العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 07:18 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة المعارج

توجيه القراءات في سورة المعارج


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 07:19 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة المعارج

مقدمات توجيه القراءات في سورة المعارج

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة سأل سائلٌ). [معاني القراءات وعللها: 3/88]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ومن سورة الدافع) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/389]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة سأل سائل). [الحجة للقراء السبعة: 6/317]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة المعارج). [المحتسب: 2/330]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (70 - سورة المعارج). [حجة القراءات: 720]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة المعارج). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/334]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة المعارج). [الموضح: 1294]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/334]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي أربع وأربعون في المدني والكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/334]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 07:21 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المعارج

[ من الآية (1) إلى الآية (7) ]
{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7) }

قوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ (1).
قرأ نافع وابن عامر " سال " غير مهموز " سائل " مهموز.
وقرأ الباقون " سأل سائل " بالهمز فيهما.
قال أبو منصور: من قرأ (سال) بغير همز فالمعنى: جرى وادٍ بعذاب من الله، من سال يسيل، كأنه قال: سال وادٍ بعذاب واقع.
ومن قرأ (سأل سائل) فإن الفراء قال: تأويله: دعا داعٍ بعذاب واقع.
وقيل: الباء في قوله (بعذاب) بمعنى (عن)، أراد: سأل سائل عن عذاب واقع.
وقيل: إن النضر بن الحارث بن كلدة قال: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذاب أليم.
فأسر يوم بدرٍ وقتل صبرًا.
قال أبو منصور: وجائز أن يكون (سال) غير مهموز ويكون بمعنى (سأل) فخفف همزه.
وهو أحب إليّ من قول من ذهب به إلى سيل الوادي.
لتتفق القراءتان). [معاني القراءات وعللها: 3/88]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (قال أبو عبد الله: أول هذه السورة جواب لقوله تعالى:- حكاية عن المشركين-: {وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} فأنزل الله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع * من الله ذي المعارج} [1، 2، 3].
فقال النحويون: الباء ها هنا بمعنى «عن» والتقدير: سأل سائل عن عذاب واقع، قال الشاعر:
دع المعمر لا تسأل بمصرعه = وأسأل بمصقلة البكري ما فعلا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/389]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- وقوله: {سأل سائل} [1].
قرأ نافع وابن كثير: {سال} بغير همز، فيجوز ان يكون أراد سأله بالهمز فترك الهمز تخفيفًا، ويجوز أن يكون جعله من السيل سال يسيل، وسائل: واد في جهنم، كما قال تعالى: {فسوف يلقون غيا} والغي: واد في جهنم، وكما قال: {قل أعوذ برب الفلق} والفلق: جب في جهنم.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/389]
وأجمع القراء على همز {سائل} لأنه إن كان من سأل فعين الفعل همزة، وإن كان من سال بغير همز فالهمزة بدل من الياء، كما يقال: باع فهو بائع وسار فهو سائر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/390]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ نافع وابن عامر: سال [1] غير مهموز، وقرأ الباقون:
سأل مهموز.
قال أبو علي: من قال: سال جعل الألف منقلبة عن الواو التي هي عين مثل: قال، وخاف. وحكى أبو عثمان عن أبي زيد أنه سمع:
هما يتساولان، فمن قال: سال كان على هذه اللغة، ومن قال:
سأل فعلى قول من قال: سأل، فجعل الهمزة عين الفعل، فإن حقّق قال: سأل مثل سعل، وإن خفّف جعلها بين الألف والهمزة، فأما قول الشاعر:
سالت هذيل رسول الله فاحشة ضلّت هذيل بما قالت ولم تصب فيمكن أن يكون من قول: من قال: يتساولان، ويمكن أن يكون
[الحجة للقراء السبعة: 6/317]
من قول من جعل الهمزة عينا، فقلب في الشعر كما قال:
لا هناك المرتع
إلا أن سيبويه زعم أن هذا الشاعر ليست لغته سلت، فإذا كان كذلك حمل على: لا هنأك. وقد قيل: إن ذلك واد في جهنم، فتكون الألف في سال مثل التي في باع). [الحجة للقراء السبعة: 6/318]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: كلهم همز: سائل [المعارج/ 1] لا خلاف بينهم في ذلك.
لا يكون غير الهمز في اسم الفاعل لأنه لا يخلو من أن يكون الفاعل من يتساولان، أو من اللغة الأخرى، فإن كان من قوله:
يتساولان لم يكن فيه إلا الهمز، كما لا يكون في: قائل وخائف، إلا ذلك لأنها إذا اعتلّت في الفعل اعتلت في اسم الفاعل، وإعلالها لا يكون بالحذف للإلباس، فإذا لم يكن بالحذف كان بالقلب إلى الهمزة، وإن كانت من لغة من همز لم يكن فيه إلا الهمز، كما لا يكون في ثائر وشاء في فاعل من شأوت إلا التحقيق للهمزة، إلا أنك إن شئت خفّفت الهمزة فجعلتها بين بين، وكذلك في الوجه الآخر). [الحجة للقراء السبعة: 6/318]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ: [سَالَ سَيْلٌ] - ابن عباس.
قال أبو الفتح: السيل هنا: الماء السائل، وأصله المصدر من قولك: سال الماء سيلا، إلا أنه أوقع على الفاعل كقوله: {إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا}، أي: غائرا. يؤكد ذلك عندك ما أنشدناه أبو علي من قوله:
فلينك حال البحر دونك كله ... فكنت لقى تجري عليك السوائل
قال أبو علي فتكسيره سيلا على ما يكسر عليه سائل، وهو قولك؛ السوائل - يشهد بما ذكرناه.
ومثل ذلك مما كسر من المصادر تكسير اسم الفاعل لكونه في معناه ما أنشدناه أيضا من قوله:
وإنك ياعام بن فارس قرزل ... معيد على قيل الخنا والهواجر
فكسر الهجر، وهو الفحش على الهواجر، حتى كأنه إنما كسر هاجرا، ولا هجر. فاعرف ذلك إلى غيره، مما يدل على مشابهة المصدر لاسم الفاعل). [المحتسب: 2/330]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({سأل سائل بعذاب واقع} 1
قرأ نافع وابن عامر {سأل} غير مهموز أراد سأل بالهمز فترك الهمز للتّخفيف قال محمّد بن يزيد المبرد من لم يهمز فعلى أحد وجهين إمّا أن يأخذها من سال يسيل من السّيل والوجه الثّاني أن يكون من سلت أسال كما تقول خفت أخاف ونمت أنام وسلت أسال في معنى سألت أسأل وهي لغة معروفة والعرب تقول سألت أسأل ويقوّي الوجه الأول ما روي عن ابن عبّاس أنه قال
[حجة القراءات: 720]
من قرأها بلا همز فإنّه واد في جهنّم ومن قرأها مهموزة يريد النّضر فعلى هذا القول سائل واد في جهنّم كما قال {فسوف يلقون غيا} والغي واد
وقرأ الباقون {سأل} بالهمز أي دعا داع وهو النّضر ابن الحارث بن كلدة وأجمع القرّاء على همز {سائل} لأنّه إن كان من سأل بالهمز فعين الفعل همزة وإن كان من سال بغير همز فالهمزة بدل من الياء كما تقول سار فهو سائر). [حجة القراءات: 721]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {سأل سائل} قرأه نافع وابن عامر «سال» بغير همز، وقرأ الباقون بالهمز، إلا حمزة إذا وقف فإنه يبدل من الهمزة ألفًا سماعًا في هذا، على غير قياس، وكان القياس أن يجعل الهمزة بين بين، أي بين الهمزة والألف كما يفعل في الوقف على «رأى ونأى» ولكن ذكر سيبويه في تخفيف الهمزة في {سأل} البدل سماعًا، وأنشد على ذلك أبياتًا منها قول الشاعر:
= سالت هذيل رسول الله فاحشة=
قوله:
= فارعي فزارة لا هناك المرتع =
وعلى ذلك أتت «المنساة» في قراءة نافع وأبي عمرو بالألف أبدلا من الهمزة المفتوحة ألفًا، وعلى ذلك كلام العرب في «المنسأة» إذا خففوا.
وحجة من ترك الهمز أنه تحتمل قراءته ثلاثة أوجه: الأول أن يكون جعله من السؤال، لكن أبدل من الهمزة ألفًا، على ما ذكرنا من اللغة المسموعة فيه، وتكون الهمزة في {سائل} بدلًا من واو كـ «خائف» والثالث أن يكون جعله من «السيل»، من: سال
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/334]
يسيل، فتكون الألف في «سال»، بدلًا من ياء كـ «كال يكيل»، وتكون الهمزة في {سائل} بدلًا من ياء، فقد روي أنه واد في جهنم اسمه {سائل}، فالمعنى: سال هذا الوادي الذي في جهنم بعذاب، فالباء في موضعها، وإذا جعلته من «السؤال» فالباء بمعنى «عن».
2- وحجة من قرأ بالهمز أنه جعله من السؤال، فأتى به على أصله، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه، والمعنى به أمكن، وأكثر التفسير عليه، لأن الكفار سألوا تعجيل العذاب، وقالوا: متى هو، وقيل: إن الآية نزلت في النضر ابن الحارث حين علم الله أنه سيقول: {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذابٍ أليم} «الأنفال 32»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/335]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {سَالَ} [آية/ 1] غير مهموزٍ:-
والوجه أنه مما عينه واوٌ نحو قال؛ لأن العرب تقول هما يتساولان مثل يتقاولان، وهو من الواو، ويكون بمعنى سأل المهموز.
ويجوز أن يكون من الياء ويكون من سال يسيل كباع يبيع، وهو من السيل، لما قيل: إن السايل وادٍ في جهنم، ويدل على ذلك قراءة ابن عباس {سَالَ سَيْلٌ}.
وقرأ الباقون {سَأَلَ} بالهمز.
والوجه أنه فعل مما عينه همزةٌ، فحققت منه الهمزة، فقيل {سَأَلَ}.
ويجوز أن يخفف همزه فيُجعل بين بين، أعني بين الألف والهمزة.
وأما {سَائلٌ} فلم يختلفوا في أنها بالهمز، وإنما ذلك لأن الهمزة فيه
[الموضح: 1294]
أًصلٌ، وما كان على فاعلٍ مما عينه واوٌ أو ياءٌ، فإنه يصيرُ واوه أو ياؤه همزةً في فاعل نحو قائلٍ وبائعٍ، فلأن تثبت همزة ما أصله الهمزة أولى). [الموضح: 1295]

قوله تعالى: {لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)}
قوله تعالى: {مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)}
قوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (تعرج الملائكة).
قرأ الكسائي وحده " يعرج " بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء.
قال أبو منصور: من قرأ بالياء فلتقدّم فعل الجمع.
ومن قرأ بالتاء فلتأنيث جماعة الملائكة). [معاني القراءات وعللها: 3/89]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ الكسائي وحده: يعرج الملائكة والروح [المعارج/ 4] بالياء.
[الحجة للقراء السبعة: 6/318]
وقرأ الباقون: تعرج بالتاء.
قال أبو علي: الوجهان حسنان). [الحجة للقراء السبعة: 6/319]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({تعرج الملائكة والروح إليه} 4
قرأ الكسائي (يعرج الملائكة) بالياء وقرأ الباقون بالتّاء الجموع تذكر إذا قدرت بها الجمع وتؤنث إذا أريد بها الجماعة نحو قال الرّجال وقالت الرّجال قال الله {كذبت قوم نوح المرسلين} وقال {إذ قالت الملائكة} فمن قرأ {تعرج} بالتّاء فإنّه ذهب إلى جماعة الملائكة ومن قرأ بالياء فإنّه ذهب إلى جمع الملائكة). [حجة القراءات: 721]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {تعرج الملائكة} قرأه الكسائي بالياء، وقرأ الباقون بالتاء، وقد مضى له نظائر، وهو في العلة مثل قوله: {فناداه الملائكة}، {فنادته} «آل عمران 39»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/335]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {يَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ} [آية/ 4] بالياء:-
قرأها الكسائي وحده.
والوجه أن الفعل للملائكة، وتأنيث الملائكة تأنيث جمعٍ، فهو غير حقيقي، فحسن تذكير الفعل لذلك.
وقرأ الباقون {تَعْرُجُ} بالتاء.
والوجه أن {الْمَلَائِكَةُ} جماعةٌ، وفيها تاء التأنيث للجمع، فحسن تأنيث الفعل لذلك، فالوجهان كلاهما حسنان). [الموضح: 1295]

قوله تعالى: {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)}
قوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)}
قوله تعالى: {وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 07:23 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المعارج

[ من الآية (8) إلى الآية (18) ]
{يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)}

قوله تعالى: {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8)}
قوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9)}
قوله تعالى: {وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولا يسأل حميمٌ حميمًا).
روي لابن كثير (ولا يسأل حميم) بضم الياء.
وقرأ الباقون " ولا يسأل حميم حميما).
قال أبو منصور: من قرأ بفتح الياء فالمعنى: أنهم يعرف بعضهم بعضا.
يدل عليه قوله: (يبصّرونهم).
ومن قرأ (ولا يسأل حميمٌ) بضم الياء فالمعنى: لا يسال قريب عن ذي قرابته. ويكون (يبصّرونهم) - والله أعلم - للملائكة.
قال أبو منصور: والقراءة (ولا يسأل).
قال ابنٍ مجاهد قرأت على قنبل عن النّبّال عن ابن كثير، (ولا يسأل) بفتح الياء مهموزة.
قال ابن مجاهد: وروى أبو عبيد عن إسماعيل بن جعفر عن أبي جعفر وشيبة " ولا يسأل " برفع الياء وهو غلطٌ). [معاني القراءات وعللها: 3/89]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {ولا يسأل حميم حميمًا} [10].
روي نصر عن البزي عن ابن كثير بالضم: {ولا يسأل}.
وقرأ الباقون: {ولا يسأل} بالفتح؛ لأنهم في شغل من أنفسهم عن أن يلقي قرين قرينه أو نسيب نسيبه، فكيف أن يسأله ألم تسمع قوله: {يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه}.
ومن قرأ: {ولا يسأل} بالضمة فمعناه: لا يطالب قرين بأن يحضر قرينه
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/392]
كما يفعل أهل الدنيا أن يؤخذ الجار بالجار والحميم بحميمه؛ لأنه لا جور هناك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/393]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ ابن كثير فيما أخبرني به مضمر عن البزيّ، ولا يسأل [المعارج/ 10] برفع الياء وفتح الهمزة. وقرأ على قنبل عن النبال عن أصحابه عن ابن كثير: ولا يسأل بنصب الياء، وروى أبو عبيد عن إسماعيل بن جعفر عن أبي جعفر وشيبة: ولا يسأل برفع الياء وهو غلط. وكلّهم قرأ: ولا يسأل بفتح الياء.
قال أبو علي: من ضمّ فقال: لا يسأل حميم حميما فالمعنى، والله أعلم: لا يسأل حميم عن حميمه ليعرف شأنه من جهته، كما قد يتعرّف خبر الصديق من جهة صديقه، والقريب من قريبه، فإذا كان كذلك، فالكلام إذا بنيت الفعل للفاعل: سألت زيدا عن حميمه.
وإذا بنيت الفعل للمفعول قلت: سئل زيد عن حميمه، وقد يحذف الجار فيصل الفعل إلى الاسم الذي كان مجرورا قبل حذف الجار، فينتصب بأنه مفعول الاسم الذي أسند إليه الفعل المبني للمفعول به، فعلى هذا انتصاب قوله: حميم حميما، ويدلّ على هذا المعنى قوله: يبصرونهم [المعارج/ 11]، أي: يبصّر الحميم
[الحجة للقراء السبعة: 6/320]
الحميم، والفعل قبل تضعيف العين منه: بصرت به، كما جاء:
بصرت بما لم يبصروا به [طه/ 96] فإذا ضعّفت عين الفعل صار الفاعل مفعولا تقول: بصّرني زيد بكذا، فإذا حذفت الجار قلت: بصّرني زيد كذا، فإذا بنيت الفعل للمفعول به وقد حذفت الجار قلت: بصّرت زيد، فعلى هذا يبصرونهم فإذا بصّروا هم لم يحتج إلى تعريف شأن الحميم من حميمه، وإنما جمع فعل يبصرونهم لأن الحميم وإن كان مفردا في اللفظ، فالمراد به الكثرة والجمع، يدلّك على ذلك قوله: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم [الشعراء/ 100].
ومن قرأ: ولا يسأل حميم حميما، فالمعنى لا يسأل الحميم عن حميمه في ذلك اليوم لأنه يذهل عن ذلك، ويشتغل عنه بشأنه، ألا ترى قوله: يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت [الحج/ 2]، وقوله: يوم يفر المرء من أخيه [عبس/ 34] وقوله: لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه [عبس/ 37]، فقوله: لا يسأل حميم حميما من قولك: سألت زيدا، أي سألته عن شأنه وأمره، ويجوز أن يكون المعنى: لا يسأل عن حميمه، فيحذف الجارّ ويوصل الفعل). [الحجة للقراء السبعة: 6/321]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولا يسأل حميم حميما * يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه} 10 و11
[حجة القراءات: 721]
قرأ البرجمي عن أبي بكر {ولا يسأل حميم حميما} بضم الياء أي لا يقال لحميم أين حميمك أي لا يطالب قريبا بأن يحضر قريبه كما يفعل أهل الدّنيا بأن يؤخذ الجار بالجار والحميم بالحميم لأنّه لا جور هناك
أعلم أنّك إذا بنيت الفعل للفاعل قلت سألت زيدا عن حميمه فإذا بنيت الفعل للمفعول به قلت سئل زيد عن حميمه وقد يحذف الجار فيصل الفعل إلى الاسم الّذي كان مجرورا قبل حذف الجار فينتصب الاسم فعلى هذا انتصاب قوله {حميما}
وقرأ الباقون {ولا يسأل} بفتح الياء لأنهم في شغل في أنفسهم عن أن يلقى قريب قريبه فكيف أن يسأل ألم تسمع قوله تعالى {يوم ترونها تذهل كل مرضعة عمّا أرضعت} قال أبو عبيد والشّاهد عليها قوله {يوم يفر المرء من أخيه} فكيف يسألهم عن شيء وهو يفر منهم
والفعل قبل تضعيف العين منه بصرت به كما جاء
[حجة القراءات: 722]
{بصرت بما لم يبصروا به} فإذا ضعفت عين الفعل صار الفاعل مفعولا تقول بصرني زيد بكذا فإذ حذفت الجار قلت بصرني زيد كذا فإذا بنيت الفعل للمفعول به وقد حذفت الجار قلت بصرت كذا فعلى هذا قوله {يبصرونهم} لأن الحميم وإن كان مفردا في اللّفظ فالمراد به الكثرة والجمع
قرأ نافع والكسائيّ {من عذاب يومئذٍ} بفتح الميم وقرأ الباقون بكسر الميم على أصل الإضافة
ومن فتح {يوم} فلأنّه مضاف إلى غير متمكن مضاف إلى {إذ} وإذ مبهمة ومعناه يوم يكون كذا فلمّا كانت مبهمة أضيف إليها بني المضاف إليها على الفتح). [حجة القراءات: 723]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {وَلَا يُسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا} [آية/ 10] بضم الياء.
رواها البزي عن ابن كثير.
والوجه أن المعنى ولا يُسأل حميم عن حميمٍ ليعرف حاله من جهته لاشتغال كل حميم بنفسه.
وقيل: لا يُسأل حميمٌ عن ذنب حميمه، كقوله تعالى {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.
[الموضح: 1295]
وقرأ الباقون {ولا يَسأل} بفتح الياء، وهو المعروف عن ابن كثير.
والوجه أنه لا يسأل حميمٌ عن حال حميمه لذهوله عنه واشتغاله بنفسه، والجار في القراءتين محذوفٌ). [الموضح: 1296]

قوله تعالى: {يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {مِنْ عَذَابِ {يَوْمِئِذٍ} [آية/ 11] بفتح الميم:-
قرأها نافع- ش- و- ن- والكسائي.
والوجه أنه بُني يومٌ إلى مبني، وإنما بُني على الفتح لخفته، وقد سبق الكلام فيه.
وقرأ الباقون {يَوْمِئِذٍ} بكسر الميم.
والوجه أنه على إضافة {عَذَاب} إليه، فانجر اليوم؛ لأنه مضافٌ إليه، ولم يبن وإن أضيف إلى مبنيّ؛ لأنه اسمٌ معربٌ). [الموضح: 1296]

قوله تعالى: {وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12)}
قوله تعالى: {وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13)}
قوله تعالى: {وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14)}
قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15)}
قوله تعالى: {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (نزّاعةٌ للشّوى (16).
[معاني القراءات وعللها: 3/89]
قرأ حفص عن عاصم (نزّاعةً).
وقرأ الباقون (نزّاعةٌ). بالرفع، وكذلك روى أبو بكر عن عاصم.
قال أبو منصور: من قرأ (نزاعة) بالنصب فهو على الحال، كما قال: (هو الحق مصدقا)، فيكون (نزّاعةً) منصوبةً مؤكدة لأمر النار.
ويجوز نصبها على أنها تتلظى نزاعة.
ويجوز نصبها على الذمّ.
ومن قرأ (نزاعةٌ) بالرفع فلها ثلاثة أوجه:
أحدها: أن يكون (لظى نزاعةٌ) خبًرا عن الهاء والألف في قوله: (إنها)، كما تقول إنه حلو حامض.
تريد: إنه قد جمع الطّعمين.
والوجه الثاني: أن يكون الهاء والألف إضمارًا للقصة، وهو الذي يسميه الكوفيون (المجهول) المعنى: أن القصة والخبر لظى نزاعةٌ للشوى.
والوجه الثالث: التكرير كأنه قال: كلا إنها لظى، إنها نزاعةٌ للشوى). [معاني القراءات وعللها: 3/90]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {نزاعة للشوى} [16].
روي حفص عن عاصم: {نزاعة للشوى} لأنه جعلها حالا {كلا إنها لظى} و{لظى}: اسم لجهنم معرفة، ونزاعة نكرة فقطعتها منها. ومن رفع جعلها بدلا من {لظى} على تقدير كلا إنها لظي، وكلا إنها نزاعة للشوي. ويجوز: كلا إنها لظي هي نزاعة للشوي. والشوي: الأطراف، اليدان واللاجلان وجلدة الرأس. قال الشاعر:
قالت قتيلة ما له
قد جللت شيبًا شواته
والتقي أبو عمرو بن العلام وأبو الخطاب الخفش في مجلس فأنشد أبو الخطاب:
... ... ... شواته
فقال أبو عمرو: صحفت، إنما هو (سراته) فسكت أبو الخطاب، ثم قال: لنا بعد، بل صحف هو، قال: فسألنا بعد ذلك جماعة من العرب، فأنشد بعضهم كما قال أبو عمرو، وأنشد آخرون كما قال أبو الخطاب، فعلمنا أنهما أصابا وصدقا؛ لأن كل واحد روي ما سمع. والشوي أيضًا: الخسيس
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/390]
من المال. وقوله {كلا} في هذه السورة، حدثني أبو القاسم بن المرزيان عن أبي الزعراء عن أبي عمر الدوري أن الكسائي كان لا يقف على «كلا» في شيء من القرآن، إلا على هذين الحرفين اللذين في سورة (سأل سائل).
قال أبو عبد الله: أعلم أن في القرآن ثلاثة وثلاثين موضعًا «كلا»، وليس في النصف الأول منه شيء. وقد ذكرته بعلته فيما سلف.
وإن من وقف عليه جعله ردًا، ومن لم يقف جعله بمعنى حقا قال الشاعر:
يقلن لقد بكيت فقلت كلا = وهل يبكي من الطرب [الجليد]
الطرب: خفة تصيب الرجل لشدة الخوف أو الجزع أو الفرح قالك الشاعر:
وأراني طربا في إثرهم = طرب الوالة أو كالمختبل
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/391]
قال في السرور:
أطربًا وأنت قنسري = والدهر بالإنسان دواري
أي: أتطرب طربًا وأنت شيخ، كما قال جرير:
ماذا مزاحك بعد الشيب والدين = وقد علاك مشيب حين لا حين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/392]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: روى حفص عن عاصم: نزاعة للشوى [المعارج/ 16] نصبا، وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: نزاعة رفعا.
من قال: إنها لظى. نزاعة للشوى فرفع نزاعة، جاز في رفعه ما جاز في قولك: هذا زيد منطلق، وهذا بعلي شيخ [هود/ 72].
ومن نصب فقال: نزاعة للشوى فالذي يجوز أن يكون هذا النصب عليه ضربان: أحدهما: أن يكون حالا، والآخر أن يحمل على فعل، فحمله على الحال يبعد، وذلك أنه ليس في الكلام ما يعمل في الحال، فإن قلت: فإن في قوله، لظى معنى التلظّي والتلهّب، فإن ذلك لا يستقيم، لأن لظى معرفة لا تنتصب عنها الأحوال، ألا ترى أن ما استعمل استعمال الأسماء من اسم فاعل أو مصدر لم يعمل عمل الفعل نحو: صاحب، ودر في قوله: لله درّك، فإن لم يعمل هذا النحو الذي هو اسم فاعل أو مصدر عمل الفعل من حيث جرى مجرى الأسماء، فأن لا يعمل الاسم المعرفة عمله أولى.
ويدلّ على تعريف هذا الاسم وكونه علما، أن التنوين والألف واللام لم تلحقه، فإذا كان كذلك لم تنتصب الحال عنه، فإن جعلتها مع تعريفها قد صارت معروفة بشدّة التلظّي، جاز أن تنصبه بهذا المعنى الحادث في العلم، وعلى هذا قوله: وهو الله في السموات
[الحجة للقراء السبعة: 6/319]
وفي الأرض [الأنعام/ 3]، علّقت الظرف بما دلّ عليه الاسم من التدبير والإلطاف. فإن علّقت الحال بالمعنى الحادث في العلم، كما علّقت الظرف بما دلّ عليه الاسم من التدبير لم يمتنع، لأن الحال كالظرف في تعلّقها بالمعنى، كتعلّق الظرف به، وكان وجها.
وإن علّقت نزاعة بفعل مضمر نحو: أعنيها نزّاعة للشّوى، لم يمتنع أيضا). [الحجة للقراء السبعة: 6/320]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({كلا إنّها لظى * نزاعة للشوى} 1615
قرأ حفص نزاعة للشوى بالنّصب وقرأ الباقون بالرّفع
قال الزّجاج من نصب فعلى أنّها حال مؤكدة كما قال {هو الحق مصدقا} وكما تقول أنا زيد معروفا فتكون {نزاعة} منصوبة مؤكدة لأمر النّار ومن رفعها جعلها بدلا من لظى على تقدير كلا إنّها لظى وكلا إنّها نزاعة للشوى كذا كرّ الفراء وقال الزّجاج والرّفع على أن تكون {لظى} و{نزاعة} خبرا عن الهاء
[حجة القراءات: 723]
والألف كما تقول إنّه حلو حامض تريد أنه قد جمع الطعمين وتكون الهاء والألف إضمارا للقصة المعنى أن القصّة نزاعة للشوى). [حجة القراءات: 724]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {نزاعة للشوى} قرأه حفص بالنصب، وفتح الباقون.
وحجة من نصب أنه جعله حالًا من {لظى} «15» لأنه معرفة، وهي حال مؤكدة فلذلك أتت حالًا من {لظى}، و{لظى} لا تكون إلا نزاعة للشوى، وقد منع ذلك المبرد، وهو جائز عند غيره، على ما ذكرنا من التأكيد، والعامل في {نزاعة} ما دل عليه الكلام من معنى التلظي، وقيل: نصبها بإضمار فعل، على معنى: أعينها نزاعة، فهي حال أيضًا من {لظى} لأن الهاء في «أعنيها» لـ {لظى}.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/335]
5- وحجة من رفع أنه يحتمل الرفع خمسة أوجه: الأول أن تكون {لظى} خبرًا، و{نزاعة} خبرًا ثانيًا، كما تقول: إن هذا حلو حامض، والثاني أن تكون {لظى} في موضع نصب على البدل من الهاء، في «إنها»، و{نزاعة} خبر «إن» كما تقول: إن زيدًا أخاك قائم، والثالث أن تكون {لظى} خبر «إن»، و{نزاعة} بدلًا من {لظى} كأنه قال: إنها نزاعة للشوى. والرابع: أن ترفع {نزاعة} على إضمار مبتدأ، كأنك قلت: هي نزاعة للشوى. والخامس أن تجعل الهاء في «إنها» للقصة، و{لظى} مبتدأ، و{نزاعة} خبر الابتداء، والجملة خبر «إن». والرفع الاختيار، لتمكنه في الإعراب، ولأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/336]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى} [آية/ 16] بالنصب:-
رواها ص- عن عاصم.
والوجه أن نصبها على الحال من {لَظَى} وهي علمٌ معرفةٌ، والعامل في
[الموضح: 1296]
الحال ما في {لَظَى} التي هي علمٌ من معنى العرفان، كأنه قال: إنها المعروفة بلظى نزاعةً. ويجوز أن يكون عامل الحال فعلاً مضمرًا، كأنه قال: أعنيها نزاعةً.
وقرأ الباقون وياش- عن عاصم {نَزَّاعَةٌ} بالرفع.
والوجه أنه بدلٌ عن {لَظَى}، وموضع {لَظَى} رفعٌ؛ لأنه خبر إن، فالبدل عنه رفعٌ، وإنما لم يظهر الإعراب في {لَظَى}؛ لأن آخره ألفٌ، والكلمة غير منونةٍ لأنها غير منصرفةٍ لاجتماع التعريف والتأنيث فيها، ووزنها فعلٌ من تلظي النار وهي التهابها.
ويجوز أن تكون {نَزَّاعَةٌ} خبرًا بعد خبر.
ويجوز أن تكون خبر مبتدإ محذوف، أي هي نزاعة للشوى). [الموضح: 1297]

قوله تعالى: {تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17)}
قوله تعالى: {وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 07:26 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المعارج

[ من الآية (19) إلى الآية (35) ]
{إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) }

قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19)}
قوله تعالى: {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20)}
قوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)}
قوله تعالى: {إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22)}
قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24)}
قوله تعالى: {لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27)}
قوله تعالى: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29)}
قوله تعالى: {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30)}
قوله تعالى: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقرأ ابن كثير وحده (والّذين هم لأمانتهم (32) واحدة.
وقرأ الباقون " لأماناتهم " جماعة). [معاني القراءات وعللها: 3/91]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {لأماناتهم وعهدهم راعون} [32].
قرأ ابن كثير وحده: {لأمنتهم} واحدة.
وقرأ الباقون بالجمع. وقد ذكرت علته في (قد أفلح) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/393]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير وحده: لأمانتهم [المعارج/ 32] واحدة وقرأ الباقون: لأماناتهم جماعة.
قال أبو علي: من قال: لأمانتهم فأفرد وإن كان مضافا إلى جماعة، ولكل واحد منهم أمانة، فلأنه مصدر، فأفرد كما يفرد نحو قوله: لصوت الحمير [لقمان/ 19] وهو يقع على جميع الجنس
[الحجة للقراء السبعة: 6/321]
ويتناوله. ومن جمع فلاختلاف الأمانات وكثرة ضروبها، فحسن الجمع من أجل الاختلاف ومشابهته بذلك الأسماء التي ليست للجنس). [الحجة للقراء السبعة: 6/322]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والّذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون * والّذين هم بشهاداتهم قائمون} 32 و33
قرأ ابن كثير (والّذين هم لأمانتهم) واحدة وحجته قوله {وعهدهم راعون} ولم يقل وعهودهم قال بعض أهل النّحو وجه الإفراد أنه مصدر واسم جنس فيقع على الكثرة وإن كان مفردا في اللّفظ ومن هذا قوله {كذلك زينا لكل أمة عملهم} فأفرد
وقرأ الباقون {لأماناتهم} جماعة وحجتهم قوله إن الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات والأمانات جمع امانة وأمانة مصدر ويجوز جمع المصدر إذا اختلفت أنواعه فمن جمع فلاختلاف الأمانات وكثرة ضروبها يحسن الجمع من اجل الاختلاف). [حجة القراءات: 724]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ} [آية/ 32] على الوحدة:-
قرأها ابن كثير وحده.
والوجه أنه واحدٌ يُراد به الجمع؛ لأنه مصدرٌ يتضمن الجنس، فأُفرد كما أفرد قوله تعالى {إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِير}.
وقرأ الباقون {لأَمَانَاتِهِمْ} بالجمع.
والوجه أنه جمع أمانةٍ، وهي مصدرٌ، لكنه جاز جمعه لاختلاف أنواعه وشبهه بالأسماء التي ليست بأجناسٍ، وقد سبق القول في هذه الكلمة). [الموضح: 1297]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (والّذين هم بشهاداتهم قائمون (33).
قرأ عاصم في رواية حفص، ويعقوب (بشهاداتهم).
وقرأ الباقون (بشهادتهم).
وروى عبد الوارث عن أبي عمرو (بشهاداتهم) مثل حفص.
الشهادات: جمع الشهادة.
والشهادة تنوب عن الشهادات؛ لأنه مصدر). [معاني القراءات وعللها: 3/91]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {الذين هم بشهاداتهم قآئمون} [33].
قرأ عاصم برواية حفص: {بشهاداتهم} بالجمع.
وقرأ الباقون كلهم: {بشهادتهم} على التوحيد، وإنما ذكرته؛ لأن عباساً وبعد الوارث رويا عن أبي عمرو {بشهاداتهم} على الجمع.
وحفص عن عاصم كذلك.
فأما قوله: {على صلاتهم يحافظون} [34].
فلم يختلف القراء على توحيدها، لأنها كتبت في المصحف بلام ألف.
والباقي كتب «صلوة» بالواو اعني الثلاثة المواضع التي اختلفوا فيها، وقد بينتها.
وقال الفراء تكتب الصلوة، والزكوة، والفلوة، ومنوة، بالواو). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/393]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير ونافع وعاصم في رواية أبي بكر وأبو عمرو وحمزة والكسائي: بشهادتهم [المعارج/ 33] واحدة.
وروى عباس عن أبي عمرو والحلواني عن أبي معمر، وعبد الوارث عن أبي عمرو: بشهاداتهم جماعة. وكذلك روى حفص عن عاصم جماعة.
القول في الشهادة والشهادات، كما تقدم من القول في الأمانة والأمانات). [الحجة للقراء السبعة: 6/322]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (قرأ حفص {والّذين هم بشهاداتهم} جماعة وقرأ الباقون (بشهادتهم) على التّوحيد والقول في الشّهادة والشهادات كما تقدم من القول في الأمانة والأمانات). [حجة القراءات: 724]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {بشهاداتهم} قرأ حفص بالجمع، لكثرة الشهادات من الناس، ولأنه مضاف إلى جماعة، فحسن أن يكون المضاف أيضًا جماعة، وقرأ الباقون بالتوحيد؛ لأنه مصدر يدل على الكثير والقليل، فلفظه موحد، وقد مضى له نظائر، وقد مضى ذكر {لأماناتهم} «32» وهو في العلة والحجة كـ {شهاداتهم} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/336]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {بشَهَادَتِهِمَ} [آية/ 33] على الجمع:-
قرأها عاصم ص- ويعقوب.
وقرأ الباقون {بشَهَادَتِهِمَ} على الوحدة.
والوجه فيهما مثل ما تقدم في أمانتهم وأماناتهم). [الموضح: 1298]

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34)}
قوله تعالى: {أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 07:27 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المعارج

[ من الآية (36) إلى الآية (44) ]
{فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39) فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44)}

قوله تعالى: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36)}
قوله تعالى: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37)}
قوله تعالى: {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أن يدخل جنّة نعيمٍ (38)
روى المفضل عن عاصم (أن يدخل) بفتح الياء.
وقرأ الباقون (أن يدخل) بضم الياء.
قال أبو منصور: من قرأ (يدخل) فهو من أخل يدخل ومن قرأ: (يدخل) فهو من دخل يدخل.
والقراءة: يدخل). [معاني القراءات وعللها: 3/91]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {أن يدخل جنة نعيم} [38].
روي المفضل عن عاصم: {أن يدخل} بفتح الياء، جعل الفعل له.
وقرأ الباقون: {يدخل} بالضم على ما لم يسم فاعله والأمر بينهما قريب؛ لأن الله تعالى إذا أدخل عبدًا الجنة فقد دخل هو). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/393]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: روى المفضل عن عاصم: أن يدخل جنة نعيم [المعارج/ 38] مفتوحة الياء، وروى يحيى عن أبي بكر وحفص عن عاصم أن يدخل مضمومة الياء. وكلهم قرأ: أن يدخل مضمومة الياء.
قال أبو علي: حجّة من ضمّ الياء أن غيره يدخله، كما قال: فأولئك يدخلون الجنة [النساء/ 124]، وقال: سيدخلون جهنم داخرين [غافر/ 60]، فهذا يدلّ على أن غيرهم يدخلهم.
ومن فتح الياء فلأنهم إذا أدخلوا دخلوا، وممّا يقوّي الفتح قول: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة [البقرة/ 214]، وفتح التاء فيه). [الحجة للقراء السبعة: 6/322]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ} [آية/ 38] بفتح الياء:-
قرأها المفضل عن عاصم.
والوجه أن المعنى يدخل هو بإدخال الله تعالى إياه فيها، فإنه إذا أدخل دخل.
وقرأ الباقون {أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ} بضم الياء.
والوجه أنه إنما يدخله الله تعالى الجنة، فبني الفعل على ما لم يسم فاعله لحصول العلم بأن مدخل الجنة هو الله). [الموضح: 1298]

قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39)}
قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40)}
قوله تعالى: {عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41)}
قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42)}
قوله تعالى: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إلى نصبٍ يوفضون (43).
[معاني القراءات وعللها: 3/91]
قرأ ابن عامر وحفص (إلى نصبٍ) بضم النون والصاد.
وقرأ الباقون (إلى نصبٍ) بفتح النّون وسكون الصاد.
قال أبو منصور: من قرأ (إلى نصبٍ) فمعناه: إلى علم منصوب لهم.
ومن قرأ (إلى نصبٍ) فمعناه: إلى أصنام لهم.
كما قال: (وما ذبح على النّصب) ). [معاني القراءات وعللها: 3/92]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {إلى نصب يوفضون} [43].
قرأ حفص عن عاصم وابن عامر: {نصب} بضمتين جعلاه جمع
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/393]
نصب كرهن ورهن، والنصب: العلم يعني: الصنم الذي نصبوه ليعبدوه من دون الله. لا نشرك بالله شيئًا.
وقرأ الباقون: {إلى نصب} بفتح النون، وجزم الصاد، ومعين يوفضون: يسرعون، قال الشاعر:
لا نعتن نعامة ميفاضا = خرجاء ظلت تطلب الإضاضا
الإضاض بالكسر والفتح، ومعناه: الملجأ، والخرجاء: في لونها.
أخبرني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء قال: إذا رقعت قميصك برقعتين حمراء، وبيضاء، فهو قميص أخرج، وأنشد أبو عبيدة لرؤية:
كفي بنا الجد على أوفاض
ولا يجوز: هم يوفضون، لأنه من أوفض يوفض إيفاضًا فهو موفض. ففاء الفعل واو مثل أو قد يوقد، وإنما همزوا هذا القبيل ما كان أول الفعل منه الهمزة كقولك: يؤمنون، لأنه من آمن، يؤتون، لنه من آتي، وقد بينته فيما سلف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/394]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن عامر وحفص عن عاصم: إلى نصب [المعارج/ 43]
[الحجة للقراء السبعة: 6/322]
بضمتين، وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: إلى نصب.
أبو عبيدة: كأنهم إلى نصب يوفضون إلى علم يسرعون.
قال رؤبة:
تمشي بنا الجدّ على أوفاض أي: على عجلة وسرعة. وفسّر أبو الحسن أيضا نصب:
علم، وروي أيضا عن مجاهد: نصب غاية. وروي عن أبي العالية أنه فسّر إلى نصب بأنه إلى غاية يستبقون.
قال أبو علي: فهذا يجوز أن يكون نصب جمع نصب مثل سقف وسقف، وورد وورد. ومن ثقّل فقال: نصب كان بمنزلة: أسد، ويمكن أن يكون النّصب والنّصب لغتين كالضّعف والضّعف وما أشبه ذلك، ويكون التثقيل كشغل وشغل، وطنب وطنب). [الحجة للقراء السبعة: 6/323]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({كأنّهم إلى نصب يوفضون}
قرأ ابن عامر وحفص {كأنّهم إلى نصب} بضم النّون والصّاد جعلاه جمع نصاب كما تقول حمار وحمر ونصاب ونصب والنّصب حجارة كانت لهم يعبدونها وهي الأوثان فقوله {كأنّهم إلى نصب}
[حجة القراءات: 724]
أي إلى أصنام لهم وحجتهما قوله {وما ذبح على النصب} قال الفراء النصب واحد وجمعه أنصاب قال الله تعالى {والأنصاب والأزلام} فهو واحد الأنصاب قال الحسن كأنّهم يبدرون إلى نصبهم أيهم يستلمها وقال أبو عبيدة من قرأ بضمّتين جعله جمع نصب كرهن ورهن وسقف وسقف والنّصب العلم يعني الصّنم الّذي نصبوه
وقرأ الباقون إلى نصب بفتح النّون وسكون الصّاد أي كأنّهم إلى علم منصوب يستبقون والنّصب بمعنى المنصوب كما تقول هذا ضرب الأمير أي مضروب الأمير وروي عن أبي العالية أنه قرأ إلى نصب بضم النّون وسكون الصّاد أي غاية يستبقون والنّصب والنّصب لغتان كالضعف والضعف). [حجة القراءات: 725]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {إلى نصبٍ} قرأه حفص وابن عامر بضم النون والصاد، جعلاه جمع «نصب»، وهو العلم كـ «سقْف وسُقُف» وقيل: النصب الغاية، وقرأ الباقون بفتح النون وإسكان الصاد، جعلوه واحدًا، وهو العلم والغاية، فالمعنى: كأنهم إلى غاية يسرعون). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/336]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ} [آية/ 43] بضم النون والصاد:-
قرأها ابن عامر و-ص- عن عاصم.
والوجه أنه يجوز أن يكون جمع نصب بفتح النون وإسكان الصاد، كسقف وسقف.
[الموضح: 1298]
ويجوز أن يكون لغة في نصب كطنب وطنب، ونصب لغة في نصب كالضعف والضعف والفقر والفقر.
وقرأ الباقون {إِلَى نُصُبٍ} بفتح النون وإسكان الصاد.
والوجه أنه اسم لما ينصب، فالنصب هو العلم المنصوب، وقيل: الغاية، وقيل: الصنم الذي ينصب). [الموضح: 1299]

قوله تعالى: {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة