطيك? لأنه استفهم عن الإتيان، ولم يستفهم عن الإعطاء). [المقتضب: 2/13-14]

تفسير قوله تعالى: {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62) }
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (وقال سحيم بن وثيل اليربوعي، وأدرك الإسلام:
...
ظلت نساؤهم والقوم أنجية = يعدى عليها كما يعدى على النعم
...
وواحد الأنجية نجي. كما ترى وهم جماعة يتناجون، كما قال تعالى: {خلصوا نجيا} والأنجية: جماعة النجي، كأنهم الجماعات. قال الراجز:
إني إذا ما القوم كانوا أنجيه
ومنه النجوى: أي الجماعة يتناجون، قال عز وجل: {وإذ هم نجوى} والنجوى أيضا: المناجاة. قال: {وأسروا النجوى} وقال: {فقدموا بين يدي نجواكم صدقة} وأما قوله تعالى: {ما يكون من نجوى ثلاثة} فيمكن أن يعني الجماعة، ويمكن المناجاة يحتمل المعنيين، أبو حاتم:
كما يعدى على الغنم). [النوادر في اللغة: 158-160] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

تجاوزت أهولاً إليها ومعشرًا = علي حراصا لو يسرون مقتلي
...
ويسرون في معنى يعلنون، من قوله تعالى: {وأسروا النجوى} ). [شرح ديوان امرئ القيس: 200-201]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63) }

تفسير قوله تعالى: {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 07:26 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 07:26 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 07:34 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى}
المعنى: فجمع السحرة ووعدهم وأمرهم بالإعداد لموسى، فهذا هو كيده، ثم أتى فرعون بجمعه وأهل دولته، والسحرة معه، وكانت عصابة لم يخلق الله تعالى أسحر منها، وجاء أيضا موسى عليه السلام ببني إسرائيل معه). [المحرر الوجيز: 6/104]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (فقال موسى عليه السلام للسحرة: "ويلكم"، وهذه مخاطبة محذر، ندبهم في هذه الآية إلى قول الحق إذا رأوه، وألا يباهتوا بكذب.
وقرأ عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ونافع، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر: "فيسحتكم" بفتح الياء، وقرأ حمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: "فيسحتكم" بضم الياء، وهما لغتان بمعنى واحد، يقال: سحت وأسحت بمعنى: أهلك وأذهب، ومنه قول الفرزدق:
[المحرر الوجيز: 6/104]
عض زمان يا بن مروان لم يدع من المال إلا مسحتا أو مجلف
فهذا من أسحت). [المحرر الوجيز: 6/105]

تفسير قوله تعالى: {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (فلما سمع السحرة هذه المقالة هالهم هذا المنزع، ووقع في نفوسهم من مهابته رعب شديد، وتنازعوا أمرهم، و"التنازع" يقتضي اختلافا كان بينهم في السر، أي: قال بعضهم لبعض: هو محق، وقال بعضهم: هو مبطل، وقال بعضهم: إن كان من عند الله فسيغلبنا، ونحو هذا من الأقوال التي تعهد من الجموع الكثيرة في وقت الخوف كالحرب ونحو هذا، ومعلوم أن جميع تناجيهم إنما كان في أمر موسى عليه السلام، وقالت فرقة: إنما كان تناجيهم بالآية التي بعد هذا إن هذان لساحران.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والأظهر أن تلك قيلت علانية، ولو كان تناجيهم ذلك لم يكن ثم تنازع، و"النجوى": السر والمسارة، أي: كان كل رجل يناجي من يليه، ثم جعلوا ذلك سرا مخافة فرعون أن يتبين فيهم ضعفا؛ لأنهم حينئذ لم يكونوا مصممين على غلبة
[المحرر الوجيز: 6/105]
موسى عليه السلام، بل كان ظنا من بعضهم). [المحرر الوجيز: 6/106]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {إن هذان لساحران} الآية. قرأ نافع، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: "إن" مشددة النون "هذان" بألف ونون مخففة للتثنية، وقرأ أبو عمرو وحده: "إن هذين لساحران"، وقرأ ابن كثير: "إن هذان لساحران" بتخفيف نون "إن" وتشديد نون "هذان لسحران"، وقرأ حفص عن عاصم: "إن" خفيفة "هذان" خفيفة أيضا "لساحران". وقرأت فرقة: "إن هذان إلا ساحران"، وقرأت فرقة: "إن ذان لساحران"، وقرأت فرقة: "ما هذان إلا ساحران"، وقرأت فرقة: "إن هذان" بتشديد النون من "هذان".
فأما القراءة الأولى، فقالت فرقة: "إن" بمعنى: نعم، كما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته: إن الحمد لله برفع "الحمد"، وقال عبد الله بن الزبير رضي الله عنه: "إن وراكبها" حين قال له الرجل: لعن الله ناقة حملتني إليك، ويدخل في هذا التأويل أن اللام لا تدخل في خبر الابتداء، وهو مما يجوز في الشعر، ومنه قول الشاعر:
أم الحليس لعجوز شهربه ... ترضى من اللحم بعظم الرقبه
[المحرر الوجيز: 6/106]
وذهبت فرقة إلى أن هذه الآية بلغة بني الحارث بن كعب، وهو إبقاء ألف التثنية في حال النصب والخفض، فمن ذلك قول الشاعر:
زود منها بين أذناه طعنة ... دعته إلى هابي التراب عقيم
وقول الآخر:
أطرق إطراق الشجاع ولو يرى ... مساغا لناباه الشجاع لصمها
[المحرر الوجيز: 6/107]
وتعزى هذه اللغة لكنانة، وتعزى لخثعم، وقال الفراء: الألف في "هذان" دعامة وليست بمجلوبة للتثنية، وإنما هي ألف "هذا" تركت في حال التثنية، كما نقول: "الذي" ثم في الجمع نزيد نونا وتترك الياء في حال النصب والرفع والخفض، وقال الزجاج: في الكلام ضمير تقديره: إنه هذان لساحران.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وفي هذا التأويل دخول اللام في الخبر، وقال بعض النحاة: ألف "هذان" مشبهة هنا بألف تفعلان، وقال ابن كيسان: لما كان "هذا" بحال واحدة في رفعه ونصبه وخفضه تركت تثنيته هنا كذلك. وقالت جماعة - منهم عائشة رضي الله عنها - وأبو عمرو -: هذا مما لحن الكاتب فيه وأقيم بالصواب وهو تخفيف النون من "إن".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذه الأقوال معترضة، إلا ما قيل من أنها لغة، و"إن" بمعنى: أجل ونعم، أو "إن" في الكلام ضمير.
وأما من قرأ: "إن" خفيفة، فهي عن سيبويه المخففة من الثقيلة ويرتفع بعدها الاسم، ويقول الفراء: هي بمعنى "ما" واللام بمعنى "إلا" ووجه سائر القراءات بين.
وعبر كثير من المفسرين عن "الطريقة" بـ "السادة"، وأنما يراد أهل العقل والسن والحجى، وحكي أن العرب تقول: "فلان طريقة قومه"، أي: سيدهم، والأظهر في الطريقة هنا أنها السيرة والمملكة والحال التي هي عليها، و"المثلى" تأنيث أمثل، أي: الفاضلة الحسنة). [المحرر الوجيز: 6/108]

تفسير قوله تعالى: {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور القراء: "فأجمعوا" بقطع الألف وكسر الميم، على معنى: أعزموا، وقرأ أبو عمرو وحده: "فأجمعوا" من "جمع"، أي: ضموا سحركم بعضه إلى بعض، وقرأ ابن كثير: "ثم" بفتح الميم "ايتوا" بسكون الياء، وقرأ أيضا في رواية شبل عنه: "ثم ايتوا" بكسرهما، قال أبو علي: وهذا غلط، ولا وجه لكسر الميم من "ثم"، وقرأ الجمهور: "ثم ائتوا" بفتح الميم وهمزة بعد الألف. وقوله تعالى: {صفا} حال،
[المحرر الوجيز: 6/108]
أي: مصطفين، وتداعوا إلى هذا لأنه أهيب وأظهر لهم. و"أفلح" معناه: ظفر ببغيته، و"استعلى": طلب العلو في أمره وسعى سعيه). [المحرر الوجيز: 6/109]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 محرم 1440هـ/14-09-2018م, 09:02 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 محرم 1440هـ/14-09-2018م, 09:05 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فتولّى فرعون فجمع كيده ثمّ أتى (60) قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على اللّه كذبًا فيسحتكم بعذابٍ وقد خاب من افترى (61) فتنازعوا أمرهم بينهم وأسرّوا النّجوى (62) قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى (63) فأجمعوا كيدكم ثمّ ائتوا صفًّا وقد أفلح اليوم من استعلى (64)}
يقول تعالى مخبرًا عن فرعون أنّه لـمّا تواعد هو بموسى عليه السّلام، إلى وقتٍ ومكانٍ معلومين، تولّى، أي: شرع في جمع السّحرة من مدائن مملكته، كلّ من ينسب إلى سحرٍ في ذلك الزّمان. وقد كان السّحر فيهم كثيرًا نافقًا جدًّا، كما قال تعالى: {وقال فرعون ائتوني بكلّ ساحرٍ عليمٍ} [يونس: 79].
{ثمّ أتى} أي: اجتمع النّاس لميقات يومٍ معلومٍ وهو يوم الزّينة، وجلس فرعون على سرير مملكته، واصطفّ له أكابر دولته، ووقفت الرّعايا يمنةً ويسرةً وأقبل موسى، عليه السّلام، يتوكّأ على عصاه، ومعه أخوه هارون، ووقف السّحرة بين يدي فرعون صفوفًا، وهو يحرّضهم ويحثّهم، ويرغّبهم في إجادة عملهم في ذلك اليوم، ويتمنّون عليه، وهو يعدهم ويمنّيهم، فيقولون: {أئنّ لنا لأجرًا إن كنّا نحن الغالبين * قال نعم وإنّكم إذًا لمن المقرّبين} [الشّعراء: 41، 42]). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 300-301]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على اللّه كذبًا} أي: لا تخيّلوا للنّاس بأعمالكم إيجاد أشياء لا حقائق لها، وأنّها مخلوقةٌ، وليست مخلوقة، فتكونون قد كذبتم على اللّه، {فيسحتكم بعذابٍ} أي: يهلككم بعقوبةٍ هلاكًا لا بقيّة له، {وقد خاب من افترى}). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 301]

تفسير قوله تعالى: {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فتنازعوا أمرهم بينهم} قيل: معناه: أنّهم تشاجروا فيما بينهم فقائلٌ يقول: ليس هذا بكلام ساحرٍ، إنّما هذا كلام نبيٍّ. وقائلٌ يقول: بل هو ساحرٌ. وقيل غير ذلك، واللّه أعلم.
وقوله: {وأسرّوا النّجوى} أي: تناجوا فيما بينهم). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 301]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا إن هذان لساحران} هذه لغةٌ لبعض العرب، جاءت هذه القراءة على إعرابها، ومنهم من قرأ: "إن هذين لساحران" وهذه اللّغة المشهورة، وقد توسّع النّحاة في الجواب عن القراءة الأولى بما ليس هذا موضعه.
والغرض أنّ السّحرة قالوا فيما بينهم: تعلمون أنّ هذا الرّجل وأخاه -يعنون: موسى وهارون- ساحران عالمان خبيران بصناعة السّحر، يريدان في هذا اليوم أن يغلباكم وقومكم ويستوليا على النّاس، وتتبعهما العامّة ويقاتلا فرعون وجنوده، فينتصرا عليه ويخرجاكم من أرضكم.
وقوله: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} أي: ويستبدّا بهذه الطّريقة، وهي السّحر، فإنّهم كانوا معظّمين بسببها، لهم أموالٌ وأرزاقٌ عليها، يقولون: إذا غلب هذان أهلكاكم وأخرجاكم من الأرض، وتفرّدا بذلك، وتمحّضت لهما الرّياسة بها دونكم.
وقد تقدّم في حديث الفتون عن ابن عبّاسٍ [قال] في قوله: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} يعني: ملكهم الّذي هم فيه والعيش.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا نعيم بن حمّادٍ، حدّثنا هشيم، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، سمع الشّعبيّ يحدّث عن عليٍّ في قوله: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} قال: يصرفا وجوه النّاس إليهما.
وقال مجاهدٌ: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} قال: أولي الشّرف والعقل والأسنان.
وقال أبو صالحٍ: {بطريقتكم المثلى} أشرافكم وسرواتكم. وقال عكرمة: بخيركم. وقال قتادة: وطريقتهم المثلى يومئذٍ بنو إسرائيل، كانوا أكثر القوم عددًا وأموالًا فقال عدوّ الله: يريدان أن يذهبا بها لأنفسهما.
وقال عبد الرّحمن بن زيدٍ: {بطريقتكم المثلى} بالّذي أنتم عليه). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 301-302]

تفسير قوله تعالى: {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله {فأجمعوا كيدكم ثمّ ائتوا صفًّا} أي اجتمعوا كلّكم صفًّا واحدًا، وألقوا ما في أيديكم مرّةً واحدةً، لتبهروا الأبصار، وتغلبوا هذا وأخاه، {وقد أفلح اليوم من استعلى} أي: منّا ومنه، أمّا نحن فقد وعدنا هذا الملك العطاء الجزيل، وأمّا هو فينال الرياسة العظيمة). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 302]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة