العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:18 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي القراءات في سورة الكهف

القراءات في سورة الكهف


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:19 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

مقدمات القراءات في سورة الكهف

قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (سُورَة الْكَهْف). [السبعة في القراءات: 387]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ذكر اخْتلَافهمْ في سُورَة الْكَهْف). [السبعة في القراءات: 388]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (الكهف). [الغاية في القراءات العشر: 304]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (سورة الكهف). [المنتهى: 2/801]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (سورة الكهف). [الكامل في القراءات العشر: 589]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة الكهف). [التبصرة: 258]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (سورة الكهف). [التيسير في القراءات السبع: 347]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( (سورة الكهف) ). [تحبير التيسير: 442]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (سورة الكهف). [الإقناع: 2/688]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (سورة الكهف). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (سورة الكهف). [فتح الوصيد: 2/1064]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([18] سورة الكهف). [كنز المعاني: 2/389]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (سورة الكهف). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/327]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (باب فرش حروف سورة الكهف). [الوافي في شرح الشاطبية: 310]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُوْرَةُ الْكَهْفِ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(سورة الكهف). [شرح الدرة المضيئة: 165]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُورَةُ الْكَهْفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سورة الكهف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سورة الكهف). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سورة الكهف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 266]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (سورة الكهف). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/428]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (سورة الكهف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/208]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (سورة الكهف). [غيث النفع: 812]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): (سورة الكهف). [معجم القراءات: 5/145]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [التبصرة: 258]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (مكية). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/428]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (مكية). [إتحاف فضلاء البشر: 2/208]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (مكية). [غيث النفع: 812]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مائة آية وخمس في المدني وعشر في الكوفي). [التبصرة: 258]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (مائة وخمس حجازي، وست شامي، وعشر كوفي، وأحد عشر بصري). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/428]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (الفواصل
وآيها مائة وخمس حرمي، وست شامي وعشر كوفي وإحدى عشرة بصري خلافها إحدى عشرة، وزدناهم هدى غير شامي، إلا قليل مدني، أخير غدا غيره بينهما زرعا، من كل شيء سببا مدني، أخير وعراقي وشامي هذه أبدا مدني، أول ومكي وعراقي فأتبع سببا ثم أتبع سببا معا عراقي، عندها قوما غير مدني أخير وكوفي، بالأخسرين أعمالا عراقي وشامي، مشبه الفاصلة قيما شديد المؤمنين رقود بنيانا بين ظاهرا خضرا منه شيأ صفا، وقرأ من دونهما قوما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/208] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وآيها مائة وخمس حجازي، وست شامي، وعشر كوفي، وإحدى عشرة بصري، جلالاتها ست عشرة، وما بينها وبين الإسراء من الوجوه لا يخفى). [غيث النفع: 812]

الياءات
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (الياءات
{ربي} [22، 40] فيهما، و{ربي} [42، 38]، {من دوني} [102]، {ستجدني} [69]، {معي} [67، 72، 75]: بفتحهن إلا {معي} مدني، وافق أبو عمرو، ومكي إلا في {ستجدني}، وزاد مكي {دوني}، وفتح حفص {معي}، واختلف عن المفضل.
{أن يهدين} [24]، {إن ترن} [39]، {أن يؤتين} [40]، {أن تعلمن} [66]، {ما كنا نبغ} [64]: بياء فيه في الحالين سلام، ويعقوب، والبزي، وقنبل، وافق ابن فليح في {نبغ}.
بياء في الوصل مدني، بصري غير أيوب، وافق علي في {نبغ}، وابن بشار طريق البختري في {أن يهدين}، وابن الصلت عن ورش إلا في {إن ترن}.
{المهتد} [17]: بياء في الوصل أبو عمرو، ومدني غير سالم، وأبو بشر. بياء في الحالين سلام، ويعقوب، وسهل). [المنتهى: 2/816]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ياءاتها تسع:
{بي أعلم} (22)، {بربي أحدا} (38)، {ربي أن يؤتين} (40)، و: {بربي أحدا} (42): فتح الأربعة الحرميان، وأبو عمرو.
{معي صبرا} (67، 72، 75)، في الثلاثة: فتحهن حفص.
{ستجدني إن شاء الله} (69): فتحها نافع.
{من دوني أولياء} (102): فتحها نافع، وأبو عمرو). [التيسير في القراءات السبع: 355]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ياءاتها تسع: (ربّي أعلم، بربي أحدا، ربّي أن يؤتين، بربي أحدا) فتح الأربعة الحرميان وأبو جعفر وأبو عمرو. (معي صبرأ) في الثّلاثة [فتحها] حفص. (ستجدني إن شاء اللّه) فتحها نافع وأبو جعفر. (من دوني أولياء) فتحها [نافع وأبو جعفر] وأبو عمرو). [تحبير التيسير: 451]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (ياءاتها تسع:
فتح الحرميان وأبو عمرو {رَبِّي أَعْلَمُ} [22]، و{بِرَبِّي أَحَدًا} [38]، و{رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ} [40]، و{بِرَبِّي أَحَدًا} [42].
ونافع وأبو عمرو {مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ} [102].
ونافع {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ} [69].
وحفص {مَعِيَ} في الثلاثة [67، 72، 75]). [الإقناع: 2/694]

ياءات الْإِضَافَة
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ياءات الْإِضَافَة
في هَذِه السُّورَة سبع وَثَلَاثُونَ يَاء إِضَافَة اخْتلفُوا في تسع مِنْهَا قَوْله {رَبِّي أعلم} 22 {بربي أحدا} 38 {فَعَسَى رَبِّي أَن يؤتين} 40 {بربي أحدا} 42 {معي صبرا} في ثَلَاثَة مَوَاضِع 67 72 75 {ستجدني إِن شَاءَ الله} 69 {من دوني أَوْلِيَاء} 102
فتحهن نَافِع غير {معي صبرا} في الثَّلَاثَة الْمَوَاضِع
وأسكن أَبُو عَمْرو {ستجدني إِن شَاءَ الله} و{معي صبرا} الثَّلَاثَة وَفتح الْخمس
وَكَذَلِكَ ابْن كثير إِلَّا {من دوني أَوْلِيَاء}
[السبعة في القراءات: 402]
وَفتح عَاصِم في رِوَايَة حَفْص {معي صبرا} في الْمَوَاضِع الثَّلَاثَة وأسكنها الْبَاقُونَ
وَحذف من هَذِه السُّورَة سِتّ ياءات اكْتِفَاء بِكَسْر مَا قبلهَا عَنْهَا قَوْله {فَهُوَ المهتد} 17 الْيَاء مِنْهَا لَام الْفِعْل فوصلها بياء ووقف بِغَيْر يَاء نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَوَصلهَا الْبَاقُونَ بِغَيْر يَاء ووقفوا بِغَيْر يَاء
وَقَوله {وَقل عَسى أَن يهدين} 24 و{إِن ترن أَنا} 39 {فَعَسَى رَبِّي أَن يؤتين} 40 و{أَن تعلمن} 66
وَالْيَاء في هَذِه الْأَرْبَعَة يَاء إِضَافَة
وصلهن ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو بياء ووقفوا بِغَيْر يَاء
وَوَصلهَا الْبَاقُونَ ووقفوا بِغَيْر يَاء
وَقَوله {ذَلِك مَا كُنَّا نبغ} الْيَاء في {نبغ} لَام الْفِعْل
وَصلهَا بياء ووقف بِغَيْر يَاء أَبُو عَمْرو وَنَافِع والكسائي
وَوَصلهَا ابْن كثير بياء ووقف بياء
وَوَصلهَا عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة بِغَيْر يَاء). [السبعة في القراءات: 403]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فيها تسع ياءات إضافة، من ذلك: (قل ربي أعلم) (بربي أحدًا) (فعسى ربي) (بربي أحدًا)، قرأ الحرميان وأبو عمرو بالفتح في الأربعة.
ومن ذلك: (ستجدني إن) قرأ نافع بالفتح.
(معي صبرًا) قرأ حفص بالفتح في ثلاثة مواضع هنا.
والياء التاسعة: (من دوني أولياء) قرأ نافع وأبو عمرو بالفتح). [التبصرة: 265]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (859 - ثَلاَثٌ مَعي دُونِي وَرَبِّي بِأَرْبَعٍ = وَمَا قَيِلَ إِنْ شَاءَ الْمُضَافَاتُ تُجْتَلاَ). [الشاطبية: 68]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([859] ثلاث معي دوني وربي بأربع = وما قبل إن شاء المضافات تجتلا). [فتح الوصيد: 2/1088]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([859] ثلاث معي دوني وربي بأربع = وما قبل إن شاء المضافات تجتلا
ب: (تجتلى): تكشف من الجلوة.
ح: (ثلاثٌ): مبتدأ أضيف إلى (معي)، (دوني) وما بعده: عطف، (المضافات): خبره، (تجتلى): جملة مستأنفة، والضمير: للمضافات.
[كنز المعاني: 2/415]
ص: ياءات الإضافة ههنا تسع: {معي صبرًا} ثلاث [67، 72، 75]، {من دوني أولياء} [102]، {ربي} أربع: {قل ربي أعلم} [22]، {ولا أشرك بربي أحدًا} [38]، {ياليتني لم أشرك بربي أحدًا} [42]، {فعسى ربي أن يؤتين} [40]، {ستجدني إن شاء الله} [69]، وهو المراد بقوله: (وما قبل إن شاء) ). [كنز المعاني: 2/416]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (859- ثَلاثٌ مَعي دُونِي وَرَبِّي بِأَرْبَعٍ،.. وَمَا قيل: إِنْ شَاءَ الْمُضَافَاتُ تُجْتَلا
ثلاث مبتدأ وهو مضاف إلى كلمة معي، وما بعد ثلاث عطف عليه، والمضافات خبر المبتدأ أو هو مبتدأ وثلاث خبره مقدم عليه؛ أي: الياءات المضافة في هذه السورة تجتلى؛ أي: تكشف في هذه الكلمات وهي معي ثلاث مواضع يريد: {مَعِيَ صَبْرًا} فتحهن حفص وحده، "مِنْ دُونِيَ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/354]
أَوْلِيَاءَ" فتحها نافع وأبو عمرو، "وربي" في أربع كلمات: "قُلْ رَبِّيَ أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ"، "فَعَسَى رَبِّيَ أَنْ يُؤْتِيَنِ"، "بِرَبِّيَ أَحَدًا، وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ"، "بِرَبِّيَ أَحَدًا، وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ" فتح الأربع الحرميان وأبو عمرو، وقوله: وما قبل إن شاء؛ أي: والذي قبل قوله: إن شاء الله وهو: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا} فتحها نافع وحده فهذه تسع ياءات إضافة وفيها سبع زوائد: "المهتدي" أثبتها في الوصل نافع وأبو عمرو: "أَنْ يَهْدِيَنِي رَبِّي لِأَقْرَبَ"، "فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي"، "على أن تعلمني" أثبتهن في الوصل أيضا نافع وأبو عمرو، وأثبتهن في الحالين ابن كثير، "إِنْ تَرَنِي أَنَا أَقَلّ" أثبتها في الوصل أبو عمرو، وقالون، وأثبتها في الحالين ابن كثير، {مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا} أثبتها في الحالين ابن كثير، وفي الوصل نافع وأبو عمرو والكسائي، {فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ} أثبتها الجميع في الحالين، واختلف عن ابن ذكوان في حذفها، وقلت في ذلك:
زوائدها سبع فلا تسئلنّ أن،.. تعلمني نبغي وإن ترني تلا
ويهدِيَن ربي كذا المهتدي ومن،.. ويؤتيَنِي خيرا فصادفت منهلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/355]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (859 - ثلاث معي دوني وربّى بأربع = وما قبل إن شاء المضافات تجتلا
....
وفي هذه السورة من ياءات الإضافة: مَعِيَ صَبْراً* في ثلاثة مواضع، مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ، قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ، وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً، فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ، يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً، سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً. وهذا الموضع هو المراد بقوله وما قبل إن شاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 316]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ تِسْعٌ) رَبِّي أَعْلَمُ، بِرَبِّي أَحَدًا، بِرَبِّي أَحَدًا فِي الْمَوْضِعَيْنِ رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ فَتَحَ الْأَرْبَعَةَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو، وَسَتَجِدُنِي إِنْ فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ مَعِيَ صَبْرًا فِي الثَّلَاثَةِ فَتَحَهَا حَفْصٌ مِنْ دُونِي، أَوْلِيَاءَ فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو). [النشر في القراءات العشر: 2/316]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ياءات الإضافة تسع:
{ربي أعلم} [22]، {بربي أحدًا} {38]، {ربربي أحدًا} [42]، {ربي أن يؤتين} [40] فتح الأربعة المدنيان وابن كثير وأبو عمرو.
{ستجدني إن} [69] فتحها المدنيان.
{معي صبرًا} [67، 72، 75] الثلاثة فتحها حفص.
{من دوني أولياء} [102] فتحها المدنيان وأبو عمرو). [تقريب النشر في القراءات العشر: 589]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (فيها من ياءات الإضافة تسع: ربي أعلم [22] ولا أشرك بربي أحدا [38] وربي أن يوتيني [40] ولم أشرك بربي أحدا [42] فتح الأربعة المدنيان، وابن كثير، وأبو عمرو، وستجدني إن [69] فتحها المدنيان، معي صبرا [67، 72، 75] في الثلاثة فتحها حفص من دوني أولياء [102] فتحها المدنيان، وأبو عمرو). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/440]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ياءات الإضافة
تسع "رَبِّي أَعْلَم" [الآية: 22] "بِرَبِّي أَحَدًا" [الآية: 38] مع "رَبِّي إِن" [الآية: 40] "سَتَجِدُنِي إِن" [الآية: 69] "مَعِيَ صَبْرًا" [الآية: 67، 72، 75] ثلاثة "دُونِي أَوْلِيَاء" [الآية: 102] ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/230]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وفيها من ياءات الإضافة تسع: {ربي أعلم} [22] {بربي أحدًا} [38 43] معًا، و{ربي أن} [40] {معي صبرا} ثلاثة {ستجدني إن} [68] {دوني أوليآء} [102] ). [غيث النفع: 833]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ياءات الإضافة تسع:
{ربي أعلم} [22]، {بري أحدًا ولولا إذ} [38 - 39]، {ربي أن يؤتين}[40]، {بربي أحدًا ولم تكن له} [42- 43] {ستجدني إن شاء الله} [69]، {من دوني أولياء} [102] فتح الستة أبو جعفر {معي صبرًا} [67، 72، 75] ثلاث مواضع أسكنها الكل). [شرح الدرة المضيئة: 170]

الياءت الزوائد:
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَمِنَ الزَّوَائِدِ سِتٌّ): الْمُهْتَدِ أَثْبَتَهَا وَصْلًا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ وَوَرَدَتْ عَنِ ابْنِ شَنَبُوذَ عَنْ قُنْبُلٍ أَنْ يَهْدِيَنِ، وَأَنْ يُؤْتِيَنِ، وَأَنْ تُعَلِّمَنِ أَثْبَتَهَا وَصْلًا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ، إِنْ تَرَنِ أَثْبَتَهَا وَصْلًا أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَقَالُونُ وَالْأَصْبَهَانِيُّ عَنْ وَرْشٍ، وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ، مَا كُنَّا نَبْغِ أَثْبَتَهَا وَصْلًا الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَالْكِسَائِيُّ، وَفِي الْحَالَيْنِ ابْنُ كَثِيرٍ وَيَعْقُوبُ،.
وَأَمَّا فَلَا تَسْأَلْنِي فَلَيْسَتْ مِنَ الزَّوَائِدِ، وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى حَذْفِهَا فِي مَوْضِعِهَا وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ). [النشر في القراءات العشر: 2/316]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (والزوائد ست:
{المهتد} [17] أثبتها وصلًا المدنيان وأبو عمرو، وفي الحالين يعقوب.
{أن يهدين} [24]، و{أن يؤتين} [40]، {أن تعلمن} [66] أثبتها وصلًا المدنيان وأبو عمرو، وفي الحالين ابن كثير ويعقوب.
{إن ترن} [39] أثبتها وصلًا أبو جعفر وأبو عمرو وقالون والأصبهاني عن ورش، وفي الحالين ابن كثير ويعقوب.
{ما كنا نبغ} [64] أثبتها وصلًا المدنيان وأبو عمرو والكسائي، وفي الحالين ابن كثير ويعقوب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 590]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ومن الزوائد ست: المهتدي [17] أثبتها وصلا المدنيان، وأبو عمرو، وفي الحالين يعقوب ووردت عن ابن شنبوذ عن قنبل أن يهديني [24] وأن يوتيني [40] وأن تعلمني [66] أثبتها وصلا المدنيان، وأبو عمرو، وفي الحالين ابن كثير ويعقوب إن ترني [39] أثبتها وصلا أبو جعفر وأبو عمرو، وقالون، والأصبهاني، وفي الحالين ابن كثير [ويعقوب]، ما كنا نبغي [64] [أثبتها وصلا المدنيان وأبو عمرو والكسائي وفي الحالين: ابن كثير، ويعقوب]، وأما تسئلني [70] فليست من الزوائد، وتقدم [الكلام] على حذفها في موضعها [والله أعلم] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/440]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (والزوائد ست:
"المهتد" [الآية: 17] "أَنْ يَهْدِيَن" [الآية: 24] "أَنْ يُؤْتِيَن" [الآية: 66] و"أَنْ تُعَلِّمَن" [الآية: 66] "إِنْ تَرَن" [الآية: 39] "مَا كُنَّا نَبْغ" [الآية: 64] وأما "تسئلني" [الآية: 70] فليست من الزوائد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/230]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (ومن الزوائد ست: {المهتد} [17] و{يهدين} [24] و{إن ترن} [39] و{يؤتين} [40] و{نبغ} [64] و{تعلمن} [66] ). [غيث النفع: 833]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ياءات الزوائد سبع:
{المهتد} [17]، {أن يهدين} [24]، {أن يؤتين} [40]، {إن ترن} [39]، {ما كنا نبغ} [64]، {أن تعلمني} [66] أثبت السنة في الوصل أبو جعفر وفي الحالين يعقوب {فلا تسألني} [70] أثبتها الكل في الحالين والله الموفق). [شرح الدرة المضيئة: 170]

الياءات المحذوفة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فيها ست ياءات محذوفات، من ذلك (فهو المهتدي) قرأ نافع وأبو عمرو بياء في الوصل.
ومن ذلك: (أن يهديني) (على أن تعلمني) (أن يؤتيني) قرأ ابن كثير بياء
[التبصرة: 265]
في الوصل والوقف في الثلاثة، وقرأ نافع وأبو عمرو بياء في الوصل خاصة فيهن.
ومن ذلك: (إن ترني) قرأ ابن كثير بياء في الوصل والوقف، وقرأ قالون وأبو عمرو بياء في الوصل.
والسادسة: (ما كنا نبغي) قرأ ابن كثير بياء في الوصل والوقف، وقرأ نافع وأبو عمرو والكسائي بياء في الوصل). [التبصرة: 266]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (وفيها من المحذوفات سبع:
{المهتد} (17): أثبتها في الوصل: نافع، وأبو عمرو.
{أن يهدين} (24)، {أن يؤتين} (40)، {على أن تعلمن} (66): أثبتهن في الحالين: ابن كثير. وأثبتهن في الوصل: نافع، وأبو عمرو.
{إن ترن أنا أقل} (39): أثبتها في الحالين: ابن كثير. وأثبتها في الوصل: قالون، وأبو عمرو.
{ما كنا نبغ} (64): أثبتها في الحالين: ابن كثير. وأثبتها في الوصل: نافع، وأبو عمرو، والكسائي.
{فلا تسألني} (70): حذفها في الحالين: ابن ذكوان، بخلاف عن الأخفش عنه. وأثبتها الباقون في الحالين. وكذا رسمها). [التيسير في القراءات السبع: 355]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(وفيها من المحذوفات سبع: [المهتد] أثبتها في الوصل نافع وأبو جعفر وأبو عمرو وفي الحالين يعقوب. (أن يهدين. أن يؤتين، على أن تعلمن) أثبتهن في الحالين ابن كثير ويعقوب وأثبتهن في الوصل نافع وأبو جعفر وأبو عمرو (إن ترن أنا أقل منك) أثبتها في الحالين ابن كثير ويعقوب وأثبتها في الوصل قالون [وأبو جعفر وأبو عمرو] (ما كنّا نبغ) أثبتها في الحالين ابن كثير ويعقوب وأثبتها في الوصل نافع وأبو عمرو والكسائيّ وأبو جعفر. (فلا تسألني) حذفها في الحالين ابن ذكوان بخلاف عن الأخفش عنه وأثبتهما الباقون في الحالين وكذا رسمها [والله أعلم] ). [تحبير التيسير: 451]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (محذوفاتها سبع:
أثبت نافع وأبو عمرو {الْمُهْتَدِ} [17] في الوصل.
وابن كثير {أَنْ يَهْدِيَنِ} [24]، و{أَنْ يُؤْتِيَنِ} [40]، {عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ} [66]، و{إِنْ تَرَنِ} [39]، {مَا كُنَّا نَبْغِ} [64] في الحالين، وفي الوصل نافع وأبو عمرو، تابعهما الكسائي في {نَبْغِ}.
ولم يثبت ورش {إِنْ تَرَنِ} في رواية المصريين عنه.
وقال جماعة عن ابن ذكوان، وعن الأخفش عنه {فَلا تَسْأَلْنِي} [70] بحذف الياء في الحالين.
وقال آخرون عنه، وعن الأخفش عنه، بحذفها فيهما كالباقين، وكما ثبت في السواد، والله أعلم). [الإقناع: 2/694]

ذكر الإمالات
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (ذكر الإمالات
...
الكهف
(ماكثين) (3) قليلا، (وإنا لجاعلون) (8) قليلا، (رابعهم، وسادسهم، وثامنهم) يميل الراء والسين والثاء منها إمالة يسيرة لطيفة، (فلا تمار فيهم) (22) قليلا "قرأناه من طريق واحد عن أبي عمر عن الكسائي بالإمالة. وفي سائر الطرق عنه بالفتح وقد ذكرته مما مر.
(إلا مراء ظاهرا) (22) يميل الراء قليلا (الحياة الدنيا) (45) يميل منها في الخفض كل القرآن (من كتاب ربك) (27) (من أساور) (31) قليلا (وفجرنا خلالهما) (23) يميل اللام شيئا يسيرا.
[الغاية في القراءات العشر: 468]
(من عبادنا) (65) (فكانت لمساكين) (79) يميل السين قليلا (في عين حمئة) (86) قليلا (مدادا) (109) يميل الدال قليلا). [الغاية في القراءات العشر: 469]

الممال:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{فأبى} [الإسراء: 99] و{أوى} [10] و{هدى} إن وقف عليه و{يتلى} [الإسراء: 107] و{أحصى} [12] لهم.
[غيث النفع: 813]
{موسى} [الإسراء: 101] و{يا موسى} و{الحسنى} [الإسراء: 110] و{افترى} [15] لهم وبصري.
{جآءهم} [الإسراء: 101] و{جآء} [الإسراء: 104] لحمزة وابن ذكوان.
{الناس} [الإسراء: 106] لدوري.
{ءاثارهم} [6] لهما ودوري.
{ءاذانهم} [11] لدوري علي). [غيث النفع: 814]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{وترى الشمس} [17] إن وقف على {ترى} لهم وبصري وإن وصل فلسوسي بخلف عنه {أزكى} [19] و{عسى} [24] و{هوائه} [28] لهم.
{الدنيا} لهم وبصري.
{شآء} [29] معًا جلي.
و{تمار}} [22] لا إمالة فيه لأن الراء ليست طرفًا بتوسيطها بالياء المحذوفة للجازم). [غيث النفع: 816]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{سواك} [37] و{فعسى} [40] و{أحصاها} [49] لهم.
{شآء} [39] جلي.
{الدنيا} [45 46] معًا لهم وبصري.
{وترى الأرض} [47] و{فترى المجرمين} [49] مثل {وترى الشمس} [17].
[غيث النفع: 819]
تنبيه: لم نذكر في الممال {كلتا} [33] إن وقف عليها، لأن الفتح فيه أشهر وأرجح عند أهل الأداء، بل حكى ابن شريح وغيره الإجماع عليه، وجنح إليه المحقق، وقال: (جاء النص به عن الكسائي).
وقلنا بإمالتها كما هو مذهب أئمتنا العراقيين قاطبة، كابن سوار وابن فارس وسبط الخياط وغيرهم، فإمالتها لهم وبصري، لأنها (فعلى) كـــ {إحدى} [الأنفا: 7] و(سيما).
والظاهر عندي حيث ثبت فيها النص بالفتح والإمالة أنها تمال للبصري وورش، لأن ألفها عند البصريين ثابت، والتاء مبدلة من واو، والأصل (كلوى) ولا تمال للأخوين، لأنهما من الكوفيين، وألفها عندهم ألف تثنية، واحدها (كلت) وهي لا تمال بإجماع.
وما ذكرناه من أن ألفها للتأنيث عند البصريين وللتثنية عند الكوفيين نص عليه غير واحد من أئمة القراءة والنحو، كالداني في موضحه وجامعه وسيبويه والله أعلم). [غيث النفع: 820]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
[غيث النفع: 825]
{ ورءا المجرمون} [53] إن وصل فإمالة الراء فقط لحمزة وشعبة، وإن وق فعلى {ورءا} فلابن ذكوان وشعبة والأخوين إمالة الراء والهمزة، وللبصري الهمزة فقط، ولورش إمالتهما معًا بين بين.
{للنسا} [54] لدوري.
{جآءهم} [55] و{شآء} [68] لجلي.
{الهدى} [55 57] معًا و{لفتاه} [60 62] معًا، لهم.
{ءاذانهم} [57] لدوري علي.
{القرى} [59] و{موسى} [60 66] معًا، لهم وبصري.
{أنسانيه} [63] لورش وعلي.
{ءاثارهما} [64] لهما ودوري). [غيث النفع: 826]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{الحسنى} [88] لهم وبصري.
{ساوى} [96] لهم.
{جآء} [98] لحمزة وابن ذكوان). [غيث النفع: 831]

المدغم:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{إذ جآءهم} [الإسراء: 101] لبصري وهشام.
{ينشر لكم} [16] لبصري بخلف عن الدوري.
(ك)
{وجعل لهم} [الإسراء: 99] {خزآئن رحمة} [الإسراء: 100] {فقال له} [الإسراء: 101] {قال لقد} [الإسراء: 102] {الأخرة جئنا} [الإسراء: 104] {العلم من} [الإسراء: 107] {الكهف فقالوا} [10] {نحن نقص} [13] {فمن أظلم ممن} [15].
ولا إدغام في {يخرون للأذقان} [الإسراء: 107 109] معًا، لسكون ما قبل النون). [غيث النفع: 814]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{لبثتم} [19] معًا لبصري وشامي والأخوين.
[غيث النفع: 816]
(ك)
{أعلم بما} {أعلم بهم} [21] {أعلم بعدتهم} [22] {أعلم بما لبثوا} [26] {لا مبدل لكلماته} [27] {تريد زينة} [28] {للظالمين نارا} [29].
ولا إدغام في {لأقرب من هذا} [24] لتخصيص الإدغام بباء {يعذب} وميم {من} [البقرة: 184] ولا في {والعشى يريدون} [28] لتثقيله). [غيث النفع: 817]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{إذ دخلت} [39] لبصري وشامي والأخوين.
{لقد جئتمونا} [48] وهشام والأخوين.
[غيث النفع: 820]
{بل زعمتم} لهشام وورش وعلي.
(ك)
{فقال لصاحبه} [34] {قال له} [37] {جنتك قلت} [39] {نجعل لكم} [48] ولا إدغام في {خلقك} [37] لعدم الميم). [غيث النفع: 821]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{ولقد صرفنا} [54] لبصري وهشام والأخوين.
{إذ جآءهم} [55] لبصري وهشام.
{لقد جئت} [71 74] معًا، لبصري وهشام والأخوين، وإبدال {جئت} لسوسي دون ورش لا يخفى.
(ك)
{أمر ربه} [50] {بالباطل ليدحضوا} [56] {أظلم ممن} [57] {لعجل لهم} [58] {العذاب بل} {لا أبرح حتى} [60] {فاتخذ سبيله} [61] {قال لفتاه} [62] و{اتخذ سبيله} [61 63] معًا {قال له} [37].
[غيث النفع: 826]
ولا إدغام في {يقول نادوا} [52] لأن الإدغام في عكسه وهو أن يسبق النون اللام على إثر تحريك، ولا في {جئت شيئا} [71 74] لأن التاء للخطاب). [غيث النفع: 827]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{لتخذت} [77] تقدم.
{فهل نجعل} [94] لعلي، ولا بد فيه من الغنة، لأن اللام لا تدغم حتى تقلب نونًا، فهو من باب إدغام النون في مثلها.
[غيث النفع: 831]
(ك)
{قال لو} [77] {وسنقول له} [88] {تطلع على} [90] {نجعل لك} ). [غيث النفع: 832]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (ومدغمها: واحد وثلاثون موضعًا، وقال الجعبري ومن تبعه: ثلاثون، والصغير: ثلاثة عشر). [غيث النفع: 833]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:20 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (1) إلى الآية (5) ]

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5)}

قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({عوجًا} [1]: بوقفة لطيفة حفص). [المنتهى: 2/801]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (ووقف حفص على (عوجًا) في وصله وقفة خفيفة، وكذلك وقف على (مرقدنا) من قوله تعالى (من مرقدنا) في يس، وعلى (من) من قوله عز وجل (من راق)، وعلى اللام من قوله تعالى (بل، ران) يقف على هذه الأربعة
[التبصرة: 258]
المواضع وقفة خفيفة في وصله، كذلك روى الأشناني عن حفص، ووصل ذلك الباقون بغير وقف). [التبصرة: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ حفص: {عوجا} (1): يسكت على الألف سكتة لطيفة، من غير قطع ولا تنوين، ثم يقول: {قيما} (2).
وكذلك كان يسكت، مع مراد الوصل، على الألف في يس (52) في قوله عز وجل: {من مرقدنا}، ثم يقول: {هذا}.
وكذلك كان يسكت على النون في القيامة (27)، في قوله: {من}، ثم يقول: {راق}.
وكذلك كان يسكت على اللام في المطففين ((14))، في قوله: {بل}، ثم يقول: {ران}.
والباقون: يصلون ذلك كله، من غير سكت، ويدغمون النون واللام في الراء). [التيسير في القراءات السبع: 347]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قرأ حفص: (عوجا) يسكت على الألف سكتة لطيفة من غير قطع ولا تنوين ثمّ يقول (قيمًا) وكذلك كان يسكت مع مراد الوصل على الألف في يس في قوله تعالى: (من مرقدنا) ثمّ يقول: (هذا) وكذلك يسكت على النّون في القيامة في قوله تعالى: (من) ثمّ يقول: (راق) وكذلك كان يسكت على اللّام في المطففين في قوله: (بل) ثمّ يقول: (ران)، والباقون يصلون ذلك [كله] من غير سكت، ويدغمون النّون واللّام في الرّاء). [تحبير التيسير: 442]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([1]- {عِوَجَا} بوقفة لطيفة من غير قطع ولا تنوين: حفص). [الإقناع: 2/688]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (830 - وَسَكْتَةُ حَفْصٍ دُونَ قَطْعٍ لَطِيفَةٌ = عَلَى أَلِفِ التَّنْوِينِ فِي عِوَجاً بَلاَ
831 - وَفِي نُونٍ مَنْ رَاق وَمَرْقَدِناَ وَلاَ = مِ بَلْ رَانَ وَالْبَاقُونَ لاَ سَكْتَ مُوصَلاَ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([830] وسكتة (حفص) دون قطعٍ لطيفة = على ألف التنوين في عوجًا بلا
[831] وفي نون من راقٍ ومرقدنا ولا = م بل ران والباقون لا سكت موصلا
قال أبو عمرو: «كذلك نص الأشناني في كتابه عن حفص».
والغرض بذلك، إيضاح المعنى في هذه المواضع.
ومعنى (بلا)، خبر. وفيه ضميرٌ لحفص.
وقوله: (والباقون لا سكت موصلا)، أي في حال الإيصال المذكور في المواضع المذكورة بما بعده.
و (موصلا)، منصوب على الحال منه). [فتح الوصيد: 2/1064]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([830] وسكته حفصٍ دون قطع لطيفة = على ألف التنوين في عوجًا بلا
ح: (سكته): مبتدأ، (لطيفةٌ): خبره، (دون قطع): حال، أي: كائنةً دونه، (على ألف): متعلق بـ (سكتة)، (في عوجًا): ظرف (سكته)، (بلا): بمعنى اختبر، جملة مستأنفة، وضميره: عائد إلى حفص.
ص: كان حفصٌ على {عوجًا} [1] وقفة خفيفة من غير قطع نفس، لأنه واصلٌ، وغرضه: إيضاح المعنى، لئلا يتوهم أن {قيمًا} [2] نعت {عوجًا}، فإنه حال من {الكتب} [1]، ولما وقف أبدل التنوين ألفًا، إذ التنوين لا يوقف عليه.
ومعنى البيت: أن سكتة حفص ووقفه على الألف المبدلة من التنوين في {عوجًا} سكتة لطيفة خفيفة من غير قطع نفسٍ.
[831] وفي نون من راقٍ ومرقدنا ولا = م بل ران والباقون لا سكت موصلا
[كنز المعاني: 2/389]
ح: (وفي نون): عطف على (ألف)، وكذلك: ما بعده، (الباقون): مبتدأ، (لا سكت): (لا): لنفي الجنس، خبره: محذوف، أي: لهم، (موصلا): صفة (سكت)، أي: موصلًا إلينا منقولًا عنهم، والجملة: خبر المبتدأ.
ص: سكت حفصٌ في المواضع الثلاثة: في نون {من راقٍ} في القيامة [27]، ليعلم أنهما كلمتان، وليست اللفظة على (فعلا)، وفي آخر {مرقدنا} في قوله تعالى: {من بعثنا من مرقدنا هذا} في يس [52]، ليعلم أن ليس {هذا} صفة المرقد، وفي لام: {بل ران} من قوله تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم} في المطففين [14]، لما مر في {من راقٍ} [القيامة: 27]، والباقون: لا يسكتون في الكل، لأنه لو لزم السكت على اللام والنون ليظهرا للزم في كل مدغم، ولو لزم على {عوجً} [1]، و{مرقدنا} [يس: 52] للزم فيما شاكلهما جميعًا، وحفص لا يفعل كذلك). [كنز المعاني: 2/390]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (830- وَسَكْتَةُ حَفْصٍ دُونَ قَطْعٍ لَطِيفَةٌ،.. عَلَى أَلِفِ التَّنْوِينِ فِي عِوَجًا بَلا
قال صاحب التيسير: قرأ حفص "عوجا" يسكت على الألف سكتة لطيفة من غير قطع ولا تنوين ثم يقول: "قَيِّمًا"، وقال مكي: كان حفص يقف على عوجا وقفة خفيفة في وصله.
قلتُ: فهذا معنى قوله: دون قطع؛ أي: دون قطع نفس؛ لأنه في وقفه واصل وغرضه من ذلك إيضاح المعنى؛ لئلا يُتوهم أن قيما نعت "عوجا"، وإنما "قيما" حال من الكتاب المنزل أو منصوب بفعل مضمر؛ أي: جعله قيما، ولما التزم صورة الوقف لأجل ذلك لزمه أن يبدل من التنوين ألفا يقف عليها؛ لأن التنوين لا يوقف عليه فهذا معنى قوله: على ألف التنوين؛ أي: على الألف المبدلة من التنوين وفي ذلك نظر فإنه لو وقف على التنوين لكان أدل على غرضه وهو أنه واقف بنية الوصل وكثير من المصنفين كالأهوازي وابن غلبون يقولون: يقف
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/327]
على عوجا، ولا يذكرون إبدال التنوين ألفا، وقال الأهوازي: ليس هو وقفا مختارًا؛ لأن في الكلام تقديما وتأخيرا معناه أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا، ومعنى بلا: اختبر وفاعله ضمير عائد إلى حفص ثم قال:
831- وَفِي نُونٍ مَنْ رَاق وَمَرْقَدِنا وَلا،.. مِ بَلْ رَانَ وَالبَاقُونَ لا سَكْتَ مُوصَلا
أي: وسكت في هذه المواضع الثلاثة أيضا أحدها: النون من: {مَنْ رَاقٍ} في سورة القيامة لما اندغمت النون في الراء بغير غنة وقف على "من" ليعلم أنهما كلمتان وليست اللفظة على وزن فعال، وكذا الكلام في لام: {بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ}، أما: {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}، فوقف على مرقدنا؛ لئلا يتوهم أن هذا الذي بعده صفة للمرقد وإنما هو مبتدأ، قال مكي: ولو اختار متعقب الوقف على عوجا وعلى "مرقدنا" لجميع القراء لكان ذلك حسنًا؛ لأنه يفرق بين معنيين فهو تمام مختار الوقف عليه قال: وقرأ الباقون ذلك كله بغير وقف مروي عنهم؛ لأنه متَّصل في الخط والإدغام فرع ولا كراهة فيه، ولو لزم الوقف على اللام والنون؛ ليظهر للزم في كل مدغم، فهذا معنى قول الناظم: والباقون لا سكت، وموصلا نعت لسكت؛ أي: لا سكت لهم منقولا عنهم موصلا إلينا.
وقال الشيخ: موصلا نصب على الحال؛ أي: في حال إيصال المذكور في المواضع المذكورة بما بعده، قال: المهدوي وكان يلزم حفصا مثل ذلك في ما
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/328]
شاكل هذه المواضع وهو لا يفعله، فليس لقراءته وجه من الاحتجاج يعتمد عليه إلا اتباع الرواية. قلت: أولى من هذه المواضع بمراعاة الوقف عليها: {وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} فينبغي الوقف على قولهم؛ لئلا يتوهم أن ما بعده هو المفعول، وكذا: {أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ، الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ} ينبغي الاعتناء بالوقف على النار، ثم يبتدأ بما بعده؛ لئلا يوهم الصفة ولذلك نظائر والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/329]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (830 - وسكتة حفص دون قطع لطيفة = على ألف التّنوين في عوجا بلا
831 - وفي نون من راق ومرقدنا ولا = م بل ران والباقون لا سكت موصلا
سكت حفص على ألف عِوَجاً المبدلة من التنوين، وألف مَرْقَدِنا في يس، وعلى نون مَنْ راقٍ في القيامة، ولام بَلْ رانَ في المطففين. سكتة لطيفة من دون قطع نفس في حال وصل هذه الكلمات بما بعدها، ولم يقيد الناظم السكت بحال الوصل باعتبار أنه من المعلوم أن السكت لا يكون إلا في حال الوصل. وترك الباقون السكت على هذه الكلمات في حال الوصل، وإنما أبدل تنوين عِوَجاً ألفا حال السكت؛ لأن السكت يشارك الوقف في قطع الصوت فتجري عليه أحكامه من إبدال التنوين ألفا في نحو عِوَجاً، وإظهار النون في مثل مَنْ راقٍ، واللام في مثل بَلْ رانَ وغير ذلك. وقول الناظم (دون قطع)
[الوافي في شرح الشاطبية: 310]
معناه: دون قطع طويل، ولا بدّ من تقييده بهذا وإلا فالسكت فيه قطع الصوت حتما وإن كان قليلا. وقوله (والباقون لا سكت موصلا)، (موصلا) صفة (سكت) وخبر (لا) محذوف والتقدير: لا سكت موصلا منقولا إلينا عنهم). [الوافي في شرح الشاطبية: 311]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (تَقَدَّمَ سَكْتُ حَفْصٍ عَلَى عِوَجَا فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ذكر سكت حفص على {عوجًا} [1] في بابه). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم سكت حفص على عوجا. [1] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/428]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسكت حفص بخلف عنه من طريقيه على الألف المبدلة من التنوين في "عِوَجًا" [الآية: 1] سكتة لطيفة من غير تنفس إشعارا بأن قيما ليس متصلا بعوجا
[إتحاف فضلاء البشر: 2/208]
وسكت أيضا على ألف مرقدنا، ويبتدئ هذا لئلا يوهم أنه صفة لمرقدنا وعلى نون من ويبتدئ راق لئلا يتوهم أنها كلمة واحدة، وسكت أيضا على لام بل، ويبتدئ ران ومن لازمه عدم الإدغام والباقون بغير سكت على الأصل في الأربعة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/209]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات
تقدم كسر دال "الحمد لله" عن الحسن). [إتحاف فضلاء البشر: 2/208]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عوجا * قيما} قرا حفص في الوصل بالسكت على الألف المبدلة من التنوين سكته يسيرة من غير تنفس، إشعارًا بأن {قيما} ليس متصلاً بـــ {عوجا} على أنه نعت له، بل هو منصوب بفعل مقدر، أي: جعله قيمًا وأنزله، فيكون حالاً من الهاء المتصل به، ويحتمل غير هذا، والباقون بغير سكت، فلهم في تنوينه الإخفاء لأجل قاف {قيما} ). [غيث النفع: 812]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)}
{الْحَمْدُ لِلَّهِ}
- قراءة الجماعة (الحمد لله)، بالرفع على الابتداء، ولله: الخبر.
- وقرأ الحسن (الحمد لله) بكسر الدال على إتباع حركة اللام، وهو إتباع حركة معرب لحركة غير إعراب، وهي لغة تميم وبعض غطفان، يتبعون الأول الثاني للتجانس.
ذكر صاحب الإتحاف قراءة الحسن هذه، وأشار إلى أنها تقدمت، قلت: تقدم ذكرها في سورة الفاتحة الآية/2.
والقراءة هناك مروية عن ثلاثة، وهم الحسن وزيد بن علي ورؤبة.
وقال أبو حيان في ذلك الموضع:
(وقراءة الرفع أمكن في المعنى؛ ولهذا أجمع السبعة عليها؛ لأنها تدل على ثبوت الحمد واستقراره لله تعالى...).
وكان قد ذكر مع هاتين القراءتين قراءة ثالثة بنصب الدال.
{عِوَجًا (1)- قَيِّمًا (2)}
- قرأ حفص بخلاف عنه (عوجا، ... قيمًا) بالسكت على الألف من (عوجا)، وهي مبدلة من التنوين، وهو سكت من غير تنفس
[معجم القراءات: 5/145]
بمقتدر حركتين، دفعًا لإيهام أن يكون (قيما) نعتًا لـ(عوجًا) فيفسد المعنى؛ إذ (قيمًا) حال من (الكتاب).
قال مكي: (كان حفص يقف على (عوجا)..، وحجته في ذلك أنه اختار أن يبين بوقفه على (عوجا) أنه وقف تام، فإن (قيمًا) ليس بتابع في إعرابه لـ(عوجًا)، إنما هو منصوب بإضمار فعل، تقديره: أنزله قيمًا).
قال ابن هشام:
(... ما حكاه بعضهم من أنه سمع شيخًا يعرب لتلميذه: (قيمًا).. صفة لـ (عوجًا) قال: فقلت له: يا هذا، كيف يكون العوج قيمًا؟ وترحمت على من وقف من القراء على ألف التنوين في (عوجا) وقفة لطيفة، دفعًا لهذا التوهم، وإنما (قيمًا) حال إما من اسم محذوف هو وعامله، أي أنزله (قيمًا) وإما من الكتاب..).
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم، وحفص عن عاصم في وجهه الثاني وأبو جعفر ويعقوب (عوجًا، قيمًا) من غير سكت في الوصل مع إخفاء التنوين في القاف.
- وفي بعض مصاحف الصحابة:
(ولم يجعل له عوجًا، لكن جعله قيمًا).
قال أبو حيان:
(ويحمل ذلك على تفسير المعنى لا أنها قراءة) ). [معجم القراءات: 5/146]

قوله تعالى: {قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - قَوْله {من لَدنه} 2
قَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر (من لدنهي) بِفَتْح اللَّام وإشمام الدَّال الضمة وَكسر النُّون وَالْهَاء ويصل الْهَاء بياء في الْوَصْل
وَلم يقْرَأ بذلك أحد غَيره
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {من لَدنه} بِفَتْح اللَّام وَضم الدَّال وتسكين النُّون وَضم الْهَاء من غير بُلُوغ وَاو وَكَذَلِكَ حَفْص عَن عَاصِم مثلهم). [السبعة في القراءات: 388]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({من لدنه} بإشمام الدال، وكسر النون والهاء يحيى). [الغاية في القراءات العشر: 304]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (من لدنه) [2]: بكسر النون والهاء واختلاس ضمة الدال أبو بكر إلا البرجمي والأعشى وابن جبير وحمادًا، وزاد الرفاعي حيث جاء،
[المنتهى: 2/801]
وآخذ عنه كخلف عن يحيى). [المنتهى: 2/802]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (من لدنه) بإسكان الدال ويشمها الضم، وكسر النون والهاء، ويصل الهاء بياء، والإشمام في هذا إنما هو بعد الدال لأنها ساكنة فهي بمنزلة دال (زيد) المرفوع في الوقف، وليس بمنزلة الإشمام في (سيئت) و(قيل) لأن هذا متحرك، وقرأ الباقون بضم الدال وإسكان النون وضم الهاء غير أن ابن كثير يصل الهاء بواو على أصله). [التبصرة: 258]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وقد ذكرنا (يبشر)و(رعبًا) و(بالغدوة) فيما تقدم). [التبصرة: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {من لدنه} (2): بإسكان الدال، وإشمامها شيئًا من الضم، ويكسر النون والهاء، ويصل الهاء بياء.
والباقون: بضم الدال، وإسكان النون، وضم الهاء.
وابن كثير: على أصله، يصلها بواو). [التيسير في القراءات السبع: 347]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {ويبشر المؤمنين} (2): بفتح الياء، وإسكان الباء، وضم الشين مخففًا.
والباقون: بضم الياء، وفتح الباء، وكسر الشين مشددًا). [التيسير في القراءات السبع: 348]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو بكر: (من لدنه) بإسكان الدّال وإشمامها شيئا من الضّم وبكسر النّون والهاء ويصل الهاء بياء، والباقون بضم الدّال وإسكان النّون وضم الهاء، وابن كثير على أصله
[تحبير التيسير: 442]
يصلها بواو). [تحبير التيسير: 443]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ويبشر المؤمنين) قد ذكر في آل عمران). [تحبير التيسير: 443]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قِيَمًا) بكسر القاف وفتح الياء خفيف الْأَعْمَش، الباقون مشدد، وهو الاختيار
[الكامل في القراءات العشر: 589]
لقوله: (ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) ). [الكامل في القراءات العشر: 590]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِنْ لَدُنْهُ) بكسر النون وإشمام الدال شيئًا من الضم أبو بكر غير ابن جبير، والْأَعْمَش، والبرجمي، وعصمة عن عَاصِم، زاد الرفاعي حيث جاء واحد عنه كخلف عن يحيى، وأما (مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا) خفيف مدني، وأبو بكر، وقد ذكرنا الاختلاس بضم لامه وسكون داله الخطيب عن الأعشى قال أبو علي أبو زيد عن أَبِي عَمْرٍو كنافع، وخارجة عن نافع كأَبِي عَمْرٍو، الباقون مشدد، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 590]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([2]- {مِنْ لَدُنْهُ} بكسر النون والهاء واختلاس ضمة الدال: أبو بكر). [الإقناع: 2/688]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (832 - وَمِنْ لَدْنِهِ في الضَّمِّ أَسْكِنْ مُشِمَّهُ = وَمِنْ بَعْدِهِ كَسْرَانِ عَنْ شُعْبَةَ اعْتَلاَ
833 - وَضُمَّ وَسَكِّنْ ثُمَّ ضُمَّ لِغَيْرِهِ = وَكُلُّهُمْ فِي الْهَا عَلَى أَصْلِهِ تَلاَ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([832] ومن لدنه في الضم أسكن مشمه = ومن بعده كسران عن (شعبة) اعتلا
[833] وضم وسكن ثم ضم لغيره = وكلهم في الها على أصله تلا
حقيقة هذا الإشمام، أن تشير بالعضو إلى الضمة بعد إسكان الدال، ولا يدركه الأعمى لكونه إشارةً بالعضو من غير صوتٍ، وتكسر النون والهاء.
وهي لغة لبني كلاب رواها أبو زيد.
يقولون: لدنه؛ يشمون الدال، ويكسرون النون. وذلك أنهم استثقلوا الضمة في الدال، فأسكنوا، فالتقى ساكنان، فكسروا النون لذلك.
وأما كسر الهاء، فلأجل كسر النون.
(وضم) الدال وسكن النون، (ثم ضم) لغير أبي بكر.
(وكلهم في الماء على أصله تلا)؛ فأبو بكر يصلها بياء، كما يقرأ (أنا ءاتيك بهي)، وابن كثير يصلها بواو.
والباقون، يضمون من غير صلة). [فتح الوصيد: 2/1065]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([832] ومن لدنه في الضم أسكن مشمه = ومن بعده كسران على شبعة اعتلى
[833] وضم وسكن ثم ضم لغيره = وكلهم في الها على أصله تلا
[كنز المعاني: 2/390]
ح: (من لدنه): مفعول (أسكن)، (مشمه): حال من (فاعله): (في الضم): ظرفه، (كسران): مبتدأ، (اعتلى عن شعبة): نعته، (من بعده): خبره، الهاء في (لغيره): لشبعة، (وكلهم): مبتدأ، (تلا): خبره، (على أصله): متعلق به، (في الهاء): ظرفه.
ص: قرأ أبو بكر شعبة: {بأسًا شديدًا من لدنه} [2] بإسكان الدال مع إشمامها، وهو الإشارة بالعضو إلى الضمة من غير صوتٍ يسمع، ويكسر النون والهاء، والباقون: بضم الدال والهاء وإسكان النون.
وكل يقرأ الهاء من ذلك على أصله، فشبعة يصل الهاء بالياء، نحو: {به} [البقرة: 22]، وابن كثير بالواو على أصله، والباقون: بترك الوصل.
أما قراءة شبعة: فلغة بني كلاب، وأما قراءة الآخرين: فلغة سائر العرب الوارد عليه القرآن غير هذا الموضع المختلف فيه). [كنز المعاني: 2/391]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (832- وَمِنْ لَدْنِهِ في الضَّمِّ أَسْكِنْ مُشِمَّهُ،.. وَمِنْ بَعْدِهِ كَسْرَانِ عَنْ شُعْبَةَ اعْتَلا
أي: أسكن ضم الدال في حال كونك "مشمه" فالهاء في "مشمه" للضم، والكسران في النون والهاء وهذا معنى قول صاحب التيسير: قرأ أبو بكر "من لدنه" بإسكان الدال وإشمامها شيئا من الضم وبكسر النون والهاء ويصل الهاء بياء، وكذا قال صاحب الروضة: إشمامها شيئا من الضم، وصرح الأهوازي فقال: باختلاس ضمة الدال، أما مكي فقال: الإشمام في هذا إنما هو بعد الدال؛ لأنها ساكنة فهي بمنزلة دال زيد المرفوع في الوقف، وليس بمنزلة الإشمام في "سيئت"، وقيل: لأن هذا متحرك، ولم يذكر الشيخ في شرحه غير هذا القول فقال: حقيقة هذا الإشمام أن يشير بالعضو إلى الضمة بعد إسكان الدال، ولا يدركه الأعمى؛ لكونه إشارة بالعضو من غير صوت، قال أبو علي: وهذا الإشمام ليس في حركة خرجت إلى اللفظ، وإنما هو تهيئة العضو لإخراج الضمة؛ ليعلم أن الأصل كان في الدال
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/329]
الضمة، فأسكنت كما أسكنت الباء في سبع والكسر من النون؛ لالتقاء الساكنين، وكسرت الهاء بعدها لأجل كسرة النون نحو: به ومن أجله.
833- وَضُمَّ وَسَكِّنْ ثُمَّ ضُمَّ لِغَيْرِهِ،.. وَكُلُّهُمُ فِي الْهَا عَلَى أَصْلِهِ تَلا
أي: ضم الدال وسكن النون ثم ضم الهاء لغير شعبة، أما حكم الهاء في الضم والكسر والصلة فعلى ما عرف من أصولهم في باب هاء الكناية، فتكسر الهاء، وتصلها بياء في قراءة شعبة لأجل كسر ما قبلها، وتضم الهاء في قراءة غيره؛ لعدم الكسر قبلها، وابن كثير وحده يصلها بواو كما يقرأ "منهو" و"عنهو"، والباقون يضمون ولا يصلون كما يقرءون: "منه" وعنه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/330]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (832 - ومن لدنه في الضّمّ أسكن مشمّه = ومن بعده كسران عن شعبة اعتلا
833 - وضمّ وسكّن ثمّ ضمّ لغيره = وكلّهم في الها على أصله تلا
قرأ شعبة بإسكان ضمة الدال مع إشمامها الضم وبكسر النون والهاء. قال في الغيث: والمراد بالإشمام هنا ضم الشفتين عقب النطق بالدال الساكنة على ما ذكره مكي والداني وغيرهما. وقال العلامة الجعبري: لا يكون الإشمام بعد الدال بل معه تنبيها على أن أصلها الضم وسكنت تخفيفا .. انتهى.
والظاهر أن الحق مع الجعبري. ثم بين الناظم قراءة غير شعبة بقوله (وضم وسكن ثم ضم لغيره) يعني ضم الدال وسكن النون وضم الهاء وكل من القراء على أصله في الهاء، فشعبة يصلها بياء لوقوعها في قراءته بين متحركين نحو بِهِ* وابن كثير يصلها بواو لوقوعها بعد ساكن وقبل متحرك نحو مِنْهُ* وعَنْهُ* والباقون لا يصلونها على قاعدتهم). [الوافي في شرح الشاطبية: 311]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِنْ لَدُنْهُ، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِإِسْكَانِ الدَّالِ وَإِشْمَامِهَا الضَّمَّ وَكَسْرِ النُّونِ وَالْهَاءِ وَوَصْلِهَا بِيَاءِ اللَّفْظِ، وَانْفَرَدَ نِفْطَوَيْهِ عَنِ الصَّرِيفِينِيِّ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِكَسْرِ الْهَاءِ مِنْ غَيْرِ صِلَةٍ، وَهِيَ رِوَايَةُ خَلَفٍ عَنْ يَحْيَى، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْهَاءِ وَالدَّالِ، وَإِسْكَانِ النُّونِ، وَابْنُ كَثِيرٍ عَلَى أَصْلِهِ فِي الصِّلَةِ بِوَاوٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي آلِ عِمْرَانَ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر {من لدنه} [2] بإسكان الدال وإشمامها الضم وكسر النون والهاء وصلتها بياء، وانفرد نفطويه عن الصريفيني عن أبي بكر بكسرها من غير صلة، والباقون بضم الدال وإسكان النون وضم الهاء، وابن كثير يصلها على أصله). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ويبشر} [2] ذكر في آل عمران). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (742 - من لدنه للضّمّ سكّن وأشمّ = واكسر سكون النّون والضّم صرم). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (من لدنه للضّمّ سكّن وأشم = واكسر سكون النّون والضّمّ (ص) رم
يريد أنه قرأ قوله تعالى «من لدنه» بإسكان ضم الدال وإشمامها الضم، وبكسر سكون النون وضم الهاء وصلتها أبو بكر، والباقون بضم الدال وإسكان النون وضم الهاء وابن كثير يصلها بواو على أصله). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 266]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
من لدنه للضّمّ سكّن وأشم = واكسر سكون النّون والضمّ (ص) رم
ش: أي قرأ ذو صاد (صرم) أبو بكر من لدنه [2] فقط لقرينة الفرش، بإسكان الدال وإشمامها الضم وكسر النون والهاء وصلتها.
والباقون بضم الدال، وإسكان النون وضم الهاء، وصلتها بواو لابن كثير، وبلا صلة لغيره.
تنبيه:
قيد الإسكان والضم للضد، والإشمام هنا: ضم الشفتين مع الدال. قال الفارسي: هو تهيئة [العضو] وليس حركة، وتجوّز الأهوازي بتسميته اختلاسا.
ووجه إسكان الدال أن أصلها: «لدن» فاسكنت تخفيفا ك: «عضد» ونبه بالإشمام عليها، وكسرت النون للساكنين ك: «أمس»، أو جرت على لغة قيس وهو إعرابها، وبقيت الهاء على أصل ضمها؛ لعدم العارض). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/428]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مِنْ لَدُنْه" [الآية: 2] فأبو بكر بإسكان الدال مع إشمامها الضم وكسر النون والهاء وصلتها بها لفظية فتصير لدنهي، فتسكين الدال تخفيفا كتسكين عين عضد فالتقت مع النون الساكنة فكسرت النون، وتبعه كسر الهاء وكان حقه أن يكسر أول الساكنين إلا أنه يلزم منه العود إلى ما فر منه، ووصلت بهما؛ لأنها بين متحركين والسابق كسر وإشمام الدال للتنبيه على أصلها في الحركة، وهو هنا عبارة عن ضم الشفتين مع الدال بلا نطق، قال الفارسي: وغيره كمكي ومن تابعه هو تهيئة العضو بلا صوت، فليس هو حركة، وتجوز الأهوازي بتسميته اختلاسا، والباقون بضم الدال وسكون النون وضم الهاء وابن كثير أبدلها بواو على أصله). [إتحاف فضلاء البشر: 2/209]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "وَيُبَشِّر" [الآية: 2] بالتخفيف حمزة والكسائي وخلف ومر بآل عمران). [إتحاف فضلاء البشر: 2/209]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لدنه} [2] قرأ شعبة بإسكان الدال مع إشمامها الضم، وكسر النون والهاء، ووصلها بياء في اللفظ.
والمراد بالإشمام هنا: ضم الشفتين عقب النطق بالدال الساكنة، على ما ذكره مكي والداني وأبو عبد الله الفاسي وغيرهم.
وقال الجعبري: لا يكون الإشمام بعد الدال، بل معه واعترض الأول فانظره تنبيهًا على أن أصلها الضم، وسكنت تخفيفًا.
[غيث النفع: 812]
والباقون بضم الدال والهاء، وإسكان النون، والمكي على أصله في الصلة). [غيث النفع: 813]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ويبشر} قرأ الأخوان بفتح الياء، وإسكان الباء الموحدة، وضم الشين مخففة، والباقون بضم الياء، وفتح الموحدة، وكسر الشين مشددة). [غيث النفع: 813]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)}
{قَيِّمًا}
- قراءة الجماعة (قيمًا) بفتح القاف وتشديد الياء مكسورة.
- وقرأ أبان بن تغلب وأبو رجاء وأبو المتوكل وأبو الجوزاء وابن يعمر والنخعي والأعمش (قيمًا) بكسر القاف وفتح الياء.
{لِيُنْذِرَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{بَأْسًا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر (باسًا) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على القراءة بالهمز (بأسًا).
{مِنْ لَدُنْهُ}
- قرأ عاصم في رواية أبي بكر ويحيى وحماد وجبلة (لدنهي) بسكون الدال مع إشمامها الضم، وكسر النون والهاء، ثم وصل الهاء بياء.
قال ابن مجاهد: (ولم يقرأ بذلك أحد غيره).
[معجم القراءات: 5/147]
وأصلها (لدن) على وزن (عضد)، فخفف بإسكان الوسط وهو الدال، وأشير بالإشمام إلى الضم تنبيهًا على أنه الأصل.
وكسرت النون للتخلص من التقاء الساكنين:
سكون الدال الطارئ، وسكون النون في الأصل، ثم كسرت الهاء إتباعًا لكسر النون قبلها، ووصلت بياء لوقوعها بين متحركين: أولهما مكسور. وكان الوصل بياء مراعاة للكسر.
واعترض بعضهم على الإشمام في وسط الكلمة: إذ الإشمام غنما يكون في آخر الكلمة عند الوقف.
قال الشهاب:
(وهذا -أي الإشمام- ما قرر القراء، لكن استشكله في الدر المصون وغيره بأن الإشمام وهو الإشارة إلى الحركة بضم الشفتين مع انفراج بينهما إنما يتحقق في الوقف على الآخر كما قرره النحاة، وكونه في الوسط كما هنا لا يتصور؛ ولذا قيل: إنه يؤتى به هنا بعد الوقف على الهاء.
ودفع الاعتراض بأنه لا يدل حينئذٍ على حركة الدال بأنه متعين، إذ ليس في الكلمة ما يصلح أن يشار إلى حركته غيرها، ولا يخفى ما فيه. والذي يحسم مادة الإشكال ما مر في سورة يوسف من أن الإشمام له معان أربعة: منها تضعيف الصوت بالحركة الفاصلة بين الحرفين، فهو إخفاء لها.
وقال الداني: إنه هو المراد هنا، وهو الصواب، وبه صرح ابن جني في المحتسب..
[معجم القراءات: 5/148]
فمن قال: إنها متواترة نقلها الجعبري وغيره، فلا وجه لإنكارها، لم يأتِ بشيء، مع أن التحقيق أن الأداء غير متواتر، وهذا مما لا مرية فيه...).
- وقرأ أبو بكر شعبة عن عاصم (لدنه) بإشمام الدال الضم، وكسر النون والهاء، وذكر الرازي أنها لغة بني كلاب.
وفي أمالي الشجري:
(وقال أبو علي: ... فأما ما روي عن عاصم من قراءته (لدنه) فالكسرة فيه ليست كسرة جر، وإنما هي كسرة التقاء الساكنين، وذلك أن الدال أسكت كما أسكنت الباء من (سبع)، والنون ساكنة، فلما التقيا كسر الثاني منهما).
وقال الأصبهاني في المبسوط: (روى يحيى عن أبي بكر: ... من لدنه.
قال: يشم الدال ويكسر النون والهاء.
ورأيت من المشايخ من كان يقول: لا ندري ما هذه الرواية، ولا نقبل مثل هذا عن أبي بكر، سيما إذا كان الرواة الثقات عنه كلهم على خلافه، والله أعلم به).
وقال ابن الجزري:
(وانفرد نفطويه عن الصريفيني عن يحيى عن أبي بكر بكسر الهاء من غير صلة، وهي رواية خلف عن يحيى).
والذي وجدته في بعض مراجع المتقدمين أن كسرة النون كسرة إعراب، وهي لغة قيس.
[معجم القراءات: 5/149]
قال السيوطي: (وإعراب لدن) لغة قيسية، تشبيهًا بعند، وبه قرأ عاصم: (بأسًا شديدًا من لدنه) بالجر، وإشمام الدال الساكنة الضم...).
وذكر مثل هذا أبو الحسن الأشموني في شرحه، وابن هشام في أوضح المسالك، وذكر أغلب العلماء أنها هنا على البناء، وأن الكسر عارض لالتقاء الساكنين.
- وقرأ ابن كثير (لدنهو) بضم الهاء على الأصل، ثم وصل هذه الهاء بواو، وهو مشهور مذهبه في القراءة.
- وقرأ أبو حيوة (لدنه) بضم اللام وسكون الدال وكسر النون والهاء.
قال ابن الشجري:
(ولدن... وفيه لغات...
والثالثة: لدن، مثل عضد، خففوه تارة بإسكان أوسطه، وتارة بنقل الحركة إلى أوله، وحركوا النون لالتقاء الساكنين، وخصوها بالحركة التي كانت للثقل).
وذكر العكبري قراءتين أخريين:
1- لدنه: بفتح اللام وضم الدال وكسر النون.
2- لدنه: بفتح اللام وضم الدال واختلاس كسرة النون.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وحمزة والكسائي وحفص عن
[معجم القراءات: 5/150]
عاصم وأبو جعفر ويعقوب (من لدنه) بفتح اللام، وضم الدال، وسكون النون، وضم الهاء من غير بلوغ واو.
{وَيُبَشِّرَ}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف وأصحاب عبد الله بن مسعود والأعمش وطلحة (ويبشر) بفتح الياء في أوله، وإسكان الباء وضم السين، وهو من (بشر) الثلاثي.
وبنضب الراء عطفًا على (لينذر).
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وعاصم وأبو جعفر ويعقوب (ويبشر) بالتضعيف والنصب من (بشر)، والمضعف لغة الحجاز.
وتقدم مثل هذا في الآية/39 من سورة آل عمران.
- وقرئ (ويبشر) بالرفع على الاستئناف، أي: وهو يبشر، وهو قطع عما قبله.
- وذكر أبو حيان أن عبد الله بن مسعود قرأ: (يبشر) في جميع القرآن من أبشر، ثم قال: (وهي لغىً ثلاث، حكاها غير واحد من اللغويين).
- والقراءة بترقيق الراء من (يبشر) عن الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 5/151]
{الْمُؤْمِنِينَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني والأزرق وورش بإبدال الهمزة واوًا (المومنين).
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (المؤمنين).
وتقدم مثل هذا في مواضع مما سبق بيانه، وانظر الآية/99 من سورة يونس). [معجم القراءات: 5/152]

قوله تعالى: {مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3)}
{فِيهِ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (فيهي) بوصل الهاء بياء.
- وقراءة الجماعة (فيه) بكسرة مختلسة غير مشبعة). [معجم القراءات: 5/152]

قوله تعالى: {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)}
{وَيُنْذِرَ}
- وقراءة الجماعة (وينذر) من (أنذر)، وفتح الراء بالعطف على (لينذر) في الآية/2 من هذه السورة.
- وذكر ابن خالويه أن مجاهدًا قرأ (وينذر) كذا بالتضعيف من (نذر).
- وقراءة الأزرق وورش بترقيق الراء في قراءة الجماعة). [معجم القراءات: 5/152]

قوله تعالى: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (كَبُرَتْ) باختلاس الباء الْأَعْمَش، ونعيم بن ميسرة عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بضم الباء، وهو الاختيار؛ لأنه أشبع (كَلِمَةً) بالرفع ابن مُحَيْصِن، وأبو حيوة، والحسن وحمد، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، وهو الاختيار لأن معناه: عظمت كلمة، الباقون نصب). [الكامل في القراءات العشر: 590]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" ابن محيصن الحسن "كبرت كلمة" بالرفع على الفاعلية والجمهور بالنصب على التمييز وهو أبلغ
[إتحاف فضلاء البشر: 2/209]
ومعنى الكلام بها تعجب أي: ما أكبرها كلمة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5)}
{لِآبَائِهِمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة الأولى ياء مفتوحة.
- وقراءته في الهمزة الثانية بالتسهيل بين بين.
{كَبُرَتْ}
- قراءة الجماعة (كبرت) بضم الباء.
- وقرئ (كبرت) بسكون الباء، وهي لغة تميم، وذهب العكبري إلى أن إسكان الباء للتخفيف، وقال الزجاج: (... ويجوز... بتسكين الباء، ولا أعلم أحدًا قرأ بها).
- وذكر الزمخشري هذه القراءة بسكون الباء، وزاد أنه مع إشمام الباء الساكنة الضم، وصورة القراءة على هذا (كبرت).
{كَبُرَتْ كَلِمَةً}
- قراءة الجمهور (كبرت كلمةً) بالنصب.
والنصب على وجهين:
الأول: كبر: فعل ماض لإنشاء الذم، والفاعل ضمير مستتر، (وكلمةً) تمييز له.
والمخصوص بالذم محذوف، أي: تلك المقالة الشنعاء.
[معجم القراءات: 5/153]
الثاني: ذهب أبو عبيدة إلى أن ظاهر الكلام على التعجب، أي: ما أكبرها كلمةً، وهو نصب على التمييز، وهو رأي الزمخشري، ومن قبله الأخفش.
- وقرأ الحسن ومجاهد وابن يعمر وابن أبي إسحاق وابن محيصن والقواس عن ابن كثير وعيسى الثقفي والأعرج بخلاف عنه وعمرو بن عبيد وابن مسعود وأبو رزين وأبو رجاء وابن أبي عبلة (كبرت كلمة)، كذا بالرفع على الفاعلية.
قال ابن جني: (أخلص الفعل لـ(كلمة) هذه الظاهرة فرفعها).
وقال الفراء:
(نصبها أصحاب عبد الله، ورفعها الحسن وبعض أهل المدينة، فمن نصب أضمر في (كبرت): كبرت تلك الكلمة كلمةً، ومن رفع لم يضمر شيئًا، كما تقول: عظم قولك، وكبر كلامك).
وقال الأخفش: (وقد رفع بعضهم الكلمة لأنها هي التي كبرت).
وقال أبو حيان: (والنصب أبلغ في المعنى وأقوى).
وقراءة النصب هي الصواب عند الطبري لإجماع الحجة من القراء عليها). [معجم القراءات: 5/154]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:33 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (6) إلى الآية (8) ]

{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8)}

قوله تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)}
{بَاخِعٌ نَفْسَكَ}
- قراءة الجمهور (باخع نفسك) بالتنوين، ونصب (نفسك)، وهذا على إعمال اسم الفاعل.
- وقرأ سعيد بن جبير وأبو الجوزاء وقتادة (باخع نفسك) بالإضافة، وهو من إضافة اسم الفاعل إلى معموله.
[معجم القراءات: 5/154]
{عَلَى آثَارِهِمْ}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو والدوري عن الكسائي، وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وقراءة التقليل عن الأزرق وورش.
- وورش على أصله في المد والتوسط والقصر.
- والباقون على الفتح، وهو الوجه الثاني لابن ذكوان من طريق الأخفش.
{إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا}
- قراءة الجماعة (إن لم يؤمنوا) بكسر همزة (إن)، وهو للاستقبال.
قال السمين:
(العامة على كسر (إن) على أنها شرطية، والجواب محذوف عند الجمهور لدلالة قوله: فلعلك، وعند غيرهم هو جواب متقدم.
- وقرئ (.. أن لم يؤمنوا) بفتح الهمزة، وهو للماضي، والتقدير: لأن لم يؤمنوا، وذكر هذه القراءة ابن خالويه في مختصره وقال: (... ذكره الفراء للأعشى عن أبي بكر عن عاصم...)، وتتبعت هذه القراءة في معاني القرآن للفراء فوجدتها في ثلاثة مواضع، ولكنه لم يصرح -رحمه الله- في واحد منها على أنها لعاصم من طريق أبي بكر، ويبدو أن الموضع الثالث هو الذي أوهم ابن خالويه ما ذكره، وسياق النص على غير ما ذهب إليه.
وقال الفراء في الموضع الأول:
(فقرأ القراء بالكسر، ولو قرئت بفتح (أن) على معنى (إذ لم يؤمنوا)، و(لأن لم يؤمنوا) و(من أن يؤمنوا)، لكان صوابًا..).
[معجم القراءات: 5/155]
وقال في الموضع الثاني:
(تكسرها إذا لم يكونوا آمنوا على نية الجزاء، وتفتحها إذا أردت أنها قد مضت).
وقال في الموضع الثالث: (إن لم يؤمنوا، وأن لم يؤمنوا).
{لَمْ يُؤْمِنُوا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (لم يومنوا) بإبدال الهمزة واوًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وتقدم مثل هذا في مواضع، وانظر الآية/88 من سورة البقرة، والآية/185 من سورة الأعراف). [معجم القراءات: 5/156]

قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7)}

قوله تعالى: {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:36 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (9) إلى الآية (12) ]

{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)}

قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9)}

قوله تعالى: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (من أمرنا رشدًا) [10]: برفع الراء وسكون الشين أبو بشر). [المنتهى: 2/803]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ وَهَيِّئْ لَنَا وَيُهَيِّئْ لَكُمْ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({وهيء} [10]، و{ويهيئ} [16] ذكر لأبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم وهيّى لنا [10] ويهيّى لكم [16] لأبي جعفر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/428] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" همز "هيئ لنا" و"يهيئ لكم" أبو جعفر فتصير يائين الثانية خفيفة "ويوقف" عليه لحمزة وهشام بخلفه بوجه واحد فقط كما في النشر وهو إبدالها ياء كأبي جعفر وأما تخفيفها لعروض السكون فلا يصح وكذا إبدالها ألفا للرسم كحذف حرف المد المبدل فهي أربعة والمقروء به الأول). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وهيئ} [10] و{يهيئ} [16] عدم إبدال همزهما للسبعة إلا حمزة في الوقف لا يخفى). [غيث النفع: 813] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)}
{إِذْ أَوَى}
- قرأ ورش (إذ اوى) بنقل حركة همزة القطع وهي الفتحة إلى الذال الساكنة، ثم حذف الهمزة.
{أَوَى}
- أمال الألف في الوقف حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا}
- إدغام الفاء في الفاء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والجماعة على الإظهار.
[معجم القراءات: 5/156]
{وَهَيِّئْ}
- قراءة الجماعة (وهيئ) بياءٍ بعدها همزة.
- وقرأ أبو جعفر والزهري وشيبة (وهيي) بياءين من غير همز، فقد أبدل الهمزة الساكنة ياء خفيفة.
- وقراءة حمزة وهشام في الوقف كقراءة أبي جعفر بإبدال الهمزة ياءً؛ وذلك لسكونها وانكسار ما قبلها.
- وذكر ابن خالويه أن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم قرأ (وهي لنا) لا يهمز.
ونقل أبو حيان هذا عن ابن خالويه، ثم قال: (فاحتمل أن يكون أبدل الهمزة ياءً، واحتمل أن يكون حذفها.
فالأول إبدال قياسي، والثاني مختلف فيه، ينقاس حذف الحرف المبدل من الهمزة في الأمر أو المضارع إذا كان مجزومًا).
{رَشَدًا}
- قراءة الجمهور (رشدًا) بفتح الراء والشين.
- وقرأ أبو رجاء والوليد بن مسلم عن ابن عامر (رشدًا) بضم الراء وإسكان الشين.
ورجح ابن عطية قراءة الجماعة لشبهها بفواصل الآيات.
وقال الزجاج:
(ويجوز في (رشدًا) رشدًا إلا أنه لا يقرأ بها ههنا؛ لأن فواصل الآيات على فعل نحو أمدٍ وعددٍ، فرشد أحسن في هذا المكان...) ). [معجم القراءات: 5/157]

قوله تعالى: {فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال الألف الثانية من "آذَانِهِم" [الآية: 11، 57] الدوري عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر إمالة "آذانهم" للدوري عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/218]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11)}
{آذَانِهِمْ}
- أمال الألف الثانية الدوري عن الكسائي.
- وقراءة الجماعة بالفتح.
{سِنِينَ عَدَدًا}
- قرئ بألف في الوصل والوقف (عددا)، وهو على إجراء الوصل مجرى الوقف). [معجم القراءات: 5/158]

قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أحصى" و"أحصاها" وأحصاهم بمريم أحصاه بالمجادلة حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)}
{لِنَعْلَمَ}
- قراءة الجمهور (لنعلم) بنون العظمة.
- وقرأ الزهري (ليعلم) بالياء. والفاعل هو الله تعالى.
وهذا التفات من التكلم إلى الغيبة.
- وقرأ الأخفش وأبو الجوزاء وأبو عمران والنخعي (ليعلم) على البناء للمفعول.
وعلى هذه القراءة يكون ما بعده، وهو الجملة الاسمية، قد قام مقام الفاعل، وهو جائز عند الكوفيين، مردود عند البصريين.
- وذكر الزمخشري أنه قرئ (ليعلم) بضم الياء وكسر اللام من (أعلم).
ثم قال: (وهو -أي الفعل- معلق عنه- أي: عن أي الحزبين- لأن ارتفاعه بالابتداء لا بإسناد يعلم إليه، وفاعل (يعلم مضمون الجملة).
[معجم القراءات: 5/158]
وقال أبو حيان:
(وأما ليعلم فيظهر أن المفعول الأول محذوف لدلالة المعنى عليه، والتقدير: ليعلم الله الناس أي الحزبين، والجملة من المبتدأ والخبر في موضع مفعولي (يعلم): الثاني والثالث...).
{أَحْصَى}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح.
هذا، وقد يكون (أحصى) فعلًا، وقد يكون اسم تفضيل، وهو اختيار الزجاج). [معجم القراءات: 5/159]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:39 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (13) إلى الآية (15) ]

{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ۖ لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ۖ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)}

قوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)}
{نَحْنُ نَقُصُّ}
- إدغام النون في النون وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والجماعة على الإظهار.
{هُدًى}
- أماله في الوقف حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
وتقدم مثل هذا في الآيتين: 2 و5 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 5/159]

قوله تعالى: {وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14)}
{إِذْ قَامُوا فَقَالُوا}
- قرأ الأعمش (إذ قاموا قيامًا فقالوا) ). [معجم القراءات: 5/159]

قوله تعالى: {هَٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ۖ لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ۖ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)} {لَوْلَا يَأْتُونَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (لولا ياتون) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (... يأتون).
{عَلَيْهِمْ}
- تقدم ضم الهاء عن حمزة ويعقوب والمطوعي والشنبوذي.
وكسرها عن الباقين.
انظر هذا في الآية/7 من سورة الفاتحة.
{أَظْلَمُ}
- غلظ ورش اللام من طريق الأزرق، وروى بعضهم عنه الترقيق.
وتقدم هذا مرارًا، انظر سورة الأنعام/21، وسورة البقرة الآية/20.
{أَظْلَمُ مِمَّنِ}
- أدغم الميم في الميم أبو عمرو ويعقوب.
- وعنهما الإظهار.
- والجماعة على إظهار الميم.
{افْتَرَى}
- أمال الألف أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف، وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي والأعمش.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 5/160]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:41 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (16) إلى الآية (18) ]
{وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ۗ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ۖ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ۚ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)}

قوله تعالى: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - وَاخْتلفُوا في فتح الْمِيم وَكسر الْفَاء وَكسر الْمِيم وَفتح الْفَاء من قَوْله {مرفقا} 16
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {مرفقا} بِكَسْر الْمِيم وَفتح الْفَاء
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر {مرفقا} بِفَتْح الْمِيم وَكسر الْفَاء
والكسائي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم {مرفقا} بِفَتْح الْمِيم وَكسر الْفَاء مثلهما). [السبعة في القراءات: 388]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (مرفقا) بفتح الميم، وكسر الفاء، مدني شامي، والأعشى، والبرجمي). [الغاية في القراءات العشر: 305]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (مرفقًا) [16]: بفتح الميم، وكسر الفاء مدني، ودمشقي، وأبو بكر طريق على والأعشى والبرجمي، وسلام). [المنتهى: 2/802]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (مرفقًا) بفتح الميم وكسر الفاء، وقرأ الباقون بكسر الميم وفتح الفاء). [التبصرة: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {مرفقا} (16): بفتح الميم، وكسر الفاء.
والباقون: بكسر الميم، وفتح الفاء). [التيسير في القراءات السبع: 348]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر وأبو جعفر: (مرفقا) بفتح الميم وكسر الفاء، والباقون بكسر الميم وفتح الفاء). [تحبير التيسير: 443]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مِرفَقًا) بفتح الميم مدني دمشقي، والزَّعْفَرَانِيّ، وأبو بكر طريق أبو الحسن والأعشى، والبرجمي، والجعفي عن أبي بكر، وهارون عن أَبِي عَمْرٍو، وهو الاختيار؛ لأنه أخص وأبلغ في الرفق، الباقون بكسر الميم). [الكامل في القراءات العشر: 590]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([16]- {مِرْفَقًا} بفتح الميم وكسر الفاء: نافع وابن عامر). [الإقناع: 2/688]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (834 - وَقُلْ مِرْفَقاً فَتْحٌ مَعَ الْكَسْرِ عَمَّهُ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([834] وقل مرفقًا فتح مع الكسر (عمـ)ـه = وتزور لـ(لشامي) كتحمر وصلا
[835] وتزاور التخفيف في الزاي (ثـ)ـابت = و(حرميـ)ـهم ملئت في اللام ثقلا
المرفق بكسر الميم: مرفق اليد. وبفتحها: ما يرتفق به. وقد يستعمل كل واحد موضع الآخر.ذكر ذلك ثعلب فيما حكى الأزهري عنه.
وقال الفراء وقطرب: هما لغتان فصيحتان.
وأنشد الفراء في الجمع بين اللغتين:
بت أجافي مرفقًا عن مرفق). [فتح الوصيد: 2/1066]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([834] وقل مرفقًا فتحٌ مع الكسر عمه = وتزور للشامي كتحمر وصلا
[835] وتزاور التخفيف في الزاي ثابتٌ = وحرميهم ملئت في اللام ثقلا
[كنز المعاني: 2/391]
ح: (مرفقًا): مبتدأ، (فتحٌ): مبتدأ ثانٍ، (مع الكسر): صفته، (عمه): خبر، والهاء في (عمه): ضمير (مرفقًا)، والجمة: خبر (مرفقًا)، (تزور): مبتدأ، (وصلا): خبره، (كتحمر): متعلق به، (للشامي): حال، (تزاور): مبتدأ، (التخفيف): مبتدأ ثانٍ، (في الزاي): ظرفه، (ثابت): خبره، والجملة: خبر الأول (حرميهم): مبتدأ، (ثقلا): خبره، (ملئت): مفعوله، (في اللام): بيان لـ (ملئت)، أي: فعل التثقيل في لامه.
ص: قرأ نافع وابن عامر: {من أمركم مرفقًا} [16] بفتح الميم وكسر الفاء، والباقون: بالعكس، وهما لغتان في (مرفق اليد)، أو الأولى لغةٌ فيما يرتفق به، و(مرفق اليد) بالكسر والفتح لا غير.
وقرأ ابن عامر: (طلعت تزور)، ثم الكوفيون منهم: يخففون الزاي على أن الأصل (تتزاور)، حذفت إحدى التائين تخفيفًا، والباقون:
[كنز المعاني: 2/392]
يشددونها بإدغام التاء الثانية في الزاي، والكل لغات بمعنى: تميل وتنحرف.
وقرأ الحرميان نافع وابن كثير {ولملئت منهم}[18] بتثقيل لام {ولملئت}، والباقون: بالتخفيف، وفي التثقيل معنى التكثير). [كنز المعاني: 2/393] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (834- وَقُلْ مِرْفَقًا فَتْحٌ مَعَ الكَسْرِ "عَمَّـ"ـهُ،.. وَتَزْوَرُّ لِلشَّامِي كَتَحْمَرُّ وُصِّلا
أي: عم مرفقا فتح في الميم مع الكسر في الفاء والباقون بعكس ذلك: كسروا الميم وفتحوا الفاء، وهما لغتان في مرفق اليد وفيما يرتفق به وقيل: هما لغتان فيما يرتفق به، أما مرفق اليد فبكسر الميم وفتح الفاء لا غير). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/330]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (834 - وقل مرفقا فتح مع الكسر عمّه = وتزور للشّامي كتحمرّ وصّلا
835 - وتزّاور التّخفيف في الزّاي ثابت = وحرميّهم ملّئت في اللّام ثقّلا
قرأ نافع وابن عامر: مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً. بفتح الميم وكسر الفاء، فتكون قراءة الباقين بكسر الميم وفتح الفاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 311]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِرفَقًا فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ الْفَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْفَاءِ، وَذَكَرْنَا تَرْقِيقَ الرَّاءِ لِمَنْ كَسَرَ الْمِيمَ فِي بَابِ الرَّاءَاتِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ وَهَيِّئْ لَنَا وَيُهَيِّئْ لَكُمْ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر {مرفقًا} [16] بفتح الميم وكسر الفاء، والباقون بكسر الميم وفتح الفاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({وهيء} [10]، و{ويهيئ} [16] ذكر لأبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (743 - مرفقًا افتح اكسرن عمّ .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (مرفقا افتح اكسرن (عمّ) وخف = تزّاور الكوفي وتزور (ظ) رف
أي قرأ المدنيان وابن عامر «من أمركم مرفقا» بفتح الميم وكسر الفاء،
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 266]
والباقون بكسر الميم وفتح الفاء وهم لغتان بالشيء المرتفق به). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 267]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
مرفقا افتح اكسرن (عمّ) وخفّ = تزّاور الكوفي وتزورّ (ظ) رف
(ك) م وملئت الثّقل (حرم) ورقكم = ساكن كسر (ص) ف (فتى) (ش) اف (ح) كم
ش: أي قرأ [ذو (عم)] المدنيان، وابن عامر: من أمركم مرفقا [16] بفتح
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/428]
الميم وكسر الفاء.
والباقون بكسر الميم وفتح الفاء.
ولغة الحجاز فتح ميم «مرفق» إن كان لما يرتفق به، وكسر الميم العضو، وعكس الأخفش، وحكى الأزهري الكسر والفتح فيهما، وأصل الزّور الميل، ومنه «زاره»: مال إليه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/429]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم وهيّى لنا [10] ويهيّى لكم [16] لأبي جعفر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/428] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" همز "هيئ لنا" و"يهيئ لكم" أبو جعفر فتصير يائين الثانية خفيفة "ويوقف" عليه لحمزة وهشام بخلفه بوجه واحد فقط كما في النشر وهو إبدالها ياء كأبي جعفر وأما تخفيفها لعروض السكون فلا يصح وكذا إبدالها ألفا للرسم كحذف حرف المد المبدل فهي أربعة والمقروء به الأول). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" همز "فأوا" ألفا الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كوقف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر إدغام الراء في اللام من نحو: "ينشر لكم" لأبي عمرو بخلف عن الدوري). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مِرْفَقًا" [الآية: 16] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بفتح الميم وكسر الفاء، والباقون بكسر الميم وفتح الفاء، قيل هما بمعنى واحد، وهو ما يرتفق به، وقيل بفتح الميم مصدر كالمرجع وبكسرها للعضو، ومن فتح الميم فخم الراء حتما، ومن كسر رققها على الصواب كما في النشر خلافا للصقلي؛ لأنه يجعل الكسرة عارضة كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وهيئ} [10] و{يهيئ} [16] عدم إبدال همزهما للسبعة إلا حمزة في الوقف لا يخفى). [غيث النفع: 813] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فأووا} إبدال همزه لسوسي دون ورش جلي). [غيث النفع: 813]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مرفقا} قرأ نافع والشامي بفتح الميم، وكسر الفاء، والباقون بكسر الميم، وفتح الفاء، ومن فتح الميم فخم الراءن ومن كسرها رققها، لأن الكسرة لازمة وإن كانت الميم فيه زائدة، فلهذا قال بعضهم بتفخيمه لزيادتها، والصواب الأول.
وهو كاف وقيل تام، فاصلة بلا خلاف، ومنتهى الربع عند جميع المغاربة وجمهور المشارقة، وشذ بعضهم وجعله {كذبا} قبله). [غيث النفع: 813]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16)}
{وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ}
- قراءة الجماعة (وما يعبدون إلا الله).
- وذكر أبو حيان أن في مصحف عبد الله بن مسعود (وما يعبدون من دوننا).
قال أبو حيان:
(وما في مصحف عبد الله فيما ذكر هارون إنما أريد به تفسير المعنى، وأن هؤلاء الفتية اعتزلوا قومهم وما يعبدون من دون الله).
ثم قال: (وليس ذلك قرآنًا لمخالفتها لسواد المصحف؛ ولأن المستفيض عن عبد الله، بل هو متواتر ما ثبت في السواد، وهو: (وما يعبدون إلا الله).).
- وذكر الطبري أن ابن مسعود قرأ (وما يعبدون من دون الله)، قال: (هي في مصحف عبد الله...).
{فَأْوُوا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأعشى والسوسي والأزرق وورش بإبدال الهمزة ألفًا في الحالين (فاووا).
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز.
[معجم القراءات: 5/161]
{يَنْشُرْ لَكُمْ}
- قرأ أبو عمرو من رواية السوسي بإدغام الراء في اللام، واختلف عنه من رواية الدوري.
{يُهَيِّئْ}
- قراءة الجماعة (يهيئ) بالهمز، وقبلها ياء.
- وقرأ أبو جعفر والزهري وشيبة (يهيي) بياءين من غير همز، فقد أبدلوا الهمزة الساكنة ياءً خفيفة.
- وقراءة حمزة وهشام في الوقف كقراءة أبي جعفر بإبدال الهمزة ياءً ساكنة.
- وذكر ابن خالويه أن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم قرأ (يهيي) من غير همز، ونقل هذا أبو حيان عنه، وقد ذكرت تخريجه في (هي) في الآية/10 من هذه السورة.
- وقال ابن خالويه: ((ويهيا) بألف في مصحف عثمان رضي الله عنه) انتهى النص.
قلت: إن أراد ابن خالويه أنه بالألف رسمًا فهو أمر مقبول. وإن أراد أن ينطق كذلك بالألف فقد أبعد المرمى، وغاب عنه أن من العرب من يكتب الهمزة على ألف في كل حين، ولقد مرت معي نصوص كثيرة في مراجعهم، ولكن يحضرني الآن ثلاثة منها أسوقها إليك.
- الأول: قال الفراء:
(قوله: هيئ، كتبت الهمزة بالألف (وهيأ) بهجائه، وأكثر
[معجم القراءات: 5/162]
ما يكتب الهمز على ما قبله، فإن كان ما قبله مفتوحًا كتبت بالألف، وإن كان مضمومًا كتبت بالواو، وإن كان مكسورًا كتبت بالياء.
وربما كتبتها العرب بألف في كل حال؛ لأن أصلها ألف، قالوا:
نراها إذا ابتدأت تكتب بالألق في نصبها وكسرها وضمها، مثل قولك: وأمرت و(قد جئت شيئًا إمرًا)، فذهبوا هذا المذهب.
قال: ورأيتها في مصحف عبد الله (شيئًا) في رفعه وخفضه بالألف، ورأيت يستهزئون: يستهزأون بالألف، وهو القياس، والأول أكثر في الكتب).
- والثاني: قال الفراء في موضع آخر:
(... وذلك أن مصاحفه -أي عبد الله بن مسعود- قد أجري الهمز فيها بالألف في كل حال إن كان ما قبلها مكسورًا أو مفتوحًا أو غير ذلك...).
والثالث: قال ابن الجزري:
(وكتب: (هيئ لنا، ويهيئ لكم) في بعض المصاحف صورة الهمزة فيها ألفًا من أجل اجتماع المثلين؛ إذ لو حذفت لحصل الإجحاف من أجل أن الياء فيهما قبلها مشددة، نص على تصويرها ألفًا فيهما).
{مِرْفَقًا}
- قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو في رواية هارون والكسائي عن أبي بكر عن عاصم، وأبو جعفر والأعرج وشيبة وحميد وابن
[معجم القراءات: 5/163]
سعدان والأعشى والبرجمي والجعفي والأعمش (مرفقًا) بفتح الميم وكسر الفاء.
قال الأخفش: ((ومرفقًا) جعله اسمًا كالمسجد، أو يكون لغةً).
ونقل هذا عنه مكي في الكشف، وذهب المذهب فيه أبو حاتم. وقيل هو مصدر جاء على خلاف القياس.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وابن أبي إسحاق وطلحة والحسن والأعمش (مرفقًا) بكسر الميم وفتح الفاء.
وقالوا: بكسر الميم لليد.
وذهب بعضهم إلى أنهما لغتان فيما يرتفق به، فأما الجارحة فبكسر الميم فقط.
قال الزجاج:
(يقال: هو مرفق اليد بكسر الميم وفتح الفاء، وكذلك مرفق الأمر مرفق اليد سواء.
قال الأصمعي: لا أعرف غير هذا، وقرأت القراء: مرفقا -بفتح الميم وكسر الفاء.
[معجم القراءات: 5/164]
وذكر قطرب وغيره من أهل اللغة اللغتين جميعًا في مرفق الأمر ومرفق اليد، وقالوا جميعًا: المرفق لليد بكسر الميم، هو أكثر في اللغة وأجود).
وقال مكي:
(... وهما لغتان، حكى أبو عبيد: المرفق ما ارتفقت به، قال: وبعضهم يقول: المرفق، فأما في اليدين فهو مرفق بكسر الميم وفتح الفاء، وقد قيل: إن المرفق -بكسر الميم- المصدر كالمرفق، وكان القياس فتح الميم في المصدر؛ لأنه فعل يفعل، ولكنه جرى نادرًا كالمرجع والمحيض، وقال الأخفش: مرفقًا، بالكسر، هو شيء يرتفقون به، و(مرفقًا) بالفتح اسم كالمسجد).
وقال الفراء:
(.. فكأن الذين فتحوا الميم وكسروا الفاء أرادوا أن يفرقوا بين المرفق من الأمر، والمرفق من الإنسان، وأكثر العرب على كسر الميم من الأمر ومن الإنسان، والعرب أيضًا قد تفتح الميم من مرفق الإنسان، لغتان فيها) ). [معجم القراءات: 5/165]

قوله تعالى: { وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ۗ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {تزاور عَن كهفهم} 17
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو (تزور) بتَشْديد الزاي
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي (تزور) خَفِيفَة
وَقَرَأَ ابْن عَامر (تزور) مثل تحمر). [السبعة في القراءات: 388]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((تزاور) خفيف كوفي (تزور) مشدد الراء شامي، ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 305]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تزاور) [17]: خفيفة الزاي: كوفي. مثل: «تحمر» دمشقي، ويعقوب). [المنتهى: 2/802]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (تزور) بغير ألف على وزن (تحمر)، وقرأ الكوفيون (تزاور) بألف والتخفيف، وكذلك قرأ الباقون غير أنهم شددوا). [التبصرة: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {تزور عن كهفهم} (17): بإسكان الزاي، وتشديد الراء.
والكوفيون: بفتح الزاي مخففة، والف بعدها.
والباقون: يشددون الزاي، ويثبتون الألف). [التيسير في القراءات السبع: 348]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر ويعقوب: (تزور عن كهفهم) بإسكان الزّاي وتشديد الرّاء، والكوفيون بفتح الزّاي مخفّفة وألف بعدها، والباقون يشددون الزّاي ويثبتون الألف). [تحبير التيسير: 443]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَزْوَرُّ) على وزن تَحْمَرُّ يَعْقُوب، والحسن، وقَتَادَة، وأبو حيوة، وابن عامر وبألف من تخفيف الزاي هارون عن أَبِي عَمْرٍو، وكوفي غير ابْن سَعْدَانَ، الباقون بتشديد الزاي وألف بعدها، وهو الاختيار للتكرار ابن أبي عبلة، وجابر بن وردان عن أيوب بإسكان الزاي وبألف بعد الواو). [الكامل في القراءات العشر: 590]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([17]- {تَزَاوَرُ} خفيفة الزاي: الكوفيون.
مثل "تحمَرّ": ابن عامر). [الإقناع: 2/688]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (834- .... .... .... .... = وَتَزْوَرُّ لِلشَّامِي كَتَحْمَرُّ وُصِّلاَ
835 - وَتَزَّاوَرُ التَّخْفِيفُ فِي الزَّايِ ثَاِبت = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([835] وتزاور التخفيف في الزاي (ثـ)ـابت = و(حرميـ)ـهم ملئت في اللام ثقلا
...
و{تزْور}: الماضي ازورت، أي انقبضت.
و{تزَّور}، مثل: تسَّاءلون.
و{تزَور}، مثل: تسَاءلون.
والمعين متقارب، لأن تزَاور: تميل، وميلها انقباض). [فتح الوصيد: 2/1066]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([834] وقل مرفقًا فتحٌ مع الكسر عمه = وتزور للشامي كتحمر وصلا
[835] وتزاور التخفيف في الزاي ثابتٌ = وحرميهم ملئت في اللام ثقلا
[كنز المعاني: 2/391]
ح: (مرفقًا): مبتدأ، (فتحٌ): مبتدأ ثانٍ، (مع الكسر): صفته، (عمه): خبر، والهاء في (عمه): ضمير (مرفقًا)، والجمة: خبر (مرفقًا)، (تزور): مبتدأ، (وصلا): خبره، (كتحمر): متعلق به، (للشامي): حال، (تزاور): مبتدأ، (التخفيف): مبتدأ ثانٍ، (في الزاي): ظرفه، (ثابت): خبره، والجملة: خبر الأول (حرميهم): مبتدأ، (ثقلا): خبره، (ملئت): مفعوله، (في اللام): بيان لـ (ملئت)، أي: فعل التثقيل في لامه.
ص: قرأ نافع وابن عامر: {من أمركم مرفقًا} [16] بفتح الميم وكسر الفاء، والباقون: بالعكس، وهما لغتان في (مرفق اليد)، أو الأولى لغةٌ فيما يرتفق به، و(مرفق اليد) بالكسر والفتح لا غير.
وقرأ ابن عامر: (طلعت تزور)، ثم الكوفيون منهم: يخففون الزاي على أن الأصل (تتزاور)، حذفت إحدى التائين تخفيفًا، والباقون:
[كنز المعاني: 2/392]
يشددونها بإدغام التاء الثانية في الزاي، والكل لغات بمعنى: تميل وتنحرف.
وقرأ الحرميان نافع وابن كثير {ولملئت منهم}[18] بتثقيل لام {ولملئت}، والباقون: بالتخفيف، وفي التثقيل معنى التكثير). [كنز المعاني: 2/393] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): ("وتزور" ظاهر.
835- وَتَزَّاوَرُ التَّخْفِيفُ فِي الزَّايِ "ثَـ"ـاِبت،.. "وَحِرْمِيُّـ"ـهُمْ مُلِّئْتَ فِي الَّلامِ ثَقِّلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/330]
أصله تتزاور فمن شدد أدغم التاء الثانية في الزاي ومن خفف حذفها كما مضى في نحو: {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ}، و"تَذَّكَّرُونَ" وهما وقراءة ابن عامر سواء؛ الكل بمعنى العدول والانحراف). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/331]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (834 - .... .... .... .... = وتزور للشّامي كتحمرّ وصّلا
835 - وتزّاور التّخفيف في الزّاي ثابت = .... .... .... .... ....
....
وقرأ ابن عامر: إذا طلعت تزور بإسكان الزاي وتشديد الراء مثل تحمر، وقرأ الكوفيون تزاور بفتح الزاي وتخفيفها وألف بعدها وتخفيف الراء، وقرأ الباقون بفتح الزاي وتشديدها وألف بعدها وتخفيف الراء). [الوافي في شرح الشاطبية: 311]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (148 - وَتَزْوَرُّ حُزْ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - وتزور (حُـ)ـز واكسر بورق كثمره = بضمي (طـ)ـسوى فتحا (ا)تل (يـ)ـاثمر (ا)ذ (حـ)ـلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بحا) حز وهو يعقوب {تزور عن كهفهم} [17] بإسكان الزاي وتشديد الراء كابن عامر كما نطق به وعلم لأبي جعفر بفتح الزاي مشددة وألف بعدها وتخفيف الراء ولخلف كذلك إلا أنه يخفف الزاي). [شرح الدرة المضيئة: 165]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَزَاوَرُ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ، (تَزْوَرُّ) بِإِسْكَانِ الزَّايِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ مِثْلَ تَحْمَرُّ، وَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِفَتْحِ الزَّايِ وَتَخْفِيفِهَا وَأَلِفٍ بَعْدَهَا وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُمْ شَدَّدُوا الزَّايَ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر ويعقوب {تزاور} [17] بإسكان الزاي وتشديد الراء من غير ألف مثل (تحمرُّ)، والكوفيون بفتح الزاي مخففة وألف بعدها وتخفيف الراء، والباقون كذلك، ولكنهم يشددون الزاي). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (743- .... .... .... .... وخف = تزّاور الكوفي وتزورّ ظرف
744 - كم .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وخف) أي قرأ الكوفيون بتخفيف الزاي من «تزّاور» وقرأ يعقوب وابن عامر المرموز لهما أول البيت الآتي تزور بإسكان الزاي وتشديد الراء من غير ألف كما لفظ به، وقرأ الباقون بتشديد الزاي ثم ألف بعدها وتخفيف الراء). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 267]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ الكوفيون: تزور عن كهفهم [17] بتخفيف الزاي، والراء، وألف تالية، جعلوه مضارع «تزاور» ك: «تطاول»، وأصله: تتزاور، فحذفت إحدى التاءين [كما ثبتت لغته ].
وقرأ ذو ظاء (ظرف) (يعقوب) وكاف (كم) (ابن عامر) بتخفيف الزاي، وتشديد الراء، جعله مضارع «ازورّ» للمبالغة منه.
والباقون بتشديد الزاي ثم ألف، وتخفيف الراء على إدغام إحدى التاءين في الأخرى كما تقدم في تذّكرون [الأنعام: 152] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/429]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "وَتَرَى الشَّمْس" وصلا السوسي بخلفه، وفتحه الباقون وفي الوقف كل على أصله). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تَزَاوَر" [الآية: 17]
[إتحاف فضلاء البشر: 2/210]
فابن عامر ويعقوب بإسكان الزاي وتشديد الراء بلا ألف كتحمر وأصله الميل والأزور المائل بعينه وبغيرها، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح الزاي مخففة وألف بعدها، وتخفيف الراء مضارع تزاور وأصله تتزاور حذفت إحدى التاءين تخفيفا، وافقهم الأعمش والباقون بفتح الزاي مشددة وألف بعدها وتخفيف الراء على إدغام التاء في الزاي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" ياء "المهتدي" وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر في الحالين يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وترى الشمس إذا طلعت}
{تزاور} [17] قرأ الشامي بإسكان الزاي، وحذف الألف، وتشديد الراء، والكوفيون بفتح الزاي وتخفيفها، وألف بعدها، وتخفيف الزاي، والباقون كذلك إلا أنهم شددوا الزاي). [غيث النفع: 815]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فهو المهتد} {فهو} جلي، وأما {المهتد} فقرأ نافع والبصري حال الوصل بإثبات ياء بعد الدال، والباقون بحذفها في الحالين). [غيث النفع: 815]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)}
{وَتَرَى الشَّمْسَ}
- قرأه بالإمالة في الوقف أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف، وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي والأعمش.
[معجم القراءات: 5/165]
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش في الوقف.
- وقراءة الإمالة في الوصل عن السوسي بخلاف عنه.
- والباقون على الفتح في الحالين، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{إِذَا طَلَعَتْ}
- قرأ الأزرق وورش بتغليظ اللام وترقيقها.
- وقراءة الباقين بالترقيق.
{تَزَاوَرُ}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش وطلحة وابن أبي ليلى وابن مناذر وأبو عبيد وابن سعدان ومحمد بن عيسى الأصبهاني وأحمد بن جبير الأنطاكي (تزاور) بفتح الزاء مخففة، وألف بعدها، وبتخفيف الراء.
وأصله تتزاور، فحذفت إحدى التاءين تخفيفًا، على الخلاف المشهور في المحذوف منهما.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر (تزاور) بفتح التاء، وتشديد الزاي، وألف بعدها.
[معجم القراءات: 5/166]
وأصله تتزاور، فقلبت التاء الثانية زايًا وأدغمت في الزاي.
- وقرأ ابن عامر وابن أبي إسحاق وقتادة وحميد ويعقوب عن العمري:
(تزور) على وزن تحمر، بإسكان الزاي، وتشديد الراء، أي تنقبض، فهو من ازور، وقيل بمعنى تميل وتتنحى، من الزور وهو الميل.
- وقرأ أبو الجوزاء وأبو السمال وعبد الحميد عن ابن عامر (تزور) بفتح التاء والزاي وتشديد الواو المفتوحة، خفيفة الراء.
- وقرأ عاصم الجحدري وأبو رجاء وأيوب السختياني وابن أبي عبلة وجابر ووردان عن أبي أيوب وأبي بن كعب وأبو مجلز وأبو رجاء (تزوار)، على وزن (تحمار)، بتاء مفتوحة، فزاي ساكنة، ثم واو بعدها ألف، ثم راء مشددة.
قال ابن جني: (هذا افعال...، وقلما جاءت افعال إلا في الألوان، نحو: اسواد، وابياض، واحمار، واصفار، أو العيوب الظاهرة نحو: احول واحوال..، وقد جاءت افعال..، في غير الألوان..).
[معجم القراءات: 5/167]
- وقرأ ابن مسعود وأبو المتوكل وابن السميفع (تزوئر) بهمزة قبل الراء، مثل: ادهأم واشعأل، وكان هذا فرارًا من التقاء الساكنين في مثل (تزوار) سكون الألف وسكون الراء الأولى المدغمة.
قال ابن خالويه: (وأجازه أبو معاذ).
{غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ}
وعن أبي عمرو إدغام التاء في التاء.
وعن حفص فيما رواه أبو عمرو عن أبي عمارة عنه الإظهار.
{تَقْرِضُهُمْ}
- قراءة الجمهور (تقرضهم) بالتاء، أي: تتركهم، والمعنى: أنهم كانوا لا تصيبهم شمس البتة كرامة لهم. كذا قال ابن عباس.
- وقرأت فرقة: (يقرضهم) بالياء من تحت، أي الكهف، من القرض، وهو القطع، أي يقطعهم الكهف بظله من ضوء الشمس.
{مِنْهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (منهو) بوصل الهاء بواو.
{فَهُوَ}
- تقدمت قراءتان فيه، بضم الهاء، وسكونها، وانظر هذا في الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{الْمُهْتَدِ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر في الوصل (المهتدي...) بإثبات الياء.
- وقرأ يعقوب، وابن شنبوذ عن قنبل بإثبات الياء في الحالين.
- وقراءة الباقين (المهتدِ) على حذف الياء في الحالين.
وتقدم مثل هذا في الآية/97 من سورة الإسراء). [معجم القراءات: 5/168]

قوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ۖ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ۚ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد اللَّام وتخفيفها من قَوْله {وَلَمُلئت مِنْهُم رعْبًا} 18
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع {وَلَمُلئت} مُشَدّدَة مَهْمُوزَة
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي {وَلَمُلئت} خَفِيفَة
وروى إِسْمَاعِيل بن مُسلم عَن ابْن كثير {وَلَمُلئت} خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 389]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ولملئت) مشدد حجازي). [الغاية في القراءات العشر: 305]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ولملئت) [18]: مشدد: حجازي، يترك همزها أبو عمرو، ويزيد، والأعشى، وورش طريق ابن عيسى والأسدي، زاد يزيد، وابن عيسى،
[المنتهى: 2/802]
والأعشى تركها في {وهيء} [10]، و{ويهيء} [16] فيهما). [المنتهى: 2/803]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان و(لملئت) بالتشديد وخفف الباقون). [التبصرة: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان: {ولملئت منهم} (18): بتشديد اللام.
والباقون: بتخفيفها.
ابن عامر، والكسائي: {رعبا}: مثقلا.
والباقون: مخففًا). [التيسير في القراءات السبع: 348]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الحرميان وأبو جعفر: (ولملئت منهم) بتشديد اللّام الثّانية، والباقون بتخفيفها). [تحبير التيسير: 443]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (رعبًا) قد ذكر في آل عمران). [تحبير التيسير: 443]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَنُقَلِّبُهُمْ) بالتاء وضم الباء عمران بن جدير عن الحسن (وَلَمُلِئْتَ) مشدد أبو حيوة، وابن أبي عبلة، وحجازي غير محبوب عن ابْن كَثِيرٍ وهو الاختيار للتأكيد، الباقون خفيف). [الكامل في القراءات العشر: 590]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([18]- {وَلَمُلِئْتَ} مشددة: الحرميان). [الإقناع: 2/688]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (835- .... .... .... .... = وَحِرْمِيُّهُمْ مُلِّئْتَ فِي الَّلامِ ثَقِّلاَ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([835] وتزاور التخفيف في الزاي (ثـ)ـابت = و(حرميـ)ـهم ملئت في اللام ثقلا
...
وملْئت وملِّئت بمعنًى.
وفي التشديد معنى التأكيد؛ والأصل التخفيف). [فتح الوصيد: 2/1066]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([834] وقل مرفقًا فتحٌ مع الكسر عمه = وتزور للشامي كتحمر وصلا
[835] وتزاور التخفيف في الزاي ثابتٌ = وحرميهم ملئت في اللام ثقلا
[كنز المعاني: 2/391]
ح: (مرفقًا): مبتدأ، (فتحٌ): مبتدأ ثانٍ، (مع الكسر): صفته، (عمه): خبر، والهاء في (عمه): ضمير (مرفقًا)، والجمة: خبر (مرفقًا)، (تزور): مبتدأ، (وصلا): خبره، (كتحمر): متعلق به، (للشامي): حال، (تزاور): مبتدأ، (التخفيف): مبتدأ ثانٍ، (في الزاي): ظرفه، (ثابت): خبره، والجملة: خبر الأول (حرميهم): مبتدأ، (ثقلا): خبره، (ملئت): مفعوله، (في اللام): بيان لـ (ملئت)، أي: فعل التثقيل في لامه.
ص: قرأ نافع وابن عامر: {من أمركم مرفقًا} [16] بفتح الميم وكسر الفاء، والباقون: بالعكس، وهما لغتان في (مرفق اليد)، أو الأولى لغةٌ فيما يرتفق به، و(مرفق اليد) بالكسر والفتح لا غير.
وقرأ ابن عامر: (طلعت تزور)، ثم الكوفيون منهم: يخففون الزاي على أن الأصل (تتزاور)، حذفت إحدى التائين تخفيفًا، والباقون:
[كنز المعاني: 2/392]
يشددونها بإدغام التاء الثانية في الزاي، والكل لغات بمعنى: تميل وتنحرف.
وقرأ الحرميان نافع وابن كثير {ولملئت منهم}[18] بتثقيل لام {ولملئت}، والباقون: بالتخفيف، وفي التثقيل معنى التكثير). [كنز المعاني: 2/393] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والتخفيف، والتشديد في "ملئت" لغتان ففي التشديد تكثير). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/331]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (835 - .... .... .... .... .... = وحرميّهم ملّئت في اللّام ثقّلا
....
وقرأ الحرميان: وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً. بتشديد اللام الثانية، وقرأ غيرهم بتخفيفها). [الوافي في شرح الشاطبية: 311]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَمُلِئْتَ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ بِتَشْدِيدِ اللَّامِ الثَّانِيَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَخْفِيفِهَا، وَهُمْ عَلَى أُصُولِهِمْ فِي الْهَمْزِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ رُعْبًا فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير {ولملئت} [18] بتشديد اللام، والباقون بتخفيفها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (744- .... وملئت الثّقل حرمٌ .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ((ك) م وملئت الثّقل (حرم) ورقكم = ساكن كسر (ص) ف (فتى) ش) اف (ح) كم
يعني قرأ قوله تعالى: «ولملّئت منهم رعبا» بتشديد اللام المدنيان وابن كثير. والباقون بتخفيفها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 267]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ غير (حرم): ولملئت منهم [18] بتخفيف اللام للتكثير؛ [لأنه يرد التكثير]، والتقليل، على أنه متعد بنفسه بنى للمفعول فارتفع المنصوب.
وقرأ ذو (حرم) المدنيان، وابن كثير بتشديد اللام للتكثير). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/429]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ بفتح سين "وَتَحْسَبُهُم" [الآية: 18] ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "وتقلبهم" بتاء مفتوحة وقاف ساكنة ولام مخففة مضارع قلب مخففا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "لو اطلعت" بضم الواو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم تفخيم راء "فرارا" للأزرق كغيره من أجل التكرير). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلَمُلِئْتَ مِنْهُم" [الآية: 18] فنافع وابن كثير وأبو جعفر بتشديد اللام الثانية للمبالغة وافقهما ابن محيصن، والباقون بتخفيفها وأبدل همزها ياء ساكنة أبو عمرو بخلفه والأصبهاني، وأبو جعفر كوقف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "رعبا" بضم العين ابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وتحسبهم} [18] قرأ الحرميان وبصري وعلي بكسر السين، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 815]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ذراعيه} راؤه مرقق لورش من أجل الكسرة قبله، وهو الذي في أكثر التصانيف، وبه قرأ الداني على فارسي والخاقاني.
وأخذ جماعة فيه بالتفخيم من أجل العين بعده وبه قرأ الداني على أبي الحسن، والأخذ عندنا بالأول، ومثله {سراعًا} [ق: 44] و{ذراعًا} [الحاقة: 32] ). [غيث النفع: 815]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولملئت} قرأ الحرميان بتشديد اللام الثانية، والباقون بالتخفيف، وإبدال همزه للسوسي لا يخفى). [غيث النفع: 815]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رعبا} قرأ الشامي وعلي بضم العين، والباقون بإسكانها). [غيث النفع: 815]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)}
{تَحْسَبُهُمْ}
- قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر والحسن والمطوعي (تحسبهم) بفتح السين، وهي لغة تميم، وهو القياس لأن ماضيه على فعل بكسر العين.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائي والأعشى عن أبي بكر بخلاف، وهبيرة عن حفص عن عاصم ويعقوب وخلف (تحسبهم) بكسر السين.
قال ابن مجاهد:
(وقال هبيرة عن حفص إنه كان يفتح، ثم رجع فكان يكسر).
وقال مكي:
(والفتح أقوى في الأصول؛ لأن فعل في الماضي إنما يأتي مستقبله على يفعل بالفتح في الأكثر، والكسر لغة فيه شذت عن القياس، وله نظائر أتت بالكسر في المستقبل والماضي مسموعة.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بكسر السين، وهي لغة حجازية، وهو الاختيار).
وتقدم كسر السين وفتحها في الآية/273 من سورة البقرة.
{نُقَلِّبُهُمْ}
- قرأ الجمهور (نقلبهم) بنون العظمة.
- وقرئ (يقلبهم) بالياء، والفاعل هو الله سبحانه وتعالى.
[معجم القراءات: 5/169]
- وقرأ ابن السميفع (تقلبهم) بتاء معجمة مضمومة.
- وقرأ الحسن فيما حكى الأهوازي في الإقناع [كذا في البحر] (يقلبهم) بياء مفتوحة، وقاف ساكنة، لام مكسورة خفيفة، مضارع (قلب).
- وعن الحسن وعكرمة وأبي رجاء (تقلبهم) بتاء مفتوحة وقاف ساكنة ولام مكسورة خفيفة، مضارع (قلب)، فهو كالقراءة السابقة إلا أنه بالتاء في أوله.
- وقرأ الحسن: (تقلبهم) بفتح التاء والقاف وضم اللام وفتح الباء، وهو مصدر (تقلب).
قال ابن جني:
(هذا منصوب بفعل دل عليه ما قبله من قوله تعالى: (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم)، وقوله: (وتحسبهم أيقاظًا وهم رقود)، فهذه أحوال مشاهدة، فكذلك (تقلبهم) داخل في معناه، فكأنه قال: وترى أو تشاهد تقلبهم ذات اليمين وذات الشمال...).
وذهب مثل هذا المذهب فيه العكبري، والزمخشري، ونقل أبو حيان هذا التخريج عن ابن جني.
[معجم القراءات: 5/170]
- وروي عن الحسن واليماني: (تقلبهم) بضم الباء، وهو مصدر (تقلب)، وهو مرفوع بالابتداء، وخبره ما بعده، أو مقدر، أي: آية عظيمة.
- وقرأ أبو الجوزاء وعكرمة (ونقلبهم) بالنون وقاف ساكنة ولام مكسورة خفيفة.
{كَلْبُهُمْ}
- قراءة الجماعة (كلبهم) مفردًا، وبباء بعد اللام.
- وقرأ جعفر الصادق (كالبهم) بألف بعد الكاف، ثم لام مكسورة.
أي صاحب كلبهم، كما تقول: لابن وتامر، أي: صاحب لبن وتمر.
قال القرطبي:
(وقد حكى أبو عمر المطرز في كتاب اليواقيت أنه قرئ: (وكالبهم)..، وقرأ جعفر بن محمد الصادق: (وكالبهم) يعني صاحب الكلب).
- وحكى أبو عمر الزاهد غلام ثعلب أنه قرئ (كالئهم) اسم فاعل من كلأ، أي: حافظهم.
قال الشهاب: (وروي عن الزاهد كالئهم بهمزة مضمومة بدل الباء أي حارسهم، وكأنها تفسير أو تحريف).
{ذِرَاعَيْهِ}
- قراءة الأزرق ورش بترقيق الراء وتفخيمها.
[معجم القراءات: 5/171]
{لَوِ اطَّلَعْتَ}
- قرأ نافع وأبو جعفر ويحيى بن وثاب والأعمش والمطوعي وشيبة ويعقوب وأبو حصين (لو اطلعت) بضم الواو في الوصل.
- وقراءة الجمهور من القراء (لو اطلعت) بكسر الواو في الوصل على الأصل في التقاء الساكنين.
قال الزجاج:
(بكسر الواو: وتقرأ (لو اطلعت عليهم) بضم الواو، والكسر أجود؛ لأن الواو ساكنة والطاء ساكنة، فكسرت الواو الالتقاء الساكنين، وهذا هو الأصل، وجاز الضم لأن الضم من جنس الواو...).
{اطَّلَعْتَ}
- قراءة الجماعة بهمزة الوصل (اطلعت) بهمزة وصل على وزن (افتعلت) فهو خماسي: أصله اطتلع، ثم قلبت التاء طاء، ثم أدغمت الطاء في الطاء، وجيء بهمزة الوصل للتمكن من النطق بالطاء الساكنة المدغمة في الطاء المنقلبة عن تاء.
- وذكر ابن خالويه في مختصره عن يحيى بن وثاب والأعمش أنهما قرأا (... أطلعت) بهمزة قطع، من (أطلع)، وهو الثلاثي المزيد بالهمزة.
قلت: في التاج: أطلع لغة في طلع.
وفيه وأطلع رأسه إذا أشرف على شيء، فإذا رددت رواية ابن خالويه إلى هذا الذي ذكرته لك وجدت القراءة غير مستنكرة.
[معجم القراءات: 5/172]
- وقراءة الأزرق وورش في (أطلعت) بتغليظ اللام وترقيقها.
- وقراءة الباقين بالترقيق.
{عَلَيْهِمْ}
- تقدم ضم الهاء على الأصل عن حمزة ويعقوب والمطوعي والشنبوذي.
وكسرها لمجاورة الياء عن الباقين.
وانظر الآية/7 من سورة الفاتحة في الجزء الأول من هذا المعجم.
{فِرَارًا}
- أجمع القراء على تفخيم الراء من أجل التكرير، وكذا جاءت قراءة الأزرق وورش.
{لَمُلِئْتَ}
- قرأ ابن عامر وأبو عمرو وإسماعيل بن مسلم عن ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب (لملئت) بتخفيف اللام الثانية.
قال الأخفش: (الخفيفة أجود في كلام العرب).
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عباس وأبو حيوة وابن أبي عبلة والأعمش وأبو جعفر وابن محيصن (لملئت) بتشديد اللام الثانية للمبالغة.
- وقرا أبو عمرو بخلاف عنه والأعشى عن أبي بكر عن عاصم والزهري والأصبهاني عن ورش، والسوسي (لمليت) بإبدال الهمزة الساكنة ياء.
[معجم القراءات: 5/173]
- وقرأ أبو جعفر وشيبة (لمليت) بتشديد اللام، وإبدال الهمزة ياءً ساكنة.
- وقراءة حمزة في الوقف كقراءة أبي عمرو ومن معه (لمليت) بإبدال الهمزة ياءً مع لام خفيفة مكسورة.
{رُعْبًا}
- قرأ ابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وعيسى بن عمر (رعبًا) بضم العين.
- وقرأ أبو عمرو وابن كثير ونافع وعاصم وحمزة (رعبًا) بسكون العين.
قال أبو حاتم: (هما لغتان).
قال أبو حيان:
(... فقيل لغتان، وقيل: الأصل السكون، وضم إتباعًا، كالصبح والصبح.
وقيل: الأصل الضم، وسكن تخفيفًا كالرسل والرسل).
وتقدم مثل هاتين القراءتين في الآية/151 من سورة آل عمران: (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب)، وأحالت أكثر المراجع ما جاء هنا في الكهف على ما مضى). [معجم القراءات: 5/174]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:43 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (19) إلى الآية (20) ]

{ وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۚ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)}

قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۚ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا في كسر الرَّاء وإسكانها من قَوْله {بورقكم} 19
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر والكسائي وَحَفْص عَن عَاصِم {بورقكم} مَكْسُورَة الرَّاء
وَقَرَأَ أَبُو عمر وَحَمْزَة وَأَبُو بكر عَن عَاصِم {بورقكم} سَاكِنة الرَّاء
خَفِيفَة
وروى روح عَن أَحْمد بن مُوسَى عَن أَبي عَمْرو {بورقكم} مدغمة قَالَ وَكَانَ يشمها شَيْئا من التثقيل). [السبعة في القراءات: 389]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (بورقكم) ساكنة الراء أبو عمرو، وأبو بكر، وحمزة، وخلف). [الغاية في القراءات العشر: 305]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (بورقكم) [19]: ساكنة الراء: أبو عمرو، وحمزة، وأبو بكر، والمفضل، وخلف، وروح، والخزاز). [المنتهى: 2/803]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وأبو مرو وحمزة (بورقكم) بإسكان الراء، وقرأ الباقون بالكسر). [التبصرة: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو، وأبو بكر، وحمزة: {بورقكم} (19): بإسكان الراء.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 348]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر وأبو عمرو وحمزة وخلف وروح: (بورقكم) بإسكان الرّاء، والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 443]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بِوَرِقِكُمْ) بسكون الراء المفضل، وأبان، وأبو بكر غير هارون، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، وَرَوْحٌ، والزجاج عن يَعْقُوب، وطَلْحَة، وأبو عمرو، غير هارون، والجعفي، وعبد الوارث، والأصمعي، وخارجة كلهم عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بكسرها، وهو الاختيار؛ لأنه أشبع بكسر الواو وإسكان الراء وإدغام القاف في الكاف إسماعيل عن ابن مُحَيْصِن). [الكامل في القراءات العشر: 590]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلْيَتَلَطَّفْ) بضم الياء على ما لم يسم فاعله، أبو خليد عن قُتَيْبَة، والليث طريق ابن أملي، الباقون بفتح الياء، وهو الاختيار على تسمية الفاعل، (وَلَا يُشْعِرَنَّ) بفتح الياء وضم العين (أَحَدًا) مرفوع أبو خلد عن قُتَيْبَة، الباقون بضم الياء وكسر العين واحدًا نصب وهو الاختيار؛ لموافقة المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 590]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([19]- {بِوَرِقِكُمْ} ساكنة الراء: أبو عمرو وأبو بكر وحمزة). [الإقناع: 2/689]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (836 - بَوَرْقِكُمُ الإِسْكَانُ فِي صَفْوِ حُلْوِهِ = وَفِيهِ عَنِ الْبَاقِينَ كَسْرٌ تَأَصَّلا). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([836] بورقكم الإسكان (فـ)ـي (صـ)ـفو (حـ)ـلوه = وفيه عن الباقين كسر تأصلا
المضروبة، ورق ورقة.
وقال أبو عبيدة: «الفضة غير المضروبة ورقٌ أيضًا».
ورقة وورق، لغة بإسكان الراء، وهو تخفيف، كما قالوا: كبد في كبد.
وقوله: (تأصل)، يشير به إلى أن الأصل الكسر). [فتح الوصيد: 2/1067]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([836] بورقكم الإسكان في صفو حلوه = وفيه عن الباقين كسر تأصلا
ح: (بورقكم): مبتدأ، (الإسكان): مبتدأ ثانٍ، (في صفو حلوه): خبره، والهاء يعود إلى (بورقكم)، والجملة: خبره، (كسر): مبتدأ، (تأصل): نعته، (فيه): خبره، والهاء: يعود إلى (بورقكم).
ص: قرأ حمزة وأبو بكر وأبو عمرو: {فابعثوا أحدكم بروقكم} [19] بإسكان الراء، والباقون: بكسرها على أن الإسكان تخفيف الكسر، نحو: (كتف) في (كتف).
وأشار إلى تأصل الكسر بقوله: (كسرٌ تأصلا) ). [كنز المعاني: 2/393]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (836- بَوَرْقِكُمُ الإِسْكَانُ "فِـ"ـي "صَـ"ـفْوِ "حُـ"ـلْوِهِ،.. وَفِيهِ عَنِ البَاقِينَ كَسْرٌ تَأَصَّلا
يعني: أن الأصل كسر التاء، والإسكان تخفيف نحو كبد وفخذ، والورِق: الفضة، ويقال له: الرقة أيضا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/331]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (836 - بورقكم الإسكان في صفو حلوه = وفيه عن الباقين كسر تأصّلا
قرأ حمزة وشعبة وأبو عمرو: بِوَرِقِكُمْ بإسكان الراء، ولما كانت قراءة الباقين لا تؤخذ
[الوافي في شرح الشاطبية: 311]
من الضد صرح بها وبين أنهم يقرءون بكسر الراء. وفي قوله: (تأصلا) إشارة إلى أن الكسر هو الأصل وأما الإسكان فهو تخفيف). [الوافي في شرح الشاطبية: 312]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (148- .... .... وَاكْسِرْ بِوَرْقِ كَثُمْرِهِ = بِضَمَّيْ طُوىً .... .... .... ). [الدرة المضية: 32] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: واكسر بورق كثمره بضمي طوى فتحًا اتل يا ثمر اذ حلا أي روى مرموز (طا) طوى وهو رويس {بورقكم} [19] بكسر الراء كابن جعفر وعلم لخلف وروح بإسكانها ويريد بقوله كثمره تشبيه {بورقكم} بثمره في أنهما لرويس لينفصل الترجمتان بذلك الراوي صريحًا ولذا لم يقل: ثمره كالتلاوة لئلا يوهم تعلق {بورقكم} بالسابقة ليعقوب واستئناف بثمره لرويس أي روى مرموز (طا) طوى وهو رويس أيضًا {بثمره} [42]
[شرح الدرة المضيئة: 165]
بضم الثاء والميم وهو معنى قوله: بضمي طوى جمع ثمار أو جمع ثمرة). [شرح الدرة المضيئة: 166] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بِوَرِقِكُمْ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ وَأَبُو بَكْرٍ وَرَوْحٌ بِإِسْكَانِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو وحمزة وخلف وأبو بكر وروح {بورقكم} [19] بإسكان الراء، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 582]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(744- .... .... .... .... ورقكم = ساكن كسرٍ صف فتىً شافٍ حكم). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ورقكم) يريد أنه قرأ قوله تعالى: «بورقكم هذه» بإسكان كسر الراء أبو بكر وحمزة وخلف وروح وأبو عمرو، والباقون بكسرها؛ فالإسكان لغة تميم، والكسر لغة الحجاز). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 267]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو صاد (صف) أبو بكر و(فتى) حمزه وخلف وشين (شاف) روح وحاء (حكم) أبو عمرو: بورقكم [19] هذه بإسكان الراء، وهي لغة تميم، والباقون بكسرها وهي لغة الحجازيين، وقيد السكون للضد). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/429]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم ثاء "لَبِثْتُم" أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بِوَرِقِكُم" [الآية: 19]
[إتحاف فضلاء البشر: 2/211]
فنافع وابن كثير وابن عامر وحفص والكسائي وأبو جعفر ورويس بكسر الراء، وافقهم ابن محيصن والحسن، وعن ابن محيصن إدغام القاف في الكاف، والباقون بإسكان الراء والكسر هو الأصل والإسكان تخفيف منه كنبق ونبق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/212]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بورقكم} [19] قرأ البصري وشعبة وحمزة بإسكان الراء، والباقون بكسرها، ومن سكن فخم الراء، ومن كسر رقق). [غيث النفع: 815]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)}
{لَبِثْتُمْ .... لَبِثْتُمْ}
- أدغم الثاء في التاء أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وهو رواية عن رويس (لبتم).
- وأظهر الثاء نافع وابن كثير وعاصم (لبثتم).
وانظر مثل هذا في سورة الإسراء آية/52.
{أَعْلَمُ بِمَا}
- ذكر بعض المتقدمين عن أبي عمرو ويعقوب إدغام الميم في الباء، وإظهارها.
وقد ذكرت من قبل مرارًا أن الميم هنا أسكنت ثم أخفيت في الباء، والفرق بين الحالين لا يخفى.
{بِوَرِقِكُمْ}
- قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر والكسائي وحفص عن عاصم وأبو جعفر ورويس وابن محيصن والحسن (بورقكم) بكسر الراء.
[معجم القراءات: 5/175]
وهو الاختيار عند مكي، والورق: المال، وعند اللغويين الورق: الدراهم المضروبة.
- وقرأ أبو عمرو وحمزة وحماد وأبو بكر والمفضل عن عاصم والحسن والأعمش واليزيدي ويعقوب في رواية وخلف وأبو عبيد وابن سعدان والخزاز عن هبيرة وروح (بورقكم) بإسكان الراء على حذف الكسرة من الراء، قال القرطبي: (لثقلها، وهما لغتان).
والورق: المال.
قال ابن الأعرابي: (والوَرِق والوِرْق والوَرْق والرقة الدراهم: مثل: كَبِد وكِبْد وكَبْد..، لأن فيهم من ينقل كسرة الراء إلى الواو بعد التخفيف، ومنهم من يتركها على حالها).
- وقرأ أبو عبيدة (بورقكم) بفتح الواو والراء، والورق: المال.
- وقرأ علي بن أبي طالب (بوارقكم) على وزن فاعل، جعله اسم جمع كباقر وحائل، أي بصاحب ورقكم.
- وروي عن عليّ رضي الله عنه أنه قرأ: (بوراقكم) كذا بتشديد الراء، أي بصاحب دراهمكم.
قال الفيروزبادي:
(ورجل وراق: صاحب الدراهم، ومنه قراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه (فابعثوا أحدكم بوراقكم) أي بصاحب دراهمكم).
[معجم القراءات: 5/176]
- إدغام القاف في الكاف:
- قرأ أبو رجاء وإسماعيل عن ابن محيصن وعباس بإدغام القاف في الكاف، فتصير كافًا خالصة مشددة، وذكروا عن ابن محيصن وأبي رجاء كسر الواو وسكون الراء ثم الإدغام.
وذكر ابن جني قراءة أبي رجاء مكسورة الواو مدغمة، ثم حكى عن أبي حاتم أن ابت محيصن أدغم، ولم يحك الإدغام عن أبي رجاء.
وذكر أبو حيان أن ابن محيصن كسر الراء ليصح الإدغام.
قلت: تعقب العلماء ابن محيصن في هذا وقالوا: إنه إدغام غير جائز لالتقاء الساكنين على غير حده. ومن هؤلاء الزمخشري والرازي.
وقال الشهاب:
(وقد رد هذا الرد بانه وقع مثله في كلام العرب، وقرئ (نعما) بسكون العين والإدغام، ووجهه الجعبري بأنه مغتفر لعروضه في الوقف، وكذا قرئ بالإدغام (في المهد صبيًا)، فظهر منه أنه جائز، وأن ما قيل لا يمكن التلفظ به سهو، إلا أن يفرق بين حرف الحلق وغيره بأنه يشبه اللين فتدبر).
[معجم القراءات: 5/177]
ونقل الإدغام بخلاف عن اثنين هما أبو عمرو وابن كثير:
- أما الأول: فقد روى روح عن أحمد بن موسى عن أبي عمرو إدغام القاف في الكاف قال: (وكان يشمها -أي الحركة- شيئًا من التثقيل).
- وأما الثاني: فقد ذكروا أن ابن كثير قرأ بكسر الراء وإدغام القاف في الكاف.
ورد هذا أبو حيان، قال: (وهو مخالف لما نقل الناس عنه).
- وذكر الطبرسي عن أبي عمرو إدغام الكاف في القاف.
قلت: لعل هذا تحريف، وصوابه إدغام القاف في الكاف، ومما يؤنس بهذا أنها جاءت عند الطوسي بإدغام القاف في الكاف، والطبرسي يجري على خطا الطوسي، ويأخذ من تبيانه ما فيه، ولا يعدوه.
- وحكى الزجاج قراءة: (بورقكم) بكسر الواو وسكون الراء دون إدغام، ونقل هذا أبو حيان وغيره، ولم يسموا لها قارئًا، وقد وجدت هذا في التاج والبصائر معزوًا إلى أبي عمرو وابن محيصن، وذكرها الشوكاني لابن محيصن وحده، وذكرها الصفراوي لهارون عن أبي عمرو.
وقال العكبري: (على نقل الكسرة إليها -أي إلى الواو- مثل فخذ وفخذ).
[معجم القراءات: 5/178]
وعزا القرطبي هذه القراءة إلى الزجاج (قال: وقرأ الزجاج..) قلت: وهذا سهو منه، بل سبق قلم.
وقال ابن عطية بعد هذه القراءة: (وروي عن أبي عمرو الإدغام، وإنما هو إخفاء؛ لأن الإدغام من سكون الراء متعذر).
- وقرأ أبو بكر (شعبة): (بورقكم) بضم الواو وسكون الراء.
وقد ذكر الأصفهاني هذه القراءة ولم يعزها إلى قارئ، وسمي قارئها في البصائر والتاج.
{فَلْيَنْظُرْ}
- قرأ الجمهور (فلينظر) بسكون لام الأمر.
- وقرأ الحسن (فلينظر) بكسرها على الأصل.
{أَزْكَى}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح التقليل قرأ الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{وَلْيَتَلَطَّفْ}
- قراءة الجماعة (وليتلطف) بسكون لام الأمر، وبناء الفعل للفاعل.
- وقرأ الحسن (وليتلطف) بكسر لام الأمر على الأصل.
- وقرأ قتيبة الميال (وليتلطف) بضم الياء مبنيًا للمفعول.
{وَلَا يُشْعِرَنَّ}
- قراءة الجماعة (ولا يشعرن...)، بضم أوله وكسر العين من (أشعر) الرباعي.
- وقرأ أبو صالح وقتيبة الميال وأبو جعفر يزيد بن القعقاع (ولا يشعرن..) ببناء الفعل للفاعل، ورفع (أحد)، من (شعر) الثلاثي.
[معجم القراءات: 5/179]
- وجاءت قراءة أبي صالح وأبي جعفر يزيد عند ابن خالويه (ولا يشعرون..) بالمد وتشديد النون ولم يضبط الياء بحركة.
- وقرأ الأزرق وورش بترقيق الراء في قراءة الجماعة). [معجم القراءات: 5/180]

قوله تعالى: {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)}
{إِنْ يَظْهَرُوا}
- قراءة الجماعة (إن يظهروا) بفتح الياء مبنيًا للفاعل.
- وقرأ زيد بن علي (إن يظهروا) بضم الياء مبنيًا للمفعول). [معجم القراءات: 5/180]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:45 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (21) إلى الآية (22) ]

{ وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ۖ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا ۖ رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21) سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22)}

قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ۖ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا ۖ رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (غَلَبُوا) بضم الغين وكسر اللام عبد اللَّه بن عجلان عن الحسن). [الكامل في القراءات العشر: 590]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ حمزة بخلفه بمد "لا رَيْب" متوسطا كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/212]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "غُلِبُوا" بضم الغين وكسر اللام مبنيا للمفعول). [إتحاف فضلاء البشر: 2/212]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21)}
{عَلَيْهِمْ ... عَلَيْهِمْ ... عَلَيْهِمْ}
- تقدمت قراءة حمزة ويعقوب والمطوعي والشنبوذي بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة غيرهم بكسرها لمجاورة الياء.
وتقدم مثل هذا مرارًا، وانظر الآية/7 من سورة الفاتحة.
{لَا رَيْبَ}
- قرأ حمزة بمد (لا) أربع حركات بخلاف عنه.
- وقراءة الباقين بالقصر، وهو الوجه الثاني لحمزة.
وتقدم مثل هذا انظر الآية/2 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 5/180]
{أَعْلَمُ بِهِمْ}
- ذكروا إدغام الميم في الباء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
والصواب أنه إخفاء، أسكنت الميم ثم أخفيت في الباء، وأنبهت على هذا فيما تقدم حيث جاء.
{غَلَبُوا}
- قراءة الجماعة (غلبوا) على البناء للفاعل.
- وقرأ الحسن وعيسى بن عمر الثقفي (غلبوا) بضم الغين وكسر اللام، على البناء للمفعول). [معجم القراءات: 5/181]

قوله تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ) وإخبارها نصب حامد بن يحيى عن ابْن كَثِيرٍ، الباقون برفع، وهو الاختيار على الحكاية). [الكامل في القراءات العشر: 591]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن من المبهج "خمسة" بكسر الميم وعنه كسر الخاء والميم، وفي المفردة عنه إدغام التنوين في السين بغير غنة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/212]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "رَبِّي أَعْلَم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/212]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فَلا تُمَار" الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير، وفتحه من طريق جعفر كالباقين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/212]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ورقق" الأزرق راء "مراء" بخلفه، والوجهان في جامع البيان). [إتحاف فضلاء البشر: 2/212]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ربي أعلم} [22] قرأ الحرميان وبصري بفتح الياء، والباقون بإسكانها). [غيث النفع: 816]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22)}
{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ}
- قرأ ابن محيصن (... ثلاث..) بتاء مشددة.
قال أبو حيان:
(بإدغام الثاء في التاء، وحسن ذلك لقرب مخرجهما، وكونهما مهموسين؛ لأن الساكن الذي قبل الثاء من حروف اللين، فحسن ذلك).
قلت: جاءت القراءة في النسخة المطبوعة من البحر (ثلاث) كذا بالثاء المثلثة المشددة، وهو تحريف، وكذا جاء في الكشاف بالثاء المثلثة المشددة، وهو تحريف، وكذا جاء في الكشاف بالثاء، وهو غير الصواب.
قال ابن جني:
(.. بإدغام ثاء (ثلاثة) في التاء التي تبدل في الوقف هاء من (ثلاثة).
[معجم القراءات: 5/181]
قال: ... الثاء لقربها من التاء تدغم فيها، كقولك: ابعث تلك، وأغث تلك.
وجاز الإدغام وإن كان قبل الأول ساكن لأنه ألف، فصار كشابة، ودابة، ولم يدغمها فيها إلا ابن محيصن وحده).
وقال العكبري:
(يقرأ شاذا بتشديد التاء، على أنه سكن الثاء، وقلبها تاء، وأدغمها في تاء التأنيث، كما تقول: ابعث تلك).
قلت: صورة النطق: ابعتلك.
{ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ}
- قرأ ابن محيصن (ثلاثة رابعهم) بإدغام التنوين في الراء.
وذكر هذه القراءة ابن خالويه في مختصره، وجاء الضبط فيه (ثلاثة رابعهم) كذا، أثبت التنوين على التاء.
قلت: هذا ليس بصواب، وهو من صنع المحقق.
{خَمْسَةٌ}
- قراءة الجماعة (خمسة...) بفتح الخاء وسكون الميم، وضم التاء، خبر مبتدأ محذوف.
- وقرأ ابن كثير برواية حسن بن محمد عن شبل بن عباد (خمسة...) بفتح الخاء والميم وضم التاء.
قال ابن جني:
(لم يحرك ميم (خمسة) إلا عن سماع، وينبغي أن يكون أتبعت (عشرة)، وليس يحسن أن يقال: إنه أتبع الفتح الفتح).
- ونقل عن ابن محيصن أنه قرأ (خمسة) بفتح الخاء وكسر الميم وضم التاء.
[معجم القراءات: 5/182]
- وقرأ ابن محيصن أيضًا: (خمسة..) بكسر الخاء والميم وضم التاء.
وهذه القراءات في (خمسة) على اختلاف ضم الخاء والميم كلها جاءت على الرفع خبر مبتدأ محذوف أي: هم خمسة.
- وفي بعض نسخ التبيان للعكبري: (وروي عن ابن كثير (خمسةً) بالنصب، أي يقولون: نعدهم خمسةً، وقيل: (يقولون) بمعنى يظنون، فيكون قوله: (سادسهم كلبهم) في موضع المفعول الثاني، وفيه ضعف)، ومثل هذا النص عن العكبري في إعراب القراءات الشواذ.
- وذكر الصفراوي أنها قراءة أبي زيد عن شبل عن ابن كثير.
{خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ}
عن ابن محيصن قراءتان:
- الأولى: (خمسة سادسهم) بكسر الخاء والميم وبإدغام التاء في السين.
- الثانية: بإدغام التنوين في السين بغير غنة.
- وذكر الإدغام الصفراوي ولكنه لم يذكر كسر الخاء والميم. وجاء الضبط عند ابن خالويه (خمسة سادسهم) كذا بالتنوين، وهو غير الصواب، ولم يضبط حركتي الخاء والميم.
{وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ}
- قرئ (ثامنهم كالبهم) كذا بألف بعد الكاف، أي صاحب كلبهم.
{رَبِّي أَعْلَمُ}
- قرأ أبو عمرو وابن كثير ونافع وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي
[معجم القراءات: 5/183]
(ربي أعلم) بفتح الياء في الوصل.
- وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم ويعقوب (ربي أعلم) بسكون الياء.
{أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ}
- ذكر المتقدمون عن أبي عمرو ويعقوب إدغام الميم في الباء، والإظهار والصواب أنه إخفاء، فقد أسكنا الميم وأخفياها في الباء، وقد صوب هذا ابن الجزري في النشر، وتبعه على ذلك صاحب الإتحاف، وأنا أذكر بذلك حيث جاء.
{مَا يَعْلَمُهُمْ}
- تقدمت قراءة ابن محيصن بإسكان الميم والاختلاس وانظر الآية/31 من سورة الإسراء (نرزقهم).
{فَلَا تُمَارِ}
- أمال الألف الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير نصًا وأداءً، وهي رواية ابن مقسم أيضًا عن الكسائي. كذا ذكر ابن مهران.
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية جعفر بن محمد النصيبي عن الكسائي.
{فِيهِمْ}
- قراءة يعقوب (فيهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة بكسرها لمجاورة الياء (فيهم).
{مِرَاءً}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء، بخلاف عنهما.
{ظَاهِرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 5/184]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:55 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (23) إلى الآية (26) ]

{ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ۚ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا (24) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ۖ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ۚ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26)}

قوله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا (23)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لشيء} [23] رسمت بألف بعد الشين، وليس له في القرآن نظير). [غيث النفع: 816]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24)}
{لِشَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز فيه في الوقف، انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 5/185]

قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ۚ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا (24)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - قَوْله {عَسى أَن يهدين رَبِّي} 24
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو {يهدين} بياء في الْوَصْل
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي بِغَيْر يَاء). [السبعة في القراءات: 389]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "عسى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/212]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يهدين} [24] قرأ نافع وبصري وصلاً بإثبات ياء بعد النون، والمكي بإثباتها في الحالين، والباقون بحذفها فيهما). [غيث النفع: 816]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَشَاءَ}
- تقدم حكم الهمز في الوقف، انظر الآيتين/142 و213 من سورة البقرة.
{عَسَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالتقليل والفتح قرأ الأزرق وورش والدوري عن أبي عمرو.
- والباقون على الفتح.
وتقدم هذا مرارًا، وانظر الآية/84 من سورة النساء، والآية/129 من سورة الأعراف.
{أَنْ يَهْدِيَنِ}
- قرأ ابن كثير في رواية القواس والبزي، ونافع وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي والحسن بياء في الوصل (أن يهديني).
- وقرأ ابن كثير وسهل وابن يعقوب وابن شنبوذ عن قنبل وابن محيصن بياء في الحالين (أن يهديني).
- وقراءة الباقين بغير ياء في الحالين.
{لِأَقْرَبَ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة بعد كسر ياءً مفتوحة). [معجم القراءات: 5/185]

قوله تعالى: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا في التَّنْوِين من قَوْله {ثَلَاث مائَة سِنِين} 25
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر (ثلث مائَة سِنِين) منونا
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (ثلث مائَة سِنِين) مُضَافا غير منون). [السبعة في القراءات: 389 - 390]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ثلثمائة سنين) غير منون كوفي - غير عاصم). [الغاية في القراءات العشر: 305]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ثلاث مائة) [25]: بلا تنوين هما، وخلف). [المنتهى: 2/803]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (ثلاث مائة سنين) بغير تنوين في (مائة)، وقرأ الباقون بالتنوين). [التبصرة: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {ثلاث مائة سنين} (25): بغير تنوين.
والباقون: بالتنوين). [التيسير في القراءات السبع: 349]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (ثلاثمائة سنين) بغير تنوين، والباقون بالتّنوين). [تحبير التيسير: 444]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) غير منون حَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ،
[الكامل في القراءات العشر: 590]
والْأَعْمَش، وطَلْحَة، وعلي، ومحمد، الباقون منون، وهو الاختيار على التمييز). [الكامل في القراءات العشر: 591]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تِسْعًا) بفتح التاء ها هنا اللؤلؤي عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون بكسرها، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 591]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([25]- {ثَلاثَ مِائَةٍ} بلا تنوين: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/689]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (837 - وَحَذْفُكَ لِلتَّنْوِينِ مِنْ مِائَةٍ شَفَا = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([837] وحذفك للتنوين من مائة (شـ)ـفا = وتشرك خطاب وهو بالجزم (كـ)ـملا
حذف التنوين على الإضافة إلى {سنين}، ووضع الجمع موضع الواحد، فكأنه ثلاثمائة سنة.
والجمع يوضع موضع الواحد في التمييز؛ قال الله تعالى: {بالأخسرين أعملا}.
وإنما قال (شفا)، لأن ما جاء بعد المائة، فأكثر ما تستعمل فيه الإضافة.
وفي قراءة أبي: (ثلث مائة سنة)، فدل على الإضافة.
[فتح الوصيد: 2/1067]
وقيل: رد {سنين} على {ثلث مائة} في المعين، كما قال فيها:
اثنتان وأربعون حلوبةً سودا.
فرد سودا على معنى حلوبة، لأن حلوبة هو الاثنتان والأربعون.
ومن نون، جعل {سنين} عطف بيان، ولم يضف، لأن ما فوق المائة إنما يضاف إلى واحد يبين به جنسه). [فتح الوصيد: 2/1068]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([837] وحذفك للتنوين من مائةٍ شفا = ويشرك خطابٌ وهو بالجزم كُملا
ح: (حذفك): مبتدأ، (للتنوين): مفعوله، (شفا): خبره، (من مائةٍ):
[كنز المعاني: 2/393]
حال، (يشرك خطابٌ): مبتدأ وخبر، أي: ذو خطاب، (بالجزم): متعلق بـ (كملا)، ضمير (هو) راجع إلى (يشرك) -: مبتدأ، (كملا): خبره.
ص: قرأ حمزة والكسائي: {ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين} [25] بحذف التنوين على إضافة العدد إلى {سنين} إيقاعًا للجميع موقع المفرد، والأصل: (ثلاثمائة سنة)، كقول الفرزدق.
ثلاثُ مئتين للملوك وفي بها = ردائي وجلت عن وجوه الأهاتم
والباقون: بالتنوين على أن {سنين} بدل من {ثلاث مائةٍ}، أو نصبٌ بـ {لبثوا}، و{ثلاث مائةٍ} بيان {سنين} قُدم عليه، أو على التمييز، نحو:
[كنز المعاني: 2/394]
إذا عاش الفتى مائتين عامًا = ............
وجمع في موضع المفرد، نحو: {بالأخسرين أعمالًا} [103].
وقرأ ابن عامر: {ولا تشرك في حكمه} [26] بالخطاب وجزم الفعل على أن المخاطب محمد صلى الله عليه وسلم، والباقون: {ولا يشرك} بالغيبة، ورفعه على أن الضمير لله تعالى). [كنز المعاني: 2/395] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (837- وَحَذْفُكَ لِلتَّنْوِينِ مِنْ مِائَةٍ شَفَا،.. وَتُشْرِكْ خِطَابٌ وَهْوَ بِالْجَزْمِ "كُـ"ـمِّلا
يريد ثلاثمائة سنين من حذف التنوين من مائة أضافها إلى سنين كما يقال ثلاثمائة سنة، وإنما أوقع الجمع موقع المفرد كقوله تعالى: {بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا}.
وقال الفرزدق:
ثلاث مئين للملوك وفابها داري
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/331]
وقال آخر:
وخمس ميء منها قسي وزائف
ونحو ذلك نحو قول عنترة:
فيها اثنتان وأربعون حلوبة،.. سودا،..،..
فلفظ الحلوبة يستعمل للواحد والجمع فلما وصفها هنا بالجمع في قوله: سود أشعر ذلك بأنه استعملها جمعا فيكون التمييز بالجمع في موضع المفرد وهو الأصل بدليل أن مميز العشرة فما دونها مجموع، وإنما أفرد فيما عدا ذلك اختصارا لما كثر المعدود قال الفراء: من العرب من يضع سنين في موضع سنة، أما من نون ثلاثمائة فسنين عنده إما تمييز منصوب كقوله:
إذا عاش الفتى مائتين عاما
ووجه جمعها ما سبق وإما أن يكون عطف بيان أو بدلا من ثلاث فهو على هذه الأوجه منصوب، وإما أن يكون عطف بيان أو بدلا من مائة فيكون مجرورا وقيل: البدل أجود من عطف البيان؛ لأن عطف البيان من النكرة غير سائغ عند البصريين؛ أي: ولبثوا في كهفهم سنين ثلاث مائة، قال الزجاج: سنين عطف على ثلاث عطف البيان والتوكيد. قال: وجائز
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/332]
أن يكون سنين من نعت المائة وهو راجع في المعنى إلى ثلاث كما قال:
فيها اثنتان وأربعون حلوبة،.. سودا....،..
فجعل سودا نعتا لحلوبة وهو في المعنى نعت لجملة العدد وكذا قال أبو جعفر النحاس: الخفض رد على مائة؛ لأنها بمعنى مائتين، وقال الفراء: من نون وهو يريد الإضافة نصب سنين بالتفسير للعدد، ونقل الزمخشري في مفصله عن أبي إسحاق أنه قال: لو انتصب سنين على التمييز لوجب أن يكونوا قد لبثوا تسع مائة سنة فكأنه قصد بذلك الرد على الفراء وهو غير لازم؛ لأن قراءة الإضافة لا تشعر بذلك، وسنقرر ذلك في شرح النظم إن شاء الله). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/333]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (837 - وحذفك للتّنوين من مائة شفا = وتشرك خطاب وهو بالجزم كمّلا
قرأ حمزة والكسائي: ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ بحذف التنوين، وقرأ غيرهم بإثباته). [الوافي في شرح الشاطبية: 312]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ عَلَى الْإِضَافَةِ; وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّنْوِينِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {ثلاث مائةٍ سنين} [25] بغير تنوين، والباقون بالتنوين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 583]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (745 - ولا تنوّن مائةٍ شفا .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ولا تنوّن مائة (شفا) ولا = يشرك خطاب مع جزم (ك) مّلا
أي قرأ حمزة والكسائي وخلف مائة سنين بغير تنوين على الإضافة، والباقون بالتنوين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 267]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ولا تنوّن مائة (شفا) ولا = يشرك خطاب مع جزم (ك) مّلا
ش: أي قرأ [ذو] (شفا) حمزة، وعلى، وخلف: ثلاث مائة سنين [25] بحذف تنوين (مائة) وإضافتها إلى (سنين)، و(مائة): واحد وقع موقع الجمع؛ لأن [تمييز
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/429]
الثلاثة للعشرة] مجموع مجرور؛ فقياسه: ثلاث مئات أو مائتين، لكن وجد اعتمادا على العقد السابق، ومميّز «مائة» مفرد، مجرور، فقياسه: ثلاث مئات سنة، وجمع بينهما على الأصل.
والباقون بإثباته؛ لأنه لما عدل عن قياس توحيده عدل عن إضافته، ونصب على التمييز). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/430]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ثَلاثَمِائَةٍ سِنِين" [الآية: 25] فحمزة والكسائي وخلف بغير تنوين على الإضافة أوقعوا الجمع في سنين موقع المفرد ومائة واحد وقع موقع الجمع؛ لأن مميز الثلاثة إلى العشرة مجموع مجرور كثلاثة أيام، فقياسه ثلاث مئات أو مئين لكن وحد اعتمادا على العقد السابق، ومميز المائة موحد مجرور فقياسه مائة سنة، وجمع تنبيها على الأصل قال الفراء: في العرب من يضع سنين موضع سنة، وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالتنوين؛ لأنه لما عدل عن قياسه عدل عن إضافته فيكون سنين بدلا
[إتحاف فضلاء البشر: 2/212]
من ثلاثمائة أو عطف بيان عند الكوفيين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/213]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل أبو جعفر همز "مائة" مفتوحة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/213]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "تسعا" هنا و"تَسْع" بـ"ص" و"وَتِسْعُون" بها بفتح التاء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/213]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ثلاث مائة سنين} [25] قرأ الأخوان بحذف تنوين {مائة} على الإضافة، والباقون بالتنوين). [غيث النفع: 816]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)}
{وَلَبِثُوا}
- قرأ عبد الله بن مسعود (وقالوا: لبثوا) بزيادة (قالوا) على قراءة الجماعة.
ذكر هذا أبو حيان، وأنها جاءت كذلك في مصحفه.
- وذهب الطبري إلى أنها في مصحف ابن مسعود (وقالوا ولبثوا) كالقراءة السابقة إلا أنها بتكرير الواو.
ولم أجد هاتين الصورتين في المطبوع من مصحفه.
{ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ}
- قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (ثلاث مائةٍ سنين) بتنوين (مئة)، وسنين: بدل من (ثلاثمئة)، أو عطف بيان، على هذه القراءة، وقيل على التفسير والتمييز.
[معجم القراءات: 5/186]
قال أبو حيان:
(قال ابن عطية: على البدل والبيان، وقيل: على التفسير والتمييز، وقال الزمخشري: عطف بيان لثلاثمئة، وحكى أبو البقاء أن قومًا أجازوا أن يكون بدلًا من (مئة) في معنى مئات.
[قال أبو حيان]: فأما عطف البيان فلا يجوز على مذهب البصريين، وأما نصبه على التمييز فالمحفوظ من لسان العرب المشهور أن (مئة) لا يفسر إلا بمفرد مجرور...).
- وقرأ حمزة والكسائي وطلحة ويحيى والأعمش والحسن وابن أبي ليلى وخلف وابن سعدان وابن عيسى الأصبهاني وابن جبير الأنطاكي (ثلاثمئة سنين) بغير تنوين في (مئة)، مضافًا إلى سنين، موقع المفرد، و(مئة) واحد وقع موقع الجمع؛ لأن مميز الثلاثة إلى العشرة مجرور، كثلاثة أيام، وقياسه ثلاث مئات أو مئين، وقياسه هنا ثلاث مئة سنة، إلا أنه جمع تنبيهًا على الأصل؛ إذ الأصل إضافة العدد إلى الجمع.
قال أبو حيان:
(وأنحى أبو حاتم على هذه القراءة، ولا يجوز له ذلك، وقال أبو علي: هذه تضاف في المشهور إلى المفرد، وقد تضاف إلى الجمع).
وقال العكبري:
(ويقرأ بالإضافة، وهو ضعيف في الاستعمال، لأن مئة تضاف إلى المفرد، ولكنه حمله على الأصل؛ إذ الأصل إضافة العدد إلى الجمع، ويقوي ذلك أن علاقة الجمع هنا جبر لما دخل السنة من الحذف، فكأنها تتمة الواحد).
[معجم القراءات: 5/187]
وقال مكي:
(وحجة من أضاف أنه أجرى الإضافة إلى الجمع كالإضافة إلى الواحد، في قولك: ثلاثمئة درهم، وثلاثمئة سنة.
وحسن ذلك لأن الواحد في هذا الباب إذا أضيف إليه بمعنى الجمع، فحملا الكلام على المعنى، وهو الأصل، لكنه يبعد لقلة استعماله فهو أصل قد رفض، وقد منعه المبرد، ولم يجزه، ووجهه ما ذكرنا.
... والتنوين هو الاختيار؛ لأنه المستعمل المشهور؛ ولأن الأكثر عليه).
وقال الطوسي: (وهي عند ابن خالويه قراءة غير مختارة) أي قراءة الإضافة.
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود (ثلاثمئة سنةٍ) بإضافة (مئة) وإفراد (سنة).
قال أبو حيان: (وكذا في مصحف عبد الله)، وذكر مثل هذا القرطبي.
- وقرأ الضحاك (ثلاثمئةٍ سنون) بتنوين مئة، وبالواو في (سنون)، والتقدير: ثلاثمئة هي سنون، فهو خبر مبتدأ مقدر.
{مِائَةٍ}
- قراءة الجماعة (ثلاثمئة...) بالهمز.
- وقراءة أبي جعفر (ثلاثمية...) بإبدال الهمزة ياءً مفتوحة.
- وكذا جاءت القراءة عند حمزة في الوقف.
[معجم القراءات: 5/188]
{وَازْدَادُوا تِسْعًا}
- قراءة الجماعة (... تسعًا) بكسر التاء.
- وقرأ الحسن وأبو عمرو في رواية اللؤلؤي عنه (... تسعًا) بفتح التاء)، كما قالوا عشرًا.
قال الطوسي: (والكسر أكثر وأفصح).
وتأتي القراءة في الآية/23 من سورة ص (تسع وتسعون نعجة) بفتح التاء من (تسع) بخلاف عن الحسن.
قال ابن جني في ذلك الموضع:
(قد كثر عنهم مجيء الفعل والفعل على المعنى الواحد، نحو: البزر والبزر، والنفط والنفط، والسكر والسكر، والحبر والحبر، والسبر والسبر، والتسع بمعنى التسع..) ). [معجم القراءات: 5/189]

قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ۖ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ۚ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - قَوْله {وَلَا يُشْرك فِي حكمه أحدا} 26
كلهم قرأوا {وَلَا يُشْرك} بِالْيَاءِ وَالرَّفْع غير ابْن عَامر فَإِنَّهُ قَرَأَ (وَلَا تشرك) بِالتَّاءِ جزما). [السبعة في القراءات: 390]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ولا تشرك) بالتاء والجزم شامي، وروح، وزيد). [الغاية في القراءات العشر: 306]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ولا تشرك) [26]: بالتاء جزم دمشقي، وزيد طريق البخاري). [المنتهى: 2/803]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (ولا تشرك) بالتاء والجزم، وقرأ الباقون بالياء والرفع). [التبصرة: 259]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {ولا تشرك في حكمه} (26): بالتاء، وجزم الكاف.
والباقون: بالياء، ورفع الكاف). [التيسير في القراءات السبع: 348]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر: (ولا تشرك) بالتّاء وجزم الكاف، والباقون بالياء ورفع الكاف). [تحبير التيسير: 444]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا يُشْرِكُ) بالتاء على النهي ابن عامر، وأبو حيوة، والْجَحْدَرِيّ، والحسن، وقَتَادَة، وزيد، وَحُمَيْد بن الوزير عن يَعْقُوب، والجعفي، واللؤلؤي عن أبي بكر، الباقون بالياء والرفع وهو الاختيار لأن المعاتبة ها هنا أولى). [الكامل في القراءات العشر: 591]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([26]- {وَلا يُشْرِكُ} بالتاء، جزم: ابن عامر). [الإقناع: 2/689]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (837- .... .... .... .... = وَتُشْرِكْ خِطَابٌ وَهْوَ بِالْجَزْمِ كُمِّلاَ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [837] وحذفك للتنوين من مائة (شـ)ـفا = وتشرك خطاب وهو بالجزم (كـ)ـملا
...
{ولا تشرك}، لأن قبله: {ولا تقولن ...}، إلى {قل الله أعلم}. وبعده: {واتل}.
وبالياء، لأن قبله: {قل الله ... } إلى قوله: {من دونه} ). [فتح الوصيد: 2/1068]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([837] وحذفك للتنوين من مائةٍ شفا = ويشرك خطابٌ وهو بالجزم كُملا
ح: (حذفك): مبتدأ، (للتنوين): مفعوله، (شفا): خبره، (من مائةٍ):
[كنز المعاني: 2/393]
حال، (يشرك خطابٌ): مبتدأ وخبر، أي: ذو خطاب، (بالجزم): متعلق بـ (كملا)، ضمير (هو) راجع إلى (يشرك) -: مبتدأ، (كملا): خبره.
ص: قرأ حمزة والكسائي: {ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين} [25] بحذف التنوين على إضافة العدد إلى {سنين} إيقاعًا للجميع موقع المفرد، والأصل: (ثلاثمائة سنة)، كقول الفرزدق.
ثلاثُ مئتين للملوك وفي بها = ردائي وجلت عن وجوه الأهاتم
والباقون: بالتنوين على أن {سنين} بدل من {ثلاث مائةٍ}، أو نصبٌ بـ {لبثوا}، و{ثلاث مائةٍ} بيان {سنين} قُدم عليه، أو على التمييز، نحو:
[كنز المعاني: 2/394]
إذا عاش الفتى مائتين عامًا = ............
وجمع في موضع المفرد، نحو: {بالأخسرين أعمالًا} [103].
وقرأ ابن عامر: {ولا تشرك في حكمه} [26] بالخطاب وجزم الفعل على أن المخاطب محمد صلى الله عليه وسلم، والباقون: {ولا يشرك} بالغيبة، ورفعه على أن الضمير لله تعالى). [كنز المعاني: 2/395] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما {ولا تشرك في حكمه أحدا}، فقراءة ابن عامر بلفظ النهي وهو ظاهر، وقراءة الباقين على الإخبار على لفظ الغيبة؛ أي: ولا يشرك الله أحدا في حكمه، وقوله: خطاب؛ أي: ذو خطاب والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/333]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (837 - .... .... .... .... .... = وتشرك خطاب وهو بالجزم كمّلا
....
وقرأ ابن عامر: ولا تشرك في حكمه أحدا. بتاء الخطاب في يُشْرِكُ مع جزم الكاف وقرأ غيره بياء الغيب ورفع الكاف). [الوافي في شرح الشاطبية: 312]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَا يُشْرِكُ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِالْخِطَابِ وَجَزْمِ الْكَافِ عَلَى النَّهْيِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ وَرَفْعِ الْكَافِ عَلَى الْخَبَرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {ولا يشرك} [26] بالخطاب والجزم، والباقون بالغيب والرفع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 583]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (745- .... .... .... .... ولا = يشرك خطابٌ مع جزمٍ كمّلا). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقرأ ابن عامر «ولا تشرك» بالخطاب والجزم، والباقون بالغيب والرفع؛ فوجه الخطاب والجزم جعل لا ناهية والخطاب للإنسان، ووجه الغيب والرفع جعل لا نافية وأن الفعل أسند لضمير الله تعالى حملا على قوله «قل الله أعلم بما لبثوا» إلى قوله «من دونه» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 267]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو كاف (كملا) ابن عامر: ولا تشرك في حكمه أحدا [26] بتاء الخطاب، وجزم الكاف على الالتفات إليه، وجعل (لا) ناهية، أي: لا تشرك يا إنسان في حكم ربك أحدا.
والتسعة بياء الغيب ورفع الكاف على إسناده إلى ضمير الله تعالى في قوله: قل الله [26] [أي] ولا يشرك الله في حكمه أحدا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/430]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِه" [الآية: 26] فابن عامر بالتاء على الخطاب وجزم الكاف على النهي، وافقه المطوعي والحسن والباقون بالغيب ورفع الكاف على الخبر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/213]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا يشرك} [26] قرأ الشامي بتاء الخطاب، وجزم الكاف، على النهي، والباقون بالياء، ورفع الكاف، على الخبر). [غيث النفع: 816]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26)}
{أَعْلَمُ بِمَا}
- ذكروا عن أبي عمرو ويعقوب إدغام الميم في الباء، والإظهار.
وقد أنبهت مرارًا فيما تقدم على أن الصواب غير هذا، فقد أسكن أبو عمرو الميم وأخفاها في الباء، والفرق بين الإخفاء والإدغام لا يخفى.
وتقدم مثل هذا في الآية/19 من هذه السورة.
[معجم القراءات: 5/189]
{أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ}
- قراءة الجماعة (أبصر به وأسمع) على التعجب، أي: ما أبصره وأسمعه، وذكر الزجاج الإجماع عليه.
ويحتمل أن يكون المعنى على الأمر لا التعجب.
- وقرأ عيسى بن عمر (أسمع به وأبصر) بالفتح على الخبر، أي أبصر عباده لمعرفته، وأسمعهم.
قال ابن خالويه:
(بالفتح على الخبر لا على التعجب عيسى، أي: أبصر عباده لمعرفته، وأسمعهم، الهاء: كناية عن الله -عزّ وجلّ-.
وجائز أن تكون الرواية عن عيسى (ابصر به) أمر من لغة من يقول: (بصرت به).
{وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا}
- قراءة الجمهور (ولا يشرك...) بالياء، ولا نافية، وآخر الفعل رفع، وهو على الخبر عن الله تعالى.
قال الفراء: (.. ترفع إذا كان بالياء على: وليس يشرك..).
- وقرأ ابن عامر والحسن وأبو رجاء وابن عباس وقتادة وعاصم
[معجم القراءات: 5/190]
الجحدري وأبو حيوة وحميد بن الوزير وسهل والجعفي واللؤلؤي عن أبي بكر والمطوعي، وقالون وروح وزيد، ثلاثتهم عن يعقوب (ولا تشرك) بالتاء، والجزم، ولا: ناهية.
أي: ولا تشرك أيها المخاطب.
وذهب القرطبي إلى أنه على جهة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال البيضاوي: (بالتاء والجزم على نهي كل أحد عن الإشراك...).
وقرا مجاهد (ولا يشرك) بالياء، وسكون الكاف، على جعل (لا) ناهية.
قال يعقوب: (ولا أعرف وجهه).
قال بعضهم: (سكن الكاف على نية الوقف!).
قلت: هو تخريج بعيد، فهو وقف غير محمود إلا إذا انقطع نفس القارئ فوقف مستريحًا، ثم كر قارئًا واصلًا ما سبق بما تبقى من الآية). [معجم القراءات: 5/191]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:56 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (27) إلى الآية (28) ]

{ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27) وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)}

قوله تعالى: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27)}
{لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والجماعة على الإظهار). [معجم القراءات: 5/191]

قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - قَوْله {بِالْغَدَاةِ والعشي} 28
قَرَأَ ابْن عَامر وَحده
(بالغدوة) بواو
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (بالغدوة) ). [السبعة في القراءات: 390]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {بالغدوة} (28): بالواو، وضم الغين.
والباقون: بالألف، وفتح الغين). [التيسير في القراءات السبع: 349]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (بالغدوة) قد ذكر في الأنعام). [تحبير التيسير: 444]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ (بِالْغُدْوَةِ) لِابْنِ عَامِرٍ فِي الْأَنْعَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({بالغدوة} [28] ذكر في الأنعام لابن عامر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 583]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم بالغدوة [28] لابن عامر، ومتّكين [31] لأبي جعفر، أكلها في البقرة [265] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/430] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ ابن عامر "بالغدوة" [الآية: 28] بضم الغين وإسكان الدال وقلب الألف واوا ومر بالأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/213]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "ولا تعد عيناك" بضم التاء وفتح العين وكسر الدال مشددة هنا من عدى عينيك بالنصب على المفعولية، والجمهور بفتح التاء وسكون العين وضم الدال مخففة، وعيناك مرفوع بالألف على الفاعلية، ومفعوله محذوف تقديره النظر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/213]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بالغداة} [28] قرأ الشامي بضم الغين، وإسكان الدال، وبعده واو مفتوحة، والباقون بفتح الغين والدال، وبعدها ألف لفظًا، والرسم بواو بعد الدال). [غيث النفع: 816]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)}
{بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ}
- قراءة الجمهور (بالغداة) بألف.
- وقرأ ابن عامر وأبو عبد الرحمن السلمي ومالك بن دينار والحسن ونصر بن عاصم وأبو رجاء العطاردي وابن عباس (بالغدوة) بالواو.
وتقدمت هاتان القراءتان في الآية/52 من سورة الأنعام، وفيها في ذلك الموضع تفصيل جيد، وحسبك هنا هذا المختصر، وبعض المراجع أحالت على ما سبق، وبعضها الآخر فصل القول في القراءتين هنا مرة أخرى، وقد سلكت بين هذين مسلكًا وسطًا.
- وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي (بالغدو) دون هاء.
- وقرأ ابن أبي عبلة (بالغدوات والعشيات) على الجمع.
{وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ}
- قراءة الجماعة (ولا تعد عيناك عنهم)، أي لا تصرف عيناك النظر
[معجم القراءات: 5/192]
عنهم إلى أبناء الدنيا.
وقال اليزيدي:
(أي لا تتجاوز عيناك إلى غيرهم من أبناء الدنيا طلبًا لزينتها).
وقيل: (لا تحتقرهم عيناك، كما يقال: فلان تنبو عنه العين، أي: مستحقرًا).
- وقرئ (ولا تعد عينك) بالنصب، ويكون (تعدو) لازمًا ومتعديًا.
- وقرأ الحسن (ولا تعد عينيك عنهم) بضم التاء وكسر الدال، من (أعدى) وحذف حرف العلة للجزم و(عينيك) مفعول به، أي: ولا تصرف عينيك عنهم.
- وقرأ الحسن أيضًا وعيسى بن عمر والأعمش (ولا تعد عينيك) مضارع مجزوم من (عدى)، أي ولا تصرف عينيك عنهم.
قال الشهاب:
(والهمزة والتضعيف فيهما ليسا لتعدية كما في الكشاف، بل هما مما وافق معنى الثلاثي، فيجري فيه التضمين السابق -أي تضمنه معنى نبا، وإلا لتعدى بنفسه كما في البحر ردًا على الزمخشري).
وقال أبو حيان متعقبًا الزمخشري والرازي في مسألة التعدية: (وما ذهبا إليه ليس بجيد، بل الهمزة والتكثير في هذه الكلمة ليسا للتعدية، وإنما ذلك لموافقة أفعل وفعل للفعل المجرد، وإنما قلنا
[معجم القراءات: 5/193]
ذلك لأنه إذا كان مجردًا متعد، وقد أقر بذلك الزمخشري، فإنه قال: عداه إذا جاوزه، ثم قال: وإنما عدي بعن للتضمين..).
وقال ابن خالويه في مختصره:
(وفي حرف ابن مسعود (عينيك) أيضًا، ولم يذكر صورة القراءة في الفعل عند ابن مسعود: هل هو (لا تعد)، أو (لا تعد).
فالنصب في (عينيك) يلزم بواحدٍ من الفعلين.
- وقرئ (ولا تعد عيناك) على ما لم يسم فاعله، وما بعده على الرفع.
{تُرِيدُ زِينَةَ}
- إدغام الدال في الزاي وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والجماعة على الإظهار.
{الدُّنْيَا}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل للأزرق وورش والسوسي.
- وعن أبي عمرو من طريق الدوري: الفتح، والتقليل، والإمالة.
وتقدم مثل هذا مرارًا وانظر الآيتين/85 و114 من سورة البقرة.
{أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ}
- قراءة الجماعة (أغفلنا قلبه) بسكون اللام في الفعل على إسناده إلى ضمير الجمع، وهو لله سبحانه وتعالى، على باب التعظيم.
وقلبه: مفعول به، والمعنى: أغفلناه عقوبة له، أو وجدناه غافلًا.
- وقرأ عمرو بن فائد وموسى الإسواري وعمرو بن عبيد وأبو مجلز (أغفلنا قلبه) بفتح اللام في الفعل على إسناده إلى القلب، و(نا) ضمير المفعول.
[معجم القراءات: 5/194]
قال ابن جني:
(يقال: أغلفت الرجل: وجدته غافلًا...، فإن قيل: فكيف يجوز أن يجد الله غافلًا؟ قيل: لما فعل أفعال من لا يرتقب ولا يخاف صار كأن الله سبحانه غافل عنه، وعلى هذا وقع النفي عن هذا الموضع فقال: وما الله بغافل عما تعلمون) [سورة البقرة/74] أي لا تظنوا الله غافلًا عنكم...، ونحو هذا في القرآن كثير، فكأنه قال: ولا تطع من ظننا غافلين عنه).
{هَوَاهُ}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- وقرا بالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{فُرُطًا}
- قرأ مسلمة بن محارب والأعشى والحسن (فرطًا) بإسكان الزاي، والأصل الضم، وهو قراءة الجماعة (فرطًا) وسكن تخفيفًا). [معجم القراءات: 5/195]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:59 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (29) إلى الآية (31) ]

{ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30) أُولَٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۚ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31)}

قوله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَقُلِ الْحَقُّ) بفتح اللام أبو السَّمَّال وعنه الضم، وهكذا حيث وقع، الباقون بكسر اللام، وهو الاختيار لالتقاء الساكنين). [الكامل في القراءات العشر: 591]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مرتفقا} تام، وفاصلة، ومنتهى النصف، بإجماع). [غيث النفع: 816]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)}
{وَقُلِ الْحَقُّ}
- قراءة الجماعة (وقل الحق) بكسر اللام على المشهور في التقاء الساكنين.
- وقرأ أبو السمال قعنب العدوي (قل الحق) بفتح اللام حيث وقع.
وذهب أبو حاتم إلى أنه رديء في العربية.
[معجم القراءات: 5/195]
قلت: لعل رداءته عنده جاءت من أن الأصل عند التقاء الساكنين الخروج إلى الكسر، وقد جاء الفتح في مواضع خروجًا على المشهور.
- وعن أبي السمال أيضًا أنه قرأ (قل الحق) بضم اللام حيث وقع، وكأن ضم اللام إنما جاء إتباعًا لضمة القاف، وبينهما بعد.
قال ابن جني في قراءة (قم الليل) بضم الميم: (على جواز ذلك أن الغرض من هذه الحركة إنما هو التبلغ بها هربًا من اجتماع الساكنين، فبأي الحركات حركت أحدهما فقد وقع الغرض، ولعمري إن الكسر أكثر، فأما ألا يجوز غيره فلا.
حكى قطرب عنهم (قم الليل)، و(قل الحق)، وبع الثوب، فمن كسره فعلى أصل الباب، ومن ضم أو كسر أيضًا أتبع، ومن فتح فجنوحًا إلى خفة الفتح).
{الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ}
- قراءة الجماعة (الحق من ربكم) بالرفع، مبتدأ، وخبره الظرف بعده.
أو الحق: خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو الحق.
- وقرأ أبو السمال قعنب العدوي (الحق..) بالنصب، وخرجوه على أنه صفة للمصدر المقدر، أي: قل القول الحق، وعزا هذا أبو حيان إلى الرازي.
{شَاءَ ... شَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه عن حمزة وابن ذكوان وخلف.
- والفتح والإمالة لهشام.
وانظر الآية/20 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 5/196]
{فَلْيُؤْمِنْ ... فَلْيَكْفُرْ}
- قراءة الجماعة بسكون اللام فيهما (فليؤمن ... فليكفر).
- وقرأ الحسن وعيسى بن عمر الثقفي والزهري وأبو حيوة (فليؤمن ... فليكفر) بكسر اللام فيهما.
قال ابن هشام:
(واللام العاملة للجزم فهي اللام الموضوعة للطب، وحركتها الكسر، وسليم تفتحها، وإسكانها بعد الفاء والواو أكثر من تحريكها..).
{فَلْيُؤْمِنْ}
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (فليومن) بإبدال الهمزة واوًا.
- وبالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الباقين بالهمز.
{لِلظَّالِمِينَ نَارًا}
- إدغام النون في النون وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والإظهار قراءة الجماعة.
{بِئْسَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصفهاني والأزرق وورش (بيس) بإبدال الهمزة ياءً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة بالهمز). [معجم القراءات: 5/197]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30)}
{إِنَّا لَا نُضِيعُ}
- قراءة الجماعة (إنا لا نضيع) بتخفيف الياء من (أضاع)، فقد عدوه بالهمزة.
- وقرأ عيسى بن عمر الثقفي (إنا لا نضيع) بياء مشددة من (ضيع)، فهو معدىً بالتضعيف). [معجم القراءات: 5/198]

قوله تعالى: {أُولَٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۚ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَيَلْبَسُونَ) بكسر الباء ابن أبي حماد عن أبي بكر، وأبان، الباقون بفتحها، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر، ولأنه من لبست الثوب ألبسه، منها أهل العالية على التثنية، وعصمة عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون منها على التوحيد، وهو الاختيار لقوله: (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ) ). [الكامل في القراءات العشر: 591]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مُتَّكِئِينَ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({متكئين} [31] ذكر لأبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 583]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم بالغدوة [28] لابن عامر، ومتّكين [31] لأبي جعفر، أكلها في البقرة [265] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/430] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وكسر" ميم "تحتهم الأنهار" مع الهاء وصلا أبو عمرو ويعقوب وضمهما حمزة والكسائي وخلف وكسر الهاء وضم الميم الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/213]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "واستبرق" حيث جاء بوصل الهمزة وفتح القاف بلا تنوين، قال أبو حيان: جعله فعلا ماضيا على وزن استفعل من البريق، وعنه في سورة الإنسان خلف وافقه الحسن في سورة الإنسان، والجمهور على قطع الهمزة والتنوين في الكل؛ لأنه اسم جنس فعومل معاملة المتمكن من الأسماء في الصرف وهو عربي غليظ الديباج والسندس رقيقة، وجمع بينهما للدلالة على أن فيها ما تشتهي الأنفس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/213]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وحذف أبو جعفر همز "متكين" كوقف حمزة على الوجه الرسمي والقياسي
[إتحاف فضلاء البشر: 2/213]
بين بين، وأما الإبدال ياء فضعيف جدا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/214]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {واضرب لهم مثلا رجلين}
{تحتهم الأنهار} [31] و{متكئين} جليان). [غيث النفع: 818]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31)}
{مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب واليزيدي والحسن (من تحتهم الأنهار) بكسر الهاء والميم في الوصل.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (من تحتهم الأنهار) بضم الهاء والميم في الوصل.
- وقراءة الباقين (من تحتهم الأنهار) بكسر الهاء وضم الميم، وهي لغة بني أسد وأهل الحرمين.
- وأما في الوقف فالجميع على سكون الميم، وهم على أصولهم في حركة الهاء كسرًا للمجاورة، أو ضمًا على الأصل.
وأما الأنهار:
فقراءة ورش بنقل حركة الهمزة إلى اللام ثم حذف الهمزة (من تحتهم لنهار).
وهي قراءة حمزة في الوقف.
[معجم القراءات: 5/198]
وتقدم هذا مفصلًا في الآية/9 من سورة يونس.
{يُحَلَّوْنَ}
- قراءة الجماعة (يحلون).
- وقرئ (يحلون) بضم الياء وفتح اللام مخففًا.
- وقرئ (يحلون) من حلا يحلو.
{مِنْ أَسَاوِرَ}
- قراءة الجماعة (من أساور) بألف، وهو جمع سوار، وقيل: جمع الجمع فهي جمع أسورة، وأسورة جمع سوار.
- وقراءة الأزرق وورش بترقيق الراء.
- وقرأ أبان بن عاصم وكذا رواية أبي بكر عنه (من أسورةٍ) من غير ألف، وبزيادة هاءٍ، وهو جمع سوار.
{يَلْبَسُونَ}
- قراءة الجماعة (يلبسون) بفتح الباء، من باب (علم يعلم).
- وقرأ أبان عن عاصم وابن أبي حماد عن أبي بكر عن عاصم، والواقدي عن حفص عنه (يلبسون) بكسر الباء.
قلت: لم يرد مثل هذا في اللغة إذا كان للباس، وجاء عندهم لبس يلبس لبسًا إذا كان من باب الخلط..
{ثِيَابًا خُضْرًا}
- أخفى أبو جعفر التنوين في الخاء.
- وقراءة غيره على الإظهار.
{وَإِسْتَبْرَقٍ}
- قراءة الجماعة (وإستبرقٍ) بهمزة قطع في أوله، وكسر في آخره عطفًا على (من سندسٍ)، والإستبرق: ما غلظ من الديباج.
[معجم القراءات: 5/199]
وفي حاشية الجمل:
(وهل إستبرق عربي الأصل مشتق من البريق، أو معرب أصله: استبره، خلاف بين اللغويين. اهـ عن السمين).
وعن ابن محيصن قراءتان:
القراءة الأولى: (واستبرق) بوصل الهمزة وفتح القاف، وفيها تخريجان:
الأول: أن يكون فعلًا ماضيًا. والثاني أن يكون اسمًا ممنوعًا من الصرف.
قال أبو حيان:
(وقرأ ابن محيصن (واستبرق) بوصل الألف وفتح القاف حيث وقع، جعله فعلًا ماضيًا على وزن استفعل من البريق، ويكون استفعل فيه موافقًا للمجرد الذي هو برق، كما تقول: قر واستقر بفتح القاف).
وقال ابن جني:
(ومن ذلك قراءة ابن محيصن ... بوصل الألف، قال: هذا عندنا سهو أو كالسهو، وسنذكره في سورة الرحمن بإذن الله).
وقال في سورة الرحمن عند حديث عن الآية/54:
(ومن ذلك قراءة ابن محيصن (من استبرق) بالوصل، قال: هذه صورة الفعل البتة بمنزلة استخرج، وكأنه سمي بالفعل، وفيه ضمير الفاعل، فحكي كأنه جملة، وهذا باب إنما طريقه في الأعلام كتأبط شرًا، وذرى حبًّا، وشاب قرناها، وليس الإستبرق
[معجم القراءات: 5/200]
علمًا يسمى بالجملة..، وعلى أنه إنما استبرق إذا بلغ فدعا البصر إلى البرق..، ولست أدفع أن تكون قراءة ابن محيصن بهذا؛ لأنه توهم فعلًا، إذ كان على وزنه، فتركه مفتوحًا على حاله..).
وتعقب أبو حيان ابن جني فقال:
(قال -أي ابن جني-: هذا سهو أو كالسهو. انتهى، وإنما قال ذلك لأنه جعله اسمًا، ومنعه من الصرف لا يجوز لأنه غير علم، وقد أمكن جعله فعلًا ماضيًا، فلا تكون هذه القراءة سهوًا).
وقال الأهوازي في الإقناع:
(قرأ ابن محيصن وحده (واستبرق) بالوصل وفتح القاف حيث كان لا يصرفه. انتهى).
قال أبو حيان: (فظاهره أنه ليس فعلًا ماضيًا بل هو اسم ممنوع من الصرف).
وقال صاحب اللوامح:
(ابن محيصن ... بوصل الهمزة في جميع القرآن فيجوز أنه حذف الهمزة تخفيفًا على غير قياس، ويجوز أنه جعله عربية من برق يبرق بريقًا، وذلك إذا تلألأ الثوب لجدته ونضارته، فيكون وزنه استفعل من ذلك فلما تسمى به عامله معاملة الفعل في وصل الهمزة ومعاملة المتمكنة من الأسماء في الصرف والتنوين...).
- والقراءة الثانية: (واستبرقٍ) بوصل الهمزة وتنوينه.
[معجم القراءات: 5/201]
قال أبو حيان:
(ويمكن أن يكون القولان روايتين عنه، فتح القاف، وصرفه [مع] التنوين).
{مُتَّكِئِينَ}
- قرأ أبو جعفر (متكين) بحذف الهمزة في الوقف والوصل.
- وأما حمزة فله في الوقف وجهان:
1- تسهيل الهمز بين بين.
2- حذفها كقراءة أبي جعفر.
- وقرأ الأزرق وورش بتثليث مد البدل.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز في الحالين (متكئين).
{عَلَى الْأَرَائِكِ}
- قراءة الجماعة (على الأرائك).
- وقرأ ابن محيصن (علرائك) بنقل حركة الهمزة إلى لام التعريف، وإدغام لام (على) فيها، فتحذف الألف من (على) لتوهم سكون لام التعريف لئلا يلتقي ساكنان.
واستشهد أبو حيان لهذه القراءة بقول الشاعر:
فما أصبحت علرض نفس برية = ولا غيرها إلا سليمان نالها
قال: (يريد على الأرض).
- وذكر ابن خالويه هذه القراءة عن ابن محيصن غير أن الصورة المثبتة في مختصره هي: (على الرايك) كذا! ). [معجم القراءات: 5/202]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:00 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (32) إلى الآية (36) ]

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36)}

قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32)}

قوله تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (و(فجرنا) خفيف روح، وزيد، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 306]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وفجرنا) [33]: خفيف: سهلٌ، وزيدٌ، وروح طريق البخاري، والمطرز عن قتيبة وابن وردة). [المنتهى: 2/804]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ أُكُلَهَا فِي الْبَقَرَةِ عِنْدَ هُزُوًا). [النشر في القراءات العشر: 2/310]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أكلها} [33] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 583]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم بالغدوة [28] لابن عامر، ومتّكين [31] لأبي جعفر، أكلها في البقرة [265] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/430] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في إمالة "كلتا" وقفا فنص على إمالتها لأصحاب الإمالة العراقيون قاطبة كأبي العز وابن سوار وابن فارس وسبط الخياط وغيرهم، وعللوه بما ذهب إليه البصريون أن الألف للتأنيث وزنها فعلى كإحدى وسيما والتاء مبدلة من واو، والأصل كلوى، والجمهور على الفتح على أن ألفها للتثنية وواحد كلتا كلت وهو مذهب الكوفيين، فعلى الأول تقلل لأبي عمرو بخلفه كالأزرق قال في النشر: والوجهان جيدان ولكني إلى الفتح أجنح، فقد جاء به منصوصا عن الكسائي وابن المبارك). [إتحاف فضلاء البشر: 2/214]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسكن" الكاف من "أكلها" نافع وابن كثير وأبو عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 2/214]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الأعمش "وفجرنا خلالهما" بتخفيف الجيم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/214]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أكلها} [33] قرأ الحرميان وبصري بسكون الكاف، والباقون بالضم). [غيث النفع: 818]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33)}
{كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا}
- قراءة الجماعة (كلتا الجنتين آتت...) على التأنيث.
[معجم القراءات: 5/202]
- وقرأ عبد الله بن مسعود (كلا الجنتين آتت...).
قال أبو حيان:
(وفي مصحف عبد الله: كلا الجنتين، أتى بصيغة التذكير لأن تأنيث الجنتين مجازي، ثم قرأ (آتت) فأنث؛ لأنه ضمير مؤنث، فصار نظير قولهم: طلع الشمس وأشرقت).
- وعن عبد الله بن مسعود أيضًا (كل الجنتين آتى أكله)، فأعاد الضمير في (آتى) على (كل) مذكرًا.
قال الفراء:
(ومعناه كل شيء من ثمر الجنة آتى أكله، ولو أراد جمع اثنتين ولم يرد كل الثمر لم يجز إلا كلتاهما...).
إمالة (كلتا).
اختلف العلماء في إمالة (كلتا)، وكان خلافهم مبنيًا على الخلاف في ألفها.
1- فمن ذهب إلى أن الألف للتأنيث مثل (إحدى) و(سيما) وهم البصريون، فعلى هذا الرأي تمال في الوقف عند حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل للأزرق وورش وأبي عمرو.
- والباقون على الفتح.
[معجم القراءات: 5/203]
2- ومن ذهب إلى أن الألف للتثنية فلا يكون عنده فيها تقليل ولا إمالة، وهو رأي الكوفيين، وواحدها عندهم (كلت).
وذكر الوجهين صاحب النشر، ثم قال: (وأهل الأداء على الأول) أي إنها لا تمال، وقد ساق في ترتيبه رأي الكوفيين في ألفها أولًا، ثم قال:
(قلت: نص على إمالتها لأصحاب الإمالة العراقيون قاطبة كأبي العز وابن سوار وابن فارس وسبط الخياط وغيرهم.
ونص على الفتح غير واحد، وحكى الإجماع عليه أبو عبد الله بن شريح وغيره...
والوجهان جيدان، ولكني إلى الفتح أجنح، فقد جاء به منصوصًا عن الكسائي سورة بن المبارك فقال: (كلتا الجنتين) بالألف يعني بالفتح في الوقف).
وقال مكي في الكشف:
(فإن قيل كيف الوقف على (كلتا) من قوله: (كلتا الجنتين) فالجواب أنك إن جعلت ألف (كلتا) ألف تثنية على مذهب الكوفيين فالوقف عليها بالفتح؛ لأن ألف التثنية لا تمال، إذ لا أصل لها في الياء...
وإن قدرت أن ألف (كلتا) ألف تأنيث على مذهب البصريين وقفت بالإمالة؛ لأنها عندهم (فعلى) كـ(ذكرى)، والتاء بدل من واو، وأصلها (كلوا)، وهذه أحرف نأخذ فيها بالوجهين؛ لاحتمالها الوجهين اللذين ذكرنا).
وقال أبو بكر بن الأنباري: (كلتا: لا تمال؛ لأن ألفها تثنية)، ثم قال: (ومن وقف على (كلتا) بالإمالة قال: كلتى).
[معجم القراءات: 5/204]
وقال أبو العز في الإرشاد:
(ووقف حمزة والكسائي وخلف على (كلتا) بالإمالة، وليس هو موضع وقف).
... ... ...
قلت: إذا كان قراء الإمالة يرون أن الألف للتثنية، وألف التثنية لا تمال عندهم، فكيف يميلون؟ وكيف ينقل هذا عنهم؟! ثم هل يكون مثل هذا الموضع قابلًا للوقف؟!
{أُكُلَهَا}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن محيصن واليزيدي والحسن (أكلها) بسكون الكاف، وهي لغة تميم وأسد وعامة قيس.
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وأبو جعفر (أكلها) بضم الكاف مثقلًا، وهي لغة الحجازيين.
وتقدم مثل هذا في الآيات/265 من سورة البقرة، و/35 من سورة الرعد، و/25 من سورة إبراهيم.
{شَيْئًا}
- تقدم حكم الهمز في القراءة، انظر الآية/123 من سورة البقرة.
{وَفَجَّرْنَا}
- قرأ الجمهور (وفجرنا) بتشديد الجيم.
- وقرأ الأعمش وأبو العالية وسلام ويعقوب وسهل وعيسى بن عمر وابن يعمر وأبو رزين وأبو مجلز وجبلة عن المفضل عن عاصم وقتيبة عن الكسائي (وفجرنا) بتخفيف الجيم.
[معجم القراءات: 5/205]
قال الفراء: (يقال: كيف جاز التشديد وإنما النهر واحد؟ قلت: لأن النهر يمتد حتى صار التفجر كأنه فيه كله، فالتخفيف فيه والتثقيل جائزان...).
وفي التاج: (وفجره تفجيرًا: شدد للكثرة).
{خِلَالَهُمَا}
- قرأ أبو مجلز وأبو المتوكل (خللها).
{نَهَرًا}
- قراءة الجمهور (نهرًا) بفتح الهاء.
- وقرأ أبو السمال والفياض بن غزوان وطلحة بن سليمان وأبو العالية وأبو عمران (نهرًا) بسكون الهاء، وهي لغة جارية فيه، وفي نظائره). [معجم القراءات: 5/206]

قوله تعالى: {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - قَوْله {وَكَانَ لَهُ ثَمَر} 34 {وأحيط بثمره} 42 {وَكَانَ لَهُ ثَمَر} 4
قَرَأَ أَبُو عَمْرو {ثَمَر} و{بثمره} بِضَم الثَّاء وَسُكُون الْمِيم
وَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {ثَمَر} و{بثمره} مَضْمُومَة الثَّاء وَالْمِيم
وروى علي بن نصر وحسين الجعفي عَن أَبي عَمْرو {ثَمَر} مثل نَافِع
وَقَرَأَ عَاصِم {ثَمَر} و{بثمره} بِفَتْح الثَّاء وَالْمِيم). [السبعة في القراءات: 390]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ثمرٌ) [34]، و(بثمره) [42]: بفتحتين يزيد، وعاصمٌ، وسلام، ويعقوب غير رويس، وافق في الأول رويس. الباقون بضمتين. ساكنة الميمين: أبو عمرو). [المنتهى: 2/804] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): ( قرأ عاصم (وكان له ثمر) (وأحيط بثمره) بفتح الثاء والميم، وقرأ أبو عمرو بضم الثاء وإسكان الميم، وقرأ الباقون بضمهما جميعًا). [التبصرة: 260]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم: {وكان له ثمر} (34)، و: {أحيط بثمره} (42): بفتح الثاء والميم فيهما.
وأبو عمرو: بضم الثاء، وإسكان الميم.
والباقون: بضمهما). [التيسير في القراءات السبع: 349] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (عاصم وأبو جعفر وروح: (وكان له ثمر، وأحيط بثمره) بفتح التّاء والميم فيهما، وافقهم رويس في الأول وأبو عمرو بضم الثّاء وإسكان الميم، والباقون بضمهما). [تحبير التيسير: 444] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([34]- {ثَمَرٌ}، و{بِثَمَرِهِ} [42] بفتحتين: عاصم.
ساكنة الميمين والثاء مضمومة: أبو عمرو.
الباقون بضمتين). [الإقناع: 2/689] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (838 - وَفِي ثُمُر ضَمَّيْهِ يَفْتَحُ عَاصِمٌ = بِحَرْفَيْهِ وَاْلإِسْكَانُ فِي الْمِيمِ حُصِّلاِ). [الشاطبية: 66] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([838] وفي ثمر ضميه يفتح (عاصم) = بحرفيه والإسكان في الميم (حـ)ـصلا
قد مضى الكلام في سورة الأنعام في ثُمر وثَمر.
وأما الإسكان، فهو ثُمر، فأسكن للتخفيف.
وقال قوم من أهل اللغة: الثُّمْر بالإسكان: المال، من: ثَمَّر ماله، إذا كثره.
وقال مجاهد: «الثُّمُرُ: الذهب والفضة، والتمر بالفتح: المأكول» ). [فتح الوصيد: 2/1068] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([838] وفي ثمر ضميه يفتح عاصم = بحرفيه والإسكان في الميم حصلا
ح: (في ثمر): مفعول (يفتح)، (ضميه): بدل منه، (عاصم): فاعله، بحرفيه: حال، أي: حال كون الفتح في حرفيه، (الإسكان): مبتدأ، (حصلا): خبره، (في الميم): متعلق به.
ص: قرأ عاصم: {وكان له ثمرٌ} [34]، {وأحيط بثمره} [42] في الحرفين بفتح الثاء والميم على أنه جمع (ثمرةٍ)، والباقون: بضمها في الحرفين على أنه جمع (ثمارٍ) جمع (ثمرة)، لكن أبو عمرو: يسكن الميم منهما تخفيف (ثمر) بمضتين، أو بالإسكان: المال، وبالتحريك ضمًّا
[كنز المعاني: 2/395]
أو فتحًا: ثمر الشجر، وقد مضى الفتحان والضمان في الأنعام، وكرر هنا لبيان ذكر الإسكان). [كنز المعاني: 2/396] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (838- وَفِي ثُمُر ضَمَّيْهِ يَفْتَحُ عَاصِمٌ،.. بِحَرْفَيْهِ وَالإِسْكَانُ فِي الْمِيمِ حُصِّلا
معنى الكلام في "ثُمُر" بضم الثاء والميم وفتحهما في سورة الأنعام، وزاد هنا إسكان الميم تخفيفا وكل ذلك لغات، وقوله: بحرفيه بمعنى موضعيه في هذه السورة: "وكان له ثمر"، "وأحيط بثمره"، وقد تقدم ذكر الذي في يس في سورة الأنعام، فثمر بضمتين جمع ثمار، وثمار جمع
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/333]
ثمرة، وثمر بفتحتين جمع ثمرة كبقر في جمع بقرة، وثمر بسكون الميم جمع ثمرة أيضا كبدنة وبدن، ويجوز أن يكون مخففا من مضموم الميم الذي هو جمع ثمار، ويجوز أن يكون المضموم الميم مفردا كعنق وطنب، وقيل: الثمرة بالضم المال وبالفتح المأكول وقيل: يقال في المفرد ثمرة بضم الميم كسمرة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/334] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (838 - وفي ثمر ضمّيه يفتح عاصم = بحرفيه والإسكان في الميم حصّلا
قرأ عاصم: وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ، وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ بفتح ضم الثاء والميم في كل من الكلمتين، وقرأ أبو عمرو بإسكان الميم مع ضم الثاء، فتكون قراءة الباقين بضم الثاء والميم في كل من الكلمتين). [الوافي في شرح الشاطبية: 312] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (148- .... .... .... .... .... = .... .... فَتْحَا اتْلُ يَا ثُمْرٌ إِذْ حَلَا). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (وقرأ المرموز له (بألف) اتل وروى مرموز (ياء) يا أبو جعفر وروح بفتح الثاء والميم وهو معنى قوله: فتح اتل يا، وقوله: ثمر إذ حلا يعني قرأ مرموز (ألف) إذ (وحا) حلا وهما أبو جعفر ويعقوب {وكان له ثمر} [34] بفتح الثاء والميم علم ذلك من ذكره في مسألة الفتح.
توضيح: تخلص مما ذكر أن أبا جعفر وروحًا قرأ في الكلمتين بفتحتين ووافقهما رويس في {وكان له ثمر} [34] وعلم من الوفاق لخلف بضمتين فيهما). [شرح الدرة المضيئة: 166]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَعَاصِمٌ وَرَوْحٌ بِفَتْحِ الثَّاءِ وَالْمِيمِ، وَافَقَهُمْ رُوَيْسٌ فِي الْأَوَّلِ، وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِضَمِّ الثَّاءِ، وَإِسْكَانِ الْمِيمِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الثَّاءِ وَالْمِيمِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ أَنَا أَكْثَرُ وَأَنَا أَقَلَّ عِنْدَ أَنَا أُحْيِي مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر وعاصم وروح {وكان له ثمرٌ} [34]، و{أحيط بثمره} [42] بفتح الثاء والميم، وافقهم رويس في الأول، وقرأ أبو عمرو بضم الثاء وإسكان الميم فيهما، والباقون بضم الثاء والميم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 583] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أنا أكثر} [34]، و{أنا أقل} [39] ذكرا في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 583] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (746 - وثمرٌ ضمّاه بالفتح ثوى = نصرٍ بثمره ثنا شادٍ نوى
747 - سكّنهما حلا .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وثمر ضمّاه بالفتح (ثوى) = (ن) صر بثمره (ث) نا (ش) اد (ن) وى
يريد أنه قرأ قوله تعالى: «وكان له ثمر» بفتح، ضم الثاء والميم أبو جعفر ويعقوب وعاصم قوله: (بثمره) أي وفتح الثاء والميم من قوله «وأحيط بثمره» أبو جعفر وعاصم وروح، وضم الثاء وسكن الميم أبو عمرو كما سيأتي في أول البيت الآتي، والباقون بضم الثاء والميم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 267] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وثمر ضماه بالفتح (ثوى) = (ن) صر بثمره (ث) نا (ش) اد (ن) وى
سكنهما (ح) لا ومنها منهما = (د) ن (عم) لكنّا فصل (ث) بـ (غ) ص (ك) ما
ش: أي قرأ مدلول (ثوى) أبو جعفر ويعقوب، ونون (نصر) عاصم وكان له ثمر [34] بفتح الثاء والميم، وكذلك قرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر وشين (شاد) روح ونون (نوى) عاصم: وأحيط بثمره [42]، وضمهما الباقون، ووجههما تقدم في «ثمره» [99، 141] بالأنعام.
وسكن ميمهما ذو حاء (حلا) أبو عمرو [وفسره مجاهد هنا بالمال والذهب والفضة وجعله بالضم، والإسكان]؛ لأنه جمع ك «بدنة وبدن»، أو مخفف من الضم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/430]
كـ «خشب»، وقيد الفتح للضد وقرأ ذو دال (دن)، ابن كثير، و(عم) المدنيان وابن عامر:
لأجدن خيرا منهما [36] بإثبات الميم على جعل الضمير للجنتين، وهي مثناة، وعليه الرسم المدني، والمكي، والشامي والباقون بحذفها على جعل الضمير لجنته، وهي واحدة مؤنثة، وعليه الرسم العراقي). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/431] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وكان له ثمر، وأحيط بثمره" [الآية: 34] فعاصم وأبو جعفر وروح بفتح الثاء والميم، يعني حمل الشجر وافقهم ابن محيصن من المفردة، وقرأ رويس الأول كذلك فقط، وقرأ أبو عمرو بضم التاء وإسكان الميم فيهما تخفيفا أو جمع ثمرة كبدنة وبدن، وافقه الحسن واليزيدي، والباقون بضم التاء والميم جمع ثمار). [إتحاف فضلاء البشر: 2/214] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أنا أكثر" و"أنا أقل" بالمد نافع وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/214]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ثمر} [34] قرأ عاصم بفتح الثاء والميم، والبصري بضم الثاء، وإسكان الميم، والباقون بضم الثاء والميم). [غيث النفع: 818]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أنا أكثر} و{أنا أقل} [39] قرأ نافع بإثبات ألف {أنآ} فيصير من باب المنفصل، والباقون بحذفها لفظًا في الوصل، فلا مد عندهم، وكلهم يقف بالألف، تبعًا للرسم). [غيث النفع: 818] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بثمره} [42] مثل {ثمر} [34] {وهي} [42] كـــ{وهو} [34] جلي). [غيث النفع: 818] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34)}
{ثَمَرٌ}
- قرأ عاصم وأبو جعفر والحسن وجابر بن زيد والحجاج وأبو حاتم ورويس عن يعقوب، وروح وسهل وشيبة وابن محيصن وابن أبي إسحاق (ثمر) بفتح الثاء والميم.
- وقرأ ابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي، وهي رواية علي بن نصر وحسين الجعفي عن أبي عمرو، وابن عباس ومجاهد ورويس عن يعقوب (ثمر) بضم الثاء والميم، وهو الاختيار عند
[معجم القراءات: 5/206]
مكي لأن عليه الأكثر.
قال الفراء:
(... عن مجاهد قال: ما كان في القرآن من (ثمر) بالضم فهو مال، وما كان من (ثمر) مفتوح فهو من الثمار).
وقال الزجاج:
(وقيل الثمر ما أخرجته الشجر، والثمر المال، يقال: قد ثمر فلان مالًا، والثمر ههنا أحسن؛ لأن قوله: (كلتا الجنتين آتت أكلها) قد دل على الثمر..).
- وقرأ أبو عمرو والأعمش وأبو رجاء والحسن واليزيدي (ثمر) بضم الثاء وسكون الميم، وهو تخفيف أو جمع ثمرة، مثل: بدنة وبدن.
- وقرأ أبو رجاء في رواية (ثمر) بفتح الثاء وسكون الميم، ولعله تخفيف من (ثمر) بالفتح.
- وفي مصحف أبي بن كعب (وآتيناه ثمرًا كبيرًا) في موضع قراءة الجماعة (وكان له ثمر)، قال أبو حيان: (وينبغي أن يجعل تفسيرًا).
{فَقَالَ لِصَاحِبِهِ}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
[معجم القراءات: 5/207]
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها في مواضع، وانظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{يُحَاوِرُهُ}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
- وقراءة الباقين بالتفخيم.
{أَنَا أَكْثَرُ}
- قرأ نافع وأبو جعفر (أنا أكثر) بمد الألف بعد النون في الوصل.
- وقراءة الباقين (أن أكثر) بالقصر في الوصل.
- وأما في الوقف فقراءة الجميع بالألف (أنا).
قال في الإتحاف:
(أنا: وهو ضمير منفصل، والاسم منه (أن) عند البصريين، والألف زائدة لبيان الحركة في الوقف، وفيه لغتان:
لغة تميم إثباتها وقفًا ووصلًا، وعليها تحمل قراءة المدنيين، والثانية: إثباتها وقفًا فقط).
وانظر بيانًا في مثل هذا في الآية/163 من سورة الأنعام (أنا أول)، والآية/258 من سورة البقرة (أنا أحيي) ). [معجم القراءات: 5/208]

قوله تعالى: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا (35)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35)}
{وَهُوَ}
- القراءتان: وهو، وهو: بالسكون والضم تقدمتا مرارًا.
انظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 5/208]

قوله تعالى: {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - قَوْله {خيرا مِنْهَا منقلبا} 36
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر (خيرا مِنْهُمَا) بِزِيَادَة الْمِيم بعد الْهَاء على التَّثْنِيَة وَكَذَلِكَ هي في مصاحف أهل مَكَّة وَالْمَدينَة وَالشَّام
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {خيرا مِنْهَا} وَكَذَلِكَ هي في مصاحف أهل الْبَصْرَة وَأهل الْكُوفَة). [السبعة في القراءات: 390]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((وكان له ثمر....وأحيط بثمره) بالفتح يزيد، وعاصم، ويعقوب، وسهل وافق رويس، في الأول أبو عمرو بضم التاء وسكون الميم فيهما). [الغاية في القراءات العشر: 306] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((خيرا منها) عراقي). [الغاية في القراءات العشر: 306]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (خيرًا منها) [36]: بغير ميم التثنية عراقي). [المنتهى: 2/804]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو والكوفيون (خيرًا منها) على التوحيد، وقرأ الباقون (منهما) بالتثنية). [التبصرة: 260]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان، وابن عامر: {خيرا منهما} (36): بالميم على التثنية.
والباقون: بغير ميم، على التوحيد). [التيسير في القراءات السبع: 349]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الحرميان وابن عامر وأبو جعفر (خيرا منهما) بالميم على التّثنية والباقون بغير ميم على التّوحيد). [تحبير التيسير: 444]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([36]- {خَيْرًا مِنْهَا} مثنى: الحرميان وابن عامر). [الإقناع: 2/689]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (839 - وَدَعْ مِيمَ خَيْراً مِنْهُمَا حُكْمُ ثَابِتٍ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([839] ودع ميم خيرا منهما (حـ)ـكم (ثـ)ـابت = وفي الوصل لكنا فمد (لـ)ـه (مـ)ـلا
{خيرًا منهما} لأن قبله: {ودخل جنته}، وكذلك الرسم في مصاحف أهل العراق.
ومعناه، أن الجنتين هما جنته التي لم يؤمن بغيرها، وهي جنته دون جنة الآخرة.
و{منهما}، لأن قبله: {جعلنا لأحدهما جنتين ...} إلى ما بعده من لفظ التثنية.
والميم ثابتة في مصاحف أهل المدينة ومكة والشام). [فتح الوصيد: 2/1069]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([839] ودع ميم خيرا منهما حكم ثابت = وفي الوصل لكنا فمد له ملا
ح: (ميم): مفعول (دع) بمعنى: (اترك)، أضيف إلى (خيرًا منهما)، (حكم): بالنصب على المصدر، أو بالرفع على خبر المبتدأ، أي: هو حكم، (لكنا): مفعول (مد)، والفاء زائدة، (في الوصل): ظرفه، (له ملا): خبر ومبتدأ، والجملة: نصب على الحال.
ص: قرأ أبو عمرو والكوفيون: {لأجدن خيرًا منها} [36] بالإفراد، لأن قبله: {ودخل جنته} [35]، واتباعًا لرسم مصاحف أهل العراق، والباقون: {منهما} بضمير التثنية؛ لأن قبله: {جعلنا لأحدهما جنتين} [32]، واتباعًا لمصاحف أهل مكة والمدينة والشام.
وقرأ ابن عامر: {لكنا هو الله} [38] في الوصل بألف على أن الأصل (لكن أنا) نقلت حركة الهمزة إلى النون، فانحذفت، وأدغمت النون في النون،
[كنز المعاني: 2/396]
فبقيت الألف، إجراءً للوصل مجرى الوقف، أو على مذهب الكوفيين أن (أنا) بكماله ضمير، وحذف الألف استخفافٌ اكتفاءً بالفتحة، والباقون: بترك الألف في الوصل، على أن ألف (أنا) لبيان حركة النون في الوقف كهاء السكت في {كتابيه} و{حسابيه} [الحاقة 19 20] فتحذف حالة الوصل.
وقال: (في الوصل) لأنه لا خلاف لهم في إثبات الألف حالة الوقف). [كنز المعاني: 2/397] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (839- وَدَعْ مِيمَ خَيْرًا مِنْهُمَا "حُـ"ـكْمُ "ثَـ"ـابِتٍ،.. وَفِي الوَصْلِ لكِنَّا فَمُدَّ "لَـ"ـهُ "مُـ"ـلا
يريد خيرًا منهما منقلبا؛ أي: من الجنتين ومنها على إسقاط الميم رد على قوله: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ} والميم ساقطة في الرسم من مصاحف العراق دون غيرها وعلى ذلك قراءة الفريقين، وحكم ثابت بالضم على تقدير هو حكم ثابت، ويجوز نصبه على أنه مصدر مؤكد نحو: {صِبْغَةَ اللَّهِ} و{صُنْعَ اللَّهِ}). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/334]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (839 - ودع ميم خيرا منهما حكم ثابت = وفي الوصل لكنّا فمدّ له ملا
قرأ أبو عمرو والكوفيون: لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً بحذف الميم الثانية التي بعد الهاء ويلزم من ذلك فتح الهاء، وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر منهما بإثبات الميم ويلزمه ضم الهاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 312]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: خَيْرًا مِنْهَا فَقَرَأَ
[النشر في القراءات العشر: 2/310]
الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ (مِنْهُمَا) بِمِيمٍ بَعْدَ الْهَاءِ عَلَى التَّثْنِيَةِ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مَصَاحِفِهِمْ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِحَذْفِ الْمِيمِ عَلَى الْإِفْرَادِ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مَصَاحِفِهِمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير وابن عامر {خيرًا منها} [36] بميم بعد الهاء، والباقون {منها} [36] بغير ميم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 583]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (747- .... .... ومنها منهما = دن عمّ .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سكنهما (ح) لا ومنها منهما = (د) ن (عمّ) لكنّا فصل ثب (غ) ص (ك) ما
أراد أن ابن كثير والمدنيين وابن عامر قرءوا منهما موضع منها كما لفظ بكل من القراءتين فوجه إثبات الميم جعل الضمير عائدا على الجنتين وهو كذلك في مصاحف مكة والمدينة والشام، ووجه إسقاطها جعل الضمير يعود إلى الجنة في
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 267]
قوله «ودخل جنته» وكذلك رسمت في مصاحف العراق). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 268]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وثمر ضماه بالفتح (ثوى) = (ن) صر بثمره (ث) نا (ش) اد (ن) وى
سكنهما (ح) لا ومنها منهما = (د) ن (عم) لكنّا فصل (ث) بـ (غ) ص (ك) ما
ش: أي قرأ مدلول (ثوى) أبو جعفر ويعقوب، ونون (نصر) عاصم وكان له ثمر [34] بفتح الثاء والميم، وكذلك قرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر وشين (شاد) روح ونون (نوى) عاصم: وأحيط بثمره [42]، وضمهما الباقون، ووجههما تقدم في «ثمره» [99، 141] بالأنعام.
وسكن ميمهما ذو حاء (حلا) أبو عمرو [وفسره مجاهد هنا بالمال والذهب والفضة وجعله بالضم، والإسكان]؛ لأنه جمع ك «بدنة وبدن»، أو مخفف من الضم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/430]
كـ «خشب»، وقيد الفتح للضد وقرأ ذو دال (دن)، ابن كثير، و(عم) المدنيان وابن عامر:
لأجدن خيرا منهما [36] بإثبات الميم على جعل الضمير للجنتين، وهي مثناة، وعليه الرسم المدني، والمكي، والشامي والباقون بحذفها على جعل الضمير لجنته، وهي واحدة مؤنثة، وعليه الرسم العراقي). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/431] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "خَيْرًا مِنْهَا" [الآية: 36] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر بزيادة ميم بعد الهاء على التثنية وعود الضمير إلى الجنتين وعليه مصاحفهم، وافقهم ابن محيصن،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/214]
والباقون بغير ميم على الإفراد وعود الضمير على الجنة المدخولة، وهي واحدة وعليه مصاحف الكوفة والبصرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/215]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {منهما} [36] قرأ الحرميان وشامي بميم بعد الهاء، على التثنية، والباقون بحذفها، على الإفراد، وكل تبع مصحفه). [غيث النفع: 818]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36)}
{قَائِمَةً}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز.
{خَيْرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{خَيْرًا مِنْهَا}
- قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وسهل ويعقوب (خيرًا منها) على التوحيد، والضمير يعود على الجنة المدخولة في (ودخل جنته)، وهو كذلك في مصاحف الكوفة والبصرة.
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وابن الزبير وزيد بن علي وأبو بحرية وأبو جعفر وشيبة وابن محيصن وحميد وابن مناذر (خيرًا منهما) على التثنية، والضمير يعود على الجنتين في (كلتا الجنتين)، وهو كذلك في مصاحف مكة والمدينة والشام.
ومما تقدم نجد أن كل واحد من القراء قد وافق رسم مصحفه.
وقال مكي:
(والاختيار التثنية؛ لأن هلاك الجنتين بظلمه لنفسه أبلغ من هلاك جنةٍ واحدة في ظاهر النص).
وقال القرطبي:
(والتثنية أولى؛ لأن الضمير أقرب إلى الجنتين)، وقد أخذ هذا عن
[معجم القراءات: 5/209]
أبي جعفر النحاس، ولم يصرح بذلك). [معجم القراءات: 5/210]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:02 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (37) إلى الآية (44) ]

{قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَٰكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) فَعَسَىٰ رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43) هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ ۚ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44)}

قوله تعالى: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37)}
{قَالَ لَهُ}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والباقون على الإظهار.
وتقدم مثل هذا في الآية/34: (فقال لصاحبه).
{وَهُوَ}
- ضم الهاء وإسكانها قراءتان تكرر الحديث فيهما، وانظر الآيتين/29 و85 من سورة البقرة.
{يُحَاوِرُهُ}
- تقدم ترقيق الراء وتفخيمها عن الأزرق وورش، والتفخيم عن الجماعة.
وانظر الآية/34 من هذه السورة.
- وقرأ أبي بن كعب (وهو يخاصمه).
قال أبو حيان:
(وهي قراءة تفسير لا قراءة رواية لمخالفته سواد المصحف؛ ولأن الذي روي بالتواتر هو: يحاوره، لا يخاصمه).
{أَكَفَرْتَ}
- قراءة الجماعة (أكفرت).
- وقرأ ثابت البناني: (ويلك أكفرت)، بزيادة (ويلك) على قراءة الجماعة.
قال أبو حيان:
(وهو تفسير معنى التوبيخ والإنكار، لا قراءة ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم).
[معجم القراءات: 5/210]
{سَوَّاكَ}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على القراءة بالفتح). [معجم القراءات: 5/211]

قوله تعالى: {لَٰكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - وَاخْتلفُوا في إِثْبَات الْألف وإسقاطها من قَوْله {لَكِن هُوَ الله رَبِّي} 38
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {لَكنا} بِإِسْقَاط الْألف في الْوَصْل وإثباتها في الْوَقْف
وَقَرَأَ نَافِع في رِوَايَة المسيبي (لَكنا هُوَ الله ربي) يثبت الْألف في الْوَصْل وَالْوَقْف وَقَرَأَ ابْن جماز وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وورش وقالون عَن نَافِع بِغَيْر ألف في الْوَصْل وَيقف بِالْألف
وَقَرَأَ ابْن عَامر (لَكنا هُوَ الله ربي) يثبت الْألف في الْوَصْل وَالْوَقْف
لم يخْتَلف في الْوَقْف أَنه بِالْألف وَإِنَّمَا اخْتلف في الْوَصْل). [السبعة في القراءات: 391]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لكنا) في الوصل شامي، وابن فليح، لورش بالوجهين والوقف قتيبة وحده). [الغاية في القراءات العشر: 307]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لكنا) [38]: بألف في الوصل دمشقي، ويزيد طريق الفضل، والفليحي وإسحاق طريق ابنه، والبرجمي، والعبسي طريق الأبزاري، ورويس. وبالوجهين ابن سعدان عن إسحاق. بغير ألف في الوقف حمصي، وابن عتبة،
[المنتهى: 2/804]
وقتيبة غير الثقفي). [المنتهى: 2/805]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (لكنا) بألف في الوصل، وقرأ الباقون بغير ألف، وكلهم وقفوا بالألف). [التبصرة: 260]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {لكنا هو الله} (38): بإثبات الألف في الوصل.
والباقون: بحذفها فيه.
وإثباتها في الوقف إجماع). [التيسير في القراءات السبع: 349]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن عامر أبو جعفر ورويس: (لكنا هو اللّه) بإثبات الألف في الوصل والباقون بحذفها فيه، وإثباتها في الوقف إجماع). [تحبير التيسير: 444]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَكِنَّا) بألف في الحالين الحسن، وابن حسان، ورُوَيْس وابْن قُرَّةَ عن يَعْقُوب، وعبد الوارث، وعصمة عن أَبِي عَمْرٍو، وأبو جعفر طريق الفضل، والقورسي، وشيبة، والْمُسَيَّبِيّ طريق ابنه، وابن بحر، وكردم، وورش طريق البخاري، وابن عامر غير ابن عتبة، وابْن مِقْسَمٍ وابْن فُلَيْحٍ، والبرجمي، والْعَبْسِيّ طريق الأبزاري بالوجهين ابْن سَعْدَانَ عن الْمُسَيَّبِيّ بحذفها في الحالين حمصي وابن عتبة، وقُتَيْبَة غير الثقفي، ويونس عن أَبِي عَمْرٍو، والباقون بإثباتها في الوقف دون الوصل، وهو الاختيار موافقة للمصحف). [الكامل في القراءات العشر: 591]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([38]- {لَكُنَّا} بألف في الوصل: ابن عامر.
وإثباتها في الوقف إجماع). [الإقناع: 2/689]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (839- .... .... .... .... = وَفِي الْوَصْلِ لكِنَّا فَمُدَّ لَهُ مُلاَ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([839] ودع ميم خيرا منهما (حـ)ـكم (ثـ)ـابت = وفي الوصل لكنا فمد (لـ)ـه (مـ)ـلا
...
و{لكنا}، أصله: لكن أنا، فحذفت الهمزة، وألقيت حركتها علی النون، فالتقى النونان، فأدغم.
وإثبات الألف من {لكنا} في الوصل وحذفها، لغتان.
قال الشاعر:
أنا سيف العشيرة فاعرفوني = حميدًا قد تذريت السناما
وزاد إثبات الألف في: {لكنا} في الوصل قوة، حذف الهمزة.
وعلى (لكن هو) قول الشاعر:
[فتح الوصيد: 2/1069]
وترمينني بالطرف أي أنت مذنبٌ = وتقلينني لكن إياك لا أقلي
واتفقوا على إثبات الألف في الوقف، لأن من يقول: إن قمت، يقف أنا، لأنها لبيان الحركة كهاء السكت. ولذلك أسقطها في الوصل، وهو مذهب البصريين، لأن الاسم عندهم (أن)، والألف في الوقف خاصة للبيان). [فتح الوصيد: 2/1070]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([839] ودع ميم خيرا منهما حكم ثابت = وفي الوصل لكنا فمد له ملا
ح: (ميم): مفعول (دع) بمعنى: (اترك)، أضيف إلى (خيرًا منهما)، (حكم): بالنصب على المصدر، أو بالرفع على خبر المبتدأ، أي: هو حكم، (لكنا): مفعول (مد)، والفاء زائدة، (في الوصل): ظرفه، (له ملا): خبر ومبتدأ، والجملة: نصب على الحال.
ص: قرأ أبو عمرو والكوفيون: {لأجدن خيرًا منها} [36] بالإفراد، لأن قبله: {ودخل جنته} [35]، واتباعًا لرسم مصاحف أهل العراق، والباقون: {منهما} بضمير التثنية؛ لأن قبله: {جعلنا لأحدهما جنتين} [32]، واتباعًا لمصاحف أهل مكة والمدينة والشام.
وقرأ ابن عامر: {لكنا هو الله} [38] في الوصل بألف على أن الأصل (لكن أنا) نقلت حركة الهمزة إلى النون، فانحذفت، وأدغمت النون في النون،
[كنز المعاني: 2/396]
فبقيت الألف، إجراءً للوصل مجرى الوقف، أو على مذهب الكوفيين أن (أنا) بكماله ضمير، وحذف الألف استخفافٌ اكتفاءً بالفتحة، والباقون: بترك الألف في الوصل، على أن ألف (أنا) لبيان حركة النون في الوقف كهاء السكت في {كتابيه} و{حسابيه} [الحاقة 19 20] فتحذف حالة الوصل.
وقال: (في الوصل) لأنه لا خلاف لهم في إثبات الألف حالة الوقف). [كنز المعاني: 2/397] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (أما: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ} فأجمعوا على إثبات ألفه في الوقف واختلفوا في الوصل فأثبتها ابن عامر؛ إجراء للوصل مجرى الوقف وحذفها الباقون؛ لأن هذه الألف هي ألف أنا، وقد تقدم في سورة البقرة أنها تحذف في الوصل دون الوقف، ونافع أثبتها وصلا، وقيل: الهمزة خاصة قالوا: وأصل هذه الكلمة لكن أنا بإسكان النون من لكن وبعدها ضمير المتكلم منفصلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/334]
مرفوعا وهو أنا، فألقيت حركة همزة أنا على نون لكن فانفتحت وحذفت الهمزة فاتصلت النونان فأدغمت الأولى في الثانية وحذفت ألف أنا في الوصل على ما عرف من اللغة وثبت في الوقف، وخرجوا على هذا التقدير: قول الشاعر:
وتقلينني لكنّ إياكِ لا أقلي
أي: لكن أنا، قال الزجاج: إثبات ألف أنا في الوصل شاذ، ولكن من أثبت فعلى الوقف كما يثبت الهاء في قوله: "ماهيه" و"كتابيه".
وأجاز أبو علي أن يكون الضمير المتصل بـ "لكن" مثل المنفصل الذي هو نحن نحو: لم يعننا فأدغمت نون لكن فيها فالألف ثابتة وقفا ووصلا؛ لأن ألف فعلنا لا تحذف، قال: وعاد الضمير على الضمير الذي دخلت عليه لكن على المعنى، ولو عاد على اللفظ لكان لكنا هو الله ربنا، قال الزجاج: فأما {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} فهو الجيد بإثبات الألف؛ لأن الهمزة قد حذفت من أنا وصار إثبات الألف عوضا من الهمزة، قال: وقرئ "لكن" بإسكان النون ولكنن بنونين بلا إدغام؛ لأن النونين من كلمتين، ولكننا بنونين وألف، قال: والجيد البالغ ما في مصحف أبي: "لكن أنا هو الله ربي"، فهذا هو الأصل، وجميع ما قرئ به جيد بالغ ولا أنكر القراءة بهذا، والأجود اتباع القراءة ولزوم الرواية؛ فإن القراءة سنة، وكلما كثرت الرواية في الحرف، وكثرت به القراءة فهو المتبع، وما جاز في العربية، ولم يقرأ به قارئ فلا نقر أن به فإن القراءة به بدعة وكل ما قلت به الرواية وضعف عند أهل العربية فهو داخل في الشذوذ فلا ينبغي أن يقرأ به، قال أبو عبيد: وكتبت "لكنا"؛
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/335]
يعني: بألف قال هكذا: ورأيتها في المصحف الذي يقال إنه الإمام مصحف عثمان، والفاء في قوله: فمد زائدة، وملا جمع ملاءة أشار إلى حججه وعلله، وقد سبق تفسيره). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/336]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (839 - .... .... .... .... .... = وفي الوصل لكنّا فمدّ له ملا
....
وقرأ ابن عامر: لكِنَّا هُوَ اللَّهُ بإثبات ألف لكِنَّا وصلا والمراد الألف التي بعد النون، وقرأ غيره بحذفها وصلا، ولا خلاف بين القراء في إثباتها وقفا). [الوافي في شرح الشاطبية: 312]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (149 - وَمَدُّكَ لَكِنَّا أَلاَ طِبْ .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال:
ص ومدك لكنا (أ)لا (طـ)ـب نسير الـ = ـجبال كحفص الحق بالخفض (حـ)ـللا
ش - أي قرأ الرموز له (بألف) ألا وروى المرموز له (بطا) طب وهماأبو جعفر ورويس {لكنا هو الله ربي} [38] بإثبات الألف وصلًا وعلم لمن بقي بحذفها وصلًا وقيد بالوصل لأن إثباتها وقفًا متفق عليه فهذا أيضًا من جملة إطلاقاته وأصله لكن أنا نقلت حركة الهمزة إلى النون وحذفت وأدغمت النون في النون). [شرح الدرة المضيئة: 166]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَرُوَيْسٌ لَكِنَّا بِإِثْبَاتِ الْأَلِفِ بَعْدَ النُّونِ وَصْلًا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِغَيْرِ أَلِفٍ، وَلَا خِلَافَ فِي إِثْبَاتِهَا فِي الْوَقْفِ اتِّبَاعًا لِلرَّسْمِ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر وابن عامر ورويس {لكنا هو} [38] بإثبات ألف بعد
[تقريب النشر في القراءات العشر: 583]
النون في الوصل، والباقون بغير ألف، ولا خلاف في الوقف بألف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 584]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (747- .... .... .... .... = .... لكنّا فصل ثب غص كما). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (لكنا) يريد أنه قرأ قوله تعالى «لكنا هو» بإثبات الألف في الوصل أبو جعفر ورويس وابن عامر؛ والباقون بحذفها، ولا خلاف في إثباتها في الوقف الكل، ولم يذكره الناظم رحمه الله تعالى لشهرته). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 268]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو ثاء (ثب) أبو جعفر وغين (غص) رويس وكاف (كما) ابن عامر لكنا هو [38] بألف في الوصل، والباقون بحذفها. ووجه الألف: أنه لما بطل أن يكون «لكن» هي الناصبة؛ لاتصال ضمير الرفع- تعينت العاطفة، والأصل: «لكن أنا» كما رسمت في مصحف «أبي»، فنقلت حركة الهمزة إلى النون فاجتمع مثلان، فأدغم الأول.
ووجه عدمها: الجري على أصله نحو أنا يوسف [يوسف: 9].
واتفقوا على إثبات الألف وقفا.
تتمة: استغنى بلفظ منها ولّكنّا عن تقييدهما). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/431]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لَكِنَّا هُوَ اللَّه" [الآية: 38] فابن عامر وأبو جعفر ورويس بإثبات الألف بعد النون وصلا ووقفا، والأصل لكن أنا فنقل حركة همزة أنا إلى نون ولكن، وحذفت الهمزة وأدغم أحد المثلين في الآخر، فإثبات الألف في الوصل لتعويضها عن الهمزة أو لإجراء الوصل مجرى الوقف، والباقون بحذفها وصلا وإثباتها وقفا على حد أنا يوسف، فالوقف محل وفاق للرسم وعن الحسن "لكن" بتخفيف النون وزيادة أنا على الأصل بلا نقل ولا إدغام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/215]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء الإضافة من "بِرَبِّي أَحَدًا" في الموضعين و"رَبِّي إِن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/215]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لكنا} [38] قرأ الشامي بإثبات الألف بعد النون وصلاً، والباقون بحذفها، ولا خلاف بينهم في إثباتها في الوقف، اتباعًا للرسم). [غيث النفع: 818]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بربي أحدا} [38 43] معًا و{ ربي أن} [40] قرأ الحرميان وبصري بفتح الياء في الثلاثة، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 818] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38)}
{لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع في رواية ورش وقالون وإسماعيل بن جعفر وابن جماز، وعاصم وحمزة والكسائي، والسلمي وأبو العالية (لكن هو الله ربي) بحذف الألف في الوصل.
و(لكنا..) بإثبات الألف في الوقف.
وأصله: (ولكن أنا)، نقلت حركة الهمزة إلى نون (لكن)، وحذفت الهمزة، فالتقى مثلان، فأدغم أحدهما في الآخر.
وقيل: حذفت الهمزة من (أنا) على غير قياس، فالتقت نون (لكن) وهي ساكنة مع نون (أنا) فأدغمت فيها.
ثم حذفت ألف (أنا) في الوصل، وأثبتت في الوقف، وهذا هو المشهور في الحالين.
[معجم القراءات: 5/211]
- وقرأ ابن عامر وابن كثير في رواية ابن فليح ونافع في رواية المسيبي [وقال بعضهم: في رواية المسيلي]، وأبو عمرو في رواية وعاصم في رواية وزيد بن علي ورويس والحسن والزهري وأبو بحرية ويعقوب في رواية وكردم وورش وأبو جعفر من طريق الحلواني ورويس (لكنا هو الله ربي) بإثبات الألف وقفًا ووصلًا.
أما في الوقف فظاهر، وأما في الوصل فبنو تميم يثبتونها فيه، وغيرهم في الاضطرار، فجاء على لغة بني تميم.
قال الأصبهاني:
(قرأت على البخاري لنافع برواية ورش بالوجهين، أعني بالألف وغير الألف في الوصل.
ولا خلاف في إثباتها في الوقف إلا ما رواه قتيبة عن الكسائي بغير ألف في الوصل والوقف، هكذا قرأناه في روايته، والله أعلم).
وقال النحاس:
(قال أبو حاتم: فرووا عن عاصم (لكنا هو الله ربي)، وزعم أن هذا لحن يعني في الإدراج..، قال أبو إسحاق: إثبات الألف في (لكنا هو الله ربي) في الإدراج جيد؛ لأنه قد حذفت الألف من (أنا) فجاءوا بها عوضًا...).
ونقل هذا النص مختصرًا عن النحاس القرطبي.
وأما تخريج هاتين القراءتين فكما يأتي:
أنا: مبتدأ، هو: مبتدأ ثانٍ، الله: مبتدأ ثالث، ربي: الخبر، والياء
[معجم القراءات: 5/212]
عائدة على المبتدأ الأول، وهذا أخذته عن العكبري، وقد قال بعد:
(ولا يجوز أن تكون (لكن) المشددة العاملة نصبًا؛ إذ لو كان كذلك لم يقع بعدها (هو)، لأنه ضمير مرفوع، ويجوز أن يكون اسم الله بدلًا من (هو)).
- وقرأ يونس عن أبي عمرو وقتيبة عن الكسائي وأبو جعفر وابن فليح والهاشمي وابن عتبة وابن أبي عبلة وأبو حيوة وأبو بحرية وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو العالية (لكن الله هو ربي) بغير ألف في الحالين: الوقف والوصل.
- وقرأ (لكن) في الوقف بغير ألف وتشديد النون أبو بحرية والوليد بن عتبة عن ابن عامر وقتيبة عن الكسائي من طريق الخزاعي.
- وقرأ (لكن أنا) بتشديد النون وزيادة أنا في الوصل والوقف الأزرق عن ورش عن نافع والشيزري عن الكسائي.
- وقرأ أبو عمرو في رواية هارون عنه (لكنه) بإبدال الألف هاءً في الوقف.
- وذكر هذا القراءة الصفراوي في الوقف عن أبي خليد عن نافع والنهاوندي عن قتيبة والكسائي قال: بإسكان النون وبهاء ساكنة (لكنه) كذا!.
[معجم القراءات: 5/213]
قال أبو حيان:
(قال ابن عطية: وروى هارون عن أبي عمرو (لكنه هو الله ربي) بضمير لحق: لكن).
وقال الفراء:
(ومن العرب من يقول إذا وقف: أنه، وهي في لغة جيدة في عليا تميم وسفلى قيس).
- وقرئ (لكننا هو الله ربي) بحذف الهمزة وتخفيف النونين من غير إدغام، وذهب ابن جني إلى أنه لم يقرأ به أحد.
- وقرأ أبي بن كعب والحسن وعبد الله بن مسعود (لكن أنا هو الله ربي)، على الانفصال، وفكه من الإدغام، وتحقيق الهمز.
قال الزجاج:
(والجيد البالغ ما في مصحف أبي بن كعب، ولم نذكره في هذه القراءات لمخالفته المصحف، وهو (لكن أنا هو الله ربي)، فهذا هو الأصل، وجميع ما قرئ به جيد بالغ، ولا أنكر القراءة بهذا: لأن الحذف قد يقع كثيرًا في الياءات والهمزات، فيقرأ بالحذف والتمام..، وكذلك من قرأ (لكن أنا) فهو مصيب.
والأجود اتباع القراء، ولزوم الرواية؛ فإن القراءة سنة متبعة، وكلما كثرت الرواية في الحرف، وكثرت به القراءة فهو المتبع،
[معجم القراءات: 5/214]
وما جاز في العربية ولم يقرأ به قارئ فلا تقرأن به؛ فإن القراءة به بدعة، وكل ما قلت فيه الرواية، وضعف عند أهل العربية فهو داخل في الشذوذ، ولا ينبغي أن تقرأ به) انتهى نص الزجاج.
وقد نقلت كلامه -على طوله- لجودته، وحسن عرضه، فلا تضيقن بمثل هذا النقل، وادع لي بخير.
- وقرأ عيسى بن عمر الثقفي وعبد الله بن مسعود والأهوازي عن الحسن والكسائي وأبو رجاء (لكن هو الله ربي)، بغير (أنا).
- وذكر ابن خالويه أن ابن مسعود قرأ (لكن هو الله ربي لا إله إلا هو).
قلت: الذي وجدته في المطبوع من مصحف ابن مسعود (لكن هو الله ربي) وليس فيه ما أثبته ابن خالويه من زيادة.
- وذكر الزمخشري أن ابن مسعود قرأ (لكن أنا لا إله إلا هو ربي).
- وقرأ ابن حمدون (لكن هو الله ربي) بسكون الهاء من (هو)، وهو نادر وأكثر ما يكون هذا السكون بعد الفاء والواو، وقليل منه بعد (ثم).
ذكر هذا أبو حيان في الجزء الأول من البحر في حديثه في الآية/29 في قوله تعالى: (وهو بكل شيء عليم)، قال:
(وتسكين الهاء في (هو، وهي) بعد الواو والفاء واللام وثم جائز،
[معجم القراءات: 5/215]
وقل بعد كاف الجر وهمزة الاستفهام، وندر بعد (لكن) في قراءة أبي حمدون:
(لكن هو الله ربي) وهو شبيه بتسكين سبع وكرش، شبه الكلمتان بالكلمة).
{بِرَبِّي أَحَدًا}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (بربي أحدًا) بياء مفتوحة في الوصل.
- وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب (بربي أحدًا) بياء ساكنة في الوصل). [معجم القراءات: 5/216]

قوله تعالى: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - قَوْله {إِن ترن أَنا} 39 و{يؤتين خيرا من جنتك} 40 و{نبغ فارتدا} 64 و{أَن تعلمن} 66 و{أَن يهدين رَبِّي} 24
ابْن كثير يثبت الْيَاء فِيهَا جَمِيعًا في الْوَصْل وَالْوَقْف
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو بياء في الْوَصْل وَبِغير يَاء في الْوَقْف في هَذِه الْحُرُوف
وَزَاد أَبُو عَمْرو وَنَافِع {فَهُوَ المهتد} 17 بياء في الْوَصْل وبحذفها في الْوَقْف
والكسائي يثبت الْيَاء في {نبغ} وَحدهَا في الْوَصْل
وَابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة يحذفون الْيَاء في الْوَصْل وَالْوَقْف في كل ذَلِك). [السبعة في القراءات: 391 - 392]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَنَاْ أَقَلُّ) برفع اللام ابن أبي عبلة، الباقون بنصبها، وهو الاختيار مفعول، (تَرِني) ). [الكامل في القراءات العشر: 591]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ أَنَا أَكْثَرُ وَأَنَا أَقَلَّ عِنْدَ أَنَا أُحْيِي مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أنا أكثر} [34]، و{أنا أقل} [39] ذكرا في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 583] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" دال "إذ دخلت" أبو عمرو وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/215]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأثبت ياء "تَرَنِ أَنَا" وصلا قالون والأصبهاني وأبو عمرو وأبو جعفر، وفي الحالين ابن كثير ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/215]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أنا أكثر} و{أنا أقل} [39] قرأ نافع بإثبات ألف {أنآ} فيصير من باب المنفصل، والباقون بحذفها لفظًا في الوصل، فلا مد عندهم، وكلهم يقف بالألف، تبعًا للرسم). [غيث النفع: 818] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ترن أنا} [39] قرأ قالون والبصري في الوصل بإثبات ياء بعد النون، والمكي بإثباتها وصلاً ووقفًا، والباقون بحذفها في الحالين). [غيث النفع: 818]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39)}
{إِذْ دَخَلْتَ}
- أدغم الذال في الدال أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش.
- وقراءة الباقين بالإظهار، وهو الوجه الثاني لابن ذكوان.
{جَنَّتَكَ قُلْتَ}
- إدغام الكاف في القاف عن أبي عمرو ويعقوب.
{مَا شَاءَ اللَّهُ}
- إمالة الألف من (شاء) عن ابن ذكوان وحمزة وخلف.
- والفتح والإمالة لهشام.
- والفتح للباقين.
وتقدم هذا في مواضع، وانظر الآية/20 من سورة البقرة.
- كما تقدم وقف حمزة وهشام على (شاء) بالبدل مع المد والقصر.
[معجم القراءات: 5/216]
{إِنْ تَرَنِ أَنَا}
- قرأ أبو عمرو وأبو جعفر وقالون والأصبهاني عن ورش، وورش عن نافع من طريق البخاري وابن محيصن واليزيدي والحسن (إن ترني أنا) بإثبات الياء في الوصل.
- وقرأ ابن كثير في رواية القواس والبزي ويعقوب (إن ترني أنا) بإثبات الياء في الحالين.
- وقراءة الباقين وورش (إن ترن أنا) بحذف الياء في الحالين.
وهو الموافق لرسم المصحف، وهو الوجه الثاني لورش.
{أَنَا أَقَلَّ}
- قرأ نافع وأبو جعفر (أنا...) بإثبات الألف في الوقف والوصل.
- وقراءة الباقين (أن...)، بحذف الألف في الوقف والوصل.
- وأمال في الوقف فقراءة الجميع بالألف (أنا).
وتقدم تفصيل هذا في الآية/34 من هذه السورة.
{أَقَلَّ}
- قراءة الجمهور (إن ترن أنا أقل) بالنصب مفعولًا ثانيًا لـ(ترن)، وهي علمية لا بصرية، وأنا: ضمير فصلٍ ملغى.
- وقرأ عيسى بن عمر (إن ترن أنا أقل) برفع (أقل)، وتخريجه كما يلي:
أنا: مبتدأ، أقل: خبر عنه، والجملة (أنا أقل) في موضع مفعول
[معجم القراءات: 5/217]
(ترن) الثاني إن كانت علمية، وفي موضع الحال إن كانت بصرية.
قال الفراء:
(... أنا) إذا نصبت (أقل) عماد، وإذا رفعت (أقل) فهي اسم، والقراءة بهما جائزة).
وقال العكبري: (أنا فيه وجهان:
أحدهما: هي فاصلة بين المفعولين.
الثاني: هي توكيد للمفعول الأول، فموضعها نصب، ويقرأ: أقل بالرفع..).
وقال الزجاج:
(أقل: منصوب، وهو مفعول ثان بترني، وأنا: يصلح لشيئين، إن شئت كانت توكيدًا للنون والياء، وإن شئت كانت فصلًا، كما تقول: كنت أنت) ). [معجم القراءات: 5/218]

قوله تعالى: {فَعَسَىٰ رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأثبت ياء "أَنْ يُؤْتِيَن" وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر، وفي الحالين ابن كثير ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/215]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بربي أحدا} [38 43] معًا و{ ربي أن} [40] قرأ الحرميان وبصري بفتح الياء في الثلاثة، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 818] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أن يؤتين} [40] قرأ نافع والبصري بزيادة ياء بعد النون وصلاً، والمكي بزيادتها مطلقًا، والباقون بحذفها مطلقًا). [غيث النفع: 818]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40)}
{فَعَسَى}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح.
وتقدم مثل هذا، انظر الآية/84 من سورة النساء و/129 من سورة الأعراف.
[معجم القراءات: 5/218]
{رَبِّي أَنْ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (ربي أن...) بفتح ياء الإضافة وصلًا.
- وقراءة الباقين (ربي أن...) بسكونها.
{أَنْ يُؤْتِيَنِ}
- قرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر واليزيدي والحسن (أن يؤتيني...)، بإثبات الياء في الوصل.
- وقرأ ابن كثير في رواية القواس والبزي، ويعقوب وابن محيصن بإثبات الياء في الحالين.
- وقراءة الباقين (أن يؤتين) بحذفها في الحالين.
{خَيْرًا}
- تقدم ترقيق الراء وتفخيمها في الآية/36 من هذه السورة). [معجم القراءات: 5/219]

قوله تعالى: {أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((غورا) وفي الملك بضم الغين، البرجمي). [الغاية في القراءات العشر: 306]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (غورًا) [41]، وفي الملك [30]: بضم الغين البرجمي). [المنتهى: 2/805]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41)}
{غَوْرًا}
- قراءة الجماعة (غورًا) بفتح الغين، مصدر (غار)، وهو خبر (أصبح) على سبيل المبالغة.
- وقرأ عاصم في رواية عبد الحميد بن صالح البرجمي وحده عن أبي بكر بن عياش وأبو الجوزاء وأبو المتوكل (غورًا) بضم الغين.
ولم أجد تفسيرًا لهذه القراءة في كتب اللغة يوضح معنى (غور)، فلا هو مصدر، ولا يصح به بيان يناسب السياق، وهي قراءة
[معجم القراءات: 5/219]
مروية، وجهلي تخريجها لا يقتضي ردها، وإن كان السمين قد جعله لغة في المصدر، ولم أجد دليلًا على ما قال.
- وقرأت فرقة (غؤورًا) بضم الغين وهمز الواو وواو بعد الهمزة، وهو مصدر.
قال الكسائي:
(ماء غور، وقد غار يغور غورًا وغوورًا، أي سفل في الأرض، ويجوز الهمز لانضمام الواو [غؤورًا]...).
وتأتي هذه القراءة أيضًا في الآية/30 من سورة الملك). [معجم القراءات: 5/220]

قوله تعالى: {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وكان له ثمر....وأحيط بثمره) بالفتح يزيد، وعاصم، ويعقوب، وسهل وافق رويس، في الأول أبو عمرو بضم التاء وسكون الميم فيهما). [الغاية في القراءات العشر: 306] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ثمرٌ) [34]، و(بثمره) [42]: بفتحتين يزيد، وعاصمٌ، وسلام، ويعقوب غير رويس، وافق في الأول رويس. الباقون بضمتين. ساكنة الميمين: أبو عمرو). [المنتهى: 2/804] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم: {وكان له ثمر} (34)، و: {أحيط بثمره} (42): بفتح الثاء والميم فيهما.
وأبو عمرو: بضم الثاء، وإسكان الميم.
والباقون: بضمهما). [التيسير في القراءات السبع: 349] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(عاصم وأبو جعفر وروح: (وكان له ثمر، وأحيط بثمره) بفتح التّاء والميم فيهما، وافقهم رويس في الأول وأبو عمرو بضم الثّاء وإسكان الميم، والباقون بضمهما). [تحبير التيسير: 444] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([34]- {ثَمَرٌ}، و{بِثَمَرِهِ} [42] بفتحتين: عاصم.
ساكنة الميمين والثاء مضمومة: أبو عمرو.
الباقون بضمتين). [الإقناع: 2/689] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (838 - وَفِي ثُمُر ضَمَّيْهِ يَفْتَحُ عَاصِمٌ = بِحَرْفَيْهِ وَاْلإِسْكَانُ فِي الْمِيمِ حُصِّلاِ). [الشاطبية: 66] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([838] وفي ثمر ضميه يفتح (عاصم) = بحرفيه والإسكان في الميم (حـ)ـصلا
قد مضى الكلام في سورة الأنعام في ثُمر وثَمر.
وأما الإسكان، فهو ثُمر، فأسكن للتخفيف.
وقال قوم من أهل اللغة: الثُّمْر بالإسكان: المال، من: ثَمَّر ماله، إذا كثره.
وقال مجاهد: «الثُّمُرُ: الذهب والفضة، والتمر بالفتح: المأكول» ). [فتح الوصيد: 2/1068] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([838] وفي ثمر ضميه يفتح عاصم = بحرفيه والإسكان في الميم حصلا
ح: (في ثمر): مفعول (يفتح)، (ضميه): بدل منه، (عاصم): فاعله، بحرفيه: حال، أي: حال كون الفتح في حرفيه، (الإسكان): مبتدأ، (حصلا): خبره، (في الميم): متعلق به.
ص: قرأ عاصم: {وكان له ثمرٌ} [34]، {وأحيط بثمره} [42] في الحرفين بفتح الثاء والميم على أنه جمع (ثمرةٍ)، والباقون: بضمها في الحرفين على أنه جمع (ثمارٍ) جمع (ثمرة)، لكن أبو عمرو: يسكن الميم منهما تخفيف (ثمر) بمضتين، أو بالإسكان: المال، وبالتحريك ضمًّا
[كنز المعاني: 2/395]
أو فتحًا: ثمر الشجر، وقد مضى الفتحان والضمان في الأنعام، وكرر هنا لبيان ذكر الإسكان). [كنز المعاني: 2/396] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (838- وَفِي ثُمُر ضَمَّيْهِ يَفْتَحُ عَاصِمٌ،.. بِحَرْفَيْهِ وَالإِسْكَانُ فِي الْمِيمِ حُصِّلا
معنى الكلام في "ثُمُر" بضم الثاء والميم وفتحهما في سورة الأنعام، وزاد هنا إسكان الميم تخفيفا وكل ذلك لغات، وقوله: بحرفيه بمعنى موضعيه في هذه السورة: "وكان له ثمر"، "وأحيط بثمره"، وقد تقدم ذكر الذي في يس في سورة الأنعام، فثمر بضمتين جمع ثمار، وثمار جمع
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/333]
ثمرة، وثمر بفتحتين جمع ثمرة كبقر في جمع بقرة، وثمر بسكون الميم جمع ثمرة أيضا كبدنة وبدن، ويجوز أن يكون مخففا من مضموم الميم الذي هو جمع ثمار، ويجوز أن يكون المضموم الميم مفردا كعنق وطنب، وقيل: الثمرة بالضم المال وبالفتح المأكول وقيل: يقال في المفرد ثمرة بضم الميم كسمرة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/334] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (838 - وفي ثمر ضمّيه يفتح عاصم = بحرفيه والإسكان في الميم حصّلا
قرأ عاصم: وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ، وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ بفتح ضم الثاء والميم في كل من الكلمتين، وقرأ أبو عمرو بإسكان الميم مع ضم الثاء، فتكون قراءة الباقين بضم الثاء والميم في كل من الكلمتين). [الوافي في شرح الشاطبية: 312] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (148- .... .... وَاكْسِرْ بِوَرْقِ كَثُمْرِهِ = بِضَمَّيْ طُوىً .... .... .... ). [الدرة المضية: 32] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: واكسر بورق كثمره بضمي طوى فتحًا اتل يا ثمر اذ حلا أي روى مرموز (طا) طوى وهو رويس {بورقكم} [19] بكسر الراء كابن جعفر وعلم لخلف وروح بإسكانها ويريد بقوله كثمره تشبيه {بورقكم} بثمره في أنهما لرويس لينفصل الترجمتان بذلك الراوي صريحًا ولذا لم يقل: ثمره كالتلاوة لئلا يوهم تعلق {بورقكم} بالسابقة ليعقوب واستئناف بثمره لرويس أي روى مرموز (طا) طوى وهو رويس أيضًا {بثمره} [42]
[شرح الدرة المضيئة: 165]
بضم الثاء والميم وهو معنى قوله: بضمي طوى جمع ثمار أو جمع ثمرة). [شرح الدرة المضيئة: 166] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَعَاصِمٌ وَرَوْحٌ بِفَتْحِ الثَّاءِ وَالْمِيمِ، وَافَقَهُمْ رُوَيْسٌ فِي الْأَوَّلِ، وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِضَمِّ الثَّاءِ، وَإِسْكَانِ الْمِيمِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الثَّاءِ وَالْمِيمِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ). [النشر في القراءات العشر: 2/310] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر وعاصم وروح {وكان له ثمرٌ} [34]، و{أحيط بثمره} [42] بفتح الثاء والميم، وافقهم رويس في الأول، وقرأ أبو عمرو بضم الثاء وإسكان الميم فيهما، والباقون بضم الثاء والميم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 583] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (746 - وثمرٌ ضمّاه بالفتح ثوى = نصرٍ بثمره ثنا شادٍ نوى
747 - سكّنهما حلا .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وثمر ضمّاه بالفتح (ثوى) = (ن) صر بثمره (ث) نا (ش) اد (ن) وى
يريد أنه قرأ قوله تعالى: «وكان له ثمر» بفتح، ضم الثاء والميم أبو جعفر ويعقوب وعاصم قوله: (بثمره) أي وفتح الثاء والميم من قوله «وأحيط بثمره» أبو جعفر وعاصم وروح، وضم الثاء وسكن الميم أبو عمرو كما سيأتي في أول البيت الآتي، والباقون بضم الثاء والميم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 267] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وثمر ضماه بالفتح (ثوى) = (ن) صر بثمره (ث) نا (ش) اد (ن) وى
سكنهما (ح) لا ومنها منهما = (د) ن (عم) لكنّا فصل (ث) بـ (غ) ص (ك) ما
ش: أي قرأ مدلول (ثوى) أبو جعفر ويعقوب، ونون (نصر) عاصم وكان له ثمر [34] بفتح الثاء والميم، وكذلك قرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر وشين (شاد) روح ونون (نوى) عاصم: وأحيط بثمره [42]، وضمهما الباقون، ووجههما تقدم في «ثمره» [99، 141] بالأنعام.
وسكن ميمهما ذو حاء (حلا) أبو عمرو [وفسره مجاهد هنا بالمال والذهب والفضة وجعله بالضم، والإسكان]؛ لأنه جمع ك «بدنة وبدن»، أو مخفف من الضم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/430]
كـ «خشب»، وقيد الفتح للضد وقرأ ذو دال (دن)، ابن كثير، و(عم) المدنيان وابن عامر:
لأجدن خيرا منهما [36] بإثبات الميم على جعل الضمير للجنتين، وهي مثناة، وعليه الرسم المدني، والمكي، والشامي والباقون بحذفها على جعل الضمير لجنته، وهي واحدة مؤنثة، وعليه الرسم العراقي). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/431] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وكان له ثمر، وأحيط بثمره" [الآية: 34] فعاصم وأبو جعفر وروح بفتح الثاء والميم، يعني حمل الشجر وافقهم ابن محيصن من المفردة، وقرأ رويس الأول كذلك فقط، وقرأ أبو عمرو بضم التاء وإسكان الميم فيهما تخفيفا أو جمع ثمرة كبدنة وبدن، وافقه الحسن واليزيدي، والباقون بضم التاء والميم جمع ثمار). [إتحاف فضلاء البشر: 2/214] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بربي أحدا} [38 42] معًا و{ ربي أن} [40] قرأ الحرميان وبصري بفتح الياء في الثلاثة، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 818] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بثمره} [42] مثل {ثمر} [34] {وهي} [42] كـــ{وهو} [34] جلي). [غيث النفع: 818] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42)}
{بِثَمَرِهِ}
- تقدمت في الآية/34 فيه القراءات التالية:
1- بثمره: بفتح الثاء والميم، وهي قراءة عاصم وأبي جعفر والحسن وجابر بن زيد والحجاج وأبي حاتم ورويس عن يعقوب وسهل وشيبة وابن محيصن وابن أبي إسحاق.
2- بثمره: بضم الثاء والميم، وهي قراءة ابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي، وهي رواية علي بن نصر وحسين الجعفي عن أبي عمرو، وابن عباس ومجاهد ورويس عن يعقوب.
3- بثمره: بضم الثاء وسكون الميم، وهي قراءة أبي عمرو والأعمش وأبي رجاء والحسن واليزيدي.
[معجم القراءات: 5/220]
4- بثمره: بفتح فسكون، وهي قراءة أبي رجاء، وقد ذكرت في الموضع المتقدم تخريج هذه القراءات، فارجع إليه.
{يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ}
- قراءة الجماعة (يقلب كفيه)، والفاعل ضمير يعود على صاحب الجنة، وكفيه: مفعول به.
- وذكر العكبري أنه قرئ (تقلب كفاه) بتاء مفتوحة ولام مشددة مفتوحة، أي: تتقلب كفاه، فقد حذفت التاء من الفعل. وكفاه: فاعل.
{كَفَّيْهِ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (كفيهي) بوصل الهاء بياء.
- وقراءة الجماعة (كفيه) بهاء مكسورة غير مشبعة.
{وَهِيَ}
- قرأ أبو عمرو والكسائي وأبو جعفر والحسن واليزيدي وقالون (وهي) بسكون الهاء.
- وقراءة الباقين (وهي) بكسر الهاء.
{بِرَبِّي أَحَدًا}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي (بربي أحدًا) بفتح الياء في الوصل.
- وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب (بربي أحدًا)، بسكون الياء في الوصل.
وتقدم مثل هاتين القراءتين قبل قليل، انظر الآية/38 من هذه السورة، ومراجع هاتين القراءتين فيها). [معجم القراءات: 5/221]

قوله تعالى: {وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - وَاخْتلفُوا في التَّاء وَالْيَاء من قَوْله {وَلم تكن لَهُ فِئَة} 43
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر فِيمَا أرى {وَلم تكن لَهُ} بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 392]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ولم يكن) بالياء). [الغاية في القراءات العشر: 307]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ولم يكن) [43]: بالياء كوفي غير عاصم، وأيوب). [المنتهى: 2/805]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (ولم يكن له) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء). [التبصرة: 260]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {ولم يكن له فئة} (43): بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 349]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (ولم يكن له) بالياء والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 445]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَم تَكُن) بالياء محبوب، وعبد الوارث، وأيوب، وابْن مِقْسَمٍ، وكوفي غير عَاصِم، وأحمد، وهو الاختيار لوجود الحائل، الباقون بالتاء). [الكامل في القراءات العشر: 591]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([43]- {وَلَمْ تَكُنْ لَهُ} بالياء، و{الْوَلايَةُ} [44] بكسر الواو: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/689] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (840 - وَذَكِّرْ تَكُنْ شَافٍ .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([840] وذكر تكن (شـ)ـاف وفي الحق جره = على رفعه (حـ)ـبر (سـ)ـعيد (تـ)ـأولا
(شاف)، للفصل بـ{له} ). [فتح الوصيد: 2/1070]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([840] وذكر يكن شافٍ وفي الحق جره = على رفعه حبرٌ سعيدٌ تأولا
ح: (يكن): مفعول (ذكر )، (شافٍ): خبر مبتدأ محذوف، أي: التذكير شافٍ، (في الحق جره): خبر ومبتدأ، والضمير: لـ (الحق)، (على رفعه حبرٌ): خبر ومبتدأ، والهاء: للحبر، أي: على رفع جر الحق حبرٌ، (سعيدٌ تأولا): نعتان لـ (حبرٌ)، والمراد: تأول رفع الحق.
ص: قرأ حمزة والكسائي: {ولم يكن له فئةٌ} [43] بالتذكير؛ لأن تأنيث {فئة} غير حقيقي، والباقون: بالتأنيث على الأصل.
[كنز المعاني: 2/397]
وقرأ أبو عمرو والكسائي: {الولاية لله الحق} [44] برفع {الحق} على أنه: نعت {الولاية}، وذكر {الحق} لأنه مصدر، والباقون: بالجر، صفة {لله} ). [كنز المعاني: 2/398] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (840- وذكر تَكُنْ "شَـ"ـافٍ وَفِي الْحَقِّ جَرُّهُ،.. عَلَى رَفْعِهِ "حَـ"ـبْرٌ "سَـ"ـعِيد "تَـ"ـأَوَّلا
يريد: {وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ} تذكير الفعل وتأنيثه ظاهران). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/336]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (840 - وذكّر تكن شاف وفي الحقّ جرّه = على رفعه حبر سعيد تأوّلا
قرأ حمزة والكسائي: ولم يكن لّه فئة بياء التذكير، وقرأ غيرهما بتاء التأنيث). [الوافي في شرح الشاطبية: 312]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْيَاءِ عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {ولم تكن له} [43] بالتذكير، والباقون بالتأنيث). [تقريب النشر في القراءات العشر: 584]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (748 - يكن شفا .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (يكن (شفا) ورفع حفض الحقّ (ر) م = (ح) ط يا نسيّر افتحو (حبر) (ك) رم
يريد أنه قرأ قوله تعالى «ولم يكن له فئة» بالتذكير حمزة والكسائي وخلف، وفهم من الإطلاق، والباقون بالتأنيث). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 268]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يكن (شفا) ورفع خفض الحقّ (ر) م = (ح) ط يا نسيّر افتحوا (حبر) (ك) رم
والنّون أنّث والجبال ارفع و(ث) م = أشهدت أشهدنا وكنت التّاء ضم
ش: أي قرأ [ذو] (شفا) حمزة، والكسائي، وخلف ولم يكن له فئة [43] بياء التذكير من الإطلاق؛ لإسناده إلى (فئة)، وهو غير حقيقي. والباقون بالتأنيث؛ لاعتبار لفظه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/431]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ولم يكن له فئة" [الآية: 50] فحمزة والكسائي وخلف بالياء على التذكير؛ لأن تأنيث فئة مجازي
[إتحاف فضلاء البشر: 2/215]
وافقهم الأعمش، والباقون بالتاء على التأنيث). [إتحاف فضلاء البشر: 2/216]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل أبو جعفر همز فئة ياء مفتوحة كوقف حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/216]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولم تكن} [43] قرأ الأخوان بالياء، على التذكير، والباقون بالتاء، على التأنيث). [غيث النفع: 818]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43)}
{وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم والحسن وأبو
[معجم القراءات: 5/221]
جعفر وشيبة وابن أبي عبلة ويعقوب (ولم تكن له فئة...) بالتاء على التأنيث؛ إذ بعده (فئة).
- وقرأ حمزة والكسائي ومجاهد وابن وثاب والأعمش وطلحة وأيوب وخلف وأبو عبيد وابن سعدان وابن عيسى الأصبهاني وابن جرير (ولم يكن له فئة) بالياء على التذكير؛ لأن تأنيث (فئة) مجازي، وبينهما فاصل.
قال مكي: (... وقرأ الباقون بالتاء على تأنيث لفظ الفئة، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه؛ ولأنه حمل على ظاهر اللفظ).
{فِئَةٌ}
- قراءة الجماعة (فئة) بالهمز.
- وقرأ أبو جعفر (فية) بإبدال الهمزة ياء مفتوحة في الحالين.
وذكر هذا ابن خالويه: عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم.
- وكذلك -أي بالإبدال- جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{يَنْصُرُونَهُ}
- قراءة الجماعة (ينصرونه) بالياء، وواو الجماعة، ذهب إلى الرجال.
- وقرأ ابن أبي عبلة (ولم تكن له فئة تنصره) مفردًا، ذهب إلى الفئة.
[معجم القراءات: 5/222]
قال العكبري:
(ينصرونه: محمول على المعنى؛ لأن الفئة ناس، ولو كان (تنصره) لكان على اللفظ).
وقريب من هذا القول عند الفراء.
وقال أبو جعفر النحاس:
(وينصرونه على معنى فئة؛ لأن معناها أقوام، ولو كان على اللفظ لكان: ولم تكن له فئة تنصره، كما قال عز وجل. (فئة تقاتل في سبيل الله) آل عمران/13).
{مُنْتَصِرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 5/223]

قوله تعالى: {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ ۚ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - وَاخْتلفُوا في قَوْله (هُنَالك الولية لله الْحق) 44
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم في الرِّوَايَتَيْنِ (الولية) بِفَتْح الْوَاو {لله الْحق} خفضا
وَقَرَأَ حَمْزَة (الولية لله الْحق) بِكَسْر الْوَاو وَالْقَاف
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو (هُنَالك الولية لله الْحق) بِفَتْح الْوَاو وَضم الْقَاف
وَقَرَأَ علي بن حَمْزَة والكسائي (هُنَالك الولية) كسرا {لله الْحق} بِضَم الْقَاف). [السبعة في القراءات: 392]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (16 - وَاخْتلفُوا في التثقيل وَالتَّخْفِيف من قَوْله {وَخير عقبا} 44
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر والكسائي {عقبا} مَضْمُومَة الْقَاف
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة {عقبا} سَاكِنة الْقَاف خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 392]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((الولاية) بكسر الواو كوفي - غير عاصم - (لله الحق) رفع أبو عمرو والكسائي
(عقبا) ساكنة القاف كوفي - غير علي ). [الغاية في القراءات العشر: 307 - 308]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (الولاية) [44]: بكسر الواو هما، وخلفٌ، وأبو بكر طريق ابن جبير.
(الحق) [44]: رفع: أبو عمرو، وعلي.
[المنتهى: 2/805]
(عقبًا) [44]: خفيف: عاصم، وحمزة، وخلف). [المنتهى: 2/806]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (هنالك الولاية) بكسر الواو، وفتح الباقون). [التبصرة: 260]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو والكسائي (لله الحق) برفع (الحق)، وقرأ الباقون بالخفض). [التبصرة: 260]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة وعاصم (عقبًا) بإسكان القاف، وقرأ الباقون بالضم). [التبصرة: 260]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {هنالك الولاية} (44): بكسر الواو.
[التيسير في القراءات السبع: 349]
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 350]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو، والكسائي: {لله الحق} (44): بالرفع.
والباقون: بالجر). [التيسير في القراءات السبع: 350]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم، وحمزة: {وخير عقبا} (44): بإسكان القاف.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 350]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (الولاية) بكسر الواو، والباقون بفتحها.
أبو عمرو والكسائيّ: (لله الحق) بالرّفع، والباقون بالجرّ.
عاصم وحمزة وخلف: (وخير عقبا) بإسكان القاف، والباقون بضمها). [تحبير التيسير: 445]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (الْحَقُّ) نصب أبو حيوة، وابن أبي عبلة، وبالرفع علي، ومحمد، وزائدة عن الْأَعْمَش، والزَّعْفَرَانِيّ، وابن سلمة، وحجاج، وابن الرومي عن ابْن كَثِيرٍ عن كثير، وأَبُو عَمْرٍو، وغير عبد الوارث، وهو الاختيار نعت للولاية، الباقون جر). [الكامل في القراءات العشر: 591]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([43]- {وَلَمْ تَكُنْ لَهُ} بالياء، و{الْوَلايَةُ} [44] بكسر الواو: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/689] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([44]- {الْحَقِّ} رفع: أبو عمرو والكسائي.
[الإقناع: 2/689]
[44]- {عُقْبًا} خفيف: عاصم وحمزة). [الإقناع: 2/690]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (840- .... .... وَفِي الْحَقِّ جَرُّهُ = عَلَى رَفْعِهِ حَبْرٌ سَعِيد تَأَوَّلاَ). [الشاطبية: 66]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (841 - وَعُقْباً سُكُونُ الضَّمِّ نَصُّ فَتىً .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 66]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([840] وذكر تكن (شـ)ـاف وفي الحق جره = على رفعه (حـ)ـبر (سـ)ـعيد (تـ)ـأولا
...
(سعيد تأولا)، لكونه تأول الحق نعتا لـ{الولية}، فرفعه.
والخفض على أنه نعت لله عز وجل). [فتح الوصيد: 2/1070]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([841] وعقبا سكون الضم (نـ)ـص (فـ)ـتى ويا = نسير والى فتحها (نفر) ملا
[842] وفي النون أنث والجبال برفعهم = ويوم يقول النون (حمزة) فضلا
(العقُب والعقْب واحد، بمعنى العاقبة؛ والأصل، التقيل). [فتح الوصيد: 2/1071]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([840] وذكر يكن شافٍ وفي الحق جره = على رفعه حبرٌ سعيدٌ تأولا
ح: (يكن): مفعول (ذكر )، (شافٍ): خبر مبتدأ محذوف، أي: التذكير شافٍ، (في الحق جره): خبر ومبتدأ، والضمير: لـ (الحق)، (على رفعه حبرٌ): خبر ومبتدأ، والهاء: للحبر، أي: على رفع جر الحق حبرٌ، (سعيدٌ تأولا): نعتان لـ (حبرٌ)، والمراد: تأول رفع الحق.
ص: قرأ حمزة والكسائي: {ولم يكن له فئةٌ} [43] بالتذكير؛ لأن تأنيث {فئة} غير حقيقي، والباقون: بالتأنيث على الأصل.
[كنز المعاني: 2/397]
وقرأ أبو عمرو والكسائي: {الولاية لله الحق} [44] برفع {الحق} على أنه: نعت {الولاية}، وذكر {الحق} لأنه مصدر، والباقون: بالجر، صفة {لله} ). [كنز المعاني: 2/398] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [841] وعقبا سكون الضم نص فتى ويا = نسير والى فتحها نفر ملا
[842] وفي النون أنث والجبال برفعهم = ويوم يقول النون حمزة فضلا
ب: (الملا) بالكسر: جمع (مليء)، وهو الثقة.
ح: (عقبًا): مبتدأ، (سكون الضم): مبتدأ ثانٍ، واللام: بدل العائد، (نص): خبره، والجملة: خبر الأول، (يا): مبتدأ، أضيف إلى (نسير)، وقصر ضرورة، (نفرٌ): فاعل (والى)، (ملا): نعته، (فتحها): مفعول، والجملة: خبر المبتدأ، (في النون): مفعول (أنث)، نحو:
............ = ............ يجرح في عراقيبها نصلي
و (الجبال برفعهم): مبتدأ، أي: كائن برفعهم، وضمير الجمع: لمدلول (نفر)، (يوم يقول): مبتدأ، (النون): مبتدأ ثانٍ، واللام: عائد، (حمزة): مبتدأ ثالث، (فضلا): خبره، ومفعوله العائد محذوف، أي: فضل النون حمزة، فقرأ بها والجملة: خبر الثاني، والمجموع: خبر الأول.
[كنز المعاني: 2/398]
ص: قرأ عاصم وحمزة: {وخير عقبا} [44] بسكون القاف، والباقون: بالضم لغتان، نحو: (عُنُق) و(عُنْق).
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: {ويوم تسير الجبال} [47] بفتح الياء، من (تسير) وتاء التأنيث في موضع النون على بناء المجهول، ورفع {الجبال} على فاعله، والباقون: {نسير الجبال} بالنون في موضع التاء وكسر الياء على بناء الفاعل، والنون للعظمة، ونصب {الجبال} على المفعول.
وقرأ حمزة: {ويوم نقول نادوا} [52] بالنون على أنها للعظمة، والباقون: بالياء، والضمير: لله تعالى). [كنز المعاني: 2/399] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (أما: {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ} فجر الحق على أنه صفة لله، ورفعه على أنه صفة للولاية، والحق مصدر فالوصف به على تقدير: ذي الحق وذات الحق، ويشهد لقراءة الجر قراءة ابن مسعود -رضي الله عنه: "هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ وهُو الْحَق" وقوله تعالى: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ} ويشهد لقراءة الرفع قراءة أُبَي: "هنالك الولاية لحق لله"، وقوله سبحانه: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ} قال الفراء: والولاية المُلْك ولو نصب الحق على معنى حقا كان صوابًا. قال أبو علي: ومعنى وصف الولاية بالحق أنه لا يشوبها غيره، ولا يخاف فيها ما في سائر الآيات من غير الحق، وقول الناظم: وفي الحق جره مبتدأ وخبره ثم استأنف على رفعه حبر؛ أي: عالم سعيد نعت حبر تأول للرفع ما ذكرناه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/336]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (841- وَعُقْبًا سُكُونُ الضَّمِّ "نَـ"ـصُّ "فَـ"ـتىً وَيَا،.. نُسَيِّرُ وَالَى فَتْحَهَا "نَفٌَ" مَلا
يريد: {وَخَيْرٌ عُقْبًا} ضم القاف وإسكانها لغتان وهي العاقبة والعقبى والعقبة، ومعناها الآخرة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/337]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (840 - .... .... .... وفي الحقّ جرّه = على رفعه حبر سعيد تأوّلا
....
وقرأ أبو عمرو والكسائي: الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ برفع جر القاف وقرأ الباقون بجرها). [الوافي في شرح الشاطبية: 312]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (841 - وعقبا سكون الضّمّ نصّ فتى ويا = نسيّر والى فتحها نفر ملا
842 - وفي النّون أنّث والجبال برفعهم = ويوم يقول النّون حمزة فضّلا
قرأ عاصم وحمزة: وَخَيْرٌ عُقْباً. بسكون ضم القاف، وقرأ غيرهم بضمها). [الوافي في شرح الشاطبية: 312]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (149- .... .... .... .... .... = .... .... الْحَقُّ بِالْخَفْضِ حُلِّلَا). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (وقوله: الحق بالخفض أي قرأ يعقوب {هنالك الولاية لله الحق} [44] بخفض الحق صفة لله كالآخرين فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 167]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لِلَّهِ الْحَقِّ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَالْكِسَائِيُّ بِرَفْعِ الْقَافِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِخَفْضِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْوَلَايَةُ آخِرَ الْأَنْفَالِ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي عُقْبًا عِنْدَ هُزُوًا فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو والكسائي {لله الحق} [44] برفع القاف، والباقون بالخفض). [تقريب النشر في القراءات العشر: 584]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الولاية} [44] ذكر في الأنفال). [تقريب النشر في القراءات العشر: 584]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({عقبًا} [44] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 584]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (748- .... ورفع خفض الحقّ رم = حط .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ثم أراد أن الكسائي وأبا عمرو قرآ برفع خفض الحق على كونه صفة للولاية، والباقون بالخف نعتا للجلالة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 268]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو راء (رام) الكسائي وحاء (حط) أبو عمرو: لله الحق [44] برفع القاف، صفة الولاية، أي ذات الحق لا يشعر بها باطل، على حد الملك يومئذ الحقّ [الفرقان: 26] [أو] خبر لمحذوف، أي: هو الحق.
والباقون بجره صفة اسم الله تعالى، أي ذي الحق، على حد موليهم الحقّ [يونس: 30] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/431]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "الولاية" [الآية: 44] بكسر الواو حمزة والكسائي وكذا خلف وذكر بالأنفال). [إتحاف فضلاء البشر: 2/216]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لِلَّهِ الْحَق" [الآية: 44] فأبو عمرو والكسائي برفع الحق صفة للولاية، أو خير مضمر أي: هو الحق أو مبتدأ خبره محذوف أي: الحق ذلك أي: ما قلناه، وافقهم اليزيدي والباقون بالجر صفة للجلالة الشريفة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/216]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "عقبا" [الآية: 44] بسكون القاف عاصم وحمزة وخلف وضمهما الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/216]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الولاية} [44] قرأ الأخوان بكسر الواو، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 818]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لله الحق} قرأ البصري وعلي برفع القاف، والباقون بخفضه). [غيث النفع: 818]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عقبا} قرأ عاصم وحمزة بإسكان القاف، والباقون بالضم). [غيث النفع: 819]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44)}
{الْوَلَايَةُ}
- قرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش وابن وثاب وشيبة وابن غزوان وطلحة وابن سعدان وابن عيسى الأصبهاني وابن جرير (الولاية) بكسر الواو، ومعناه: السلطان والملك.
وأنكر هذا أبو عمرو والأصمعي، وذهبا إلى أنه لحن، لأن (فعالة) إنما يجيء في ما كان صنعة، أو معنى متقلدًا، وليس هنالك تولي أمور.
[معجم القراءات: 5/223]
قال ابن حجر في فتح الباري:
(... والأخوان بكسرها، وأنكره أبو عمرو والأصمعي؛ لأن الذي بالكسر الإمارة، ولا معنى له هنا.
وقال غيرهما: الكسر لغة بمعنى الفتح كالدلالة -بفتح دالها وكسرها- بمعنى).
- وقرأ ابن كثير وابن عامر ونافع وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر ورواية حفص، وأبو جعفر ويعقوب (الولاية) بفتح الواو، ومعناه: النصرة والتولي.
قالوا: والكسر والفتح لغتان معناهما واحد مثل: الرضاعة والرضاعة.
وتقدم مثل هاتين القراءتين في الآية/72 من سورة الأنفال في (ولايتهم).
{لِلَّهِ الْحَقِّ}
- قرأ أبو عمرو والكسائي والأعمش وحميد وابن أبي ليلى وابن مناذر واليزيدي وابن عيسى الأصبهاني (.. لله الحق) بضم القاف صفة لـ(الولاية) في قوله تعالى: (هنالك الولاية...)، أو هو خبر مبتدأ مضمر، أي: هو الحق.
أو هو مبتدأ خبر محذوف، أي: الحق ذلك ما قلناه.
[معجم القراءات: 5/224]
وذهب العكبري إلى أنه يجوز أن يكون مبتدأ خبره (هو خير).
- وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم في الروايتين: من طريق حفص وأبي بكر، ويعقوب وأبو جعفر (... لله الحق) بكسر القاف، وهو وصف لله تعالى.
قال مكي: (والاختيار الخفض لأن الجماعة عليه).
- وقرأ يعقوب عن عصمة عن أبي عمرو، وأبو حيوة وزيد بن علي وعمرو ابن عبيد وابن أبي عبلة وأبو السمال (.. لله الحق) بنصب القاف.
وذهب الزمخشري إلى أنه على التأكيد، كما تقول: هذا عبد الله الحق لا الباطل.
وقال ابن خالويه:
(ويجوز في النحو النصب بإضمار فعل على المصدر، معناه: أحق الحق).
أما الزجاج فقد قال:
(ويجوز الحق، ولا أعلم أحدًا قرأ بها، ونصبه على المصدر في التوكيد، كما تقول: هنالك الحق، أي: أحقل الحق).
وقال الطوسي:
(وأجاز الكوفيون والبصريون النصب بمعنى أحق ذلك حقًا).
وقال الشهاب:
(وقرئ بالنصب على المصدر المؤكد، بكسر الكاف، أي المصدر المؤكد لمضمون الجملة، المنصوب بعامل مقدر، كما تقول: هذا عبد الله حقًا، أي: الحق لا الباطل).
[معجم القراءات: 5/225]
قال أبو حيان: وهي قراءة حسنة فصيحة، وكان عمرو بن عبيد -رحمة الله عليه ورضوانه- من أفصح الناس وأنصحهم، وكان قد قال الزمخشري: (وقرأ عمرو بن عبيد رحمه الله) انتهى، فترحم عليه وترضى عنه؛ إذ هو من أوائل أكابر شيوخه المعتزلة، وكان على غاية من الزهد والعبادة، وله أخبار في ذلك؛ لأن أهل السنة يطعنون عليه وعلى أتباعه...).
- وقرأ أبي بن كعب (هنالك الولاية الحق لله)، برفع (الحق) صفة للولاية، وتقديمها على لفظ الجلالة.
- وعن عبد الله بن مسعود أنه قرأ (هنالك الولاية لله وهو الحق)، بزيادة (وهو) على قراءة الجماعة.
{خَيْرٌ ... خَيْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{عُقْبًا}
- قرأ عاصم وحمزة وخلف والحسن والأعمش ويحيى بن وثاب (عقبًا) بضم العين وسكون القاف.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (عقبًا) بضم العين والقاف والتنوين.
[معجم القراءات: 5/226]
قال مكي:
(والأصل الضم، والإسكان تحفيف، كالعنق والعنق، والطنب والطنب..).
والقراءتان عند الطبري بمعنى واحد فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
- وقرأ عاصم في رواية (عقبى) بألف التأنيث، على وزن (رجعى، وبشرى)، وهو مصدر.
قال أبو حيان: (والثلاث بمعنى العاقبة).
- وذكر ابن خالويه أن بعضهم أمال الألف (عقبى) كذا!!
قلت: إذا كان قراء الإمالة حمزة والكسائي وخلف يقرأونه بالتنوين (عقبًا) فمن المميل؟!). [معجم القراءات: 5/227]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:03 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (45) إلى الآية (46) ]

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45) الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)}

قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {تذروه الريح} (45): بالتوحيد.
والباقون: بالجمع). [التيسير في القراءات السبع: 350]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (تذروه الرّيح) قد ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 445]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الرِّيَاحِ فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الرياح} [45] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 584]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "الرياح" [الآية: 45] بالتوحيد حمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/216]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الرياح} [45] قرأ الأخوان بإسكان الياء، ولا ألف بعدها، على التوحيد، والباقون بفتح الياء، بعدها ألف، على الجمع). [غيث النفع: 819]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45)}
{الدُّنْيَا}
- سبقت الإمالة فيه.
انظر الآية/28 من هذه السورة، والآيتين/85 و114 من سورة البقرة.
{تَذْرُوهُ}
- قراءة الجمهور (تذروه)، وهو من ذرت الريح تذرو ذروا: أي فرقت.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وابن عباس (تذريه) بفتح التاء، وياء
[معجم القراءات: 5/227]
- وقرأ عبد الله بن مسعود وابن عباس (تذريه) بفتح التاء، وياء بعد الراء، وهو من ذرت تذري، وهي عند الزجاج لغة لا يقرأ بها.
- وعن ابن مسعود أنه قرأ: (يذريه) بياء مفتوحة في أوله وياء ساكنة بعد الراء، وذكر هنا لأن الريح مؤنث مجازي.
- وقرأ ابن مسعود وطلحة بن مصرف وابن عباس وأبي وابن أبي عبلة (تذريه) بضم التاء من (أذرى) الرباعي، وهو لغة في (ذرى).
قال العكبري:
(ويقال: أذرت تذري، كقولك: أذريته عن فرسه، إذا ألقيته عنها، وقرئ به أيضًا).
وقال الزجاج: (وفي تذروه لغتان لا يقرأ بهما.
تذريه -بضم التاء وكسر والراء، وتذريه بفتح التاء).
- وذكر الراغب الأصفهاني أنه قرئ (تذرؤه)، كذا، بالهمز.
{الرِّيَاحُ}
- قراءة الجمهور (الرياح) جمعًا.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف وزيد بن علي والحسن والنخعي
[معجم القراءات: 5/228]
والأعمش وطلحة وابن أبي ليلى وابن محيصن وابن عيسى وابن جرير وابن مسعود وابن عباس (الريح) مفردًا.
وتقدم مثل هذا في الآية/164 من سورة البقرة.
{شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز في الوقف، انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{مُقْتَدِرًا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء). [معجم القراءات: 5/229]

قوله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)}
{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}
- قراءة الجماعة (المال والبنون زينة..) الخبر مفرد.
- وذكر ابن الشجري في أماليه أنه قرئ: (المال والبنون زينتا الحياة الدنيا) كذا على التثنية!، وذكر مثل هذا السمين الحلبي.
قال ابن الشجري:
(... جاء الخبر مفردًا لاتفاق المال والبنين في التزيين، ... وقد جاء فيما شذ من القراءات: (زينتا الحياة) بألف على التثنية).
{الدُّنْيَا}
- تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآية/28 من هذه السورة.
{خَيْرٌ ... خَيْرٌ}
- ترقيق الراء وتفخيمها تقدم في الآية/44 من هذه السورة). [معجم القراءات: 5/229]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:05 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (47) إلى الآية (49) ]

{وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47) وَعُرِضُوا عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48) وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)}

قوله تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (17 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {وَيَوْم نسير الْجبَال} 47
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر (وَيَوْم تسير) بِالتَّاءِ {الْجبَال} رفعا
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {نسير} بالنُّون {الْجبَال} نصبا). [السبعة في القراءات: 393]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (تسير) بضم التاء (الجبال)، رفع مكي، شامي وأبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 308]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تسير) [47] بضم التاء، (الجبال) [47]: رفع: مكي، دمشقي، وأبو عمرو، وسلام). [المنتهى: 2/806]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون ونافع (ويوم نسير) بالنون وكسر الياء (الجبال) بالنصب، وقرأ الباقون (تسير) بالتاء وفتح الياء (الجبال) بالرفع). [التبصرة: 260]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، ونافع: {ويوم نسير الجبال} (47): بالنون، وكسر الياء، ونصب (الجبال).
والباقون: بالتاء، وفتح الياء، ورفع اللام من (الجبال) ). [التيسير في القراءات السبع: 350]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الكوفيّون ونافع وأبو جعفر ويعقوب: (ويوم نسير) بالنّون وكسر الياء ونصب (الجبال) والباقون بالتّاء وفتح الياء ورفع اللّام من (الجبال) ). [تحبير التيسير: 445]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نُسَيِّرُ الْجِبَالَ) بفتح التاء وإسكان الياء وكسر السين (الْجِبَالَ) رفع ابن مُحَيْصِن، ومحبوب، وقرأ مكي غير ابن مُحَيْصِن دمشقي، وأَبُو عَمْرٍو، وغير محبوب، وأبان، وسلام، وأبو عمارة عن حفص بضم التاء وفتح السين والياء ورفع اللام من الجبال محبوب كابن مُحَيْصِن، الباقون بالنون وضمها وفتح السين وكسر الياء (الْجِبَالَ) نصب،
[الكامل في القراءات العشر: 591]
وهو الاختيار على العظمة، (فَلَمْ نُغَادِرْ) بالتاء قَتَادَة (يغُادِرُ) على ما لم يسم فاعله، (أَحَدًا) رفع عصمة مثله على تسمية الفاعل، وأبان، الباقون بالنون (أَحَدًا) نصب، وهو الاختيار لقوله: (وَحَشَرْنَاهُمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([47]- {نُسَيِّرُ} مبني للفاعل، {الْجِبَالَ}: الكوفيون ونافع). [الإقناع: 2/690]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (841- .... .... .... .... وَيَا = نُسَيِّرُ وَالَى فَتْحَهَا نَفَرٌ مَلاَ
[الشاطبية: 66]
842 - وَفِي النُّونِ أَنِّثْ وَالْجِبَالَ بِرَفْعِهِمْ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([841] وعقبا سكون الضم (نـ)ـص (فـ)ـتى ويا = نسير والى فتحها (نفر) ملا
[842] وفي النون أنث والجبال برفعهم = ويوم يقول النون (حمزة) فضلا
...
و{تسير الجبال} معلوم، وفي قراءة عبد الله: (سيرت الجبال).
و{نسير الجبال}، لأن بعده: {وحشرنهم}.
و(ملا)، جمع مليء). [فتح الوصيد: 2/1071]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([841] وعقبا سكون الضم نص فتى ويا = نسير والى فتحها نفر ملا
[842] وفي النون أنث والجبال برفعهم = ويوم يقول النون حمزة فضلا
ب: (الملا) بالكسر: جمع (مليء)، وهو الثقة.
ح: (عقبًا): مبتدأ، (سكون الضم): مبتدأ ثانٍ، واللام: بدل العائد، (نص): خبره، والجملة: خبر الأول، (يا): مبتدأ، أضيف إلى (نسير)، وقصر ضرورة، (نفرٌ): فاعل (والى)، (ملا): نعته، (فتحها): مفعول، والجملة: خبر المبتدأ، (في النون): مفعول (أنث)، نحو:
............ = ............ يجرح في عراقيبها نصلي
و (الجبال برفعهم): مبتدأ، أي: كائن برفعهم، وضمير الجمع: لمدلول (نفر)، (يوم يقول): مبتدأ، (النون): مبتدأ ثانٍ، واللام: عائد، (حمزة): مبتدأ ثالث، (فضلا): خبره، ومفعوله العائد محذوف، أي: فضل النون حمزة، فقرأ بها والجملة: خبر الثاني، والمجموع: خبر الأول.
[كنز المعاني: 2/398]
ص: قرأ عاصم وحمزة: {وخير عقبا} [44] بسكون القاف، والباقون: بالضم لغتان، نحو: (عُنُق) و(عُنْق).
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: {ويوم تسير الجبال} [47] بفتح الياء، من (تسير) وتاء التأنيث في موضع النون على بناء المجهول، ورفع {الجبال} على فاعله، والباقون: {نسير الجبال} بالنون في موضع التاء وكسر الياء على بناء الفاعل، والنون للعظمة، ونصب {الجبال} على المفعول.
وقرأ حمزة: {ويوم نقول نادوا} [52] بالنون على أنها للعظمة، والباقون: بالياء، والضمير: لله تعالى). [كنز المعاني: 2/399] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (أما: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ} فقرأه على البناء للمفعول نفر ملا، وهو جمع ملى وهو الثقة، ثم ذكر تمام تقييد القراءة فقال:
842- وَفِي النُّونِ أَنِّثْ وَالْجِبَالَ بِرَفْعِهِمْ،.. وَيَوْمُ يقُولُ النُّونُ حَمْزَةُ فَضَّلا
أنث؛ أي: اجعل دلالة التأنيث موضع النون وهي التاء، وإنما نص على النون؛ لتعلم قراءة الباقين، ولو لم يذكر ذلك لأخذ التذكير ضدا للتأنيث ورفع الجبال؛ لأنه مفعول فعل ما لم يسم فاعله وقرأ الباقون بالنون وكسر الياء ونصب الجبال؛ لأنه مفعول فعل مسند للفاعل وقد صرح بمعنى القراءة الأولى في: {سُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/337]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (841 - .... .... .... .... ويا = نسيّر والى فتحها نفر ملا
842 - وفي النّون أنّث والجبال برفعهم = .... .... .... .... ....
....
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: ويوم تسيّر الجبال بفتح الياء المشددة وبتاء التأنيث
[الوافي في شرح الشاطبية: 312]
في مكان النون ورفع لام الْجِبالَ، وقرأ غيرهم بكسر الياء وبالنون ونصب لام الْجِبالَ). [الوافي في شرح الشاطبية: 313]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (149- .... .... .... نُسَيِّرُ الْـ = جِبَالَ كَحَفْصِ .... .... .... ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: نسير الجبال كحفص الحق بالخفض حللا أي قرأ مرموز (حا) خللا وهو يعقوب و{ويوم نسير الجبال} [47] بالنون والتسمية للفاعل و{الجبال} بالنصب وهذا معنى قوله: كحفص وعلم للآخرين كذلك). [شرح الدرة المضيئة: 167]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: نُسَيِّرُ الْجِبَالَ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو، وَابْنُ عَامِرٍ بِالتَّاءِ وَضَمِّهَا وَفَتْحِ الْيَاءِ وَرَفْعِ " الْجِبَالُ "، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِ الْيَاءِ، وَنَصْبِ الْجِبَالَ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر {نسير} [47] بالتاء مضمومة وفتح الياء، {الجبال} [47] بالرفع، والباقون بالنون مضمومة وكسر الياء ونصب {الجبال} ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 584]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (748- .... .... .... .... .... = .... يا نسيّر افتحوا حبرٌ كرم
749 - والنّون أنّث والجبال ارفع .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يا نسير) أي قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر «ويوم تسير الجبال» بفتح الياء وجعل التاء مكان النون والجبال بالرفع على أنه مفعول قام مقام الفاعل، والباقون بالنون مضمومة وكسر الياء ونصب الجبال مفعولا، وإنما نص المصنف رحمه الله تعالى على النون لتعلم قراءة الباقين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 268]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ مدلول (حبر) ابن كثير وأبو عمر، وكاف (كرم) ابن عامر ويوم تسيّر الجبال [47] بتاء التأنيث، وفتح الياء المشددة، ورفع (الجبال) [على بنائه للمفعول]؛ فأنث لإسناده [إلى مؤنث]، ولزم فتح الياء ورفع (الجبال) نيابة على حد وسيّرت الجبال [النبأ: 20] والباقون بالنون وكسر الياء [مشددة ونصب (الجبال) على إسناده للفاعل المعظم، فلزم كسر الياء]، ونصب (الجبال) مفعولا به مناسبة لـ وحشرنهم فلم نغادر [47] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/432]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف "تَسِيرُ الْجِبَال" [الآية: 47] فابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بضم التاء المثناة فوق وفتح الياء المثناة تحت مشددة على البناء للمفعول، الجبال بالرفع لقيامه مقام الفاعل وحذف الفاعل للعلم به وهو الله تعالى، أو من يأمره من الملائكة، وعن ابن محيصن تسير بفتح التاء المثناة فوق وكسر السين وسكون الياء "الجبال" بالرفع على الفاعلية، والباقون بنون العظيمة مضمومة وفتح السين وكسر الياء مشددة من سير بالتشديد "الجبال" بالنصب مفعول به لقوله: وحشرناهم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/216]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "وَتَرَى الْأَرْض" وصلا السوسي بخلفه وفتحه الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/216]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نسير الجبال} [47] قرأ الابنان والبصري بالتاء المضمومة، وفتح الياء التحتية، ورفع {الحبال} والباقون بالنون المضمومة، وكسر الياء، ونصب {الحبال} ). [غيث النفع: 819]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47)}
{نُسَيِّرُ الْجِبَالَ}
- قرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر والأعرج وشيبة وطلحة بن مصرف وأبو عبد الرحمن السلمي ويعقوب (نسير الجبال) بنون العظمة.
والجبال: بالنصب، مفعول به، وهو من إخبار الله تعالى عن نفسه.
قال مكي: (وقوى ذلك أنه محمول على ما بعده من الإخبار في قوله: (وحشرناهم فلم نغادر)، فجرى صدر الكلام على آخره لتطابق الكلام، وهو الاختيار).
- وقرأ ابن عامر وابن كثير وأبو عمرو والحسن وشبل وقتادة وعيسى بن عمر وابن محيصن والزهري وحميد وطلحة واليزيدي، والزبيدي عن رجاله عن يعقوب (تسير الجبال) بضم التاء وفتح الياء المشددة، مبنيًا للمفعول، والجبال: رفع نيابة عن الفاعل.
ويقوي هذا قوله تعالى: (وسيرت الجبال) النبأ/20، (وإذا الجبال سيرت) التكوير/3.
واختار أبو عبيد القراءة الأولى (نسير) بالنون.
- وقرأ الحسن: (يسير الجبال) بياء مضمومة في أول الفعل، ثم ياء مشددة مفتوحة بعد السين على البناء للمفعول، والجبال: بالرفع نائب عن الفاعل، وذكر الفعل مراعاة للجبال.
[معجم القراءات: 5/230]
- وقرأ محبوب عن أبي عمرو، وابن محيصن، ومجاهد والحسن (تسير الجبال) الفعل هنا من (سار)، فهو بتاء مفتوحة، وهو مخفف مبني للمعلوم، والجبال: فاعل، فقد أسند السير إليها على سبيل المجاز.
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود:
(سيرت الجبال) الفعل ماضٍ مبني للمفعول، والجبال: قام مقام الفاعل.
{وَتَرَى الْأَرْضَ}
- قراءة الجماعة (وترى الأرض) الفعل مبني للفاعل، والفاعل: المخاطب، والأرض، مفعول به، وبارزةً: حال.
- وقرأ عيسى وعمرو بن العاص وابن السميفع وأبو العالية (وترى الأرض) بضم التاء وفتح الراء، مبنيًا للمفعول. الأرض: بالرفع، نائب عن الفاعل.
- وقرأ أبو رجاء (وترى الأرض) كالسابقة مع فتح الضاد.
الإمالة:
1- قرأ السوسي بخلاف عنه بإمالة الفعل (ترى الأرض) في الوصل.
2- وإمالة الفعل في الوقف عن أبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف، وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي والأعمش.
[معجم القراءات: 5/231]
- الأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا}
- قراءة الجمهور (فلم نغادر منهم أحدًا) بنون العظمة، والضمير لله تعالى.
- وقرئ (فلم يغادر منهم أحدًا) بالياء، والضمير لله تعالى على سبيل الالتفات.
- وقرأ قتادة وأبان بن يزيد عن عاصم (فلم تغادر منهم أحدًا) بالتاء على الإسناد إلى القدرة أو الأرض.
- وقرأ أبان بن يزيد عن عاصم وعصمة وأبو بكر والواقدي عن عاصم (فلم يغادر منهم أحد) بضم الياء، وفتح الدال مبنيًا للمفعول، و(أحد) بالرفع.
- وقرأ الضحاك (فلمخ نغدر منهم أحدًا) بضم النون وسكون الغين المعجمة وكسر الدال، و(أحدًا) بالنصب.
قال الفراء: (ولو قرئت (ولم نغدر) كان صوابًا، ومعناهما واحد)، أي هي (ولم نغادر).
- وذكر ابن خالويه أن قتادة قرأ (فلم يغادر) قال: (بفتح الياء).
[معجم القراءات: 5/232]
قلت: لا أعرف لها وجهًا ولا تخريجًا، فتركتها على حالها الذي ترى لعل الله يفتح فيها بفتح من عنده). [معجم القراءات: 5/233]

قوله تعالى: {وَعُرِضُوا عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "لَقَدْ جِئْتُمُونَا" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وأدغم لام "بَلْ زَعَمْتُم" الكسائي وهشام على ما صوبه عنه في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/216]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48)}
{لَقَدْ جِئْتُمُونَا}
- أدغم الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
- وقرأ نافع وابن عامر وابن كثير وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب وقالون بإظهار الدال.
{جِئْتُمُونَا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي وورش من طريق الأصبهاني بإبدال الهمزة ياءً في الوصل (جيتمونا).
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالإبدال.
- والجماعة على القراءة بالهمز (جئتمونا).
{بَلْ زَعَمْتُمْ}
- أدغم اللام في الزاي الكسائي وهشام بخلاف عنه.
- والباقون على إظهار اللام.
{نَجْعَلَ لَكُمْ}
- عن أبي عمرو ويعقوب إدغام اللام في اللام، والإظهار.
- والباقون على إظهار اللام). [معجم القراءات: 5/233]

قوله تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ويقولون يويلتى) [49]: بلا نون ابن بشار طريق البختري). [المنتهى: 2/806]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَوُضِعَ الْكِتَابُ) بالفتح على تسمية الفاعل، وهو الاختيار كزيد بن علي على أن اللَّه تعالى وضعه، الباقون على ما لم يسم فاعله). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَا وَيْلَتَنَا) بغير نون ابن بشار عن البحتري وهو خلاف المصحف، الباقون بالنون، وهو الاختيار لما ذكرت). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَالِ هَذَا الْكِتَابِ فِي بَابِ الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({مال هذا} [49] ذكر في الوقف على المرسوم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 584]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أحصى" و"أحصاها" وأحصاهم بمريم أحصاه بالمجادلة حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "فَتَرَى الْمُجْرِمِين" السوسي وصلا بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/216]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ووقف" على ما من "مال هذا" أبو عمرو والكسائي بخلفه كما ذكره لهما
[إتحاف فضلاء البشر: 2/216]
الشاطبي، كالداني، وجمهور المغاربة ومقتضى كلام هؤلاء أن الباقين يقفون على اللام دون ما، والأصح كما مر عن النشر جواز الوقف على ما للكل، وأما اللام فيحتمل الوقف عليها لانفصالها رسما، ويحتمل المنع لكونها لام جر، وتقدم ما فيه ومر إمالة "أحصيها" وتقليلها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/217]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مال هذا} [49] اللام في الرسم مفصولة من الهاء، فوقف البصري وعلي بخلاف عنه على {ما} والباقون على اللام، وهو الطريق الثاني لعلي، وكلهم لا يبتدئ بالهاء من {هذا} بل يبتدئ بـــ {ما} ). [غيث النفع: 819]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أحدا} تام، وفاصلة، بلا خلاف، ومنتهى الربع كذلك، ولا عبرة بخلاف من خالف). [غيث النفع: 819]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)}
{وَوُضِعَ الْكِتَابُ}
- قراءة الجماعة (ووضع الكتاب) على البناء للمفعول، و(الكتاب): نائب عن الفاعل.
- وقرأ زيد بن علي (ووضع الكتاب)، أي: وضع الله الكتاب.
الفعل مبني للفاعل، والكتاب: بالنصب، والفعل مسند إلى ضمير الله على طريق الالتفات.
{فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ}
- تقدمت الإمالة في (ترى) على وجهين:
أ- الإمالة في الوصل عن السوسي.
ب- الإمالة في الوقف عن أبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف، وابن ذكوان من طريق الصوري.
- التقليل عن الأزرق وورش.
- وقرأ الباقون بالفتح في الحالين، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وتقدم مثل هذا في الآية/47 من هذه السورة في قوله تعال: (وترى الأرض).
{يَا وَيْلَتَنَا}
- قرأ (يا ويلتا) بالتاء من غير نون ابن بشار من طريق البحتري عن حفص عن عاصم.
[معجم القراءات: 5/234]
{مَالِ هَذَا الْكِتَابِ}
- وقف أبو عمرو والكسائي بخلاف عنه، واليزيدي ويعقوب وورش ورويس على (ما).
- والوجه الثاني للكسائي هو الوقف على اللام (مال...).
وذهب صاحب النشر إلى الوقف على (ما) للجميع، وأما اللام فالوقف عليها لانفصالها رسمًا، ويحتمل المنع لكونها لام جر.
وقال ابن الجزري:
(وهذه الكلمات قد كتبت لام الجر فيها مفصولة مما بعدها، فيحتمل عند هؤلاء الوقف عليها كما كتبت لجميع القراء اتباعًا للرسم؛ حيث لم يأت فيها نص، وهو الأظهر قياسًا، ويحتمل ألا يوقف عليها من أجل كونها لام جر، ولام الجر لا تقطع مما بعدها.
وأما الوقف على (ما) عند هؤلاء فيجوز بلا نظر عندهم على الجميع للانفصال لفظًا وحكمًا ورسمًا، وهذا هو الأشبه عندي بمذاهبهم، والأقيس على أصولهم، وهو الذي اختاره أيضًا، وآخذ به، فإنه لم يأت عن أحد منهم في ذلك نص يخالف ما ذكرنا...).
وتقدم مثل هذا الوقف في الآية/78 من سورة النساء.
{لَا يُغَادِرُ}
- تفخيم الراء وترقيقها عن الأزرق وورش.
- والجماعة على التفخيم.
{صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً}
- ترقيق الراء فيهما عن الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 5/235]
{وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا}
- قرأ ورش (ولا كبيرتن لا...) بنقل حركة الهمزة من (إلا) إلى ما قبلها ثم حذف الهمزة.
{أَحْصَاهَا}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأ الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{حَاضِرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 5/236]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:06 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (50) إلى الآية (53) ]

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50) مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51) وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (52) وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)}
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قلت (للملائكة اسجدوا) ذكر في أول البقرة). [تحبير التيسير: 445]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({للملائكة اسجدوا} [50] ذكر لأبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 584]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا" [الآية: 50] بضم التاء أبو جعفر وله من رواية ابن وردان إشمام الكسرة الضم، والوجهان صحيحان عنه كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/217]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)}
{لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا}
- قراءة الجماعة (للملائكة اسجدوا)، بكسر التاء بحرف جر.
- وقرأ أبو جعفر من رواية ابن جماز، وابن وردان والشنبوذي (للملائكة اسجدوا)، بضم التاء في الوصل على اتباع الحرف الثالث مما بعده.
- وروى هبة الله وغيره عن ابن وردان وابي جعفر إشمام الكسرة الضم.
وتقدم مثل هذا في الآية/34 من سورة البقرة، و/11 من سورة الأعراف، و/61 من سورة الإسراء.
[معجم القراءات: 5/236]
{لِآدَمَ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة بعد كسر ياءً مفتوحة.
{عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}
- إدغام الراء في الراء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{ذُرِّيَّتَهُ}
- قراءة الجماعة (ذريته) بضم الذال.
وذكر الجحدري أنه سمع عبيد الله بن زياد يخطب على المنبر، ويقول: (أفتتخذونه وذريته) بفتح الذال.
قلت: قياس النسب إلى الذر: ذرية بفتح الذال، غير أنه جاء عنهم بضم الذال شاذًا (ذرية) مثل سهلي، فقراءة عبد الله بن زياد بفتح الذال جاءت على القياس المهمل.
- وتقدمت قراءة المطوعي (ذريته) بكسر أوله. وانظر الآية/62 من سورة الإسراء.
{بِئْسَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش من طريق الأصبهاني (بيس) بإبدال الهمزة ياءً.
- وبالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة (بئس) بالهمز في الحالين). [معجم القراءات: 5/237]

قوله تعالى: {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (و (أشهدناهم) يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 308]

قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ما أشهدناهم) [51]: بألف، (وما كنت) [51]: بفتح التاء يزيد). [المنتهى: 2/806]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (عَضُدًا) بضمتين هارون، وخارجة، والخفاف، وأبو زيد عن أبي عمر في قول أبي علي، الباقون بفتح العين نعيم، وعباس بإِسكان الضاد، والاختيار ما عليه نافع، لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" ما أشهدناهم " بنون وألف أبو جعفر، وشيبة، وابْن مِقْسَمٍ، الباقون بالتاء من غير ألف، والاختيار ما عليه أبو جعفر للعظمة، (وَمَا كنُتَ) بالفتح الحسن، والْجَحْدَرِيّ، وشيبة، وأبو جعفر غير الهاشمي، الباقون برفع التاء، وهو الاختيار كناية عن اللَّه). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (150 - وَكُنْتُ افْتَحَ اشْهَدْنَا .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال:
ص - وكنت افتح اشهدنا وحامية وضم = متى قبلا (أ)د يا يقول (فـ)ـكملا
ش - أي قرأ المشار إليه (بألف) اد وهو أبو جعفر {وما كنت متخذ المضلين} [51] بفتح التاء على الخطاب وضمهما لمناسبة {أشهدتهم} وقوله: أشهدنا أي قرأ أيضًا مرموز (ألف) اد {ما أشهدناهم} بجمع المتكلم كما نطق به المناسبة {وإذ قلنا} [50] وعلم من انفراده للآخرين {أشهدتهم} [51] بالمتكلم وحده لمناسبة وما كنت). [شرح الدرة المضيئة: 167]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ (أَشْهَدْنَاهُمْ) بِالنُّونِ وَالْأَلِفِ عَلَى الْجَمْعِ لِلْعَظَمَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ مَضْمُومَةً مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ عَلَى ضَمِيرِ الْمُتَكَلِّمِ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِفَتْحِ التَّاءِ، وَانْفَرَدَ أَبُو الْقَاسِمِ الْهُذَلِيُّ عَنِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنِ ابْنِ جَمَّازٍ عَنْهُ بِضَمِّ التَّاءِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {ما أشهدتهم} [51] بالنون وألف على الجمع للعظمة،
[تقريب النشر في القراءات العشر: 584]
والباقون بالتاء مضمومة من غير ألف ضمير المتكلم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 585]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {وما كانت} [51] بفتح التاء، والباقون بالضم، وانفرد الهذلي عن الهاشمي عن ابن جماز بذلك). [تقريب النشر في القراءات العشر: 585]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (749- .... .... .... .... وثم = أشهدت أشهدنا وكنت التّاء ضم
750 - سواه .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (والنّون أنّث والجبال ارفع وثم = أشهدت أشهدنا وكنت التّاء ضم
أراد أن أبا جعفر قرأ «أشهدناهم» موضع قراءة غيره «أشهدتّهم» كما لفظ به للقراءتين، ثم أراد أن كل القراء ضموا التاء من «كنت» سوى أبي جعفر فإنه قرأ فيه بالفتح كما نبه عليه أول البيت الآتي). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 268]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو ثاء (ثم) أبو جعفر ما أشهدناهم [51] بنون بعد الدال ثم الألف على الإسناد للمعظم، والباقون بتاء الخطاب بعد الدال، واستغنى بلفظ القراءتين عن القيد.
ص:
سواه والنّون يقول فردا = مهلك مع نمل افتح الضمّ (ن) دا
ش: أي فتح أبو جعفر التاء من وما كنت متخذ المضلين عضدا [51] على الإسناد إلى سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم. والباقون بضمها على الإسناد إلى الله تعالى، بدليل السياق). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/432]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو جعفر: (ما أشهدناهم بالنّون مفتوحة وألف بعدها، والباقون بالتّاء مضمومة من غير ألف.
أبو جعفر: (وما كنت) بفتح التّاء والباقون بضمها، والله الموفق). [تحبير التيسير: 445]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْق" [الآية: 51] فأبو جعفر بنون وألف على الجمع للعظمة، والباقون بالتاء المضمومة ضمير المتكلم بلا ألف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/217]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّين" [الآية: 51] فأبو جعفر بفتح التاء خطابا للنبي -صلى الله عليه وسلم- ليعلم أمته أنه لم يزل محفوظا من أول نشأته، لم يعتضد بمضل ولا مال إليه -صلى الله عليه وسلم، وافقه الحسن، والباقون بالضم إخبارا من الله تعالى عن ذاته المقدسة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/217]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "عضدا" بفتح الضاد لغة فيه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/217]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51)}
{مَا أَشْهَدْتُهُمْ}
- قراءة الجمهور (ما أشهدتهم) بتاء المتكلم.
- وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وهي رواية ابن جماز عنه، وعون العقيلي وابن مقسم وشيبة وأيوب السختياني (ما أشهدناهم) بالنون والألف على التعظيم.
{وَمَا كُنْتُ}
- قراءة الجماعة وأبي جعفر في رواية (وما كنت) بضم التاء للمتكلم، وهو الله سبحانه وتعالى، وهذا مناسب لما جاء أول الآية (ما أشهدتم).
قال الزجاج: (وضم التاء هي القراءة وعليها المعنى).
- وقرأ أبو جعفر وعاصم الجحدري والحسن وشيبة وابن وردان (وما كنت) بفتح التاء، خطابًا للرسول صلى الله عليه وسلم.
{مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ}
- قراءة الجماعة (متخذ المضلين)، من غير تنوين على الإضافة.
- وقرأ علي بن أبي طالب (متخذًا المضلين)، بتنوين اسم الفاعل على الأصل، وإعماله في ما بعده.
[معجم القراءات: 5/238]
{عَضُدًا}
- قراءة الجماعة (عضدًا) بفتح العين وضم الدال، وهي أفصح اللغات فيها.
- وقرأ عيسى بن عمر والأعرج وأحمد بن موسى عن أبي عمرو (عضدًا) بفتح العين وسكون الضاد، وهو تخفيف من (فعل)، قالوا: رجل، ورجل، وسبع وسبع، وهي لغة تميم وبكر.
- وقرأ عيسى بن عمر أيضًا والحسن وعاصم الجحدري ويزيد بن القعقاع (عضدًا) بفتحتين، وقد حكى هذه اللغة ثعلب.
- وقرأ الضحاك (عضدًا) بكسر العين وفتح الضاد.
- وحكى هارون القارئ أنه قرئ (عضدًا) بفتح فكسر، وهي لغة أسد.
- وقرأ الحسن وعكرمة (عضدًا) بإسكان الضاد ونقل حركتها، وهي الضمة، إلى العين، وهو تخفيف، وهي لغة تميم.
- وقرأ هارون عن أبي عمرو وشيبة وخارجه والخفاف والحسن وأبو زيد والأعرج وابن عامر (عضدًا) بضمتين، وهي لغة بني أسد وأهل تهامة). [معجم القراءات: 5/239]

قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (52)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (18 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالنُّون من قَوْله {وَيَوْم يَقُول نادوا} 52
فَقَرَأَ حَمْزَة وَحده (وَيَوْم نقُول) بالنُّون
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 393]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ويوم نقول) بالنون حمزة). [الغاية في القراءات العشر: 308]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ويوم نقول) [52]: بالنون حمزة). [المنتهى: 2/806]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (ويوم نقول) بالنون، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 260]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {ويوم نقول} (52): بالنون.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 350]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (ويوم نقول) بالنّون والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 445]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نَقُول) بالنون الزَّيَّات، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، وابْن مِقْسَمٍ، والْعَبْسِيّ، والخزاز، الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: (شُرَكَائِيَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([52]- {وَيَوْمَ يَقُولُ} بالنون: حمزة). [الإقناع: 2/690]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (842- .... .... .... .... = وَيَوْمُ يقُولُ النُّونُ حَمْزَةُ فَضَّلاَ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([842] وفي النون أنث والجبال برفعهم = ويوم يقول النون (حمزة) فضلا
...
{ويوم نقول نادوا}، لأن بعده: {وجعلنا بينهم موبقًا}؛ فلذلك اختاره حمزة.
فإن قيل: فما بال (شركاءي}؟
قلت: لأنه جمع هنا، والنون للعظمة، فاستوى فيه الإفراد والجمع.
وحجة {يقول}، قوله: {شركاءي}، لجريان الكلام على وجه واحد). [فتح الوصيد: 2/1071]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([841] وعقبا سكون الضم نص فتى ويا = نسير والى فتحها نفر ملا
[842] وفي النون أنث والجبال برفعهم = ويوم يقول النون حمزة فضلا
ب: (الملا) بالكسر: جمع (مليء)، وهو الثقة.
ح: (عقبًا): مبتدأ، (سكون الضم): مبتدأ ثانٍ، واللام: بدل العائد، (نص): خبره، والجملة: خبر الأول، (يا): مبتدأ، أضيف إلى (نسير)، وقصر ضرورة، (نفرٌ): فاعل (والى)، (ملا): نعته، (فتحها): مفعول، والجملة: خبر المبتدأ، (في النون): مفعول (أنث)، نحو:
............ = ............ يجرح في عراقيبها نصلي
و (الجبال برفعهم): مبتدأ، أي: كائن برفعهم، وضمير الجمع: لمدلول (نفر)، (يوم يقول): مبتدأ، (النون): مبتدأ ثانٍ، واللام: عائد، (حمزة): مبتدأ ثالث، (فضلا): خبره، ومفعوله العائد محذوف، أي: فضل النون حمزة، فقرأ بها والجملة: خبر الثاني، والمجموع: خبر الأول.
[كنز المعاني: 2/398]
ص: قرأ عاصم وحمزة: {وخير عقبا} [44] بسكون القاف، والباقون: بالضم لغتان، نحو: (عُنُق) و(عُنْق).
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: {ويوم تسير الجبال} [47] بفتح الياء، من (تسير) وتاء التأنيث في موضع النون على بناء المجهول، ورفع {الجبال} على فاعله، والباقون: {نسير الجبال} بالنون في موضع التاء وكسر الياء على بناء الفاعل، والنون للعظمة، ونصب {الجبال} على المفعول.
وقرأ حمزة: {ويوم نقول نادوا} [52] بالنون على أنها للعظمة، والباقون: بالياء، والضمير: لله تعالى). [كنز المعاني: 2/399] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): ({وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ}، قد نسب السير إلى الجبال في: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا، وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا}، ويقوي النون في "نسير" قوله تعالى بعده: {وَحَشَرْنَاهُمْ}
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/337]
والضمير في برفعهم عائد على نفر: {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ} الياء فيه لله تعالى والنون للعظمة وفضلها حمزة فقرأ بها). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/338]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (842 - .... .... .... .... .... = ويوم يقول النّون حمزة فضّلا
....
وقرأ حمزة: ويوم نقول نادوا بالنون في موضع الياء وقرأ غيره بالياء). [الوافي في شرح الشاطبية: 313]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (150- .... .... .... .... .... = .... .... يَا نَقُولُ فَكَمِّلَا). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ياء يقول فكملا أي قرأ مرموز (فا) فكملا وهو خلف{ويوم يقول نادوا} [52] بياء الغيبة على أن الضمير فيه لله كالآخرين). [شرح الدرة المضيئة: 168]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَيَوْمَ يَقُولُ فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِالنُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {ويوم يقول} [52] بالنون، والباقون بالياء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 585]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (750- .... والنّون يقول فردا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 83]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سواه والنّون يقول (فر) دا = مهلك مع نمل افتح الضّمّ (ن) دا
يعني قرأ قوله تعالى «ويوم يقول» بالنون حمزة حملا على قوله تعالى «وما كنت متخذ المضلين عضدا» والباقون بالياء قطعا لما تقدم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 268]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ( [وقرأ ذو فاء (فردا) حمزة: ويوم نقول نادوا [52] بنون على إسناده للمتكلم العظيم؛ مناسبة لقوله: وجعلنا [المائدة: 13] والتسعة بياء الغيب؛ مناسبة لـ شركآءي] [52] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/432]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَيَوْمَ يَقُول" [الآية: 52] فحمزة بنون العظمة لقوله: وجعلنا، وافقه الأعمش والباقون بياء الغيبة أي: اذكر يا محمد يوم يقول الله نادوا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/217]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ما أشهدتهم...}
{ويوم يقول} [52] قرأ حمزة بالنون، والباقون بالياء). [غيث النفع: 822]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (52)}
{يَقُولُ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وعاصم والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وابن مسعود (يقول) بالياء، أي الله سبحانه وتعالى.
قال مكي: (والياء الاختيار؛ لأن الجماعة عليه).
- وقرأ حمزة والأعمش وطلحة ويحيى وابن أبي ليلى وابن مقسم وعيسى بن عمر (نقول) بنون العظمة، ومن أعظم من الله؟!.
{يَقُولُ نَادُوا}
- وقرأ عبد الله بن مسعود (يقول لهم)، بزيادة (لهم) على قراءة الجماعة.
{شُرَكَائِيَ الَّذِينَ}
- قراءة الجمهور (شركائي...) ممدودًا مضافًا للياء.
- واتفق القراء على فتح الياء في الوصل: (شركائي الذين)، وإسكانها في الوقف (شركائي).
- وقرأ ابن كثير وأهل مكة (شركاي الذين...) مقصورًا مضافًا إلى الياء.
[معجم القراءات: 5/240]
وذكر مثل هذا البزي عن ابن كثير فيما تقدم في الآية/27 من سورة النحل.
- وقرأ ابن محيصن (شركائي الذين) بإسكان الياء وحذفها لفظًا في الوصل لالتقاء الساكنين). [معجم القراءات: 5/241]

قوله تعالى: {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال الراء فقط من "وَرَأى الْمُجْرِمُونَ النَّار" أبو بكر وحمزة وخلف، والباقون بفتحها كالهمزة هذا هو الصواب كما في النشر، وأما حكاية الخلاف في إمالة الحرفين معا للسوسي ولشعبة في الهمز، فتعقبه في النشر كما مر في باب الإمالة وغيره، فإن وقف على رأي فكل على أصله فيما بعده متحرك كما تقدم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/217]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53)}
{وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ}
أ- الإمالة في (رأى) وصلًا:
- قرأ السوسي بإمالة الراء والهمزة بخلاف عنه.
- وقرأ حمزة بإمالة الراء وفتح الهمزة.
- وقرأ شعبة بإمالة الراء، وله في الهمزة الفتح والإمالة.
- ووافق الأعمش حمزة وشعبة بإمالة الراء.
- والباقون على الفتح.
ب- في الوقف:
- وقرأ أبو عمرو بإمالة الهمزة إمالة محضة.
- وأمال السوسي الراء بخلاف عنه.
- وأمال حمزة والكسائي وخلف وشعبة وابن ذكوان والأعمش الراء والهمزة معًا.
[معجم القراءات: 5/241]
- وأمال ورش والأزرق الراء والهمزة بين بين.
- والباقون على الفتح فيهما.
- وقراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة على أصله.
وتقدم مثل هذا في الآية/85 من سورة النحل مفصلًا، وكذا في الآية/76 من سورة الأنعام.
{مُوَاقِعُوهَا}
- قراءة الجماعة (مواقعوها)، أي: مخالطوها، وواقعون فيها.
- وقرأ عبد الله بن مسعود والأعمش وابن غزوان عن طلحة (ملاقوها) في موضع (مواقعوها) في قراءة الجماعة، ومعناهما واحد.
قال أبو حيان:
(والأولى جعله تفسيرًا لمخالفته سواد المصحف).
وذكر ابن عطية انها كذلك في مصحف ابن مسعود.
- وعن علقمة أنه قرأ (ملافوها) بفاء مشددة، من لففت، واللف: الجمع، أي ظنوا أنهم مجتمعون فيها.
{مَصْرِفًا}
- قراءة الجماعة (مصرفًا) بكسر الراء، وهو اسم مكان أو زمان، أو مصدر ميمي من (صرف).
- وقرأ زيد بن علي (مصرفًا) بفتح الراء، وقد أجازه أبو معاذ.
وهو مصدر كالمضرب؛ لأن مضارعه يصرف على (يفعل).
قال النحاس: (ويجوز مصرفًا على أنه مصدر) ). [معجم القراءات: 5/242]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:07 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (54) إلى الآية (56) ]

{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ۚ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم دال "ولقد صرفنا" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/217]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ونقل همز "القرآن" ابن كثير). [إتحاف فضلاء البشر: 2/218]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {القرءان} [54] جلي). [غيث النفع: 822]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)}
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا}
- أدغم الدال في الصاد أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
- وأظهر الدال ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وقالون.
وتقدم مثل هذا في سورة الإسراء، الآية/41.
{الْقُرْآنِ}
- قرأ ابن كثير (القران) بنقل حركة الهمزة إلى الراء، ثم حذف الهمزة.
- وقراءة الجماعة (القرآن) بالهمز.
وتقدم مثل هذا مرارًا، وانظر الآية/185 من سورة البقرة.
{لِلنَّاسِ}
- تقدمت الإمالة فيه للدوري عن أبي عمرو.
وانظر الآيات/8، 94، 96 من سورة البقرة.
{شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز في الوقف، انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 5/243]

قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (19 - وَاخْتلفُوا في ضم الْقَاف وَالْبَاء وَكسر الْقَاف وَفتح الْبَاء من قَوْله {أَو يَأْتِيهم الْعَذَاب قبلا} 55
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَنَافِع وَابْن عَامر {قبلا} بِكَسْر الْقَاف وَفتح الْبَاء
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {قبلا} بِضَم الْقَاف وَالْبَاء). [السبعة في القراءات: 393]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (قبلاً) بضم القاف والباء، وقرأ الباقون بكسر القاف وفتح الباء). [التبصرة: 261]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {قبلا} (55): بضمتين.
والباقون: بكسر القاف، وفتح الباء). [التيسير في القراءات السبع: 350]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون وأبو جعفر: (قبلا) بضمّتين، والباقون بكسر القاف وفتح الباء). [تحبير التيسير: 446]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([55]- {قُبُلًا} بضمتين: الكوفيون). [الإقناع: 2/690]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (150- .... .... .... .... وَضَمْـ = ـمَتَيْ قُبُلاً أُدْ .... .... ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: وضمتي قبلًا أي قرأ أبو جعفر أيضًا {أو يأتيهم العذاب قبلًا
[شرح الدرة المضيئة: 167]
[55] بضم القاف والباء كخلف وعلم ليعقوب بكسر القاف وفتح الباء وهما لغتان بمعنى عيانًا). [شرح الدرة المضيئة: 168]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: الْعَذَابُ قُبُلًا فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ، وَالْكُوفِيُّونَ بِضَمِّ الْقَافِ وَالْبَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الْقَافِ وَفَتْحِ الْبَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر والكوفيون {قبلا} [55] بضم القاف والياء، والباقون بكسر القاف وفتح الياء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 585]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "قبلا" [الآية: 55] بضم القاف والباء عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف جمع قبيل أي: أنواعا وألوانا وافقهم الأعمش، والباقون بكسر القاف وفتح الباء أي: عيانا وقيل الضم لغة فيه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/218]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قبلا} قرأ الكوفيون بضم القاف والباء، والباقون بكسر القاف، وفتح الباء). [غيث النفع: 822]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55)}
{أَنْ يُؤْمِنُوا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (أن يؤمنوا) بإبدال الهمزة واوًا.
[معجم القراءات: 5/243]
- وكذا جاءت قراءة حمزة بالإبدال في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (أن يؤمنوا).
وتقدم هذا مرارًا، وانظر الآية/185 من سورة الأعراف.
{إِذْ جَاءَهُمُ}
- قرأ أبو عمرو وهشام بإدغام الذال في الجيم.
- والباقون على إظهار الذال.
وتقدمت الإمالة في (جاء)، وكذا وقف حمزة.
وانزر الآية/87 من سور البقرة، والآية/61 من سورة آل عمران.
{الْهُدَى}
- الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
وتقدم مثل هذا في الآيتين/2 و5 من سورة البقرة.
{وَيَسْتَغْفِرُوا}
- قرأ الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
- وقراءة الباقين بالتفخيم.
{تَأْتِيَهُمْ ... يَأْتِيَهُمُ}
- القراءة بإبدال الهمزة ألفًا عن أبي عمرو بخلاف عنه وابي جعفر والأزرق وورش (تاتيهم.. ياتيهم).
- وكذا في الوقف عن حمزة.
وتقدم هذا في الآية/8 من سورة هود، والآية/111 من سورة النحل، ومواضع أخرى.
{قُبُلًا}
*- قرأ حمزة والكسائي وعاصم وخلف والأعمش وأبو جعفر والحسن والأعرج وابن أبي ليلى وأيوب وابن سعدان وابن عيسى
[معجم القراءات: 5/244]
الأصبهاني وابن جرير ويحيى (قبلًا) بضم القاف والباء وهو جمع قبيل، وهو الصنف والنوع، أي يأتيهم العذاب صنفًا صنفًا، ونوعًا نوعًا، وهو حال.
قال الرازي:
(وهو جمع قبيل، بمعنى ضروب من العذاب تتواصل مع كونهم أحياء، وقيل: مقابلة وعيانًا).
وقال الزجاج:
(وتأويل (قبلًا) جمع قبيل، المعنى: أو يأتيهم العذاب أنواعًا، ويجوز أن يكون تأويل قبلًا من قبل، أي مما يقابلهم).
- وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ونافع ومجاهد وعيسى بن عمر ويعقوب (قبلًا) بكسر القاف، وفتح الباء.
ومعناه: عيانًا، وهو نصب على الحال، وأصله من المقابلة، ولذا دل على المعاينة.
قال أبو جعفر:
(ومذهب الفراء أن (قبلًا) قبيل، أي متفرقًا يتلو بعضه بعضًا، ويجوز عنده أن يكون المعنى: عيانًا.
[معجم القراءات: 5/245]
قال الأعرج: وكانت قراءته (قبلًا) معناه جميعًا.
قال أبو عمرو: وكانت قراءته (قبلًا) معناه عيانًا).
- وقرأ أبو رجاء الحسن (قبلًا) بضم القاف وسكون الباء.
قالوا: هو تخفيف من (قبل)، وهو لغة تميم.
قال الزجاج: (ويجوز (قبلًا) -بتسكين الباء- ولم يقرأ بها أحد).
- وقرأ أبو الجوزاء وأبو المتوكل (قبلًا) بفتح القاف والباء.
قال الزمخشري: (أي: مستقبلًا).
وفي حاشية الجمل:
(وقرئ بفتحتين، وهو أيضًا لغة، يقال: لقيته مقابلة وقبلًا وقبلًا وقبلًا، وانتصابه على الحال من الضمير أو العذاب. اهـ).
قلت: نقل هذه القراءة أبو حيان عن ابن قتيبة والزمخشري، ونقلها الرازي أيضًا عن الزمخشري.
- وقرأ أبي بن كعب وابن غزوان عن طلحة وابن مسعود (قبيلًا)، بفتح القاف وباءٍ مكسورة بعدها ياء، على وزن فعيل.
- وذكر الألوسي أنه قرئ (قبلًا) بكسر القاف وسكون الباء، ونقل عن أبي حيان أنه تخفيف (قبل) على لغة تميم ولم أجد هذا عند أبي حيان في هذا الموضع، بل الذي عنده (قبلًا) وهو تخفيف (قبلًا) ). [معجم القراءات: 5/246]

قوله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ۚ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "هُزُوًا" [الآية: 56] حفص بإبدال همزة واوا في الحالين وأسكن الزاي منه حمزة وخلف وضمها الباقون، وما نبه في الأصل لأبي جعفر في هذا الحرف تقدم التنبيه عليه في سورة البقرة، ويوقف عليه لحمزة بوجهين: النقل على القياسي والإبدال واوا اتباعا للرسم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/218]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هزوا} قرأ حمزة بإسكان الزاي، والباقون بالضم، وحفص بالواو، والباقون بالهمز، إلا أن حمزة في الوقف يبدلها واوًا كحفص، وله أيضًا نقل حركة الهمزة إلى الزاي وحذفها). [غيث النفع: 822]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56)}
{بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والباقون على الإظهار.
{أُنْذِرُوا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
- والباقون على التفخيم.
{هُزُوًا}
- قراءة حفص والشنبوذي (هزوًا) بالواو في الوقف والوصل.
وإبدال الهمزة هنا واوًا إنما كان للتخفيف.
- وقراءة حمزة وخلف (هزؤًا)، بسكون الزاي، وهمز بعدها.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (هزؤًا)، بصم الزاء والهمز بعده.
ولحمزة في الوقف وجهان:
الأول: نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها ثم حذف الهمزة، وهو القياس.
الثاني: إبدال الهمزة واوًا على الرسم كقراءة حمزة.
وإن أردت بيانًا وتفصيلًا أوفى مما هنا فارجع إلى الآية/67 من سورة البقرة في الجزء الأول من هذا المعجم). [معجم القراءات: 5/247]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #19  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:08 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (57) إلى الآية (59) ]

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ۖ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ۚ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (58) وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)}

قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال الألف الثانية من "آذَانِهِم" [الآية: 11، 57] الدوري عن الكسائي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/210] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)}
{أَظْلَمُ}
- تقدم تغليظ اللام للأزرق وورش، وانظر الآية/20 من سورة البقرة.
{أَظْلَمُ مِمَّنْ}
- إدغام الميم في الميم وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والباقون على الإظهار.
{ذُكِّرَ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{بِآيَاتِ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة بعد كسر ياءً مفتوحة.
{وَفِي آذَانِهِمْ}
- إمالة الألف الثانية للدوري عن الكسائي.
- وقراءة الجماعة على الفتح.
{الْهُدَى}
- تقدمت الإمالة فيه قبل قليل، انظر الآية/55 من هذه السورة). [معجم القراءات: 5/248]

قوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ۖ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ۚ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (58)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همز "يواخذهم" واوا مفتوحة ورش وأبو جعفر وقصره الأزرق وجها واحدا كما مر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/218]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ويوقف" على "موئلا" لحمزة بالنقل وبالإدغام فقط، وحكي ثالث وهو إبدالها ياء مكسورة على الرسم، وضعفه في النشر، وحكي فيها ثلاثة أخرى: أولها بين بين، ثانيها إبدالها ياء ساكنة وكسر الواو قبلها، ثالثها إبدالها واوا بلا إدغام، وهو أضعفها وكلها ضعيفة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/218]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يؤاخذهم} [58] و{تؤاخذني} [73] جلي). [غيث النفع: 822] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {موئلا} لا مد فيه لأحد، وذكروا فيه لحمزة إن وقف ستة أوجه، النقل، والإدغام، وإبدال الهمزة ياء، والتسهيل، وإبدال الهمزة ياء ساكنة وكسر الواو قبلها، وإبدالها واوًا من غير إدغام، والصحيح المقروء به هو الأول والثاني.
أما الأول فهو القياس المطرد بإجماع، واقتصر عليه غير واحد كطاهر بن غلبون وأبيه أبي الطيب وابن سفيان والمهدوي والطروطوشي وابن الفحام.
وأما الثاني فذكره الداني في التيسير وغيره، وبه قرأ على شيخه أبي الفتح فارس، وأبو محمد مكي، وابن شريح، وحكى سماع ذلك من العرب يونس وغيره،
[غيث النفع: 822]
وحكاه أيضًا سيبويه، إلا أنه خصه بالسماع، ولم يقسه، والأربعة ضعيفة، وأضعفها السادس). [غيث النفع: 823]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (58)}
{يُؤَاخِذُهُمْ}
- قراءة الجماعة (يؤاخذهم) بالهمز في الحالين.
- وقرأ ابن محيصن (يواخذهم) بإسكان الذال، وباختلاس ضمتها.
- وقرأ أبو جعفر وورش (يواخذهم) بإبدال الهمزة واوًا مفتوحة في الحالين.
[معجم القراءات: 5/248]
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف، بالإبدال كأبي جعفر.
- وليس للأزرق فيه سوى قصر البدل كسائر القراء.
{لَعَجَّلَ لَهُمُ}
- إدغام اللام في اللام عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف.
- والجماعة على الإظهار.
{الْعَذَابَ بَلْ}
- إدغام الباء في الباء عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف.
- والجماعة على الإظهار.
{مَوْئِلًا}
- قراءة الجمهور (موئلًا) بسكون الواو، وهمزة بعدها مكسورة.
- وقرأ الزهري (مولًا) بتشديد الواو من غير همز ولا ياء.
- وقرأ الحلواني عن أبي جعفر (مولًا) بكسر الواو خفيفة من غير همز ولا ياء.
ولحمزة في الوقف القراءات التالية:
- وبالنقل، أي نقل حركة الهمزة إلى الواو الساكنة قبلها.
- بالإدغام، (مولًا) كذا! كقراءة الزهري المتقدمة.
- بإبدال الهمزة ياء مكسورة على الرسم (مويلًا)، وضعف هذا الوجه ابن الجزري.
وحكيت ثلاثة أوجه أخرى:
- الأول: تسهيل الهمزة بين بين.
- الثاني: إبدال الهمزة ياء ساكنة وكسر الواو قبلها (مويلًا).
- الثالث: إبدالها واوًا بلا إدغام، وهو أضعفها.
وقال صاحب الإتحاف: (وكلها ضعيفة) ). [معجم القراءات: 5/249]

قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (20 - قَوْله {وَجَعَلنَا لمهلكهم موعدا} 59
قَرَأَ عَاصِم وَحده في رِوَايَة أَبي بكر {لمهلكهم} بِفَتْح الْمِيم وَاللَّام الثَّانِيَة وفي النَّمْل {مهلك أَهله} 49 مثلهَا
وروى حَفْص عَنهُ {لمهلكهم} و{مهلك} أَهله بِكَسْر اللَّام فيهمَا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لمهلكهم} و{مهلك} بِضَم الْمِيم وَفتح اللَّام). [السبعة في القراءات: 393]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (لمهلكهم) وفي النحل بفتح الميم وكسر اللام، حفص يفتحهما حماد، ويحيى، والأعشى، والبرجمي ههنا بضمه وهناك بالفتح). [الغاية في القراءات العشر: 308 - 309]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لمهلكهم) [59]، وفي النمل [49]: بفتح الميم وكسر اللام حفص بفتحهما المفضل، وأبو بكر إلا البرجمي والأعشى. هنا بالضم، وهناك بالفتح الأعشى، والبرجمي). [المنتهى: 2/807]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (لمهلكهم) بفتح الميم واللام التي بعد الهاء، ومثله في النمل (مهلك أهله)، ومثله قرأهما حفص غير أنه كسر اللام، وقرأهما الباقون بضم الميم وفتح اللام). [التبصرة: 261]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {لمهلكهم} (59)، وفي النمل (49): {مهلك أهله}: بفتح الميم واللام.
وحفص: بفتح الميم، وكسر اللام.
[التيسير في القراءات السبع: 350]
والباقون: بضم الميم، وفتح اللام). [التيسير في القراءات السبع: 351]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر: (لمهلكهم) وفي النّمل (مهلك أهله) بفتح الميم واللّام وحفص بفتح الميم وكسر اللّام والباقون بضم الميم وفتح اللّام). [تحبير التيسير: 446]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَهْلِكِهِمْ) بفتح الميم وكسر اللام، وفي النمل (مَهْلِكَ أَهْلِهِ) حفص، وهارون غير أبي بكر وبفتحتين فيهما عَاصِم غير هارون، وحفص والأعشى، والبرجمي، الباقون بضم الميم فيهما، وهو الاختيار على المصدر). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([59]- {لِمَهْلِكِهِمْ} هنا، و{مَهْلِكَ} في [النمل: 49] بفتح الميم وكسر اللام: حفص.
بفتحهما: أبو بكر). [الإقناع: 2/690]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (843 - لِمَهْلَكِهِمْ ضَمُّوا وَمَهْلِكَ أَهْلِهِ = سِوى عَاصِمٍ وَالْكَسْرُ فِي الْلاَّمِ عُوِّلاَ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([843] لمهلكهم ضموا ومهلك أهله = سوى (عاصم) والكسر في اللام (عـ)ـولا
يقال: هلك يهلك هلاكًا ومهلكا بفتح الميم واللام.
ومهلكا بكسر اللام قليل، لأن مفعلا لا يجيء من فعل إلا قليل، كالمرجع من رجع.
ويجوز أن يكون الهلك بفتح الميم وبكسر اللام لوقت الملاك.
وضم الميم، من: أهلكه يهلكه إهلاكا ومهلكًا.
والمهلك أيضًا: وقت الإهلاك.
ومعنى (عول)، أي جوز؛ يشير بذلك إلى قول من قال: «الفتح أقيس وأكثر وأوسع»). [فتح الوصيد: 2/1072]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([843] لمهلكهم ضموا ومهلك أهله = سوى عاصم والكسر في اللام عولا
ح: (لمهلكهم): مفعول (ضموا)، أي: ميمه، و (مهلك): عطف عليه، (سوى عاصم): استثناء من ضمير الجمع في (ضموا)، (الكسر ... عولا): مبتدأ وخبر، أي: عليه، (في اللام): ظرفه.
[كنز المعاني: 2/399]
ص: قرأ غير عاصم: {وجعلنا لمهلكهم موعدًا} ههنا [59]، و{ما شهدنا مهلك أهله} في النمل [49] بضم الميم مصدر من (أهلك)، وعاصم بفتحها من (هلك)، لكن حفصًا يكسر اللام مصدرًا من (هلك) جاء نادرًا، كـ (المرجع) من (رجع)، أو اسم زمان الهلاك.
فيكون لشعبة: فتح اللام والميم، ولحفص: فتح الميم وكسر اللام، ولغيرهما: ضم الميم وفتح اللام). [كنز المعاني: 2/400]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (843- لِمَهْلَكِهِمْ ضَمُّوا وَمَهْلِكَ أَهْلِهِ،.. سِوى عَاصِمٍ وَالكَسْرُ فِي اللامِ "عُـ"ـوِّلا
يريد ضم الميم في وجعلنا لمهلكهم موعدا: {مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ} في سورة النمل وكلهم سوى عاصم ضموا الميم وفتحوا اللام؛ لأنه؛ يعني: الإهلاك وفعله أهلك نحو: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ} وعاصم فتح الميم فيكون من الهلاك وفعله هلك، والمصدر مضاف إلى الفاعل وعلى قراءة الضم إلى المفعول، ويجوز أن يكون المفتوح الميم بمعنى المضموم، فقد قيل: إن هلك استعمل لازما ومتعديا نحو رجع ورجعته، وفتح اللام مع فتح الميم قراءة أبي بكر عن عاصم وهي أشيع اللغتين وكسر اللام رواية حفص عن عاصم، ونظيره مرجع ومحيض، والفتح هو الباب والقياس، ومعنى عول جوز؛ أي: عول عليه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/338]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (843 - لمهلكهم ضمّوا ومهلك أهله = سوى عاصم والكسر في اللّام عوّلا
قوله تعالى هنا: وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً، وفي سورة النمل ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ. قرأ السبعة إلا عاصما بضم الميم في الموضعين، وقرأ عاصم بفتحها فيهما. وقرأ حفص بكسر اللام في الموضعين وغيره بفتحها فيهما. فيتحصل: أن شعبة يقرأ بفتح الميم واللام، وأن حفصا يقرأ بفتح الميم وكسر اللام، وأن الباقين يقرءون بضم الميم وفتح اللام). [الوافي في شرح الشاطبية: 313]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لِمَهْلِكِهِمْ هُنَا، وَفِي النَّمْلِ مَهْلِكَ أَهْلِهِ، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَاللَّامِ الَّتِي بَعْدَ الْهَاءِ فِيهِمَا، وَرَوَى حَفْصٌ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ اللَّامِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ اللَّامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ عاصم {لمهلكهم} هنا [59]، و{مهلك أهله} في النمل [49] بفتح الميم، والباقون بضمها، وروى حفص بكسر اللام فيهما، والباقون بالفتح). [تقريب النشر في القراءات العشر: 585]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (750- .... .... .... .... = مهلك مع نمل افتح الضّمّ ندا
[طيبة النشر: 83]
751 - واللاّم فاكسر عد .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (مهلك) يريد أنه قرأ قوله تعالى «لمهلكهم» هنا، و «مهلك أهله» في النمل بفتح الميم عاصم، والباقون بضمها وكسر اللام فيهما حفص كما سيأتي في أول البيت الآتي بعد، والباقون بفتحهما؛ فحفص بفتح الميم وكسر اللام، وأبو بكر بفتح الميم، واللام، والباقون بضم الميم وفتح اللام). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 268]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو نون (ندا) عاصم وجعلنا لمهلكهم موعدا [59] وما شهدنا مهلك أهله بالنمل [49]، بفتح الميم مصدر «هلك» أو اسم زمان منه [أي]: لهلاكهم؛ كمشهد وهو [مصدر] مضاف للفاعل أو المفعول عند معدّيه بنفسه وهم التميميون.
والباقون بضم الميم على جعله مصدرا ميميّا لـ «أهلك» مضافا للمفعول كمخرج أو اسم زمان منه، أي: جعلنا لإهلاكهم، وما شهدنا إهلاك [أهله]، أو لوقت على حد
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/432]
أهلكنهم لمّا ظلموا [59].
ثم ذكر مذهب حفص فقال:
ص:
واللّام فاكسر (ع) د وغيب يغرقا = والضّمّ والكسر افتحن (فتى) (ر) قا
وعنهم ارفع أهلها وامدد وخفّ = زاكية (حبر) (مدا) (غ) ث و(ص) رف
ش: أي: كسر خفض اللام من مهلك ولمهلكهم [النمل: 49، الكهف: 59].
مع فتح الميم على جعله مصدرا، أو اسم زمان من (هلك) على غير قياسه ك «المرجع» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/433]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لمهلكهم" [الآية: 59] هنا و"مَهْلِكَ أَهْلِه" [بالنمل الآية: 49] فأبو بكر بفتح الميم واللام التي بعد الهاء فيهما مصدر هلك أو اسم زمان منه أي: لهلاكهم، كمشهد وهو مضاف للفاعل أو المفعول عنده معديه بنفسه، وهم التميميون على حد ليهلك من هلك، قاله الجعبري وتبعه النويري وغيره،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/218]
وقرأ حفص بفتح الميم وكسر اللام فيهما مصدرا أو اسم زمان من هلك على غير قياسه كمرجع، والباقون بضم الميم وفتح اللام فيهما على جعله مصدرا ميميما لأهلك مضافا للمفعول كمخرج أو اسم زمان منه أي: لإهلاكهم وما شهدنا إهلاك أهله أو لوقته). [إتحاف فضلاء البشر: 2/219]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لمهلكهم} قرأ شعبة بفتح الميم واللام الثانية، وحفص بفتح الميم، وكسر اللام، والباقون بضم الميم، وفتح اللام). [غيث النفع: 823]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)}
{الْقُرَى}
- أماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف، وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{ظَلَمُوا}
- تقدم تغليظ اللام للأزرق وورش، انظر الآية/25 من سورة الأنفال.
{لِمَهْلِكِهِمْ}
- قرأ حفص عن عاصم (لمهلكهم) بفتح الميم وكسر اللام الثانية، وهو مصدر أو اسم زمان من (هلك).
قال النحاس:
(وأجاز الكسائي والفراء (لمهلكهم) بفتح الميم وكسر اللام، قال الكسائي: وهو أحب إليَّ؛ لأنه من يهلك).
وقال العكبري:
(... وهو مصدر أيضًا، ويجوز أن يكون زمانًا، وهو مضاف إلى الفاعل، ويجوز أن يكون إلى المفعول على لغة من قال: هلكته أهلكه).
[معجم القراءات: 5/250]
- وقرأ عاصم في رواية حماد ويحيى عن أبي بكر، والمفضل وهارون و[حفص: كذا عند أبي حيان]: (لمهلكهم) بفتح الميم واللام، مصدر (هلك)، أو اسم زمان منه.
قال مكي:
(وحجة من فتح الميم واللام أنه جعله مصدرًا من (هلك)، وعداه.
حكي أن بني تميم يقولون: هلكني الله...، ويكون مضافًا إلى المفعول...، فأما من لم يجز تعدية (هلك) إلى مفعول فإنه يكون مضافًا إلى الفاعل، كأنه قال: وجعلنا لهلاكنا إياهم موعدًا، ومن جعله متعديًا يكون تقديره: وجعلنا لإهلاكنا إياهم موعدًا.
والمصدر في الأصل من فعل يفعل يأتي على (مفعل)؛ فلذلك كان (مهلك) مصدرًا من (هلك).
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب والأعشى والبرجمي عن أبي بكر (لمهلكهم) بضم الميم وفتح اللام الثانية.
وهو مصدر ميمي من (أهلك).
قال مكي:
(وحجة من ضم الميم وفتح اللام أنه جعله مصدرًا لـ(أهلك يهلك)، فهو بابه، وهو متعد بلا شك، فهو مضاف إلى المفعول به لا غير، تقدير: وجعلناه لإهلاكهم موعدًا، لا يتجاوزونه، وضم الميم هو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه) ). [معجم القراءات: 5/251]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:09 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (60) إلى الآية (64) ]

{وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ۚ فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا (64)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "لفتيه" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/219]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60)}
{مُوسَى}
- الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن أبي عمرو وورش والأزرق.
- والباقون على الفتح.
وتقدم هذا، انظر الآيتين/51 و92 من سورة البقرة.
{لِفَتَاهُ}
- أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{لَا أَبْرَحُ حَتَّى}
- إدغام الحاء في الحاء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والباقون على الإظهار.
{مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ}
- قراءة الجمهور (مجمع)، وهو اسم مكان على وزن (مفعل)، وهذا قياسه من (فعل، يفعل) بضم العين في المضارع وفتحها.
- وقرأ الضحاك وعبد الله بن عبيد بن مسلم بن يسار (مجمع) بكسر الميم الثانية، اسم مكان على وزن (مفعل)، وقياسه على (مفعل) غير أنه جاء على باب المشرق والمغرب وما ماثلهما مما خرم القياس.
قال الفراء:
(... فإذ كان يفعل، مفتوح العين آثرت العرب فتحها في مفعل، اسمًا كان أو مصدرًا، وربما كسروا العين في مفعل إذا أرادوا به
[معجم القراءات: 5/252]
الاسم، منهم من قال: (مجمع البحرين) وهو القياس، وإن كان قليلًا..).
وقرأ النضر عن ابن مسلم (مجمع) بكسر الميمين: الأولى والثانية.
ولعل كسر الأولى إنما جاء من باب الإتباع للثانية، قال أبو حيان: (وهو شاذ، وقياسه من يفعل فتح الميم كقراءة الجمهور).
{حُقُبًا}
- قراءة الجمهور (حقبًا) بضم الحاء والقاف، وهو الدهر، وقالوا: هو ثمانون سنة، وجمعه أحقاب، وذهب الفراء إلى أنه بضمتين لغة قيس.
- وقرأ الحسن والضحاك والأعمش وأبو رزين وأبو مجلز وقتادة والجحدري وابن يعمر (حقبًا) بإسكان القاف، وجمعه: حقاب.
وفي حاشية الجمل:
(فيجوز أن يكون تخفيفًا، وأن يكون لغة مستقلة) ). [معجم القراءات: 5/253]

قوله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)}
{مَجْمَعَ}
- قرأ عبد الله بن مسلم (مجمع) بكسر الميم الثانية.
{فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الذال في السين، وعنهما الإظهار.
- والجماعة على إظهار الذال). [معجم القراءات: 5/253]

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا (62)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62)}
{قَالَ لِفَتَاهُ}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
[معجم القراءات: 5/253]
- والباقون على الإظهار.
{لِفَتَاهُ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/60 من هذه السورة.
{مِنْ سَفَرِنَا}
- قراءة الجماعة (من سفرنا) بفتح السين والفاء.
- وقرأ عبد الله بن عبيد بن عمير (من سفرنا) بسكون الفاء.
{نَصَبًا}
- قراءة الجمهور (نصبًا) بفتحتين.
- وقرأ عبد الله بن عبيد بن عمير (نصبًا) بضمتين.
قال أبو حيان: (قال صاحب اللوامح: وهي إحدى اللغات الأربع التي فيها).
قلت اللغات الأربع هي: نصب، ونصب، ونصب، ونصب). [معجم القراءات: 5/254]

قوله تعالى: {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (21 - قَوْله {وَمَا أنسانيه إِلَّا الشَّيْطَان} 63
قَرَأَ الكسائي وَحده (وَمَا أنسنيه) ممالة السِّين وَكلهمْ فتحهَا غَيره
وَحَفْص عَن عَاصِم (أنسنيه) بِضَم الْهَاء وفي سُورَة الْفَتْح (بِمَا عهد عَلَيْهِ الله) 10 بِضَم الْهَاء
وَأَبُو بكر عَن عَاصِم (أنسنيه) بِكَسْر الْهَاء (وَبِمَا عهد عَلَيْهِ) بِكَسْر الْهَاء أَيْضا
الْبَاقُونَ يكسرون الْهَاء من غير بُلُوغ يَاء إِلَّا ابْن كثير فَإِنَّهُ يثبت الْيَاء في الْوَصْل بعد الْهَاء (أنسنيه) ). [السبعة في القراءات: 393 - 394]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أنسانيه) و(عليه الله) بضم الهاء حفص). [الغاية في القراءات العشر: 308]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أنسانيه) [63]، و(عليه الله) [الفتح: 10]: برفع الهاء سلام، وحفص، زاد سلام حيث جاء). [المنتهى: 2/807]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرا حفص و(ما أنسانيه) بضم الهاء، وباقي القراء على أصولهم، وأمال الكسائي وحده). [التبصرة: 261]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {وما أنسانيه إلا} (63)، وفي الفتح (10)والباقون: {عليه الله}: بضم الهاء فيهما في الوصل.
والباقون: بكسر الهاء فيهما). [التيسير في القراءات السبع: 351]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص: (وما أنسانيه إلّا) هنا وفي الفتح (عليه اللّه) بضم الهاء فيهما في الوصل، والباقون بكسرها فيهما). [تحبير التيسير: 446]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([63]- {أَنْسَانِيهُ}، و{عَلَيْهُ اللَّهَ} [الفتح: 10] بضم الهاء: حفص). [الإقناع: 2/690]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (844 - وَهَا كَسْرِ أَنْسَانِيهِ ضُمَّ لِحَفْصِهِمْ = وَمَعْهُ عَلَيْهِ اللهَ فِي الْفَتْحِ وَصَّلاَ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([844] وها كسر أنسانيه ضم لـ(حفصهم) = ومعه عليه الله في الفتح وصلا
ضم الهاء هو الأصل. وقراءته جمعت بين اللغات، لأنه ضم الهاء هاهنا بغير صلة، ووصلها بياء في قوله تعالى: فيهي مهانا.
وقرأ كسائر القراء في ما سوى ذلك.
[فتح الوصيد: 2/1072]
وله من الحجة، أن سكون الياء من {أنسنيه} عارض. ففي ضم الهاء، نظر إلى الفتحة التي هي حركة الياء في الأصل.
وأما {عليه الله}، فللإشعار بجواز الضم في الهاء، وإن كانت قبلها ياء ساكنة، لأنها منقلبة عن ألف.
ووصل بفتح الواو، معناه: وصل حفص {عليه الله} بـ {أنسنیه}.
ووصل بضم الواو، أي وصل الذي في الفتح بـ{أنسنيه}، على البناء لما لم يسم فاعله). [فتح الوصيد: 2/1073]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([844] وها كسر أنسانيه ضم لحفصهم = ومعه عليه الله في الفتح وصلا
ح: (ها): مفعول (ضم)، أضيف إلى (كسر أنسانيه)، لوجود الكسر فيه، أو من باب القلب، أي: كسر هاء (أنسانيه): ضم، و (ضم): أمرٌ، (لحفصهم): حال، أي: كائنًا له، الهاء في (معه): لـ (أنسانيه)، (عليه الله): مفعول (وصلا)، (حفصٌ): فاعله.
ص: قرأ حفص: {وما أنسانيه إلا الشيطان} هنا [63] و{بما عاهد عليه الله} في الفتح [10]، بضم هاء الضمير على الأصل كما مر أن الضم هو الأصل في هاء الكناية،
[كنز المعاني: 2/400]
والباقون: بالكسر فيهما لأجل الياء والكسر قبلها، نحو: {فيه} و{به} [البقرة: 2، 22]). [كنز المعاني: 2/401]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (844- وَهَا كَسْرِ أَنْسَانِيهِ ضُمَّ لِحَفْصِهِمْ،.. وَمَعْهُ عَلَيْهِ اللهَ فِي الْفَتْحِ وَصَّلا
أضاف ها إلى الكسر لما كان الكسر فيها وقصرها ضرورة ويجوز أن
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/338]
يكون من باب القلب لأمن الإلباس أراد وكسر هاء: "أَنْسَانِيهُ" ضم والضم هو الأصل في هاء الضمير على ما سبق تقريره في باب هاء الكناية وهذا حكم من أحكام ذلك الباب، ومثله ما يأتي في أول طه: {لِأَهْلِهِ امْكُثُوا}، ووجه الكسر فيهما مجاورة الهاء للياء الساكنة والكسرة: نحو "فيه"، و"به"، وقوله: في آخر البيت وصلا ذكره الشيخ بفتح الواو والصاد؛ أي: وصله حفص بما قبله وبضم الواو وكسر الصاد؛ أي: وصل ذلك ونقل له). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/339]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (844 - وها كسر أنسانيه ضمّ لحفصهم = ومعه عليه الله في الفتح وصّلا
قرأ حفص بضم كسر الهاء في: وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ هنا. وفي عَلَيْهُ في:
وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ في سورة الفتح. وقرأ غيره بكسر الهاء في الموضعين. وقوله (وها كسر أنسانيه) أضاف ها إلى الكسر باعتبار أن الكسر فيها. ويجوز أن يكون من باب القلب لأمن اللبس، والتقدير: وكسر هاء أَنْسانِيهُ ضم وهو الظاهر). [الوافي في شرح الشاطبية: 313]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ أَنْسَانِيهُ لِحَفْصٍ فِي بَابِ هَاءِ الْكِنَايَةِ، وَتَقَدَّمَ إِمَالَتُهُ فِي بَابِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/311]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أنسانيه} [63] ذكر لحفص). [تقريب النشر في القراءات العشر: 585]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم وما أنسنيه [63] في الكناية، وإمالته في بابها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/433]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أرأيت" بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر، وللأزرق وجه ثان إبدالها ألفا مع المد للساكنين وحذفها الكسائي، وحققها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/219]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أنسانيه" [الآية: 63] الكسائي فقط، وقلله الأزرق بخلفه ووصل الهاء ابن كثير بياء على قاعدته وضم الهاء حفص من غير صلة وصلا، وكذا ضم هاء عليه الله بالفتح، والباقون بالكسر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/219]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أرايت} [63] قرأ نافع بتسهيل الهمزة الثانية، وعن ورش أيضًا إبدالها ألفًا، وتمد طويلاً للساكن بعدها، وعلي بحذفها، والباقون بتحقيقها.
فإن وقف عليه فليس فيه لورش إلا التسهيل، ويسقط وجه البدل لأنه يلزم عليه اجتماع ثلاثة سواكن ظواهر، وهو غير موجود في كلام العرب، وليس هذا كالوقف على المشدد، وهو ظاهر). [غيث النفع: 823]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أنسانيه} قرأ حفص بضم الهاء من غير صلة وصلا، والباقون بكسرها، ولا يخفى إجراء المكي على أصله من الصلة). [غيث النفع: 823]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63)}
{أَرَأَيْتَ}
- قرأ نافع وأبو جعفر وقالون والأصبهاني بتسهيل الهمزة الثانية.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الثانية.
وللأزرق وورش وجهان:
الأول: التسهيل كالقراءة السابقة في الوقف.
الثاني: إبدال الهمزة حرف مد محضًا مع المد المشبع للساكنين، وهذا في حالة الوصل (أرايت).
[معجم القراءات: 5/254]
ويمتنع عندهما الإبدال في حالة الوقف لئلا يجتمع ثلاث سواكن ظواهر، وهذا لا وجود له في كلام العرب.
- وقرأ الكسائي بحذف الهمزة الثانية (أريت).
- وقراءة الجماعة بالهمز (أرأيت).
{إِذْ أَوَيْنَا}
- قراءة ورش في الوصل (إذ وينا) بنقل حركة الهمزة وهي الفتحة إلى الساكن قبلها، ثم حذف الهمزة.
{وَمَا أَنْسَانِيهُ}
- قرا الكسائي بإمالة الألف.
- وقرا الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا}
- قرأ حفص عن عاصم (وما أنسانيه إلا) بضم الهاء مختلسة؛ لأن الأصل في حركة الهاء الضم.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب وخلف (وما أنسانيه إلا) بكسر الهاء؛ وذلك لأن ما قبلها ياء، فحركتها من جنس ما قبلها.
[معجم القراءات: 5/255]
- وقرأ ابن كثير في حالة الوصل (وما أنسانيهي إلا) بإشباع الكسر على أصله حتى يبلغ الياء.
- وقرأ الكسائي (.. أنسانيه) بإمالة السين والألف مع كسر الهاء.
{وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}
- قرأ عبد الله بن مسعود، وكذا جاء في مصحفه، (وما أنسانيه أن أذكره إلا الشيطان)، على التقديم والتأخير.
- وذكر الزمخشري عن ابن مسعود أنه قرأ (أن أذكركه) كذا! ولكنه عند الزمخشري من غير ضبط لحركة الهمزة والذال والكاف، وأرى أنه لا يصح إلا بالصورة التي أثبتها.
- وجاءت قراءة ابن مسعود عند البيضاوي والشهاب، وابن عطية (أن أذكر له) من غير ضبط، بالحركات، وبعد الفعل (له) بينما المثبت عند الزمخشري هو ضمير النصب الكاف!!
والبيضاوي ينقل عن الزمخشري حرفًا حرفًا فهل هما قراءتان؟ أم وقع التحريف في إحداهما؟ الله أعلم بذلك!!
وذكر ابن عطية أنها جاءت كذلك في مصحفه.
{وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ}
- تقدم في الآية السابقة/16.
- قراءة الجماعة (واتخذ سبيله) بإظهار الذال.
[معجم القراءات: 5/256]
- ثم قراءة إدغام الذال في السين عن أبي عمرو ويعقوب.
- وقرأ أبو حيوة (واتخاذ سبيله) كذا على المصدر، وهو معطوف على الضمير المنصوب من (أن أذكره) ). [معجم القراءات: 5/257]

قوله تعالى: {قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ۚ فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا (64)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" ياء "نبغ" وصلا نافع وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/219]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نبغ} [64] قرأ نافع وبصري وعلي بإثبات ياء بعد الغين وصلاً لا وقفًا، والمكي بإثباتها في الحالين، والباقون بالحذف كذلك). [غيث النفع: 823]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (64)}
{نَبْغِ}
- قرأ نافع وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر والأعمش واليزيدي والحسن بإثبات الياء في الوصل دون الوقف مراعاةً للأصل والرسم (نبغي).
وقرأ ابن كثير في رواية ابن فليح ويعقوب وسهل وهشام بخلاف عنه وابن محيصن بإثبات الياء في الحالين، وهي لغة الحجازيين (نبغي).
- وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وابن ذكوان (نبغ) بغير ياء في الحالين: الوصل والوقف، وهي لغة هذيل.
قال أبو حيان:
(وقرئ: نبغ بغير ياء في الوصل، وإثباتها أحسن..، وأما الوقف فالأكثر فيه طرح الياء إتباعًا لرسم المصحف..).
[معجم القراءات: 5/257]
وقال ابن جني:
(فحذف الياء في هذا ونحوه في الوقف إنما هو لرؤوس الآي، وتشبيههم إياها بالقوافي).
وقال الفراء:
(... كتبت بحذف الياء، فالوجه فيها أن تثبت الياء إذا وصلت، وتحذفها إذا وقفت، والوجه الآخر أن تحذفها في القطع والوصل، قرأ بذلك حمزة وهو جائز).
وقال الزجاج:
(الأكثر في الوقف (نبغ) على اتباع المصحف، وبعد (نبغ) آية، ويجوز، وهو أحسن في العربية، (ذلك ما كنا نبغي) في الوقف، أما الوصل فالأحسن فيه (نبغي) بإثبات الياء، وهذا مذهب أبي عمرو، وهو أقوى في العربية).
وقال أبو بكر محمد بن الأنباري: (وكان الكسائي يثبت الياء في الوصل ويحذفها في الوقف، قال الفراء:
فسألت الكسائي عن ذلك فقال: أستجيز أن احذف الياء في السكت؛ لأن المسكوت عليه مجزوم، فاستجزت الحذف للجزم، فإذا وصلت كان في موضع رفع فأثبتها).
{عَلَى آثَارِهِمَا}
- أمال الألف الدوري عن الكسائي وأبو عمرو، وكذا ابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 5/258]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #21  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:11 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (65) إلى الآية (70) ]

{فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)}

قوله تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65)}
{لَدُنَّا عِلْمًا}
- قراءة الجماعة (من لدنا)، بضم الدال وتشديد النون.
- وكان أبو بكر عن عاصم يشم الدال شيئًا من الضم، واختلف في هذا عن يحيى.
- وقرأ أبو زيد عن أبي عمرو (من لدنا) بتخفيف النون، وهي لغة في (لدن)، بل هي الأصل). [معجم القراءات: 5/259]

قوله تعالى: {قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (22 - وَاخْتلفُوا في التَّخْفِيف والتثقيل من قَوْله {مِمَّا علمت رشدا} 66
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {مِمَّا علمت رشدا} مَضْمُومَة الرَّاء سَاكِنة الشين
وَقَرَأَ ابْن عَامر {رشدا} مَضْمُومَة الرَّاء والشين
هَكَذَا في كتابي عَن أَحْمد بن يُوسُف عَن ابْن ذكْوَان
وَرَأَيْت في كتاب مُوسَى بن مُوسَى عَن ابْن ذكْوَان {رشدا} خَفِيفَة
وَقَالَ هِشَام بن عمار بأسناده عَن ابْن عَامر {رشدا} خَفِيفَة
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو {رشدا} مَفْتُوحَة الرَّاء والشين). [السبعة في القراءات: 394]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (رشدا) بفتح الراء والشين أبو عمرو، ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 309]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (رشدًا) [66]: بفتحتين أبو عمرو، وسلام، ويعقوب، وقاسم). [المنتهى: 2/807]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (رشدًا) بفتح الراء والشين، وقرأ الباقون بضم الراء وإسكان الشين). [التبصرة: 261]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {مما علمت رشدا} (66): بفتح الراء والشين.
والباقون: بضم الراء، وإسكان الشين). [التيسير في القراءات السبع: 351]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو عمرو ويعقوب: (ممّا علمت رشدا) بفتح الرّاء والشين، والباقون بضم الرّاء وإسكان الشين) ). [تحبير التيسير: 446]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (رُشْدًا) مضى). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([66]- {رُشْدًا} بفتحتين: أبو عمرو). [الإقناع: 2/690]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالشِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الرَّاءِ، وَإِسْكَانِ الشِّينِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى الْمَوْضِعَيْنِ
[النشر في القراءات العشر: 2/311]
الْمُتَقَدِّمَيْنِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَهُمَا وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا، وَلِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا أَنَّهُمَا بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالشِّينِ، وَقَدْ سُئِلَ الْإِمَامُ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: الرُّشْدُ بِالضَّمِّ هُوَ الصَّلَاحُ وَبِالْفَتْحِ هُوَ الْعِلْمُ، وَمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ إِنَّمَا طَلَبَ مِنَ الْخَضِرِ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْعِلْمَ، وَهَذَا فِي غَايَةِ الْحُسْنِ، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا كَيْفَ أُجْمِعَ عَلَى فَتْحِهِ؟ وَلَكِنَّ جُمْهُورَ أَهْلِ اللُّغَةِ عَلَى أَنَّ الْفَتْحَ وَالضَّمَّ فِي الرُّشْدِ وَالرَّشَدِ لُغَتَانِ كَالْبُخْلِ وَالْبَخَلِ وَالسُّقْمِ وَالسَّقَمِ وَالْحُزْنِ وَالْحَزَنِ فَيَحْتَمِلُ عِنْدِي أَنْ يَكُونَ الِاتِّفَاقُ عَلَى فَتْحِ الْحَرْفَيْنِ الْأَوَّلِينَ لِمُنَاسِبَةِ رُءُوسِ الْآيِ وَمُوَازَنَتِهَا لِمَا قَبْلُ، وَلِمَا بَعْدُ نَحْوَ عَجَبًا وَعَدَدًا وَأَحَدًا بِخِلَافِ الثَّالِثِ فَإِنَّهُ وَقَعَ قَبْلَهُ عِلْمًا، وَبَعْدَهُ صَبْرًا فَمَنْ سَكَّنَ فَلِلْمُنَاسِبَةِ أَيْضًا، وَمَنْ فَتَحَ فَإِلْحَاقًا بِالنَّظِيرِ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ). [النشر في القراءات العشر: 2/312]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ البصريان {مما علمت رشدًا} [66] بفتح الراء والشين، والباقون بضم الراء وإسكان الشين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 585]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبتها" في "تعلمن" وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/219]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا" [الآية: 66] فأبو عمرو ويعقوب بفتح الراء والشين وافقهما الحسن واليزيدي، والباقون بضم الراء وسكون الشين، ومر بالأعراف أنهما لغتان كالبخل والبخل، وخرج بالقيد: هيئ لنا من أمرنا رشدا، ولأقرب من هذا رشدا، المتفق على
[إتحاف فضلاء البشر: 2/219]
الفتح فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/220]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تعلمن} [66] قرأ نافع وبصري بزيادة ياء بعد النون وصلاً لا وقفًا، والمكي بزيادتها مطلقًا، والباقون بحذفها مطلقًا). [غيث النفع: 823]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {علمت رشدا} قرأ البصري بفتح الراء والشين، والباقون بضم الراء وإسكان الشين، لغتان، ولا خلاف بينهم في الموضعين المتقدمين وهما {من أمرنا رشدا} ولا {لأقرب من هذا رشدا} أنهما بفتح الراء والشين). [غيث النفع: 823]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66)}
{قَالَ لَهُ}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والجماعة على إظهار اللام.
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية/60 من هذه السورة.
{عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ}
- قرأ أبو عمرو ونافع وأبو جعفر واليزيدي والحسن بإثبات الياء في الوصل وحذفها في الوقف.
- وأثبت الياء في الحالين ابن كثير ويعقوب وابن محيصن (... أن تعلمني).
- وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم بحذف الياء في الحالين (أن تعلمن) وهو الموافق للرسم.
{رُشْدًا}
- قرأ نافع وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وهشام بن عمار عن
[معجم القراءات: 5/259]
ابن عامر، وأبو جعفر والأعمش (رشدًا)، بضم الراء وسكون الشين على التخفيف.
- وقرأ ابن عامر وكذا جاءت رواية يحيى بن الحارث عنه، وابن مجاهد والنقاش عن ابن ذكوان، وابن عباس (رشدًا)، بضمتين مثقلًا على إتباع الثاني الأول.
- وقرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن والزهري وأبو بحرية وابن محيصن وابن مناذر ويعقوب وأبو عبيد (رشدًا) بفتحتين، وهو مصدر.
وتقدم مثل هذه القراءات في الآية/146 من سورة الأعراف). [معجم القراءات: 5/260]

قوله تعالى: {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "معي صبرا" في الثلاثة حفص وحده، وسكنها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/220]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {معي صبرا} الثلاثة قرأ حفص بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 824]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67)}
{مَعِيَ صَبْرًا}
- قرأ حفص عن عاصم (معي صبرًا)، بفتح الياء في الوصل.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (معي صبرًا) بسكون الياء). [معجم القراءات: 5/260]

قوله تعالى: {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "خبرا" معا بضم الباء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/220]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)}
{تَصْبِرُ}
- ترقيق الراء وتفخيمها عن الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 5/260]
- والباقون على تفخيمها.
{خُبْرًا}
- قراءة الجماعة (خبرًا) بسكون الباء.
- وقرأ الحسن وابن هرمز (خبرًا)، بضم الباء مثقلًا، وهو من إتباع الثاني للأول). [معجم القراءات: 5/261]

قوله تعالى: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "ستجدني إن شاء الله" نافع وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/220]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ستجدني إن} [68] قرا نافع بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 824]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)}
{سَتَجِدُنِي إِنْ}
- قرأ نافع وأبو جعفر (ستجدني إن...)، بفتح الياء في الوصل.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير وحمزة والكسائي وعاصم ويعقوب (ستجدني إن...) بسكون الياء.
{شَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه، وحكم الهمز، انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{صَابِرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{أَمْرًا}
- اختلف فيه عن الأزرق وورش، فرقق الراء جماعة عنهما، وفخمها آخرون.
- والجمهور على تفخيم الراء في الحالين). [معجم القراءات: 5/261]

قوله تعالى: {قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (23 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {فَلَا تَسْأَلنِي عَن شَيْء} 70
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي (فَلَا تسئلني) سَاكِنة اللَّام
وَقَرَأَ نَافِع (فَلَا تسئلني) مُشَدّدَة النُّون
وَقَرَأَ ابْن عَامر (فَلَا تسئلن) اللَّام متحركة وَالنُّون مَكْسُورَة بِغَيْر يَاء
وَقَالَ هِشَام عَنهُ (فَلَا تسئلني) بتاء مُشَدّدَة النُّون). [السبعة في القراءات: 394 - 395]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فلا تسئلني) مشددة النون مدني، شامي). [الغاية في القراءات العشر: 309]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فلا تسئلني) [70]: بفتح اللام وتشديد النون مدني، ودمشقي. بحذف الياء أبو بشر). [المنتهى: 2/807]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (فلا تسئلني) بفتح اللام وتشديد النون، وقرأ الباقون
[التبصرة: 261]
بإسكان اللام وتخفيف النون، وكلهم أثبتوا الياء في الوصل والوقف إلا ما روي عن ابن ذكوان من طريق الأخفش وغيره أنه حذف الياء في الوصل والوقف، والمشهور عنه الإثبات مثل الجماعة). [التبصرة: 262]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {فلا تسألني} (70): بفتح اللام، وتشديد النون.
والباقون: بإسكان اللام، وتخفيف النون). [التيسير في القراءات السبع: 351]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر وأبو جعفر: (فلا تسألني) بفتح اللّام وتشديد النّون، والباقون بإسكان اللّام وتخفيف النّون). [تحبير التيسير: 446]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([70]- {فَلا تَسْأَلْنِي} بفتح اللام وتشديد النون: نافع وابن عامر). [الإقناع: 2/690]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَلَا تَسْأَلْنِي فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِ اللَّامِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِ النُّونِ، وَاتَّفَقُوا عَلَى إِثْبَاتِ الْيَاءِ بَعْدَ النُّونِ فِي الْحَالَيْنِ إِلَّا مَا اخْتُلِفَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، فَرَوَى الْحَذْفَ عَنْهُ فِي الْحَالَيْنِ جَمَاعَةٌ مِنْ طَرِيقِ الْأَخْفَشِ،، وَمِنْ طَرِيقِ الصُّورِيِّ، وَقَدْ أَطْلَقَ لَهُ الْخِلَافَ صَاحِبُ التَّيْسِيرِ، وَنَصَّ فِي جَامِعِ الْبَيَانِ أَنَّهُ قَرَأَ بِالْحَذْفِ وَالْإِثْبَاتِ جَمِيعًا عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ غَلْبُونَ وَبِالْإِثْبَاتِ عَلَى فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ، وَعَلَى الْفَارِسِيِّ عَنِ النَّقَّاشِ عَنِ الْأَخْفَشِ، وَهِيَ طَرِيقُ التَّيْسِيرِ، وَقَدْ نَصَّ الْأَخْفَشُ فِي كِتَابِهِ الْعَامِّ عَلَى إِثْبَاتِهَا فِي الْحَالَيْنِ، وَفِي الْخَاصِّ عَلَى حَذْفِهَا فِيهِمَا، وَرَوَى زَيْدٌ عَنِ الرَّمْلِيِّ عَنِ الصُّورِيِّ حَذْفَهَا فِي الْحَالَيْنِ، وَهِيَ رِوَايَةُ أَحْمَدَ بْنِ أَنَسٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ دَاوُدَ وَمُضَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ كُلُّهُمْ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، وَرَوَى الْإِثْبَاتَ عَنْهُ سَائِرُ الرُّوَاةِ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يُذْكَرْ فِي الْمُبْهِجِ غَيْرُهُ، وَكَذَلِكَ فِي الْعُنْوَانِ، وَقَالَ فِي الْهِدَايَةِ: رُوِيَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ حَذْفُهَا فِي الْحَالَيْنِ وَإِثْبَاتُهَا فِي الْوَصْلِ خَاصَّةً، وَقَالَ فِي التَّبْصِرَةِ: كُلُّهُمْ أَثْبَتَ الْيَاءَ فِي الْحَالَيْنِ إِلَّا مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ أَنَّهُ حَذَفَ فِي الْحَالَيْنِ وَالْمَشْهُورُ الْإِثْبَاتُ كَالْجَمَاعَةِ، وَالْوَجْهَانِ
[النشر في القراءات العشر: 2/312]
جَمِيعًا فِي الْكَافِي وَالتَّلْخِيصِ، وَالشَّاطِبِيَّةِ، وَغَيْرِهَا. وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُهُمْ عَنْهُ الْحَذْفَ فِي الْوَصْلِ دُونَ الْوَقْفِ، وَرَوَاهُ الشَّهْرُزُورِيُّ مِنْ طَرِيقِ التَّغْلِبِيِّ عَنْهُ، وَرَوَى آخَرُونَ الْحَذْفَ فِيهَا مِنْ طَرِيقِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ هِشَامٍ، وَهُوَ وَهْمٌ بِلَا شَكٍّ انْقَلَبَ عَلَيْهِمْ مِنْ رِوَايَتِهِ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ وَالْحَذْفُ وَالْإِثْبَاتُ كِلَاهُمَا صَحِيحٌ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ نَصًّا وَأَدَاءً، وَوَجْهُ الْحَذْفِ حَمْلُ الرَّسْمِ عَلَى الزِّيَادَةِ تَجَاوُزًا فِي حُرُوفِ الْمَدِّ كَمَا قُرِئَ وَثَمُودَا بِغَيْرِ تَنْوِينٍ، وَوُقِفَ عَلَيْهِ بِغَيْرِ أَلِفٍ، وَكَذَلِكَ السَّبِيلَا وَالظُّنُونَا وَالرَّسُولَا، وَغَيْرُهَا. مِمَّا كُتِبَ رَسْمًا وَقُرِئَ بِحَذْفِهِ فِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ الصَّحِيحَةِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مَعْدُودًا مِنْ مُخَالَفَةِ الرَّسْمِ كَمَا نَبَّهْنَا عَلَيْهِ أَوَّلَ الْكِتَابِ، وَفِي مَوَاضِعَ مِنَ الْكِتَابِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/313]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر {فلا تسئلني} [70] بفتح اللام وتشديد النون، الباقون بإسكان اللام وتخفيف النون، واختلف عن ابن ذكوان في حذف يائها في الحالين، والباقون بإثباتها فيهما كما هي في المصاحف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 585]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "فَلا تَسْأَلْنِي" [الآية: 70] نافع وابن عامر وأبو جعفر بفتح اللام وتشديد النون، والأصل تسألنني حذفت نون الوقاية لاجتماع النونات وكسرت الشديدة للياء، والباقون بإسكان اللام وتخفيف النون على أن النون للوقاية، واتفقوا على إثبات الياء بعد النون في الحالين إلا ما روي عن ابن ذكوان من الخلف، فروى الحذف عنه في الحالين جماعة من طريقيه حملا للرسم على الزيادة تجاوزا للرسم في حروف المد، ونص في جامع البيان على أنه قرأ بالحذف والإثبات على ابن غلبون وبالإثبات على فارس، وعلى الفارسي عن النقاش عن الأخفش وهي طريق التيسير، وقد ذكر بعضهم الحذف في الوصل فقط، والمشهور عنه الإثبات في الحالين كالباقين كما في التبصرة وغيرها،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/220]
والوجهان في الشاطبية والكافي وغيرهما قال في النشر: والحذف والإثبات كلاهما صحيح عن ابن ذكوان نصا وأداء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف عن الأزرق في ترقيق "ذكرا، وسترا، وأمرا" وبابه فرققه جماعة في الحالين وفخمه آخرون كذلك، والجمهور على تفخيمه في الحالين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فلا تسئلني} [70] قرأ نافع والشامي بفتح اللام، وتشديد النون، والباقون بإسكان اللام، وتخفيف النون.
ولا خلاف بينهم في إثبات الياء بعد النون وصلاً ووقفًا، تبعًا للرسم، إلا ابن ذكوان فاختلف عنه، فروى عنه إثباتها كالجماعة، وروى عنه حذفها في الحالين، وليست من الزوائد كما قد يتوهم). [غيث النفع: 824]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)}
{فَلَا تَسْأَلْنِي}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب
[معجم القراءات: 5/261]
(فلا تسألني)، بالهمزة وسكون اللام وتخفيف النون، وهي نون الوقاية.
- وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر وهشام (فلا تسألني)، بفتح اللام وتشديد النون، والأصل: تسألنني، حذفت نون الوقاية لاجتماع ثلاثة نونات، وكسرت الشديدة الباقية للياء.
- وقرأ أبو جعفر وكردم عن نافع (فلا تسلني)، بفتح السين واللام من غير همز، مشدد النون.
فقد ألقى حركة الهمزة وهي الفتحة على السين الساكنة، ثم حذف الهمز.
- وقرأ العجمي عن ابن عامر (فلا تسألن) بالنون المشددة المفتوحة، من غير ياء.
حكم الياء في والوقف والوصل:
- كلهم أثبت الياء في الوقف والوصل اتباعًا للرسم؛ لأنها مثبتة في جميع المصاحف.
[معجم القراءات: 5/262]
- وقرأ يحيى بن سليمان عن أبي بكر عن عاصم (تسألن) بغير ياء في الحالين. وكذا عن الصفراوي.
- وعن ابن عامر خلاف غريب:
فقد روي عن ابن ذكوان من طريق الأخفش والصوري، بحذف الياء في الحالين: (فلا تسألن)، وذكرها بعضهم عن زيد عن الداجوني، والداجوني عن هشام وجاءت الرواية عنه أيضًا بالحذف والإثبات، كما ذكروا الحذف في الوصل فقط.
قال بن الجزري:
(والمشهور عنه الإثبات في الحالين كالباقين...، والحذف والإثبات كلاهما صحيح عن ابن ذكوان نصًا وأداءً).
وقال الرعيني:
(والأشهر عن ابن ذكوان إثباتها في الحالين، وبالوجهين قرأت له).
وقال ابن مهران:
(ولم يختلفوا في إثبات الياء فيه وصلًا ووقفًا، لأنها مثبتة في جميع المصاحف، وذكر بعضهم لابن عامر بحذف الياء، وهو غلط لأنني قرأته بالشام بإثبات الياء، وتأملته في مصاحفهم العتيقة فرأيته مكتوبًا بالياء).
وقال مكي:
(وكلهم أثبت الياء في الوصل والوقف، إلا ما روي عن ابن ذكوان من طريق الأخفش وغيره أنه حذف الياء في الوقف والوصل، والمشهور عنه إثبات الياء في الحالين كالجماعة).
وقال أبو حيان:
[معجم القراءات: 5/263]
(وعن ابن عامر في حذف الياء خلاف غريب).
{عَنْ شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز في الوقف، انظر الآيتين/20 و106.
{ذِكْرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 5/264]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #22  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:13 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (71) إلى الآية (77) ]

{فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77)}

قوله تعالى: {فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (24 - وَاخْتلفُوا في التَّاء وَالْيَاء وَرفع الْأَهْل ونصبهم من قَوْله {لتغرق أَهلهَا} 71
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَنَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم {لتغرق أَهلهَا} بِالتَّاءِ {أَهلهَا} نصبا
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي (ليغرق أَهلهَا) بِالْيَاءِ مَفْتُوحَة {أَهلهَا} رفعا). [السبعة في القراءات: 395]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ليغرق) بفتح الياء (أهلها) رفع كوفي، - غير عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 309]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ليغرق) [71]: بالياء، (أهلها) [71]: رفع: كوفي غير عاصم). [المنتهى: 2/808]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (ليغرق) بياء مفتوحة وفتح الراء، (أهلها) بالرفع، وقرأ الباقون (لتغرق) بتاء مضمومة وكسر الراء ونصب الأهل). [التبصرة: 262]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {ليغرق} (71): بالياء مفتوحة، وفتح الراء. {أهلها} برفع اللام.
والباقون: بالتاء مضمومة، وكسر الراء، ونصب اللام). [التيسير في القراءات السبع: 351]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (ليغرق) بالياء مفتوحة وفتح الرّاء، (أهلها) برفع اللّام، والباقون بالتّاء مضمومة وكسر الرّاء ونصب اللّام). [تحبير التيسير: 447]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لِيَغْرَقَ) بالياء وفتحها وفتح الراء (أَهْلُهَا) رفع الزَّعْفَرَانِيّ، والحسن رواية ابن راشد، وكوفي غير عَاصِم، الباقون بالتاء وضمها وكسر الراء (أَهْلَهَا) نصب غير ابْن مِقْسَمٍ، والحسن رواية ابن أرقم بفتح الغين مع التشديد، والاختيار ما عليه نافع على أن العتاب على فعل الخضر). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([71]- {لِتُغْرِقَ} بالياء {أَهْلَهَا} رفع: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/691]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (845 - لِتُغْرِق فَتْحُ الضَّمِّ وَالْكَسْرِ غَيْبَةً = وَقُلْ أَهْلَهَا بِالرَّفْعِ رَاوِيهِ فَصَّلاَ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([845] لتغرق فتح الضم والكسر غيبة = وقل أهلها بالرفع (ر)اويه (فـ)ـصلا
{ليغرق أهلها}، كقولك: ليموت زيدٌ.
و{لتغرق}، على خطاب الخضر.
وقوله: (وقل أهلها بالرفع راويه فصلا)، أي بين؛ لأن ذلك بيان أن اللام في القراءتين لام العاقبة، أي لتكون عاقبة أهلها الغرق، لأن الخضر عليه السلام، ما قصد إغراق أهلها. وهذا ظاهر في قراءة الرفع.
فلما علم ذلك من هذه القراءة، حمل المعنى في قراءة الخطاب على ذلك، فيكون {لتغرق} بالتاء على هذا، كما قال عز وجل: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا}، أي: لتكون العاقبة لذلك). [فتح الوصيد: 2/1073]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([845] لتغرق فتح الضم والكسر غيبة = وقل أهلها بالرفع راويه فصلا
ح: (فتح الضم): خبر (لتغرق)، أي: مفتوح الضم، (غيبةً): حال، أي: ذا غيبة، (أهلها): مبتدأ، (راويه): مبتدأ ثانٍ، (فصلا): خبره، والجملة: خبر المبتدأ الأول، والمجموع: مقول القول.
ص: قرأ الكسائي وحمزة: {أخرقتها ليغرق أهلها} [71] بالفتح في موضع الضم والكسر مع غيبة الفعل، يعني: جعلا التاء ياءً، ثم فتحا الياء والراء، على وزن (يذهب)، وبرفع {أهلها} على الفاعلية، والباقون: (لتغرق أهلها} بالتاء المضمومة والراء المكسورة على إسناده إلى المخاطب، ونصب (الأهل) على المفعول به.
ومعنى (راويه فصلا): ناقل هذا الحرف بين الخلاف). [كنز المعاني: 2/401]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (845- لِتُغْرِق فَتْحُ الضَّمِّ وَالْكَسْرِ َيْبَةً،.. وَقُلْ أَهْلَهَا بِالرَّفْعِ "رَ"اوِيهِ "فَـ"ـصَّلا
يعني فتح ضم الياء وكسر الراء، وغيبة: حال؛ أي: ذا غيبة وفتح خبر: "لِتُغْرِقَ"؛ أي: هو مفتوح الضم والكسر في حال غيبته؛ أي: بالياء مكان التاء أسند الفعل إلى الأهل فارتفع الأهل بالفاعلية؛ أي: ليغرقوا، وفي القراءة الأخرى أسند الفعل إلى المخاطب فانتصب أهلها على أنه مفعول به واللام في "ليغرق" لام العاقبة على القراءتين ومعنى فصل بين والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/339]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (845 - لتغرق فتح الضّمّ والكسر غيبة = وقل أهلها بالرّفع راويه فصّلا
قرأ الكسائي وحمزة: ليغرق أهلها بياء الغيب وفتح ضمها وفتح الراء ورفع لام أَهْلَها وقرأ الباقون بتاء الخطاب وضمها وكسر الراء ونصب لام أهلها). [الوافي في شرح الشاطبية: 313]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِالْيَاءِ وَفَتْحِهَا وَفَتْحِ الرَّاءِ وَ " أَهْلُهَا " بِالرَّفْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِ الرَّاءِ، وَنَصْبِ أَهْلَهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/313]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {لتغرق} [71] بالياء مفتوحة وفتح الراء {أهلها} [71] بالرفع، والباقون بالتاء مضمومة وكسر الراء، ونصب {أهلها} ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 586]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (751- .... .... .... وغيب يغرقا = والضّمّ والكسر افتحًا فتىً رقا
752 - وعنهم ارفع أهلها .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (واللّام فاكسر (ع) د وغيب يغرقا = والضّمّ والكسر افتحا (فتى) (ر) قا
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 268]
أي قرأ حمزة والكسائي وخلف «ليغرق» بياء الغيب وفتحها وفتح كسر الراء مضارع غرق، والباقون بتاء الخطاب وضمها وكسر الراء مضارع أغرق؛ فوجه الأول إسناد الفعل إلى الأهل، ووجه الثانية إسناد الفعل إلى الخضر.
وعنهم ارفع أهلها وامدد وخف = زاكية (حبر) (مدا) (غ) ث و (ص) رف
أي ارفع أهلها عن الجماعة المتقدم ذكرهم في البيت السابق وهم حمزة والكسائي وخلف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 269]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ مدلول (فتى) حمزه وخلف وراء (رقا) الكسائي: ليغرق [71] بياء الغيب، وفتحها وفتح الراء، أهلها [71] بالرفع على أنه مسند للغائب، وفتح الحرفان؛ لأنه مضارع «غرق» فرفع «أهلها» فاعلا.
والباقون بتاء الخطاب وضمها وكسر الراء، أهلها بالنصب على أنه مسند للمخاطب، والضم والكسر، لأنه مضارع «أغرق» المعدّى بالهمزة فنصب «أهلها» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/433]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف عن الأزرق في ترقيق "ذكرا، وسترا، وأمرا" وبابه فرققه جماعة في الحالين وفخمه آخرون كذلك، والجمهور على تفخيمه في الحالين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا" [الآية: 71] فحمزة والكسائي وخلف بفتح الياء المثناة من تحت وفتح الراء على الغيب "أهلها" بالرفع على الفاعلية، وافقهم الأعمش والباقون بضم التاء المثناة من فوق وكسر الراء مخففة مع سكون الغين على الخطاب، وأهلها بالنصب على المفعولية وعن الحسن بضم التاء المثناة من فوق وكسر الراء المشددة للتكثير، ويلزم منه فتح الغين وأهلها بالنصب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لتغرق أهلها} [71] قرأ الأخوان بالياء مفتوحة، وفتح الراء، وضم لام {أهلها} والباقون بالتاء مضمومة، وكسر الراء، ونصب اللام). [غيث النفع: 824]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شيئا إمرا} هو من باب {ذكرا} [البقرة: 200] في التفخيم والترقيق، ولا يضرنا نقل الحركة، ويأتي كل منهما على التوسط والتطويل في {شيئا} ). [غيث النفع: 824]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71)}
{فَانْطَلَقَا}
- قرأ ورش من طريق الأزرق بتغليظ اللام.
- وروى بعضهم عنه الترقيق كالجماعة.
{لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ونافع وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (لتغرق أهلها) بتاء الخطاب مضمومة وإسكان الغين وكسر الراء، ونصب (أهلها)، وهو من خطاب موسى للخضر، فالمخاطب هو الفاعل.
- وقرأ حمزة والكسائي وزيد بن علي الأعمش وطلحة وابن أبي ليلى وخلف وأبو عبيد وابن سعدان والحسن وابن عيسى الأصبهاني ويحيى بن وثاب (ليغرق أهلها) بياء مفتوحة وسكون الغين، وأهلها: بالرفع فاعل، بمنزلة مات زيد.
[معجم القراءات: 5/264]
- وقرأ الحسن وأبو رجاء (ليغرق أهلها) كذا جاءت القراءة عند ابن خالويه في مختصره، بالياء المضمومة وفتح الغين، وتشديد الراء للتكثير، وهو من (غرق). ولم يذكر لها تخريجًا.
ولعل التقدير: ليغرق الخرق، أو الماء، أو فعلك هذا.
- وقرأ الحسن وأبو رجاء (لتغرق أهلها) بالتاء المضمومة وتشديد الراء، والفاعل أنت، أي الخضر، وهو خطاب موسى له، والتشديد للتكثير في المفعول.
{لَقَدْ جِئْتَ}
- إدغام الدال في الجيم عن أبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
- وإظهار الدال عن ابن كثير وابن عامر ونافع وعاصم وأبي جعفر ويعقوب ورويس في رواية ابن ذكوان.
{جِئْتَ}
- قراءة الجماعة (جئت) بالهمز.
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش من طريق الأصبهاني (جيت) بإبدال الهمزة ياءً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{شَيْئًا}
- تقدم حكم الهمزة في الوقف، انظر الآية/123 من سورة البقرة.
{إِمْرًا}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء في الحالين.
- وروي عنهما التفخيم.
[معجم القراءات: 5/265]
- وقراءة الجماعة بالتفخيم في الوصل والوقف). [معجم القراءات: 5/266]

قوله تعالى: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72)}
{مَعِيَ صَبْرًا}
- تقدمت القراءة بفتح الياء في الوصل لحفص عن عاصم، وسكونها للباقين.
انظر الآية/67 من هذه السورة). [معجم القراءات: 5/266]

قوله تعالى: {قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73)}
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {نكرًا} [74] ذكر في البقرة [67] عند {هزوًا}، وكذا {عسرًا} [73]، و{يسرًا} [88] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 586] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر إبدال همز "لا تؤاخذني" واوا لورش وأبي جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يؤاخذهم} [58] و{تؤاخذني} [73] جلي). [غيث النفع: 822] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73)}
{قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والجماعة على إظهار اللام.
{لَا تُؤَاخِذْنِي}
- قراءة الجماعة (لا تؤاخذني) بتحقيق الهمز والقصر.
- وقرأ أبو جعفر وورش بإبدال الهمزة واوًا في الحالين (لا تواخذني).
وذكر الزبيدي أنها لغة اليمن.
- وكذا بالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{عُسْرًا}
- قراءة الجماعة (عسرًا) بسكون السين، وهي لغة تميم وأسد وعامة قيس.
- قرأ أبو جعفر وعيسى بن عمر ويحيى بن وثاب (عسرًا) بضم السين، وهي لغة الحجازيين، وذكر صاحب النشر أنها قراءة أبي عمرو). [معجم القراءات: 5/266]

قوله تعالى: {فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (25 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {أقتلت نفسا زكية} 74
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو (زاكية) بِأَلف
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {زكية} بِغَيْر ألف مَعَ التَّشْدِيد). [السبعة في القراءات: 395]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (26 - وَاخْتلفُوا في التَّخْفِيف والتثقيل من قَوْله {نكرا} 74 87
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عمر وَحَمْزَة والكسائي {نكرا} خَفِيفَة في كل الْقُرْآن إِلَّا قَوْله {إِلَى شَيْء نكر} الْقَمَر 6
وخفف ابْن كثير أَيْضا {إِلَى شَيْء نكر}
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَابْن عَامر في كل الْقُرْآن {نكرا} و{نكر} مُثقلًا
وَحَفْص عَن عَاصِم {نكرا} خَفِيفَة إِلَّا قَوْله {إِلَى شَيْء نكر} فَإِنَّهُ مثقل
وَاخْتلف عَن نَافِع فروى إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر {نكرا} خَفِيفَة في كل الْقُرْآن إِلَّا في وَله {إِلَى شَيْء نكر} فَإِنَّهُ مثقل
وروى ابْن جماز وقالون والمسيبي وَأَبُو بكر بن أَبي أويس وورش مُثقلًا في كل الْقُرْآن
وَنصر عَن الأصمعي عَن نَافِع {نكرا} مُثقلًا). [السبعة في القراءات: 395 - 396]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (زكية) بغير ألف شامي، كوفي وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 309]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (نكرا) ثقيل، مدني - غير إسماعيل -، وابن ذكوان، وأبو بكر، ويعقوب، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 309] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (زكية) [74]: مشددة: شامي وكوفي غير قاسم وأبي بشر، وسلام، وسهل، وروح). [المنتهى: 2/808]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (نكرًا) [74، 87، الطلاق: 8]، حيث جاء: مثقل: مدني إلا إسماعيل، وأبو بكر، وسلام، ويعقوب، وسهل، وابن ذكوان، وافق ابن عتبة في هذا وحده). [المنتهى: 2/808] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر (زكية) بتشديد الياء من غير ألف، وقرأ الباقون بالتخفيف وألف بعد الزاي). [التبصرة: 262]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن ذكوان وأبو بكر (نكرًا) المنصوب بضم الكاف حيث وقع، وقرأ الباقون بالإسكان، وكلهم ضموا الكاف في سورة القمر إلا ابن كثير فإنه أسكن). [التبصرة: 262]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، وابن عامر: {نفسا زكية} (74): بتشديد الياء، من غير ألف.
والباقون: بالألف، وتخفيف الياء). [التيسير في القراءات السبع: 351]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وأبو بكر، وابن ذكوان: {نكرا} (74، 87)، في الموضعين هنا، وفي الطلاق (8): بضم الكاف.
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 351] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الكوفيّون وابن عامر [وروح] : (نفسا زكية). بتشديد الياء من غير ألف، والباقون بالألف وتخفيف الياء). [تحبير التيسير: 447]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وأبو جعفر ويعقوب وأبو بكر وابن ذكوان: (نكرا) في الموضعين هنا وفي الطّلاق، بضم الكاف والباقون بإسكانها). [تحبير التيسير: 447] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (زَكِيَّةً) مشدد سلام، وسهل، وَرَوْحٌ، وابن حسان، وابن الصقر عن يَعْقُوب، وسماوي غير أبي بشر، وابْن سَعْدَانَ، وقاسم، وهو الاختيار، لأن الزكية من لم يعمل ذنبًا والغلام بعد من لم يبلغ ولم يجز عليه القلم فتبرئته من الذنب أولى). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (نُكْرًا) بضمتين الزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، وأبو بكر، والمفضل، وأبان، وسلام، ويَعْقُوب، وسهل، وابْن ذَكْوَانَ، ومدني غير إسماعيل، وابن أبي أويس، وهو الاختيار؛ لأنه أشبع، قال أبو علي ابن عتبة ها هنا بالضم فقط (إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ) في القمر بإسكان الكاف الأصمعي عن نافع، وعبد الوارث غير القصبي، ومكي غير الشافعي، وابن
[الكامل في القراءات العشر: 592]
مقسم، الباقون مثقل، وهو الاختيار لما ذكرت). [الكامل في القراءات العشر: 593]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([74]- {زَكِيَّةً} مشددا: الكوفيون وابن عامر.
[74]- {نُكْرًا} هنا فيهما [74، 87] وفي [الطلاق: 8] مثقل: نافع وأبو بكر وابن ذكوان). [الإقناع: 2/691] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (846 - وَمُدَّ وَخَفِّفْ يَاءَ زَاكِيَةً سَمَا = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([846] ومد وخفف ياء زاكية (سما) = ونون لدني خف (صـ)ـاحبه (إ)لى
[847] وسكن وأشمم ضمة الدال (صـ)ـادقا = تخذت فخفف واكسر الخاء (د)م (حـ)ـلا
الفراء: «زاكية وزكية سواء، كقاسيةٍ وقسية».ومعنى ذلك الطهارة، لأنه لم يرها أذنبت؛ أو لأنا صغيرة). [فتح الوصيد: 2/1074]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([846] ومد وخفف ياء زاكية سما = ونون لدني خف صاحبه ألى
ب: (أَلى): مقصورة، واحدة (الآلاء)، وهي: النعم نحو: (معي) و (أمعاء)- يكسر همزه ويفتح أيضًا.
ح: مفعول (مُد): محذوف، أي: مُد زاكية، و(ياء): مفعول (خفف)،
[كنز المعاني: 2/401]
(سما): جملة مستأنفة، وفاعله: ضمير لفظ (زاكية)، (نون): مبتدأ، أضيف إلى (لدني)، (خف): خبره، (صاحبه إلى): مبتدأ وخبر، أي: ذو إلى، والهاء: ترجع إلى (لدنى)، أو النون، أو التخفيف المدلول عليه بـ (خف)، ويجوز أن يكون (صاحبه) فاعل (خف)، و (إلى): حالًا، أو حرف الجر ومجروره محذوف، أي: خف صاحبه إلى طلب العلم، ولم يتثبط ولم يتكاسل، ويحذف معمول الحرف، نحو:
فإن المنية من يخشها = فسوف تصادفه أينما
أي: أينما فر.
ص: قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير: (نفسًا زاكية) [74] بالألف بعد الزاي، وتخفيف الياء على (فاعلة)، والباقون: بحذف الألف وتشديد الياء على وزن (خطية)، وهما لغتان، نحو: (قاسيةً) و (قسية).
وقرأ أبو بكر ونافع: {من لدني عذرًا} [76] بتخفيف النون على حذف نون الوقاية، والاكتفاء بنون (لدن)، أو الأصل (لد) لحقه نون الوقاية وياء الضمير، والباقون بالتشديد بإدغام نون الكلمة في نون
[كنز المعاني: 2/402]
الوقاية). [كنز المعاني: 2/403] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (846- وَمُدَّ وَخَفِّفْ يَاءَ زَاكِيَةً "سَـ"ـمَا،.. وَنُونَ لَدُنِّي خَفَّ "صَـ"ـاحِبُهُ إِلَى
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/339]
أراد "نفسا زاكية"، وكلتا القراءتين ظاهرة، الزاكي والزكي واحد، ومثل هاتين القراءتين ما سبق في المائدة؛ "قاسية"، "وقسية"). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/340]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (846 - ومدّ وخفّف ياء زاكية سما = ونون لدنّي خفّ صاحبه إلى
847 - وسكّن وأشمم ضمّة الدّال صادقا = تخذت فخفّف واكسر الخاء دم حلا
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو: نفسا زاكية. بمد الزاي أي إثبات ألف بعدها وتخفيف الياء. وقرأ غيرهم بحذف الألف بعد الزاي وتشديد الياء). [الوافي في شرح الشاطبية: 313]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (151 - زَكِيَّةَ يَسْمُوا .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ص - زكية (يـ)سموا كل يبدل خف (حـ)ـط = جزاء كحفص ضم سدين (حـ)ـولا
كسدا هنا آتون بالمد (فـ)ـاخرٌ = وعنه فما اسطاعوا يخفف فاقبلا
ش - أي روى المشار إليه (بياء) يسموا وهو روح {نفسًا زكية} [74] بتشديد الياء من غير ألف كما نطق به كخلف وعلم لأبي جعفر ورويس {زاكية} على وزن راضية). [شرح الدرة المضيئة: 168]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: زَكِيَّةً فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ، وَابْنُ عَامِرٍ وَرَوْحٌ بِغَيْرِ أَلِفٍ بَعْدَ الزَّايِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ وَتَخْفِيفِ الْيَاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/313]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي نُكْرًا عِنْدَ هُزُوًا مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/313]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر وروح {زكية} [74] بغير ألف وتشديد الياء، والباقون بالألف والتخفيف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 586]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {نكرًا} [74] ذكر في البقرة [67] عند {هزوًا}، وكذا {عسرًا} [73]، و{يسرًا} [88] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 586] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (752- .... .... .... وامدد وخف = زاكيةً حبرٌ مدًا غث .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وامدد) أراد مد الزاي وتخفيف الياء من «زاكية» لابن كثير وأبي عمرو والمدنيين ورويس على أنه اسم فاعل من زكا وعليه رسم المدني والمكي، والباقون بحذف الألف وتشديد الياء على البناء للمبالغة وعليه رسم العراقي والشامي). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 269]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ مدلول (حبر) ابن كثير وأبو عمرو، و(مدا) المدنيان، وغين (غث) رويس نفسا زاكية [74] بألف بعد الزاي وتخفيف الياء على أنه اسم فاعل من «زكا» أي: طاهرة من الذنوب؛ لأنها لم تبلغ حد التكليف، وعليه رسم المدني، والمكي.
والباقون بحذف الألف وتشديد الياء على البناء للمبالغة من «فعل» منه، نص عليه الكسائي؛ فيتحدان.
وقال اليزيدي: الزاكية: التي لم تذنب إليك، والزكية: التي لم تذنب مطلقا، وعليه العراقي والشامي). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/433]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "زاكية" [الآية: 74] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بألف بعد الزاي وتخفيف الياء اسم فاعل من زكا أي: طاهرة من الذنوب، ووصفها بهذا الوصف؛ لأنه لم يرها إذ ثبت قبل، أو لأنها صغيرة لم تبلغ الحنث، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، والباقون بتشديد الياء من غير ألف أخرج إلى فعيلة للمبالغة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "نكرا" [الآية: 74] في الموضعين بضم الكاف نافع وأبو بكر وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بالسكون فيهما، وذكر بالبقرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {زاكية} [74] قرأ الشامي والكوفيون بغير ألف بعد الزاي، وتشديد الياء، والباقون بالألف، وتخفيف الياء). [غيث النفع: 824]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نكرا} قرأ نافع وابن ذكوان وشعبة بضم الكاف، والباقون بالإسكان، كاف، وفاصلة، ومنتهى الحزب الثلاثين، بإجماع، وهو نصف القرآن باعتبار الأحزاب والأنصاف والأرباع والأثمان.
واختلف في نصفه باعتبار الحروف فقيل ألف {صبرا} الأولى، وقيل ثاني لامي {وليتلطف} [19] وقيل غير ذلك، ولعل هذا باختلاف القراءات، وإلا فمثل هذا محقق موجود، لا يمكن أن يختلف فيه.
[غيث النفع: 824]
وباعتبار الكلمات {والجلود} بالحج، وباعتبار الآيات {يأفكون} بالشعراء، وباعتبار السور الحديد، فبهذه الاعتبارات له ستة عشر نصفًا، ويلغز به ويقال أي شيء له ستة عشر نصفًا). [غيث النفع: 825]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74)}
{فَانْطَلَقَا}
- تقدم حكم اللام من حيث التفخيم والترقيق في الآية/71 من هذه السورة.
{زَكِيَّةً}
- قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وزيد بن علي وابن عباس والحسن وسهل وعاصم الجحدري ويحيى بن وثاب وروح عن يعقوب والأعمش (زكية) بغير ألف وتشديد الياء.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عباس والأعرج وأبو جعفر وشيبة وابن محيصن وحميد والزهري واليزيدي وابن مسلم، وزيد وابن بكير عن يعقوب، والتمار عن رويس وأبو عبيدة وابن جبير الأنطاكي وأبو عبد الرحمن السلمي (زاكية) بألف بعد الزاي وتخفيف الياء، وهو اسم فاعل من (زكا).
قال ابن حجر في الفتح:
(وكان ابن عباس يقرأها: زكية، وهي قراءة الأكثر، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو زاكية، والأولى أبلغ؛ لأن (فعيلة) من صيغ المبالغة).
[معجم القراءات: 5/267]
وقال القرطبي:
(قيل المعنى واحد، قال الكسائي، وقال ثعلب: الزكية أبلغ، قال أبو عمرو: الزاكية لم تذنب قط، والزكية التي أذنبت ثم تابت).
وقال ابن خالويه: (كلتا القراءتين حسنة).
{لَقَدْ جِئْتَ}
- تقدم إدغام الدال في الجيم وإظهارها، انظر الآية/71 من هذه السورة.
{جِئْتَ}
- تقدم حكم الهمز، انظر الآية/71 من هذه السورة.
{شَيْئًا}
- تقدم حكم الهمز في الوقف انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{نُكْرًا}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وإسماعيل عن نافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلف وهشام (نكرًا) بسكون الكاف، وهي لغة تميم وأسد وعامة قيس.
- وقرأ نافع من رواية ابن جماز وقالون والمسيبي وأبي بكر بن أويس وورش، ونصر عن الأصمعي عن نافع أيضًا، وأبو بكر عن عاصم وابن عامر، وابن ذكوان وأبو جعفر وسهل وشيبة، وحماد وطلحة ويعقوب وأبو حاتم (نكرًا) بضم الكاف، وهي لغة الحجازيين.
قال العكبري:
(والنكر والنكر لغتان قد قرئ بهما).
[معجم القراءات: 5/268]
وقال مكي:
(والقراءتان بمعنى، وما عليه الجماعة [أي نكرًا] أحب إليَّ).
وقال النحاس: (نكرًا: الأصل، ومن قال: نكرًا، حذف الضمة لثقلها) ). [معجم القراءات: 5/269]

قوله تعالى: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قال ألم أقل لك ...}
{معي صبرا} هو الثالث، وتقدم). [غيث النفع: 828]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75)}
{مَعِيَ صَبْرًا}
- تقدمت قراءتان في الآية/67 من هذه السورة.
الأولى: لحفص عن عاصم بفتح الياء حيث جاء.
والثانية: للباقين بسكون الياء على كل حال). [معجم القراءات: 5/269]

قوله تعالى: {قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (27 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {قد بلغت من لدني عذرا} 76
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {لدني} مُثقلًا
وَقَرَأَ نَافِع {لدني} بِضَم الدَّال مَعَ تَخْفيف النُّون
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {لدني} يشم الدَّال شَيْئا من الضَّم
هَذِه رِوَايَة خلف عَن يحيى بن آدم
وَقَالَ غَيره عَن يحيى عَن أَبي بكر {لدني} يسكن الدَّال مَعَ فتح اللَّام
وروى أَبُو عبيد عَن الكسائي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم في كتاب الْقرَاءَات {لدني} بِضَم اللَّام وتسكين الدَّال وَهُوَ غلط
وَقَالَ في كتاب الْمعَاني الذي عمله إِلَى سُورَة طه عَن الكسائي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم {لدني} مَفْتُوحَة اللَّام سَاكِنة الدَّال
وَقَالَ حَفْص عَن عَاصِم {لدني} مثل أَبي عَمْرو وَحَمْزَة). [السبعة في القراءات: 396]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (من لدني) خفيف النون (مدني) وأبو بكر (فلا تصحبني) بغير ألف، روح وزيد). [الغاية في القراءات العشر: 310]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فلا تصحبني) [76]: بلا ألف وفتح التاء والحاء المنهال، وزيد، والبخاري لروح). [المنتهى: 2/809]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (لدني) [76]: خفيف: مدني، وأبو بكر. باختلاس ضمة الدال حماد ويحيى وابن جبير والاحتياطي. بضم لامه الخطيب عن ابن حبيب في أكثر ظني إن شاء الله). [المنتهى: 2/809]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وأبو بكر (من لدني) بالتخفيف، وقرأ الباقون بالتشديد، وكلهم ضموا الدال إلا أبا بكر فإنه أسكنها وأشمها الضم). [التبصرة: 262]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {من لدني} (76): بضم الدال، وتخفيف النون.
[التيسير في القراءات السبع: 351]
وأبو بكر: بإسكان الدال، وإشمامها الضم، وتخفيف النون.
والباقون: بضم الدال، وتشديد النون). [التيسير في القراءات السبع: 352]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر: (من لدني) بضم الدّال وتخفيف النّون، وأبو بكر بإسكان الدّال وإشمامها الضّم وتخفيف النّون، والباقون بضم الدّال وتشديد النّون). [تحبير التيسير: 447]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تُصَاحِبْنِي) بغير ألف وفتح التاء أبو حيوة، وابن أبي عبلة، والمنهال، وابن حسان، وَرَوْحٌ، وزيد طريق البخاري عن يَعْقُوب، وسهيل عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون بضم التاء وبألف، وهو الاختيار لوجود المصاحبة بين اثنين). [الكامل في القراءات العشر: 593]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([76]- {لَدُنِّي} خفيف: نافع وأبو بكر.
واختلس أبو بكر الحركة). [الإقناع: 2/691]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (846- .... .... .... = وَنُونَ لَدُنِّي خَفَّ صَاحِبُهُ إِلَى
847 - وَسَكِّنْ وَأَشْمِمْ ضَمَّةَ الدَّالِ صَادِقاً = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([846] ومد وخفف ياء زاكية (سما) = ونون لدني خف (صـ)ـاحبه (إ)لى
[847] وسكن وأشمم ضمة الدال (صـ)ـادقا = تخذت فخفف واكسر الخاء (د)م (حـ)ـلا
...
واتفق نافع وأبو بكر على تخفيف نون {لدني}، إلا أن أبا بكر يسكن الدال ويشمها للضم على ما تقدمه في: {لدنه} من الإشارة بالعضو.
قال أبو عمرو: «يجوز أن يكون هنا، الإشارة بالضمة إلى الدال، فيكون إخفاء لا سكونًا. ويدرك ذلك بحاسة السمع».
وأما تشديد النون، فإنما من (لدن) ساكنة، مثل: نون (عن) و(من)، فإذا أضفت، قلت: (عني) و(مني) و (لدني)؛ ألحقت قبل الياء نونًا، ثم أدغمت النون في أختها.
والغرض بذلك، أن يسلم سكون نون (لدن) و (عن) و(من).
ومن خفف، فلأن (لدن) على ثلاثة أحرف، فاحتمل حذف النون اكتفاء بالنون الأخرى، بخلاف (عن) و(من)، فإنه على حرفين.
[فتح الوصيد: 2/1074]
و(إلى)، واحد الآلاء؛ وهي النعم، ويكتب بالياء مثل: معي.
وقد فتح منه الهمزة؛ والمعنى: صاحبه نعمة: مبتدأ وخبر.
ويجوز أن يرفع (صاحبه) بـ(خف)، فيكون (إلى) في موضع نصب على الحال). [فتح الوصيد: 2/1075]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [846] ومد وخفف ياء زاكية سما = ونون لدني خف صاحبه ألى
ب: (أَلى): مقصورة، واحدة (الآلاء)، وهي: النعم نحو: (معي) و (أمعاء)- يكسر همزه ويفتح أيضًا.
ح: مفعول (مُد): محذوف، أي: مُد زاكية، و(ياء): مفعول (خفف)،
[كنز المعاني: 2/401]
(سما): جملة مستأنفة، وفاعله: ضمير لفظ (زاكية)، (نون): مبتدأ، أضيف إلى (لدني)، (خف): خبره، (صاحبه إلى): مبتدأ وخبر، أي: ذو إلى، والهاء: ترجع إلى (لدنى)، أو النون، أو التخفيف المدلول عليه بـ (خف)، ويجوز أن يكون (صاحبه) فاعل (خف)، و (إلى): حالًا، أو حرف الجر ومجروره محذوف، أي: خف صاحبه إلى طلب العلم، ولم يتثبط ولم يتكاسل، ويحذف معمول الحرف، نحو:
فإن المنية من يخشها = فسوف تصادفه أينما
أي: أينما فر.
ص: قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير: (نفسًا زاكية) [74] بالألف بعد الزاي، وتخفيف الياء على (فاعلة)، والباقون: بحذف الألف وتشديد الياء على وزن (خطية)، وهما لغتان، نحو: (قاسيةً) و (قسية).
وقرأ أبو بكر ونافع: {من لدني عذرًا} [76] بتخفيف النون على حذف نون الوقاية، والاكتفاء بنون (لدن)، أو الأصل (لد) لحقه نون الوقاية وياء الضمير، والباقون بالتشديد بإدغام نون الكلمة في نون
[كنز المعاني: 2/402]
الوقاية.
[847] وسكن وأشمم ضمة الدال صادقا = تخذت فخفف واكسر الخاء دم حلا
ح: (ضمة الدال): مفعول الفعلين، أعمل الثاني فيه أو الأول، صادقًا: حال من فاعل الفعل، (تخذت): مفعول (خفف)، والفاء زائدة، (حلا): حال من فاعل (دم)، أي: ذا حُلا، أو تمييز.
ص: قرأ أبو بكر: {من لدني} [76] بإسكان الدال مع إشمامها، وهو تحريك العضو من غير صوتٍ يسمع، أما الإسكان: فللتخفيف، وأما الإشمام: فللدلالة على أن الأصل الضمة، كما فعل في: {من لدنه} [2].
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: {لتخذت عليه أجرًا} [77] بتخفيف التاء وكسر الخاء على أنه (فعل) من الثلاثي من (تخذ)، والباقون: {لتخذت} بالتشديد والفتح، على أنه (افتعل) من (اتخذ)، وهو المشهور، نحو: {واتخذوا آياتي} [56]، {اتخذوا أيمانهم جنة} [المجادلة: 16] ). [كنز المعاني: 2/403]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} تشديد نونه من جهة أن نون "لدن" ساكنة ألحق بها نون الوقاية؛ لتقي نونها من الكسر الواجب قبل ياء المتكلم في الحروف الصحيحة كما فعل ذلك في "مِنْ" و"عَنْ"؛ محافظة على سكونها فاجتمع نونان، فأدغمت نون "لدن" في نون الوقاية، ونافع لم يلحق نون الوقاية، فانكسرت نون "لدن"، وإذا كان قد حذفها من: "أَتُحَاجُّونِي"، "وتبشرون" مع كونها قد اتصلت بنون رفع الفعل فحذفها من هذا أولى، وإلى في آخر البيت واحد الآلاء وهي النعم، قال الجوهري: واحدها ألى بالفتح وقد تكسر وتكتب بالياء مثاله معي وأمعاء، وإعراب صاحبه مبتدأ وإلى خبره؛ أي: ذو إلى؛ أي: ذو نعمة، ويجوز أن يكون صاحب فاعل خف وإلى حال؛ أي: ذا نعمة، ثم بين قراء أبي بكر فقال:
847- وَسَكِّنْ وَأَشْمِمْ ضَمَّةَ الدَّالِ "صَـ"ـادِقًا،.. تَخِذْتَ فَخَفِّفْ وَاكْسِرِ الْخَاءَ "دُ"مْ "حُـ"ـلا
أي: سكن الدال تخفيفا كما تسكن عضد وسبع، وأهل هذه اللغة يكسرون نون لدن؛ لالتقاء الساكنين فلم يحتج شعبة إلى إلحاق نون الوقاية؛ لأن نون لدن مكسورة فلهذا جاءت قراءته بتخفيف النون، أما إشمامه ضمة الدال فللدلالة على أن أصلها الضم، وفي حقيقة هذا الإشمام
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/340]
من الخلاف ما سبق في "من لدنه" في أول السورة، وصرح ابن مجاهد هنا بما صرح به صاحب التيسير ثَم فقال: يشم الدال شيئا من الضم، وقال هناك: بإشمام الدال الضمة، وفسره أبو علي بأنه تهيئة العضو لإخراج الضمة، وصاحب التيسير قال هنا: أبو بكر بإسكان الدال وإشمامها الضم وتخفيف النون، وقال هناك: وإشمامها شيئا في الضم، ونقل الشيخ في شرحه عنه أنه قال: يجوز أن يكون هنا الإشارة بالضمة إلى الدال، فيكون إخفاء لا سكونا، ويدرك ذلك بحاسة السمع، وقال الشيخ: يشمها الضم على ما تقدم في: {مِنْ لَدُنْهُ} من الإشارة بالعضو.
قلت: وجه اختلاس الضمة هنا أظهر منه هناك من جهة أن كسر النون هناك إنما كان؛ لالتقاء الساكنين فلو لم تكن الدال ساكنة سكونًا محضًا لم يحتج إلى كسر النون وبقيت على سكونها وهنا كسر النون؛ لأجل إيصالها بياء المتكلم كما أن نافعا يكسرها مع إشباعه لضمة الدال غير أن الظاهر أن قراءته في الموضعين واحدة، وقد بان أن الصواب ثم الإشارة بالعضو فكذا هنا والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/341]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (846 - .... .... .... .... .... = ونون لدنّي خفّ صاحبه إلى
847 - وسكّن وأشمم ضمّة الدّال صادقا = .... .... .... .... ....
....
وقرأ شعبة ونافع بتخفيف نون لَدُنِّي وقرأ غيرهما بتشديدها. وقرأ شعبة بإسكان ضم الدال مع إشمامها الضم، فيصير النطق بدال ساكنة مشمة، فيكون الإشمام مقارنا للإسكان.
والخلاصة: أن نافعا يقرأ بضم الدال ضمّا خالصا وتخفيف النون. وشعبة يقرأ بإسكان الدال مع
[الوافي في شرح الشاطبية: 313]
إشمامها الضم وتخفيف النون. وأن الباقين يقرءون بالضم الخالص في الدال وتشديد النون). [الوافي في شرح الشاطبية: 314]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) عَلَى فَلَا تُصَاحِبْنِي إِلَّا مَا انْفَرَدَ بِهِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ الْمُعَدَّلِ عَنْ رَوْحٍ مِنْ فَتْحِ التَّاءِ، وَإِسْكَانِ الصَّادِ وَفَتْحِ الْحَاءِ، وَهِيَ رِوَايَةُ زَيْدٍ، وَغَيْرِهِ عَنْ يَعْقُوبَ). [النشر في القراءات العشر: 2/313]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِنْ لَدُنِّي فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِضَمِّ الدَّالِ وَتَخْفِيفِ النُّونِ، وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِتَخْفِيفِ النُّونِ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فِي ضَمَّةِ الدَّالِ، فَأَكْثَرُ أَهْلِ الْأَدَاءِ عَلَى إِشْمَامِهَا الضَّمَّ بَعْدَ إِسْكَانِهَا، وَبِهِ وَرَدَ النَّصُّ عَنِ الْعُلَيْمِيِّ، وَعَنْ مُوسَى بْنِ حِزَامٍ عَنْ يَحْيَى، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ مِنْ طَرِيقِ الصَّرِيفِينِيِّ، وَلَمْ يُذْكَرْ غَيْرُهُ فِي التَّيْسِيرِ، وَتَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ الشَّاطِبِيُّ، وَهُوَ الَّذِي فِي الْكَافِي وَالتَّذْكِرَةِ، وَالْهِدَايَةِ، وَأَكْثَرِ كُتُبِ الْمَغَارِبَةِ، وَكَذَا هُوَ فِي كُتُبِ ابْنِ مِهْرَانَ وَكُتُبِ أَبِي الْعِزِّ وَسِبْطِ الْخَيَّاطِ، وَرَوَى كَثِيرٌ مِنْهُمُ اخْتِلَاسَ ضَمَّةِ الدَّالِ، وَهُوَ الَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ وَالْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرِ بْنُ سَوَّارٍ وَأَبُو الْقَاسِمِ الْهُذَلِيُّ، وَغَيْرُهُمْ، وَنَصَّ عَلَيْهِمَا جَمِيعًا الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ فِي مُفْرَدَاتِهِ وَجَامِعِهِ، وَقَالَ فِيهِ: وَالْإِشْمَامُ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ يَكُونُ إِيمَاءً بِالشَّفَتَيْنِ إِلَى الضَّمَّةِ بَعْدَ
[النشر في القراءات العشر: 2/313]
سُكُونِ الدَّالِ وَقَبْلَ كَسْرِ النُّونِ كَمَا لَخَّصَهُ مُوسَى بْنُ حِزَامٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ وَيَكُونُ أَيْضًا إِشَارَةً بِالضَّمِّ إِلَى الدَّالِ فَلَا يُخْلَصُ لَهَا سُكُونٌ، بَلْ هِيَ عَلَى ذَلِكَ فِي زِنَةِ الْمُتَحَرِّكِ، وَإِذَا كَانَ إِيمَاءً كَانَتِ النُّونُ الْمَكْسُورَةُ نُونَ " لَدُنْ " الْأَصْلِيَّةَ، كُسِرَتْ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الدَّالِ قَبْلَهَا، وَأُعْمِلَ الْعُضْوُ بَيْنَهُمَا، وَلَمْ تَكُنِ النُّونَ الَّتِي تَصْحَبُ يَاءَ الْمُتَكَلِّمِ، بَلْ هِيَ الْمَحْذُوفَةُ تَخْفِيفًا لِزِيَادَتِهَا، وَإِذَا كَانَ إِشَارَةً بِالْحَرَكَةِ كَانَتِ النُّونَ الْمَكْسُورَةَ الَّتِي تَصْحَبُ يَاءَ الْمُتَكَلِّمِ لِمُلَازَمَتِهَا إِيَّاهَا، كُسِرَتْ كَسْرَ بِنَاءٍ وَحُذِفَتِ الْأَصْلِيَّةُ قَبْلَهَا لِلتَّخْفِيفِ.
(قُلْتُ): وَهَذَا قَوْلٌ لَا مَزِيدَ عَلَى حُسْنِهِ وَتَحْقِيقِهِ، وَهَذَانِ الْوَجْهَانِ مِمَّا اخْتُصَّ بِهِمَا هَذَا الْحَرْفُ كَمَا أَنَّ حَرْفَ أَوَّلِ السُّورَةِ، وَهُوَ مِنْ لَدُنْهُ يَخْتَصُّ بِالْإِشْمَامِ لَيْسَ إِلَّا، وَمِنْ أَجْلِ الصِّلَةِ بَعْدَ النُّونِ، وَكَذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ ابْنُ سَوَّارٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ فِي قَوْلِهِ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ فِي سُورَةِ النَّمْلِ، وَهُوَ مِمَّا انْفَرَدَ بِهِ مِنْ طُرُقِهِ عَنْ يَحْيَى وَالْعُلَيْمِيِّ، وَهُوَ مُخْتَصٌّ بِالِاخْتِلَاسِ لَيْسَ إِلَّا مِنْ أَجْلِ سُكُونِ النُّونِ فِيهِ، فَلِذَلِكَ امْتَنَعَ فِيهِ الْإِشْمَامُ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الدَّالِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ). [النشر في القراءات العشر: 2/314]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وانفرد هبة الله عن المعدل عن روح {فلا تصاحبني} [76] بفتح التاء وإسكان الصاد وفتح الحاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 586]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {من لدني} [76] بضم الدال وتخفيف النون، وروى أبو بكر بتخفيف النون، واختلف عنه في ضمة الدال، فالجمهور على إشمامها الضم بعد إسكانها، وروى الآخرون اختلاس الضم يعنون الروم، والباقون بضم الدال وتشديد النون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 586]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (752- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... وصرف
753 - لدني أشمّ أو رم الضّمّ وخف = نونٍ مدًا صن .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (لدني أشمّ أو رم الضّمّ وخف = نون (مدا) (ص) ن تخذ الخا اكسر وخف
يعني قوله تعالى «قد بلغت من لدني» قرأه أبو بكر بإشمام الدال واختلاس الضم المعبر عنه بالروم؛ فالجمهور عنه على إشمامها الضم بعد إسكانها، والآخرون على اختلاس الضم قوله: (وخف) أي خفف النون منها المدنيان وأبو بكر؛ فالمدنيان يشبعان ضمة الدال ويخففان النون، وأبو بكر يخفف النون ويسكن ضمة الدال ويشمها ويختلس الضمة، والباقون بإشباع ضمة الدال وتشديد النون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 269]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
لدنى أشمّ أو رم الضّمّ وخفّ = نون (مدا) (ح) ن تخذ الخا اكسر وخفّ
(حقّا) ومع تحريم نون يبدلا = خفّف (ظ) با (كنز) (د) نا النّور (د) لا
(ص) ف (ظ) نّ أتبع الثّلاث (كم) (كفى) = حامية حمئة واهمز (أ) فا
ش: أي: اختلف عن ذي صاد (صرف) آخر المتلو أبي بكر في قد بلغت من لدني
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/433]
[76] بعد الاتفاق عنه على تخفيف النون فأكثرهم عنه على إشمام ضم الدال بعد إسكانها، وبه ورد النص عن العليمي، وعن موسى بن حزام عن يحيى، وبه قرأ الداني من طريق الصريفيني، ولم يذكر في «التيسير» غيره، وتبعه الشاطبي.
وروى كثير اختلاس ضمة الدال وهو [الذي] نص عليه أبو العلاء وابن سوار والهذلي وغيرهم.
ونص على الوجهين الداني في «مفرداته»، و«جامعه» وقال فيه: والإشمام هنا إيماء بالشفتين إلى الضمة بعد سكون الدال [وقبل] كسر النون كما لخصه موسى بن حزام عن يحيى بن آدم، ويكون أيضا إشارة بالضمة إلى الدال؛ فلا يخلص لها سكون، بل هي على ذلك في زنة المتحرك، وإذا كانت النون المكسورة نون «لدن» الأصلية كسرت لسكونها، وسكون الدال قبلها وإعمال العضو بينهما، ولم تكن النون التي تصحب ياء المتكلم بل هي محذوفة تخفيفا لملازمتها إياها مكسورة كسر بناء [وحذفت] الأصلية فيها؛ للتخفيف.
وقرأ [ذو] (مدا) المدنيان بضم الدال، وتخفيف النون وهذا أحد اللغات السابقة، وكسرت للياء أو أجريت (على القيسية) فاستغنت عن الوقاية.
والباقون بضم الدال وتشديد النون، [وهو على لغة] (لدن)، ثم زيدت نون الوقاية، ولما كان أبو بكر يخفف الدال أدخله مع [مدلول] (مدا) فيه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/434]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("واتفقوا" على "فلا تصاحبني" إلا ما انفرد به هبة الله عن المعدل عن روح من فتح التاء وإسكان الصاد وفتح الحاء من صحبه يصحبه، وأسقطها من الطيبة على قاعدته). [إتحاف فضلاء البشر: 2/222]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "من لدني" [الآية: 76] فنافع وأبو جعفر بضم الدال وتخفيف النون وهو أحد لغاتها، قال في البحر: وهي نون لدن اتصلت بياء المتكلم وهو القياس؛ لأن أصل الأسماء إذا أضيفت إلى ياء المتكلم لم تلحق نون الوقاية نحو: غلامي وفرسي ا. هـ. وقرأ أبو بكر بتخفيف النون، واختلف عنه في ضمة الدال، فأكثر أهل الأداء على إشمامها الضم بعد إسكانها، وهو الإيماء بالشفتين إلى الضمة بعد سكون الدال وهو الذي في الكافي والتذكرة وغيرهما، ولم يذكر في الشاطبية كالتيسير غيره، وذهب كثير إلى اختلاس ضمة الدال كالهذلي وغيره، والوجهان في جامع البيان وغيره، ويحتمل في هذه القراءة أن تكون النون أصلية، فالسكون حينئذ تخفيف كضاد عضد، وأن تكون للوقاية، والباقون بضم الدال وتشديد النون دخلت نون الوقاية على لدن لتقيها من الكسر محافظة على سكونها، كما حوفظ على نون من وعن فقيل مني وعني بالتشديد، فأدغمت النون الأولى في نون الوقاية المتصلة بياء المتكلم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/222]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لدني} [76] قرأ نافع بضم الدال، وتخفيف النون، وشعبة بإسكان الدال والإيماء بالشفتين إلى الضمة بعده وقبل كسر النون، وعنه أيضًا اختلاس ضمة الدال، مع تخفيف النون فيهما، والباقون بضم الدال، وتشديد النون.
تنبيه: ذكر الاختلاس لشعبة زيادة على الشاطبي، لأنه تبع أصله، ولم يذكر سوى الوجه الأول، وهذا الثاني قوي صحيح ذكره غير واحد من الأئمة، كالحافظ أبي العلاء الهمداني وابن سوار والهذلي وذكره الداني في مفرداته وجامعه والمحقق،
[غيث النفع: 828]
وزاد: «وهذان الوجهان مما اختص به هذا الحرف، لأن الحرف الأول يختص بالإشمام ليس إلا» ). [غيث النفع: 829]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76)}
{عَنْ شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز، انظر الآيتين: 20 و106 من سورة البقرة.
{فَلَا تُصَاحِبْنِي}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي وعاصم وأبو جعفر وهي رواية أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم (فلا تصاحبني) بألفٍ من (صاحب).
- وقرأ ابن عامر في رواية ويعقوب في رواية روح وزيد وهبة الله عن المعدل وعيسى بن عمر وأبي بن كعب وابن أبي عبلة (فلا تصحبني) بفتح التاء وإسكان الصاد وفتح الحاء مضارع (صحب). أي: لا تتبعني، أو فلا تكونن صاحبي.
[معجم القراءات: 5/269]
- وقرأ سهل عن أبي عمرو وعيسى بن عمر وعاصم الجحدري والنخعي ويعقوب وأبو رجاء وأبو عثمان النهدي (فلا تصحبني) بضم التاء وكسر الحاء مضارع (أصحب).
قال القرطبي:
(قال الكسائي: معناه فلا تتركني أصحبك).
وقال الزجاج:
(.. ففيها أربعة أوجه، فأجودها: فلا تتابعني على ذلك، يقال: قد أصحب المهر إذا انقاد، فيكون معناه: فلا تتابعني في شيء ألتمسه منك. ويجوز أن يكون معناه فلا تصحبني أحدً.
ولا أعرف لهذا معنى؛ لأن موسى لم يكن سأل الخضر أن يصحبه أحدًا).
وقال أبو حيان:
(.. أي فلا تصحبني علمك، وقدره بعضهم: فلا تصحبني إياك، وبعضهم: نفسك).
- وذكر السمين عن أبي أنه قرأ (فلا تصحبني علمك) فأظهر المفعول.
- وقرأ عبد الله بن مسعود والأعرج وأبو العالية والأعمش (فلا تصحبني) بالنون المشددة وفتح التاء، من (صحب).
[معجم القراءات: 5/270]
- وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ (فلا تصحبني) كذا بكسر الحاء، وقد ذكر هذا ابن خالويه.
- وقرأ ابن أبي عبلة (فلا تصحبني) بفتح الحاء والباء، ذكره أبن خالويه.
{مِنْ لَدُنِّي}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير والكسائي وحفص عن عاصم والأعمش، وهي الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم (من لدني)، بإدغام نون (لدن) في نون الوقاية التي اتصلت بياء المتكلم.
- وقرأ نافع وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر وحماد والمفضل والأصبهاني والأعشى (من لدني) بتخفيف النون، وهي نون (لدن) اتصلت بياء المتكلم، وهي إحدى لغاتها، وهو القياس؛ لأن أصل الأسماء إذا أضيفت إلى ياء المتكلم ألا تلحقها نون الوقاية
[معجم القراءات: 5/271]
نحو: غلامي.
قال الشهاب:
(.. أي حذف نون الوقاية، وأبقى النون الأصلية مكسورة.
وقيل: إنه يحتمل أن تكون (لد) فإنها لغة في (لدن)، والمذكور نون الوقاية، ولا حذف أصلًا..).
وفي حاشية الجمل:
(.. ونافع بتخفيف النون، فالوجه أنه لم يلحق نون الوقاية للدن. ا هـ.
سمين. أي: بل حرك نونها بالكسر لمناسبة الياء).
- وقرأ عاصم في رواية أبي بكر عنه، وخلف عن يحيى بن آدم وعبد المجيد بن صالح البرجمي عن أبي بكر وحماد عن عاصم (من لدني) يشم الدال شيئًا من الضم بعد إسكانها، وهو الإيماء بالشفتين إلى الضمة بعد سكون الدال، فتصير الدال بذلك ساكنة قريبة من الضم.
- وروي عن أبي بكر أنه قرأ باختلاس ضمة الدال (من لدني).
- وقرأ يحيى عن أبي بكر عن عاصم والحسن (من لدني) بفتح اللام مع سكون الدال.
[معجم القراءات: 5/272]
قال أبو حيان:
(قال ابن مجاهد: وهو غلط.
وكأنه يعني من جهة الرواية، وأما من حيث اللغة فليست بغلط؛ لأن من لغاتها: (لد) بفتح اللام وسكون الدال).
قلت: هذا سبق قلم من أبي حيان فإن ابن مجاهد لم يخطئ هذه الرواية بفتح اللام وسكون الدال، بل خطأ الرواية التي جاءت بضم الدال. فتأمل!!
وتبع في هذا الألوسي أبا حيان من غير تحقيق!!
- وروى أبو عبيدة عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم (في كتاب القراءات): (من لدني) بضم اللام وتسكين الدال.
قال ابن مجاهد: (وهو غلط).
قال الفارسي: (يشبه أن يكون التغليظ من أبي بكر أحمد في وجه الرواية، فأما من جهة اللغة ومقاييسها فهو صحيح).
ونقل هذا القرطبي عن أبي علي.
وقال الصفراوي: وروى الأعشى عن أبي بكر عن عاصم التخيير بين ضم اللام وفتحها.
وقال الطبري: (وقرأ بعض قراء الكوفة بإشمام اللام الضم وتسكين الدال وتخفيف النون).
[معجم القراءات: 5/273]
- وقرأ الأصبهاني على النقاش للأعشى (من لدني) بضم اللام والدال.
قال الأصبهاني:
(وقرأت على النقاش للأعشى.. بضم اللام، وأظنه غلطًا منه؛ لأني قرأت بالكوفة على النقار وحماد من طريق محمد بن حبيب الشموني ومحمد بن غالب جميعًا عن الأعشى (من لدني) بفتح اللام مثل نافع، وكذلك رواه محمد بن عبد الله القلا عن الأعشى، ورواية حماد عن عاصم ويحيى عن أبي بكر إلا أنهم زعموا -قالوا- يشم الدال الضم، ولم يذكر أحد منهم ما ذكره النقاش، فلا أدري أني وقع له ذلك).
{عُذْرًا}
*- قراءة الجماعة (عذرًا) بسكون الدال.
- وقرأ أبو عمرو وعيسى بن عمر (عذرًا) بضم الذال.
- وحكى الداني أن أبيًا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ (عذري) بسكون الذال، وكسر الراء، مضافًا إلى ياء المتكلم، وذكرها السمين قراءة لأبي عمرو). [معجم القراءات: 5/274]

قوله تعالى: {فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (28 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {لاتخذت عَلَيْهِ أجرا} 77
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو (لتخذت) بِكَسْر الْخَاء
وَكَانَ أَبُو عَمْرو يدغم وَابْن كثير يظْهر الذَّال
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي (لتخذت) وَكلهمْ أدغم إِلَّا مَا روى حَفْص عَن عَاصِم فَإِنَّهُ لم يدغم مثل ابْن كثير). [السبعة في القراءات: 396]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((لتخذت) بكسر الخاء، مكي، بصري). [الغاية في القراءات العشر: 310]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أن يضيفوهما) [77]: بسكون الياء المفضل.
(لتخذت) [77]: مثل: «لطعمت»: مكي، وبصري غير أيوب). [المنتهى: 2/810]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (لتخذت) بالتخفيف وكسر الخاء، وقرأ الباقون بالتشديد وفتح الخاء، وقد ذكر الإظهار في (لتخذت) ). [التبصرة: 262]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {لتخذت عليه} (77): بتخفيف التاء، وكسر الخاء.
والباقون: بتشديد التاء، وفتح الخاء). [التيسير في القراءات السبع: 352]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(وابن كثير أبو عمرو ويعقوب: (لتخذت عليه) بتخفيف التّاء وكسر الخاء، والباقون بتشديد التّاء وفتح الخاء). [تحبير التيسير: 447]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُضَيِّفُوهُمَا) بكسر الضاد وإسكان الياء خفيف الزَّعْفَرَانِيّ، وابن مُحَيْصِن، والمفضل، وأبان، الباقون بفتح الصاد وكسر الياء مضدد وهو الاختيار؛ لأنه أبلغ (لَتَخِذْتَ) بكسر الخاء مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وبصري غير أيوب، الباقون مشدد، وهو الاختيار، لأنه أبلغ). [الكامل في القراءات العشر: 593]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([77]- {لَتَّخَذْتَ} مثل "لطعمت": ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/691]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (847- .... .... .... .... = تَخِذْتَ فَخَفِّفْ وَاكْسِرِ الْخَاءَ دُمْ حُلاَ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([847] وسكن وأشمم ضمة الدال (صـ)ـادقا = تخذت فخفف واكسر الخاء (د)م (حـ)ـلا
...
وأما {لتَخذت} و{لتَّخذت}، فهما لغتان؛ تقول: تَخذت أتَخذ تخذًا، واتخذت أتَّخِذُ اتّخاذًا.
تخذا.
قال الشاعر:
وقد تخذت رجلي لدى جنب غرزها = كسيفة كأفحوص القطاة المطرق
قال الزجاج: «تخذت بمعنى اتخذت. وأصل اتخذت: أخذت»؛ يعني أنه افتعلت، من: أخذ.
ويحتمل أن يكون افتعل، من: تخذ يتخذ، مثل: اتبع من: تبع يتبع.
قال بعضهم: «وليس من الأخذ في شيء».
وإن جعلناه افتعل من: أخذ، كما قال الزجاج: كان الأصل ائتخذ، فقلبت الهمزة الثانية ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار: ايتخذ، فاستثقلوا الياء بعد كسرة الهمزة، فأبدلوا منها حرفًا أجلد منها، موافقًا للذي بعده في مخرجه وهو التاء، ثم أدغموا فقالوا: اتّخذ يتّخذ فهو متّخذ.
وحداهم على إبدال الياء أيضًا، أنهم لو قالوا في الماضي: ايتخذ، لقالوا في المستقبل: ياتخذ، وفي اسم الفاعل موتخذ؛ فكانت ياءً تارةً، وألفًا تارةً، وواوًا تارةً؛ وذلك مستوحش). [فتح الوصيد: 2/1075]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([847] وسكن وأشمم ضمة الدال صادقا = تخذت فخفف واكسر الخاء دم حلا
ح: (ضمة الدال): مفعول الفعلين، أعمل الثاني فيه أو الأول، صادقًا: حال من فاعل الفعل، (تخذت): مفعول (خفف)، والفاء زائدة، (حلا): حال من فاعل (دم)، أي: ذا حُلا، أو تمييز.
ص: قرأ أبو بكر: {من لدني} [76] بإسكان الدال مع إشمامها، وهو تحريك العضو من غير صوتٍ يسمع، أما الإسكان: فللتخفيف، وأما الإشمام: فللدلالة على أن الأصل الضمة، كما فعل في: {من لدنه} [2].
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: {لتخذت عليه أجرًا} [77] بتخفيف التاء وكسر الخاء على أنه (فعل) من الثلاثي من (تخذ)، والباقون: {لتخذت} بالتشديد والفتح، على أنه (افتعل) من (اتخذ)، وهو المشهور، نحو: {واتخذوا آياتي} [56]، {اتخذوا أيمانهم جنة} [المجادلة: 16] ). [كنز المعاني: 2/403] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: "لتخذت عليه أجرا" فخفف التاء وكسر الخاء ابن كثير وأبو عمرو، فيكون الفعل تخذ مثل علم، قال أبو عبيد: هي مكتوبة هكذا وهي لغة هذيل، وقرأ الباقون بتشديد التاء وفتح الخاء، فيكون الفعل اتخذ نحو: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً}، {وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا}، وذلك كثير
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/341]
في القرآن ماضيه ومضارعه نحو: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ}، وتلك اللغة لم يأتِ مضارعها في القرآن ولا ماضيها في غير هذا الموضع، وإعراب قوله: دم حلا كإعراب دم يدا؛ أي: ذا حلا أو يكون تمييزا نحو: طب نفسًا، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/342]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (847 - .... .... .... .... .... = تخذت فخفّف واكسر الخاء دم حلا
....
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: لتخذت عليه أجرا.
بتخفيف التاء الأولى وكسر الخاء وقرأ غيرهما بتشديد التاء وفتح الخاء). [الوافي في شرح الشاطبية: 314]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: لَاتَّخَذْتَ فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ (لَتَخِذْتَ) بِتَخْفِيفِ التَّاءِ وَكَسْرِ الْخَاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفِ وَصْلٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِ التَّاءِ وَفَتْحِ الْخَاءِ وَأَلِفِ وَصْلٍ، وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِظْهَارِ ذَالِهِ فِي بَابِ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/314]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ البصريان وابن كثير {لتخذت} [77] بتخفيف التاء وكسر الخاء من غير ألف، والباقون بتشديد التاء وفتح الخاء مع ألف الوصل، وذكر إظهار الذال منه). [تقريب النشر في القراءات العشر: 587]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (753- .... .... .... .... .... = .... .... تخذ الخا اكسر وخف
754 - حقًّا .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (تخذ) يريد أنه قرأ قوله تعالى: «لتخذت عليه أجرا» بكسر الخاء وتخفيف التاء من غير ألف ابن كثير والبصريان كما سيأتي في أول البيت الآتي بعد وهي لغة هذيل، والباقون بتشديد التاء وفتح الخاء وألف وصل افتعل من اتخذ أدغمت التاء التي هي فاء الافتعال). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 269]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ [ذو] (حقّا) البصريان، وابن كثير لتخذت عليه أجرا بتخفيف التاء الأولى وكسر الخاء، وهي لغة هذيل، يقولون: تخذ بكسر العين يتخذ، بمعنى: أخذ.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/434]
والباقون بتشديدها وفتح الخاء: افتعل، من (اتخذ)، أدغمت التاء التي هي فاء في تاء «الافتعال» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/435]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن والمطوعي "يُضَيِّفُوهُمَا" بكسر الضاد وسكون الياء مخففة من أضافه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/222]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "أَنْ يَنْقَض" بضم الياء وتخفيف الضاد مبنيا للمفعول
[إتحاف فضلاء البشر: 2/222]
وهي مروية عنه -صلى الله عليه وسلم- كما في البحر، والجمهور على فتح الياء وتشديد الضاد أي: يسقط فوزنه انفعل نحو: انجر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/223]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "لَتَّخَذْت" [الآية: 77] فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بتاء مفتوحة مخففة وخاء مكسورة بلا ألف وصل من تخذ بكسر عينه، يتخذ بفتحها كعتب يعتب، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، والباقون بهمزة وصل وتشديد التاء وفتح الخاء افتعل من اتخذ، أدغمت التاء التي هي فاء الكلمة في تاء الأفتعال، وأظهر ذالها ابن كثير وحفص ورويس بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/223]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شئت} [77] إبداله لسوسي دون ورش لا يخفى). [غيث النفع: 829]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لتخذت} قرأ المكي والبصري بتخفيف التاء الأولى، وكسر الخاء، من غير ألف وصل، والباقون بألف وصل، وتشديد التاء، وفتح الخاء، ولم يدغم الذال في التاء المكي وحفص، وأدغمه الباقون). [غيث النفع: 829]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77)}
{فَانْطَلَقَا}
- تقدم تغليظ اللام للأزرق وورش في الآية/71 من هذه السورة.
{أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وحمزة والكسائي وعاصم
[معجم القراءات: 5/274]
وأبو جعفر ويعقوب (.. أن يضيفوهما) بتشديد الياء من (ضيف).
- وقرأ عاصم في رواية المفضل وأبان، وابن الزبير والحسن وأبو رجاء العطاردي وأبو رزين وابن محيصن والمطوعي (أن يضيفوهما) بكسر الضاد وسكون الياء من (أضاف).
يقال: ضافه إذا كان له ضيفًا، وأضافه وضيفه أنزله، وجعله ضيفًا.
- وقرأ ابن الزبير وأبو رزين وأبو رجاء وسعيد بن جبير (أن تضيفوهما) بالتاء، وتخفيف الياء، كذا جاءت هذه القراءة عند ابن خالويه في مختصره.
ولعل الصواب أنه بالياء من تحت، وقد ذكر هو قراءة ابن الزبير في صفحة تالية بالياء والتخفيف.
كما عقب المحقق على قراءة التاء بقوله: (والصواب: هو الياء مكان التاء وراجع صفحة 92 سطر 9) كذا حيث جاءت قراءة الياء عن ابن الزبير.
- وقرأ الأعمش (فأبوا أن يطعموها).
{يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ}
- قراءة الجمهور (... أن ينقض) بالضاد المعجمة المشددة.
قال أبو حيان:
(أي يسقط، من انقضاض الطائر، ووزنه انفعل نحو: انجر).
- وقرأ أبي بن كعب والمطوعي، وهي رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (.. أن ينقض) بضم الياء وفتح القاف والضاد خفيفة، مبنيًا للمفعول من (نقضه).
[معجم القراءات: 5/275]
- وقرأ عبد الله بن مسعود والأعمش (... لينقض) باللام، وهو منصوب بأن مضمرة، وهو مبني للمفعول أيضًا.
قال ابن جني:
(... إن شئت قلت: إن اللام زائدة، واحججت فيه بقراءة النبي صلى الله عليه وسلم [يريد أن ينقض]، وإن شئت قلت: تقديره: إرادته لكذا، كقولك: قيامه لكذا، وجلوسه لكذا، ثم وضع الفعل موضع مصدره...).
- وجاءت القراءة في المحرر (.. لينقض) كذا!! وهو من عمل المحققين.
- وقرأ الزهري وأبو رجاء وأبي بن كعب ويحيى بن يعمر (.. أن ينقاض) بألف وضاد معجمة خفيفة، وهو من قولهم: قضته فانقاض، أي هدمته فانهدم.
قال العكبري: (وهو من قولك: أنقاض البناء إذا تهدم، وهو ينفعل).
وقال أبو علي: (المشهور عن الزهري بصاد غير معجمة).
وقرأ أبو شيخ البناني وخليد العصري في إحدى الروايتين عنهما، وابن مسعود (.. أن ينقاض) بتشديد الضاد المعجمة، مثل: يحمار.
قال ابن خالويه: (أي يسقط بسرعة).
وقال العكبري: (من قولك: انقاضت السن إذا انكسرت).
وقال الزجاج: (وينقاض: ينشق طولًا، يقال: انقاضت سنه إذا انشقت طولًا).
[معجم القراءات: 5/276]
- وقرأ الزهري ويحيى بن يعمر (.. أن ينفاض) بالفاء وتشديد الضاد، وانفض الشيء: انكسر، وقيل: تفرق.
- وقرأ علي وعكرمة وابن مسعود وأبو شيخ خيران بن خالد الهناني وخليد بن سعد ويحيى ابن يعمر والزهري [وهو المشهور عنه] وأبو العالية وأبو عثمان النهدي (.. أن ينقاض) بالقاف وألف ثم صاد غير معجمة، ووزنه ينفعل اللازم.
قال ابن حجر:
(وعن علي أنه قرأ (ينقاص) بالمهملة، وقال ابن خالويه: يقولون: انقاصت السن إذا انشقت طولًا، وقيل: إذا تصدعت كيف كان.
وقال ابن فارس: قيل: معناه كالذي بالمعجمة، وقيل: الشق طولًا.
وقال ابن دريد: انقاض: بالمعجمة، انكسر، وبالمهملة: انصدع).
- وذر الماوردي قراءة يحيى بن يعمر (يريد أن ينقص) بالصاد غير المعجمة قال: (بالصاد غير المعجمة، من النقصان) كذا!
{فَأَقَامَهُ}
- قراءة الجماعة (فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض فأقامه).
- وذكر أبو بكر بن الأنباري: عن ابن عباس عن أبي بكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض فهدمه ثم قعد يبنيه).
[معجم القراءات: 5/277]
قال أبو بكر:
(وهذا الحديث إن صح سنده فهو جارٍ من الرسول صلى الله عليه وسلم مجرى التفسير، وأن بعض الناقلين أدخل تفسير قرآن في موضع، فسرى أن ذلك قرآن نقص من مصحف عثمان على ما قاله بعض الطاعنين) اهـ والنص مثبت في تفسير القرطبي وعنه أخذت.
وقال أبو حيان:
(ووقع هذا في مصحف عبد الله).
قلت: إن هذه الزيادة على قراءة الجماعة تشبه أن تكون من عمل ابن مسعود رضي الله عنه، وقد ورد عنه قريب من هذا في مواضع من القرآن المنقول عنه، وقد أثبته في مواضعه، ولم أجد في هذه الآية هذه الزيادة في المطبوع من مصحفه.
{قَالَ لَوْ}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والجماعة على الإظهار.
{شِئْتَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش والأصبهاني (شيت) بإبدال الهمزة ياء.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف، بالإبدال.
{لَاتَّخَذْتَ}
- قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر (لاتخذت) بهمزة وصل، وتشديد التاء، وفتح الخاء، افتعل من (اتخذ)، وقد أدغمت التاء التي هي فاء الكلمة في تاء الافتعال، وصورتها في الرسم العثماني (لتخذت).
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن محيصن واليزيدي
[معجم القراءات: 5/278]
والحسن وابن مسعود وقتادة وأبو بحرية ومجاهد وابن عباس، وهي رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (لتخذت) بتاء الخطاب وخاء معجمة مكسورة، يقال: تخذ واتخذ نحو تبع واتبع.
قال أبو حيان:
(.. حدثنا المازني عن أبي عبيدة قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقرأ: (لتخذت عليه أجرًا)، فسألته عنه، فقال: هي لغة فصيحة، وأنشد قول الممزق العبدي:
وقد تخذت رجلي إلى جنب غرزها = نسيفًا كأفحوص القطاة المطرق
يقال: اتخذ يتخذ اتخاذًا، وتخذ يتخذ تخذًا بمعنى).
النص من تذكرة النحاة..
- وجدت في اللسان والتاج قراءة منسوبة إلى أبي زيد، وهي: (لتخذت) كذا جاء الضبط بفتح الخاء، ثم قال: (وكذلك هو مكتوب في الإمام، وبه يقرأ القراء، ومن قرأ: (لاتخذت) بالألف وفتح الخاء فإنه يخالف الكتاب).
[معجم القراءات: 5/279]
قلت: سياق هذا النص عن أبي زيد يدل على أنه أراد (لتخذت) بكسر الخاء، وليس بفتحها، وقد وقع الخطأ في ضبط القراءة في اللسان، وتابعه على ذلك محقق نص التاج، فضبطه بفتح الخاء وليس بالصواب.
وكنت جعلت هذت في أصول المعجم قراءة غير أني عدلت عن هذا بعد مراجعة النص المروي عن أبي زيد مرة بعد مرة.
فأن فتح الله على قارئ بغير ما ذهبت إليه فليرشدني إلى الصواب.
- وفي حرف أبي (لو شئت لأوتيت عليه أجرًا).
إدغام الذال في التاء وإظهارها:
- قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم ورويس في أحد الوجهين والتمار بإظهار الذال.
- وأدغم الذال في التاء أبو عمرو وابن عامر ونافع وحمزة والكسائي، وحماد ويحيى عن أبي بكر عن عاصم ورويس في وجهه الثاني، والتمار ويعقوب وخلف وأبو جعفر.
قال القرطبي: (وأدغم بعض القراء الذال في التاء، ولم يدغمها بعضهم) ). [معجم القراءات: 5/280]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #23  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:15 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (78) إلى الآية (82) ]

{قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)}

قوله تعالى: {قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فِرَاقٌ) منون (وَبَيْنَكَ) نصب ابن أبي عبلة، الباقون على الإضافة، وهو الاختيار ليجمع الماضي والمستقبل). [الكامل في القراءات العشر: 593]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فراق} [78] راؤه مفخم للجميع، لوجود حرف الاستعلاء بعده). [غيث النفع: 829]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78)}
{هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ}
- قرأ مسلم بن بشار (أو: يسار) (هذا فراق...) بفتح الفاء.
والفراق: الفراق.
- وقراءة الجماعة (هذا فراق بيني وبينك) بكسر الفاء، من غير تنوين على الإضافة، والفتح والكسر لغتان كسحاب وكتاب.
- وقرأ ابن أبي عبلة (فراق بيني وبينك) بالتنونين، ونصب ما بعده على الظرفية.
{سَأُنَبِّئُكَ}
- قراءة الجماعة (سأنبئك) من (نبأ) مهموزًا.
- وقرأ ابن وثاب (سأنبيك) بإخلاص الياء من غير همز.
وعن حمزة في الوقف وجهان:
1- تسهيل الهمزة بين بين أي بين الهمزة والواو على مذهب سيبويه، وهو ما عليه الجمهور.
2- الثاني إبدال الهمزة ياء على ما ذكره الأخفش، وهو المختار عند من أخذ بالتخفيف الرسمي.
وذكر ابن الجزري وجهين آخرين، وردهما:
1- التسهيل بين الهمزة والياء.
2- إبدال الهمزة واوًا.
قال: (وكلاهما لا يصح).
{بِتَأْوِيلِ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني
[معجم القراءات: 5/281]
(بتاويل) بإبدال الهمزة واوًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بالهمز (بتأويل) ). [معجم القراءات: 5/282]

قوله تعالى: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) }
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79)}
{لِمَسَاكِينَ}
- قراءة الجمهور (لمساكين) بتخفيف السين، جمع مسكين، وهو الفقير.
- وقرأ علي بن أبي طالب وقطرب (لمساكين) بتشديد السين جمع مساك جمع تصحيح، أي: لملاحين، وقيل أراد بالمساكين دبغة المسوك، وهي الجلود، قالوا: (والأظهر قراءة التخفيف).
قال ابن خالويه:
(سمعت ابن مجاهد يقول ذلك، ويزعم أن قطريًا قرأ بذلك).
{وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ}
- قراءة الجمهور (... وراءهم) وهو لفظ يطلق على الخلف والأمام، ومعناه هنا: أمامهم.
- وقرأ ابن عباس وابن جبير وابن شنبوذ وأبي بن كعب وابن مسعود (أمامهم).
{يَأْخُذُ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (ياخذ) بإبدال الهمزة ألفًا.
[معجم القراءات: 5/282]
- وكذلك بالإبدال جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على القراءة بالهمز (يأخذ).
{يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ}
- قراءة الجماعة (يأخذ كل سفينة...).
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وابن عباس وعثمان بن عفان وابن شنبوذ (يأخذ كل سفينةٍ صالحةٍ...).
- وقرأ ابن عباس وسعيد بن جبير وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود (يأخذ كل سفينةٍ صحيحةٍ...).
{سَفِينَةٍ غَصْبًا}
- أخفى أبو جعفر التنوين في الغين). [معجم القراءات: 5/283]

قوله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80)}
{فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ}
- قراءة الجماعة (فكان أبواه مؤمنين)، أبواه: اسم كان مرفوع، مؤمنين: خبرها منصوب.
- وقرأ ابن عباس وأبي بن كعب (وأما الغلام فكان كافرًا وكان أبواه مؤمنين).
- وفي مصحف أبي بن كعب (أما الغلام فكان أبواه مؤمنين وكان كافرًا).
وقال أبو حيان: (ونص في الحديث على أنه كان كافرًا مطبوعًا
[معجم القراءات: 5/283]
على الكفر).
- وقرأ أبو سعيد الخدري وعاصم الجحدري (فكان أبواه مؤمنان) بالرفع فيهما، وخرج ابن جني هذه القراءة على وجهين: الأول: أن يكونه اسم (كان) ضمير الغلام، أي فكان هو أبواه مؤمنان، والجملة بعده خبر (كان).
الثاني: أن يكون اسم (كان) مضمرًا فيها، وهو ضمير الشأن والحديث، أي فكان الحديث أو الشأن أبواه مؤمنان، والجملة بعده خبر لـ(كان) على ما مضى.
وذكر أبو حيان أن الرازي أجاز أن يكون (مؤمنان) على لغة بني الحارث بن كعب فيكون منصوبًا، مع ملازمته الألف، ويكون (أبواه) اسم كان.
{مُؤْمِنَيْنِ}
- تقدمت القراءة بإبدال الهمزة واوًا مرارًا، انظر الآية/99 من سورة يونس.
{فَخَشِينَا}
- قراءة الجماعة (فخشينا) من الخشية، بمعنى كرهنا، وعند الفراء على معنى: علمنا.
وذهب الزجاج إلى أن (فخشينا) من كلام الخضر.
- وقرأ أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود (فخاف ربك) من الخوف، وذكروا أنها جاءت كذلك في مصحف عبد الله.
[معجم القراءات: 5/284]
والمعنى: فكره ربك كراهة من خاف من سوء عاقبة الأمر فغيره.
قال الأخفش:
(وأما خشينا فمعناه (كرهنا)؛ لأن الله لا يخشى، وهو في بعض القراءات (فخاف ربك).
وهو مثل: خفت الرجلين أن يقولا، وهو لا يخاف من ذلك أكثر من أنه يكرهه لهما).
وقال الفراء:
(وهي في قراءة أبي: (فخاف ربك) على معنى: علم ربك).
وقال أبو حيان:
(وقرأ ابن مسعود (فخاف ربك)، وهذا بين في الاستعارة في القرآن في جهة الله تعالى من (لعل وعسى)، فإن جميع ما في هذا كله من ترج وتوقعٍ وخوفٍ وخشيةٍ إنما هو بحسبكم أيها المخاطبون).
- وروي عن أبي بن كعب أنه قرأ (فعلم ربك) ذكر هذا القرطبي.
قلت: يغلب على ظني أنها قراءة على التفسير من أجل بيان المراد بالخشية في جنب الله). [معجم القراءات: 5/285]

قوله تعالى: {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (29 - وَاخْتلفُوا في التَّخْفِيف وَالتَّشْدِيد من قَوْله {أَن يبدلهما ربهما} 81
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {أَن يبدلهما} {وليبدلنهم} النُّور 55 و{أَن يُبدلهُ أَزْوَاجًا خيرا مِنْكُن} التَّحْرِيم 5 و{أَن يبدلنا خيرا مِنْهَا} ن 32 خفافا أجمع
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو في الْكَهْف وَالتَّحْرِيم ون والنور مشددا كُله
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي في الْكَهْف وَالتَّحْرِيم ون مخففا وفي النُّور {وليبدلنهم} مشددا وَكَذَلِكَ روى حَفْص عَن عَاصِم أَنه خفف في الْكَهْف وَالتَّحْرِيم ون وشدد في النُّور). [السبعة في القراءات: 396 - 397]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (30 - وَاخْتلفُوا في التَّخْفِيف والتثقيل من قَوْله {وَأقرب رحما} 81
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {رحما} سَاكِنة الْحَاء
وَقَرَأَ ابْن عَامر {رحما} مُثقلًا
وروى عَن أَبي عَمْرو {رحما} و{رحما}
عَبَّاس بن الْفضل عَنهُ أَنه قَالَ أَيهمَا شِئْت فاقرأ وَأَنا أَقرَأ {رحما} بِالضَّمِّ
وروى علي بن نصر عَن أَبي عَمْرو {وَأقرب رحما} {وَأقرب رحما} بتسكين الْحَاء وتحريكها). [السبعة في القراءات: 397]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (رحما) ثقيل شامي، ويزيد، وعباس، ويعقوب، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 310]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أن يبدلهما) وفي التحريم، والقلم، مشددة مدني، وأبو عمرو). [الغاية في القراءات العشر: 310 - 311]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يبدلهما) [81]، وفي التحريم [5]، والقلم [32]: شديد: مدني، وأبو عمرو، وأيوب، وأبو عبيد، وأبو بشر.
(رحمًا) [81]: مثقل: دمشقي، بصري غير أبي عمرو إلا العباس ويزيد طريق الفضل). [المنتهى: 2/810]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وأبو عمرو (أن يبدلهما) بالتشديد هنا وفي التحريم وسورة نون والقلم، وخفف الباقون؛ وأما قوله عز وجل (وليبدلنهم) في النور فإن ابن كثير وأبا بكر خففا، وشدد الباقون، ولم يختلف في غير هذه الأربعة). [التبصرة: 263]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (رحمًا) بضم الحاء، وأسكن الباقون). [التبصرة: 263]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وأبو عمرو: {أن يبدلهما} (81)، هنا، وفي التحريم (5): {أن يبدله}، وفي ن والقلم (32): {أن يبدلنا خيرا}، في الثلاثة: مشددًا.
والباقون: مخففًا). [التيسير في القراءات السبع: 352]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {رحما} (81): بضم الحاء.
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 352]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو عمرو وأبو جعفر: (أن يبدلهما) هنا وفي التّحريم (أن يبدله) وفي
[تحبير التيسير: 447]
نون والقلم (أن يبدلنا) في الثّلاثة مشددا، والباقون مخففا). [تحبير التيسير: 448]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُبَدِّلَهُمَا) مشدد، وفي القلم والتحريم مدني، وأَبُو عَمْرٍو، وأبو عبيد في قول الْخُزَاعِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، وأيوب، وهو الاختيار، لأنه آكد، الباقون خفيف وأما في النور خفيف سعيد عن المفضل، وأبو بكر، ومكي غير ابْن مِقْسَمٍ، وبصري غير أيوب، وأَبِي عَمْرٍو، وأما (يُبَدِّلُ اللَّهُ) في الفرقان خفيف الجعفي، وهارون عن أبي يكر، وأبان، وجبلة عن المفضل، الباقون مشدد، وهو الاختيار لما ذكرت). [الكامل في القراءات العشر: 593]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([81]- {يُبْدِلَهُمَا} هنا، و{يُبْدِلَهُ} في [التحريم: 5]، و{يُبْدِلَنَا} في [القلم: 32] مشدد: نافع وأبو عمرو.
[81]- {رُحْمًا} مثقل: ابن عامر). [الإقناع: 2/691]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (848 - وَمِنْ بَعْدُ بِالتَّخْفِيفِ يُبْدِلَ هَاهُنَا = وَفَوْقَ وَتَحْتَ الْمُلْكِ كَافِيهِ ظَلَّلاَ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([848] ومن بعد بالتخفيف يبدل هاهنا = وفوق وتحت الملك (كـ)ـافيه (ظـ)ـللا
المبرد: «بدلت وأبدلت بمعنًى واحدٍ».
وأبو عمرو يحتج بقوله تعالى: {وإذا بدلنا ءاية مكان ءاية} و{لا تبدیل لخلق الله}.
وقال ثعلب: «التبديل: تغيير الصورة إلى غيرها، والجوهرة بعينها، والإبدال: تنحية الجوهرة واستئناف أخرى».
وأنشد لأبي النجم:
عزل الأمير للأمير المبدل.
قال: «ألا نحى جسمًا وجعل مكانه آخر».
وقال الله تعالى: {بدلنهم جلودًا غيرها}، فتغيرت الصورة دون الجوهرة.
واحتج المبرد بقول الله تعالى: {يبدل الله سيئاتهم حسنت}، فقد أزال السيئات وجعلها حسنات.
قال: «والذي قاله ثعلب حسن، إلا أنهم يجعلون بدلت بمعنى أبدلت».
[فتح الوصيد: 2/1076]
وقوله: (كافيه ظللا): الهاء في (كافيه)، عائدة على يبدل بالتخفيف في المواضع الثلاثة.
وإنما (ظلل)، لأنه بإجماع من أهل العربية لا مطعن فيه، لأنه في المواضع الثلاثة تبديل للجوهرة بأخرى.
وإنما تكلم النحاة في قراءة التشديد، لأنهم زعموا أن التشديد إنما يستعمل في تغيير الصفة دون الجوهرة. وذلك لا يصح في هذه المواضع الثلاثة.
ووجه التشديد، ما قاله المبرد رحمه الله: «إنه قد يستعمل أحدهما في مكان الآخر».
فيكون قراءة التشديد على قوله-معنى قراءة التخفيف). [فتح الوصيد: 2/1077]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([848] ومن بعد بالتخفيف يبدل ههنا = وفوق وتحت الملك كافيه ظللا
ح: (من بعد): مقطوع عن الإضافة، أي: بعد (تخذت)، (يبدل): مبتدأ، (بالتخفيف): خبر، (فوق): عطف على (ههنا)، أي: فوق الملك نحو:
............ = بين ذراعي وجبهة الأسد
(كافيه ظللا): مبتدأ وخبر، والهاء: لـ (يبدل).
ص: قرأ ابن عامر والكوفيون وابن كثير: {فأردنا أن يبدلهما ربهما} ههنا [8]، و{أن يبدله أزواجًا} في سورة التحريم [5] فوق الملك، و{أن يبدلنا خيرًا منها} في نون [32] تحت الملك بالتخفيف في الثلاثة من (أبدل)، والباقون: بالتشديد من (بدل)، وهما لغتان، كـ (أنزل) و (نزل)، وقيل: التبديل تغيير الصفة، والإبدال: تغيير الجوهر.
ومدح التخفيف بالتظليل لإجماع العربية أن لا يطعن فيه، ولأن تغيير الجوهر في الثلاثة حاصل). [كنز المعاني: 2/404]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (848- وَمِنْ بَعْدُ بِالتَّخْفِيفِ يُبْدِلَ هَهُنَا،.. وَفَوْقَ وَتَحْتَ الْمُلْكِ "كَـ"ـافِيهِ "ظَـ"ـلَّلا
أي: من بعد "لتخذت": {أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا}، وفوق الملك وتحتها؛ يعني: سورتي التحريم، ونون: {أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا}، {عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا}.
فحذف الناظم المضاف إليه بعد فوق اكتفاء بذكره له بعد "تحت"، ومثله:
بين ذراعي وجبهة الأسد
قال أبو علي: بدل وأبدل يتقاربان في المعنى كما أن نزّل وأنزل كذلك إلا أن بدل ينبغي أن يكون أرجح لما جاء في التنزيل من قوله
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/342]
تعالى: {لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ}، ولم يجيء فيه الإبدال، وقال: وإذا بدلنا آية مكان آية: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا}، {وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ}.
وسيأتي ذكر الخلاف في الذي في سورة النور: {وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا}.
قال الشيخ والهاء في كافيه عائدة على يبدل بالتخفيف في المواضع الثلاثة وإنما ظلل؛ لأنه بإجماع من أهل العربية لا مطعن فيه؛ لأنه في المواضع الثلاثة تبديل الجوهرة بأخرى، وإنما تكلم النحاة في قراءة التشديد؛ لأنهم زعموا أن التشديد إنما يستعمل في تغير الصفة دون الجوهر.
قلت: هذا قول بعضهم وليس بمطرد، وقد رده أبو علي، وقال المبرد: يستعمل كل واحد منهما في مكان الآخر والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/343]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (848 - ومن بعد بالتّخفيف يبدل هاهنا = وفوق وتحت الملك كافيه ظلّلا
قرأ ابن كثير وابن عامر والكوفيون: أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً في هذه السورة، أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً في التحريم، عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً في القلم. بتخفيف الدال في المواضع الثلاثة، ويلزمه سكون الباء. وقرأ نافع وأبو عمرو بتشديد الدال مع فتح الباء في المواضع الثلاثة.
ومعنى قوله (ومن بعد) أن لفظ يُبْدِلَهُما وقع بعد لفظ لَاتَّخَذْتَ في التلاوة). [الوافي في شرح الشاطبية: 314] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (151- .... .... كُلَّ يُبْدِلَ خِفَّ حُطْ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: كل يبدل خف حط أي قرأ المرموز له (بحاء) حط وهو يعقوب بتخفيف دال يبدل كيف وقع وهذا معنى قوله كل وهو هنا {أن يبدلهما ربهما} [81] وفي التحريم {أن يبدله} [5] وفي نون {أن يبدلنا} [33] وعلم من الوفاق لخلف كذلك ولأبي جعفر بالتشديد من التبديل). [شرح الدرة المضيئة: 168]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَنْ يُبْدِلَهُمَا هُنَا، وَفِي التَّحْرِيمِ أَنْ يُبْدِلَهُ، وَفِي " ن " أَنْ يُبْدِلَنَا فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو بِتَشْدِيدِ الدَّالِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ فِيهِنَّ). [النشر في القراءات العشر: 2/314]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وأبو عمرو {أن يبدلهما} هنا [81]، وفي التحريم [5] {أن يبدله}، وفي ن {أن يبدلنا} [32] بتشديد الدال، والباقون بالتخفيف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 587]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رحمًا} [81] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 587]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (754- .... ومع تحريم نونٍ يبدلا = خفّف ظبًا كنزٍ دنا النّور دلا
755 - صف ظنّ .... .... .... = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي رُحْمًا عِنْدَ هُزُوًا مِنَ الْبَقَرَةِ، وَكَذَا عُسْرًا وَيُسْرًا). [النشر في القراءات العشر: 2/314]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (حقّا) ومع تحريم نون يبدلا = خفّف (ظ) با (كنز) (د) نا النّور (د) لا
أي قرأ يعقوب ابن عامر والكوفيون وابن كثير بتخفيف لفظ يبدل هنا وفي التحريم وفي ن على أنه مضارع أبدل وكذلك قرأ ابن كثير وأبو بكر ويعقوب المرموز لهم في أول البيت الآتي «ليبدّلنهم» في النور، والباقون بالتشديد في الجميع مضارع بدل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 269]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو [ظاء] (ظبا) يعقوب، و(كنز) الكوفيون، وابن عامر، ودال (دنا) ابن كثير: أن يبدلهما هنا [81] [و] عسى ربّه إن طلّقكنّ أن يبدله أزوجا في التحريم [5] [و] أن يبدلنا في «ن» [القلم: 32] بتخفيف الدال، على أنه مضارع «أبدل»، وكذلك قرأ ذو دال (دلا) ابن كثير، وصاد (صف) أبو بكر وظاء (ظن) يعقوب: وليبدلنّهم بالنور [55] والباقون بتشديد الدال في الجميع مضارع «بدّل» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/435]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَنْ يُبْدِلَهُمَا" [الآية: 81] هنا وفي [التحريم الآية: 5] "أَنْ يُبْدِلَه" وفي [نون الآية: 32] "أَنْ يُبْدِلَنَا" فنافع وأبو عمرو وأبو جعفر بفتح الموحدة وتشديد الدال في الثلاثة من بدل، وافقهم اليزيدي، والباقون بسكون الموحدة وتخفيف الدال من أبدل في الثلاثة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/223]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "رحما" [الآية: 81] بضم الحاء ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بالسكون وسبق بالبقرة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/223]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أن يبدلهما} [81] قرأ نافع والبصري بفتح الباء، وتشديد الدال، والباقون بإسكان الباء، وتخفيف الدال). [غيث النفع: 829]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رحما} قرأ الشامي بضم الحاء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 829]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)}
{أَنْ يُبْدِلَهُمَا}
- قرأ ابن كثير وابن عامر وحمزة والكسائي، وحفص وأبو بكر
[معجم القراءات: 5/285]
عن عاصم، والحسن وابن محيصن ويعقوب (أن يبدلهما) بالتخفيف من (أبدل).
- وقرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وشيبة وحميد والأعمش وابن جرير واليزيدي (أن يبدلهما) بتضعيف الدال من (بدل).
{خَيْرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً}
- قرأ ابن عباس (أزكى منه).
- وقراءة الجماعة (خيرًا منه...).
{وَأَقْرَبَ رُحْمًا}
- قراءة الجماعة: (وأقرب...).
- وقرأ ابن عباس (وأوصل...).
{رُحْمًا}
- قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو عمرو من رواية علي بن نصر وعباس بن الفضل عنه أيضًا وابن عباس (رحمًا) ساكنة الحاء.
[معجم القراءات: 5/286]
- وقرأ ابن عامر، وأبو عمرو من رواية عباس بن الفضل وعلي بن نصر، وهارون وأبو جعفر في رواية ويعقوب وأبو حاتم (رحمًا) بضم الحاء.
قال ابن مجاهد:
(وروى عن أبي عمرو (رحمًا) و(رحمًا) عباس بن الفضل، وعنه أنه قال: أيهما شئت فاقرأ، وأنا أقرأ: (رحمًا) بالضم.
وروى علي بن نصر عن أبي عمرو (وأقرب رحمًا) و(وأقرب رحمًا) بتسكين الحاء وتحريكها).
- وقرأ ابن عباس وابن جبير وأبو رجاء (رحمًا) بفتح الراء وكسر الحاء). [معجم القراءات: 5/287]

قوله تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)}
{تَأْوِيلُ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (تاويل) بإبدال الهمزة ألفًا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف بالإبدال.
- وقراءة الجماعة بالهمز (تأويل).
{مَا لَمْ تَسْطِعْ}
- قراءة الجمهور (ما لم تسطع) بدون التاء الثانية، وهو مضارع اسطاع.
قال ابن السكيت: (يقال: ما أستطيع، وما أسطيع...).
[معجم القراءات: 5/287]
وأصل اسطاع: استطاع على وزن استفعل، فالمحذوف منه تاء الاستفعال، لوجود الطاء التي هي أصل.
وقال الشهاب:
(أصله تستطع، فحذفت تاء الاستفعال، وقيل المحذوف الطاء الأصلية، ثم أبدلت التاء طاءً لوقوعها بعد السين، وهو تكلف...، وإنما خص هذا بالتخفيف لأنه لما تكرر في القصة ناسب تخفيف الأخير منه).
وقال أبو حاتم: (... تسطع: كذا نقرأ في خط المصحف).
- وقرأت فرقة (... ما لم تستطع) بالتاء على الأصل.
- وروى ابن يونس عن العبسي عن حمزة (ما لم تسطع) بتشديد الطاء.
قلت: هذا يقتضي اجتماع ساكنين على غير حده، والنطق بمثل هذا عسير.
- وقرأ (تصطع) بالصاد أحمد بن صالح عن ورش وقالون عن نافع). [معجم القراءات: 5/288]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #24  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:16 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (83) إلى الآية (91) ]
{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91)}

قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ذكرا} و{سترا} تفخيمها وترقيقها لورش لا يخفى). [غيث النفع: 829] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83)}
{يَسْأَلُونَكَ}
- لحمزة النقل وحذف الهمزة: يسلونك.
- وله التسهيل بين بين، وضعفه ابن الجزري.
- والوجه الثالث: يسالونك، بإبدال الهمزة ألفًا على تقدير نقل حركتها، قال ابن الجزري: (وهو وجه مسموع).
{ذِكْرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 5/288]

قوله تعالى: {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84)}
{شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز في الوقف، انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 5/289]

قوله تعالى: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (31 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد التَّاء وتخفيفها من قَوْله {فأتبع سَببا} 85 {ثمَّ أتبع سَببا} 89 92
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو {فأتبع سَببا} {ثمَّ أتبع سَببا} {ثمَّ أتبع سَببا} مشددات التَّاء
وقرأوا {فأتبعوهم مشرقين} الشُّعَرَاء 60، مهموزا وَكَذَلِكَ {فَأتبعهُ الشَّيْطَان} الْأَعْرَاف 175 وَكَذَلِكَ {فَأتبعهُ شهَاب ثاقب} الصافات 10 و{فَأتبعهُ شهَاب مُبين} الْحجر 18
وقرأوا {وَاتبع الَّذين ظلمُوا} هود 116 مُشَدّدَة التَّاء
وروى حُسَيْن الجعفي عَن أَبي عَمْرو {وَاتبع الَّذين ظلمُوا} رَوَاهُ هرون عَن حُسَيْن عَنهُ
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {فأتبع سَببا} {ثمَّ أتبع سَببا} {ثمَّ أتبع سَببا} و{فَأتبعهُ شهَاب} و{فأتبعوهم مشرقين} و{فَأتبعهُ الشَّيْطَان} مَقْطُوع {وَاتبع الَّذين ظلمُوا} مَوْصُولَة هَذِه وَحدهَا). [السبعة في القراءات: 397 - 398]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فأتبع) (ثم أتبع) بالقطع الشامي، كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 311] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فاتبع) [85]، (ثم اتبع) [89، 92]: وصل: حجازي، بصري، وقاسم، وحمصي، وابن ذكوان طريق الداجوني). [المنتهى: 2/811] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر (فأتبع ثم أتبع ثم أتبع) بالقطع في الثلاثة والتخفيف، وقرأ الباقون بالوصل والتشديد من غير هم). [التبصرة: 263] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، وابن عامر: {فأتبع} (85)، {ثم أتبع} (89)، {ثم أتبع سببا} (92)، في الثلاثة المواضع: بقطع الألف، مخففة التاء.
والباقون: بوصل الألف، مشددة التاء). [التيسير في القراءات السبع: 352] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون وابن عامر: (فأتبع ثمّ أتبع ثمّ أتبع) في الثّلاثة بقطع الألف مخفّفة التّاء، والباقون بوصل الألف مشدّدة التّاء). [تحبير التيسير: 448] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([85]- {فَأَتْبَعَ}، و{ثُمَّ أَتْبَعَ} [89]، و{ثُمَّ أَتْبَعَ} [92] فيهن،
[الإقناع: 2/691]
قطع: الكوفيون وابن عامر). [الإقناع: 2/692] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (849 - فَأَتْبَعَ خَفِّفْ فِي الثَّلاَثَةِ ذَاكِراً = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 67] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([849] فأتبع خفف في الثلاثة (ذ)اكرا = وحامية بالمد (صحبتـ)ـه (كـ)ـلا
[850] وفي الهمز ياء عنهم و(صحابـ)ـهم = جزاء فنون وانصب الرفع وأقبلا
[851] (عـ)ـلى (حق) السدين سدا (صحاب) (حقـ) = ـق الضم مفتوح وياسين (شـ)ـد (عـ)ـلا
معنى ذاكرًا، ذاكرًا ما قيل فيه.
[فتح الوصيد: 2/1077]
قال أبو زيد: «أتبعت زيدًا، إذا سبقك فأسرعت في طلبه.
وتبعته واتبعته، إذا ذهبت معه ولم يسبقك».
أبو علي: «فأتبع سببا، إنما هو مطاوع، يتعدى إلى واحد مثل: شويته واشتويته، {وجرحتم} و{اجترحوا}، وفديته وافتديته. وهو كثير.
فإذا نقلته بالهمزة تعدى إلى مفعولين. و{أتبعنهم في هذه الدنيا لعنة} و{فأتبعوهم مشرقين} و{فغأتبعهم فرعون وجنوده}، محذوف المفعول؛ أي أتبعهم فرعون جنوده، وجنوده أتباعهم، فأتبعوهم وهم مشرقين، فحذف إحدى المفعولين، كما حذف من قرأ {يفقهون قولا}؛ أي: أحدًا قولًا.{لينذر بأسًا} أي: الناس بأسًا.
وكذلك قراءة من قرأ: {فأتبع سببا}، أي أتبع سببًا سببًا، أو أمره. وما هو عليه سببًا».انتهى كلامه موجزًا.
وقال الأخفش: «تبعته وأتبعته سواء، مثل ردفته وأردفته»؛ قال الله تعالى: {فأتبعه شهاب}؛ ومنه الإتباع نحو: حسنٍ بسنٍ.
[فتح الوصيد: 2/1078]
واختار أبو عبيد {فأتبع سببًا}.
قال: «لأنها من المسير، إنما هي (افتعل)، من قولك: تبعت القوم. فأما الإتباع بهمز الألف، فمعناه اللحاق كقوله تعالى: {فأتبعوهم مشرقين}، {فأتبعه شهاب}».
الفراء: « (أتبع)، أحسن من (اتبع)، لأن اتبعه: سار وراءه؛ وأتبعه: قفاه» ). [فتح الوصيد: 2/1079] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([849] فأتبع خفف في الثلاثة ذاكرًا = وحاميةٍ بالمد صحبته كلا
[850] وفي الهمز ياءٌ عنهم وصحابهم = جزاءً فنون وانصب الرفع وأقبلا
[كنز المعاني: 2/404]
ح: (أتبع): مفعول (خفف)، والفاء: للتعقيب لا لفظ القرآن، لأن في موضع {فأتبع}، وفي موضعين: {ثم أتبع} والثلاثة مخففة، و (ذاكرًا): حال من فاعل (خفف)، (حامية): مبتدأ، (صحبته): مبتدأ ثانٍ، (كلا): خبره، والضمير: للفظ (صحبته)، والهاء: عائد إلى لفظ (حامية)، أو إلى (المد)، (ياءٌ): مبتدأ، (عنهم): نعته، (في الهمز): خبره، (صحابهم): مبتدأ، (جزاءً)- بالنصب والتنوين: خبر، أي: قرأوا {جزاءً}، (فنون وانصب الرفع): بيان (جزاءً)، وألف (اقبلا): بدل من النون الخفيفة للتأكيد.
ص: قرأ الكوفيون وابن عامر: {فأتبع سببًا، حتى إذا بلغ مغرب} [85- 86]، {ثم أتبع سببًا، حتى إذا بلغ مطلع} [89- 90]، {ثم أتبع سببًا، حتى إذا بلغ بين السدين} [92- 93] بالتخفيف من باب الإفعال، والباقون: بالتشديد من باب الافتعال، لغتان بمعنى (تبع)، كما قال الله تعالى في البقرة: {فمن تبع هداي} [38]، وفي طه: {فمن اتبع هداي} [123]، وقيل: (أتبع) يتعدى إلى مفعولين، نحو: {وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنةً} [القصص: 42]، والتقدير: أتبع أمره أو جنوده سببًا.
[كنز المعاني: 2/405]
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر وابن عامر: (في عينٍ حامية) [86] بالألف بعد الحاء، والياء بعد الميم على (فاعلة)، وهي الحارة، والباقون: {حمئة} بترك الألف والهمز بعد الميم، أي: ذات حمأ، وهي الطينة السوداء، ويقوي ذلك قول تُبع في ذي القرنين:
فرأى مغار الشمس عند طلوعها = في عين ذي خُلب وثأطٍ حرمد
والخُلب: الطين، والثأط: الحمأة، والحرمد: الأسود.
وسئل كعب: أين تغرب الشمس؟ فقال أجدها في التوراة تغرب في
[كنز المعاني: 2/406]
ماء وطين.
ومن الجائز أن تكون العين حارة ذات حمأة، فلا تتنافي بينهما.
وقرأ مدلول (صحابهم) حمزة والكسائي وحفص: {فله جزاءً الحسنى} [88] بنصب الهمز والتنوين، على أن {الحسنى} مبتدأ، بمعنى الجنة، و {له}: خبر، و{جزاءً}: حال، أي: مجزيًا بها، والباقون، بالرفع من غير تنوين على الإضافة، و{الحسنى} بمعنى الحسنة، أي: جزاء الأعمال الصالحة، ويجوز أن تكون بمعنى الجنة بدلًا من {جزاءٌ} المرفوع حذف التنوين فيه لالتقاء الساكنين). [كنز المعاني: 2/407] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (849- فَأَتْبَعَ خَفِّفْ فِي الثَّلاثَةِ "ذَ"اكِرًا،.. وَحَامِيَةً بِالْمَدِّ "صُحْبَتُـ"ـهُ "كَـ"ـلا
أي: خفف الباء من: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ}، {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ}، {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ} فهذا معنى قوله: في الثلاثة، والأولى أن يقرأ أول بيت الشاطبي: وأتبع خفف بالواو وتكون الواو للعطف أتت
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/343]
للفصل، ويقع في كثير من النسخ فأتبع بالفاء وليس جيدا؛ إذ ليس الجميع بلفظ فأتبع بالفاء إنما الأول وحده بالفاء والآخران خاليان منهما، ولم ينبه على قطع الهمزة ولا بد منه، فليته قال: وأتبع كل اقطع هنا خفف ذاكر؛ أي: كله وذهب التنوين؛ لالتقاء الساكنين والتخفيف والتشديد لغتان وهما بمعنى تبع كعلم قال الله تعالى: {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ}.
في البقرة وقال في طه: {فَمَنِ اتَّبَعَ} وقال: {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ}، {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ}، وهذه المواضع مجمع عليها، واختلف هنا وفي الذي في آخر الأعراف والشعراء، وقيل: "أتبَعَ" يتعدى إلى لمفعولين بدليل: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً}.
فالتقدير: أتبع أمره سببا وقيل: اتبع الحق واتبع بمعنى، واختار أبو عبيد قراءة التشديد، قال: لأنها من المسير إنما هي افتعل من قولك: تبعت القوم، أما الإتباع بهمز الألف فإنما معناه اللحاق كقولك: {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ}، {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ}، ونحوه، واختار الفراء قراءة التخفيف فقال: "أتبع" أحسن من "اتبع"؛ لأن اتبعت الرجل إذا كان يسير وأنت تسير وراءه فإذا قلت: أتبعته فكأنك قفوته، قال أبو جعفر النحاس: وغيره الحق أنهما لغتان بمعنى السير، فيجوز أن يكون معه اللحاق وأن لا يكون.
قلت: ومعنى الآية: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}؛ أي: من أسباب كل شيء أراده من أغراضه ومقاصده في ملكه سببا طريقا موصلا إليه، والسبب ما يتوصل به إلى المقصود من علم أو قدرة، وآلة: فأراد بلوغ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/344]
المغرب، {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} يوصله إليه: "حتى بلغ"، وكذلك أراد بلوغ المشرق، {فَأَتْبَعَ سَبَبًا}، وأراد بلوغ السدين {فَأَتْبَعَ سَبَبًا}،
هذه عبارة الزمخشري في ذلك، وقال أبو علي: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} بالخلق إليه حاجة سببا؛ أي: علما ومعونة له على ما مكناه فيه فاتجه في كل وجه وجهناه له، وأمرناه به للسبب الذي ينال به صلاح ما مكن منه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/345] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (849 - فأتبع خفّف في الثلاثة ذاكرا = وحامية بالمدّ صحبته كلا
850 - وفي الهمز ياء عنهمو وصحابهم = جزاء فنوّن وانصب الرّفع واقبلا
قرأ ابن عامر والكوفيون: فَأَتْبَعَ سَبَباً، ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً معا بقطع الهمزة مفتوحة مع تخفيف التاء ساكنة في المواضع الثلاثة، وقرأ أهل سما بوصل الهمزة وتشديد التاء مفتوحة في المواضع المذكورة). [الوافي في شرح الشاطبية: 314] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَأَتْبَعَ سَبَبًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ، وَالْكُوفِيُّونَ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ، وَإِسْكَانِ التَّاءِ فِيهِنَّ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِوَصْلِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ التَّاءِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَانْفَرَدَ بِذَلِكَ الشَّذَائِيُّ عَنِ الرَّمْلِيِّ عَنِ الصُّورِيِّ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ). [النشر في القراءات العشر: 2/314] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر والكوفيون {فأتبع سببًا} [85] {ثم أتبع سببًا} الثلاثة [85، 89، 92] بقطع الهمزة وإسكان التاء مخففة، والباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء في الثلاثة.
وانفرد به الشذائي عن الصوري عن ابن ذكوان). [تقريب النشر في القراءات العشر: 587] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (755- .... أتبع الثّلاث كم كفى = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 84] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ص) ف (ظ) نّ اتبع الثّلاث (ك) م (كفى) = حامية حمئة واهمز (أ) فا
أراد أن ابن عامر والكوفيين قرءوا «اتّبع» في الثلاثة التي في هذه السورة بقطع
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 269]
الهمزة وإسكان التاء كلفظه، والباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء في الثلاثة وهما لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 270] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر و(كفا) الكوفيون: فأتبع سببا [85] ثمّ أتبع [89] ثمّ أتبع [92] بقطع الهمزة وتخفيف التاء.
والباقون بوصل الهمزة وفتح التاء وتشديدها في الثلاثة.
تنبيه:
علم قطع الهمزة وسكون التاء من لفظه، وعلم وصلها، وفتح التاء المشددة من الجمع، وتبعت الشيء: قفوته، تحقيقا أو تقديرا، واتبعه: (افتعل) منه على حد (اقتدى) أو (اكتسب)، ومن ثم قرن أصل النجاة بـ (اتبع) وعدم الخوف بـ (يتّبع)، (وأتبع) بمعناه أو معدى بالهمزة إلى ثان نحو وأتبعنهم في هذه الدّنيا لعنة [القصص: 42] أي: جعلناها لاحقة لهم.
وقال الفراء: اتّبعه: سار معه، وأتبعه: سار خلفه. فوجه التخفيف جعله (أتبع) بأحد المعاني، وأحد المفعولين محذوف، أي: أتبع أمره أو سببا سببا. ووجه التشديد جعله (افتعل)، فأدغم [أولى التاءين في الأخرى] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/435] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فأتبع سببا، ثم أتبع سببا" [الآية: 85، 89، 92] في الثلاثة فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بقطع الهمزة وإسكان التاء في الكل، وافقهم الأعمش، والباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء مفتوحة والقراءتان بمعنى واحد، والفعل متعد لواحد، وقيل أتبع بالقطع متعد لاثنين حذف أحدهما أي: أتبع أمره سببا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/223] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فاتبع سببا} و{ثم اتبع سببا} [89 92] معًا، قرأ الشامي والكوفيون بقطع الهمزة، وإسكان التاء في الثلاثة، والباقون بوصل الهمزة، وتشديد التاء في الثلاثة). [غيث النفع: 829] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85)}
{فَأَتْبَعَ}
- قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم وخلف وزيد بن علي والزهري والأعمش وطلحة وابن أبي ليلى (فأتبع) بقطع الهمزة وإسكان التاء.
واختار هذه القراءة أبو عبيد.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وأبو جعفر وابن ذكوان والشذائي عن الرملي عن الصوري عن ابن ذكوان، ويعقوب وابن محيصن واليزيدي والحسن (فاتبع) بوصل الهمزة وتشديد التاء وفتحها.
ومعنى القراءتين واحد. وعن يونس بن حبيب وأبي زيد أنه بقطع الهمزة معناه المجد المسرع، وبوصلها إنما يتضمن الاقتفاء.
قال الفراء:
(وأتبع أحسن من (اتبع)، لأن اتبعت الرجل إذا كان يسير وأنت تسير وراءه، وإذا قلت: أتبعته -بقطع الألف- فكأنك قفوته).
[معجم القراءات: 5/289]
وقال مكي: (والقراءتان متعادلتان) ). [معجم القراءات: 5/290]

قوله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (32 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {فِي عين حمئة} 86
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو {حمئة} وَكَذَلِكَ عَاصِم في رِوَايَة حَفْص {حمئة} مَهْمُوزَة بِغَيْر ألف
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {حمية} بِأَلف غير مَهْمُوزَة). [السبعة في القراءات: 398]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (حامية) بألف شامي، كوفي - غير حفص - ويزيد). [الغاية في القراءات العشر: 311]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (حاميةٍ) [86]: بألف شامي، وزيد، وكوفي غير حفص، وأيوب). [المنتهى: 2/811]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي (حامية) بألف من غير همز، وقرأ الباقون بالهمز من غير ألف). [التبصرة: 263]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وأبو بكر، وحمزة، والكسائي: {في عين حامية} (86): بألف، من غير همز.
والباقون: بغير ألف، مع الهمز). [التيسير في القراءات السبع: 352]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر وأبو جعفر وأبو بكر وحمزة والكسائيّ وخلف: (في عين حامية) بألف من غير همز. والباقون بغير ألف مع الهمز). [تحبير التيسير: 448]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([86]- {حَمِئَةٍ} بالألف من غير همز: ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/692]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (849- .... .... .... .... = وَحَامِيَةً بِالْمَدِّ صُحْبَتُهُ كَلاَ
850 - وَفِي الْهَمْزِ يَاءَ عَنْهُمْ .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و(حمئة)، من: حمئت البئر، إذا صارت فيها الحماة؛ وهي قراءة ابن عباس.
وقرأ معاوية: (حامية)، فقال ابن عباس: (حمئة)؛ فسأل معاوية رحمه الله عبد الله بن عمرو فقال: (حامية).
فقال ابن عباس: في بيتي نزل القرآن.
فأرسل معاوية إلى كعبه، أين تحد الشمس تغرب في التوراة؟ فقال: أما العربية فأنتم بما أعلم؛ وأما أنا فأجد الشمس في التوراة تغرب في ماء وطين.
فأنشد بعض من حضر المجلس قول تُبع:
[فتح الوصيد: 2/1079]
فرأى مغيب الشمس عند مآبها = في عيني ذي خلبٍ وثأط حرمد
أي في عين ماء ذي طينٍ وحمإ أسود.
واختار أبو عبيد (حامية)، لأن عليها جماعة من الصحابة: ابن مسعود، وابن عمر، وعمرو بن العاص، وابنه عبد الله، وطلحة بن عبيد الله ومعاوية ومن وافقهم من التابعين.
ويروي عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأي الشمس حين غابت فقال: أتدري يا أبا ذر أين تغرب هذه ؟
قلت: الله ورسوله أعلم؛ قال: «إنها تغرب في عين حامية».
ولا تناقض بين القراءتين، فـ(الحامية): الحارة. وقد تكون (حمئة): حارة.
ولفظ (صحبته)، مفردٌ؛ لأنها كلمة سمي بها جماعة فلذلك أخبر عنه بالمفرد فقال: (كلأ) ). [فتح الوصيد: 2/1080]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([849] فأتبع خفف في الثلاثة ذاكرًا = وحاميةٍ بالمد صحبته كلا
[850] وفي الهمز ياءٌ عنهم وصحابهم = جزاءً فنون وانصب الرفع وأقبلا
[كنز المعاني: 2/404]
ح: (أتبع): مفعول (خفف)، والفاء: للتعقيب لا لفظ القرآن، لأن في موضع {فأتبع}، وفي موضعين: {ثم أتبع} والثلاثة مخففة، و (ذاكرًا): حال من فاعل (خفف)، (حامية): مبتدأ، (صحبته): مبتدأ ثانٍ، (كلا): خبره، والضمير: للفظ (صحبته)، والهاء: عائد إلى لفظ (حامية)، أو إلى (المد)، (ياءٌ): مبتدأ، (عنهم): نعته، (في الهمز): خبره، (صحابهم): مبتدأ، (جزاءً)- بالنصب والتنوين: خبر، أي: قرأوا {جزاءً}، (فنون وانصب الرفع): بيان (جزاءً)، وألف (اقبلا): بدل من النون الخفيفة للتأكيد.
ص: قرأ الكوفيون وابن عامر: {فأتبع سببًا، حتى إذا بلغ مغرب} [85- 86]، {ثم أتبع سببًا، حتى إذا بلغ مطلع} [89- 90]، {ثم أتبع سببًا، حتى إذا بلغ بين السدين} [92- 93] بالتخفيف من باب الإفعال، والباقون: بالتشديد من باب الافتعال، لغتان بمعنى (تبع)، كما قال الله تعالى في البقرة: {فمن تبع هداي} [38]، وفي طه: {فمن اتبع هداي} [123]، وقيل: (أتبع) يتعدى إلى مفعولين، نحو: {وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنةً} [القصص: 42]، والتقدير: أتبع أمره أو جنوده سببًا.
[كنز المعاني: 2/405]
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر وابن عامر: (في عينٍ حامية) [86] بالألف بعد الحاء، والياء بعد الميم على (فاعلة)، وهي الحارة، والباقون: {حمئة} بترك الألف والهمز بعد الميم، أي: ذات حمأ، وهي الطينة السوداء، ويقوي ذلك قول تُبع في ذي القرنين:
فرأى مغار الشمس عند طلوعها = في عين ذي خُلب وثأطٍ حرمد
والخُلب: الطين، والثأط: الحمأة، والحرمد: الأسود.
وسئل كعب: أين تغرب الشمس؟ فقال أجدها في التوراة تغرب في
[كنز المعاني: 2/406]
ماء وطين.
ومن الجائز أن تكون العين حارة ذات حمأة، فلا تتنافي بينهما.
وقرأ مدلول (صحابهم) حمزة والكسائي وحفص: {فله جزاءً الحسنى} [88] بنصب الهمز والتنوين، على أن {الحسنى} مبتدأ، بمعنى الجنة، و {له}: خبر، و{جزاءً}: حال، أي: مجزيًا بها، والباقون، بالرفع من غير تنوين على الإضافة، و{الحسنى} بمعنى الحسنة، أي: جزاء الأعمال الصالحة، ويجوز أن تكون بمعنى الجنة بدلًا من {جزاءٌ} المرفوع حذف التنوين فيه لالتقاء الساكنين). [كنز المعاني: 2/407] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: "في عين حامية"، هذه القراءة بزيادة ألف بعد الحاء وبياء صريحة بعد الميم؛ أي: حارة من حميت تحمى فهي حامية، قال أبو علي: ويجوز أن تكون فاعلة من الحمأ، فخففت الهمزة بقلبها ياء محضة قلت: لأنها مفتوحة بعد مكسورة فإبدالها ياء وهو قياس تخفيفها على ما سبق في باب وقف حمزة، وفي هذا الوجه جمع بين معنى القراءتين كما يأتي ثم تمم الكلام في بيان هذه القراءة في البيت الآتي، وأخبر عن لفظ صحبة بقوله: كلا؛ أي: حفظ كما أخبر عنها فيما تقدم بقوله: تلا، وفي موضع آخر ولا؛ لأنه مفرد.
850- وَفِي الْهَمْزِ يَاءٌ عَنْهُمُ وَ"صِحَابُـ"ـهُمْ،.. جَزَاءُ فَنَوِّنْ وَانْصِبِ الرَّفْعَ وَأَقْبَلا
فالقراءة الأخرى بالقصر والهمز حمئة؛ أي: فيها الحمأة وهو الطين الأسود. وروي أن معاوية سأل كعبا: أين تجد الشمس تغرب في
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/345]
التوراة؟ فقال: في "ماء وطين"، وفي رواية: في "حمأة وطين"، وفي أخرى: في طينة سوداء، أخرجهن أبو عبيد في كتابه وروي في شعر تبع في ذي القرنين:
فرأى مغيب الشمس عند مآبها،.. في غير ذي خلب دثاط حرمد
أي: في عين ماء ذي طين، وحمأ أسود، قال الزجاج: يقال حميت البئر فهي حمئة إذا صار فيها الحمأة، ومن قرأ حامية بغير همز أراد حارة، قال: وقد تكون حارة ذات حمأة؛ يعني: جمعا بين القراءتين). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/346]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (849 - .... .... .... .... .... = وحامية بالمدّ صحبته كلا
850 - وفي الهمز ياء عنهمو .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ ابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي: في عين حامية بألف بعد الحاء وإبدال الهمزة ياء. وقرأ غيرهم بحذف الألف مع بقاء الهمز على حاله). [الوافي في شرح الشاطبية: 314]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (150- .... .... .... وَحَامِيَةٍ .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: وحامية أي قرأ أبو جعفر أيضًا {في عين حامية} [86] بألف بعد الحاء وباء أصلية كخلف وعلم ليعقوب {حمئة} [86] بلا ألف وبهمز مكان الياء أي فيها الحمأةوهو الطين الأسود). [شرح الدرة المضيئة: 167]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: عَيْنٍ حَمِئَةٍ فَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ وَحَفْصٌ بِغَيْرِ أَلِفٍ بَعْدَ الْحَاءِ، وَهَمْزِ الْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ وَفَتْحِ الْيَاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/314]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع وابن كثير والبصريان وحفص {حمئةٍ} [86] بغير ألف بعد الحاء وهمز الياء، والباقون بالألف وفتح الياء من غير همز). [تقريب النشر في القراءات العشر: 587]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (755- .... .... .... .... .... = حاميةٍ حمئةٍ واهمز أفا
756 - عد حقّ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ثم أراد أن نافعا وحفصا وابن كثير وأبا عمرو ويعقوب قرءوا «حمئة» وهمزوا الياء، والباقون قرءوا «حامية» كما لفظ بالقراءتين معا). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 270]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو ألف (أفا) نافع وعين (عد) حفص، و(حق) البصريان وابن كثير في عين
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/435]
حامية [86] بألف ثان وياء مفتوحة بعد الميم اسم فاعل من (حمى): حارّة.
والباقون [وهم المشار إليهم] بحذف الألف، وهمزة مفتوحة مكان الياء، صفة مشبّهة.
قال الزجاج: من حميت الشمس؛ فهي حمئة، صار فيها الحمأة: الطين الأسود.
تنبيه:
علم مد حامية وخصوصيته من لفظه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/436]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "عَيْنٍ حَمِئَة" [الآية: 86] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص ويعقوب بالهمز من غير ألف صفة
[إتحاف فضلاء البشر: 2/223]
مشبهة، يقال حمئت البئر تحمأ حمأ فهي حمئة إذا صار فيها الطين، وفي التوراة تغرب في وئاط وهو الحمأة، وافقهم اليزيدي، والباقون بألف بعد الخاء وإبدال الهمزة ياء مفتوحة اسم فاعل من حمى يحمي أي: حارة ولا تنافي بينهما، لجواز أن تكون العين جامعة للوصفين الحرارة، وكونها من طين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/224]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وضم يعقوب هاء "فيهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/224]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {حمئة} [86] قرأ الحرميان وبصري وحفص بغير ألف بعد الحاء، وهمزة مفتوحة بعد الميم، والباقون بالألف بعد الحاء، وياء مفتوحة بعد الميم). [غيث النفع: 829]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86)}
{حَمِئَةٍ}
- قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وعبد الله ابن مسعود وطلحة بن عبيد الله وعمرو بن العاص وعبد الله بن عمرو، وابن عمر ومعاوية وخلف والحسن وزيد بن علي وابن الزبير وأبو جعفر وعلي وأبو عبد الرحمن وعكرمة والنخعي وقتادة وشيبة وابن محيصن والأعمش (حامية) بألف وياء، أي حارة من حمي يحمى، واختار هذه القراءة أبو عبيد، قال: (لأن عليها جماعة من الصحابة وسماهم).
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم وعلي وابن عباس في رواية وشيبة وحميد وابن أبي ليلى ويعقوب وأبو حاتم وابن جبير الأنطاكي واليزيدي وأبي بن كعب (حمئة) بهمزة مفتوحة من غير ألف، وهو صفة مشبهة، يقال: حمئت البئر تحمأ حمأً فهي حمئة إذا صار فيها الطين الأسود.
[معجم القراءات: 5/290]
قال أبو حاتم: (وقد يمكن أن تكون (حامية) مهموزة بمعنى ذات حمأة، فتكون القراءتان بمعنى واحد، يعني أنه سهلت الهمزة بإبدالها ياءً لكسر ما قبلها).
وقال ابن عباس:
(أقرأنيها أبي كما أقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (في عين حمئةٍ)).
وفي حاشية الجمل:
(وكان ابن عباس عند معاوية فقرأ معاوية (حامية)، فقال ابن عباس (حمئة)، فسأل معاوية ابن عمر: كيف تقرأ؟ فقال: كقراءة أمير المؤمنين، فبعث معاوية يسأل كعبًا، فقال: أجدها تغرب في ماء وطين. فوافق ابن عباس.
ولا تنافي بين القراءتين؛ لأن العين جامعة بين الوصفين: الحرارة وكونها من طين. اهـ سمين).
والقصة في القرطبي، غير أن فيه عبد الله بن عمرو بن العاص بدلًا من ابن عمر، وخلافًا في النص، ولا يخرج في مجمله عنا ذكرته هنا.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وابن الزبير (في عين حامئة).
كذا جاءت عند الزبيدي بالألف وهمز.
- وقرأ الزهري: (حميةٍ) بتليين الهمزة.
{فِيهِمْ}
- قرأ يعقوب (فيهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة (فيهم) بكسر الهاء لمجاورة الياء). [معجم القراءات: 5/291]

قوله تعالى: {قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (26 - وَاخْتلفُوا في التَّخْفِيف والتثقيل من قَوْله {نكرا} 74 87
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عمر وَحَمْزَة والكسائي {نكرا} خَفِيفَة في كل الْقُرْآن إِلَّا قَوْله {إِلَى شَيْء نكر} الْقَمَر 6
وخفف ابْن كثير أَيْضا {إِلَى شَيْء نكر}
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَابْن عَامر في كل الْقُرْآن {نكرا} و{نكر} مُثقلًا
وَحَفْص عَن عَاصِم {نكرا} خَفِيفَة إِلَّا قَوْله {إِلَى شَيْء نكر} فَإِنَّهُ مثقل
وَاخْتلف عَن نَافِع فروى إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر {نكرا} خَفِيفَة في كل الْقُرْآن إِلَّا في وَله {إِلَى شَيْء نكر} فَإِنَّهُ مثقل
وروى ابْن جماز وقالون والمسيبي وَأَبُو بكر بن أَبي أويس وورش مُثقلًا في كل الْقُرْآن
وَنصر عَن الأصمعي عَن نَافِع {نكرا} مُثقلًا). [السبعة في القراءات: 395 - 396] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (نكرا) ثقيل، مدني - غير إسماعيل -، وابن ذكوان، وأبو بكر، ويعقوب، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 309] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (نكرًا) [74، 87، الطلاق: 8]، حيث جاء: مثقل: مدني إلا إسماعيل، وأبو بكر، وسلام، ويعقوب، وسهل، وابن ذكوان، وافق ابن عتبة في هذا وحده). [المنتهى: 2/808] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وأبو بكر، وابن ذكوان: {نكرا} (74، 87)، في الموضعين هنا، وفي الطلاق (8): بضم الكاف.
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 351] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر ويعقوب وأبو بكر وابن ذكوان: (نكرا) في الموضعين هنا وفي الطّلاق، بضم الكاف والباقون بإسكانها). [تحبير التيسير: 447] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([74]- {زَكِيَّةً} مشددا: الكوفيون وابن عامر.
[74]- {نُكْرًا} هنا فيهما [74، 87] وفي [الطلاق: 8] مثقل: نافع وأبو بكر وابن ذكوان). [الإقناع: 2/691] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نكرا} تقدم). [غيث النفع: 829]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87)}
{ظَلَمَ}
- تقدم تغليظ اللام عن الأزرق وورش، انظر الآية/25 من سورة الأنفال (ظلموا).
{نُكْرًا}
- تقدم في الآية/74 من هذه السورة قراءتان:
نكرًا: بسكون الكاف.
ونكرًا: بضمها.
وهذا المختصر لا يغني عما سبق من بيان، فارجع إلى الموضع السابق فهو أنفع). [معجم القراءات: 5/292]

قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (33 - وَاخْتلفُوا في الْإِضَافَة والتنوين من قَوْله {فَلهُ جَزَاء الْحسنى} 88
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَابْن عَامر وَأَبُو عَمْرو {فَلهُ جَزَاء الْحسنى} مُضَافا مَرْفُوعا
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي وَحَفْص عَن عَاصِم {جَزَاء الْحسنى} منونا مَنْصُوبًا). [السبعة في القراءات: 398 - 399]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (جزاء)
نصب كوفي - غير أبي بكر - ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 311 - 312]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فله جزاءً) [88]: نصبٌ منون: كوفي غير أبي بكرٍ والمفضل، وحمصي، ويعقوب). [المنتهى: 2/811]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي وحفص (جزاء الحسنى) مكسور التنوين وبالنصب، وقرأ الباقون بالرفع من غير تنوين). [التبصرة: 263]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة، والكسائي: {فله جزاء الحسنى} (88): بالتنوين ونصبه.
والباقون: بالرفع، من غير تنوين). [التيسير في القراءات السبع: 353]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حفص وحمزة والكسائيّ [ويعقوب] وخلف: (فله جزاء الحسنى] بالتّنوين ونصبه والباقون بالرّفع من غير تنوين). [تحبير التيسير: 448]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([88]- {فَلَهُ جَزَاءً} نصب منون: حفص وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/692]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (850- .... .... .... وَصِحَابُهُمْ = جَزَاءُ فَنَوِّنْ وَانْصِبِ الرَّفْعَ وَأَقْبَلاَ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([850] وفي الهمز ياء عنهم و(صحابـ)ـهم = جزاء فنون وانصب الرفع وأقبلا
...
(وصحابهم جزاء فنون ...) إلى آخره: قرأ (صحاب): {جزاء الحسنی}.
ويحتمل أن يكون مصدرًا في موضع الحال، أي مجزيا بها جزاء؛ والتقدير: فله الفعلة الحسني جزاءً.
وقال الفراء: «هو منصوب على التفسير».
و{جزاء الحسنى}، أي جزاء كلمة الإيمان، وهي الكلمة الحسنى). [فتح الوصيد: 2/1080]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([849] فأتبع خفف في الثلاثة ذاكرًا = وحاميةٍ بالمد صحبته كلا
[850] وفي الهمز ياءٌ عنهم وصحابهم = جزاءً فنون وانصب الرفع وأقبلا
[كنز المعاني: 2/404]
ح: (أتبع): مفعول (خفف)، والفاء: للتعقيب لا لفظ القرآن، لأن في موضع {فأتبع}، وفي موضعين: {ثم أتبع} والثلاثة مخففة، و (ذاكرًا): حال من فاعل (خفف)، (حامية): مبتدأ، (صحبته): مبتدأ ثانٍ، (كلا): خبره، والضمير: للفظ (صحبته)، والهاء: عائد إلى لفظ (حامية)، أو إلى (المد)، (ياءٌ): مبتدأ، (عنهم): نعته، (في الهمز): خبره، (صحابهم): مبتدأ، (جزاءً)- بالنصب والتنوين: خبر، أي: قرأوا {جزاءً}، (فنون وانصب الرفع): بيان (جزاءً)، وألف (اقبلا): بدل من النون الخفيفة للتأكيد.
ص: قرأ الكوفيون وابن عامر: {فأتبع سببًا، حتى إذا بلغ مغرب} [85- 86]، {ثم أتبع سببًا، حتى إذا بلغ مطلع} [89- 90]، {ثم أتبع سببًا، حتى إذا بلغ بين السدين} [92- 93] بالتخفيف من باب الإفعال، والباقون: بالتشديد من باب الافتعال، لغتان بمعنى (تبع)، كما قال الله تعالى في البقرة: {فمن تبع هداي} [38]، وفي طه: {فمن اتبع هداي} [123]، وقيل: (أتبع) يتعدى إلى مفعولين، نحو: {وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنةً} [القصص: 42]، والتقدير: أتبع أمره أو جنوده سببًا.
[كنز المعاني: 2/405]
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر وابن عامر: (في عينٍ حامية) [86] بالألف بعد الحاء، والياء بعد الميم على (فاعلة)، وهي الحارة، والباقون: {حمئة} بترك الألف والهمز بعد الميم، أي: ذات حمأ، وهي الطينة السوداء، ويقوي ذلك قول تُبع في ذي القرنين:
فرأى مغار الشمس عند طلوعها = في عين ذي خُلب وثأطٍ حرمد
والخُلب: الطين، والثأط: الحمأة، والحرمد: الأسود.
وسئل كعب: أين تغرب الشمس؟ فقال أجدها في التوراة تغرب في
[كنز المعاني: 2/406]
ماء وطين.
ومن الجائز أن تكون العين حارة ذات حمأة، فلا تتنافي بينهما.
وقرأ مدلول (صحابهم) حمزة والكسائي وحفص: {فله جزاءً الحسنى} [88] بنصب الهمز والتنوين، على أن {الحسنى} مبتدأ، بمعنى الجنة، و {له}: خبر، و{جزاءً}: حال، أي: مجزيًا بها، والباقون، بالرفع من غير تنوين على الإضافة، و{الحسنى} بمعنى الحسنة، أي: جزاء الأعمال الصالحة، ويجوز أن تكون بمعنى الجنة بدلًا من {جزاءٌ} المرفوع حذف التنوين فيه لالتقاء الساكنين). [كنز المعاني: 2/407] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقرأ مدلول صحاب: {فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى} أي: فله الحسنى جزاء فجزاء مصدر منصوب في موضع الحال. المعنى: فله الحسنى مجزية أو مجزيا بها. والمراد بالحسنى على هذه القراءة الجنة، وقرأ الباقون بإضافة جزاء إلى الحسنى، قال الفراء: الحسنى حسناته فله جزاؤها، وتكون الحسنى الجنة، ويضيف الجزاء إليها وهي هو، كما قال: {دِينُ الْقَيِّمَةِ}، و{وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ}، وقال أبو علي: له جزاء الخصال الحسنة التي أتاها وعملها، واختار أبو عبيد قراءة النصب، وقال أبو علي: قال أبو الحسن: هذا لا تكاد العرب تتكلم مقدما إلا في الشعر وقول الناظم: وأقبلا أراد وأقبلن، فأبدل من نون التأكيد الخفيفة ألفا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/346]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (850 - .... .... .... .... وصحابهم = جزاء فنوّن وانصب الرّفع واقبلا
....
وقرأ حفص وحمزة والكسائي: فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى بتنوين جَزاءً ونصب رفع همزته وقرأ غيرهم بحذف التنوين ورفع الهمزة). [الوافي في شرح الشاطبية: 314]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (151- .... .... .... .... .... = جَزَاءُ كَحَفْصٍ .... .... .... ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: جزاء كحفص ضم سدين حولا كسدا هنا كل ذلك ليعقوب أي قرأ المرموز له (بحاء) حولا وهو يعقوب {فله جزاء الحسنی} [88]
[شرح الدرة المضيئة: 168]
بتنوين {جزاء} وإليه أشار بقوله كحفص على أن {الحسنى} مبتدأ {فله} وخبر {جزاء} حال أي مجزيًا وعلم من الوفاق لخلف كذلك ولأبي جعفر بالرفع من غير تنوين على أن {جزاء} مبتدأ و{الحسنى} مضاف إليه بمعنى الحسنة وفي ذلك بمعنى الجنة و{فله} خبره). [شرح الدرة المضيئة: 169]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي
[النشر في القراءات العشر: 2/314]
جَزَاءً الْحُسْنَى فَقَرَأَ يَعْقُوبُ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِالنَّصْبِ وَالتَّنْوِينِ وَكَسْرِهِ لِلسَّاكِنَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/315]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وحفص {جزاءً الحسنى} [88] بالنصب والتنوين، فيكسر للساكنين، والباقون بالرفع من غير تنونين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 587]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {نكرًا} [74] ذكر في البقرة [67] عند {هزوًا}، وكذا {عسرًا} [73]، و{يسرًا} [88] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 586] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (756- .... والرّفع انصبن نوّن جزا = صحب ظبى .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ع) ذ (حقّ) والرّفع انصبن نوّن جزا = (صحب ظ) بى افتح ضمّ سدّين (ع) زا
يريد أنه قرأ قوله تعالى «جزاء الحسنى» بنصب الرفع والتنوين حمزة والكسائي وخلف وحفص ويعقوب، والباقون بالرفع من غير تنوين فنصب جزاء على الحالية من المستثنى في قوله تعالى: «فله» فإن فله خبر مقدم والمبتدأ مؤخر، ووجه الرفع وعدم التنوين أنه مبتدأ خبره مقدم وحذف التنوين لإضافته إلى الحسنى: أي فله جزاء الكلمة الحسنى). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 270]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ولما لم يعلم الهمز صرح [به فقال]:
ص:
(ع) د (حقّ) والرّفع انصبن نون جزا = (صحب) (ظ) بي افتح ضمّ سدّين (ع) جزا
(حبر) وسدّا (ح) كم (صخب) (د) برا = يا سين (صحب) يفقهوا ضمّ اكسرا
ش: أي قرأ [ذو] (صحب) حمزة، [وعلى وحفص] وخلف، وظاء (ظبا) يعقوب فله جزآء [88] بالنصب والتنوين، على أن «له الحسنى: الجنة» اسمية مقدّمة الخبر،
و (جزاء) نصبا مصدر مؤكد لمقدر أو موضع حال الفاعل [أي: مجزيا بها]، والمفعول [مضمر].
والباقون بالرفع بلا تنوين، مبتدأ مضاف إلى «الحسنى» حسناته، [وحذف التنوين لها أو للخفة ك دين القيّمة [البينة: 5]؛ فهي بدل]، وحذف التنوين للساكنين- الفارسي: [الحسنى:] «الخلال» أو الكلمة الحسنى كلمة الإيمان- و(له) خبره). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/436]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى" [الآية: 88] فحفص وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب بفتح الهمزة منونة منصوبا على مصدر في موضع الحال نحو: في الدار قائما زيد وقيل: إنه مصدر مؤكد أي: يجزى جزاء، وافقهم الأعمش والباقون بالرفع من غير تنوين على الابتداء، والخبر الظرف قبله والحسنى مضاف إليها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/224]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال الحسنى حمزة والكسائي وخلف ويعقوب بفتح الهمزة منونة منصوبا على أنه مصدر في موضع الحال نحو: في الدار قائما زيد، وقيل: إنه مصدر مؤكد أي: يجزى جزاء وافقهم الأعمش، والباقون بالرفع من غير تنوين على الابتداء والخبر الظرف قبله، والحسنى مضاف إليها، وأمال الحسنى حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/224]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جزآء الحسنى} [88] قرأ الأخوان وحفص بنصب الهمزة، والتنوين وكسره للساكنين، وقرأ الباقون بالرفع، من غير تنوين). [غيث النفع: 829]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88)}
{فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى}
- قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وأبو بحرية والأعمش وطلحة وابن مناذر ويعقوب وخلف وحماد وأبو عبيد وابن سعدان وابن عيسى الأصبهاني وابن جبير الأنطاكي ومحمد بن جرير (فله جزاءً الحسنى) بنصب (جزاءً)، وتنوينه، وهي اختيار أبي عبيدة.
قال الزجاج:
(المعنى: فله الحسنى جزاءً، وجزاءً مصدر موضوع في موضع الحال، المعنى: فله الحسنى مجزيًا بها جزاءً..).
[معجم القراءات: 5/292]
وعلى هذا يكون تخريج القراءة:
(له) خبر مقدم، الحسنى: مبتدأ مؤخر، جزاءً مصدر في موضع الحال، أو هو نصب على المصدر، وذهب بعضهم إلى أنه تمييز، وهو مذهب الفراء.
- وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي والحسن (فله جزاء الحسنى) برفع (جزاء) على الابتداء، مضافًا إلى (الحسنى)، و(له) الخبر.
واختار الرفع ابن قتيبة، وتعقب أبا عبيدة على اختياره النصب، وقال: (هو كقولك: له جزاء الخير)، وضعف النصب لتقديمه التفسير وهو (جزاء) على المفسر وهو (الحسنى).
قال مكي بعد عرض هذا الخلاف: (فهو بعيد جائز على بعده، والرفع بغير تنوين أحب إلي، لأنه أبين، ولأن الأكثر عليه).
وذهبوا في الرفع مذهبًا آخر ذكره مكي فقال:
(ويجوز أن تكون (الحسنى) بدلًا من (جزاء) على أن (الحسنى) الجنة، ويكون التنوين حذف لالتقاء الساكنين، وهما التنوين واللام من (الحسنى)، فيكون المعنى: فله الجنة).
- وقرأ عبد الله وابن أبي إسحاق والتميمي عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (فله جزاء الحسنى) بالرفع والتنوين جزاء: متبدأ، وله: خبر.
والحسنى: بدل من (جزاء)، أو خبر مبتدأ محذوف.
[معجم القراءات: 5/293]
قال الفراء:
(ولو جعلت (الحسنى) رفعًا، وقد رفعت الجزاء، ونونت فيه كان وجهًا، ولم يقرأ به أحد...).
- وقرأ ابن عباس ومسروق (فله جزاء الحسنى) نصب (جزاء) بغير تنوين، والحسنى: على الإضافة.
قال مكي:
(وقيل: من نصبه ولم ينونه فإنما حذف التنوين لالتقاء الساكنين، والحسنى: في موضع رفع، وفيه بعد).
وقال العكبري:
(ويقرأ بالنصب من غير تنوين، وهو مثل المنون إلا أنه حذف التنوين لالتقاء الساكنين).
وقال النحاس:
(والقراءة الرابعة عند أبي حاتم على حذف التنوين وهي كالثانية، وهذا عند غيره خطأ، لأنه ليس موضع حذف تنوين لالتقاء الساكنين، فيكون تقديره: فله الثواب جزاء الحسنى).
ونقل هذا القرطبي عن النحاس.
- ووجدت في إعراب النحاس قراءة أخرى عن ابن أبي إسحاق وهي (فله جزاءً حسنى) وكذا جاء الضبط فيه: جزاءً بالنصب، وحسنى: بدون ألف.
قلت: لقد أثبت هذه القراءة وأنا غير مطمئن إلى صحتها؛ فإعراب النحاس الخطأ في ضبطه كثير، ومع ذلك فلا أستطيع أن أهملها،
[معجم القراءات: 5/294]
وحتى ساعة كتابة هذه الكلمات لم أجدها في مرجع آخر.
{فَلَهُ جَزَاءً}
- وإذا وقف حمزة على (جزاءً) فله تسهيل الهمزة مع المد والقصر، مثل: بناءً ودعاءً.
- ولهشام عند الوقف إبدال الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر، ثم تسهيلها بالروم مع المد والقصر.
- ولهشام إبدالها واوًا خالصة مع المد والتوسط والقصر، وكل منها مع السكون المحض والإشمام، وله القصر مع الروم.
{الْحُسْنَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش وأبي عمرو.
- والباقون على الفتح.
{وَسَنَقُولُ لَهُ}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والجماعة على الإظهار.
{يُسْرًا}
- قراءة الجماعة (يسرًا) بسكون السين.
- وقرأ أبو جعفر وأبو عمرو ويحيى وعيسى (يسرًا) بضم السين.
وهو كذلك عن أبي جعفر حيث وقع، وذكرها صاحب النشر عن أبي عمرو). [معجم القراءات: 5/295]

قوله تعالى: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فأتبع) (ثم أتبع) بالقطع الشامي، كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 311] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فاتبع) [85]، (ثم اتبع) [89، 92]: وصل: حجازي، بصري، وقاسم، وحمصي، وابن ذكوان طريق الداجوني). [المنتهى: 2/811] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر (فأتبع ثم أتبع ثم أتبع) بالقطع في الثلاثة والتخفيف، وقرأ الباقون بالوصل والتشديد من غير هم). [التبصرة: 263] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، وابن عامر: {فأتبع} (85)، {ثم أتبع} (89)، {ثم أتبع سببا} (92)، في الثلاثة المواضع: بقطع الألف، مخففة التاء.
والباقون: بوصل الألف، مشددة التاء). [التيسير في القراءات السبع: 352] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون وابن عامر: (فأتبع ثمّ أتبع ثمّ أتبع) في الثّلاثة بقطع الألف مخفّفة التّاء، والباقون بوصل الألف مشدّدة التّاء). [تحبير التيسير: 448] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([85]- {فَأَتْبَعَ}، و{ثُمَّ أَتْبَعَ} [89]، و{ثُمَّ أَتْبَعَ} [92] فيهن،
[الإقناع: 2/691]
قطع: الكوفيون وابن عامر). [الإقناع: 2/692] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (849 - فَأَتْبَعَ خَفِّفْ فِي الثَّلاَثَةِ ذَاكِراً = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 67] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([849] فأتبع خفف في الثلاثة (ذ)اكرا = وحامية بالمد (صحبتـ)ـه (كـ)ـلا
[850] وفي الهمز ياء عنهم و(صحابـ)ـهم = جزاء فنون وانصب الرفع وأقبلا
[851] (عـ)ـلى (حق) السدين سدا (صحاب) (حقـ) = ـق الضم مفتوح وياسين (شـ)ـد (عـ)ـلا
معنى ذاكرًا، ذاكرًا ما قيل فيه.
[فتح الوصيد: 2/1077]
قال أبو زيد: «أتبعت زيدًا، إذا سبقك فأسرعت في طلبه.
وتبعته واتبعته، إذا ذهبت معه ولم يسبقك».
أبو علي: «فأتبع سببا، إنما هو مطاوع، يتعدى إلى واحد مثل: شويته واشتويته، {وجرحتم} و{اجترحوا}، وفديته وافتديته. وهو كثير.
فإذا نقلته بالهمزة تعدى إلى مفعولين. و{أتبعنهم في هذه الدنيا لعنة} و{فأتبعوهم مشرقين} و{فغأتبعهم فرعون وجنوده}، محذوف المفعول؛ أي أتبعهم فرعون جنوده، وجنوده أتباعهم، فأتبعوهم وهم مشرقين، فحذف إحدى المفعولين، كما حذف من قرأ {يفقهون قولا}؛ أي: أحدًا قولًا.{لينذر بأسًا} أي: الناس بأسًا.
وكذلك قراءة من قرأ: {فأتبع سببا}، أي أتبع سببًا سببًا، أو أمره. وما هو عليه سببًا».انتهى كلامه موجزًا.
وقال الأخفش: «تبعته وأتبعته سواء، مثل ردفته وأردفته»؛ قال الله تعالى: {فأتبعه شهاب}؛ ومنه الإتباع نحو: حسنٍ بسنٍ.
[فتح الوصيد: 2/1078]
واختار أبو عبيد {فأتبع سببًا}.
قال: «لأنها من المسير، إنما هي (افتعل)، من قولك: تبعت القوم. فأما الإتباع بهمز الألف، فمعناه اللحاق كقوله تعالى: {فأتبعوهم مشرقين}، {فأتبعه شهاب}».
الفراء: « (أتبع)، أحسن من (اتبع)، لأن اتبعه: سار وراءه؛ وأتبعه: قفاه» ). [فتح الوصيد: 2/1079] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([849] فأتبع خفف في الثلاثة ذاكرًا = وحاميةٍ بالمد صحبته كلا
[850] وفي الهمز ياءٌ عنهم وصحابهم = جزاءً فنون وانصب الرفع وأقبلا
[كنز المعاني: 2/404]
ح: (أتبع): مفعول (خفف)، والفاء: للتعقيب لا لفظ القرآن، لأن في موضع {فأتبع}، وفي موضعين: {ثم أتبع} والثلاثة مخففة، و (ذاكرًا): حال من فاعل (خفف)، (حامية): مبتدأ، (صحبته): مبتدأ ثانٍ، (كلا): خبره، والضمير: للفظ (صحبته)، والهاء: عائد إلى لفظ (حامية)، أو إلى (المد)، (ياءٌ): مبتدأ، (عنهم): نعته، (في الهمز): خبره، (صحابهم): مبتدأ، (جزاءً)- بالنصب والتنوين: خبر، أي: قرأوا {جزاءً}، (فنون وانصب الرفع): بيان (جزاءً)، وألف (اقبلا): بدل من النون الخفيفة للتأكيد.
ص: قرأ الكوفيون وابن عامر: {فأتبع سببًا، حتى إذا بلغ مغرب} [85- 86]، {ثم أتبع سببًا، حتى إذا بلغ مطلع} [89- 90]، {ثم أتبع سببًا، حتى إذا بلغ بين السدين} [92- 93] بالتخفيف من باب الإفعال، والباقون: بالتشديد من باب الافتعال، لغتان بمعنى (تبع)، كما قال الله تعالى في البقرة: {فمن تبع هداي} [38]، وفي طه: {فمن اتبع هداي} [123]، وقيل: (أتبع) يتعدى إلى مفعولين، نحو: {وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنةً} [القصص: 42]، والتقدير: أتبع أمره أو جنوده سببًا.
[كنز المعاني: 2/405]
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر وابن عامر: (في عينٍ حامية) [86] بالألف بعد الحاء، والياء بعد الميم على (فاعلة)، وهي الحارة، والباقون: {حمئة} بترك الألف والهمز بعد الميم، أي: ذات حمأ، وهي الطينة السوداء، ويقوي ذلك قول تُبع في ذي القرنين:
فرأى مغار الشمس عند طلوعها = في عين ذي خُلب وثأطٍ حرمد
والخُلب: الطين، والثأط: الحمأة، والحرمد: الأسود.
وسئل كعب: أين تغرب الشمس؟ فقال أجدها في التوراة تغرب في
[كنز المعاني: 2/406]
ماء وطين.
ومن الجائز أن تكون العين حارة ذات حمأة، فلا تتنافي بينهما.
وقرأ مدلول (صحابهم) حمزة والكسائي وحفص: {فله جزاءً الحسنى} [88] بنصب الهمز والتنوين، على أن {الحسنى} مبتدأ، بمعنى الجنة، و {له}: خبر، و{جزاءً}: حال، أي: مجزيًا بها، والباقون، بالرفع من غير تنوين على الإضافة، و{الحسنى} بمعنى الحسنة، أي: جزاء الأعمال الصالحة، ويجوز أن تكون بمعنى الجنة بدلًا من {جزاءٌ} المرفوع حذف التنوين فيه لالتقاء الساكنين). [كنز المعاني: 2/407] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (849- فَأَتْبَعَ خَفِّفْ فِي الثَّلاثَةِ "ذَ"اكِرًا،.. وَحَامِيَةً بِالْمَدِّ "صُحْبَتُـ"ـهُ "كَـ"ـلا
أي: خفف الباء من: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ}، {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ}، {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ} فهذا معنى قوله: في الثلاثة، والأولى أن يقرأ أول بيت الشاطبي: وأتبع خفف بالواو وتكون الواو للعطف أتت
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/343]
للفصل، ويقع في كثير من النسخ فأتبع بالفاء وليس جيدا؛ إذ ليس الجميع بلفظ فأتبع بالفاء إنما الأول وحده بالفاء والآخران خاليان منهما، ولم ينبه على قطع الهمزة ولا بد منه، فليته قال: وأتبع كل اقطع هنا خفف ذاكر؛ أي: كله وذهب التنوين؛ لالتقاء الساكنين والتخفيف والتشديد لغتان وهما بمعنى تبع كعلم قال الله تعالى: {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ}.
في البقرة وقال في طه: {فَمَنِ اتَّبَعَ} وقال: {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ}، {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ}، وهذه المواضع مجمع عليها، واختلف هنا وفي الذي في آخر الأعراف والشعراء، وقيل: "أتبَعَ" يتعدى إلى لمفعولين بدليل: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً}.
فالتقدير: أتبع أمره سببا وقيل: اتبع الحق واتبع بمعنى، واختار أبو عبيد قراءة التشديد، قال: لأنها من المسير إنما هي افتعل من قولك: تبعت القوم، أما الإتباع بهمز الألف فإنما معناه اللحاق كقولك: {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ}، {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ}، ونحوه، واختار الفراء قراءة التخفيف فقال: "أتبع" أحسن من "اتبع"؛ لأن اتبعت الرجل إذا كان يسير وأنت تسير وراءه فإذا قلت: أتبعته فكأنك قفوته، قال أبو جعفر النحاس: وغيره الحق أنهما لغتان بمعنى السير، فيجوز أن يكون معه اللحاق وأن لا يكون.
قلت: ومعنى الآية: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}؛ أي: من أسباب كل شيء أراده من أغراضه ومقاصده في ملكه سببا طريقا موصلا إليه، والسبب ما يتوصل به إلى المقصود من علم أو قدرة، وآلة: فأراد بلوغ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/344]
المغرب، {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} يوصله إليه: "حتى بلغ"، وكذلك أراد بلوغ المشرق، {فَأَتْبَعَ سَبَبًا}، وأراد بلوغ السدين {فَأَتْبَعَ سَبَبًا}،
هذه عبارة الزمخشري في ذلك، وقال أبو علي: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} بالخلق إليه حاجة سببا؛ أي: علما ومعونة له على ما مكناه فيه فاتجه في كل وجه وجهناه له، وأمرناه به للسبب الذي ينال به صلاح ما مكن منه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/345] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (849 - فأتبع خفّف في الثلاثة ذاكرا = وحامية بالمدّ صحبته كلا
850 - وفي الهمز ياء عنهمو وصحابهم = جزاء فنوّن وانصب الرّفع واقبلا
قرأ ابن عامر والكوفيون: فَأَتْبَعَ سَبَباً، ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً معا بقطع الهمزة مفتوحة مع تخفيف التاء ساكنة في المواضع الثلاثة، وقرأ أهل سما بوصل الهمزة وتشديد التاء مفتوحة في المواضع المذكورة). [الوافي في شرح الشاطبية: 314] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَأَتْبَعَ سَبَبًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ، وَالْكُوفِيُّونَ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ، وَإِسْكَانِ التَّاءِ فِيهِنَّ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِوَصْلِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ التَّاءِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَانْفَرَدَ بِذَلِكَ الشَّذَائِيُّ عَنِ الرَّمْلِيِّ عَنِ الصُّورِيِّ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ). [النشر في القراءات العشر: 2/314] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر والكوفيون {فأتبع سببًا} [85] {ثم أتبع سببًا} الثلاثة [85، 89، 92] بقطع الهمزة وإسكان التاء مخففة، والباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء في الثلاثة.
وانفرد به الشذائي عن الصوري عن ابن ذكوان). [تقريب النشر في القراءات العشر: 587] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (755- .... أتبع الثّلاث كم كفى = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 84] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ص) ف (ظ) نّ اتبع الثّلاث (ك) م (كفى) = حامية حمئة واهمز (أ) فا
أراد أن ابن عامر والكوفيين قرءوا «اتّبع» في الثلاثة التي في هذه السورة بقطع
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 269]
الهمزة وإسكان التاء كلفظه، والباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء في الثلاثة وهما لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 270] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر و(كفا) الكوفيون: فأتبع سببا [85] ثمّ أتبع [89] ثمّ أتبع [92] بقطع الهمزة وتخفيف التاء.
والباقون بوصل الهمزة وفتح التاء وتشديدها في الثلاثة.
تنبيه:
علم قطع الهمزة وسكون التاء من لفظه، وعلم وصلها، وفتح التاء المشددة من الجمع، وتبعت الشيء: قفوته، تحقيقا أو تقديرا، واتبعه: (افتعل) منه على حد (اقتدى) أو (اكتسب)، ومن ثم قرن أصل النجاة بـ (اتبع) وعدم الخوف بـ (يتّبع)، (وأتبع) بمعناه أو معدى بالهمزة إلى ثان نحو وأتبعنهم في هذه الدّنيا لعنة [القصص: 42] أي: جعلناها لاحقة لهم.
وقال الفراء: اتّبعه: سار معه، وأتبعه: سار خلفه. فوجه التخفيف جعله (أتبع) بأحد المعاني، وأحد المفعولين محذوف، أي: أتبع أمره أو سببا سببا. ووجه التشديد جعله (افتعل)، فأدغم [أولى التاءين في الأخرى] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/435] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فأتبع سببا، ثم أتبع سببا" [الآية: 85، 89، 92] في الثلاثة فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بقطع الهمزة وإسكان التاء في الكل، وافقهم الأعمش، والباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء مفتوحة والقراءتان بمعنى واحد، والفعل متعد لواحد، وقيل أتبع بالقطع متعد لاثنين حذف أحدهما أي: أتبع أمره سببا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/223] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فاتبع سببا} و{ثم اتبع سببا} [89 92] معًا، قرأ الشامي والكوفيون بقطع الهمزة، وإسكان التاء في الثلاثة، والباقون بوصل الهمزة، وتشديد التاء في الثلاثة). [غيث النفع: 829] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89)}
{أَتْبَعَ}
- قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش وزيد ابن علي والزهري وطلحة وابن أبي ليلى (ثم أتبع) بقطع الهمزة وسكون التاء.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر ويعقوب، وابن ذكوان، ورواه عنه الشذائي عن الرملي عن الصوري (ثم اتبع) بوصل الهمزة وتشديد التاء.
وتقدم مثل هذا في الآية/85 (فأتبع سببًا) ). [معجم القراءات: 5/296]

قوله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَطْلِعَ الشَّمْسِ) بفتح اللام الحسن، وابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد، أما (مَطْلِعَ الفَجْرِ) بكسر اللام علي، ومحمد، وابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد، وابْن مِقْسَمٍ بفتح اللام فيهما، الباقون بكسر اللام في الأول وفتحها في الثاني، وهو الاختيار ليجمع بين المصدر والموضع). [الكامل في القراءات العشر: 593]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف عن الأزرق في ترقيق "ذكرا، وسترا، وأمرا" وبابه فرققه جماعة في الحالين وفخمه آخرون كذلك، والجمهور على تفخيمه في الحالين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" ابن محيصن والحسن "مطلع" بفتح اللام وهو القياس والجمهور بكسرها،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/224]
قال السمين: والمضارع يطلع بالضم فكان القياس فتح اللام في الفعل ولكنها مع أخوات لها سمع فيها الكسر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/225]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ذكرا} و{سترا} تفخيمها وترقيقها لورش لا يخفى). [غيث النفع: 829] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90)}
{مَطْلِعَ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وخلف (مطلع) بكسر اللام، اسم مكان.
والقياس في اشتقاق اسمي الزمان والمكان مما كان مفتوح العين أو مضمومها في المضارع أن يكون على وزن مفعل)، غير أنه هنا جاء شاذًا، وهو سماع في كلمات كثل مغرب ومشرق ومسجد...
- وقرأ ابن كثير في رواية شبل عنه والحسن وعيسى بن عمر وابن محيصن ومجاهد وأبو مجلز وأبو رجاء (مطلع) بفتح اللام، وهو
[معجم القراءات: 5/296]
القياس، وهو مصدر ميمي، أو اسم مكان، أي بلغ مكان طلوع الشمس.
{تَطْلُعُ عَلَى}
- إدغام العين في العين وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{سِتْرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 5/297]

قوله تعالى: {كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (خُبْرًا) بضم الحاء والباء العباس عن أَبِي عَمْرٍو، وفي قول أبي علي، الباقون بإسكان الياء، وهو الاختيار؛ لأنه أوجز). [الكامل في القراءات العشر: 593]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91)}
{خُبْرًا}
- قراءة الجمهور (خبرًا) بسكون الباء.
- وقرأ عباس واللؤلؤي عن أبي عمرو والحسن والأعرج وعيسى (خبرًا) بضم الباء.
وتقدم مثل هذا في الآية/68 من هذه السورة مع خلاف في القراء بين الموضعين). [معجم القراءات: 5/297]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #25  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:18 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (92) إلى الآية (98) ]

{ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)}

قوله تعالى: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((فأتبع) (ثم أتبع) بالقطع الشامي، كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 311] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فاتبع) [85]، (ثم اتبع) [89، 92]: وصل: حجازي، بصري، وقاسم، وحمصي، وابن ذكوان طريق الداجوني). [المنتهى: 2/811] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر (فأتبع ثم أتبع ثم أتبع) بالقطع في الثلاثة والتخفيف، وقرأ الباقون بالوصل والتشديد من غير هم). [التبصرة: 263] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، وابن عامر: {فأتبع} (85)، {ثم أتبع} (89)، {ثم أتبع سببا} (92)، في الثلاثة المواضع: بقطع الألف، مخففة التاء.
والباقون: بوصل الألف، مشددة التاء). [التيسير في القراءات السبع: 352] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون وابن عامر: (فأتبع ثمّ أتبع ثمّ أتبع) في الثّلاثة بقطع الألف مخفّفة التّاء، والباقون بوصل الألف مشدّدة التّاء). [تحبير التيسير: 448] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([85]- {فَأَتْبَعَ}، و{ثُمَّ أَتْبَعَ} [89]، و{ثُمَّ أَتْبَعَ} [92] فيهن،
[الإقناع: 2/691]
قطع: الكوفيون وابن عامر). [الإقناع: 2/692] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (849 - فَأَتْبَعَ خَفِّفْ فِي الثَّلاَثَةِ ذَاكِراً = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 67] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([849] فأتبع خفف في الثلاثة (ذ)اكرا = وحامية بالمد (صحبتـ)ـه (كـ)ـلا
[850] وفي الهمز ياء عنهم و(صحابـ)ـهم = جزاء فنون وانصب الرفع وأقبلا
[851] (عـ)ـلى (حق) السدين سدا (صحاب) (حقـ) = ـق الضم مفتوح وياسين (شـ)ـد (عـ)ـلا
معنى ذاكرًا، ذاكرًا ما قيل فيه.
[فتح الوصيد: 2/1077]
قال أبو زيد: «أتبعت زيدًا، إذا سبقك فأسرعت في طلبه.
وتبعته واتبعته، إذا ذهبت معه ولم يسبقك».
أبو علي: «فأتبع سببا، إنما هو مطاوع، يتعدى إلى واحد مثل: شويته واشتويته، {وجرحتم} و{اجترحوا}، وفديته وافتديته. وهو كثير.
فإذا نقلته بالهمزة تعدى إلى مفعولين. و{أتبعنهم في هذه الدنيا لعنة} و{فأتبعوهم مشرقين} و{فغأتبعهم فرعون وجنوده}، محذوف المفعول؛ أي أتبعهم فرعون جنوده، وجنوده أتباعهم، فأتبعوهم وهم مشرقين، فحذف إحدى المفعولين، كما حذف من قرأ {يفقهون قولا}؛ أي: أحدًا قولًا.{لينذر بأسًا} أي: الناس بأسًا.
وكذلك قراءة من قرأ: {فأتبع سببا}، أي أتبع سببًا سببًا، أو أمره. وما هو عليه سببًا».انتهى كلامه موجزًا.
وقال الأخفش: «تبعته وأتبعته سواء، مثل ردفته وأردفته»؛ قال الله تعالى: {فأتبعه شهاب}؛ ومنه الإتباع نحو: حسنٍ بسنٍ.
[فتح الوصيد: 2/1078]
واختار أبو عبيد {فأتبع سببًا}.
قال: «لأنها من المسير، إنما هي (افتعل)، من قولك: تبعت القوم. فأما الإتباع بهمز الألف، فمعناه اللحاق كقوله تعالى: {فأتبعوهم مشرقين}، {فأتبعه شهاب}».
الفراء: « (أتبع)، أحسن من (اتبع)، لأن اتبعه: سار وراءه؛ وأتبعه: قفاه» ). [فتح الوصيد: 2/1079] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([849] فأتبع خفف في الثلاثة ذاكرًا = وحاميةٍ بالمد صحبته كلا
[850] وفي الهمز ياءٌ عنهم وصحابهم = جزاءً فنون وانصب الرفع وأقبلا
[كنز المعاني: 2/404]
ح: (أتبع): مفعول (خفف)، والفاء: للتعقيب لا لفظ القرآن، لأن في موضع {فأتبع}، وفي موضعين: {ثم أتبع} والثلاثة مخففة، و (ذاكرًا): حال من فاعل (خفف)، (حامية): مبتدأ، (صحبته): مبتدأ ثانٍ، (كلا): خبره، والضمير: للفظ (صحبته)، والهاء: عائد إلى لفظ (حامية)، أو إلى (المد)، (ياءٌ): مبتدأ، (عنهم): نعته، (في الهمز): خبره، (صحابهم): مبتدأ، (جزاءً)- بالنصب والتنوين: خبر، أي: قرأوا {جزاءً}، (فنون وانصب الرفع): بيان (جزاءً)، وألف (اقبلا): بدل من النون الخفيفة للتأكيد.
ص: قرأ الكوفيون وابن عامر: {فأتبع سببًا، حتى إذا بلغ مغرب} [85- 86]، {ثم أتبع سببًا، حتى إذا بلغ مطلع} [89- 90]، {ثم أتبع سببًا، حتى إذا بلغ بين السدين} [92- 93] بالتخفيف من باب الإفعال، والباقون: بالتشديد من باب الافتعال، لغتان بمعنى (تبع)، كما قال الله تعالى في البقرة: {فمن تبع هداي} [38]، وفي طه: {فمن اتبع هداي} [123]، وقيل: (أتبع) يتعدى إلى مفعولين، نحو: {وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنةً} [القصص: 42]، والتقدير: أتبع أمره أو جنوده سببًا.
[كنز المعاني: 2/405]
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر وابن عامر: (في عينٍ حامية) [86] بالألف بعد الحاء، والياء بعد الميم على (فاعلة)، وهي الحارة، والباقون: {حمئة} بترك الألف والهمز بعد الميم، أي: ذات حمأ، وهي الطينة السوداء، ويقوي ذلك قول تُبع في ذي القرنين:
فرأى مغار الشمس عند طلوعها = في عين ذي خُلب وثأطٍ حرمد
والخُلب: الطين، والثأط: الحمأة، والحرمد: الأسود.
وسئل كعب: أين تغرب الشمس؟ فقال أجدها في التوراة تغرب في
[كنز المعاني: 2/406]
ماء وطين.
ومن الجائز أن تكون العين حارة ذات حمأة، فلا تتنافي بينهما.
وقرأ مدلول (صحابهم) حمزة والكسائي وحفص: {فله جزاءً الحسنى} [88] بنصب الهمز والتنوين، على أن {الحسنى} مبتدأ، بمعنى الجنة، و {له}: خبر، و{جزاءً}: حال، أي: مجزيًا بها، والباقون، بالرفع من غير تنوين على الإضافة، و{الحسنى} بمعنى الحسنة، أي: جزاء الأعمال الصالحة، ويجوز أن تكون بمعنى الجنة بدلًا من {جزاءٌ} المرفوع حذف التنوين فيه لالتقاء الساكنين). [كنز المعاني: 2/407] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (849- فَأَتْبَعَ خَفِّفْ فِي الثَّلاثَةِ "ذَ"اكِرًا،.. وَحَامِيَةً بِالْمَدِّ "صُحْبَتُـ"ـهُ "كَـ"ـلا
أي: خفف الباء من: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ}، {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ}، {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ} فهذا معنى قوله: في الثلاثة، والأولى أن يقرأ أول بيت الشاطبي: وأتبع خفف بالواو وتكون الواو للعطف أتت
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/343]
للفصل، ويقع في كثير من النسخ فأتبع بالفاء وليس جيدا؛ إذ ليس الجميع بلفظ فأتبع بالفاء إنما الأول وحده بالفاء والآخران خاليان منهما، ولم ينبه على قطع الهمزة ولا بد منه، فليته قال: وأتبع كل اقطع هنا خفف ذاكر؛ أي: كله وذهب التنوين؛ لالتقاء الساكنين والتخفيف والتشديد لغتان وهما بمعنى تبع كعلم قال الله تعالى: {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ}.
في البقرة وقال في طه: {فَمَنِ اتَّبَعَ} وقال: {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ}، {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ}، وهذه المواضع مجمع عليها، واختلف هنا وفي الذي في آخر الأعراف والشعراء، وقيل: "أتبَعَ" يتعدى إلى لمفعولين بدليل: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً}.
فالتقدير: أتبع أمره سببا وقيل: اتبع الحق واتبع بمعنى، واختار أبو عبيد قراءة التشديد، قال: لأنها من المسير إنما هي افتعل من قولك: تبعت القوم، أما الإتباع بهمز الألف فإنما معناه اللحاق كقولك: {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ}، {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ}، ونحوه، واختار الفراء قراءة التخفيف فقال: "أتبع" أحسن من "اتبع"؛ لأن اتبعت الرجل إذا كان يسير وأنت تسير وراءه فإذا قلت: أتبعته فكأنك قفوته، قال أبو جعفر النحاس: وغيره الحق أنهما لغتان بمعنى السير، فيجوز أن يكون معه اللحاق وأن لا يكون.
قلت: ومعنى الآية: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}؛ أي: من أسباب كل شيء أراده من أغراضه ومقاصده في ملكه سببا طريقا موصلا إليه، والسبب ما يتوصل به إلى المقصود من علم أو قدرة، وآلة: فأراد بلوغ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/344]
المغرب، {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} يوصله إليه: "حتى بلغ"، وكذلك أراد بلوغ المشرق، {فَأَتْبَعَ سَبَبًا}، وأراد بلوغ السدين {فَأَتْبَعَ سَبَبًا}،
هذه عبارة الزمخشري في ذلك، وقال أبو علي: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} بالخلق إليه حاجة سببا؛ أي: علما ومعونة له على ما مكناه فيه فاتجه في كل وجه وجهناه له، وأمرناه به للسبب الذي ينال به صلاح ما مكن منه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/345] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (849 - فأتبع خفّف في الثلاثة ذاكرا = وحامية بالمدّ صحبته كلا
850 - وفي الهمز ياء عنهمو وصحابهم = جزاء فنوّن وانصب الرّفع واقبلا
قرأ ابن عامر والكوفيون: فَأَتْبَعَ سَبَباً، ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً معا بقطع الهمزة مفتوحة مع تخفيف التاء ساكنة في المواضع الثلاثة، وقرأ أهل سما بوصل الهمزة وتشديد التاء مفتوحة في المواضع المذكورة). [الوافي في شرح الشاطبية: 314] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَأَتْبَعَ سَبَبًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ، وَالْكُوفِيُّونَ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ، وَإِسْكَانِ التَّاءِ فِيهِنَّ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِوَصْلِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ التَّاءِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَانْفَرَدَ بِذَلِكَ الشَّذَائِيُّ عَنِ الرَّمْلِيِّ عَنِ الصُّورِيِّ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ). [النشر في القراءات العشر: 2/314] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر والكوفيون {فأتبع سببًا} [85] {ثم أتبع سببًا} الثلاثة [85، 89، 92] بقطع الهمزة وإسكان التاء مخففة، والباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء في الثلاثة.
وانفرد به الشذائي عن الصوري عن ابن ذكوان). [تقريب النشر في القراءات العشر: 587] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (755- .... أتبع الثّلاث كم كفى = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 84] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ص) ف (ظ) نّ اتبع الثّلاث (ك) م (كفى) = حامية حمئة واهمز (أ) فا
أراد أن ابن عامر والكوفيين قرءوا «اتّبع» في الثلاثة التي في هذه السورة بقطع
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 269]
الهمزة وإسكان التاء كلفظه، والباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء في الثلاثة وهما لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 270] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر و(كفا) الكوفيون: فأتبع سببا [85] ثمّ أتبع [89] ثمّ أتبع [92] بقطع الهمزة وتخفيف التاء.
والباقون بوصل الهمزة وفتح التاء وتشديدها في الثلاثة.
تنبيه:
علم قطع الهمزة وسكون التاء من لفظه، وعلم وصلها، وفتح التاء المشددة من الجمع، وتبعت الشيء: قفوته، تحقيقا أو تقديرا، واتبعه: (افتعل) منه على حد (اقتدى) أو (اكتسب)، ومن ثم قرن أصل النجاة بـ (اتبع) وعدم الخوف بـ (يتّبع)، (وأتبع) بمعناه أو معدى بالهمزة إلى ثان نحو وأتبعنهم في هذه الدّنيا لعنة [القصص: 42] أي: جعلناها لاحقة لهم.
وقال الفراء: اتّبعه: سار معه، وأتبعه: سار خلفه. فوجه التخفيف جعله (أتبع) بأحد المعاني، وأحد المفعولين محذوف، أي: أتبع أمره أو سببا سببا. ووجه التشديد جعله (افتعل)، فأدغم [أولى التاءين في الأخرى] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/435] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فأتبع سببا، ثم أتبع سببا" [الآية: 85، 89، 92] في الثلاثة فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بقطع الهمزة وإسكان التاء في الكل، وافقهم الأعمش، والباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء مفتوحة والقراءتان بمعنى واحد، والفعل متعد لواحد، وقيل أتبع بالقطع متعد لاثنين حذف أحدهما أي: أتبع أمره سببا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/223] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فاتبع سببا} و{ثم اتبع سببا} [89 92] معًا، قرأ الشامي والكوفيون بقطع الهمزة، وإسكان التاء في الثلاثة، والباقون بوصل الهمزة، وتشديد التاء في الثلاثة). [غيث النفع: 829] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92)}
{أَتْبَعَ}
- تقدم في الآيتين/85 و89 قراءتان:
- أتبع: بالتخفيف وقطع الهمز.
- واتبع: بتشديد التاء والوصل). [معجم القراءات: 5/297]

قوله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (34 - وَاخْتلفُوا في ضم السِّين وَفتحهَا من قَوْله {بَين السدين} 93 {وَبينهمْ سدا} 94
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {بَين السدين} {وَبينهمْ سدا} بِفَتْح السِّين
وقرآ في يس {من بَين أَيْديهم سدا وَمن خَلفهم سدا} 9 بِضَم السِّين
وَحَفْص عَن عَاصِم ينصب ذَلِك كُله وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر بِضَم السِّين في ذَلِك كُله وَكَذَلِكَ ابْن عَامر
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي بِضَم {بَين السدين} وَحدهَا وبفتح {وَبينهمْ سدا} و{من بَين أَيْديهم سدا وَمن خَلفهم سدا}). [السبعة في القراءات: 399]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (35 - وَاخْتلفُوا في فتح الْيَاء وَضمّهَا من قَوْله {يفقهُونَ قولا} 93
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {يفقهُونَ قولا} بِفَتْح الْيَاء
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {يفقهُونَ} بِضَم الْيَاء). [السبعة في القراءات: 399]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (سدا والسدين) بالفتح وفي (يس) بالضم مكي، وأبو عمرو (والسدين) بالضم فقط كوفي، - غير عاصم - حفص كله بالفتح). [الغاية في القراءات العشر: 311] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يفقهون) بضم الياء كوفي - غير عاصم ). [الغاية في القراءات العشر: 311]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (بين السدين) [93]: بفتح السين مكي، وأبو عمرو، وحفص.
[المنتهى: 2/811]
(يفقهون) [93]: بضم الياء هما، وخلف). [المنتهى: 2/812]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص (السدين) بفتح السين، وضمها الباقون، قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر (سدًا) بضم السين، وفتحها الباقون). [التبصرة: 263]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (يفقهون) بضم الياء وكسر القاف، وقرأ الباقون بفتح الياء والقاف). [التبصرة: 263]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو، وحفص: {بين السدين} (93): بفتح السين.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 353]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {يفقهون قولا} (93): بضم الياء، وكسر القاف.
والباقون: بفتحهما). [التيسير في القراءات السبع: 353]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو وحفص: (بين السدين) بفتح السّين والباقون بضمها.
حمزة والكسائيّ وخلف: (يفقهون) بضم الياء وكسر القاف.
[تحبير التيسير: 448]
والباقون بفتحهما). [تحبير التيسير: 449]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (السَّدَّيْنِ)، و(سَدًّا) بالفتح فيهما حيث وقع الزَّعْفَرَانِيّ، وحفص، وهارون، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو وافق مكي غير ابْن مِقْسَمٍ وأَبُو عَمْرٍو ها هنا وافق كوفي غير قاسم، وعَاصِم إلا حفصا في النكرة، الباقون بالرفع، وهو الاختيار؛ لموافقة أهل المدينة، واختلف عن الحسن، وقَتَادَة، والْجَحْدَرِيّ فروى عنهم الرفع والنصب جميعًا). [الكامل في القراءات العشر: 593] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَفْقَهُونَ) بضم الياء وكسر القاف كوفي غير قاسم، وعَاصِم، ومحمد بْن سَعْدَانَ، الباقون بفتحتين وهو الاختيار لقوله: (لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا) ). [الكامل في القراءات العشر: 593]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([93]- {بَيْنَ السَّدَّيْنِ} بفتح السين: ابن كثير وأبو عمرو وحفص.
[93]- {يَفْقَهُونَ} بضم الياء: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/692]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (851 - عَلَى حَقٍّ السُّدَّيْنِ سُدًّا صِحَابُ حَقْـ = ـقٍ الضَّمُّ مَفْتُوحٌ وَيس شِدْ عُلاَ). [الشاطبية: 67] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (852- .... .... .... .... = وَفِي يَفْقَهُونَ الضَّمُّ وَالْكَسْرُ شكِّلاَ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([851] (عـ)ـلى (حق) السدين سدا (صحاب) (حقـ) = ـق الضم مفتوح وياسين (شـ)ـد (عـ)ـلا
...
وفتح حفص وابن كثير وأبو عمرو ضمة السين من {السدين}، وهو قوله: (على حق السدین).
ووافقهم على ذلك في {سدا} حمزة والكسائي، وهو قوله: (سدا صحاب حق).
وانفرد بذلك في يس، حفص وحمزة والكسائي في قوله تعالى: {سدًا ومن خلفهم سدًا}، وهو قوله: (وياسين شد علا).
الكسائي: «هما سواء».
أبو عبيدة: «ما هو من فعل الله تعالى بالضم، وما سده الآدمي بالفتح»). [فتح الوصيد: 2/1081] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([852] ويأجوج مأجوج اهمز الكل (نـ)ـاصرا = وفي يفقهون الضم والكسر (شـ)ـكلا
...
و{يفقهون} بالضم، لعجمة ألسنتهم.
وبالفتح، لجهلهم بلسان من يخاطبهم.
والألف في (شكلا)، للضم والكسر؛ أي جعلا شكلا في (يفقهون) ). [فتح الوصيد: 2/1083]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([851] على حق السدين سدًّا صحاب حق = ق الضم مفتوحٌ ويسن شد علا
ح: (على حق): جار ومجرور خبر (السدين)، (سدًا): مبتدأ، (صحاب حق): خبر، أي: قرأ: {سدًّا} صحاب حق، (الضم مفتوحٌ): مبتدأ وخبر، بيان القراءة، أي: مفتوح في: {السدين} و{سدًّا}، و(شُد): أمرٌ من (شاد
[كنز المعاني: 2/407]
البناء): إذا رفعه، (عُلا): مفعول، (يس): ظرفه بحذف الجار، والمراد: ارفع بناء عُلاك، أي: بفتح ضم {سدًّا} في يس.
ص: قرأ أبو عمرو وابن كثير وحفص: {بلغ بين السدي} [93]، وهم وحمزة والكسائي المعبر عنهم بقوله: صحاب حق-: {بيننا وبينهم سدًا} [94] بفتح السين فيهما، والباقون بضم السين، لغتان، أو المفتوح مصدر، والمضموم اسم، أو المضموم ما كان خلقيًّا والمفتوح ما كان مصنوعًا.
وأما في يس: {من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا} [9]، فحمزة والكسائي وحفص يفتحون السين، والباقون: يضمونها
[852] ويأجوج مأجوج اهمز الكل ناصرًا = وفي يفقهون الضم والكسر شكلا
[كنز المعاني: 2/408]
ب: (التشكيل): جعل الشكل.
ح: (يأجوج): مبتدأ، (مأجوج): عطف بحذف العاطف، (اهمز الكل): خبر، واللام: عوض عن العائد، (ناصرًا): حال من الفاعل، (الضم): مبتدأ، و(الكسر): عطف، (شكلا): بألف التثنية خبره، (في : يفقهون): ظرفه.
ص: قرأ عاصم: {إن يأجوج ومأجوج مفسدون} هنا [94]، و{حتى إذا فُتحت يأجوج ومأجوج} في الأنبياء [96]، والمراد بـ (الكل): الألفاظ الأربعة بهمزٍ على أنهما اسمان مشتقان من أجيج النار، أي: ضوءها، وووزنهما: (يفعول) و (مفعول) منعا من الصرف للتأنيث والعلمية؛ لأنهما اسما قبيلتين، والباقون: بلا همز؛ لأنهما أعجميان عندهم، منعا من الصرف للعجمة والعلمية، فوزنهما: (فاعلول)، كـ {طالوت} [البقرة: 247]، و{جالوت} [البقرة: 251]، أو عربيان مشتقان، خفف همزهما بالإبدال.
وقرأ حمزة والكسائي: {لا يكادون يفقهون} [83] بضم الياء وكسر القاف، أي: يفقهون غيرهم قولًا، والباقون: {يفقهون} بفتح الياء والقاف من الثلاثي، أي: لا يفقهون قول غيرهم). [كنز المعاني: 2/409] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (851- "عَلَى حَـ"ـقٍّ السُّدَّيْنِ سُدًّا "صِحَابُ حَقٍْ"،.. الضَّمُّ مَفْتُوحٌ وَيس "شِـ"ـدْ "عُـ"ـلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/346]
رمز في المواضع الثلاثة لمن فتح السين فيها والفتح والضم لغتان فموضعان منها هنا: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ}، {عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا} والذي في يس موضعان: {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا}.
أي: الضم مفتوح فيهما وفي يس، ولولا أن الخلاف في السين واقع بين الضم والفتح دون الرفع والنصب لكان قوله: على حق السدين وهما أنه بالضم لإطلاقه ويكون قوله: الضم مفتوح مختصا بـ "سدّا"، ولكن ما ذكره في الخطبة من قوله: وفي الرفع والتذكير والغيب مختص بالرفع والرفع غير الضم على ما سبق بيانه هنالك وشد علا من شاد البناء إذا رفعه وطلاه بالشيد وهو الجص: وعلا: جمع عليا أو مفرد). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/347] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ويفقهون بفتح الياء والقاف؛ أي: لا يفقهون؛ لجهلهم بلسان من
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/348]
يخاطبهم وبضم الياء وكسر القاف لا يفهمون غيرهم قولا لعجمة ألسنتهم فالمفعول الأول محذوف نحو: {لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا} أو الألف في شكلا للضم والكسر أي: جعلا شكلا في يفقهون). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/349]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (851 - على حقّ السّدّين سدّا صحاب حق = ق الضّمّ مفتوح وياسين شد علا
قرأ حفص وابن كثير وأبو عمرو: بَيْنَ السَّدَّيْنِ. بفتح ضم السين. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص وحمزة والكسائي: وَبَيْنَهُمْ سَدًّا هنا. بفتح ضم السين. وقرأ حفص وحمزة والكسائي: وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا في يس بفتح ضم السين، وقرأ المسكوت عنهم في كل ترجمة بضم السين). [الوافي في شرح الشاطبية: 314] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (852 - .... .... .... .... .... = وفي يفقهون الضّمّ والكسر شكّلا
....
وقرأ حمزة والكسائي: لا يكادون يفقهون بضم الياء وكسر القاف، وقرأ غيرهما بفتح الياء والقاف.
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (151- .... .... .... .... .... = .... .... ضَمُّ سَدَّيْنِ حُوِّلَا
152 - كَسَدًّا هُنَا .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 32] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (وقوله: ضم سدين حولا أي قرأ يعقوب أيضًا {وبينهم سدا} [94] بضم السين وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك ولخلف بالفتح، واحترز بقوله هنا عن موضعي يس فإنهم كأصحابهم فيهما فلخلف الفتح والآخرين الضم). [شرح الدرة المضيئة: 169] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بَيْنَ السَّدَّيْنِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَحَفْصٌ بِفَتْحِ السِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/315]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يَفْقَهُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْقَافِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالْقَافِ). [النشر في القراءات العشر: 2/315]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص {السدين} [93] بفتح السين، والباقون بضمها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 588]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {يفقهون} [93] بضم الياء وكسر القاف، والباقون بفتحهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 588]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (756- .... .... .... .... .... = .... افتح ضمّ سدّين عزا
757 - حبرٌ وسدًّا حكم صحبٍ دبرا = ياسين صحبٌ .... .... .... ). [طيبة النشر: 84] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (757- .... .... .... .... .... = .... .... يفقهوا ضمّ اكسرا
758 - شفا .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (افتح ضم سدين) أي قرأ حفص وابن كثير وأبو عمرو كما رمز لهم في أول البيت الآتي «حتى إذا بلغ بين السّدين» بفتح ضم السين، والباقون بضمها.
(حبر) وسدّا (ح) كم (صحب) (د) برا = ياسين (صحب) يفقهوا ضمّ اكسرا
أي وفتح السين من سدا كذلك أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وحفص وابن كثير، وكذلك قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص «وجعلنا من بين أيديهم سدّا ومن خلفهم سدا» في يس، والباقون بالضم؛ فالمدنيان وابن عامر وأبو بكر ويعقوب ضموا الأربعة، وابن كثير وأبو عمرو فتحا لفظي الكهف وضما لفظي، يس وحفص بفتح الأربعة، وحمزة والكسائي وخلف فتحوا موضعي يس وسدا في الكهف، والضم والفتح لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 270] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يفقهوا) يريد قوله تعالى «لا يكادون يفقهون» قرأه بضم الياء وكسر القاف حمزة والكسائي وخلف كما في أول البيت الآتي، من أفقهه كذا: جعله فاقها فأفهمه، منقول من أفقه المتعدي لواحد فالمفعول الأول محذوف: أي لا يفقهون غيرهم قولا، والباقون بفتح الياء والقاف أي لا يفقهون لسان غيرهم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 270]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بَيْنَ السُّدَّيْن" [الآية: 93] فابن كثير وأبو عمرو وحفص بفتح السين وافقهم ابن محيصن واليزيدي، والباقون بضمها لغتان بمعنى واحد، وقيل: المضموم لما خلقه الله تعالى، والمفتوح لما عمله الناس وتعقب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/225]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يُفْقِهُون" [الآية: 93] فحمزة والكسائي وخلف بضم الياء وكسر القاف من أفقه غيره معدى بالهمزة، فالمفعول الأول محذوف قال في البحر: أي: لا يفقهون السامع كلامهم، وافقهم الأعمش، والباقون بفتح الباء والقاف من فقه الثلاثي فيتعدى إلى واحد، أي: لا يفقهون كلام غيرهم لجهلهم بلسان من يخاطبهم، وقلة فطنتهم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/225]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {السدين} [93] قرأ المكي وبصري وحفص بفتح السين، والباقون بالضم). [غيث النفع: 829]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يفقهون} قرأ الأخوان بضم الياء، وكسر القاف، والباقون بفتحهما). [غيث النفع: 830]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93)}
{السَّدَّيْنِ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم وأبو زيد عن المفضل
[معجم القراءات: 5/297]
ومجاهد وعكرمة والنخعي وابن محيصن واليزيدي (السدين) بفتح السين.
- وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب وخلف (السدين) بضم السين.
قال الكسائي: (هما لغتان بمعنى واحد).
وقيل: المضموم لما خلقه الله تعالى، والمفتوح لما عمله الناس.
وقال الخليل وسيبويه: (بالضم الاسم، وبالفتح المصدر).
- وروي عن أبي عمرو أنه قرأ (السودين).
{يَفْقَهُونَ}
- قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو عمرو وعاصم من طريق حفص وأبي بكر وأبو جعفر ويعقوب (يفقهون) بفتح الياء والقاف: من فقه يفقه، من باب علم.
[معجم القراءات: 5/298]
- وقرأ حمزة والكسائي والأعمش وابن أبي ليلى وخلف وابن عيسى الأصبهاني (يفقهون) بضم الياء وكسر القاف، من (أفقه)، أي لا يفهمون السامع كلامهم، وعلى هذا التقدير يكون المفعول الأول محذوفًا.
أي: لا يكادون يفقهون السامع كلامهم ولا يبينونه؛ لأن لغتهم غريبة مجهولة). [معجم القراءات: 5/299]

قوله تعالى: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (36 - وَاخْتلفُوا في همز {يَأْجُوج وَمَأْجُوج} 94
فَقَرَأَ عَاصِم وَحده {يَأْجُوج وَمَأْجُوج} مهموزين هَهُنَا وفي الْأَنْبِيَاء 96 وقرا الْبَاقُونَ بِغَيْر همز في الْمَوْضِعَيْنِ). [السبعة في القراءات: 399]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (37 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {فَهَل نجْعَل لَك خرجا} 94 وَقَوله في الْمُؤمنِينَ {أم تَسْأَلهُمْ خرجا فخراج رَبك خير} الْمُؤْمِنُونَ 72
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو {لَك خرجا} بِغَيْر ألف وفي الْمُؤمنِينَ {خرجا} بِغَيْر ألف {فخراج رَبك} الْأَخير بِأَلف
وَقَرَأَ ابْن عَامر أَيْضا {خرجا} بِغَيْر ألف وفي الْمُؤمنِينَ {خرجا} بِغَيْر ألف (فَخرج رَبك) بِغَيْر ألف في الثَّلَاثَة
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي ثلاثهن بِالْألف). [السبعة في القراءات: 400]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (سدا والسدين) بالفتح وفي (يس) بالضم مكي، وأبو عمرو (والسدين) بالضم فقط كوفي، - غير عاصم - حفص كله بالفتح). [الغاية في القراءات العشر: 311] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (يأجوج ومأجوج) مهموز عاصم - غير الشموني ). [الغاية في القراءات العشر: 312]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (خراجا) (وفي المؤمنين) (فخراج) (شامي) كله بألف كوفي - غير عاصم - الباقون (خرجا) (فخراج ربك) ). [الغاية في القراءات العشر: 312]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يأجوج ومأجوج) [94]، وفي الأنبياء [96]: بالهمز عاصم إلا الشموني.
(خرجًا) [94]، وفي {قد أفلح} {خرجًا فخرج} [72]: بغير ألف فيهن دمشقي. بضده ها، وخلف. الباقون {فخراج} بألف فقط.
{وبينهم سدًا} [94]: بفتح السين أبو عمرو، ومكي، وكوفي غير أبي بكر، والمفضل). [المنتهى: 2/812]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ عاصم (يأجوج ومأجوج) هنا وفي الأنبياء بالهمز، وقرأهما الباقون بغير همز). [التبصرة: 264]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (خراجًا) بألف، وقرأ الباقون (خرجا) بغير ألف وإسكان الراء). [التبصرة: 264]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم: {إن يأجوج ومأجوج} (94)، هنا، وفي الأنبياء (96): بهمزهما.
والباقون: بغير همز). [التيسير في القراءات السبع: 353]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {لك خراجا} (94)، هنا، وفي المؤمنين (72): بألف.
والباقون: بغير ألف). [التيسير في القراءات السبع: 353]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر، وأبو بكر: {وبينهم سدا} (94): بضم السين.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 353]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (عاصم: (إن يأجوج ومأجوج) هنا وفي الأنبياء بهمزهما، والباقون بغير همز.
حمزة والكسائيّ وخلف: (لك خراجا) هنا وفي المؤمنين بألف والباقون بغير ألف.
نافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب وأبو بكر (وبينهم سدا) بضم السّين، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 449]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (السَّدَّيْنِ)، و(سَدًّا) بالفتح فيهما حيث وقع الزَّعْفَرَانِيّ، وحفص، وهارون، ومحبوب عن أَبِي عَمْرٍو وافق مكي غير ابْن مِقْسَمٍ وأَبُو عَمْرٍو ها هنا وافق كوفي غير قاسم، وعَاصِم إلا حفصا في النكرة، الباقون بالرفع، وهو الاختيار؛ لموافقة أهل المدينة، واختلف عن الحسن، وقَتَادَة، والْجَحْدَرِيّ فروى عنهم الرفع والنصب جميعًا). [الكامل في القراءات العشر: 593] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" خَرَاجًا "، وفي الموضعين بألف الحسن، والزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، وكوفي غير عَاصِم، وقاسم، وابْن سَعْدَانَ وافق قاسم في المؤمنين ابن عامر في الكل بغير ألف، الباقون بالتوحيد إلا في (خَرَاجُ رَبِّكَ) فإنه بالألف،
[الكامل في القراءات العشر: 593]
وهو الاختيار ليفرق بين مال جعله الآدمي وبين ما وضعه اللَّه، مجاهد (خَرَاجًا) الأول في " قد أفلح " بالألف). [الكامل في القراءات العشر: 594]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([94]- {خَرْجًا} هنا، وفي {قَدْ أَفْلَحَ}، و{خَرْجًا فَخَرَاجُ} [72] بغير ألفين فيهن: ابن عامر.
بضده: حمزة والكسائي.
الباقون {فَخَرَاجُ} بألف فقط.
[94]- {وَبَيْنَهُمْ سَدًّا} بضم السين: نافع وابن عامر وأبو بكر). [الإقناع: 2/692]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (851 - عَلَى حَقٍّ السُّدَّيْنِ سُدًّا صِحَابُ حَقْـ = ـقٍ الضَّمُّ مَفْتُوحٌ وَيس شِدْ عُلاَ). [الشاطبية: 67] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (852 - وَيَأْجُوجَ مَأْجُوجَ اهْمِزِ الْكُلَّ نَاصِراً = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 67]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (853 - وَحَرِّكْ بِهاَ وَالمُؤْمِنينَ وَمُدَّهُ = خَرَاجاً شَفَا وَاعْكِسْ فَخَرْجُ لَهُ مُلاَ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([851] (عـ)ـلى (حق) السدين سدا (صحاب) (حقـ) = ـق الضم مفتوح وياسين (شـ)ـد (عـ)ـلا ...
وفتح حفص وابن كثير وأبو عمرو ضمة السين من {السدين}، وهو قوله: (على حق السدین).
ووافقهم على ذلك في {سدا} حمزة والكسائي، وهو قوله: (سدا صحاب حق).
وانفرد بذلك في يس، حفص وحمزة والكسائي في قوله تعالى: {سدًا ومن خلفهم سدًا}، وهو قوله: (وياسين شد علا).
الكسائي: «هما سواء».
أبو عبيدة: «ما هو من فعل الله تعالى بالضم، وما سده الآدمي بالفتح»). [فتح الوصيد: 2/1081] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([852] ويأجوج مأجوج اهمز الكل (نـ)ـاصرا = وفي يفقهون الضم والكسر (شـ)ـكلا
إن جعلنا ياجوج وماجوج أعجميين، فلا كلام. والمانع من الصرف العجمة والتعريف. واستقام ذلك على قراءة من لم يهمز؛ فهما مثل: طالوت وجالوت.
فأما من همز، فالمانع من الصرف التأنيث والتعريف، لأنهما قبيلتان.
[فتح الوصيد: 2/1081]
قال الأخفش: «إن جعل ألفهما أصلية، فـ {يأجوج}: (یفعول)، و{مأجوج}: (مفعول)؛ كأنه من أجيج النار.
ومن لم يهمز، جعلها زائدة، فـ(یاجوج) من: (يحجت).
و(ماجوج) من: (مججت)».
قال أبو حاتم: {مأجوج}، مأخوذٌ من: ماج يموج، إذا اضطرب؛ ومنه الموج. وماج بهم الأمر: اضطرب».
وقال قطرب: «في من لم يهمز: (ماجوج): (فاعول)، كداود؛ ويكون من المج. وياجوج: فاعول يج».
قلت: «والظاهر أنه عربي، وأصله الهمز، وترك الهمز على التخفيف، وهو إما من الأجة، وهي الاختلاط، كما قال تعالى: {وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض}، أو من الأج، وهو سرعة العدو؛ قال:
يؤج كما أج الظليم المنفر.
قال تعالى: {وهم من كل حدب ينسلون}.
أو من الأجة، وهي شدة الحر، أو من أج الماء يؤج أجوجًا، إذا كان ملحًا مرًّا».
والوجهان الأخيران، هما اللذان ذكرهما الناس كلهم.
[فتح الوصيد: 2/1082]
وما رأيت أحدًا ذكر أنه مأخوذ من الاختلاط ولا من السرعة. وهي أولى وأحسن.
قال الفراء: «بنو أسدٍ تهمز، وكل العرب بترك الهمز»). [فتح الوصيد: 2/1083]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([853] وحرك بها والمؤمنين ومده = خراجا (شـ)ـفا واعكس فخرج (لـ)ـه (مـ)ـلا
والخرج والخراج واحد، كالنول والنوال؛ أي: جُعلًا نخرجه من أموالنا.
وكذلك في المؤمنين: (فخرَج ربك)، و (فخرْج ربك) واحد؛ أي ما نخرجه ونعطيه.
وقال الفراء: «الخراج: اسم لما جمعته، والحج: ما تخرجه».
قال: «فالخراج الاسم الأول، والخرْج كالمصدر؛ يقال: أد خرْج رأسك؛ كأنه الجُعل، كأنه خاص، والخراج عام».
[فتح الوصيد: 2/1083]
أبو علي: «الخراج: المضروب على الأرضين».
قال: «وقد يجوز في غير الضرائب على الأرضين، بدلالة قول العجاج: يوم خراجٍ يخرج السمرجا».
قال: «لأن الأول لا يكاد يضاف إلى وقت».
قال: «لأنه مؤبد دائم. والخرج: العطية».انتهى كلامه.
السمرج، فارسي معرب؛ وهو استخراج الخراج في ثلاث مرات.
ويقال: السمرجة أيضًا.
وقوله: (واعكس فخرج له ملا)، أي أسكن واقصر، لأن التحريك ضده الإسكان.
وهذا عكس ما قاله في (خراجا) من المد والتحريك.
وأشار بقوله: (له ملا)، إلى حجته. والملا، جمع ملاءة). [فتح الوصيد: 2/1084]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([851] على حق السدين سدًّا صحاب حق = ق الضم مفتوحٌ ويسن شد علا
ح: (على حق): جار ومجرور خبر (السدين)، (سدًا): مبتدأ، (صحاب حق): خبر، أي: قرأ: {سدًّا} صحاب حق، (الضم مفتوحٌ): مبتدأ وخبر، بيان القراءة، أي: مفتوح في: {السدين} و{سدًّا}، و(شُد): أمرٌ من (شاد
[كنز المعاني: 2/407]
البناء): إذا رفعه، (عُلا): مفعول، (يس): ظرفه بحذف الجار، والمراد: ارفع بناء عُلاك، أي: بفتح ضم {سدًّا} في يس.
ص: قرأ أبو عمرو وابن كثير وحفص: {بلغ بين السدي} [93]، وهم وحمزة والكسائي المعبر عنهم بقوله: صحاب حق-: {بيننا وبينهم سدًا} [94] بفتح السين فيهما، والباقون بضم السين، لغتان، أو المفتوح مصدر، والمضموم اسم، أو المضموم ما كان خلقيًّا والمفتوح ما كان مصنوعًا.
وأما في يس: {من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا} [9]، فحمزة والكسائي وحفص يفتحون السين، والباقون: يضمونها
[852] ويأجوج مأجوج اهمز الكل ناصرًا = وفي يفقهون الضم والكسر شكلا
[كنز المعاني: 2/408]
ب: (التشكيل): جعل الشكل.
ح: (يأجوج): مبتدأ، (مأجوج): عطف بحذف العاطف، (اهمز الكل): خبر، واللام: عوض عن العائد، (ناصرًا): حال من الفاعل، (الضم): مبتدأ، و(الكسر): عطف، (شكلا): بألف التثنية خبره، (في : يفقهون): ظرفه.
ص: قرأ عاصم: {إن يأجوج ومأجوج مفسدون} هنا [94]، و{حتى إذا فُتحت يأجوج ومأجوج} في الأنبياء [96]، والمراد بـ (الكل): الألفاظ الأربعة بهمزٍ على أنهما اسمان مشتقان من أجيج النار، أي: ضوءها، وووزنهما: (يفعول) و (مفعول) منعا من الصرف للتأنيث والعلمية؛ لأنهما اسما قبيلتين، والباقون: بلا همز؛ لأنهما أعجميان عندهم، منعا من الصرف للعجمة والعلمية، فوزنهما: (فاعلول)، كـ {طالوت} [البقرة: 247]، و{جالوت} [البقرة: 251]، أو عربيان مشتقان، خفف همزهما بالإبدال.
وقرأ حمزة والكسائي: {لا يكادون يفقهون} [83] بضم الياء وكسر القاف، أي: يفقهون غيرهم قولًا، والباقون: {يفقهون} بفتح الياء والقاف من الثلاثي، أي: لا يفقهون قول غيرهم). [كنز المعاني: 2/409] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([853] وحرك بها والمؤمنين ومده = خراجا شفا واعكس فخرجٌ له ملا
ب: (الملا) بالضم -: جمع (ملاءة)، وهي: الملحفة، كناية عن الحجج، لأنها سترةٌ وجنةٌ كالملحفة.
ح: (خراجًا): مفعول (حرك)، (بها): ظرفه، والهاء: للسورة، و (المؤمنين): عطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار، نحو: {تساءلون به والأرحام} [النساء: 1]، الهاء في (مده): راجع إلى (خراجًا) لتقدمه رتبة، (فخرجٌ): مفعول (اعكس)، (له ملا): جملة مستأنفة، والهاء: للعكس.
ص: قرأ حمزة والكسائي: {فهل نجعل لك خرجًا} في هذه السورة [94]، و{أم تسألهم خرجًا فخراج ربك} في المؤمنين [72] بتحريك الراء بالفتح فيهما، والألف بعد الراء، والباقون: {خرجًا} في الموضعين بسكون الراء وترك الألف.
وقرأ ابن عامر: {فخرج ربك} في ثاني المؤمنين [72] أيضًا كالموضعين بالسكون وترك الألف.
فيكون له: (أم تسألهم خرجًا فخر ربك خيرٌ)، ولحمزة والكسائي:
[كنز المعاني: 2/410]
{خرجًا فخراج}، وللباقين: {خرجًا فخراج}، وهما لغتان، كـ (النوال) و (النول) بمعنى الجعل). [كنز المعاني: 2/411]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (851- "عَلَى حَـ"ـقٍّ السُّدَّيْنِ سُدًّا "صِحَابُ حَقٍْ"،.. الضَّمُّ مَفْتُوحٌ وَيس "شِـ"ـدْ "عُـ"ـلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/346]
رمز في المواضع الثلاثة لمن فتح السين فيها والفتح والضم لغتان فموضعان منها هنا: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ}، {عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا} والذي في يس موضعان: {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا}.
أي: الضم مفتوح فيهما وفي يس، ولولا أن الخلاف في السين واقع بين الضم والفتح دون الرفع والنصب لكان قوله: على حق السدين وهما أنه بالضم لإطلاقه ويكون قوله: الضم مفتوح مختصا بـ "سدّا"، ولكن ما ذكره في الخطبة من قوله: وفي الرفع والتذكير والغيب مختص بالرفع والرفع غير الضم على ما سبق بيانه هنالك وشد علا من شاد البناء إذا رفعه وطلاه بالشيد وهو الجص: وعلا: جمع عليا أو مفرد). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/347] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (852- وَيَأْجُوجَ مَأْجُوجَ اهْمِزِ الكُلَّ "نَـ"ـاصِرًا،.. وَفِي يَفْقَهُونَ الضَّمُّ وَالكَسْرُ "شـ"ـكِّلا
يعني بالكل: هنا وفي الأنبياء، وهما اسمان أعجميان لطائفتين عظيمتين قيل: لا يموت الواحد منهم حتى يخلف من صلبه ألفا،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/347]
ومصداق هذا من الحديث الصحيح لما ذكر نعت النار قال: "إن منكم واحدا ومن يأجوج ومأجوج ألفا"، وقيل: يأجوج اسم لذكرانهم ومأجوج اسم لإناثهم، وهما على أوزان كثير من أعلام العجمة، كطالوت وجالوت وداود وهاروت وماروت فالألف فيهما كالألف في هذه الأسماء، أما همز هذه الألف فلا وجه له عندي إلا اللغة المحكية عن العجاج أنه كان يهمز العالم والخاتم، وقد حاول جماعة من أئمة العربية لهما اشتقاقًا كما يفعلون ذلك في نحو: آدم ومريم وعيسى على وجه الرياضة في علم التصريف وإلا فلا خفاء أنها كلها أعجمية، وهذه طريقة الزمخشري وغيره من المحققين، وأقرب ما قيل في اشتقاقها أن يأجوج من الأج وهو الاختلاط وسرع العدو أو من أجيج النار فوزن يأجوج يفعول ومأجوج مفعول فيكون الهمز فيهما هو الأصل وتركه من باب تخفيف الهمز، وقيل: مأجوج من ماج يموج إذا اضطرب، ويشهد لهذه المعاني ما وصفهم الله تعالى به فإفسادهم في الأرض على وجه القهر والغلبة يشبه تأجج النار والتهابها عاصية على موقدها وكونهم: {مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} يناسب سرعة العدو، وكون: "بعضهم يموج في بعض" هو الاختلاط فالمانع لهما من الصرف هو العجمة مع العلمية، وإن قيل: هما عربيان فالتأنيث عوض العجمة؛ لأنهما اسمان لقبيلتين). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/348]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (853- وَحَرِّكْ بِها وَالمُؤْمِنينَ وَمُدَّهُ،.. خَرَاجًا "شَـ"ـفَا وَاعْكِسْ فَخَرْجُ "لَـ"ـهُ "مُـ"ـلا
خراجًا مفعول حرك؛ أي: بهذه السورة وبسورة المؤمنين أراد فتح الراء ومد ذلك الفتح فيصير ألفا والقراءة الأخرى بإسكان الراء؛ لأنه ضد التحريك، وإذا بطلت الحركة بطل مدها، والخرج والخراج واحد كالنول والنوال؛ أي: جعلا يخرج من الأموال فالذي هنا: {فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا}، والذي في المؤمنين: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا}، وقوله: واعكس فخرج؛ يعني: الثاني في سورة المؤمنين: {فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ}؛ أي: اقرأه لابن عامر وحده بالإسكان والقصر،؛ أي: ما يعطيه الله سبحانه خير مما يعطيه هؤلاء، فقد صار في حرفي المؤمنين ثلاث قراءات مدهما لحمزة والكسائي وقصرهما لابن عامر ومد الأول وقصر الثاني للباقين، أما مد الأول وقصر الثاني فلا والله أعلم وقد مضى معنى ملا وأنه جمع ملاءة وهي الملحفة ويمكن به الحجة؛ لأنها جبة وسترة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/349]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (851 - على حقّ السّدّين سدّا صحاب حق = ق الضّمّ مفتوح وياسين شد علا
قرأ حفص وابن كثير وأبو عمرو: بَيْنَ السَّدَّيْنِ. بفتح ضم السين. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص وحمزة والكسائي: وَبَيْنَهُمْ سَدًّا هنا. بفتح ضم السين. وقرأ حفص وحمزة والكسائي: وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا في يس بفتح ضم السين، وقرأ المسكوت عنهم في كل ترجمة بضم السين). [الوافي في شرح الشاطبية: 314] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (852 - وياجوج ماجوج اهمز الكلّ ناصرا = وفي يفقهون الضّمّ والكسر شكّلا
[الوافي في شرح الشاطبية: 314]
قرأ عاصم: إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ هنا، حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ في الأنبياء بهمزة ساكنة في المواضع الأربعة، وقرأ غيره بإبدال الهمزة ألفا فيما ذكر). [الوافي في شرح الشاطبية: 315]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (853 - وحرّك بها والمؤمنين ومدّه = خراجا شفا واعكس فخرج له ملا
قرأ حمزة والكسائي: فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً في هذه السورة، أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً في سورة المؤمنين بتحريك الراء أي فتحها ومد ذلك الفتح فيصير ألفا بعد الراء، وقرأ غيرهما بإسكان الراء وحذف الألف بعدها في الموضعين. وقرأ هشام وابن ذكوان عن ابن عامر: فخرج ربّك في المؤمنين بإسكان الراء وحذف الألف بعدها، فتكون قراءته في هذا الموضع عكس قراءة حمزة والكسائي في الموضعين المذكورين وقرأ الباقون فَخَراجُ بفتح الراء وألف بعدها). [الوافي في شرح الشاطبية: 315]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (151- .... .... .... .... .... = .... .... ضَمُّ سَدَّيْنِ حُوِّلَا
152 - كَسَدًّا هُنَا .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 32] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (وقوله: ضم سدين حولا أي قرأ يعقوب أيضًا {وبينهم سدا} [94] بضم السين وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك ولخلف بالفتح، واحترز بقوله هنا عن موضعي يس فإنهم كأصحابهم فيهما فلخلف الفتح والآخرين الضم). [شرح الدرة المضيئة: 169] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: خَرْجًا هُنَا وَالْحَرْفِ الْأَوَّلِ مِنَ الْمُؤْمِنُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ الرَّاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ فِيهِمَا، وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ فَخَرْجُ رَبِّكَ ثَانِيَ الْمُؤْمِنِينَ بِإِسْكَانِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ). [النشر في القراءات العشر: 2/315]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: سَدًّا هُنَا، وَفِي الْمَوْضِعَيْنِ مِنْ يس فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِفَتْحِ السِّينِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَافَقَهُمُ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو هُنَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ السِّينِ فِي الثَّلَاثَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/315]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/315]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {خرجًا} هنا [94]، وفي المؤمنون [72] {أم تسئلهم خرجًا} بفتح الراء وألف بعدها، والباقون بإسكان الراء من غير ألف فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 588]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص {سدًا} هنا [94]، وفي موضعي يس [9] بفتح السين، وافقهم ابن كثير وأبو عمرو هنا، والباقون بالضم في الثلاثة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 588]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يأجوج ومأجوج} [94] ذكرا لعاصم في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 588]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (756- .... .... .... .... .... = .... افتح ضمّ سدّين عزا
757 - حبرٌ وسدًّا حكم صحبٍ دبرا = ياسين صحبٌ .... .... .... ). [طيبة النشر: 84] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (758- .... وخرجًا قل خراجاً فيهما = لهم فخرج كم .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (افتح ضم سدين) أي قرأ حفص وابن كثير وأبو عمرو كما رمز لهم في أول البيت الآتي «حتى إذا بلغ بين السّدين» بفتح ضم السين، والباقون بضمها.
(حبر) وسدّا (ح) كم (صحب) (د) برا = ياسين (صحب) يفقهوا ضمّ اكسرا
أي وفتح السين من سدا كذلك أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وحفص وابن كثير، وكذلك قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص «وجعلنا من بين أيديهم سدّا ومن خلفهم سدا» في يس، والباقون بالضم؛ فالمدنيان وابن عامر وأبو بكر ويعقوب ضموا الأربعة، وابن كثير وأبو عمرو فتحا لفظي الكهف وضما لفظي، يس وحفص بفتح الأربعة، وحمزة والكسائي وخلف فتحوا موضعي يس وسدا في الكهف، والضم والفتح لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 270] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (شفا) وخرجا قل خراجا فيهما = لهم فخرج (ك) م وصدفين اضمما
أي قرأ حمزة والكسائي وخلف المشار إليهم بقوله: شفا خرجا موضع
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 270]
خرجا هنا، وفي المؤمنون بإسكان الراء كلفظه كما صرح بالقراءتين معا قوله: (فخرج كم) أي قرأ ابن عامر «فخرج ربك» في المؤمنون بإسكان الراء كلفظه، والباقون بالألف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 271]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إظهار مكّنني [95] لابن كثير ويأجوج ومأجوج [94] لعاصم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/437] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يَأْجُوجَ وَمَأْجُوج" [الآية: 94] هنا و[الأنبياء الآية: 96] بهمزة ساكنة فيهما عاصم لغة بني أسد، والباقون بألف خالصة بلا همز، وهما ممنوعان للعلمية والعجمة والتأنيث؛ لأنهما اسما قبيلة على أنهما عربيان "وأدغم" لام "فهل نجعل" الكسائي وافقه ابن محيصن بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/225]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "خَرْجا" [الآية: 94] هنا والأول من "قَدْ أَفْلَح" [الآية: 72]
[إتحاف فضلاء البشر: 2/225]
فحمزة والكسائي وخلف بفتح الراء وألف بعدها فيهما، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بإسكان الراء بلا ألف فيهما، وقرأ ابن عامر ثاني: قد أفلح وهو فخراج ربك خير، بإسكان الراء، والباقون بالألف بعد الفتح، وهما بمعنى كالنول والنوال، أو بالألف ما ضرب على الأرض كل عام، وبغيرها بمعنى الجعل، وقيل الخرج المصدر والخراج اسم لما يعطى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/226]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "سدا" هنا وموضعي [يس الآية: 9] فحفص والكسائي وخلف بفتح السين في الثلاثة، وافقهم الأعمش، وقرأ أبن كثير وأبو عمرو كذلك في الكهف فقط، وافقهما ابن محيصن واليزيدي، والباقون بضمها في الثلاثة ومر توجيهه قريبا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/226]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ياجوج وماجوج} [94] قرأ عاصم بالهمز فيهما، والباقون بالألف من غير همز). [غيث النفع: 830]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {خرجا} قرأ الأخوان بفتح الراء، وألف بعدها، والباقون بإسكان الراء، ولا ألف). [غيث النفع: 830]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سدا} قرأ نافع والشامي وشعبة بضم السين، والباقون بالفتح). [غيث النفع: 830]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)}
{قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ}
- في مصحف عبد الله بن مسعود (قال الذين من دونهم).
{إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ}
- قرأ عاصم والأعمش والأعرج ويعقوب في رواية (إن يأجوج ومأجوج) بالهمز، وهي لغة بني أسد، وقال الليث: (الهمز لغة رديئة).
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر ويعقوب ومحمد بن حبيب عن الأعشى (إن ياجوج
[معجم القراءات: 5/299]
وماجوج) بغير همز، وهي لغة كل العرب غير بني أسد.
قال أبو زرعة: (قال النحويون: وهو الاختيار؛ لأن الأسماء الأعجمية سوى هذا الحرف غير مهموزة نحو طالوت وجالوت وهاروت وماروت).
وقال الأخفش: (وقال: يأجوج ومأجوج، فهمز، وجعل الألف من الأصل، وجعل (يأجوج) من (يفعول)، و(مأجوج) (مفعول)، والذي لا يهمز يجعل الألفين فيهما زائدتين، ويجعلهما من فعل مختلف، ويجعل (ياجوج) من يججت، و(ماجوج) من مججت).
وفي حاشية الجمل:
(قرأ عاصم بالهمزة الساكنة، والباقون بألف صريحة، واختلف في ذلك، فقيل: هما أعجميان لا اشتقاق لهما، ومنعا من الصرف للعملية والعجمة، ويحتمل أن تكون الهمزة أصلًا والألف بدلًا عنها، أو بالعكس، لأن العرب تتلاعب بالأسماء الأعجمية وقيل: بل هما عربيان، واختلف في اشتقاقهما، فقيل: اشتقاقهما من أجيج النار، وهو التهابها وشدة توقدها، وقيل من الأجة، وهي الاختلاط، أو شدة الحر، وقيل من الأج وهو سرعة العدو. اهـ سمين).
وقال الخليل: (ومن لم يهمز قال: هو مأخوذ من يج ومج على بناء فاعول).
- وقرأ العجاج وابنه رؤبة: (إن آجوج ومأجوج) بهمزة بدل الياء.
- وروي عنهما أنهما قرأا: (أن آجوج وماجوج)، بهمزة في الأول، وألف في الثاني.
[معجم القراءات: 5/300]
- وعن أبي معاذ أنه قرأ (إن يمجوج...) بقلب الألف الثانية من (آجوج) ميمًا.
{فَهَلْ نَجْعَلُ}
- أدغم اللام في النون الكسائي وهشام وابن محيصن بخلاف عنه.
{نَجْعَلُ لَكَ}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب، وعنهما الإظهار.
- وقراءة الجماعة بإظهار اللام.
{خَرْجًا}
- قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع وأبو عمرو وعاصم وأبو جعفر ويعقوب (خرجًا) بسكون الراء.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والحسن والأعمش وطلحة وابن سعدان وابن عيسى الأصبهاني وحماد وابن جبير الأنطاكي (خراجًا) بفتح الراء وألف بعدها.
قالوا: الخرج: مصدر، والخراج: اسم لما يعطى.
قال الزجاج:
(فمن قرأ خرجًا، فالخرج الفيء، والخراج: الضريبة، وقيل: الجزية، والخراج عند النحويين الاسم لما يخرج من الفرائض من
[معجم القراءات: 5/301]
الأموال، والخرج: المصدر).
قال مكي: (واختار أبو عبيد (خراجًا) بألف، وتعقب عليه ابن قتيبة، فاختار (خرجًا) بغير ألف، قال: لأن الخرج الجعل، فهم إنما عرضوا عليه جعلًا من أموالهم يعطونه إياه على بنيانه السد في مرة واحدة).
{سَدًّا}
- قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو وخلف والأعمش وابن محيصن وحميد والزهري وطلحة ويعقوب في رواية وابن جرير وابن عيسى الأصبهاني (سدًّا) بفتح السين.
- وقرأ نافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم ويعقوب والحسن وأبو جعفر (سدًّا) بضم السين). [معجم القراءات: 5/302]

قوله تعالى: {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (38 - قَوْله {مَا مكني فِيهِ} 95
قَرَأَ ابْن كثير وَحده (مَا مكنني) بنونين وَكَذَلِكَ هي في مصاحف أهل مَكَّة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {مَا مكني} مدغما). [السبعة في القراءات: 400]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (39 - قَوْله {ردما آتوني} 95 96
كلهم قَرَأَ (ردما ءاتوني) ممدودة غير عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر فِيمَا حَدَّثَني بِهِ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عمر الوكيعي عَن أَبِيه عَن يحيى عَن أَبي بكر عَن عَاصِم (ردما ائتوني) بِكَسْر التَّنْوِين وَوصل الْألف
وحدثني مُوسَى بن إِسْحَق عَن أَبي هِشَام عَن يحيى عَن أَبي بكر عَن عَاصِم أَنه قَرَأَ (ردما ائتوني) على معنى جيئوني
وحدثني مُوسَى بن إِسْحَق عَن هرون عَن حُسَيْن عَن أَبي بكر عَن عَاصِم (ردما ائتوني) مثله مَقْصُور على جيئوني
وروى حَفْص عَن عَاصِم (ردما ءاتوني) مثل أَبي عَمْرو). [السبعة في القراءات: 400 - 401]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (مكنني) بنونين مكي). [الغاية في القراءات العشر: 312]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (مكنني) [95]: بنونين مكي). [المنتهى: 2/813]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ردمًا * اءتوني) [95 96]: قصر: المفضل، وحماد طريق المطوعي، وأبو بكر طريق علي ابن جبير والاحتياطي، ويحيى غير خلفٍ وشعيب طريق الرزاز عن الجربي عنه). [المنتهى: 2/813]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (ما مكنني) بنونين ظاهرتين، وقرأ الباقون بالإدغام). [التبصرة: 264]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {ما مكنني} (95): بنونين مخففتين، الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة.
[التيسير في القراءات السبع: 353]
والباقون: بنون واحدة مكسورة مشددة). [التيسير في القراءات السبع: 354]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {ردما ائتوني} (95، 96): بكسر التنوين، وهمزة ساكنة بعده، من باب المجيء. وإذا ابتدأ كسر همزة الوصل وأبدل الهمزة الساكنة بعدها ياء.
والباقون: بقطع الهمزة، ومدة بعدها، في الحالين.
وورش: على أصله يلقي حركة الهمزة على التنوين قبلها). [التيسير في القراءات السبع: 354] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن كثير: (قال ما مكنني) بنونين مخففتين الأولى مفتوحة والثّانية مكسورة، والباقون بنون واحدة مكسورة مشدّدة). [تحبير التيسير: 449]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر: (ردما ائتوني) بكسر التّنوين وهمزة ساكنة بعده من باب المجيء، وإذا
[تحبير التيسير: 449]
ابتدأ كسر همزة الوصل وأبدل الهمزة الساكنة بعدها ياء، والباقون بقطع الهمزة ومدّة بعدها في الحالين وورش على أصله يلقى حركة الهمزة على التّنوين قبلها). [تحبير التيسير: 450] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَكَّنِّي) بنونين، وهكذا (لَيَأْتِيَنِّي) في سورة النمل الزَّعْفَرَانِيّ، ومكي، الباقون بنون مشددة، وهو الاختيار؛ لموافقة أكثر المصاحف). [الكامل في القراءات العشر: 594]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([95]- {مَكَّنِّي} بنونين: ابن كثير). [الإقناع: 2/693]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (854 - وَمَكَّنَنِي أَظْهِرْ دَلِيلاً .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([854] ومكنني أظهر (د)ليلًا وسكنوا = مع الضم في الصدفين عن (شعبة) الملا
[855] (كـ)ـما (حق)ـه ضماه واهمز مسكنا = لدى ردما ائتوني وقبل اكسر الولا
[856] لـ(شعبة) والثاني (فـ)ـشا (صـ)ـف بخلفه = ولا كسر وابدأ فيهما الياء مبدلا
[857] وزد قبل همز الوصل والغير فيهما = بقطعهما والمد بدءًا وموصلا
{مكنني} مرسوم في المكي بنونين، وفي غيره بنون واحدة.
فمن أدغم، فلإجتماع المثلين.
ومن أظهر، فلأنه الأصل؛ ولأن أول المثلين غير مسكن؛ ولأن الثاني من المثلين غير لازم، فلم يعتد به). [فتح الوصيد: 2/1085]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([854] ومكنني أظهر دليلا وسكنوا = مع الضم في الصدفين عن شعبة الملا
ب: (الملا) بالفتح -: الأشراف.
ح: (مكنني): مفعول (أظهر)، (دليلًا): حال منه، أي: دليلًا على أن القراء الأخرى بالإدغام، أو من الفاعل، الواو في (سكنوا): لأهل الأداء، مفعول محذوف، أي: الدال، (عن شعبة): متعلق به، وأضيف (شعبة) إلى (الملا)، ولهذا كسر مع كونه غير منصرف، وإن لم يضف يكون (الملا): فاعل (سكنوا) على لغة من يجوز: (أكلوني البراغيث) .
ص: قرأ ابن كثير: (قال ما مكنني) [95] بإظهار النونين، والباقون: {مكني} بإدغام نون الكلمة في نون الوقاية.
[كنز المعاني: 2/411]
وقرأ أبو بكر شعبة: {بين الصدفين} [96] بضم الصاد وإسكان الدال). [كنز المعاني: 2/411] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (854- وَمَكَّنَنِي أَظْهِرْ "دَ"لِيلًا وَسَكَّنُوا،.. مَعَ الضَّمِّ فِي الصُّدْفَيْنِ عَنْ شُعْبَةَ الْمَلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/349]
دليلا حال من مكنني؛ أي: أظهره دليلا على أن القراءة الأخرى بالإدغام هذا أصلها النون الأولى من أصل الفعل والثانية نون الوقاية، فلما اجتمع المثلان ساغ الإدغام والإظهار، ورسم في مصحف أهل مكة بنونين وفي غيره بنون واحدة فكل قراءة على موافقة خط مصحف، وقال الشيخ: دليلا حال من الضمير في أظهر المرفوع أو المنصوب أو على أنه مفعول). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/350]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (854 - ومكّنني أظهر دليلا .... = .... .... .... .... ....
....
قرأ ابن كثير: قال ما مكنني. بإظهار النون الأولى فيقرأ بنونين خفيفتين الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، فتكون قراءة الباقين بإدغام النون الأولى في الثانية، فيصير النطق بنون واحدة مشددة مكسورة). [الوافي في شرح الشاطبية: 315]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: رَدْمًا آتُونِي زُبَرَ، وَقَالَ آتُونِي أُفْرِغْ، فَرَوَى ابْنُ حَمْدُونَ عَنْ يَحْيَى، وَرَوَى الْعُلَيْمِيُّ كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِكَسْرِ التَّنْوِينِ فِي الْأَوَّلِ، وَهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ بَعْدَهُ، وَبَعْدَ اللَّامِ فِي الثَّانِي مِنَ الْمَجِيءِ، وَالِابْتِدَاءُ عَلَى هَذِهِ الرَّاوِيَةِ بِكَسْرِ هَمْزَةِ الْوَصْلِ وَإِبْدَالِ الْهَمْزَةِ السَّاكِنَةِ، بَعْدَهَا يَاءٌ، وَافَقَهُمَا حَمْزَةُ فِي الثَّانِي، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الدَّانِيُّ أَعْنِي فِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ عَلَى فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ، وَهُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ فِي الْمُفْرَدَاتِ، وَلَمْ يَذْكُرْ صَاحِبُ الْعُنْوَانِ غَيْرَهُ، وَرَوَى شُعَيْبٌ الصَّرِيفِينِيُّ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ وَمَدِّهَا فِيهِمَا فِي الْحَالَيْنِ مِنَ (الْإِعْطَاءِ)، هَذَا الَّذِي قَطَعَ بِهِ الْعِرَاقِيُّونَ قَاطِبَةً، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا، وَكَذَا رَوَى خَلَفٌ عَنْ يَحْيَى، وَهِيَ رِوَايَةُ الْأَعْشَى وَالْبُرْجُمِيِّ وَهَارُونَ بْنِ حَاتِمٍ، وَغَيْرِهِمْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَرَوَى عَنْهُ بَعْضُهُمُ الْأَوَّلَ بِوَجْهَيْنِ، وَالثَّانِيَ بِالْقَطْعِ وَجْهًا وَاحِدًا، وَهُوَ الَّذِي فِي التَّذْكِرَةِ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْحَسَنِ وَبَعْضُهُمْ قَطَعَ لَهُ بِالْوَصْلِ فِي الْأَوَّلِ وَجْهًا وَاحِدًا، وَفِي الثَّانِي بِالْوَجْهَيْنِ، وَهُوَ الَّذِي
[النشر في القراءات العشر: 2/315]
ذَكَرَهُ فِي التَّيْسِيرِ وَتَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ الشَّاطِبِيُّ وَبَعْضُهُمْ أَطْلَقَ لَهُ الْوَجْهَيْنِ فِي الْحَرْفَيْنِ جَمِيعًا، وَهُوَ فِي الْكَافِي، وَغَيْرِهِ.
(قُلْتُ): وَالصَّوَابُ هُوَ الْأَوَّلُ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ). [النشر في القراءات العشر: 2/316] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِظْهَارُ (مَكَّنَنِي) لِابْنِ كَثِيرٍ فِي آخِرِ بَابِ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ). [النشر في القراءات العشر: 2/315]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر بخلاف عنه {ردمًا} [95] {آتوني} [96] بكسر التنوين
[تقريب النشر في القراءات العشر: 588]
وهمزة ساكنة بعده، و{قال آتوني} [96] بهمزة ساكنة بعد اللام من المجيء، والابتداء بهمزة مكسورة بعدها ياء، وافقه حمزة على ذا الوجه في {قال آتوني}، والباقون بقطع الهمزة ومدها فيهما من الإعطاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 589] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({مكني} [95] ذكر لابن كثير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 588]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إظهار مكّنني [95] لابن كثير ويأجوج ومأجوج [94] لعاصم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/437] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "مَكَّنِّي" [الآية: 95] ابن كثير وحده بنونين خفيفتين الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة على الإظهار على الأصل، والباقون بنون واحدة مشددة مكسورة بإدغام النون التي هي لام الفعل في نون الوقاية). [إتحاف فضلاء البشر: 2/226]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "رَدْما ائتُوني" و"قال ائتوني" [الآية: 95، 96] فأبو بكر من طريق العليمي وأبي حمدون عن يحيى عنه بهمزة ساكنة مع كسر التنوين قبلها في الأول وصلا وبهمزة ساكنة بعد اللام في الثاني وصلا أيضا، أمر من الثلاثي بمعنى المجيء، والابتداء حينئذ بكسر همزة الوصل وإبدال الهمزة التي هي فاء الكلمة ياء ساكنة في الكلمتين، وبذلك قرأ الداني على فارس بن أحمد واختاره في المفردات ولم يذكر في العنوان غيره، وروى شعيب عن يحيى عن أبي بكر بقطع الهمزة ومدها فيهما في الحالين، من آتى الرباعي بمعنى أعطى، وبه قطع العراقيون قاطبة، والابتداء حينئذ بهمزة مفتوحة كالوصل،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/226]
وروى عنه بعضهم الأول بوجهين والثاني بالقطع وجها واحدا، وبه قرأ الداني على أبي الحسن، وقطع له بعضهم بالوصل في الأول، وفي الثاني بالوجهين وهو الذي في الشاطبية كأصلها، وأطلق بعضهم له الوجهين في الحرفين جميعا، والصواب هو الأول قاله في النشر، وقرأ حمزة الثاني بهمزة ساكنة بعد اللام من الإتيان كالوجه الأول لأبي بكر ويبتدئ مثله، وافقه المطوعي والباقون بقطع الهمزة ومدها فيهما في الحالين من الإعطاء كالوجه الثاني لأبي بكر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/227] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مكني} [95] قرأ المكي بنونين الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة مخففة، والباقون بنون واحدة مشدد مكسورة). [غيث النفع: 830]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ردما * ءاتوني} قرأ شعبة بكسر تنوين {ردما} وهمزة ساكنة بعده في الوصل، فإن وقف على {ردما} - وهو كاف وقيل تام وابتدأ بـــ {ءاتوني} [86] فيبتدئ بهمزة وصل مكسورة، وإبدال الهمزة الساكنة بعدها ياء.
والباقون بإسكان التنوين، وهمزة قطع مفتوحة، بعدها ألف، بعدها تاء فوقية مضمومة وصلاً ووقفًا، إلا أن {ردما} إذا وقف عليه يعوض من تنوينه ألف). [غيث النفع: 830]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95)}
{مَا مَكَّنِّي}
- قراءة الجمهور (مكني) بنون واحدة مشددة مكسورة، بإدغام النون التي هي لام الفعل (مكن) في نون الوقاية، وجاء كذلك في المصاحف ما عدا مصاحف مكة.
- وقرأ ابن كثير ومجاهد وحميد (مكنني) بنونين متحركتين:
[معجم القراءات: 5/302]
الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة، على الإظهار، وهو الأصل.
قال أبو عمرو الداني:
(وفي مصاحف مكة بنونين، وفي سائر المصاحف بنون واحدة).
وقال النحاس: (ما مكنني: فلم يدغم لأن النون الأولى من الفعل، والثانية ليست منه، والإدغام أحسن لاجتماع حرفين من جنس واحد).
وقال مكي:
(قرأه ابن كثير بنونين ظاهرتين على أصله، وخف عليه ذلك لتحركهما؛ ولأن الثاني من المثلين غير لازم، فحسن الإظهار، كما قالوا: اقتتلوا، وهي في مصاحف المكيين بنونين في الخط..، وقرأ الباقون بنون مشددة على الإدغام استخفافًا لاجتماع مثلين متحركين في كلمة، وكذلك هي في أكثر المصاحف بنون واحدة، وهو الاختيار لأن الجماعة عليه).
{خَيْرٌ}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ}
- قرأ ورش بنقل حركة الهمزة إلى التاء، ثم حذف الهمزة، وصورة القراءة (بقوتن اجعل).
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بتحقيق همزة القطع وصلًا وابتداءً). [معجم القراءات: 5/303]

قوله تعالى: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (40 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {بَين الصدفين} 96
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {بَين الصدفين} بِضَم الصَّاد وَالدَّال
وَقَرَأَ نَافِع وَحَمْزَة والكسائي {الصدفين} بِفَتْح الصَّاد وَالدَّال
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {الصدفين} بِضَم الصَّاد وتسكين الدَّال
وروى حَفْص عَن عَاصِم {الصدفين} بفتحهما مثل حَمْزَة). [السبعة في القراءات: 401]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (41 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {آتوني أفرغ} 96
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر والكسائي (ءاتوني) ممدودا
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَحَمْزَة {قَالَ ائْتُونِي} قصرا
وروى عَن يحيى بن آدم عَن أَبي بكر قَالَ (ءاتوني) ممدودا
وَحَفْص عَن عَاصِم (ءاتوني) ممدودة). [السبعة في القراءات: 401]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ردما، آتوني) وصل يحيى (قال آتوني) وصل حمزة، ويحيى). [الغاية في القراءات العشر: 312 - 313]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (الصدفين) بضمتين مكي، شامي، بصري، أبو بكر، يجزم الدال). [الغاية في القراءات العشر: 313]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (قال اءتوني) [96]: وصل: حمزة، والمفضل، وابن عتبة، وأبو بكر
[المنتهى: 2/813]
إلا البرجمي والأعشى ويحيى طريق خلف وشعيب طريق الرزاز. مختلف عن حماد، وفي تعليقي عن الضرير عنه كحمزة.
(الصدفين) [96]: بفتحتين مدني، كوفي غير أبي بكر، وأيوب، وأبو بشر. ساكنة الدال: أبو بكر). [المنتهى: 2/814]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وكلهم قرأوا (ردمًا * اتوني) بالمد من العطاء إلا ما روي عن أبي بكر أنه قرأ بالقصر وهمزة ساكنة من المجيء وبكسر التنوين ويصل، روي عنه المد مثل الجماعة، وهو اختيار ابن مجاهد، وقد قرأت بالوجهين خاصة لأبي بكر، وورش فيه على أصله يلقي حركة الهمزة على التنوين ويمكن المد). [التبصرة: 264]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (الصدفين) بإسكان الدال وضم الصاد، وقرأ أبو مرو وابن عامر وابن كثير بضم الصاد والدال، وقرأ الباقون بفتحهما جميعًا). [التبصرة: 264]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (قال * ائتوني) بالوصل وهمزة ساكنة من المجيء، وقرأ الباقون
[التبصرة: 264]
بالمد وهمزة مفتوحة من العطاء، وقد روي عن أبي بكر مثل حمزة، وروي عنه بالمد مثل الجماعة، وهو اختيار ابن مجاهد وأبي الطيب شيخنا، وقد قرأت لأبي بكر بالوجهين، ومن مد في الكلمتين ابتدأ بالفتح، ومن قصر ابتدأ بالكسر). [التبصرة: 265]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {ردما ائتوني} (95، 96): بكسر التنوين، وهمزة ساكنة بعده، من باب المجيء. وإذا ابتدأ كسر همزة الوصل وأبدل الهمزة الساكنة بعدها ياء.
والباقون: بقطع الهمزة، ومدة بعدها، في الحالين.
وورش: على أصله يلقي حركة الهمزة على التنوين قبلها). [التيسير في القراءات السبع: 354] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر: {بين الصدفين} (96): بضمتين.
وأبو بكر: بضم الصاد، وإسكان الدال.
والباقون: بفتحتين). [التيسير في القراءات السبع: 354]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (وحمزة، وأبو بكر بخلاف عنه: {قال ائتوني} (96): بهمزة ساكنة بعد اللام، من باب المجيء. وإذا ابتدآ كسرا همزة الوصل، وأبدلا الهمزة الساكنة ياء.
والباقون: بقطع الهمزة، ومدة بعدها، في الحالين). [التيسير في القراءات السبع: 354]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر: (ردما ائتوني) بكسر التّنوين وهمزة ساكنة بعده من باب المجيء، وإذا
[تحبير التيسير: 449]
ابتدأ كسر همزة الوصل وأبدل الهمزة الساكنة بعدها ياء، والباقون بقطع الهمزة ومدّة بعدها في الحالين وورش على أصله يلقى حركة الهمزة على التّنوين قبلها). [تحبير التيسير: 450] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب: (بين الصدفين) بضمّتين، وأبو بكر بضم الصّاد وإسكان الدّال، والباقون بفتحتين.
حمزة وأبو بكر بخلاف عنه: (قال ائتوني) بهمزة ساكنة بعد اللّام من باب المجيء، وإذا ابتدءا كسرا همزة الوصل وأبدلا الهمزة الساكنة ياء، والباقون بقطع الهمزة ومدّة بعدها في الحالين). [تحبير التيسير: 450]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (الصَّدَفَيْنِ) بفتحتين ابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، ومدني، وأبو بشر، وأيوب، وعبيد عن ابْن كَثِيرٍ، والجعفي عن أَبِي عَمْرٍو، وكوفي غير أبي بكر، والمفضل، وعصمة، وهو الاختيار للخبر إذا مر بصدف أو هدف أبو بكر، والمفضل، وعصمة، واللؤلؤي، ويونس عن ابن عمر، وبضم الصاد وإسكان الدال، الباقون بضمتين، (سَاوَى) بغير ألف مشدد قَتَادَة، الباقون بألف خفيف، وهو الاختيار؛ لموافقة المصحف). [الكامل في القراءات العشر: 594]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([95، 96]- {رَدْمًا، آتُونِي} وصل من باب المجيء: أبو بكر، ويبتدئ بتخفيف الثانية وبالكسر). [الإقناع: 2/693] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([96]- {قَالَ آتُونِي} وصل: حمزة وأبو بكر في رواية شعيب، والخلاف فيه عن أبي بكر كثير.
[96]- {الصَّدَفَيْنِ} بضمتين: ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو.
بضم الصاد وإسكان الدال: أبو بكر). [الإقناع: 2/693]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (854- .... .... .... وَسَكَّنُوا = مَعَ الضَّمِّ فِي الصُّدْفَيْنِ عَنْ شُعْبَةَ الْمَلاَ
855 - كَمَا حَقُّهُ ضماه .... .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 67]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (855- .... .... = وَاهْمِزْ مُسَكِّناً = لَدَى رَدْماً ائْتُونِي وَقَبْلَ اكْسِرِ الْوِلاَ
[الشاطبية: 67]
856 - لِشُعْبَةَ وَالثَّانِي فَشَا صِفْ بِخُلْفِهِ = وَلاَ كَسْرَ وَابْدَأْ فِيهِمَا الْيَاءَ مُبْدِلا
857 - وَزِدْ قَبْلَ هَمْزِ الْوَصْلِ وَالْغَيْرُ فِيهِمَا = بِقَطْعِهِمَا وَلِلْمِدِّ بَدْءاً وَمَوْصِلاَ). [الشاطبية: 68]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([854] ومكنني أظهر (د)ليلًا وسكنوا = مع الضم في الصدفين عن (شعبة) الملا
[855] (كـ)ـما (حق)ـه ضماه واهمز مسكنا = لدى ردما ائتوني وقبل اكسر الولا
...
والصُّدُف والصَّدَف: ناحية الجبل المرتفع.
والصَّدفان، أن يتقابل جبلان مرتفعان وبينهما طريق.
فالناحيتان المتقابلتان صدفان، ومن ذلك صادفت فلانًا: قابلته.
[فتح الوصيد: 2/1085]
ومن أسكن، فللتخفيف، كالصحف والرسل في الصحف والرسل.
وأضاف شعبة إلى الملا، وهم الأشراف.
و(دليلًا)، منصوب على الحال من الضمير في (أظهر) المرفوع أو المنصوب، أو على أنه مفعول.
ومعنى (كما حقه ضماه)، أي: الضمان حقه في الأصل، وإنما خفف كالرسل والرسل). [فتح الوصيد: 2/1086]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([855] (كـ)ـما (حق)ـه ضماه واهمز مسكنا = لدى ردما ائتوني وقبل اكسر الولا
[856] لـ(شعبة) والثاني (فـ)ـشا (صـ)ـف بخلفه = ولا كسر وابدأ فيهما الياء مبدلا
[857] وزد قبل همز الوصل والغير فيهما = بقطعهما والمد بدءًا وموصلا
...
(واهمز مسكنا لدى ردمًا ائتوني)، أي اهمز {ائتوني} عند {ردما}، مسكنًا للهمزة.
(وقبل اكسر الولا)، يعني التنوين، لسكونه وسكون الهمزة بعده، أي: واكسر ذا الولا؛ يقال: افعله على الولاء، أي المتابعة.
ووالی ولاء-وقد سبق-، وأصله القرب؛ يقال: تباعد بعد ولي، أي قرب.
وفي الحديث: «ليليني منكم أولوا الأحلام والنهی».
والثاني: {فلما جعله نارًا قال ءاتوني} ولا كسر، لأن اللام من {قال} قبله مفتوحة.
(وابدأ فيهما الياء مبدلًا) من الهمزة.
[فتح الوصيد: 2/1086]
(وزد قبل)، الهمز المبدلة، (همز الوصل)، فقل: (ائتوني)، على ما سبق في الهمز، فيكون من باب المحيء.
والقراءة الأخرى من الإيتاء، وهو الإعطاء، وهو بقطع الهمز والمد في الدرج والابتداء). [فتح الوصيد: 2/1087]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([854] ومكنني أظهر دليلا وسكنوا = مع الضم في الصدفين عن شعبة الملا
ب: (الملا) بالفتح -: الأشراف.
ح: (مكنني): مفعول (أظهر)، (دليلًا): حال منه، أي: دليلًا على أن القراء الأخرى بالإدغام، أو من الفاعل، الواو في (سكنوا): لأهل الأداء، مفعول محذوف، أي: الدال، (عن شعبة): متعلق به، وأضيف (شعبة) إلى (الملا)، ولهذا كسر مع كونه غير منصرف، وإن لم يضف يكون (الملا): فاعل (سكنوا) على لغة من يجوز: (أكلوني البراغيث) .
ص: قرأ ابن كثير: (قال ما مكنني) [95] بإظهار النونين، والباقون: {مكني} بإدغام نون الكلمة في نون الوقاية.
[كنز المعاني: 2/411]
وقرأ أبو بكر شعبة: {بين الصدفين} [96] بضم الصاد وإسكان الدال، وبيّن قراءة الباقين قوله:
[855] كما حقه ضماه واهمز مسكنا = لدى ردمًا أئتوني وقبل اكسر الولا
[856] لشعبة والثاني فشا صف بخلفه = ولا كسر وابدأ فيهما الياء مبدلا
[857] وزد قبل همز الوصل والغير فيهما = بقطعهما والمد بدءًا وموصلا
ب: (الولا): من (الولي)، وهو القرب.
ح: (ضماه): مبتدأ، (كما حقه): خبر، و(ما): كافة، والهاءان: للفظ {الصدفين}، أي: ضما الصدفين على ما يستحقه لا تغيير عن الأصل فيهما، بخلاف الإسكان، فإنه تخفيف، (أئتوني): مفعول (اهمز)، (مسكنًا): حال منه، (لدى ردمًا): ظرفه، (قبل): مضمومٌ لقطع الإضافة، أي: قبل هذا الهمز، (الولا): مفعول (اكسر)، أي: اكسر ذا ولائه، يعني: ما وليه وقرب منه، (لشبعة): حال من المكسور، أي: حال كونها قراءة لشعبة، و (الثاني فشا): مبتدأ وخبر، (بخلفه): حال من (الثاني)، والهاء: له لفظًا، أو من مدلول (صف)، والهاء: له حقيقة، (لا كسر): خبره محذوف، أي: قبل الثاني، ضمير التثنية في (فيهما) لـ (أئتوني) الأول والثاني، (مبدلًا): حال من فاعل (ابدأ)، (قبل) بالضم-: أي قبل هذا الهمز، (همز): مفعول (زد)، (الغير): مبتدأ، (بقطعهما): خبر، وضمير التثنية لهمزتي القطع، لأنهما في موضعين، و (المد): عطف على (القطع)، و (بدءًا وموصلًا): حالان من ضمير الغير، أي: بادئًا وواصلًا.
ص: قرأ ابن عامر وأبو عمرو وابن كثير من الباقين: {بين الصدفين}
[كنز المعاني: 2/412]
[96] بضم الصاد والدال، والباقون بعدهم: بفتح الصاد والدال.
أما الفتحتان والضمتان: فلغتان، وأما الإسكان في الدال: فاستخفاف، والصدفان، والصدفان: ناحيتا الجبلين المرتفعين المتقابلين.
ثم قال:
............ واهمز مسكنًا = لدى ردمًا أئتوني وقبل اكسر الولا
لشعبة ............ = ............
أي: قرأ شعبة (ائتوني) الذي بعد {ردمًا} [95]، يعني: (ائتوني زبر الحديد) [96] و(قال ائتوني أُفرغ) [96] بهمز مسكن وكسر التنوين قبله، يعني: في {ردمًا} لالتقاء الساكنين، أمرًا من (أتى يأتي) بمعنى المجيء لكن بخلاف عن أبي بكر في الحرف الثاني، وهو: (قال ائتوني أفرغ) [96]، ووافقه حمزة فيه، ولا كسر قبل الهمز المسكن
[كنز المعاني: 2/413]
فيه؛ لأن اللام من {قال} قبله مفتوحة.
ثم بيَّن أن الحرفين إذا بُدئ بهما يُبدل الهمز المسكن ياءً، وتزاد همزة الوصل قبلها على تلك القراءة، لتعذر الابتداء بالساكن، ووجوب قلب الهمز المسكن ياءً إذا كان قبله همزة مكسورة، نحو: (ائت) [يونس: 15].
وبيَّن أن قراءة الباقين: {ءاتوني} بقطع الهمزتين في أول الحرفين، ومدهما من الإيتاء بمعنى الإعطاء). [كنز المعاني: 2/414]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: وسكنوا؛ يعني: المشايخ والرواة سكنوا الدال وضموا الصاد ناقلين ذلك عن شعبة، ووجه الإسكان التخفيف لاجتماع ضمتين كما في قراءة غيره كما يأتي وأضاف شعبة إلى الملا وهم الأشراف فلهذا جره وإلا فشعبة غير منصرف كذا ذكره الشيخ في شرحه، ويجوز أن يكون غير منصرف ولم يصفه إلى الملا، ويكون الملا فاعل وسكنوا على لغة أكلوني البراغيث، فيكون فيه من البحث ما في قوله تعالى: {عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ}.
وقوله سبحانه: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}.
والملا ليس برمز مع شعبة؛ لأن الرمز لا يجتمع مع مصرح باسمه، ولكنه مشكل من جهة ما بعده فإن قوله: كما حقه رمز، ولا مانع من أن يكون الملا منضما إلى ذلك رمزا للقراءة الآتية إلا كونه أضاف شعبة إليه وفي ذلك نظر، وكان يمكنه أن يقول عن شعبة ولا والله أعلم.
855- "كَمَا حَقُّـ"ـهُ ضمَّاه وَاهْمِزْ مُسَكِّنًا،.. لَدَى رَدْمًا ائْتُونِي وَقَبْلَ اكْسِرِ الوِلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/350]
الهاء في حقه وضماه للفظ الصدفين؛ أي: إنه يستحق في الأصل ضمين هذا معنى ظاهر اللفظ وباطنه أن ابن عامر وابن ثير وأبا عمرو قرءوا بضم الصاد والدال معا والكاف في كما نحو التي في قوله تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ}.
فما بعدها علة لما قبلها في الموضعين والضمان علة الإسكان، وقرأ الباقون وهم نافع وحمزة والكسائي وحفص بفتحهما فالفتح فيهما والضم لغتان والإسكان لغة ثالثة، والمعنى بالصدفين ناحيتا الجبلين المرتفعين المتقابلين). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/351]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: واهمز مسكنا؛ أي: ائت بهمزة ساكنة في لفظ "ردما، ائتوني"، وقد لفظ في نظمه بصورة القراءة المقصودة وكسر التنوين قبلها وهو المراد بقوله: وقبل اكسر؛ أي: وقبل هذا الهمز الساكن اكسر ما وليه ودنا منه وهو التنوين، وإنما كسره؛ لأنه التقى مع الهمز الساكن؛ أي: اكسر ذا الولاء يقال: والى ولاء وفعلته على الولاء؛ أي: شيئا بعد شيء، ووالى هذا هذا؛ أي: اتصل به، ويقع في بعض النسخ اكسروا بضمير الجمع ولا حاجة إليه، والإفراد أولى لقوله قبله: واهمز ويأتي وابدأ وزد في البيتين الباقيين، ووجه هذه القراءة أنها من أتى يأتي؛ أي: جيئوني بزبر الحديد وحذفت الباء فتعدى الفعل فنصب، قال أبو علي: "ايتوني" أشبه بقوله: {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ}؛ لأنه كلفهم المعونة على عمل السد ولم يقبل الخراج الذي بذلوه له فقوله: "ائتوني" الذي معناه جيئوني إنما هو معونة على ما كلفهم من قوله: فأعينوني بقوة ثم بين من له هذه القراءة فقال:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/351]
856- لِشُعْبَةَ وَالثَّانِي "فَـ"ـشَا "صِـ"ـفْ بِخُلْفِهِ،.. وَلا كَسْرَ وَابْدَأْ فِيهِمَا اليَاءَ مُبْدِلا
الثاني قوله: {قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ}، سكن الهمزة حمزة وعن شعبة خلاف، فكأنه في أحد الوجهين جمع بين القراءتين في الموضعين، وهذا الموضع الثاني ليس قبله تنوين ولا ساكن غيره، فلهذا قال: ولا كسر إنما قبله فتحة لام قال: والمعنى في الموضع الثاني كما سبق في الأول، والياء محذوفة من قطرا إن كان مفعوله، وإن كان قطرا مفعول أفرغ، فالتقدير: ائتوني بقطر أفرغه عليه فحذف الأول؛ لدلالة الثاني عليه ولم يحتج قطرا المذكور إلى باء؛ لأنه مفعول أفرغ فهذا بيان هذه القراءة في الموضعين في حال الوصل ثم شرع يبين الابتداء بالكلمتين على تقدير الوقف قبلها فقال: وابدأ فيهما؛ أي: في الموضعين بإبدال الباء من الهمزتين؛ لأن في كل موضع همزة ساكنة بعد كسر همزة الوصل، فوجب قلبها ياء كما يفعل في ائت بقرآن فهذا معنى قوله:
857- وَزِدْ قَبْلَ هَمْزِ الوَصْلِ وَالغَيْرُ فِيهِمَا،.. بِقَطْعِهِمَا وَالْمِدِّ بَدْءًا وَمَوْصِلا
أي: قبل هذه الياء المبدلة من الهمزة الساكنة زد همزة الوصل المكسورة؛ ليمكن النطق بالياء الساكنة قال الفراء: قول حمزة صواب من وجهين يكون مثل أخذت الخطام وأخذت بالخطام ويكون على ترك الهمزة الأولى في أتوني، فإذا سقطت الأولى همزت الثانية قلت: لهذا وجه آخر؛ لأن المقتضى لإبدال الثانية ألفا اجتماعها مع الأولى فإذا حذفت الأولى انهمزت
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/352]
الثانية، وهو مثل ما قيل في قراءة قالون "عادا الُاولى" في أحد الوجهين وينبغي على هذا الوجه إذا ابتدأت أن تقيد الهمزة المفتوحة التي حذفت فهي أولى من اجتلاب همزة وصل والله أعلم، ثم بين قراءة باقي القراء فقال: والغير؛ يعني: غير حمزة وشعبة، فيهما؛ أي: في الموضعين بقطعهما؛ أي: بقطع الهمزتين ولم يبين فتحهما؛ لأن فعل الأمر لا يكون فيه همزة قطع إلا مفتوحة ثم قال: والمد أي وبالمد بعد همزة القطع وبدأ وموصلا حالان؛ أي: هذه قراءة غيرهما بادئا وواصلا لا يختلف الحال في ذلك، ومعنى هذه القراءة من الإيتاء وهو الإعطاء فمعنى آتوني أعطوني وهو يحتمل المناولة والاتهاب، وقام الدليل على أنه لم يرد الاتهاب؛ لامتناعه عن أخذ الخرج فتعينت الإعانة بالمناولة وتحصيل الأدلة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/353]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (854 - .... .... .... .... وسكّنوا = مع الضّمّ في الصّدفين عن شعبة الملا
855 - كما حقّه ضمّاه .... .... = .... .... .... .... ....
....
وسكن الرواة الناقلون عن شعبة الدال مع ضم الصاد في قوله تعالى: حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ وقرأ ابن عامر وأبو عمرو وابن كثير بضم الصاد والدال فتكون قراءة الباقين بفتحهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 315]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (855 - .... .... .... واهمز مسكّنا = لدى ردما ائتوني وقبل اكسر الولا
856 - لشعبة والثّاني فشا صف بخلفه = ولا كسر وابدأ فيهما الياء مبدلا
857 - وزد قبل همز الوصل والغير فيهما = بقطعهما والمدّ بدءا وموصلا
....
وقرأ شعبة: ردم أتوني بهمزة ساكنة وكسر الحرف الواقع قبل آتُونِي الموالي وهو تنوين رَدْماً لالتقاء الساكنين وهذا كله في حال وصل آتُونِي ب رَدْماً. وقرأ حمزة وشعبة بخلف
[الوافي في شرح الشاطبية: 315]
عنه: قال أتوني. بهمزة ساكنة مع بقاء فتحة اللام على حالها وهذا معنى قوله (ولا كسر) وهذا في حال وصل آتُونِي يقال: فإذا وقف على رَدْماً وقالَ ابتدئ بإبدال الهمزة الساكنة حرف مد ياء مع زيادة همزة وصل مكسورة قبلها ثم بين أن الباقين
يقرءون في الموضعين بقطع الهمزة مفتوحة ومدها في البدء والوصل وهو الوجه الثاني لشعبة في الموضع الثاني. ولم يبين الناظم حركة همزة القطع اعتمادا على ما هو مقرر من أن همزة فعل الأمر الرباعي تكون مفتوحة). [الوافي في شرح الشاطبية: 316]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (152- .... .... آتُوْنِ بِالْمَدِّ فَاخِرٌ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 32]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: رَدْمًا آتُونِي زُبَرَ، وَقَالَ آتُونِي أُفْرِغْ، فَرَوَى ابْنُ حَمْدُونَ عَنْ يَحْيَى، وَرَوَى الْعُلَيْمِيُّ كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِكَسْرِ التَّنْوِينِ فِي الْأَوَّلِ، وَهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ بَعْدَهُ، وَبَعْدَ اللَّامِ فِي الثَّانِي مِنَ الْمَجِيءِ، وَالِابْتِدَاءُ عَلَى هَذِهِ الرَّاوِيَةِ بِكَسْرِ هَمْزَةِ الْوَصْلِ وَإِبْدَالِ الْهَمْزَةِ السَّاكِنَةِ، بَعْدَهَا يَاءٌ، وَافَقَهُمَا حَمْزَةُ فِي الثَّانِي، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الدَّانِيُّ أَعْنِي فِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ عَلَى فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ، وَهُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ فِي الْمُفْرَدَاتِ، وَلَمْ يَذْكُرْ صَاحِبُ الْعُنْوَانِ غَيْرَهُ، وَرَوَى شُعَيْبٌ الصَّرِيفِينِيُّ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ وَمَدِّهَا فِيهِمَا فِي الْحَالَيْنِ مِنَ (الْإِعْطَاءِ)، هَذَا الَّذِي قَطَعَ بِهِ الْعِرَاقِيُّونَ قَاطِبَةً، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ فِيهِمَا، وَكَذَا رَوَى خَلَفٌ عَنْ يَحْيَى، وَهِيَ رِوَايَةُ الْأَعْشَى وَالْبُرْجُمِيِّ وَهَارُونَ بْنِ حَاتِمٍ، وَغَيْرِهِمْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَرَوَى عَنْهُ بَعْضُهُمُ الْأَوَّلَ بِوَجْهَيْنِ، وَالثَّانِيَ بِالْقَطْعِ وَجْهًا وَاحِدًا، وَهُوَ الَّذِي فِي التَّذْكِرَةِ، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْحَسَنِ وَبَعْضُهُمْ قَطَعَ لَهُ بِالْوَصْلِ فِي الْأَوَّلِ وَجْهًا وَاحِدًا، وَفِي الثَّانِي بِالْوَجْهَيْنِ، وَهُوَ الَّذِي
[النشر في القراءات العشر: 2/315]
ذَكَرَهُ فِي التَّيْسِيرِ وَتَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ الشَّاطِبِيُّ وَبَعْضُهُمْ أَطْلَقَ لَهُ الْوَجْهَيْنِ فِي الْحَرْفَيْنِ جَمِيعًا، وَهُوَ فِي الْكَافِي، وَغَيْرِهِ.
(قُلْتُ): وَالصَّوَابُ هُوَ الْأَوَّلُ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ). [النشر في القراءات العشر: 2/316] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: الصَّدَفَيْنِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ بِضَمِّ الصَّادِ وَالدَّالِ، وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِضَمِّ الصَّادِ، وَإِسْكَانِ الدَّالِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهِمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/316]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر بخلاف عنه {ردمًا} [95] {آتوني} [96] بكسر التنوين
[تقريب النشر في القراءات العشر: 588]
وهمزة ساكنة بعده، و{قال آتوني} [96] بهمزة ساكنة بعد اللام من المجيء، والابتداء بهمزة مكسورة بعدها ياء، وافقه حمزة على ذا الوجه في {قال آتوني}، والباقون بقطع الهمزة ومدها فيهما من الإعطاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 589] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير والبصريان وابن عامر {الصدفين} [96] بضم الصاد والدال، وأبو بكر بضم الصاد وإسكان الدال، والباقون بفتحهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 589]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (758- .... .... .... .... .... = .... .... .... وصدفين اضمما
759 - وسكّنن صف وبضمّي كلّ حق = آتون همز الوصل فيهما صدق
760 - خلفٌ وثانٍ فز .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وصدفين) يريد أن أبا بكر قرأ قوله تعالى «بين الصّدفين» بضم الصاد وإسكان الدال مثل ما في أول البيت الآتي:
وسكّنن (ص) ف وبضمّى (كلّ حق) = آتون همز الوصل فيهما (صد) ق
أراد أن أبا بكر ضم الصاد وسكن الدال من «الصّدفين»، وأن ابن عامر وابن كثير والبصريين قرءوا بضم الصاد والدال، والباقون بفتحهما فصار هاهنا ثلاث قراءات وهي ظاهرة والقراءة في هذه لغات قوله: (آتوني) يريد قوله تعالى «رد ما آتوني» وقال «آتوني أفرغ عليه» قرأه أبو بكر بهمزة الوصل فيهما مع كسر التنوين في سابق الأول بخلاف عنه كما أول البيت الآتي:
خلف وثان (ف) ر فما اسطاعوا اشددا = طاء (ف) شا و (ر) د (فتى) أن ينفدا
أي وافق حمزة أبا بكر على «آتوني» الثاني بهمزة وصل بعد اللام والباقون بقطع الهمزة ومدها فيهما من الإيتاء). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 271]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "رَدْما ائتُوني" و"قال ائتوني" [الآية: 95، 96] فأبو بكر من طريق العليمي وأبي حمدون عن يحيى عنه بهمزة ساكنة مع كسر التنوين قبلها في الأول وصلا وبهمزة ساكنة بعد اللام في الثاني وصلا أيضا، أمر من الثلاثي بمعنى المجيء، والابتداء حينئذ بكسر همزة الوصل وإبدال الهمزة التي هي فاء الكلمة ياء ساكنة في الكلمتين، وبذلك قرأ الداني على فارس بن أحمد واختاره في المفردات ولم يذكر في العنوان غيره، وروى شعيب عن يحيى عن أبي بكر بقطع الهمزة ومدها فيهما في الحالين، من آتى الرباعي بمعنى أعطى، وبه قطع العراقيون قاطبة، والابتداء حينئذ بهمزة مفتوحة كالوصل،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/226]
وروى عنه بعضهم الأول بوجهين والثاني بالقطع وجها واحدا، وبه قرأ الداني على أبي الحسن، وقطع له بعضهم بالوصل في الأول، وفي الثاني بالوجهين وهو الذي في الشاطبية كأصلها، وأطلق بعضهم له الوجهين في الحرفين جميعا، والصواب هو الأول قاله في النشر، وقرأ حمزة الثاني بهمزة ساكنة بعد اللام من الإتيان كالوجه الأول لأبي بكر ويبتدئ مثله، وافقه المطوعي والباقون بقطع الهمزة ومدها فيهما في الحالين من الإعطاء كالوجه الثاني لأبي بكر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/227] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف "في الصَّدَفين" [الآية: 96] فابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب بضم الصاد والدال لغة قريش، وافقهم اليزيدي وابن محيصن من المبهج والحسن، وقرأ أبو بكر بضم الصاد وإسكان الدال تخفيف من القراءة قبلها، وافقه ابن محيصن من المبهج أيضا، والمفردة والباقون بفتحهما لغة الحجاز). [إتحاف فضلاء البشر: 2/227]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الصدفين} قرأ شعبة بضم الصاد، وإسكان الدال، والابنان والبصري بضم الصاد والدال، والباقون بفتحهما). [غيث النفع: 830]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قال ءاتوني} قرأ حمزة وشعبة بخلاف عنه بهمزة ساكنة بعد اللام وصلاً، فإن وقف على {قال} - وليس محل وقف فالابتداء في {ءاتوني} بهمزة وصل مكسورة، ثم ياء ساكنة بدلاً عن الهمزة التي هي فاء الكلمة، والباقون بهمزة قطع مفتوحة، بعدها ألف في الوصل والوقف، وهو الطريق الثاني لشعبة). [غيث النفع: 830]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قطرا} راؤه مفخم للجميع). [غيث النفع: 830]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)}
{رَدْمًا (95)-آتُونِي (96)}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر والكسائي وحفص
[معجم القراءات: 5/303]
عن عاصم، وشعيب عن يحيى عن أبي بكر وأبو جعفر وشيبة ويعقوب (ردمًا، آتوني) بقطع الهمزة، ومدها من (آتى) الرباعي، بمعنى أعطى، وهي اختيار ابن مجاهد، وكذا تكون في الابتداء؛ لأنها ألف قطع، والدليل على ذلك أنك تقول: آتى يؤتي فأول المستقبل مضموم.
- وقرأ يحيى عن أبي بكر عن عاصم، وحمزة والأعمش والمطوعي وطلحة والمفضل في الوصل (ردمن ائتوني) بكسر التنوين لالتقاء الساكنين، ووصل الألف، وهو أمر من الثلاثي بمعنى المجيء من (أتى). والابتداء على هذه القراءة بهمزة مكسورة.
- وقرأ حمزة وأبو بكر عن عاصم في الابتداء (ايتوني) بكسر همزة الوصل، وإبدال الهمزة الأصلية التي هي فاء الكلمة ياءً ساكنة.
قال في حاشية الجمل:
(وإذا ابتدأت بكلمة (ائتوني) في قراءته [أبي بكر] وحمزة وتبدأ بهمزة مكسورة للوصل، ثم ياء صريحة، هي بدل عن همزة فاء الكلمة، وفي الدرج تسقط همزة الوصل، فتعود الهمزة لزوال موجب إبدالها).
[معجم القراءات: 5/304]
- وقرأ ورش (ردمن اتوني) وذلك بإلقاء حركة الهمزة وهي الفتحة على التنوين قبلها، ثم حذف الهمزة.
قال مكي:
(وورش فيه على أصله، يلقي حركة الهمزة على التنوين ويمكن المد).
وقال النشار:
(وورش على أصله في المد على الهمزة، والتوسط، والقصر مع النقل).
{زُبَرَ الْحَدِيدِ}
- قرأ الجمهور (زبر) بفتح الباء، جمع زبرة.
- وقرأ الحسن (زبر) بضم الباء، وهو جمع (زبرة)، أي القطعة العظيمة من الحديد، والمعنى على القراءتين واحد.
{سَاوَى}
- قراءة الجماعة (ساوى) بألف على وزن فاعل.
- وأمال الألف الأخيرة حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
- وعن قتادة، وأبان عن عاصم (سوى).
قال الفراء: (ساوى وسوى واحد).
- وقرأ قتادة وأبان عن عاصم (سو) كذا! بواو مشددة مفتوحة من غير ألف بعد الواو.
وقد ذكر هذه القراءة ابن خالويه في مختصره، ولا وجه لها على
[معجم القراءات: 5/305]
هذا، ولذا علق عليها المحقق بقوله: (لعل الصواب: سوى). وبقوله أقول، فهو ليس بالبعيد.
- وقرأ ابن أبي أمية عن أبي بكر عن عاصم (سووي)، مبنيًا للمفعول على فوعل.
{بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ}
- قرأ نافع وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف وشيبة وطلحة وابن ليلى ويعقوب وأبو عبيد وابن سعدان وعمر ابن الخطاب وعمر بن عبد العزيز (بين الصدفين) بفتح الصاد والدال، وهي لغة الحجاز وتميم، وهي اختيار أبي عبيد؛ لأنها أكثر اللغات.
والصدفان: جانب الجبل، لأنهما يتقابلان.
وسميت كل ناحيةٍ صدفًا لكونها مصادفة ومقابلًا للأخرى من قولك: صادفت الرجل أي لاقيته.
- وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم والزهري ومجاهد والحسن ويعقوب وسهل وابن محيصن واليزيدي و(بين الصدفين) بضم الصاد والدال، وهي لغة قريش وحمير.
[معجم القراءات: 5/306]
- وقرأ أبو بكر عن عاصم وابن محيصن وأبو رجاء وزر بن حبيش وأبو عبد الرحمن السلمي، وابن ذكوان (الصدفين) بضم الصاد وسكون الدال، مثل: الجرف، والجرف.
- وقرأ ابن جندب وقتادة في رواية (الصدفين) بفتح الصاد وسكون الدال.
وجاءت هذه القراءة في حاشية الجمل عن أبي جعفر وشيبة وحميد، ولم أجد هذا في مرجع آخر.
- وقرأ الماجشون وابنه يعقوب وأبو مجلز وأبو رجاء وابن يعمر (الصدفين) بفتح الصاد وضم الدال.
- وقرأ قتادة وأبان عن عاصم والأعمش والخليل وأبو الجوزاء وأبو عمران والزهري والجحدري (الصدفين) بضم الصاد وفتح الدال.
{قَالَ آتُونِي}
- قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع والكسائي، ويحيى بن آدم عن
[معجم القراءات: 5/307]
أبي بكر وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب (قال آتوني) ممدودة أي أعطوني، وهي اختيار ابن مجاهد وأبي الطيب.
- وقرأ حمزة ويحيى عن أبي بكر عن عاصم والأعمش وطلحة والمطوعي (قال ائتوني) بهمزة ساكنة بعد اللام في الوصل، وهو أمر من الثلاثي، أي: جيئوني.
- وذكر مكي بن أبي طالب أنه قرأ بالوجهين لأبي بكر.
- وقرأ حمزة وعاصم برواية أبي بكر والمطوعي والأعمش وطلحة (... ايتوني) بكسر الهمزة في الابتداء، وإبدال الهمزة الأصلية التي هي فاء الكلمة ياء ساكنة.
ووجدت في إيضاح الوقف والابتداء النص التالي:
(... والحجة الأخرى لمن قرأ (قال أتوني) [كذا!!] بالقصر أن يكون أراد (قال آتوني) بالمد، فترك الهمزة الأولى فرجعت الهمزة الثانية.
فعلى هذا يكون المعنى: أعطوني قطرًا، ويكون الابتداء (آتوني) بالمد على مذهب القراءة الأولى).
قلت: لم يقرأ أحد على الإطلاق (أتوني) بهمزة قطع مقصورًا،
[معجم القراءات: 5/308]
وإنما قرئ بالمد (آتوني)، وبالقصر (ائتوني) أي بهمزة وصل من غير مد.
ويبدو أن قول المتقدمين (بالقصر) التبس على أبي بكر بن الأنباري فظن أنه بهمزة واحدة وليس كذلك، وهو سبق قلم منه، وخفي الأمر على المحقق فلم يعلق بشيء، بل ضبط القراءة على الشكل الذي ترى!!
{قِطْرًا}
اتفق القراء على تفخيم الراء في الحالين). [معجم القراءات: 5/309]

قوله تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (42 - قَوْله {فَمَا اسطاعوا} 97
كلهم قَرَأَ (فَمَا اسطاعوآ) بتَخْفِيف الطَّاء غير حَمْزَة فَإِنَّهُ قَرَأَ (فَمَا اسطعوآ) مُشَدّدَة الطَّاء يُرِيد فَمَا اسْتَطَاعُوا ثمَّ يدغم التَّاء في الطَّاء
وَهَذَا غير جَائِز لِأَنَّهُ قد جمع بَين السِّين وهي سَاكِنة وَالتَّاء المدغمة وهي سَاكِنة). [السبعة في القراءات: 401]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((فما اسطاعوا) مشددة الطاء حمزة، (غير خلاد) ). [الغاية في القراءات العشر: 313]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فما اسطاعوا) [97]: بتشديد الطاء حمزة إلا الأبزاري والضبي، والشموني طريق ابن الصلت، والصفار عن حفص طريق ابن أيوب .
[المنتهى: 2/814]
بالصاد ابن حبيب غير ابن أبي أمية). [المنتهى: 2/815]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (فما اسطاعوا) بتشديد الطاء، وقرأ الباقون بغير تشديد). [التبصرة: 265]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {فما اسطاعوا} (97): بتشديد الطاء.
والباقون: بتخفيفها). [التيسير في القراءات السبع: 354]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (فما اسطاعوا) بتشديد الطّاء، والباقون بتخفيفها). [تحبير التيسير: 450]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَمَا اسْطَاعُوا) بتشديد الطاء التيمي، وابْن شَنَبُوذَ عن الشمري، والزَّيَّات غير الضبي، والأبزاري، وأبي الحسن عنه، والصفار عن حفص طريق ابن أيوب، الباقون خفيف، وهو الاختيار؛ لموافقة الأكثر). [الكامل في القراءات العشر: 594]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([97]- {فَمَا اسْطَاعُوا} بتشديد الطاء: حمزة). [الإقناع: 2/693]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (858 - وَطَاءَ فَمَا اسْطَاعُوا لِحَمْزَةَ شَدّدُوا = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 68]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([858] وطاء فما اسطاعوا لـ(حمزة) شددوا = وأن تنفد التذكير (شـ)ـاف تأولا
الأصل استطاعوا، فلما اجتمع التاء والطاء من مخرج واحد، ثقل، فخفف بالحذف. ولذلك يقول بعض العرب: (استاعوا)، فيحذف الطاء.
ومن شدد، أدغم التاء في الطاء.
قال الزجاج: «فأما من أدغم التاء في الطاء، فهو لاحن مخطئ. وكذلك قال الخليل ويونس وسیبویه في جميع من قال بقولهم».
قال: «وحجتهم في ذلك امتناع اجتماع الساكنين».
أبو علي: «لما لم يمكن إلقاء حركة التاء على السين، لئلا يحرك ما لا يتحرك، بمعنى أن سين (استفعل) لا تتحرك أبدًا، أدغم مع الساكن، وإن لم يكن حرف لين، وقد قرأت القراء غير حرف من هذا النحو.
وقد تقدم أن سيبويه أنشد فيه: ... ومسحى».
[فتح الوصيد: 2/1087]
يعني أنه أدغم الحاء في الماء بعد أن أبدلها حاء. والسين قبل ذلك ساكنة.
وقد مضى الكلام في باب الإدغام الكبير في أمثال هذا وفي قوله تعالى: {فنعما هي} ). [فتح الوصيد: 2/1088]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([858] وطاء فما اسطاعوا لحمزة شددوا = وأن تنفد التذكير شافٍ تأولا
ح: (طاء) بالنصب-: مفعول (شددوا) أضيف إلى: (فما اسطاعوا)، (لحمزة): حال، (أي تنفد): مبتدأ، (التذكير): مبتدأ ثانٍ، (شافٍ): خبره، والعائد: محذوف، أي: فيه، (تأولا): مصدرًا نصب على التمييز، أو ماضيًا نعت (شافٍ).
ص: قرأ حمزة: (فما اسطعوا أن يظهروه) [97] بتشديد الطاء على أن الأصل: (استطاعوا)، أدغم التاء في الطاء، وأنكر عليه النحاة بأن قراءته جمعٌ بين الساكنين على غير حده، لكن سهل ذلك عليه عروض
[كنز المعاني: 2/414]
الإدغام، والباقون: خففوا، بحذف تاء الاستفعال.
وقيد الحرف بالفاء احترازًا من {وما استطاعوا له نقبًا} [97] إذ لا خلاف فيه.
وقرأ حمزة والكسائي: {أن ينفد} [109] بالتذكير، لأن تأنيث الكلمات غير حقيقي، والباقون: بالتأنيث على الأصل). [كنز المعاني: 2/415] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (858- وَطَاءَ فَمَا اسْطَاعُوا لِحَمْزَةَ شَدّدُوا،.. وَأَنْ يَنْفَدَ التَّذْكِيرُ "شَـ"ـافٍ تَأَوَّلا
يريد: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ}، أي: طاء هذه اللفظة فقيده بالفاء؛ لأن الذي بعده بالواو وطاء منصوب؛ لأنه مفعول شددوا والأصل استطاعوا فقراءة الجماعة بحذف التاء، وروي عن حمزة إدغامها في الطاء. قال ابن مجاهد: هو رديء؛ لأنه جمع بين ساكنين، وقال الزجاج: من قرأ بإدغام التاء في الطاء فلاحن مخطئ، زعم ذلك النحويون الخليل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/353]
ويونس وسيبويه وجميع من قال بقولهم؛ لأن السين ساكنة، فإذا أدغمت التاء صارت طاء ساكنة، ولا يجمع بين ساكنين فإن قال: اطرح حركة التاء على السين فخطأ أيضا؛ لأن سين استفعل لم تحرك قط.
قلت: إنما قال ذلك؛ لأنه لا يتحقق محض الإدغام إلا بتحريك السين. قال أبو جعفر النحاس: حكى أبو عبيد أن حمزة كان يدغم التاء في الطاء، ويشدد الطاء، قال أبو جعفر النحاس: ولا يقدر أحد أن ينطق به؛ لأن السين ساكنة والتاء المدغمة ساكنة، قال سيبويه: هذا محال، وقال الجوهري في باب روم: من جمع بين الساكنين في موضع لا يصح فيه اختلاس الحركة فهو مخطئ كقراءة حمزة فما اسطاعوا؛ لأن سين الاستفعال لا يجوز تحريكها بوجه من الوجوه وأما: {وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} فلم يختلفوا في إظهار التاء فيها). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/354]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (858 - وطاء فما اسطاعوا لحمزة شدّدوا = .... .... .... .... ....
....
قرأ حمزة: فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ. بتشديد الطاء وقيد لفظ اسْطاعُوا بوقوعه بعد فَمَا احترازا عن الواقع قبل وَمَا وهو: وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً فقد اتفق القراء على تخفيف طائه. وقرأ الباقون بتخفيف الطاء في الأول). [الوافي في شرح الشاطبية: 316]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (152- .... .... .... .... .... = وَعَنْهُ خلف فَمَا اسْطَاعُوا يُخَفِّفُ فَاقْبَلَا). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: عنه فما اسطاعوا إلخ أي قرأ مرموز (فا) فاخر وهو الذي راجه إليه ضمير عنه بتخفيف طاء {فما اسطاعوا} [97] كالآخرين فاتفقوا وخرج بقيده {فما اسطاعوا} بالفاء الذي بالواو ويلزم من عود ضمير عنه إلى فاخر أن لا يكون فاء فاقبلا رمزا لئلا يتكرر). [شرح الدرة المضيئة: 169]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَمَا اسْتَطَاعُوا فَقَرَأَ حَمْزَةُ بِتَشْدِيدِ الطَّاءِ يُرِيدُ فَمَا اسْتَطَاعُوا فَأَدْغَمَ التَّاءَ فِي الطَّاءِ وَجَمَعَ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ وَصْلًا، وَالْجَمْعُ بَيْنَهُمَا فِي مِثْلِ ذَلِكَ جَائِزٌ مَسْمُوعٌ، قَالَ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو: وَمِمَّا يُقَوِّي ذَلِكَ وَيُسَوِّغُهُ أَنَّ السَّاكِنَ الثَّانِيَ لَمَّا كَانَ اللِّسَانُ عِنْدَهُ يَرْتَفِعُ عَنْهُ وَعَنِ الْمُدْغَمِ ارْتِفَاعَةً وَاحِدَةً صَارَ بِمَنْزِلَةِ حَرْفٍ مُتَحَرِّكٍ فَكَأَنَّ السَّاكِنَ الْأَوَّلَ قَدْ وَلِيَ مُتَحَرِّكًا، وَقَدْ تَقَدَّمَ مِثْلُ ذَلِكَ فِي إِدْغَامِ أَبِي عَمْرٍو، وَقِرَاءَةِ أَبِي جَعْفَرٍ وَقَالُونَ وَالْبَزِّيِّ، وَغَيْرِهِمْ، فَلَا يَجُوزُ إِنْكَارُهُ). [النشر في القراءات العشر: 2/316]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {فما اسطاعوا} [97] بتشديد الطاء، والباقون بتخفيفها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 589]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (760- .... .... فما اسطاعوا اشددا = طاءً فشا .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ثم أراد أن حمزة شدد طاء «فما اسطّاعوا أن يظهروه» وخففها الباقون، وقول الناظم رحمه الله «فما اسطاعوا» ليخرج الثاني فإنه مجمع الإظهار فيه). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 271]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فما استطاعوا" [الآية: 97] فحمزة بتشديد الطاء أدغم التاء فيها لاتحاد المخرج، وطعن الزجاج وأبي علي فيها من حيث الجمع بين الساكنين مردود بأنها متواترة، والجمع بينهما في مثل ذلك سائغ جائز مسموع في مثله، كما سبق موضحا آخر باب الإدغام، ومما يقوي ذلك ويسوغه كما في النشر نقلا عن الداني أن الساكن الثاني لما كان اللسان عنده يرتفع عنه وعن المدغم ارتفاعة واحدة صار بمنزلة حرف متحرك، فكان الساكن الأول قد ولى متحركا ا. هـ. وقرأ الباقون بتخفيفها بحذف التاء مخففا وما استطاعوا المجمع على إظهاره). [إتحاف فضلاء البشر: 2/227]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فما اسطاعوا} [87] قرأ حمزة بتشديد الطاء، والباقون بالتخفيف.
وطعن بعض النحاة في قراءة حمزة بأن فيها الجمع بين الساكنين، وتقدم الجواب عنه في {شهر رمضان} [البقرة: 185] و{فنعما} [البقرة: 271] فراجعه، ولا خلاف بينهم في تخفيف الثاني وهو {وما استطاعوا} ). [غيث النفع: 831]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)}
{فَمَا اسْطَاعُوا}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وعاصم والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وهي رواية خلاد عن سليم عن حمزة (اسطاعوا) بحذف التاء تخفيفًا لقربها من الطاء، والأصل: استطاعوا وهي الاختيار عند مكي؛ لأن الجماعة عليه.
قال الزجاج:
(بغير تاء أصلها: استطاعوا بالتاء، ولكن التاء والطاء من مخرج واحد، فحذفت التاء لاجتماعهما، ويخف اللفظ).
وقال الأخفش:
(... لأن لغة للعرب تقول: اسطاع يسطيع، يريدون به: استطاع يستطيع، ولكن حذفوا التاء إذا جامعت الطاء؛ لأن مخرجهما واحد).
[معجم القراءات: 5/309]
- وقرأ الأعمش (استطاعوا) بالتاء في الموضعين في هذه الآية.
- وقرأ حمزة وطلحة والمطوعي (فما اسطاعوا) بتشديد الطاء، فقد أدغم التاء في الطاء، والأصل: استطاعوا، وقد رد هذه القراءة الزجاج وأبو علي ومكي.
قال الزجاج:
(فأما من قرأ (اسطاعوا) بإدغام السين في الطاء [كذا!] وصوابه التاء في الطاء] فلاحن مخطئ، زعم ذلك النحويون: الخليل ويونس وسيبويه، وجميع من قال بقولهم: وحجتهم في ذلك أن السين ساكنة، فإذا أدغمت التاء صارت طاء ساكنة ولا يجمع بين ساكنين...).
وفي الإتحاف:
(وطعن الزجاج وأبي عليّ فيها من حيث الجمع بين ساكنين مردود بأنها متواترة، والجمع في مثل ذلك سائغ جائز مسموع في مثله).
قلت: نقل نص الإتحاف هذا الزبيدي في التاج.
وفي إعراب النحاس:
(حكى أبو عبيد أن حمزة كان يدغم التاء في الطاء ويشدد الطاء.
[معجم القراءات: 5/310]
قال أبو جعفر: وهذا الذي حكاه أبو عبيد لا يقدر أحد أن ينطق به، لأن السين ساكنة والطاء المدغمة ساكنة، قال سيبويه: هذا محال).
وقال مكي: (وحجة من شدد أنه أدغم التاء في الطاء لقرب التاء من الطاء في المخرج؛ ولأنه أبدل من التاء إذا أدغمها حرفًا أقوى منها، وهو الطاء، لكن في هذه القراءة بعد وكراهة؛ لأنه جمع بين ساكنين، ليس الأول حرف لين، وهما السين وأول المشدد، وقد أجازه سيبويه في الشعر...).
- وقرأ الأعشى عن أبي بكر وأبو نشيط والشموني (وهو الصحيح من نقل ابن مهران) وهي قراءة قالون عن نافع من طريق الأهوازي (فما اصطاعوا) بإبدال السين صادًا لأجل الطاء.
{أَنْ يَظْهَرُوهُ}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء وتفخيمها.
- وقرأ ابن كثير في الوصل (أن يظهروهو...) بإشباع ضمة الهاء). [معجم القراءات: 5/311]

قوله تعالى: {قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (43 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {جعله دكاء} 98
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {دكا} منونا غير مَهْمُوز وَلَا مَمْدُود
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {دكاء} ممدودا مهموزا بِلَا تَنْوِين
وهبيرة عَن حَفْص عَن عَاصِم {دكا} منونا غير مَمْدُود
وَقَالَ غير هُبَيْرَة عَن حَفْص عَن عَاصِم {دكاء} ممدودا). [السبعة في القراءات: 402]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (دكاء) [98]: بالمد كوفي غير المفضل والخزاز عن حفص والبختري والصفار طريق ابن أيوب). [المنتهى: 2/815]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وذكر (الريح) و(دكاء) فيما تقدم). [التبصرة: 263]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {جعله دكاء} (98): بالمد، والهمز، من غير تنوين.
والباقون: بالتنوين، من غير همز). [التيسير في القراءات السبع: 354]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الكوفيّون: (جعله دكاء) بالمدّ والهمز من غير تنوين، والباقون بالتّنوين من غير همز). [تحبير التيسير: 450]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([98]- {دَكَّاءَ} بالمد: الكوفيون). [الإقناع: 2/693]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ دَكًّا لِلْكُوفِيِّينَ فِي الْأَعْرَافِ). [النشر في القراءات العشر: 2/316]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({دكاء} [98] ذكر للكوفيين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 589]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم دكّاء [98] للكوفيين في الأعراف [143] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/440]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "دَكَّاء" [الآية: 98] بالمد والهمز ممنوع الصرف عاصم وحمزة والكسائي وخلف، والباقون بتنوين الكاف بلا همز دككته، قال في البحر: والظاهر أن جعله بمعنى صيره فدكا مفعول ثان، ومر بالأعراف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/228]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {دكا} [98] قرأ الكوفيون بحذف التنوين، وهمزة مفتوحة بعد الألف، ومده، والباقون بتنوينه، من غير همزة). [غيث النفع: 831]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {حقا} تام وقيل كاف فاصلة بلا خلاف، ومنتهى الربع، على ما جرى عليه عملنا، وهو الظاهر، و{سمعا} بعده على المشهور، وقيل {نزلا} وقيل غير ذلك). [غيث النفع: 831]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)}
{هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي}
- قراءة الجماعة (هذا رحمة..).
أي هذا الردم رحمة...، والقائل ذو القرنين.
- وقرأ ابن أبي عبلة (هذه رحمة...) بتأنيث اسم الإشارة، على تقديره: هذه النعمة رحمة...
{جَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه مرارًا، وانظر الآية/43 من سورة النساء.
[معجم القراءات: 5/311]
{دَكَّاءَ}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وهبيرة عن حفص عن عاصم ويحيى بن وثاب وأبو جعفر ويعقوب (دكًا) منونًا بلا همز، وهو مصدر من (دك) في موضع الحال، أو هو مفعول ثان.
- وقرأ عاصم - وهي الرواية الثانية عنه من غير طريق حفص- وحمزة والكسائي وخلف والخزاز عن هبيرة، والأعمش (دكاء) بالمد، وهو ممنوع من الصرف، وهو نصب على الحال أيضًا، وهو مفعول ثانٍ، والدكاء كل ما انبسط من الأرض من مرتفع.
قال مكي:
(ومن مده قدر حذف مضاف، تقديره: جعله مثل دكاء، وإنما احتجت إلى هذا الإضمار لأن الجبل مذكر، فلا يحسن وصفه بدكاء وهو مؤنث، والدكاء: الناقة التي لا سنام لها، فالتقدير: فإذا جاء وعد ربي جعله مستويًا).
وتقدم مثل هذا في الآية/143 من سورة الأعراف.
- وقراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر). [معجم القراءات: 5/312]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة