العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 جمادى الآخرة 1434هـ/24-04-2013م, 09:24 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة المطففين [ من الآية (1) إلى الآية (6) ]

{وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4)لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6) }

روابط مهمة:

- القراءات
- توجيه القراءات
- أسباب النزول
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 10:09 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: ... وقال غيره: «المطفّف لا يوفّي غيره»). [صحيح البخاري: 6/ 167]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: وقَالَ غَيرُهُ: المُطَفِّفُ لا يُوَفِّي غَيرَهُ، هُو قَولُ أَبِي عُبَيْدَةَ). [فتح الباري: 8/ 696]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وَقَالَ غَيْرُهُ: المُطَفِّفُ لاَ يُوَفِّي غَيْرَهُ.
أَيْ قَالَ غَيْرُ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}: الْمُطَفِّفُ لاَ يُوَفِّي غَيْرَهُ أَيْ لاَ يَقُومُ بِوَفَاءِ حَقِّ غَيْرِهِ بَلْ فِي دَفْعِهِ بَخْسٌ وَنَقْصٌ). [عمدة القاري: 19/ 283]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قَوْلُهُ: {وَيْلٌ}؛ قَالَ مُقَاتِلٌ: {وَيْلٌ}: وَادٍ فِي جَهَنَّمَ قَعْرُهُ سَبْعُونَ سَنَةً، فِيهِ سَبْعُونَ أَلْفَ شِعْبٍ، فِي كُلِّ شِعْبٍ سَبْعُونَ أَلْفَ شَقٍّ، فِي كُلِّ شَقٍّ سَبْعُونَ أَلْفَ مَغَارٍ، فِي كُلِّ مَغَارٍ سَبْعُونَ أَلْفَ قَصْرٍ كَالتَّوَابِيتِ مِنْ حَدِيدٍ، فِي كُلِّ تَابُوتٍ سَبْعُونَ أَلْفَ شَجَرَةٍ، فِي كُلِّ شَجَرَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ غُصْنٍ مِنْ نَارٍ، فِي كُلِّ غُصْنٍ سَبْعُونَ أَلْفَ ثَمَرَةٍ طُولُهَا سَبْعُونَ أَلْفَ ذِرَاعٍ، تَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ ثُعْبَانٍ وَسَبْعُونَ أَلْفَ عَقْرَبٍ، طُولُ كُلِّ ثُعْبَانٍ مَسِيرَةُ شَهْرٍ، وَغِلَظُهُ كَالْجَبَلِ لَهُ أَنْيَابٌ كَاَلنَّخْلِ لَهُ ثَلاَثُمِائَةٍ وَسَبْعُونَ قُفَّازًا، فِي كُلِّ قُفَّازٍ قُلَّةٌ مِنْ سُمٍّ، وَذَكَرَهُ الْقُتَبِيُّ فِي كِتَابِهِ عُيُونِ الأَخْبَارِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَذَكَرَ ابْنُ وَهْبٍ نَحْوَهَ فِي كِتَابِ الأَهْوَالِ وَقَالَ صَاحِبُ التَّلْوِيحِ: وَفِي صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ أَصْلٌ لِهَذَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: يُسَلَّطُ عَلَى الْكَافِرِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينًا، أَتَدْرُونَ مَا التِّنِّينُ ؟ سَبْعُونَ حَيَّةً لِكُلِّ حَيَّةٍ سَبْعُ رُؤُوسٍ يَلْسَعُونَهُ وَيَخْدِشُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَالْمُطَفِّفُونَ الَّذِينَ يَنْقُصُونَ النَّاسَ وَيَبْخَسُونَ حُقُوقَهُمْ فِي الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ، وَأَصْلُهُ مِنَ الشَّيْءِ الطَّفِيفِ، وَهُوَ النَّزْرُ الْقَلِيلُ، وَالتَّطْفِيفُ: الْبَخْسُ فِي الْكَيلِ وَالْوَزْنِ؛ لأَنَّ مَا يُبْخَسُ شَيْءٌ طَفِيفٌ حَقِيرٌ). [عمدة القاري: 19/ 282-283]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( وَقَالَ غَيْرُهُ غَيْرُ مُجَاهِدٍ: الْمُطَفِّفُ هو الذي لا يُوفِي غَيْرَهُ حَقَّهُ في الْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ، والطَّفَفُ النَّقْصُ، وَلا يَكَادُ الْمُتَطَفِّفُ يَسْرِقُ في الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ إِلاَّ الشَّيْءَ التَّافِهَ الْحَقِيرَ، وَقَوْلُهُ: غَيْرُهُ بَعْدَ قَوْلِهِ: يُوفِي -ثَابِتٌ في رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ عن الْكُشْمِيهَنِيِّ). [إرشاد الساري: 7/ 413]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا محمّد بن عقيلٍ، حدّثنا عليّ بن الحسين، قال: حدّثني أبي، عن يزيد، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: " لمّا قدم نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة، فكانوا من أخبث النّاس كيلًا، فأنزل الله عزّ وجلّ: {ويلٌ للمطفّفين} فحسّنوا الكيل بعد ذلك "
- أخبرنا سويد بن نصرٍ، أخبرنا عبد الله، عن بهز بن حكيمٍ، عن أبيه، عن جدّه، قال: سمعت رسول الله [صلّى الله عليه وسلّم] يقول: «ويلٌ للّذي يحدّث فيكذب ليضحك به القوم، ويلٌ له، ويلٌ له»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 327]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تعالَى ذِكرُهُ: الوادي الَّذي يسيلُ من صديدِ أهلِ جهنَّمَ في أسفلِها: للذين يُطَفِّفون، يعني: للَّذين يَنقُصونَ النَّاسَ، وَيبخَسونَهم حقوقَهم في مَكايِيلِهم إذا كالُوهم، أو موازينِهم إذا وزَنوا لهم؛ عنِ الواجبِ لهم منَ الوفاءِ. وأصلُ ذلك من الشَّيءِ الطَّفيفِ، وهو القليلُ النَّزْرُ، والمُطفِّفُ: المُقلِّلُ حقَّ صاحبِ الحقِّ عمَّا له من الوفاءِ والتَّمامِ في كيلٍ أو وزنٍ؛ ومنه قيلَ للقومِ يكونونَ سواءً في حِسْبةٍ أو عددٍ: هم سواءٌ كَطَفِّ الصاعِ؛ يعنى بذلك: كَقُرْبِ الممتلئِ منه، ناقصٌ عن الملءِ.
وبنحوِ الذي قلنا في معنَى ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قالَ ذلك:
- حدَّثني أبو السَّائبِ، قال: ثنا ابنُ فُضَيْلٍ، عن ضِرارٍ، عن عُبَيْدٍ المُكْتِبِ، عن عبدِ الله، قال: قالَ له رجلٌ: يا أبا عبدِ الرحمنِ، إنَّ أهلَ المدينةِ ليُوفُون الكيلَ، قال: وما يمنعُهم من أنْ يُوفُوا الكيلَ وقد قالَ اللَّهُ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} حتَّى بلَغ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قال: ثنا يحيَى بنُ واضحٍ، قال: ثنا الحسينُ بنُ واقِدٍ، عن يزيدَ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قال: لَمَّا قدِم النبيُّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] المدينةَ كانوا من أخبثِ النَّاسِ كيلاً، فأنْزلَ اللَّهُ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فَأحسَنوا الكيلَ.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ خالدِ بنِ خِداشٍ، قال: ثنا سَلْمُ بنُ قُتَيْبَةَ، عن بَسَّامٍ الصَّيرفِيِّ، عن عكرمةَ قال: أشهدُ أنَّ كلَّ كَيَّالٍ وَوزَّانٍ في النَّارِ!. فقِيلَ له في ذلك، فقالَ: إنَّه ليسَ منهم أحدٌ يَزِنُ كما يَتَّزِنُ، ولا يَكِيلُ كما يَكْتَالُ، وقد قالَ اللَّهُ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} ). [جامع البيان: 24/ 185-186]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الشّيبانيّ، ثنا حامد بن أبي حامدٍ، ثنا إسحاق بن سليمان، قال: سمعت إبراهيم بن يزيد، عن عبد الرّحمن الأعرج، قال: رأيت ابن عمر رضي اللّه عنهما، يقرأ {ويلٌ للمطفّفين} وهو يبكي، قال: «هو الرّجل يستأجر الرّجل أو الكيّال وهو يعلم أنّه يحيف في كيله فوزره عليه»). [المستدرك: 2/ 562]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن عبدِ اللهِ - يعني: ابنَ مسعودٍ - قال: {وَيْلٌ}: وادٍ في جَهَنَّمَ مِن قَيْحٍ.
روَاهُ الطبرانيُّ، وفيه يَحْيَى الحِمَّانِيُّ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/ 135]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الحاكمُ عن ابنِ عُمَرَ أنَّه قرَأ: {وَيْلٌ للمُطَفِّفِينَ}؛ فبَكَى وقَالَ: هو الرجُلُ يَسْتَأْجِرُ الرجُلَ أو الكَيَّالَ وهو يَعْلَمُ أنَّه يَحِيفُ في كَيْلِه, فوِزْرُه عليهِ). [الدر المنثور: 15/ 289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بنُ مَنْصُورٍ وابنُ أَبِي شَيْبَةَ وأَحْمَدُ في الزُّهْدِ, عن القَاسِمِ بن أبي بَزَّةَ قَالَ: حَدَّثنِي مَن سَمِعَ ابنَ عُمَرَ قرَأ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} حتَّى بلَغ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ}. فبَكَى حَتَّى خَرَّ وامْتَنَعَ عَنْ قِرَاءَةِ ما بَعْدَهُ). [الدر المنثور: 15/ 289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ, عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ]:
«مَا نَقَضَ قَوْمٌ العَهْدَ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ، ولا طَفَّفُوا الكَيْلَ إِلاَّ مُنِعُوا النَّبَاتَ وأُخِذُوا بالسِّنِينَ »). [الدر المنثور: 15/ 289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ وابنُ أبي شَيْبةَ, عن سَلْمَانَ قَالَ: إنَّما الصلاةُ مِكْيالٌ, فمَن أَوْفَى أُوْفِيَ لَهُ، ومَن طَفَّفَ فَقَدْ سَمِعْتُم مَا قَالَ اللَّهُ في المُطَفِّفِينَ). [الدر المنثور: 15/ 289]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ, عن وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: تَرْكُكَ المُكَافَأَةَ تَطْفِيفٌ, قَالَ اللَّهُ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} ). [الدر المنثور: 15/ 289-290]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وَقَوْلُهُ: {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ}؛ يقولُ تعالَى ذِكرُهُ: الذين إذا اكْتَالوا من النَّاسِ ما لَهم قِبَلَهم من حقٍّ، يَسْتَوفون لأنفسِهم فيكتالُونه منهم وافياً؛ و(عَلَى) و(مِنْ) في هذا الموضعِ يَتعاقَبانِ، غيرَ أنَّه إذا قيل: اكْتَلْتُ منكَ، يُرادُ: استَوْفَيْتُ منكَ). [جامع البيان: 24/ 186]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُه: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ}؛ يقولُ: وإذا هُم كَالُوا للنَّاسِ أو وزَنوا لهم. ومِن لغةِ أهلِ الحجازِ أنْ يقولوا: وزنتُكَ حقَّكَ، وكِلْتُكَ طَعامَكَ، بِمعنَى: وزَنتُ لك وكِلْتُ لك. ومَن وَجَّهَ الكلامَ إلَى هذا المعنَى جعلَ الوقفَ علَى (هُمْ)، وجعل (هم) في موضعِ نصبٍ. وكان عيسَى بنُ عمرَ فيما ذُكِرَ عنه يَجعَلُهما حرفينِ، ويقفُ علَى (كالوا)، وعلَى (وزنوا)، ثم يَبتدِئُ: (هُمْ يُخْسِرُونَ). فمَن وَجَّهَ الكلامَ إلَى هذا المعنى، جعل (هم) في موضعِ رفعٍ، وجعل (كالوا) و(وزنوا) مُكتَفِيَيْنِ بأنفسِهما.
والصوابُ في ذلك عندي: الوقفُ علَى (هم)؛ لأنَّ (كالوا) و(وزنوا) لو كانا مُكتَفِيَيْنِ، وكانت (هم) كلاماً مُستأنَفاً، كانت كتابةُ (كالوا) و(وزنوا) بألفٍ فاصلةٍ بينَها وبينَ (هم) معَ كلِّ واحدٍ منهما؛ إذ كان بذلك جرَى الكتابُ في نظائرِ ذلكَ، إذا لم يكنْ متَّصلاً به شيءٌ من كناياتِ المفعولِ، فكتابُهم ذلك في هذا الموضعِ بغيرِ ألفٍ أوضحُ الدَّليلِ علَى أنَّ قولَه: {هُمْ} إنَّما هو كنايةُ أسماءِ المفعولِ بهم. فتأويلُ الكلامِ؛ إذ كان الأمرُ علَى ما وصفْنا، علَى ما بيَّنَّا.
وقولُه: {يُخْسِرُونَ}؛ يقولُ: يَنقُصونهم). [جامع البيان: 24/ 186-187]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُه: {أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ}؛ يَقُولُ تعالَى ذِكْرُه: ألا يظنُّ هؤلاءِ المُطفِّفون الناسَ في مَكاييلِهم وموازينِهم، أنَّهم مبعوثون من قُبورِهم بعدَ مَماتِهم، ليومٍ عظيمٍ شأنُه، هائلٍ أمرُه، فظيعٍ هولُه؟! ). [جامع البيان: 24/ 187]

تفسير قوله تعالى: {لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُه: {أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ}؛ يَقُولُ تعالَى ذِكْرُه: ألا يظنُّ هؤلاءِ المُطفِّفون الناسَ في مَكاييلِهم وموازينِهم، أنَّهم مبعوثون من قُبورِهم بعدَ مَماتِهم، ليومٍ عظيمٍ شأنُه، هائلٍ أمرُه، فظيعٍ هولُه؟! ). [جامع البيان: 24/ 187] (م)

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، في قوله تعالى: {يوم يقوم الناس لرب العالمين}؛ قال: يقومون حتى يبلغ العرق أنصاف آذانهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 355]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {يوم يقوم الناس لرب العالمين}؛ قال: قال كعب يقومون قدر ثلاث مائة سنة من سنين الدنيا). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 355]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، عن الحسن قال: قال النبي:
«إن طول نهار يوم القيامة على المؤمن إلا مثل صلاة صلاها في الدنيا فأحسنها وأكملها».
عن ابن عيينة، عن علي بن يزيد بن جدعان، عن الحسن، عن النبي مثله). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 355]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري، عن أبيه، عن إبراهيم التميمي، قال: ما طول يوم القيامة على المؤمنين إلا مابين صلاة الظهر والعصر). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 355]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {يوم يقوم النّاس لربّ العالمين}؛
- حدّثنا إبراهيم بن المنذر، حدّثنا معنٌ، قال: حدّثني مالكٌ، عن نافعٍ، عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما: أنّ النّبيّ [صلّى الله عليه وسلّم] قال: {يوم يقوم النّاس لربّ العالمين} «حتّى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه»). [صحيح البخاري: 6/ 167]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (بَابُ {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}؛
قَولُهُ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ هُو ابنُ عِيسَى قولُهُ: حَدَّثَنِي مالِكٌ هَذَا الحَديثُ مِن غَرائبِ حَدِيثِ مالكٍ ولَيس هُو في المُوَطَّأِ، وقَد تَابَعَ مَعْنَ بنَ عِيسَى عَلَيه عَبدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ. أَخْرَجَهُ الإسمَاعِيلِيُّ وأَبُو نُعَيْمٍ والوَلِيدُ بنُ مُسلِمٍ وإسحاقُ القَرَوِيُّ وسَعِيدُ بنُ الزُّبَيْرِ وعبدُ العزيزِ بنُ يَحيَى أَخرَجَهَا الدَّارَقُطْنِيُّ في الغَرَائِبِ؛ كُلُّهُم عَن مالكٍ.
قَولُهُ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}؛ زادَ في رِوَايَةِ ابنِ وَهبٍ: يومَ القِيَامَةِ. قولُهُ: في رَشَحِهِ بفَتْحَتَيْنِ أي: عَرَقِهِ؛ لأنَّه يَخرجُ منَ البَدَنِ شَيئًا بعدَ شَيْءٍ كمَا يَرشَحُ الإناءُ المتحلِّلُ الأجزاءِ، وَوَقَعَ في رِوَايَةِ سَعِيدِ بنِ داودَ: حتَّى إِنَّ العَرَقَ يُلْجِمُ أَحدَهُمْ إلى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ.
قولُهُ: إلى أَنْصَافِ أُذُنَيهِ هُو من إِضافَةِ الجَميعِ إلى الجَميعِ حَقِيقَةً ومعنًى؛ لأنَّ لكُلِّ واحدٍ أُذُنَينِ. وقَد روَى مُسلمٌ مِن حَدِيثِ المقدادِ بنِ الأسودِ عنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسلَّمَ:
«تَدنُو الشَّمْسُ يَوْمَ القِيَامَةِ منَ الخَلْقِ، حتَّى تكونَ منهم كمِقدارِ مِيلٍ، فيَكُونُ النَّاسُ على قَدْرِ أَعمَالِهِم في العَرَقِ، فمِنهُم مَن يَكُونُ إِلى كَعبَيْهِ، ومِنهُم مَن يَكُونُ إلى حَقْوَيْهِ، ومِنهُم مَن يُلجِمُهُ العَرَقُ إِلجَامًا» ). [فتح الباري: 8/ 696]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بنُ المُنْذِرِ حَدَّثَنَا مَعْنٌ قَالَ حدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ الله بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ حَتَّى يَغِيبَ أحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إلَى أنْصَافِ أُذُنَيْهِ».
وَجْهُ ذِكْرِهِ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ بِكَسْرِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ اسْمُ فَاعِلٍ مِنَ الإِنْذَارِ، وَمَعْنٌ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَفِي آخِرِه نُونٌ ابْنُ عِيسَى الأَشْجَعِيُّ الْقَزَّازُ بِتَشْدِيدِ الزَّايِ الأُولَى، وَالْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صِفَةِ جَهَنَّمَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَرْمَكِيِّ، وَهَذَا الحديثُ مِنْ غَرَائبِ حديثِ مَالِكٍ وَلَيْسَ هُوَ فِي الْمُوَطَّأِ.
قَوْلُهُ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ}؛ قِيَامَهُمْ فِيهِ للهِ خَاضِعِينَ، وَوَصْفُ ذَاتِهِ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ بَيَانٌ بَلِيغٌ لِعِظَمِ الذَّنْبِ وَتَفَاقُمِ الإِثْمِ فِي التَّطْفِيفِ، قَوْلُهُ: (فِي رَشْحِهِ) أَيْ: فِي عَرَقِهِ. قَوْلُهُ: (إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ) هُوَ مِنْ إِضَافَةِ الْجَمْعِ إِلَى الْجَمْعِ حَقِيقَةً ومَعْنًى؛ لأَنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ أُذُنَيْنِ). [عمدة القاري: 19/ 283]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ({يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ} من قُبُورِهِمْ {لِرَبِّ الْعَالَمِينِ} لأَجْلِ أَمْرِهِ وَحِسَابِهِ وَجَزَائِهِ، وهذه الآيةُ ثَبَتَتْ لأَبِي ذَرٍّ. وبه قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْقُرَشِيُّ الْحِزَامِيُّ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ هو ابْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ قَالَ: حَدَّثَنِي بالإفرادِ مَالِكٌ الإِمَامُ الأعْظَمُ. والحديثُ مِن غرائِبِهِ، وليس في مُوَطَّئِهِ (عن نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ ولأَبِي ذَرٍّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}؛ يَوْمَ الْقِيَامَةُ وَتَدْنُو الشَّمْسُ مِنْهُمْ مِقْدَارَ مِيلٍ حَتَّى يَغِيبَ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَسُكُونِ المعجمةِ في الْفَرْعِ، وضَبَطَهُ في الْفَتْحِ والْمَصَابِيحِ بِفَتْحَتَيْنِ جَمِيعًا: عَرَقِهِ؛ لأنَّهُ يَخْرُجُ من بَدَنِهِ شَيْئًا فَشَيْئًا كما يَتَرَشَّحُ الإناءُ المُتَحَلِّلُ الأَجْزَاءِ، وفي روايَةِ سَعِيدِ بْنِ دَاوُدَ: حتى إِنَّ الْعَرَقَ يُلْجِمُ أَحَدَهُمْ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ قَالَ الْكِرْمَانِيُّ: فإن قُلْتَ: مَا وَجْهُ إِضَافَةِ الْجَمْعِ إلى الْمُثَنَّى؟ وهل هو مِثْلُ {صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} وَأَجَابَ بأنَّهُ لَمَّا كَانَ لِكُلِّ شَخْصٍ أُذُنَانِ بِخِلاَفِ الْقَلْبِ لا يَكُونُ مِثْلَهُ، بل يَصِيرُ من بَابِ إِضَافَةِ الْجَمْعِ إلى الجَمْعِ حَقِيقَةً وَمَعْنًى. انْتَهَى. وَحَكَى الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ أنَّ كُلَّ أَحَدٍ يَقُومُ عَرَقُهُ مَعَهُ، وهو خِلافُ المُعتادِ في الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْجَمَاعَةَ إذا وَقَفُوا في الأرْضِ المُعتادةِ أَخَذَهُمُ الْمَاءُ أَخْذًا واحِدًا لا يَتَفَاوَتُونَ فيه، وهذا من الْقُدْرَةِ الَّتِي تَخْرِقُ الْعَادَاتِ، وَالإِيمَانُ بها من الْوَاجِبَاتِ، وَيَأْتِي زِيَادَةٌ لذلك إِنْ شَاءَ الَّلُه تَعَالَى في مَحَلِّهِ بِعَوْنِ اللَّهِ تَعَالَى وَفَضْلِهِ وَكَرَمِهِ). [إرشاد الساري: 7/ 413-414]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا يحيى بن درست البصريّ، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن أيّوب، عن نافعٍ، عن ابن عمر قال: حمّادٌ: هو عندنا مرفوعٌ، {يوم يقوم النّاس لربّ العالمين} قال: يقومون في الرّشح إلى أنصاف آذانهم). [سنن الترمذي: 5/ 291]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا هنّادٌ، قال: حدّثنا عيسى بن يونس، عن ابن عونٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، عن النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم]: {يوم يقوم النّاس لربّ العالمين}؛ قال: يقوم أحدهم في الرّشح إلى أنصاف أذنيه.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ وفيه عن أبي هريرة). [سنن الترمذي: 5/ 291]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا عبيد الله بن سعيدٍ، حدّثنا يحيى، عن عبيد الله، عن نافعٍ، عن ابن عمر، عن النّبيّ [صلّى الله عليه وسلّم]، أخبرنا أبو داود، حدّثنا يعقوب، حدّثني أبي، عن صالحٍ، حدّثنا نافعٌ، أنّ عبد الله، قال: قال رسول الله [صلّى الله عليه وسلّم]:
«{يوم يقوم النّاس لربّ العالمين}يوم القيامة، حتّى يغيب أحدهم إلى أنصاف أذنيه في رشحه يوم القيامة»، قال أبو عبد الرّحمن: لم يذكر عبيد الله يوم القيامة، وقال عبيد الله: «حتّى يقوم»، وقال أبو داود: «حتّى يغيب»
[السنن الكبرى للنسائي: 10/ 327]
- أخبرنا هنّاد بن السّريّ، عن عيسى بن يونس، عن ابن عونٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، عن النّبيّ [صلّى الله عليه وسلّم] في قوله: {يوم يقوم النّاس لربّ العالمين}، قال: «يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 328]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: نا آدم قال: ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهذلة، عن خيثمة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: يشتد كرب ذلك اليوم حتى بلجم الكافر العرق فقيل له فأين المؤمنون قال على كراسي من ذهب ويظلل عليهم الغمام). [تفسير مجاهد: 737]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُه: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} فـ{يَوْمَ يَقُومُ} تفسيرٌ عن اليومِ الأوَّلِ المخفوضِ، ولكنَّه لمَّا لم يُعِدْ عليه اللامَ، رُدَّ إلَى {مَبْعُوثُونَ}، فَكأنَّه قال: ألا يَظُنُّ أولئك أنَّهم مبعوثون يومَ يقومُ النَّاسُ. وقد يجوزُ نصبُه وهو بمعنَى الخفضِ؛ لأنَّها إضافةٌ غيرُ محضةٍ، ولو خُفِضَ ردًّا علَى اليومِ الأوَّلِ لم يكنْ لحناً، ولو رُفِعَ جاز؛ كما قالَ الشاعرُ:
وَكُنْتُ كَذِي رِجْلَيْنِ رِجْلٌ صَحِيحَةٌ ....... وَرِجْلٌ رَمَى فِيهَا الزَّمَانُ فَشُلَّتِ
وذُكِرَ أنَّ النَّاسَ يقومون لربِّ العالَمين يومَ القيامةِ، حتَّى يُلْجِمَهم العرقُ، فبعضٌ يقولُ: مقدارَ ثلاثِ مائةِ عامٍ، وبعضٌ يقولُ: مقدارَ أربعينَ عاماً.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني عليُّ بنُ سعيدٍ الكِنْدِيُّ، قال: ثنا عيسَى بنُ يُونسَ، عن ابنِ عونٍ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، عن النبيِّ [صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم]، في قولِهِ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} قال: «يَقُومُ أَحَدُكُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ».
- حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا أبو خالدٍ الأحمرُ، عن ابنِ عونٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمرَ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} قال:
«يَغِيبُ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ».
- حدَّثنا حميدُ بنُ مَسْعَدَةَ، قال: ثنا يزيدُ بنُ زُرَيعٍ، قال: ثنا ابنُ عونٍ، عن نافعٍ، قال: قالَ ابنُ عمرَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} حتَّى يقومَ أحدُهم في رَشْحِه إلَى أنصافِ أذنيْهِ.
- حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا جَريرٌ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، قال: قالَ النبيُّ [صلَّى الله عليه وسلَّم]:
«إِنَّ النَّاسَ يُوقَفُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِعَظَمَةِ اللهِ، حَتَّى إِنَّ الْعَرَقَ لَيُلْجِمُهُمْ إِلَى أَنْصَافِ آذَانِهِمْ».
- حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا يُونُسُ بنُ بُكَيْرٍ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، قال: سمعتُ النبيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] يقولُ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
«يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِعَظَمَةِ الرَّحْمَنِ» . ثمَّ ذكَر مثلَه.
- حدَّثني محمَّدُ بنُ خَلَفٍ الْعَسقلانيُّ، قال: ثنا آدمُ، قالُ: ثنا حمادُ بنُ سلمةَ، عن أيوبَ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، قال: تلا رسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هذه الآيةَ {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} قال:
«يَقُومُونَ حَتَّى يَبْلُغَ الرَّشْحُ إِلَى أَنْصَافِ آذَانِهِمْ».
- حدَّثنا أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ حبيبٍ، قال: ثنا يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا أَبِي، عن صالحٍ، قال: ثنا نافعٌ، عن ابنِ عمرَ، قال: قالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم-:
«يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَغِيبَ أَحَدُهُمْ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ فِي رَشْحِهِ».
- حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا حَكَّامٌ، عن عَنْبَسَةَ بنِ سَعيدٍ، عن مُحاربِ بنِ دِثَارٍ، عنِ ابنِ عمرَ، في قولِهِ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}؛ قال: يقومون مائةَ سنةٍ.
- حدَّثنا تميمُ بنُ المنتصِرِ قالَ: أخبرنا يَزِيدُ قالَ: أخبرنا مُحَمَّدُ بنُ إسحاقَ، عن نافعٍ، عن ابْنِ عمرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقولُ:
«يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى إِنَّ الْعَرَقَ لَيُلْجِمُ الرَّجُلَ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ».
- حدَّثنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا سلمةُ، عن مُحَمَّدِ بنِ إسحاقَ، عن نافعٍ، عن ابْنِ عمرَ، عن النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بنحوِه.
- حدَّثنا ابْنُ المُثنَّى وابنُ وكيعٍ، قَالا: ثنا يَحْيى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافعٍ، عن ابْنِ عمرَ، عن النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قالَ:
«يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، حَتَّى يَقُومَ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ».
- حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ إِبْراهِيمَ السليميُّ الْمَعْرُوفُ بابنِ صُدْرَانَ قالَ: ثنا يعقوبُ بنُ إسحاقَ قالَ: ثنا عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ عَجْلانَ قالَ: ثنا أَبُو يَزِيدَ المَدَنِيُّ، عن أَبِي هريرةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قالَ لبَشِيرٍ الغِفاريِّ:
«كَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ فِي يَوْمٍ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ مِقْدَارَ ثَلاثِمِائَةِ سَنَةٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا، لاَ يَأْتِيهِمْ خَبَرٌ مِنَ السَّمَاءِ، وَلاَ يُؤْمَرُ فِيهِمْ بِأَمْرٍ؟». قالَ بَشِيرٌ: الْمُسْتَعَانُ اللَّهُ يَا رَسُولَ اللهِ. قالَ: «إِذَا أَنْتَ أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَسُوءِ الْحِسَابِ».
- حدَّثني يَحْيَى بنُ طلحةَ اليَرْبُوعيُّ، قالَ: ثنا شَرِيكٌ، عن الأعمشِ، عن المِنْهالِ بنِ عمرٍو، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ فِي قولِهِ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}؛ قالَ: يمكثونَ أربعينَ عَاماً رافعِي رُؤُوسِهِمْ إلَى الْسَّمَاءِ، لاَ يُكَلِّمُهُمْ أَحَدٌ، قَدْ ألجمَ العرقُ كُلَّ بَرٍّ وفاجرٍ، قالَ: فيُنادي منادٍ: أَلَيْسَ عدلاً مِن رَبِّكُم أَنْ خَلَقَكُمْ ثُمَّ صَوَّرَكُمْ، ثُمَّ رَزَقَكُمْ، ثُمَّ تولَّيتُم غَيْرَهُ، أَنْ يُولِّيَ كُلَّ عَبْدٍ مِنكُم مَا تولَّى فِي الدُّنيَا؟ قَالُوا: بلَى. ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ بطولِهِ.
- حدَّثنا أبو كريبٍ، قالَ: ثنا أبو بكرٍ، عن الأعمشِ، عن المنهالِ بنِ عمرٍو، عن قيسِ بنِ سَكَنٍ قالَ: حدَّثَ عَبْدُ اللَّهِ، وهُوَ عِنْدَ عمرَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}؛ قالَ: إِذا كانَ يَومُ القيامةِ يقومُ النَّاسُ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ العالمينَ أربعينَ عَاماً، شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ إلَى الْسَّمَاءِ، حفاةً عُراةً يُلْجِمُهم العرقُ، وَلاَ يُكَلِّمُهُمْ بَشَرٌ أربعينَ عَاماً، ثُمَّ ذَكَرَ نحوَهُ.
- حدَّثنا بِشْرٌ قالَ: ثنا يَزِيدُ قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قولَهُ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}؛ قالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ كعباً كانَ يقولُ: يقومونَ ثلاثَمائةِ سَنَةٍ.
- حدَّثنا ابْنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثنا مِهْرانُ عن سَعِيدٍ، عن قتادةَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}؛ قالَ: كانَ كعبٌ يقولُ: يقومونَ مقدارَ ثلاثِمائةِ سَنَةٍ.
قالَ قتادةُ: وحدَّثنا العَلاءُ بنُ زِيادٍ العَدَويُّ قالَ: بلَغَنِي أَنَّ يَومَ القيامةِ يقصُرُ عَلَى المؤمنِ، حتَى يكونَ كإحدَى صلاتِهِ المكتوبةِ.
قالَ: ثنا مهرانُ قالَ: ثنا العُمَريُّ، عن نافعٍ، عن ابْنِ عمرَ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} . قالَ:
«يَقُومُ الرَّجُلُ فِي رَشْحِهِ إلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ».
- حدَّثني يعقوبُ قالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عن ابْنِ عونٍ، عن نافعٍ، عن ابْنِ عمرَ قالَ: يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ حتَى يقومَ أَحَدُهُم فِي رشحِهِ إلَى أنصافِ أذنيهِ.
قالَ يعقوبُ، قالَ إِسْمَاعِيلُ: قُلْتُ لابنِ عونٍ: ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ؟ قالَ: نَعَمْ إَنْ شاءَ اللَّهُ.
- حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ وَهْبٍ قالَ: ثني عَمِّي قالَ: أخبرني مَالِكُ بنُ أنسٍ، عن نافعٍ، عن ابْنِ عمرَ، أَنَّ النَّبِيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قالَ:
«يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَغِيبُ فِي رَشْحِهِ إِلَى نِصْفِ أُذُنَيْهِ» ). [جامع البيان: 24/ 187-192]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قولُه تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}؛
عن عبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ] تَلاَ هذه الآيةَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}؛ فقالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ:
«كَيْفَ بِكُمْ إِذَا جَمَعَكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا يَجْمَعُ النَّبْلَ فِي الْكِنَانَةِ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ لاَ يَنْظُرُ إِلَيْكُمْ؟».
روَاهُ الطبرانيُّ، ورِجالُه ثِقَاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/ 135]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخْرَجَ مَالِكٌ وهَنَّادٌ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ والبُخاريُّ ومُسلِمٌ والتِّرْمِذِيُّ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ مَرْدُويَهْ, عن ابنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قَالَ:
«{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ}؛ حتى يَغِيبَ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ» ). [الدر المنثور: 15/ 290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وأبو الشيخِ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ وابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في البَعْثِ, عن ابنِ عَمْرٍو قَالَ: تَلاَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] هذه الآيةَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ}؛ قَالَ:
«فَكَيْفَ بِكُمْ إِذَا جَمَعَكُمُ اللَّهُ كَمَا يُجْمَعُ النَّبْلُ في الكِنَانَةِ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ لا يَنْظُرُ إِلَيْكُمْ؟!»). [الدر المنثور: 15/ 290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى، وابنُ حِبَّانَ، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن أبي هُرَيرةَ، عنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ:
«يَوْمَ يَقُومُ الناسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ بِمِقْدَارِ نِصْفِ يَوْمٍ مِنْ خَمْسينَ أَلْفَ سَنَةٍ فَيُهَوَّنُ ذلك اليَوْمُ علَى المؤمِنِ كَتَدَلِّي الشَّمْسِ لِلْغُرُوبِ إلى أَنْ تَغْرُبَ» ). [الدر المنثور: 15/ 290]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ عن ابنِ مَسْعُودٍ: إِذَا حُشِرَ النَّاسُ قَامُوا أَرْبَعِينَ عَاماً). [الدر المنثور: 15/ 291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ, عن ابنِ مَسْعُودٍ عنِ النبيِّ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ] قال:
«يَقُومُ الناسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ، يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ القَضَاءِ حَتَّى يُلْجِمَهُمُ العَرَقُ مِنْ شِدَّةِ الكَرْبِ » ). [الدر المنثور: 15/ 291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الطبرانيُّ عن ابنِ عمرٍو أنَّه قَالَ: يا رسولَ اللَّهِ, كم مُقامُ الناسِ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ العَالَمِينَ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ:
«أَلْفُ سَنَةٍ لا يُؤْذَنُ لَهُمْ »). [الدر المنثور: 15/ 291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ عن كَعْبٍ في الآيةِ قَالَ: يَقُومونَ ثَلاثَمائةِ عامٍ لا يُؤْذنُ لهم بالقُعودِ، فأمَّا المؤمنُ فيُهَوَّنُ عليهِ, كالصلاةِ المَكْتوبةِ). [الدر المنثور: 15/ 291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ قَتَادَةَ في الآيةِ قَالَ: يَقومونَ مِقْدَارَ ثَلاثِمائةِ سَنَةٍ، ويُخَفِّفُ اللَّهُ ذلك اليومَ ويُقْصِرُهُ علَى المُؤْمِنِ كمِقدارِ نِصْفِ يَوْمٍ أو كصلاةٍ مَكْتوبةٍ). [الدر المنثور: 15/ 291]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ عن حُذَيفةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] يقولُ:
«يقومُ الناسُ علَى أَقْدامِهم يَوْمَ القيامةِ مِقْدَارَ ثَلاثَمائةِ عامٍ، ويُهَوَّنَ ذلك اليومُ علَى المؤمنِ كقَدْرِ الصلاةِ المَكْتوبةِ» ). [الدر المنثور: 15/ 291-292]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ, عن أبي هُرَيْرَةَ أنَّ رسولَ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] قَالَ لبَشِيرٍ الغِفَارِيِّ:
«كَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ فِي يَوْمٍ يَقُومُ النَّاسُ لرَبِّ العَالَمِينَ مِقْدَارَ ثَلاثِمائَةِ سَنَةٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيا لا يَأْتِيهِمْ خَبَرٌ مِنَ السَّمَاءِ، ولا يُؤْمَرُ فِيهِمْ بأَمْرٍ؟». قَالَ بَشِيرٌ: المُسْتَعانُ باللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ. قَالَ: «إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فتَعَوَّذْ باللَّهِ مِنْ شَرِّ يَوْمِ القِيَامَةِ ومِنْ شَرِّ الحِسَابِ » ). [الدر المنثور: 15/ 292]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ النَّجَّارِ في تاريخِه, عن أبي هُرَيْرَةَ : أنَّ رَجُلاً كانَ له مِن رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ مَقْعَدٌ, يُقَالُ له: بَشِيرٌ. ففَقَدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ ثَلاثاً, فرَآهُ شَاحِباً؛ فقَالَ:
«مَا غَيَّرَ لَوْنَكَ يَا بَشِيرُ؟» قَالَ: اشْتَرَيْتُ بَعِيراً فشَرَدَ عَلَيَّ, فكُنْتُ في طَلَبِه، ولَمْ أَشْتَرِطْ فِيهِ شَرْطاً. فقَالَ النَّبِيُّ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ]: «إِنَّ البَعِيرَ الشَّرُودَ يَرِدُ مِنْهُ, أَمَا غَيَّرَ لَوْنَكَ غَيْرُ هَذَا)). قَالَ: لا. قَالَ: ((فكَيْفَ بيَوْمٍ يَكُونُ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ, {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ}»). [الدر المنثور: 15/ 292]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 جمادى الآخرة 1434هـ/3-05-2013م, 10:10 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {ويلٌ لّلمطفّفين...} نزلت أول قدوم النبي [صلى الله عليه] إلى المدينة، فكأن أهلها إذا ابتاعوا كيلاً أو وزناً استوفوا وأفرطوا. وإذا باعوا كيلا أو وزناً نقصوا؛ فنزلت {ويلٌ لّلمطفّفين} فانتهوا، فهم أوفى الناس كيلاً إلى يومهم هذا.
... ذكر أن {ويل} وادٍ في جهنم، والويل الذي نعرف). [معاني القرآن: 3/ 245]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ويلٌ للمطفّفين} المطفف الذي لا يوفي على الناس من الناس). [مجاز القرآن: 2/ 289]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ((المطفف): الذي لا يوفي). [غريب القرآن وتفسيره: 419]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ((المطفف): الذي لا يوفي الكيل. يقال: إناء طفّان، إذا لم يك مملوءا). [تفسير غريب القرآن: 519]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ويل للمطفّفين (1)}
{ويل} رفع بالابتداء والخبر قوله {للمطفّفين}، ولو كان في غير القرآن لجاز "ويلا" للمطففين، على معنى جعل الله لهم ويلا، والرفع أجود في القراءة لأن المعنى قد ثبت لهم هذا، والويل كلمة تقال لكل من هو في عذاب وهلكة، والمطففون الذين ينقصون المكيال والميزان وإنما قيل للفاعل من هذا مطفف، لأنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان، إلا الشيء الحقير الطفيف. وإنما أخذ من طفّ الشيء وهو جانبه، وقد فسر أمره في السورة فقال: {الّذين إذا اكتالوا على النّاس يستوفون (2)}). [معاني القرآن: 5/ 297]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((المطفّف) الذي لا يوفي الكيل. والمطفّف: الذي ينقص، والذي يزيد، وهو من الأضداد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 297]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((المُطَفِّفِ): الذي لا يوفي إذا كال ولا إذا وزن). [العمدة في غريب القرآن: 340]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {اكتالوا على النّاس...} يريد: اكتالوا من الناس، وهما تعتقبان: على ومن ـ في هذا الموضع؛ لأنه حقّ عليه؛ فإذا قال: اكتلت عليك، فكأنه قال: أخذت ما عليك، وإذا قال: اكتلت منك، فهو كذلك: استوفيت منك). [معاني القرآن: 3/ 245]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): («على» مكان «من» قال الله تعالى: {إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ}، أي مع الناس.
وقال صخر الغيّ:
متى ما تنكروها تعرفوهـا ....... على أقطارها عَلَقٌ نَفِيثٌ
أي من أقطارها.
ومنه قوله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ} [المائدة: 107]، أي منهم). [تأويل مشكل القرآن: 573](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({الّذين إذا اكتالوا على النّاس يستوفون (2)} المعنى إذا اكتالوا من الناس استوفوا عليهم الكيل وكذلك إذا اتّزنوا استوفوا الوزن، ولم يذكرا "إذا اتّزنوا" لأن الكيل والوزن بهما الشراء والبيع فيما يكال ويوزن). [معاني القرآن: 5/ 297]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وإذا كالوهم أو وّزنوهم...} الهاء في موضع نصب، تقول: قد كلتك طعاما كثيرا، وكلتني مثله. تريد: كلت لي، وكلت لك، وسمعت أعرابية تقول: إذا صدر الناس أتينا التاجر، فيكيلنا المدّ والمدّين إلى الموسم المقبل، فهذا شاهد، وهو من كلام أهل الحجاز، ومن جاورهم من قيس). [معاني القرآن: 3/ 245-246]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وإذا كالوهم أو وزنوهم}؛ إذا كالوا لهم أو وزنوا لهم، قال خفاف:
يصيدك قافلا والمخّ رار).
[مجاز القرآن: 2/ 289]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإذا كالوهم أو وّزنوهم يخسرون} [معاني القرآن: 4/ 47]
قال: {وإذا كالوهم أو وّزنوهم يخسرون} أي: "إذا كالوا الناس أو وزنوهم" لأنّ أهل الحجاز يقولون "كلت زيداً" و"وزنته" أي: "كلت له" و"وزنت له"). [معاني القرآن: 4/ 48]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإذا كالوهم أو وزنوهم} أي كالوا لهم، أو وزنوا لهم. يقال: كلتك ووزنتك، بمعنى: كلت لك، ووزنت لك. وكذلك: عددتك وعددت لك. {يخسرون}: ينقصون). [تفسير غريب القرآن: 519]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن ذلك حذف الصفات كقول الله سبحانه: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} [المطففين: 3] أي: كالوا لهم أو وزنوا لهم). [تأويل مشكل القرآن: 228]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون (3)}؛ أي إذا كالوا لهم أو وزنوا لهم يخسرون، أي ينقصون في الكيل والوزن، ويجوز في اللغة يخسرون.
يقال: أخسرت الميزان وخسرته، ولا أعلم أحدا قرأ في هذا الموضع يخسرون.
ومن تأول معنى {كالوهم}: كالوا لههم- لم يجز أن يقف على كالوا حتى يصلها بـ (هم)، فيقول (كالوهم).
ومن الناس من يجعل "هم" توكيدا لما في كالوا، فيجوز أن تقف فتقول: وإذا كالوا.
والاختيار أن تكون "هم" في موضع نصب، بمعنى كالوا لهم. ولو كانت على معنى كالوا، ثم جاءت "هم" توكيدا، لكان في المصحف ألف مثبة قبل (هم) ). [معاني القرآن: 5/ 297-298]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُخْسِرُونَ} ينقصون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 297]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4)}

تفسير قوله تعالى: {لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5)}

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ليومٍ عظيمٍ * يوم يقوم النّاس لربّ العالمين} وقال: {ليومٍ عظيمٍ} {يوم يقوم النّاس} فجعله في الحين كما تقول "فلان اليوم صالحٌ" تريد به الآن في هذا الحين وتقول هذا بالليل "فلان اليوم ساكنٌ" أي: الآن، أي: هذا الحين.
ولا نعلم أحدا قرأها جرا والجرّ جائز). [معاني القرآن: 4/ 48]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ألا يظنّ أولئك أنّهم مبعوثون (4) ليوم عظيم (5)} يعني يوم القيامة، أي إنهم لو ظنوا أنهم يبعثون ما نقصوا في الكيل والوزن). [معاني القرآن: 5/ 298]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {يوم يقوم النّاس...} هو تفسير اليوم المخفوض لمّا ألقى اللام من الثاني ردّه إلى "مبعوثون، يوم يقوم النّاس" فلو خفضت يوم بالرّد على اليوم الأوّل كان صوابا.
وقد تكون في موضع خفض إلاّ أنها أضيفت إلى يفعل، فنصبت إذ أضيفت إلى غير محضٍ، ولو رفع على ذلك {يوم يقوم النّاس}، كما قال الشاعر:
فكنت كذي رجلين: رجلٌ صحيحةٌ ....... وأخـرى رمـى فيـهـا الـزّمـان فشـلّـت).
[معاني القرآن: 3/ 246]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ليومٍ عظيمٍ * يوم يقوم النّاس لربّ العالمين} وقال: {ليومٍ عظيمٍ} {يوم يقوم النّاس} فجعله في الحين كما تقول "فلان اليوم صالحٌ" تريد به الآن في هذا الحين وتقول هذا بالليل "فلان اليوم ساكنٌ" أي: الآن، أي: هذا الحين ولا نعلم أحدا قرأها جرا والجرّ جائز). [معاني القرآن: 4/ 48](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يوم يقوم النّاس لربّ العالمين (6)} (يوم) منصوب بقوله: {مبعوثون}، المعنى ألا يظنون أنهم يبعثون يوم القيامة.
ولو قرئت "يوم يقوم الناس" بكسر يوم لكان جيّدا على معنى ليوم يقوم الناس.
ولو قرئت بالرفع لكان جيّدا يوم يقوم الناس، على معنى ذلك يوم يقوم الناس، ولا يجوز القراءة إلا بما قرأ به القراء {يوم يقوم النّاس} -بالنصب- لأن القراءة سنة، ولا يجوز أن تخالف بما يجوز في العربية). [معاني القرآن: 5/ 298]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 10:24 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (ومثل الرفع: {طوبى لهم وحسن مآبٍ} يدلّك على رفعها رفع حسن مآبٍ.
وأمّا قوله تعالى جدّه: {ويل يومئذ للمكذبين} و{ويلٌ للمطففين} فإنّه لا ينبغي أن تقول إنّه دعاءٌ ههنا لأنّ الكلام بذلك قبيح واللفظ به قبيحٌ ولكنّ العباد إنّما كلموا بكلامهم وجاء القرآن على لغتهم وعلى ما يعنون فكأنّه والله أعلم قيل لهم ويلٌ للمطففين وويل يومئذٍ للمكذبين أي هؤلاء ممن وجب هذا القول لهم لأنّ هذا الكلام إنّما يقال لصاحب الشّر والهلكة فقيل هؤلاء ممن دخل في الشرّ والهلكة ووجب لهم هذا.
ومثل ذلك قوله تعالى: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى}. فالعلم قد أتى من وراء ما يكون ولكن اذهبا أنتما في رجائكما وطمعكما ومبلغكما من اعلم وليسلهما أكثر من ذا ما لم يعلما
ومثله: {قاتلهم الله} فإنما أجرى هذا على كلام العباد وبه أنزل القرآن.
وتقول ويلٌ له ويلٌ طويلٌ فإن شئت جعلته بدلاً من المبتدأ الأوّل وإن شئت جعلته صفةً له وإن شئت قلت ويلٌ لك ويلاً طويلا تجعل الويل الآخر غير مبدول ولا موصوف به ولكنّك تجعله دائماً أي ثبت لك الويل دائما). [الكتاب: 1/ 331-332] (م)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «كلكم بنو آدم طف الصاع لم تملئوه، ليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى، ولا تسابوا فإنما السبة أن يكون الرجل فاحشا بذيا جبانا».
يروى عن موسى بن علي عن أبيه عن النبي [صلى الله عليه وسلم].
فالطف: هو أن يقرب الإناء من الامتلاء من غير أن يمتلئ، يقال: هو طف المكيال وطفافه: إذا كرب أن يملأه.
ومنه التطفيف في الكيل إنما هو نقصانه؛ أي أنه لم يملأ إلى شفته إنما هو إلى دون ذاك.
وقال الكسائي يقال منه: إناء طفان - إذا فعل ذلك به في الكيل). [غريب الحديث: 2/ 503-505]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (في حديث ابن عمر حين ذكر أن النبي [صلى الله عليه وسلم] سبق الخيل فقال ابن عمر: كنت فارسا يومئذ فسبقت الناس فطفف بي الفرس مسجد بني زريق.
حدثناه ابن علية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر.
قوله: طفف بي مسجد بني زريق يعني أن الفرس وثب به حتى كاد يساوي المسجد. ومنه قيل: إناء طفان، وهو الذي قد قرب أن يمتلئ ويساوي أعلى المكيال، ولهذا سمي التطفيف في الكيل، قوله تعالى: {ويل للمطففين} ويروى عن سلمان أنه قال: الصلاة مكيال فمن وفى وفي له، ومن طفف فقد علمتم ما قال الله عز وجل في المطففين). [غريب الحديث: 5/ 298-299]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فأما قوله عز وجل: {ويلٌ للمطففين} وقوله: {ويلٌ يومئذٍ للمكذبين}. فإنه لا يكون فيه إلا الرفع؛ إذ كان لا يقال: دعاءٌ عليهم، ولكنه إخبارٌ بأن هذا قد ثبت لهم. فإن أضفت فقلت: ويله، وويحه، لم يكن إلا نصباً؛ لأن وجه الرفع قد بطل بأنه لا خبر له، فكذا هذه التي في معنى المصادر). [المقتضب: 3/ 221]


تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2)}

قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ومما يستحسن لفظه ويستغرب معناه، ويحمد اختصاره قول أعرابي من بني كلاب:
فمن يك لم يغرض فإني ونلقتي ....... بحجرٍ إلى أهل الحمى غرضان

تحن فتبدي ما بها من صبابة ....... وأخفي الذي لولا الأسى لقضاني
يريد: لقضى علي، فأخرجه لفصاحة وعلمه بجوهر الكلام أحسن مخرج، قال الله عز وجل: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} والمعنى إذا كالوا لهم أو وزنوا لهم، ألا ترى" أن" أول الآية {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} فهؤلاء أخذوا منهم ثم أعطوهم، وقال الله عز وجل: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً} أي من قومه، وقال الشاعر:
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به ....... فقد تركت ذا مال وذا نشب
أي أمرتك بالخير، ومن ذلك قول الفرزدق:
ومنا الذي اختير الرجال سماحةً ....... وجودًا إذا هب الرياح الزعازع
أي من الرجال. فهذا الكلام الفصيح.
وتقول العرب: أقمت ثلاثًا ما أذوقهن طعامًا ولا شرابًا، أي ما أذوق فيهن، وقال الشاعر:
ويومًا شهدناه سليمًا وعامرًا ....... قليلاً سوى الطعن النهال نوافله
قال أبو الحسن: قوله: "لم يغرض"، أي لم يشتق، يقال: غرضت إلى لقائك، وحننت إلى لقائك، وعطشت إلى لقائك، وجعت إلى لقائك أي اشتقت، أخبرنا بذلك أبو العباس أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي، وأنشدنا عنه:
من ذا رسولٌ ناصحٌ فمبلغٌ ....... عني علية غير قول الكاذب
أني غرضت إلى تناصف وجهها ....... غرض المحب إلى الحبيب الغائب
التناصف: الحسن.
وأما قوله: "لقضاني" فإنما يريد: لقضى علي الموت، كما قال الله عز وجل: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ}، فالموت في النية، وهو معلوم بمنزلة ما نطقت به، فلهذا ناسب قوله عز وجل: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ}، وكذلك قوله: {كَالُوهُمْ} فالشيء المكيل معلوم، فهو بمنزلة ما ذكر في اللفظ، ولا يجوز: مررت زيدًا وأنت تريد: مررت بزيد، لأنه لا يتعدى إلا بحرف جر، وذلك أن فعل الفاعل في نفسه، وليس فيه د ليل على المفعول نفسه، وليس هذا بمنزلة ما يتعدى إلى مفعولين، فيتعدى إلى أحدهما بحرف جر، وإلى الآخر بنفسه، لأن قولك: اخترت الرجال زيدًا، قد علم بذكرك "زيدًا" أن حرف الجر محذوف من الأول. فأما قول الشاعر وهو جرير وإنشاد أهل الكوفة له، وهو قوله:
تمرون الديار ولم تعوجوا ....... كلامكم علي إذًا حرام
ورواية بعضهم له: "أتمضون الديار" فليس بشيء لما ذكرت لك، والسماع الصحيح والقياس المطرد لا تعترض عليه الرواية الشاذة. أخبرنا أبو العباس محمد بن يزيد قال: قرأت على عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير:
مررتم بالديار ولم تعوجوا
فهذا يدلك على أن الرواية مغيرةٌ
فأما قولهم: أقمت ثلاثًا ما أذوقهن طعامًا ولا شرابًا، وقول الراجز:
قد صبحت صبحها السلام ....... بكبد خالطها سنام
في ساعة يحبها الطعام ....... ...

يريد في ساعة يحب فيها الطعام، وكذلك الأول، معناه: ما أذوق فيهن، فليس هذا عندي من.باب قوله جل وعلا: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ} إلا في الحذف فقط، وذلك أن ضمير الظرف تجعله العرب مفعولاً على السعه، كقولهم: يوم الجمعة سرته، ومكانكم قمته، وشهر رمضان صمته، فهذا يشبه في السعة في السعة بقوله: زيد ضربته وما أشبه، فهذا بينٌ). [الكامل: 1/ 46-50]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: ولوا أو أغاروا إذا طلبوا أو هربوا. وقوله: يصيدك أي يصيد لك، يقال: صدتك ظبيًا، قال الله عز وجل: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}. أي كالوا لهم، أو وزنوا لهم، يقال: كلتك ووزنتك، لأنه قد قال تعالى أولاً: {إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} ). [الكامل: 2/ 971] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ}: يزيدون ما على الناس، ومن الناس). [مجالس ثعلب: 8]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)}

قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ومما يستحسن لفظه ويستغرب معناه، ويحمد اختصاره قول أعرابي من بني كلاب:
فمن يك لم يغرض فإني ونلقتي ....... بحجرٍ إلى أهل الحمى غرضان

تحن فتبدي ما بها من صبابة ....... وأخفي الذي لولا الأسى لقضاني
يريد: لقضى علي، فأخرجه لفصاحة وعلمه بجوهر الكلام أحسن مخرج، قال الله عز وجل: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} والمعنى إذا كالوا لهم أو وزنوا لهم، ألا ترى" أن" أول الآية {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} فهؤلاء أخذوا منهم ثم أعطوهم، وقال الله عز وجل: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً} أي من قومه، وقال الشاعر:
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به ....... فقد تركت ذا مال وذا نشب
أي أمرتك بالخير، ومن ذلك قول الفرزدق:
ومنا الذي اختير الرجال سماحةً ....... وجودًا إذا هب الرياح الزعازع
أي من الرجال. فهذا الكلام الفصيح.
وتقول العرب: أقمت ثلاثًا ما أذوقهن طعامًا ولا شرابًا، أي ما أذوق فيهن، وقال الشاعر:
ويومًا شهدناه سليمًا وعامرًا ....... قليلاً سوى الطعن النهال نوافله
قال أبو الحسن: قوله: "لم يغرض"، أي لم يشتق، يقال: غرضت إلى لقائك، وحننت إلى لقائك، وعطشت إلى لقائك، وجعت إلى لقائك أي اشتقت، أخبرنا بذلك أبو العباس أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي، وأنشدنا عنه:
من ذا رسولٌ ناصحٌ فمبلغٌ ....... عني علية غير قول الكاذب

أني غرضت إلى تناصف وجهها ....... غرض المحب إلى الحبيب الغائب
التناصف: الحسن.
وأما قوله: "لقضاني" فإنما يريد: لقضى علي الموت، كما قال الله عز وجل: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ}، فالموت في النية، وهو معلوم بمنزلة ما نطقت به، فلهذا ناسب قوله عز وجل: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ}، وكذلك قوله: {كَالُوهُمْ} فالشيء المكيل معلوم، فهو بمنزلة ما ذكر في اللفظ، ولا يجوز: مررت زيدًا وأنت تريد: مررت بزيد، لأنه لا يتعدى إلا بحرف جر، وذلك أن فعل الفاعل في نفسه، وليس فيه د ليل على المفعول نفسه، وليس هذا بمنزلة ما يتعدى إلى مفعولين، فيتعدى إلى أحدهما بحرف جر، وإلى الآخر بنفسه، لأن قولك: اخترت الرجال زيدًا، قد علم بذكرك "زيدًا" أن حرف الجر محذوف من الأول. فأما قول الشاعر وهو جرير وإنشاد أهل الكوفة له، وهو قوله:
تمرون الديار ولم تعوجوا ....... كلامكم علي إذًا حرام
ورواية بعضهم له: "أتمضون الديار" فليس بشيء لما ذكرت لك، والسماع الصحيح والقياس المطرد لا تعترض عليه الرواية الشاذة. أخبرنا أبو العباس محمد بن يزيد قال: قرأت على عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير:
مررتم بالديار ولم تعوجوا
فهذا يدلك على أن الرواية مغيرةٌ
فأما قولهم: أقمت ثلاثًا ما أذوقهن طعامًا ولا شرابًا، وقول الراجز:
قد صبحت صبحها السلام ....... بكبد خالطها سنام
في ساعة يحبها الطعام ....... ...
يريد في ساعة يحب فيها الطعام، وكذلك الأول، معناه: ما أذوق فيهن، فليس هذا عندي من.باب قوله جل وعلا: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ} إلا في الحذف فقط، وذلك أن ضمير الظرف تجعله العرب مفعولاً على السعه، كقولهم: يوم الجمعة سرته، ومكانكم قمته، وشهر رمضان صمته، فهذا يشبه في السعة في السعة بقوله: زيد ضربته وما أشبه، فهذا بينٌ). [الكامل: 1/ 46-50] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (تأويل قوله: "نآني" يكون على ضربين، يكون أبعدني، وأحسن [من] ذلك أن يقول: "أنآني". وقد رويت هذه اللغة الأخرى، وليست بالحسنة، وإنما جاءت في حروف: يقال غاض الماء وغضته، ونزحت البئر ونزحته، وهبط الشيء وهبطنه، وبنو تميم يقولون: أهبطته، وأحرف سوى هذه يسيرة. والوجه في "فعل أفعلته"، نحو دخل وأدخلته، مات وأماته الله، فهذا الباب المطرد.ويكون "نآني" في موضع" نأى عني"، كما قال عز وجل: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} أي كالوا لهم أو وزنوا لهم). [الكامل: 1/ 482-483]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: ولوا أو أغاروا إذا طلبوا أو هربوا. وقوله: يصيدك أي يصيد لك، يقال: صدتك ظبيًا، قال الله عز وجل: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}. أي كالوا لهم، أو وزنوا لهم، يقال: كلتك ووزنتك، لأنه قد قال تعالى أولاً: {إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} ). [الكامل: 2/ 971]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقولها:
فلا والله لا تسلاك نفسي
تريد:لا تسلو عنك, كقوله عز وجل: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}, أي كالوا لهم أو وزنوا لهم). [الكامل: 3/ 1418-1419]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4)}

تفسير قوله تعالى: {لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5)}

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)}


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:13 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:13 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:13 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:13 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {ويلٌ لّلمطفّفين * الّذين إذا اكتالوا على النّاس يستوفون * وإذا كالوهم أو وّزنوهم يخسرون * ألا يظنّ أولئك أنّهم مّبعوثون * ليومٍ عظيمٍ * يوم يقوم النّاس لربّ العالمين}.
قوله تعالى: {ويلٌ}؛ معناه: الثّبور والحزن والشّقاء الأدوم.
وقد روي عن ابن مسعودٍ وغيره أن وادياً في جهنّم يسمّى ويلاً.
ورفع {ويلٌ} على الابتداء، ورفعه على معنى: ثبت لهم واستقرّ. وما كان في حيّز الدعاء والترقّب فهو منصوبٌ، نحو قولهم: رعياً وسقياً.
و(المطفّف) الذي ينقص الناس حقوقهم. والتطفيف: النّقصان، أصله من الشيء الطّفيف، وهو النّزر. والمطفّف إنما يأخذ بالميزان شيئاً طفيفاً.
وقال سلمان: الصلاة مكيالٌ، فمن أوفى أوفي له، ومن طفّف فقد علمتم ما قال اللّه تعالى في المطفّفين.
وقال بعض العلماء: يدخل التطفيف في كلّ عملٍ وقولٍ. ومنه قول عمر رضي اللّه عنه: طفّفت معناه: نقصت الأجر أو العمل.
ولذلك قال مالكٌ رحمه اللّه: يقال لكلّ شيءٍ: وفاءٌ وتطفيفٌ. فجاء بالنّقيضين، وقد ذهب بعض الناس إلى أنّ التطفيف هو تجاوز الحدّ في وفاءٍ أو نقصانٍ، والمعنى والقرائن -بحسب قولٍ قولٍ- تبيّن المراد. وهذا عندي حدٌّ صحيحٌ، وقد بيّن اللّه تعالى أن التطفيف ههنا إنما أراد به أمر الوزن والكيل). [المحرر الوجيز: 8/ 556-557]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{اكتالوا على النّاس}؛ معناه: قبضوا منهم). [المحرر الوجيز: 8/ 557]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{كالوهم}؛ معناه: أقبضوهم، يقال: كلت منك واكتلت عليك. ويقال: كلتك وكلت لك. فلمّا حذفت اللام تعدّى الفعل. قاله الفرّاء والأخفش، وأنشد أبو زيدٍ:
ولقد جنيتك أكمؤاً وعساقلاً ....... ولقد نهيتك عن بنات الأوبر
وعلى هذا المعنى هي قراءة الجمهور، وكان عيسى بن عمر يجعلها حرفين ويقف على (كالوا)، (أو وزنوا) ويبتدئ: (هم يخسرون) أي: إذا كالوا أو وزنوا.
ورويت عن حمزة، فقوله تعالى (هم) تأكيدٌ للضمير.
وظاهر هذه الآية يقتضي أنّ الكيل والوزن على البائع، وليس ذلك بالجليّ، وصدر الآية هو في المشترين، قدّمهم بأنهم يستوفون ويشاحّون في ذلك؛ إذ لا تمكنهم الزيادة على الاستيفاء؛ لأنّ البائع يحفظ نفسه، فهذا مبلغ قدرتهم في ترك الفضيلة والسماحة والمندوب إليه.
ثمّ ذكر تعالى أنهم إذا باعوا أمكنهم من الظّلم والتطفيف أن يخسروا؛ لأنهم يتولّون الكيل للمشتري منهم، وكذلك هم بحالة من يخسر البائع إن قدر.
و{يخسرون} تعدّى بالهمزة، يقال: خسر الرجل وأخسر غيره، والمفعول بـ (كالوا) محذوفٌ). [المحرر الوجيز: 8/ 557-558]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ وقفهم تعالى على أمر القيامة وذكّرهم بها، وهذا يؤيّد أنها نزلت بالمدينة في قومٍ مؤمنين، وأريد بها مع ذلك من غير هذه الأمة. و{يظنّ} هنا بمعنى يتحقّق ويعلم). [المحرر الوجيز: 8/ 558]

تفسير قوله تعالى: {لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(اليوم العظيم) يوم القيامة). [المحرر الوجيز: 8/ 558]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{يوم} ظرفٌ عمل فيه فعلٌ مقدّرٌ؛ (تبعثون) ونحوه،. وقال الفرّاء: هو بدلٌ من (يومٍ عظيمٍ) لكنّه مبنيٌّ، ويأبى ذلك البصريّون؛ لأنه مضافٌ إلى معربٍ.
و(قيام الناس فيه لربّ العالمين) يختلف الناس فيه بحسب منازلهم؛ فروي عن عبد اللّه بن عمرٍو، عن النبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] أنه يقام فيه خمسين ألف سنةٍ. وهذا بتقدير شدّته.
وقيل: ثلاثمائة سنةٍ. قاله النبيّ [عليه الصلاة والسلام]. وقال ابن عمر: مائة سنةٍ. وقيل: ثمانون سنةً. وقال ابن مسعودٍ: أربعون سنةً رافعي رءوسهم إلى السماء، لا يؤمرون ولا يكلّمون. وقيل غير هذا.
وفي هذا كلّه آثارٌ مرويّةٌ؛ ومعناها: أنّ كلّ مدّةٍ لقومٍ ما تقتضي حالهم وشدّة أمرهم ذلك، وروي أنّ القيام فيه على المؤمن هو على ما بين الظهر والعصر. وروي أنه على بعض الناس على قدر صلاةٍ مكتوبةٍ، وفي هذا القيام إلجام العرق للناس، وهو أيضاً مختلفٌ؛ فيروى عن النبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] من طريق عقبة بن عامرٍ:
«أنه يلجم الكافر إلجاماً». ويروى أن بعض الناس يكون فيه إلى أنصاف ساقيه، وبعضهم إلى فوق، وبعضهم إلى أسفل). [المحرر الوجيز: 8/ 558-559]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:14 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:14 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(بسم اللّه الرّحمـن الرّحيم
{ويلٌ لّلمطفّفين * الّذين إذا اكتالوا على النّاس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون * ألا يظنّ أولئك أنّهم مّبعوثون * ليومٍ عظيمٍ * يوم يقوم النّاس لربّ العالمين}.
قال النّسائيّ وابن ماجه: أخبرنا محمّد بن عقيلٍ، زاد ابن ماجه وعبد الرّحمن بن بشرٍ قالا: حدّثنا عليّ بن الحسين بن واقدٍ، حدّثني أبي، عن يزيد، هو ابن أبي سعيدٍ النّحويّ مولى قريشٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: لمّا قدم نبيّ اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] المدينة كانوا من أخبث النّاس كيلاً؛ فأنزل اللّه: {ويلٌ للمطفّفين}؛ فحسّنوا الكيل بعد ذلك.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا جعفر بن النّضر بن حمّادٍ، حدّثنا محمّد بن عبيدٍ، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن عبد اللّه بن الحارث، عن هلال بن طلقٍ، قال: بينا أنا أسير مع ابن عمر فقلت: من أحسن هيئةً وأوفاه كيلاً، أهل مكّة والمدينة؟ قال: حقّ لهم. أما سمعت اللّه يقول: {ويلٌ للمطفّفين}.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا أبو السّائب، حدّثنا ابن فضيلٍ، عن ضرارٍ، عن عبد اللّه المكتب، عن رجلٍ، عن عبد اللّه قال: قال له رجلٌ: يا أبا عبد الرّحمن، إنّ أهل المدينة ليوفون الكيل.
قال: وما يمنعهم أن يوفوا الكيل وقد قال اللّه: {ويلٌ للمطفّفين}، حتّى بلغ: {يوم يقوم النّاس لربّ العالمين}.
فالمراد بالتّطفيف ههنا البخس في المكيال والميزان؛ إمّا بالازدياد إن اقتضى من النّاس، وإمّا بالنّقصان إن قضاهم، ولهذا فسّر تعالى المطفّفين الّذين وعدهم بالخسار والهلاك وهو الويل بقوله: {الّذين إذا اكتالوا على النّاس}؛ أي: من النّاس، {يستوفون}؛ أي: يأخذون حقّهم بالوافي والزّائد). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 346]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون}؛ أي: ينقصون.
والأحسن أن يجعل (كالوا) و(وزنوا) متعدّياً، ويكون (هم) في محلّ نصبٍ، ومنهم من يجعلها ضميراً مؤكّداً للمستتر في قوله: (كالوا) و(وزنوا)، ويحذف المفعول لدلالة الكلام عليه، وكلاهما متقاربٌ،
وقد أمر اللّه تعالى بالوفاء في الكيل والميزان، فقال: {وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خيرٌ وأحسن تأويلاً}.
وقال: {وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلّف نفساً إلاّ وسعها}.
وقال: {وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان}؛ وأهلك اللّه قوم شعيبٍ وذمّهم على ما كانوا يبخسون النّاس في المكيال والميزان). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 346-347]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال اللّه متوعّداً لهم: {ألا يظنّ أولئك أنّهم مبعوثون * ليومٍ عظيمٍ}؛ أي: أما يخاف أولئك من البعث والقيام بين يدي من يعلم السّرائر والضّمائر في يومٍ عظيم الهول كثير الفزع جليل الخطب من خسر فيه أدخل ناراً حاميةً؟! ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 347]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يوم يقوم النّاس لربّ العالمين}؛ أي: يوم يقومون حفاةً عراةً غرلاً في موقفٍ صعبٍ حرجٍ ضيّقٍ ضنكٍ على المجرم، ويغشاهم من أمر اللّه ما تعجز القوى والحواسّ عنه.
قال الإمام مالكٌ عن نافعٍ، عن ابن عمر، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال:
«{يوم يقوم النّاس لربّ العالمين}؛ حتّى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه». رواه البخاريّ من حديث مالكٍ وعبد اللّه بن عونٍ، كلاهما عن نافعٍ به، ورواه مسلمٌ من الطّريقين أيضاً، وكذلك رواه أيّوب وصالح بن كيسان وعبد اللّه وعبيد اللّه ابنا عمر ومحمّد بن إسحاق، عن نافعٍ، عن ابن عمر به.
ولفظ الإمام أحمد: حدّثنا يزيد، أخبرنا ابن إسحاق، عن نافعٍ، عن ابن عمر سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول:
«{يوم يقوم النّاس لربّ العالمين}: لعظمة الرّحمن عزّ وجلّ يوم القيامة حتّى إنّ العرق ليلجم الرّجال إلى أنصاف آذانهم».
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق، حدّثنا ابن المبارك، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابرٍ، حدّثني سليم بن عامرٍ، حدّثني المقداد، يعني ابن الأسود الكنديّ، قال: سمعت رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] يقول:
«إذا كان يوم القيامة أدنيت الشّمس من العباد حتّى تكون قدر ميلٍ أو ميلين».
قال:
«فتصهرهم الشّمس فيكونون في العرق كقدر أعمالهم، ومنهم من يأخذه إلى عقبيه، ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من يأخذه إلى حقويه، ومنهم من يلجمه إلجاماً».
رواه مسلمٌ عن الحكم بن موسى، عن يحيى بن حمزة، والتّرمذيّ عن سويدٍ، عن ابن المبارك، كلاهما عن ابن جابرٍ به.
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا الحسن بن سوّارٍ، حدّثنا اللّيث بن سعدٍ، عن معاوية بن صالحٍ، أنّ أبا عبد الرّحمن حدّثه، عن أبي أمامة، أنّ رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] قال:
«تدنو الشّمس يوم القيامة على قدر ميلٍ ويزداد في حرّها كذا وكذا، تغلي منها الهوامّ كما تغلي منها القدور، يعرقون فيها على قدر خطاياهم، منهم من يبلغ إلى كعبيه، ومنهم من يبلغ إلى ساقيه، ومنهم من يبلغ إلى وسطه، ومنهم من يلجمه العرق».
انفرد به أحمد.
حديثٌ آخر قال الإمام أحمد: حدّثنا حسنٌ، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو عشانة حيّ بن يؤمن، أنّه سمع عقبة بن عامرٍ يقول: سمعت رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] يقول:
«تدنو الشّمس من الأرض فيعرق النّاس، فمن النّاس من يبلغ عرقه عقبيه، ومنهم من يبلغ إلى نصف السّاق، ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغ العجز، ومنهم من يبلغ الخاصرة، ومنهم من يبلغ منكبه، ومنهم من يبلغ وسط فيه». وأشار بيده فألجمها فاه - رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يشير بيده هكذا- «ومنهم من يغطّه عرقه». وضرب بيده إشارةً، انفرد به أحمد.
وفي حديثٍ: أنّهم يقومون سبعين سنةً لا يتكلّمون، وقيل: يقومون ثلاثمائة سنةٍ. وقيل: يقومون أربعين ألف سنةٍ، ويقضى بينهم في مقدار عشرة آلاف سنةٍ، كما في صحيح مسلمٍ عن أبي هريرة مرفوعاً:
«في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ».
وقد قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا أبو عونٍ الزّياديّ، أخبرنا عبد السّلام بن عجلان، سمعت أبا يزيد المدنيّ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] لبشيرٍ الغفاريّ:
«كيف أنت صانعٌ في يومٍ يقوم النّاس فيه ثلاثمائة سنةٍ لربّ العالمين من أيّام الدّنيا، لا يأتيهم فيه خبرٌ من السّماء ولا يؤمر فيهم بأمرٍ؟». قال بشيرٌ: المستعان اللّه. قال: «فإذا أويت إلى فراشك فتعوّذ باللّه من كرب يوم القيامة وسوء الحساب».
ورواه ابن جريرٍ من طريق عبد السّلام به.
وفي سنن أبي داود أنّ رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] كان يتعوّذ باللّه من ضيق المقام يوم القيامة.
وعن ابن مسعودٍ، يقومون أربعين سنةً رافعي رؤوسهم إلى السّماء، لا يكلّمهم أحدٌ، قد ألجم العرق برّهم وفاجرهم. وعن ابن عمر: يقومون مائة سنةٍ. رواهما ابن جريرٍ.
وفي سنن أبي داود والنّسائيّ وابن ماجه من حديث زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالحٍ، عن أزهر بن سعيدٍ الحرازيّ، عن عاصم بن حميدٍ، عن عائشة أنّ رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] كان يفتتح قيام اللّيل؛ يكبّر عشراً، ويحمد عشراً، ويسبّح عشراً، ويستغفر عشراً، ويقول:
«اللّهمّ اغفر لي واهدني وارزقني وعافني». ويتعوّذ من ضيق المقام يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 347-349]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة